اهلا وسهلآ بكم لبيك يا حسيــــــــــــن

السبت، 12 سبتمبر 2015

ينساق الإنسان الصادق في نيته لينخرط في العمل ضمن مخططات العدو

#الإمام_الخامنئي:في بعض الأحيان ينساق الإنسان الصادق في نيته لينخرط في العمل ضمن مخططات العدو بسبب فقدانه للبصيرة.١٧/٠٨/٢٠١٥

المرجع السيستاني يدعو لتقييم اداء المسؤولين على اساس مهني ومراقبة صارمة لاموال دعم المنتوج الوطني


المرجع السيستاني يدعو لتقييم اداء المسؤولين على اساس مهني ومراقبة صارمة لاموال دعم المنتوج الوطني

٢٠١٥/٩/١١
دعا المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني الى اعادة تقييم اداء المسؤولين في الحكومة على اساس مهني وموضوعي، والقيام باستبدال من يثبت عدم كفاءتهم في اداء مهامهم بأشخاص اخرين بعيداً عن المحاصصة الحزبية او الانتماء الطائفي او المناطقي او العشائري كما دعا الى اتخاذ اجراءات صارمة في مراقبة صرف مبلغ خمسة تريليونات دينار الممنوحة للمصارف الزراعية والصناعية والمصرف العقاري وصندوق الاسكان وعدم السماح لرؤوس الفساد واصحاب الجشع والطمع من ان تمتد ايديها اليها كما امتدت الى مئات المليارات التي ذهبت هباءً في السنوات الماضية باسم آلاف المشاريع الوهمية.
وقال ممثل المرجع السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 26/ذو القعدة/1436هـ الموافق 11/9/2015م ما نصه "ان قرار مجلس الوزراء الاخير بتخفيض رواتب كبار المسؤولين في الدولة يعد خطوة في الاتجاه الصحيح للإصلاح الذي يطالب به الشعب، ومن الخطوات المهمة الاخرى – تحقيقاً لدرجة من العدالة الاجتماعية- هو اقرار سلم الرواتب الجديد الذي يلغي الفوارق غير المنطقية بين موظفي الدولة في رواتبهم ومخصصاتهم وينصف الذين خصصت لهم رواتب قليلة لا توفر الحد الادنى من العيش الكريم.,مجددا تاكيد المرجعية على الخطوات الاساسية للإصلاح وملاحقة ومحاسبة الفاسدين واسترجاع ما استولوا عليه من الاموال بغير وجه حق-،داعيا الى تقييم اداء المسؤولين في الحكومة على اساس مهني وموضوعي، والقيام باستبدال من يثبت عدم كفاءتهم في اداء مهامهم بأشخاص اخرين يبنى اختيارهم على اساس الكفاءة والنزاهة والحرص على مصالح الشعب، وينبغي ان يكون اختيار البديل مستنداً الى قرار جمع من ذوي الخبرة والاختصاص في مهام الوزارات حتى لا يكون هنالك مجال للاتهام بالتفرد وعدم الموضوعية في الاختيار.
واضاف "من الواضح ان التغيير ليس مطلوباً في حد ذاته بل المطلوب هو التغيير نحو الافضل ولا يكون ذلك الا برعاية الضوابط المهنية في اية عملية استبدال بعيداً عن المحاصصة الحزبية او الانتماء الطائفي او المناطقي او العشائري ونحو ذلك"
ودعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبته الثانية من الصحن الحسيني الشريف وحضرتها وكالة نون الخبرية ودعا الى اتخاذ اجراءات صارمة في مراقبة صرف مبلغ خمسة تريليونات دينار الممنوحة للمصارف الزراعية والصناعية والمصرف العقاري وصندوق الاسكان وعدم السماح لرؤوس الفساد واصحاب الجشع والطمع من ان تمتد ايديها اليها كما امتدت الى مئات المليارات التي ذهبت هباءً في السنوات الماضية باسم آلاف المشاريع الوهمية بقوله "ان الخطوة الاخيرة التي اتخذتها الحكومة بإقراض البنك المركزي العراقي مبلغ خمسة تريليونات دينار للمصارف الزراعية والصناعية والمصرف العقاري وصندوق الاسكان تحتاج الى اجراءات صارمة في مراقبة صرف هذه المبالغ في المواضع الصحيحة وعدم السماح لرؤوس الفساد واصحاب الجشع والطمع من ان تمتد ايديها اليها كما امتدت الى مئات المليارات التي ذهبت هباءً في السنوات الماضية باسم آلاف المشاريع الوهمية.،مبينا ان هذه الاموال لو صرفت وفق خطط صحيحة لأمكن معالجة عدد من الملفات المهمة ومنها ملفا البطالة وتنويع القاعدة الانتاجية للبلد، داعيا الى ضرورة اتخاذ خطوات تكميلية لتحقيق هذا الهدف كحماية المنتوج الوطني الذي لا يمكن في الوضع الحالي من ان ينافس المستورد الخارجي في السعر والجودة.
