الخميس، 10 سبتمبر 2015
إعلامي سعودي يدافع عن فيلم " محمد رسول الله (ص) ويصف مقاطعته سياسية
بواسطة:أدمن
6:01 ص
انتقد الإعلامي السعودي داوود الشريان، المؤسسات الدينية التي نظرت إلى الفيلم الإيراني عن النبي "محمد" صلى الله عليه وآله وسلم، من زاوية سياسية بحتة، وتم الحكم عليه لأن مخرجه إيراني واصفاً معارضة عرضه ومقاطعته من قبل بعض الجهات بالسياسية والخارجة عن الزمن.
وأكد "الشريان"، في مقاله يوم الأحد، بصحيفة "الحياة" تحت عنوان : "أضعف الإيمان (الفيلم الإيراني «محمد رسول الله»)، أن المؤسسات الإسلامية لم تدرك بعد أهمية تأثير الدراما في الدفاع عن صورة الإسلام.
واتهم الكاتب والمقدم السعودي الهيئات والمؤسسات السلفية والوهابية في العالم العربي بأنها تعيق نقل الأجيال الجديدة عظمة وسماحة دينها وثقافتها بوسائل عصرها.
وفي مقال لجريدة "الحياة" أشار الشريان إلى أن فيلم "محمد رسول الله" يروي قصة طفولة النبي محمد، صلّى الله عليه وآله سلم من خلال رؤية إنسانية لشخصية الرسول، وسلوك الرحمة والرأفة والتسامح الذي تميّز به محمد بن عبدالله. مشيراً إلى أن أحداث الفيلم اعتمدت على مراجع سنّية أبرزها الطبري، فضلاً عن المراجع الشيعية.
ولفت إلى أن الفيلم واجه اعتراضات عربية عنيفة، تشبه تلك التي واجهت فيلم "الرسالة" للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد.. وأن حجّة المعترضين هي تجسيد شخصية الرسول، على الرغم من أن الفيلم لم يجسّد شخص الرسول صلّى الله عليه وسلم، بالمعنى المباشر.
وأكد الشريان أن: الفيلم الإيراني لا يُظهِر ملامح النبي الكريم، ويكتفي بظل جسمه وظهره، ووجه الرسول لم يظهر طوال الفيلم، فضلاً عن أن صوته لم يُسمع إطلاقاً، وكان هناك من يتحدث نيابة عنه. بمعنى أن المخرج الإيراني طبّق مبدأ المخرج العربي الراحل مصطفى العقاد في فيلم "الرسالة".
وأشار الكاتب السعودي إلى أن بعض المؤسسات الدينية نظرت إلى الفيلم من زاوية سياسية، وحكمت عليه لأن مخرجه إيراني، موضحاً ، "لا شك في أن الهيئات والمؤسسات الإسلامية في العالم العربي تفكر خارج الزمن، وهي تعيق نقل الأجيال الجديدة عظمة وسماحة دينها وثقافتها بوسائل عصرها".
وأضاف أن نماذج كفيلم "محمد رسول الله" قد قدَّمَت الإسلام على نحو عجز عنه الوعّاظ والخطباء وكل كتب التاريخ.. لكن المؤسسات الإسلامية لم تدرك بعد أهمية تأثير الدراما في الدفاع عن صورة الإسلام.
وكان المفتي العام للسعودية ورئيس هيئة كبار علماء البلاط السعودي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ قد قال إن عرض إيران لفيلم "محمد رسول الله " أمر "لا يجوز شرعاً".. ووصفه بأنه "فيلم مجوسي وعمل عدو للإسلام".. وحذر من تداوله.
