اهلا وسهلآ بكم لبيك يا حسيــــــــــــن

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015

القسم المتوفر فيها الموظوع :

أهمية مجلس خبراء القيادة

يحصل في هذا المجلس انتخابان مهمان: الأول قيام الناس بانتخاب معتمديهم، وأهم عمل يقوم به هؤلاء المعتمدون هو الانتخاب الذي سيقومون به لاحقاً. والانتخاب الثاني هو انتخاب القيادة. يوجد هنا انتخابان، بمعنى أن مجلس الخبراء مظهر مشاركة الشعب والحالة الشعبية وتدخل أصوات الناس وأذواقهم. وليس لدينا أي مؤسسة أخرى على هذا الشكل يحصل في داخلها انتخابان يدلان على الإرادات والنوايا المستقلة. الانتخاب الثاني هو انتخاب القيادة. والفارق مع سائر الانتخابات الجماعية هو أن المعيار والملاك هنا هو الفقه، أي القيم الإسلامية. إذن، انتخابهم انتخاب لسيادة القيم الإسلامية، ولتطبيق الأحكام الإسلامية، ولتحقيق الإسلام في واقع الحياة. لم تأت الأديان الإلهية لتبقى في الأذهان فقط، بل يجب أن تتحقق في واقع الحياة. طيب، هذا يحتاج لأدوات ووسائل، والأداة هنا هي مجلس الخبراء الذي يضمن عن هذا الطريق سيادة القيم الإلهية وتطبيق أحكام الله وسيادة دين الله وسيادة الإسلام. كما أن هذا المجلس تجسيد لأصوات الشعب والديمقراطية الدينية أو الديمقراطية الإسلامية، أي إن تجسيد الديمقراطية الإسلامية بشكلها الكامل التام هو في الواقع هذا المجلس. هنا تكمن أهمية المجلس. عندما يتشكل هذا المجلس ويعبر عن جهوزيته واستقلاله الفكري ووعيه فهذا ما سيبعث السكينة والطمأنينة في قلوب المؤمنين. والواقع أن هذه السكينة تنتشر وتعمّ من هذا المجلس في عموم المجتمع. وعليه فالمهم هو التدقيق اللازم في مراحل كلا الانتخابين، في انتخاب الشعب للخبراء، وفي انتخاب الخبراء للقائد، ينبغي مراعاة التدقيقات اللازمة والاستقلال الفكري بشكل كامل. ولدينا في باب الانتخابات نقاط سنذكرها لاحقاً، ولا نروم الخوض هنا في ذلك الموضوع.
مجلس الخبراء يجب أن يتصف بالاستقلال الفكري، وسوف أذكر على أي أساس يقوم هذا الاستقلال الفكري. المهم أن لا يكون أسيراً للكليشات المفروضة من قبل نظام الهيمنة. هناك أفكار ومفاهيم تبث من قبل إعلام نظام الهيمنة الواسع ليل نهار في كل العالم، ومن أهم الأمور أن لا نقع أسرى في هذا الشراك. وهذه التوصية ليست فقط لمجلس الخبراء، بل هي توصية لكل مسؤولي البلاد ولكل أركان النظام، بل هي توصية لكل المتخصصين - المتخصصين السياسيين والاجتماعيين والدينيين - بأن يحذروا: ﴿وَاِن تُطِع اَكثَرَ مَن فِي الاَرضِ يضِلّوك عَن سَبيلِ الله﴾ (4)، ليعلموا هذا. ليس الأمر بحيث أنهم إذا ركزوا بحجم هائل من الإعلام على موضوع بعينه وشددوا عليه وكرروه وذكروه بأساليب ولغات مختلفة، فسنكون مضطرين نحن أيضاً للسير مع التيار وطرح نفس الشيء وتكراره، لا، نحن لدينا مبانينا الخاصة، وفكرنا الخاص...
التفاصیل

المشرف : الشيخ ابو علي الفاطمي @@ 2015 @@

Designed by Templateism