ودعت المرجعية الدينية العليا الحكومة المركزية ان تولي اهتماماً خاصا للمعاناة الازلية للمواطنين الكرام في محافظة البصرة وشكاواهم المستمرة من عدم توفر الماء الصالح للاستخدام البشري،حيث قال سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بهذا الامر ما نصه "الذي تكرر الحديث بشأن نواقصه المتنوعة- نريد ان نشير هنا الى المعاناة الازلية للمواطنين الكرام في محافظة البصرة وشكاواهم المستمرة من عدم توفر الماء الصالح للاستخدام البشري حتى للاستحمام فضلا ً عن الشرب، وهذا من غرائب الوضع في العراق حيث تعد البصرة المصدر الاهم لموارده المالية ولكن اهلها يعانون من عدم توفر خدمة اساسية ملحة وهي الماء الصالح للاستخدام.مبينا ان المتوقع من الحكومة المركزية ان تولي اهتماماً خاصاً بهذا الملف المهم ولا تتوانى عن وضع حلول جذرية لهذه المشكلة الكبيرة في هذه المحافظة المضحية والمعطاء.
ومع اطلالة العام الدراسي الجديد الذي يتزامن مع الظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق بينت المرجعية الدينية العليا من خلال ممثلها في كربلاء عدة امور منها
1- ان الارقام التي تنشرها بعض المنظمات العالمية عن تزايد نسبة الامية في العراق خصوصاً بين الاناث تؤشر الى مخاطر مستقبلية على عملية بناء الانسان العراق علمياً وتربوياً، وقد اصبح لزاماً على الجهات المعنية اتخاذ الاجراءات الكفيلة بتطبيق قانون التعليم الالزامي وحث الاباء والامهات من خلال برامج اعلامية مكثفة على ادخال اطفالهم الى المدارس، وفي نفس الوقت منع تسرب الطلبة من مقاعد الدراسة لأسباب اقتصادية او غيرها..
2- ان العملية التعليمية الصحيحة تتقوم بجهود اركانها وهي وزارة التربية وادارة المدرسة والكادر التعليمي واولياء امور الطلبة، وقد تطورت اساليب التعليم في عالم اليوم كثيراً، فالمطلوب من الجهات المعنية ان تسعى الى اتباع الطرق التدريسية والتعليمية الحديثة في مدارسنا واستعمال وسائل متطورة للتعليم من اجل ان يكسب الطلبة مهارات علمية وقدرات ذهنية تناسب طبيعة العصر الحاضر.
3- كما ان المطلوب من المعلمين مزيد الاهتمام بالجانب التربوي ولا سيما ان العراق تعرض الى ظروف استثنائية من حروب وازمات متتالية انعكست سلباً على بناء شخصية الكثير من اطفاله في مقوماتها الوطنية والنفسية والاخلاقية، ونأمل من وزارة التربية ومؤسساتها وادارات المدارس الاهتمام بهذا الجانب بما يحقق البناء الاكمل والافضل للطلاب.
4- ان عملية الاصلاح الشاملة التي ندعو اليها جميعاً لابد ن تشمل العملية التربوية والتعليمية في المدارس والجامعات، ومن الضروري مراجعة شاملة لأسس هذه العملية واصلاحها من خلال العناية بمقومات الرصانة والمتانة للمستوى العلمي للطالب والاهتمام ببناء شخصيته الاخلاقية والوطنية"
واختتم ممثل المرجع السيستاني بقوله وفقنا الله جميعاً للصلاح والاصلاح ونسأله ان ينصر قواتنا المسلحة البطلة ومن يساندوهم من المتطوعين الكرام وابناء العشائر الغيارى في منازلتهم ضد قوى الارهاب"