اصطفاف طوابير طويلة في مدينة مونتريال لشراء تذاکر فيلم " محمد رسول الله
بواسطة:أدمن
5:54 ص
#کندا اليوم .. اصطفاف طوابير طويلة في مدينة #مونتريال لشراء تذاکر فيلم "#محمد_رسول_الله (ص) "
أحكام الأموات
بواسطة:أدمن
5:09 ص
الاحتضار واجباته ومستحبّاته:
- يجب على الإنسان الذي ظهرت عليه أمارات الموت القيام بالأمور التالية: - التوبة والاستغفار لله سبحانه وتعالى. - إفراغ ذمته من كافة الحقوق المتعلّقة بها، سواء أكانت تلك الحقوق هي لله سبحانه وتعالى كالصلاة أو الصيام، أو للناس كالديون، بأن يوصي بأدائها حال حياته وإلّا يوصي بها لمن يثق ويطمئن بأدائها بعد موته. - يجب عليه ردّ الأمانات التي عنده إلى أصحابها أو الإيصاء بها إلى شخص يطمئن بأنّه سوف ينفِّذُ وصيته بها. - يجب عليه الإيصاء بالواجبات المترتّبة عليه، كأن كان عليه صلاة قضاء أو صيام أو غيرها من الواجبات الشرعية كالخمس. - الأحوط استحباباً توجيه المحتضر المسلم البالغ و الصغير إلى القبلة، وكيفيّة توجيهه: بأن يُلقى الميت على ظهره، ويجعل باطن قدميه إلى القبلة، بنحوٍ لو جلس يكون وجهه إلى القبلة. - يستحبّ تلقينه الشهادتين، والإقرار بالأئمة الإثني عشر عليهم السلام، والعقائد الحقّة، ويستحب أن يكرّر له ذلك إلى أن يموت. - يستحب قراءة القرآن الكريم عند المحتضر، وبالخصوص قراءة سورتي الصافات ويس وسورة الأحزاب لتعجيل راحته. أحكام الميّت: وهي الأحكام التي وضعتها الشريعة الإسلاميّة للميّت، حيث إنَّه يجب وجوباً كفائياً1 بعد موت الإنسان المسلم القيام بالأمور التالية: أوّلا: غسل الميّت: - يجب وجوباً كفائيّاً تغسيل كلّ ميّت مسلم. - القطعة المنفصلة عن الميّت: القطعة المنفصلة عن الميّت يجب غسلها في صورتين فقط: أ- إذا كانت القطعة المنفصلة عن الميت فيها لحم وعظم، ولم تشتمل على الصدر، يجب غسلها، ولفّها بخرقة، ودفنها. ب- إذا كانت تلك القطعة صدراً، أو بعض الصدر من جهة القلب (وإن لم يكن القلب موجوداً) فيجب غسلها، ثمّ تكفّن ويصلَّى عليها وتدفن، وإن كانت مشتملة على بعض المساجد السبعة يجب تحنيطه كأن يوجد فيها يد مثلاً. - الأحوط وجوباً إلحاق القطعة المنفصلة عن الحي بالقطعة المنفصلة عن الميت في جميع أحكام الميت، فلو انفصل عن الحي يدٌ مثلاً تشتمل على لحم وعظم، فإنه يجب غسلها، ولفها بخرقة، ودفنها. كيفيّة غسل الميت: - كيفيّة غسل الميّت هي نفسها كيفيّة غسل الجنابة، فيغسل الرأس والرقبة، ثمّ الجانب الأيمن، ثمّ الجانب الأيسر. - يجب تغسيل الميت ثلاثة أغسال: الأول: الغسل بماء السدر2: أي أن يخلط مع الماء شيء من السدر. الثاني: الغسل بماء الكافور3: أي أن يخلط مع الماء شيء من الكافور. الثالث: الغسل بالماء الخالص: هو الغسل بالماء الخالص من دون خلطه بشيء مطلقاً. أحكام عامّة لغسل الميّت: - يجب إزالة النّجاسة عن بدن الميّت في حال وجودها. - يجب في الأغسال الثلاثة للميّت أن يتم إيصال الماء إلى تمام بدن الميّت، ومع وجود الحاجب يجب إزالته، ولكن إذا لم يتمكن من إزالة الحاجب يغسله مع وجود الحاجب، ولكن يضيف إليه التيمّم بدلاً عن كل غسل من الأغسال الثلاث (أي ييمّمه ثلاث مرات). - إذا كان جسد الميت ينزف بسبب جرح أو إصابة أو عمليّة جراحيّة، يجب الانتظار إلى أن يتوقّف النزيف، وإذا لم يمكن الانتظار، يمكن وضع شيء مانع للنزيف، وإذا لم يتمكن حتى من وضع شيء مانع للنزيف فييمّمه بدلاً عن الغسل ثلاث مرات. - إذا فقد السدر أو الكافور أو كليهما، يغسل بالماء الخالص بنيّة البدلية عن الخليط المفقود (السدر والكافور)، بمعنى أن يغسله بالماء الخالص بدلاً عن الغسل بماء السدر، ثم يغسله بالماء الخالص بدلاً عن الغسل بماء الكافور. - إذا فقد الماء للغسل يُمّم الميت ثلاثة تيمّمات بدلاً عن الأغسال الثلاث على الترتيب المذكور سابقاً في الأغسال، ويكون التيمّم بيدي الميت، فيمسك الحي يدي الميت ويضرب بهما على ما يصح التيمم عليه، ثمّ يمسح له جبهته إلى طرف الأنف الأعلى، ثمّ يسمح يديه، ثمّ يضرب له يديه مرّة ثانية ويسمح بهما يديه مرّة أخرى على الأحوط وجوباً، وإذا لم يمكن ذلك ييمّم الميت بيدي الحي، أي يقوم الحي بضرب يديه على الأرض، ثمّ يمسح جبهة الميت إلى طرف أنفه الأعلى، ثمّ يمسح له يديه، ثمّ يضرب الحي يديه مرّة ثانية على الأرض، ويمسح يدي الميت مرة أخرى على الأحوط وجوباً. - إذا كان جسد الميت متضرراً كأن كان محروقاً، ولا يمكن غسله، يمُم بدلاً عن الغسل ثلاث مرات بالترتيب المذكور، فييمّم بدلاً عن الغسل بماء السدر، ثمّ بدلاً عن الغسل بماء الكافور، ثمّ بدلاً عن الغسل بالماء الخاص. - لو تنجّس بدن الميت بعد الغسل أو في أثنائه لا يجب إعادة غسله بل يكفي تطهير موضع النجاسة. ثانياً: الحنوط: أحكامه وكيفيّته: - يجب تحنيط الميّت المسلم، صغيراً كان أم كبيراً، ذكراً كان أم أنثى. - يجب تحنيط القطعة المنفصلة عن الميّت إذا كانت تشتمل على بعض أعضاء الحنوط كاليد إذا كان فيها كف، وهكذا القطعة المنفصلة عن الحي على الأحوط وجوباً. - لو فُقد الكافور يدفن الميت دون أن يحنّط. - كيفيّة الحنوط: هو أن يمسح بالكافور على مواضع السجود السبعة4، وأما المسح فهو بأي طريقة كانت، ولكن بشرط أن يبقى أثر للكافور على مواضع المسح السبعة. ثالثاً: تكفين الميّت: يكفّن الميت بثلاثة أثواب، وهي: - الثوب الأول: المئزر: وهو يستر ما بين السرّة والركبة. - الثوب الثاني: القميص: وهو يستر من الكتفين(المنكبين) تحت الرأس إلى نصف الساق من الأمام والخلف معاً. - الثوب الثالث: الإزار: وهو يستر تمام بدن الميت من أعلى الرأس إلى أسفل القدمين على أن يكون زائداً على الجسد، أمّا عرضاً فبمقدار يمكن وضع أحد جانبيه على الآخر من طرفيه، ويلّف على الميت بحيث يستر جميع بدنه، وأمّا طولاً فبمقدار يكون زائداً على طول الجسد. أما عن كيفيّة التكفين بعد توفّر الأثواب الثلاثة، فيتمّ أولاً إلباس الميت المئزر، ثمّ القميص، ثمّ بعد ذلك الإزار، ثمّ يجمع الإزار من الأعلى ومن الأسفل. أحكام عامة للتكفين: - إذا تنجّس الكفن قبل التكفين، وجب تطهيره أو تبديله، وإذا لم يمكن ذلك يقصّ ذلك الجزء المتنجّس بشرط أن يبقى الكفن ساتراً للميّت. - إذا تنجس بعد التكفين قبل وضعه في القبر أو بعد وضعه في القبر، ولكن قبل الدفن يأتي الحكم السابق. - إذا علم بالنّجاسة بعد الدفن، ووضع الميت في قبره، وإهالة التراب عليه، فلا يجوز نبش القبر. - مع عدم إمكانية التطهير أو التبديل أو قصّ الكفن يُدفن الميت بالكفن النجس. رابعاً: الصلاة على الميّت: - يجب وجوباً كفائيّاً الصلاة على الميّت المسلم بعد غسله، وتحنيطه، وتكفينه. - تجب الصلاة على أجزاء الميّت، إذا كانت صدراً أو مشتملة على الصدر، أو بعض الصدر من جهة القلب وإن لم يكن القلب فيه وإلا فلا تجب. - لا تجب الصلاة على القطعة المنفصلة عن الحي، كما لو قطعت يده أو قدمه. شرائط الصلاة على الميت: يشترط في الصلاة على الميت عدة شروط هي: - نيّة القربة لله تعالى، تعيين الميت. - استقبال القبلة. - الصلاة عن قيام. - وضع الميت أمام المصلّي. - عدم وجود حائل بين الميت والمصلي. - عدم البعد المفرط بين الميت والمصلّي على وجهٍ لا يصدق الوقوف عليه. - عدم العلو بين الميت والمصلي. - ستر عورة الميت إذا لم يكن له كفن. - الأذكار والأدعية الواجبة. كيفيّة الصلاة على الميت: الواجب من صلاة الميت خمس تكبيرات بعد كلّ تكبيرة ذكر معين، وهي على النحو التالي: - التكبيرة الأولى: (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمّداً رسول الله). - التكبيرة الثانية: (اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد). - التكبيرة الثالثة: (اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات). - التكبيرة الرابعة: (اللهم اغفر لهذا الميت(ة). - التكبيرة الخامسة: وبذلك يكون قد أنهى الصلاة. أحكام عامة لصلاة الميت: - لا يوجد في صلاة الميت أذان ولا إقامة ولا قراءة ولا ركوع ولا سجود ولا تشهد ولا تسليم. - لا يشترط في الصلاة على الميت الطهارة من الحدث والخبث، ولا طهارة اللباس والبدن ولا إباحته. خامساً: الدفن: - يجب وجوباً كفائياً دفن الميت المسلم، ذكراً كان أم أنثى، ومن بحكمه كالمجنون. - عظم الميت الذي تمَّ تغسيله ليس بنجس، ويجب دفنه تحت التراب. - يجب دفن الأجزاء المنفصلة عن الميت، كالشعر والسنّ والظفر على أن تدفن مع الميت إن أمكن ذلك، وإن لم يمكن ذلك فلا إشكال في دفن لوحدها. كيفيّة الدَّفن: يجب في دفن الميَّت عدَّة أمور، هي: - يجب وضع الميت في حفيرة من الأرض تحرسه من السباع والسيول، وتكتم رائحته على الأحوط وجوباً، فلا يجزي أن يوضع الميّت على سطح الأرض ويُبنى عليه، وما شابه ذلك. - يجب وضع الميت في قبره مستقبلاً القبلة، وذلك بأن يوضع على جانبه الأيمن كالشخص النائم على يمينه مستقبلاً القبلة، فيكون رأسه ووجهه وبطنه وصدره وباقي جسده باتجاه القبلة، ويستحب وضع خده الأيمن على التراب بعد كشف وجهه، ويعمل له وسادة من تراب.