السيستاني يدعو إلى الإسراع في الإصلاحات وطرد الفاسدين


شدد المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني على ضرورة الإسراع في وتيرة الإصلاحات التي تشهدها البلاد حاليًا بعيدًا عن المحاصصة الطائفية والحزبية، ودعا إلى تقويم أداء المسؤولين وطرد غير الكفوئين، والعودة إلى اعتماد قانون التعليم الإلزامي. وحذر من استيلاء فاسدين على قرض قيمته 5 مليارات دولارات، قدمه البنك المركزي إلى مؤسسات محلية لتحسين أدائها، مؤكدًا ضرورة معالجة نقص الماء في محافظة البصرة.

أسامة مهدي: قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني في خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) وتابعتها "إيلاف" عبر قنوات محلية ان قرار الحكومة الأخير بتخفيض مرتبات كبار المسؤولين هو خطوة في الاتجاه الصحيح نحو الاصلاح الذي يطالب به الشعب.. داعيا الى خطوة اخرى تحقق العدالة الاجتماعية، من خلال إقرار سلم الرواتب الجديد الذي يلغي الفوارق غير المنطقية في رواتب موظفي الدولة ومخصصاتهم، وينصف أصحاب المرتبات الصغيرة التي لا تمكن من العيش الكريم.
إسراع في الإصلاح بعيدًا عن المحاصصة 
أضاف الكربلائي انه اضافة الى ملاحقة الفاسدين واسترجاع اموال الشعب التي نهبوها، فيجب اعادة النظر في اداء المسؤولين على اساس مهني، واستبدال من يثبت عدم كفاءتهم من خلال تقويم مبني على اساس النزاهة والكفاءة والحرص على مصالح الشعب يقوم به اصحاب الاختصاص حتى لا تُطلق اتهامات بالتفرد بالقرارات.
وشدد على ان التغيير ليس مطلوبًا بحد ذاته، وانما التغيير نحو الافضل هو المطلوب، وهذا لن يتم الا عبر ضوابط مهنية بعيدا عن المحاصصة الحزبية او الانتماء الطائفي والمناطقي والعشائري. وقال ان المطلوب الآن هو اجراءات شاملة تحقق الاصلاح بوتيرة اسرع، عبر قرارات تتخذها الحكومة لإرضاء الشعب وتحقيق تطلعاته.
تحذير من استيلاء فاسدين على قرض
واوضح ان الخطوة الاخيرة التي اتخذتها الحكومة بقيام البنك المركزي باقراض مبلغ 5 ترليونات دينار عراقي (حوالى 5 مليارات دولار اميركي) الى المصارف الزراعية والصناعية والعقارية تحتاج إلى اجراءات صارمة لمراقبة صرف هذا المبلغ في مواقعه الصحيحة، وعدم السماح لرؤوس الفساد والطامعين الجشعين بأن يمدوا ايديهم اليه، كما امتدت الى مئات المليارات من المبالغ المالية خلال السنوات الماضية باسم مشاريع، ثبت انها كانت وهمية، ولو انفقت بشكل صحيح، لتمت معالجة الكثير من المعضلات التي يواجهها العراق حاليا، وفي مقدمها معالجة البطالة وتقديم الخدمات وتوسيع قاعدة الانتاج المحلية. ودعا الى حماية المنتوج المحلي الذي لا يستطيع الان منافسة المنتوج الاجنبي جودة وسعرا.
البصرة تعاني العطش
وحول ملف الخدمات ونواقصه، فقد أشار الكربلائي الى ان مواطني محافظة البصرة الجنوبية، ثاني اكبر محافظات العراق، تعاني من عدم توافر الماء الصالح للاستخدام البشري.. منوها بان هذا الامر هو من غرائب الاوضاع العراقية.. فالبصرة وبما تملكه من حقول نفطية هي مصدر ثروات البلاد وأموالها، لكن اهلها يعانون العطش ونقص الخدمات. وطالب الحكومة بإيلاء هذه المشكلة اهتماما كبيرا، والعمل على معالجتها ووضع حلول سريعة تعالجها.
دعوة الى التعليم الالزامي
ولمناسبة بدء العام الدراسي في العراق اشار معتمد السيستاني الى ان هذا يتزامن مع ظروف استثنائية تعيشها البلاد، موضحا ان ارقام المنظمات المحلية والدولية المختصة تؤكد تزايد الامية بين العراقيين، وخاصة النساء منهم، وبما يشكل مخاطر مستقبلية على عملية بناء العراق تربويا وعلميا.
ودعا الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لتطبيق قانون التعليم الالزامي، الذي كان نظام الرئيس السابق صدام حسين قد أصدره في سبعينات القرن الماضي، واستطاع التخلص من الامية بشكل تام. وطالب بحث الاباء والامهات الى الدفع بابنائهم الى المدارس، ومنع تسرب الطلاب من المدارس لاسباب اقتصادية، حيث يضطر الكثير منهم لترك الدراسة والعمل لإعالة عوائلهم.
وشدد الكربلائي على ضرورة اتباع طرق تدريس حديثة ووسائل متطورة في التعليم ليكسب الطلاب من خلالها مهارات علمية وذهنية تواكب العصر. وأكد أن عملية الاصلاح الشاملة لا بد أن تشمل العملية التربوية والتعليمية في المدارس والجامعات.. اضافة الى إجراء مراجعة شاملة لأسس العملية التربوية لتحسينها والارتقاء بالمستوى العلمي للطلاب وبناء شخصياتهم العلمية والثقافية والوطنية.
تجدد الاحتجاجات بدعوات لسقوف زمنية لتنفيذ الاصلاحات
وستتجدد تظاهرات الاحتجاج ضد الفساد والدعوة إلى الاصلاح في بغداد و10 محافظات اخرى في الوسط والجنوب مساء اليوم الجمعة، حيث اكد الناشطون انهم "مستمرون حتى تحقيق مطالبهم المشروعة".. واشاروا في بيان الى انه قد "مرت 6 أسابيع على انطلاق التظاهرات الاحتجاجية السلمية في بغداد والمحافظات من دون استجابة حقيقية لمطالب المتظاهرين المشروعة في إصلاح النظام ومحاسبة الفاسدين وتقديم الخدمات".
وشددوا على ضرورة الاسراع في اجراءات حقيقية لمكافحة الفساد وتوفير الخدمات الاساسية، داعية الى تحديد سقف زمني لإنجاز الاصلاحات السياسية والادارية التي تنفذها الحكومة.
والاربعاء الماضي، وضمن حزم الاصلاحات التي دأب العبادي على اعلانها منذ التاسع من الشهر الماضي، فقد قرر اعفاء 123 وكيل وزارة ومديرا عاما من مناصبهم واحالتهم الى التقاعد. من جانبها وجهت الأمانة العامة لمجلس الوزراء امس الوزارات والمحافظات والجهات الحكومية كافة العمل بقرار مجلس الوزراء بشأن تخفيض الرواتب والرواتب التقاعدية للرئاسات الثلاث والوزراء الوكلاء ومن بدرجتهم والمستشارين والمديرين العامين ومن بدرجتهم، مؤكدة تطبيقه بدءا من الاول من الشهر الحالي ايلول (سبتمبر).  
يذكر انه ضمن حملة الاصلاحات التي اعلنها العبادي أخيرا فقد قرر في اواخر الشهر الماضي تقليص عدد المناصب الوزارية الى 22 بدلا من 33 عبر الغاء ثلاثة مناصب لنواب رئيس الوزراء واربع وزارات، ودمج ثماني وزارات وجعلها اربعا فقط.
وكانت الحكومة اقرت في التاسع من الشهر الماضي حزمة اصلاحات لمكافحة الفساد وترهل مؤسسات الدولة ووافق عليها البرلمان بعد يومين، مرفقا اياها بحزمة اصلاحات اضافية مكملة.
اتت هذه الخطوات الاصلاحية بعد اسابيع من التظاهرات في بغداد ومناطق عراقية عدة، طالب خلالها المحتجون بتحسين الخدمات لا سيما المياه والكهرباء ومكافحة الفساد ومحاسبة المقصرين. وتلقى هذه المطالب دعما مهما من المرجعية الشيعية العليا بدعوتها العبادي الى ان يكون اكثر جرأة وشجاعة ضد الفساد.