1- الوجوب الكفائي: وهو الوجوب المخاطب به جميع المسلمين، ولكن لو قام به من المسلمين من بهم الكفاية سقط عن الباقين، وإلا أثم الجميع.
2- السدر: وهو شجر النبق، ويراد به هنا الورد المطحون. 3- الكافور: هو طيب، يكون في أجواف شجر، خشبه أبيض. 4- المساجد السبعة (الجبهة، الجبينان، باطن الكفين، الركبتان، وإبهاما القدمين). |
الآثار الأخروية للذنوب
بواسطة:أدمن
5:06 ص
العمل والجزاء:
إنّ الدُّنيا دار عمل ولا حساب فيها، والآخرة دار حساب ولا عمل فيها، إذ يُجزى كلّ إنسان حسب عمله، إن خيراً فخير، وإن شرّاً فشرّ. فالله سبحانه وتعالى قد أمر عباده بطاعته ونهاهم عن معصيته، وأرسل إليهم الأنبياء والرسل لهدايتهم إلى طريق الحقّ، وإبعادهم عن طريق الغيّ والضلال. فمن عمل بإرشادات الأنبياء والرسل فقد وعده الله بالجنَّة خالداً فيها، ومن خالف إرشاداتهم فقد توعَّده الله بالنّار. فالله تعالى يثيب الإنسان أو يعاقبه وفقاً لعمله، فإن كان العمل موافقاً لإرادة الله وطاعته ورضاه نُعِّم صاحبه بأنواع النِّعم والكرامات الإلهية، وإن كان موافقاً لنهي الله وسخطه عُذِّب الإنسان بأنواع العذاب، وذلك حسب حاله ومآله، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فيها وَلَهُ عَذابٌ مُهينٌ﴾1. في الحقيقة هناك علاقةٌ مباشرةٌ بين عمل الإنسان في الدُّنيا وحاله في الآخرة، فلا انفكاكَ بين العمل وجزائه، بل الجزاءُ هو باطنُ العمل، والآخرةُ هي ظرف ظهور الجزاء لا وجوده. فكلُّ عملٍ سوف يتجسَّمُ في الآخرة، فيراها الإنسان بصورةٍ مجسَّدةٍ تحاكي طبيعة عمله الدُّنيوي، فتكون سبباً لسعادته أو شقائه. وبناءً عليه فإنّ الآيات التي تحدَّثت عن رؤية الأعمال تُحمَل على حقيقتها، كقوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا﴾2، أي رؤية نفس العمل. وكما أشرنا سابقاً، للذّنوب آثارٌ متعدِّدة تظهر في عوالمَ مختلفة، آخرها عالم يوم القيامة، وهو أشدّها وأصعبها؛ فإنّ هوله عظيم، بل هو أعظم من كل هول، ونحاول هنا أن نذكر أهمّ هذه الآثار وأبرزها: استحقاق دخول النّار 3: قال الله تعالى: ﴿بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النّار هُمْ فيها خالِدُونَ﴾4. فمن الآثار المعروفة للذُّنوب والمعاصي أنّ مرتكبها إذا لم يتب فهو مستحقٌّ لدخول النّار، وقوله تعالى -في آية أخرى- يؤكِّد هذه الحقيقة: ﴿وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّار هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾5. إنّ من الآثار العامّة للمعصية يوم القيامة هو استحقاق مرتكبها دخول النّار، وهذا الاستحقاق له ثلاثُ صورٍ: الأولى: أن لا يدخل إلى النّار أصلاً؛ وذلك في حالِ أدركته الرَّحمة الإلهيَّة وشملته شفاعة النَّبي وأهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين)، هذا إن كان مستحقّاً لها ضمن الشُّروط التي ذُكرت في كتب العقائد؛ لأنَّ الاستحقاق لا يلزم منه فعليَّةُ دخول النّار. الثَّانية: أن يدخل النّار بسبب بعض أعماله التي قام بها في عالم الدُّنيا، لكن لا يُخلَّد فيها؛ لأنَّ استحقاق الدُّخول إلى النّار يُتصوَّر بسببين، هما: الكفر بالله تعالى، والتمرُّد على الله ومعصيته، والاستحقاق هو غير الخلود في النّار الذي يكون بخصوص الكفر أو الشرك. يقول الشيخ الصدوق (رضوان الله عليه) في اعتقادات الإمامية: "اعتقادنا في النّار أنّها دار الهوان، ودار الانتقام من أهل الكفر والعصيان، ولا يُخلَّد فيها إلا أهل الكفر والشّرك، فأمّا المذنبون من أهل التَّوحيد فيخرجون منها بالرَّحمة التي تدركهم والشَّفاعة التي تنالهم"6. يقول الشَّيخ المفيد في كتابه تصحيح اعتقادات الإمامية: "وأمّا النّار فهي دار مَن جَهِلَ اللهَ، وقد يدخلها بعضُ من عرفه، غير أنَّه لا يُخلَّد فيها، بل يخرج منها إلى النَّعيم المقيم، وليس يخلّد فيها إلا الكافرون... وكلُّ آيةٍ تتضمَّن الخلود في النّار فإنَّما هي في الكفّار دون أهل المعرفة بالله، بدلائل العقول، والكتاب المسطور، والخبر الظَّاهر المشهور"7. والرِّوايات التي تؤكّد عدم خلود المؤمن في النّار كثيرة، منها: - ما روي عن الإمام الكاظم عليه السلام: "لا يُخلّد الله في النّار إلا أهل الكفر والجحود، وأهل الضلال والشرك"8، فالمؤمن الفاسق خارجٌ عن كلِّ الأقسام التي ذكرها الإمام عليه السلام في هذه الرِّواية. - ما روي عن الإمام الرِّضا عليه السلام: "إنَّ الله لا يُدخل النّار مؤمناً وقد وعده الجنَّة، ولا يُخرج من النّار كافراً وقد أوعده النّار والخلود فيها"9. رغم كلِّ ما تقدَّم من أنّ المؤمنَ لا يُخلَّد في النّار، ولكن هذا لا يعني عدم فعليّة دخوله إلى النّار، فقد ورد في الرِّوايات أنَّ بعضَ الذّنوب توجبُ تطويلَ أمدِ العذاب، ويعاقب عليها بألوانٍ متعدِّدة، أو إنَّ الشَّفاعة قد لا تصلُ إليه إلا بعد مئات السِّنين، روي عن النَّبي صلى الله عليه واله: "إنّ العبد ليُحبس على ذنب من ذنوبه مئة عام، وإنّه لينظر إلى أزواجه في الجنة يتنعمن"10، والحديث فيه دلالةٌ على أنّ الذَّنبَ يمنعُ من دخول الجنَّة مدّةً من الزَّمن، ولا دلالة فيه على أنّه في تلك المدة يكون في النّار أو في شدائد القيامة. وروي عن الإمام علي عليه السلام أنَّه قال: "لا تتَّكلوا بشفاعتنا؛ فإنَّ شفاعتنا لا تلحق بأحدكم إلا بعد ثلاثمئة سنة"11، والحديث يوضح أنّ الشفاعة قد تأتي إذا مات المؤمن على التوحيد والنبوة والإمامة، ولكن بعد ثلاثمئة سنة، ومقدار السنة عند الله يختلف عن مقدارها عندنا. الثالثة: الخلود في النّار: هناك آيات كثيرة تشير إلى خلود الكفّار والمنافقين في النّار، كقوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالدِّين فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ﴾12، فالكافر والمنافق يخلّدان في النّار دون المؤمن كما تقدّم. وقد سُئل الإمام الصادق عليه السلام: عن المؤمن يقتل متعمداً، أله توبة، فقال: "إن كان قتله لإيمانه فلا توبة له، وإن كان قتله لغضبٍ أو لسبب شيءٍ من أمر الدُّنيا، فإنّ توبته أن يقاد منه، وإن لم يكن علم به أحد انطلق إلى أولياء المقتول فأقرّ عندهم بقتل صاحبهم، فإن عفوا عنه فلم يقتلوه أعطاهم الدية، وأعتق نسمة، وصام شهرين متتابعين، وأطعم ستين مسكيناً توبة إلى الله عز وجل"13. الافتضاح يوم القيامة: قال الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾14، الأشهاد: جمع شاهد، وهم الذين يشهدون بالحقّ للمؤمنين على المبطلين والكافرين يوم القيامة، وفي ذلك سرور للمُحقّ وفضيحة للمبطل، في ذلك اليوم العظيم. تشير الآية إلى معنىً دقيق، وهو أنّ يوم الأشهاد هو اليوم الذي يُبسَط فيه الأمر في محضر الله تعالى، وتنكشف السرائر والأسرار لكافّة الخلائق، وهو يوم تكون الفضيحة فيه أفظع ما تكون، ويكون الانتصار فيه أروع ما يكون، إنّه اليوم الذي ينصر الله فيه الأنبياء ويزيد في كرامتهم، وإنّه يوم افتضاح الكافرين وسوء عاقبة الظالمين، ويوم لا يحول شيء دون افتضاح الظالمين أمام الأشهاد 15. قيل: الأشهاد أربعة: الملائكة، الأنبياء، أمّة محمد صلى الله عليه واله، الجوارح 16. وما يهم في الأمر أنّ العبرة من قيام الأشهاد واعتبار قولهم هو بيان شدَّة إظهار الفضيحة. لذا ينبغي على الإنسان المؤمن العاقل أن يخافَ أهوالَ ذلك اليومِ العظيمِ، وأنْ يخافَ الفضيحةَ أمامَ الله ورُسله والأمم والنَّاس أجمعين. روي عن رسول الله صلى الله عليه واله أنّه قال: "وأمّا علامة الموقن فستّة: أيقن بالله حقاً فآمن به، وأيقن بأنّ الموت حقٌ فحذره، وأيقن بأنّ البعث حقٌ فخاف الفضيحة، وأيقن بأنّ الجنّة حقٌ فاشتاق إليها، وأيقن بأنّ النّار حقٌ فظهر سعيه للنجاة منها، وأيقن بأنّ الحساب حقٌ فحاسب نفسه" 17. يقول أمير المؤمنين عليه السلام في المناجاة الشَّعبانية: "إلهي قد سترت علي ذنوباً في الدُّنيا وأنا أحوج إلى سترها عليّ منك في الأخرى، إلهي قد أحسنت إليّ إذ لم تظهرها لأحد من عبادك الصالحين، فلا تفضحني يوم القيامة على رؤوس الأشهاد..."18. فكم من الذُّنوب التي يرتكبها العبدُ في الخلوات، ولو شاء الله تعالى لجعل علامةً -كالسَّواد مثلاً- لكلِّ معصية، وتختلف شدّة هذا السواد بحسب شدّة