المرجع السيستاني يدين اختطاف العمال الاتراك ويطالب باطلاق سراحهم


المرجع السيستاني يدين اختطاف العمال الاتراك ويطالب باطلاق سراحهم

صرّح مصدر مسؤول في مكتب المرجع الديني الاعلى سماحة السيد السيستاني (دام ظله) في النجف الأشرف ان عملية اختطاف عدد من العمال الاجانب وأخذتهم رهائن لتنفيذ مطالب سياسية معينة من قبل جماعات مسلحة هو عملٌ غير اخلاقي وعلى خلاف الضوابط الشرعية والقانونية وهو مدان ومستنكر جداً،مطالبا بإطلاق سراح المختطفين والكفّ عن هذه الممارسات التي تسيء الى صورة الدين الاسلامي الحنيف ومذهب أهل البيت عليهم السلام

ونقل بيان نشره الموقع الرسمي للمرجع السيستاني واطلعت وكالة نون على نصه " نُشر في وسائل الاعلام أن مجموعة مسلحة تدّعي إتّباع الامام الحسين عليه السلام والانتماء الى نهجه قامت باختطاف عدد من العمال الاجانب وأخذتهم رهائن لتنفيذ مطالب سياسية معينة.

وإننا إذ نؤكد على انّ التعرّض لأولئك الابرياء الذين لا دور لهم في احداث المنطقة ومآسيها عملٌ غير اخلاقي وعلى خلاف الضوابط الشرعية والقانونية وهو مدان ومستنكر جداً.. نطالب بإطلاق سراح المختطفين والكفّ عن هذه الممارسات التي تسيء الى صورة الدين الاسلامي الحنيف ومذهب أهل البيت عليهم السلام، وتؤدي الى اسقاط هيبة الدولة واضعاف الحكومة المنتخبة.

كما ندعو الحكومة العراقية والقوى السياسية كافة الى مساندة القوى الامنية وأن تعمل ما بوسعها لوضع حدّ لجميع الممارسات الخارجة عن القانون التي تخلّ بالأمن والاستقرار في البلد.