المعصية، ولكنّ الله ستّار على عباده، قد أظهر الجميل وستر القبيح... ولهذا يطلب الإمام عليه السلام أن يديم الله هذا السّتر حتَّى في الآخرة، حين تكون ساعة الفضيحة على رؤوس الأشهاد. الذلّ والهوان يوم القيامة: من المشاهد التي تظهر يوم القيامة مشهد الذلّ والهوان اللذان يصيبان الكفرة والعصاة. والنَّاس في ذلك الموقف صنفان: أشقياء وسعداء، فالأشقياء في غاية الذلّ والهوان، وهذا ما يمكن فهمه من خلال الأوصاف التي يصفها الله تعالى لهؤلاء العصاة في القرآن الكريم، كقوله تعالى: ﴿خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُون﴾19، أي وجوهٌ تظهر عليها علائم الخزي والهوان، ثم يصفها بأوصافٍ أخرى كقوله: ﴿هَلْ أَتاكَ حَديثُ الْغاشِيَةِ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً﴾20، أي أنَّ هؤلاء الكُفَّار كانوا يعملون في الدُّنيا بجدٍّ ولكن لغير الله تعالى، فمع كلِّ تعبهم وعنائهم لم يستفيدوا شيئاً من أعمالهم، فتكونُ آثارُ الخيبةِ باديةً على وجوههم يوم القيامة، وزيادةً في بيان حالهم من الذُلّ والهوان يقول الله تعالى: إنّ هذه الوجوه: ﴿تَصْلى ناراً حامِيَةً﴾ أي تقاسي حرّ النّار وتُعذَّب بها؛ لأنّ أعمالهم في الدُّنيا كانت خاسرةً، غلبها الشرّ وفارقها الخير. وهناك آيات أخرى أيضاً تدلّ على هذا المعنى، قال تعالى: ﴿سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ﴾21، أي سيلحق المجرمين ذلٌ وهوانٌ دائمان، ويدركهم العذاب المؤلم الشَّديد جزاءً لما كانوا ينكرون، وعقوبةً لتكبّرهم عن اتّباع الرُّسل والانقياد لما جاؤوا به، فبسبب تكبُّرهم في الدُّنيا سيصابون بالذلِّ الشَّديد يوم القيامة، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾22، أي صاغرين أذلاء. الحسرة والندامة: إنّ أحد أوصاف يوم القيامة هو "يوم الحسرة والندامة"، قال الله تعالى: ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾23، ويستفاد من الآية: أولاً: إنّه في يوم الحسرة والندامة يندم الكافر على كفره، والظَّالم على ظلمه، والمقصِّر في طاعة ربِّه على تقصيره، لكن المشكلة أنه يوم لا ينفع فيه الندم. ثانياً: ينبغي أن لا يكون المؤمن في غفلةٍ، بل على استعدادٍ دائمٍ للقاء الله تعالى. فإنّ من عِظَم الحسرة التي تصيب أهل النّار أنّ الواحد منهم يتمنَّى أن يفدي نفسه من عذاب الله بماله وولده والنَّاس أجمعين، بل بملك الدُّنيا بأسرها، مع أنّه طُلب منه ما هو أهون من ذلك فلم يفعل، قال تعالى: ﴿َوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيه﴾24. وقد وصفت الرِّوايات الشَّريفة هذه الحسرةَ بأشكالٍ متعدِّدة، منها "أشدُّ النَّاس حسرةً يوم القيامة"، عن الإمام الباقر عليه السلام: أشدّ النَّاس حسرة يوم القيامة الذين وصفوا العدل ثم خالفوه، وهو قول الله عزّ وجلّ: ﴿َتَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ﴾25"26. وقد فسّر الإمام الكاظم عليه السلام ﴿جَنْبِ اللَّهِ﴾ بقوله: "جَنْبِ اللَّهِ: أمير المؤمنين عليه السلام، وكذلك ما كان بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع إلى أن ينتهي الأمر إلى آخرهم"27. وأَوّلَ الشيخ الصدوق معنى الجَنْب في عليّ عليه السلام بمعنى الطَّاعة، فقال: "الجَنْب: الطاعة في لغة العرب، يُقال: هذا صغير في جَنْب الله، أي في طاعة الله عزَّ وجل؛ فمعنى قول أمير المؤمنين عليه السلام: "أنا جَنْب الله" أي أنا الذي ولايتي طاعةُ الله"28. إنّ من أهمّ الأعمال التي لها آثار في العوالم الدنيويَّة والبرزخيَّة والأخرويَّة كلّها -وبالأخص يوم القيامة- هي ولاية أهل البيت عليهم السلام، فمن أطاعهم ووصلهم وصله الله يوم القيامة، ومن لم يوالِهم ونكث العهد كان من أشدِّ النَّادمين يوم القيامة؛ لأنَّ تركَ ولايتِهم وحبِّهم من أعظم الكبائر. وروي عن الإمام الباقر عليه السلام في تفسير قوله تعالى "كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ..ِ."29، قال: "هو الرجل يكسب المال ولا يعمل فيه خيراً، فيرثه من يعمل فيه عملاً صالحاً... فيرى الأول ما كسبه حسرةً في ميزان غيره" 30. فتبيّن من خلال الروايات المتقدّمة أنّ هناك ذنوباً توجب الحسرة والندامة يوم القيامة، ومنها: الكِبْر والرياء، اللذان هما من أخطر الأمراض الأخلاقية التي تصيب قلوب النَّاس. تجسّم الأعمال بصورٍ قبيحة: من الآثار الأخرويّة للذنوب تجسّد الأعمال بصورةٍ تتناسبُ مع طبيعة الذَّنب. قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النّار...﴾31. وهذه الآية تبيّن تجسيم الأعمال في الآخرة، وتدلّ على أنَّ الأموالَ المكتسبة عبر هذا الطَّريق المحرَّم، هي في الواقع نيرانٌ تدخلُ في بطونهم، وتتجسَّمُ بشكلٍ واقعيٍّ في الآخرة. قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾32. تشيرُ هذه الآية إلى حضور الأعمال الصَّالحة والسيِّئة يوم القيامة، فيرى كلّ امرئٍ ما عملَ من خيرٍ وما عملَ من شرٍّ حاضراً أمامه، فالذين يشاهدون أعمالهم الصَّالحة يفرحون ويستبشرون، والذين يشاهدون أعمالهم السيّئة يستولي عليهم الرُّعب، ويتمنُّون لو أنَّهم استطاعوا أن يبتعدوا عنها، ولم تقل الآية: يتمنون فناء أعمالهم وسيئاتهم؛ لأنّهم علموا أنَّ كلَّ شيءٍ في ذاك العالم لا يفنى، فلذلك تمنّوا الابتعاد عنها. فالإنسان يجد أعماله الحسنة والقبيحة يوم القيامة مهما كانت قليلة، وهذا ينسجم مع كلمة "تجد" من الوجود من العدم33. وخلاصة القول: إنّ تجسّد الأعمال يعتبر من أهم القضايا المرتبطة بالمعاد. والموجود في ذلك العالم هو انعكاسٌ كاملٌ لهذا العالم، فأعمالُنا وأفكارُنا وأساليبنا الاجتماعيةُ وصفاتنا الأخلاقيَّة المختلفة سوف تتجسَّم وتتجسَّد أمامنا في ذلك العالم، لتبقى قرينةً لنا دائماً.
* كتاب مآب المذنبين، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
1- النساء، 14.
2- آل عمران، 30. 3- التعبير باستحقاق النّار ينسجم مع اعتقادات الإمامية القائلة بالوعد دون الوعيد؛ فالله أوجب على نفسه الوفاء بوعده وإدخال عباده إلى الجنة، ولكن قد لا يفي بوعيده، وهو إدخال عباده إلى النّار؛ وذلك بمقتضى رحمته التي وسعت كلّ شيء. 4 - البقرة، 81. 5 - النمل، 90. 6- بحار الأنوار، ج8، ص324. 7 - راجع: بحار الأنوار، ج8، ص325 (بتصرف). 8 - بحار الأنوار، ج8، ص351. 9- بحار الأنوار، ج8، ص362، ولقد عقد الحرُّ العاملي (رض) في كتابه الفصول المهمَّة في أصول الأئمة باباً تحت عنوان: إنّ فسّاق المسلمين لا يخلدون في النّار، بل يخرجون منها ويدخلون الجنَّة، وروى في ذلك اثني عشرةَ روايةً، ثم علَّق في نهاية الباب قائلاً: والآيات والرِّوايات في ذلك كثيرةٌ جدّاً. راجع: الفصول المهمة في أصول الأئمة، ج1، ص376- 380. 10 - أصول الكافي، ج2، ص272. 11 - بحار الأنوار، ج70، ص331. 12- التوبة، 68. 13- من لا يحضره الفقيه، ج4، ص95. 14 - غافر، 51. 15 - راجع: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 15، ص283 (بتصرف). 16- راجع: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج22، ص442. 17- تحف العقول، ص20. 18 - إقبال الأعمال، ج3، ص297. 19 - القلم، 43. 20 - الغاشية، 1- 4. 21 - الأنعام، 124. 22- غافر، 60. 23 - مريم، 39. 24 - المعارج، 11- 14. 25- الزمر، 5. 26 - بحار الأنوار، ج2، ص30. 27 - أصول الكافي، ج1، ص145. 28 - التوحيد، ص165. 29- البقرة، 167. 30- تفسير نور الثقلين، ج1، ص152. 31- البقرة، 174. 32 - آل عمران، 30. 33 - راجع: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل،ج2، ص463(بتصرف). |
الرصد المبكر لحركة العدو وسد مواطن الضعف في جبهتنا
بواسطة:أدمن
4:53 ص
إن الرصد المبكر لمواقف وإشارات العدو وتحركاته ضروري لأجل تشخيص توجهاتنا وتحركاتنا كي لا تقع أي خطوة وأي تصريح وأي عمل نقوم به في خدمة أهداف العدو من حيث لا نحتسب. لأن العدو يحدد خطواته وتحركاته على ضوء تحركاتنا ومواقفنا، وعلى ضوء رصده لنقاط الضعف والثغرات في جبهتنا، وهذا ما يستدعي الإنتباه، وفي هذا المجال قال سماحة القائد "على الجميع وخاصة الخواص الإنتباه كي لا تكون تصريحاتهم وإجراءاتهم تكملة لخطط وأهداف أعداء النظام"1.