http://www.sistani.org/arabic/archive/25165/
قائد الثورة الإسلامية المعظم يلتقي الآلاف من مختلف شرائح الشعب(۲۰۱۵/۰۹/۰۹ - ۲۲:۰۵)
2015/9/9
التقى سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية المعظم، صباح اليوم (الأربعاء: 2015/09/09) الآلآف من مختلف شرائح الشعب، و حذر من المساعي المخادعة لأمريكا للتغلغل و النفوذ عبر بعض المسارب، و اعتبر «الاقتصاد القوي المقاوم»، و «التنمية العلمية المطردة»، و «حفظ و تعزيز الروح الثورية خصوصاً لدى الشباب» ثلاثة عوامل للمواجهة المقتدرة ضد العداوات اللامتناهية للشيطان الأكبر، و عرض جملة من النقاط حول الانتخابات البرلمانیة في شهر إسفند ( شباط 2016) وأضاف: نتيجة أي انتخابات هي حق الناس، شأنها شأن كل واحد من أصوات الناس، و سوف يجري الدفاع عن هذا الحق من حقوق الشعب بمنتهى الجد.
و أشار سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى الأيام المباركة لشهر ذي القعدة و ضرورة الانتهال من هذه الفرص الثمينة، و اعتبر شهر شهريور (أیلول) أيضاً حافلاً بذكريات عميقة المعاني ملفتاً: في كل أحداث هذا الشهر، و منها المذبحة التي ارتكبت ضد الناس الأبرياء على يد النظام البهلوي في السابع عشر من شهريور سنة 1357 (8 أیلول 1978)، و استشهاد رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء في الثامن من شهريور سنة 1360( 30 آب 1981)، و استشهاد الشهيد آية الله قدوسي و الشهيد آية الله مدني في هذا الشهر، و هجوم صدام على إيران في التاسع و العشرين من شهريور سنة 1359(20 أیلول 1980)، تلاحظ بصمات مباشرة و غير مباشرة لأمريكا.
و أبدى سماحته قلقه من النسيان التدريجي لهذه الذكريات الباعثة على التأمل، و خصوصاً من أذهان الشباب في البلاد، و انتقد قلة عمل الأجهزة المسؤولة في هذا الخصوص، مضيفاً: مثل هذه الأحداث الزاخرة بالعبر و الدروس يجب أن لا تخفت في الذاكرة التاريخية للشعب ، لأن الجيل الشاب إذا تخلف عن معرفة مثل هذه الذكريات التاريخية و الوطنية و تمحيص جذروها، سوف يقع في أخطاء بخصوص معرفة سبل الحاضر و المستقبل.
و أعاد سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي قراءة بعض مؤشرات السيادة المطلقة للأمريكان على إيران خلال فترة النظام البهلوي ملفتاً: كل أركان الحكومة الطاغوتية بما في ذلك هيئة الحكومة و شخص الشاه كانوا تابعين لأمريكا، و كان الأمريكان يحكمون شعب إيران المظلوم عن طريق عملائهم كالفراعنة، لكن الإمام الخميني الجليل أنهى، كموسى العصر، و بدعم من الشعب، ذلك الوضع عن هذه الأرض العريقة.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم انتهاء مصالح الأمريكان غير الشرعية في إيران السبب الأصلي لحقدهم و عدائهم اللامتناهي مع الجمهورية الإسلامية و شعب إيران.
و عدّ آية الله العظمى السيد الخامنئي الخطوة التاريخية للإمام الخميني في تسمية أمريكا بالشيطان الأكبر خطوة عميقة المغزى، مضيفاً: إبليس هو رئيس كل شياطين العالم، لكن ما يقوم به إبليس هو الإغواء و الخداع فقط، بينما تقوم أمريكا بالإغواء و القتل و الحظر و الخداع و الرياء.
و انتقد قائد الثورة الإسلامية المعظم بشدة، الذين يحاولون إظهار الوجه الأمريكي الأسوأ من إبليس و كأنه ملاك الخلاص، قائلاً: ناهيك عن الدين و الروح الثورية، ماذا عن الوفاء لمصالح البلاد و العقل؟ أي عقل أو ضمير يسمح بأن نُجمِّل مجرماً مثل أمريكا و نعتبره صديقاً يمكن الثقة به؟
و حذر سماحته من سياسات أمريكا و أساليب نفوذها مردفاً: الشيطان الذي أخرجه الشعب من الباب يريد العودة من الشباك، و يجب أن لا نسمح بذلك.
و وصف قائد الثورة الإسلامية عداء الأمريكان لشعب إيران بأنه لامتناه، و كنموذج لهذا العداء قال موضحاً: في هذه الأيام التي أعقبت إتفاق خطة العمل المشترک الشاملة بين إيران و السداسية و الاتفاق الذي لا يزال مصيره غير معلوم في إيران و لا في أمريكا، يعمل الأمريكان في الكونغرس للتآمر على إيران و التخطيط لمشاكل يخلقونها لإيران.
و اعتبر سماحته السبيل الوحيد لنهاية مؤامرات الأمريكان، اقتدار الإيرانيين الوطني مردفاً: يجب أن نكون أقوياء بالشكل الذي ييأس الشيطان الأكبر من جدوى عدائه.
و شدد قائد الثورة الإسلامية المعظم في معرض شرحه لسبل تحقيق الاقتدار الوطني على ثلاث نقاط: «الاقتصاد القوي المقاوم» و «العلم المتقدم باطراد» و «حفظ و تعزيز الروح الثورية خصوصاً لدى الشباب».
و قال سماحته حول النقطة الأولى: الاقتصاد القوي المقاوم ممكن عن طريق التنفيذ العيني و من دون تأخير للسياسات المعلنة للاقتصاد المقاوم، و تقوم الحكومة الآن ببعض الأعمال.
و أكد سماحة آیة الله العظمی السيد علي الخامنئي أيضاً على التنمية العلمية و الحفاظ على تسارع التقدم العلمي، مضيفاً: تعزيز الروح الثورية و صمود الشعب من أفضل سبل التقوية الداخلية، و على المسؤولين تكريم الشباب الثوري.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى مساعي الأعداء الرامية إلى جعل الشباب الإيراني لااُبالياً و غير مكترث، مردفاً: إنهم يريدون قتل الروح الملحمية و الثورية لدى الشباب، و في الداخل يهاجم البعض دوماً الشباب الملتزمون (حزب الله) بتعابير من قبيل المتطرفين، و هذه ممارسة خاطئة جداً.
و بعد أن استعرض قائد الثورة الإسلامية سبل تحقيق الاقتدار المطرد و فرض اليأس على العدو، أضاف قائلاً: الأمريكان الآن يوزعون الواجبات في التعامل مع إيران فیتصرفون بازدواجية، فبعضهم يبتسم و بعضهم يعمل على إعداد قرار ضد إيران.
و اعتبر سماحته مساعي الأمريكان للتفاوض مع إيران ذريعة للنفوذ و فرض إرادات البيت الأبيض، مؤكداً: لم نسمح بالتفاوض إلا في القضية النووية و لأسباب معلومة و معلنة، و الحمد لله على أن المفاوضين ظهروا في هذا الميدان بشكل جيد، لكننا لا نفاوض أمريكا في مجالات أخرى.
و أضاف سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي: نحن طبعاً أهل تفاوض و تفاهم مع كل البلدان على مختلف المستويات الحكومية و الأقوام و الأديان، باستثناء الشيطان الأكبر.
كما أشار سماحته إلى كون الحكومة الصهيونية زائفة، و أضاف: قال بعض الصهاينة إنه بالنظر لنتائج المفاوضات النووية ارتحنا لمدة 25 عاماً من همّ إيران، لكننا نقول لهم إنكم لن تروا أساساً ما سيكون بعد 25 سنة، و لن يكون في ذلك الحين بفضل الله شيء اسمه الكيان الصهيوني في المنطقة.
و أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم: و في هذه المدة أيضاً لن تترك الروح الإسلامية المناضلة و الملحمية و الجهادية الصهاينة في راحة.
و أشار سمحة آیة الله العظمی السيد علي الخامنئي في الجانب الأخير من كلمته إلى نقاط مهمة بخصوص انتخابات شهر "إسفند" من السنة الإيرانية الجارية (شباط القادم).
و انتقد سماحته الذين يعملون منذ سنة و نصف قبل الانتخابات على جعل أجواء البلاد مشحونة بقضايا الانتخابات، قائلاً: هذه الحالة ليست في صالح البلاد، إذ حينما تكون أجواء التنافس و التعارضات الانتخابية هي الأصل، سوف تستبعد القضايا الأصلية إلى الهامش، و هذا ليس لصالح الشعب و البلاد، أما الآن فالوقت مناسب لطرح بعض النقاط حول الانتخابات.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية قضية الانتخابات على جانب كبير من الأهمية و مظهراً لمشاركة الشعب و ثقته و رمزاً للديمقراطية الدينية الحقيقية في إيران.
و أضاف يقول: بسبب هذه الأهمية القصوى، لم تتأخر إقامة الانتخابات في إيران طوال الأعوام الـ 37 الماضية لأيّ سبب و مهما كانت صعوبة الظروف و حراجتها، حتى ليوم واحد، و بالطبع فإن بعض المتلاعبين السياسيين كانت لهم مثل هذه المحاولات في بعض الفترات، و لكن تمّ صدّهم و منعهم.
و ألمح قائد الثورة الإسلامیة المعظم إلى الإعلام غير المنقطع لأمريكا و عملائها ضد الانتخابات في إيران، ملفتاً: إنهم على مدى كل فترة حكم النظام الطاغوتي لم يعترضوا و لا مرة على الانتخابات الصورية و الشكلية، و الآن أيضاً ليس لديهم أي اعتراض على الأنظمة الدكتاتورية و الوراثية في المنطقة، لكنهم يطلقون الإعلام السلبي باستمرار ضد إيران رغم أنها شهدت عشرات الانتخابات الشعبية و الحقيقية تماماً.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على سلامة كل الانتخابات طوال السنین الـ 37 الماضية مردفاً: الانتخابات في إيران، حتى وفق المعايير الدولية الشائعة، من أسلم و أنزه و أفضل الانتخابات، و لكن للأسف يعمد البعض في الداخل إلى ممارسة خاطئة تتمثل بالتشكيك في نزاهة الانتخابات، بل و يتحدثون حتى قبل الانتخابات عن التلاعب و القلق من عدم نزاهة الانتخابات.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية أن المشاركة الحماسية للشعب في انتخابات العقود الثلاثة الأخيرة مؤشر على ثقته بالنظام الإسلامي، و أضاف قائلاً: لماذا يعمل البعض على المساس بهذه الثقة بإطلاق هموم كاذبة و حالات احتراز لا أساس لها؟
و استطرد سماحة السيد الخامنئي: من البديهي أن تحصل مراقبة شديدة لضمان نزاهة الانتخابات، و أن لا يسمح لأحد بمثل هذه الأعمال، إذن، ما هو الهدف من تكرار مثل هذا الكلام؟
و في إطار قضية مراقبة نزاهة الانتخابات، أشار سماحته إلى دور مجلس صيانة الدستور القانوني و المؤثر، مردفاً: من أكبر خيرات مجلس صيانة الدستور هو قیامه بالمراقبة للحيلولة دون حصول أيّ خطأ أو التباس، و طبعاً فإن الأجهزة الأخرى تنشط أيضاً في هذا المجال.
و قال سماحة آیة الله العظمی الخامنئي في معرض بيانه لنزاهة الانتخابات بعد الثورة: بالطبع کانت هناک في بعض الانتخابات تقارير حول إشكالات في الانتخابات، و صدرت الأوامر بالدراسة و التفتيش الدقيق، و تبيّن أن الأمر لم يكن كذلك، بالإضافة إلى وجود مشكلات و مخالفات هنا و هناك أحياناً ، لكن أياً من هذه الحالات لم تكن مؤثرة في نتيجة الانتخابات.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم أصوات الناس «حق الناس» بالمعنى الحقيقي للكلمة مؤكداً: السهر على صوت كل إيراني «واجب شرعي و إسلامي»، و لا يحق لأيّ أحد أن يخون هذه الأمانة، مضافاً إلى أن نتيجة أصوات الشعب هي الأخرى مظهر تام لحق الناس، و على الجميع الجدّ و العمل لصيانتها و الدفاع عنها.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية المقاومة حيال إصرار البعض على إلغاء نتائج انتخابات سنة 1388 (2009) نموذجاً لصيانة نتائج أصوات الشعب و الدفاع عن حق الناس، مردفاً: شارك أربعون مليون إنسان في الساحة بكل حماس، و قد دافعنا عن نتيجة الانتخابات بشكل كامل مهما كانت، كما أننا نقف إلى جانب نتائج أصوات الشعب في كل الانتخابات مهما كانت، و لا نسمح بالمساس بها.
و أضاف سماحته قائلاً: إشراف مجلس صيانة الدستور على الانتخابات إشراف استصوابي و مؤثر، و هذا الإشراف هو جزء من حق الناس، و ينبغي مراعاته و حفظه.
و أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم على ضرورة إحراز الصلاحیات في الانتخابات قائلاً: مجلس صيانة الدستور يراقب ليمنع دخول غير المؤهلين إلى ساحة الترشيح، و هو ما قد يحصل بسبب بعض التقصير، و هذا حق قانوني و منطقي و عقلي لمجلس صيانة الدستور.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي التواجد الملحمي للشعب في الانتخابات ضمانة لصيانة البلاد و حراستها مضيفاً: الجمهورية الإسلامية بشرط الوحدة و الانسجام بين الشعب و اجتناب التمزق و الشقاق، ستكون مشمولة حتمياً بالنصرة الإلهية و ستنتصر على كل الأعداء.