ولنأخذ نموذجاً من خطابات سماحة القائد حول الرصد المبكر والمتبصر، فقد تحدث سماحته في سنة 2008 أي قبل سنة ونصف من أحداث الإنتخابات الرئاسية التي وقعت في حزيران 2009 عن ضرورة التمعن والتفحص في كلام الرئيس الأميركي في شهر كانون الثاني من سنة 2008 عن تأييده لفئة وتيار في إيران. وقد طالب حينها سماحة القائد زعماء هذا التيار المسمى بالإصلاحي بضرورة "التأمل جيداً في هذه الإشارة والتفكير في سبب إبداء هذا التأييد"2. ولو أن زعماء هذا التيار انتبهوا وتيقظوا وتبصروا واتخذوا الموقف الصلب والقوي لما كان تجرأ العدو وأصبح يذكرهم بالإسم كما قال سماحة القائد، وربما لما كانت وقعت أحداث فتنة العام 2009، التي كادت أن تطيح بالنظام الإسلامي وتسببت بإراقة "ماء وجه النظام" كما عبر بمرارة سماحته. كما أن سماحته طالب هؤلاء قبل وقوع الاحداث بفترة قصيرة جداً وأبلغهم ضرورة التحلي باليقظة والحذر "لقد وجهت رسائل خصوصية لهؤلاء خلال الساعات الأولى مفادها أنكم على عتبة القيام ببعض الأمور ولكن الآخرين سيستغلونها ولن تتمكنوا من إحتوائها وحدث ما توقعنا، في حين ينبغي على الذين يدخلون المعترك السياسي أن يدققوا في حركاتهم وأن يتكهنوا بالتغييرات المستقبلية التي ستطرأ على الساحة كلاعبي الشطرنج المحترفين"3. إذاً الرصد المتبصر يقتضي أمرين: الأمر الأول أن يكون الرصد شاملاً لكل الساحة ولكل المؤشرات والمتغييرات، وأن يتم التكهن والإستشراف لفرص وسيناريوهات واحتمالات قيام العدو واللاعبين الدوليين بتوظيف أي خطوة أو ثغرة في تحركاتنا ومواقفنا، الأمر الثاني أن يتم ذلك في وقت مبكر بما يسبق تحرك العدو ويقطع عليه طريق الإستفادة والتوظيف... وليس بعد فوات الأوان. فالرصد المتبصر لتصرفات وتصريحات أركان الإدارة الأمريكية يعطي بعض الإشارات، كما أن رصد الخطاب السياسي لأجهزة الإعلام والصحافة الأمريكية وتلك الدائرة في فلكها يعطي مؤشرات تكشف مبكراً عن النويا والمخططات، تماماً كما فعل حزب الله في مواجهة الحرب الناعمة التي شنت عليه عندما أفشل بفضل القيادة الواعية والحكيمة والمتبصرة وعلى رأسها سماحة السيد حسن نصر الله أعزه المولى مخططات المحكمة الدولية وتمكن من التقاط المؤشرات والإشارات بصورة مبكرة، وبفضل مجموعة من الخطابات والمؤتمرات الصحفية لسماحة السيد نصر الله (حفظه الله) إستطاع حزب الله أن يفشل هذه المخططات ويحكم سد الثغرات في جبهته.
*رؤية الإمام الخامنئي في مواجهة الحرب الناعمة ، سلسلة الندوات الفكرية ، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
1- خطاب لسماحة القائد خلال لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة بتاريخ 25/9/2009
2- خطاب لسماحة القائد بتاريخ 9/1/2008. 3- خطاب لسماحة القائد أثناء لقائه مع النخب العلمية بتاريخ 30/10/2009. |
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)