سقوط الكوفة بالحرب الناعمة –السيد حسن نصر الله


عبيد الله بن زياد كان من كبار الخبراء بالحرب النفسية وكان يوصف بالدهاء وهو من نماذج الدهاء عندما اتى الى الكوفة التي كانت تقريبا" في يد مسلم ابن عقيل وكان الوالي يزيد النعمان ضعيفا" ومهادنا" واهل الكوفة بايعوا الحسين عليه السلام من خلال مسلم ابن عقيل وينتظرون اللحظة التي يأمرهم فيها بالسيطرة على القصر الذي فيه النعمان، لكن بالحرب النفسية التي عملها عبيد الله ابن زياد غير مجرى الحرب، فعندما وصل الكوفة وصلها دون جيش مع عشرات من المقاتلين، ويومها كانت الازياء تميز اهل البيت والامام الحسين عليه السلام، فهو لبس زيا" مشابها" لزي الامام الحسين عليه السلام والبس مرافقيه ودخل الكوفة فظن اهل الكوفة ان الحسين عليه السلام وصل وقاموا باستقباله وقد كان عبيد الله بن زياد ملثما ووصل للقصر ودخله.

كيف فتت عبيد الله بن زياد جيش الكوفة وفشل الالاف من الذين بايعوا مسلم بن عقيل؟
اتى بالنخب والخواص من اهل الكوفة وبعض العلماء والمفاتيح وزعماء العشائر واستدعاهم وهددهم وارعبهم بالقتل وقطع الرؤوس وسبي النساء وزبح اطفالهم فخافوا، وقال لهم ان جيشا" قوامه ما يزيد عن مئة الف آت من الشام وسيصل خلال ايام، هددهم بالمباشرة وتوعدهم بالجيش المقبل ، وطلعوا من عنده فمنهم يقول ما لنا والدخول بين السلاطين ومنهم يثبط عن القتال، الى ان انتهى الامر بمسلم وحيدا" في الكوفة.

اين جيش الشام؟ لم يأت، انهارت الكوفة والجيش لم يأت بل تحولت الكوفة الى الجيش الذي صنع المأساة في كربلاء، والذي ساعد على الحرب النفسية هو ضعف النفوس والجبن والتعلق بالدنيا ولذلك قال الحسين عليه السلام " الناس عبيد الدنيا"، هناك اسبابا" جعلت الجبهة تنهار لكن الحرب النفسية هي السبب المباشر التي جعلها تنهار.
السيد حسن نصر الله- الليلة الثالثة من ليالي عاشوراء-مجمع سيد الشهداء-19/12/2009

خوذة ومحارب الساحة الجامعية إحدى الجبهات


هبة بشير

حیث تُصنع الأمم وتتربى الأجيال، حيث يشتد عود الشباب ليصبح صلبًا، قاهرًا كل التحديات ومواجهًا كل 
الهجمات. هناك حيث تولد النبضات الأولى لهذا الجيل الواعي، ليكون الشاب الجامعي عونًا للمظلوم على الظالم، ورافعًا لأعمدة الوطن، ومؤسسًا للثقافات المتلاحقة. هناك بين الأبنية والجدران، على الأرصفة وفي الغرف، مع ضجيج الأقلام وهمسات الأوراق، يقبع الطالب الجامعي كالجندي المرابط، راصدًا مستقبله فيتعلم كيفية الإنقضاض عليه ليخضعه لسيطرته. وتطول لحظات الرصد لأيامٍ لشهورٍ بل ربما سنين،  حتى يخرج من ميدان حربه مدركًا ما يريد، رافعًا راية الشهادة على قمم النجاح الباهر في مختلف ميادين الحياة، إن في خدمة دينه، أو دنياه، أو مجتمعه، أو شخصه، فتنمو ثقافته ويرتقي علمه ليكونا رهن أمره في صناعة الأمم.

ولكن في الجهة الأخرى، هناك مرابطٌ أضاع خوذته في ليلة كان الشيطان قد أرسل أعوانه ليسرقوها بعد أن غفى الجندي عن الرصد، ثم أغلقوا منظاره وزرعوا الجواسيس بينه وبين إخوانه. وظل المرابط بعد تلك الليلة بلا خوذة أو منظار، تدخل أفكار الشيطان عقله دون استئذان لتُغذيه بالأخطاء فتُعميه. تصوِّر له أن العدو هو الصديق، والصديق كتلة من مصالحٍ أنانيةٍ، يُخيَّل إليه أن الظلمة مجرد نورٍ يسمح له أن يغفو وما القمر إلّا مستقبلًا يصعب الوصول إليه. يوهمه منظاره المغلق أن لا أفق للرصد بعد اليوم، فيغرق الجندي في عالمٍ من المجهول، فلا مستقبلٌ يُستشرق ولا أملٌ ينير في الأفق. عندها يتحول أفق الشابّ الجامعي إلى سماء مقفرة بلا نجوم وهو جندي بلا خوذة أو منظار.

هذا هو حال مجتمعنا وشبابنا الجامعيّ الذين ما إن يغفوا للحظة حتى يسلب منهم قوة الإدراك والتمييز بين الأفكار الصائبة والمشبوهة. يدخل هذا الشاب إلى الجامعة لتكون أُولى الخطوات في طريق مستقبلهم عبر تحصيل علمهم، ولكن، وعلى هذا الطريق، عليه أن يؤدي دوره في كل الصعد، فيكون التحصيل العلمي أولوية لا تلغي الأهداف الأخرى من الحفاظ على الدين ونشر الوعي واكتساب المعرفة والثقافة. ولكن لا تلبث هذه الأولوية أن تتحول إلى ثانوية بسبب الأفكار التي تدخل في رأس هذا الشاب لتغدو كل تصرفاته، ومن دون وعي، تصبُّ في خانة تشويه الدين ونشر الفساد. فنرى من يشرع الحرام لخدمة مصلحته كتشريع الإختلاط أو تقبل النظريات العلمية خاصة فيما يتعلق بالنظريات النفسية المخالفة بمعظمها للمعتقدات الدينية الإسلامية، فيتقبلها الشاب الجامعي بمجرد أنها صادرة عن دكتورٍ كلامه لا يناقش كما لو كان وحيًا منزل، إضافة إلى الجلوس في المقاهي مع أصوات الأغاني الصاخبة والضحكات المتعالية بين الشباب والفتيات.

وغيرها من المظاهر التي غزت ساحتنا الجامعية وباتت عرفًا يجب تقبله، وكل من يقف ضده أو يعارضه أو يفكر في مناقشته يتحول إلى هامشٍ يُطلق عليه اسم "معقد!!". ولكن السؤال الذي لا بد من طرحه هو من أين جاء هذا التشريع؟ من الذي روّج له ليتحول إلى عرف منتشر؟ ما الذي شجّع الشاب الجامعي للإنجرار وراء هذه الظواهر؟

إن السلوك الديني والإيماني يتعرض يوميًا للإهتزاز، إن كان في طريقة التفكير أو النقد أو طرح الموضوعات، ويعود ذلك إلى الغزو الثقافي الذي أصاب مجتمعنا متجهًا بشكل مباشر نحو الشاب الجامعي الذي يشكل نواة المجتمع وقلب الأمة النابض، ومن أحد مظاهر هذا الغزو هو الدخول في تفاصيل اللّباس للشباب والشابات إضافة إلى ان اللّباس بات معيارًا جديدًا في تحديد الدين والمذهب ودرجة الإلتزام حتى قد يكون أحد الحدود الذي يجب التوقف عندها أثناء البحث عن عمل. 
أما في شكل اللّباس، فقد عادت أيام الجاهلية لتظهر من جديد كأن الإسلام لم يكن ليزيد الإسلام رفعةً بإضافة ثوب الستر والعفاف على فتياته. فأصبحت الفتاة الجامعية أبعد عما يكون من الحشمة والستر، فظاهرة خلع الحجاب تزداد بنسبة أخت من ضمن خمسين ناهيك عن المحجبات اللّواتي هنّ أبعد الناس عنه فقد بات الحجاب وسيلة عرضٍ لمفاتن الوجه، كالحجاب الذي يزداد لمعانًا في ضوء الشمس أو تلك الهضبة التي تصنع تحت الحجاب. والملابس تزداد قصرًا أو ضيقًا، ونحن هنا بصدد المحجبات وليس الغير محجبات، فهؤلاء قد اختاروا علنًا عدم الإلتزام بالحجاب أما أولئك فاخترنه بكامل إرادتهن.

هذا من ناحية ارتداء الحجاب، ولكن الملفت في عصرنا الحالي هم أولئك الفتيات المرتديات للباس الطهارة الكامل، لباس السيدة فاطمة (ع) وهو العباءة. هؤلاء الأخوات اللواتي يشكلن، بعضهن إن صح التعبير، النموذج السيء المقتدى به. قفد صرن يرتدين العباءة مع حذاء ومحفظة بلونين مماثلين مغايرين للأسود أو مع حذاء هادرٍ أثناء المشي مع ارتفاعٍ لا بأس به كما لو كنّ يردن أن يرين ما فوق الغيوم.

هذا بعض ما يشوه إسلامنا ولكن ما يحير العقل والأذهان هو، ما الذي أوصل فتياتنا إلى هنا. وجعلهنَّ يفهمنًّ الحجاب فهمًا خاطئًا، بل وفي أكثر الأحيان يشوهنه بأبشع الطرق؟
ألا يدركن أن ارتداء الحجاب هو من أقدس التشريعات التي فرضها الله على النساء. إضافة إلى أن الإنسان كلما خفف من كمية الثياب عنه كان أقرب إلى تلك المخلوقات التي تجردت من الإدراك والعقل. فما الذي أعمى عقولنا عن هذه الحقيقة، وما الذي غيّب وعينا عن مثل هذه الظواهر الشاذة عن مجتمعنا؟ نعم ، أنه الغزو الثقافي الذي دخل العقول المحجوبة عن حقيقة الخلق.

 إن الغزو الثقافي المتمثل بالبرامج التلفزيونية التي تنادي بحرية المرأة من كل القيود لا سيما الدينية منها،   والمسلسلات التي تصور المرأة شبه عارية دون أي لبس في ذلك، بل وزيادة عليه تُصور هذه الأفلام أن كمال المرأة يكمن في جمالها الخارجي وجمالها يتجلى في التزين والتخفيف من ثقل الثياب عنها. وتزيد مواقع التواصل الإجتماعي من تشريع هذه الظاهرة مما جعل نشر صور المحجبات بوضعيات مختلفة من الأمور العادية بل وباتت تدل على الإنفتاح. فباتت الأخوات يردن أن يرين الآخرين أن الإسلام غير منغلق، ولكن بأي أسلوب؟! عبر إظهار مفاتنهن قدر ما استطعن إن كان بالصور المباشرة للوجه المليء بمساحيق التجميل أو التركيز على جزء من وجهها أو حتى تصوير ظهورهن في بعض الأحيان.

أين خوذة المحارب؟! أين منظاره من هؤلاء الذين يحيطون به؟ مَن عدوه أين صديقه؟ وما سر الأوهام التي تملأ كيانه؟ ما هو المستقبل؟ كيف السبيل إليه؟ متى يشرق نور الأمل؟ 
مظاهرات من أسئلة لا تنتهي في عقل من غرته الثورة التي يترأسها الشيطان. فبات ما عجز عنه بقوة السلاح، يسيرًا في حرب العقول. هذه هي إحدى تجليات الحرب الناعمة التي تسحبنا برفق إلى أحضان المعصية والجهل ظنًّا منا أنه مبلغ الكمال.
ما عجزت عنه آلات الحرب، نجحت فيه علبة صغيرة تمثلت بالتلفاز وعالم إفتراضي تمثل بمواقع التواصل الإجتماعي.
فأين نحن من كل هذا؟ هل ستُدك حصوننا يومًا لنجد خوذتنا لفها الضياع ونحن في هاوية النعومة؟!

المشرف : الشيخ ابو علي الفاطمي @@ 2015 @@

Designed by Templateism