اهلا وسهلآ بكم لبيك يا حسيــــــــــــن

الأربعاء، 2 ديسمبر 2015












قائد الثورة الإسلامية المعظم يوجه رسالة ثانية لعامة الشباب في البلدان الغربية. (۲۰۱۵/۱۱/۲۹ - ۲۳:۵۴)


وجه قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله العظمى السيد علي خامنئي رسالة إلى عامة الشباب في البلدان الغربية اعتبر فیها الأحداث المريرة في فرنسا أرضية لتبادل الأفكار وأشار سماحته إلى نماذج مؤلمة من "آثار الإرهاب المدعوم من بعض القوى الكبرى في العالم الإسلامي، دعم إرهاب الدولة الذي ترتكبه إسرائيل والحملات العسكرية المدمرة التي تعرّض لها العالم الإسلامي في السنوات الأخيرة"، وأضاف سماحته مخاطباً الشباب الغربي: إنني أطلب منكم أيها الشباب أن ترسوا أسس تعامل صحيح وشريف مع العالم الإسلامي، قائم على ركائز معرفة صحيحة عميقة، ومن منطلق الاستفادة من التجارب المريرة.

وفيما يلي نص رسالة قائد الثورة الإسلامية المعظم:


بسم الله الرّحمن الرّحيم
إلى كل الشباب في البلدان الغربية
الأحداث المريرة التي ارتكبها الإرهاب الأعمى في فرنسا دفعتني مرة أخرى لمخاطبتكم. ويؤسفني أن توفر مثل هذه الأحداث أرضية الحوار، بيد أن الواقع هو أن القضايا المؤلمة إذا لم توفر الأرضية للتفكير بالحلول ولم تعط الفرصة لتبادل الأفكار، فستكون الخسارة مضاعفة. فمعاناة الإنسان، في أيّ مكان من العالم، محزنة بحد ذاتها لبني البشر. مشهد طفل في حالة نزع الروح أمام أحبائه، وأمّ تبدلت فرحة عائلتها إلى مأتم، وزوج يحمل جسد زوجته مسرعاً إلى ناحية ما، أو متفرّج لا يدري أنه سيشاهد بعد لحظات المقطع الأخير من مسرحية حياته، هذه ليست مشاهد لا تثير العواطف والمشاعر الإنسانية. كل من له نصيب من المحبة والإنسانية يتأثر ويتألم لمشاهدة هذه المناظر، سواء وقعت في فرنسا، أو في فلسطين والعراق ولبنان وسورية. ولا شك أن ملياراً ونصف المليار من المسلمين لهم نفس الشعور، وهم براء ومبغضون لمرتكبي هذه الفجائع ومسببيها. غير أن القضية هي أن آلام اليوم إذا لم تؤد إلى بناء غد أفضل وأكثر أمناً، فسوف تختزل لتكون مجرد ذكريات مُرّة عديمة الفائدة. إنني أؤمن أنكم أنتم الشباب وحدكم قادرون، باستلهام الدروس من محن اليوم، على أن تجدوا السبل الجديدة لبناء المستقبل، وتسدوا الطرق الخاطئة التي أوصلت الغرب إلى ما هو عليه الآن.
صحيح أن الإرهاب أصبح اليوم الهم والألم المشترك بيننا وبينكم، لكن من الضروري أن تعرفوا أن القلق وانعدام الأمن الذي جرّبتموه في الأحداث الأخيرة يختلف اختلافين أساسيين عن الآلآم التي تحملتها شعوب العراق واليمن وسورية وأفغانستان طوال سنين متتالية: أولاً إن العالم الإسلامي كان ضحية الإرهاب والعنف بأبعاد أوسع بكثير، وبحجم أضخم، ولفترة أطول بكثير. وثانياً إن هذا العنف كان للأسف مدعوماً على الدوام من قبل بعض القوى الكبرى بشكل مؤثر وبأساليب متنوعة. قلّ ما يوجد اليوم من لا علم له بدور الولايات المتحدة الأمريكية في تكوين وتقوية وتسليح القاعدة، وطالبان، وامتداداتهما المشؤومة. وإلى جانب هذا الدعم المباشر، نری حماة الإرهاب التكفيري العلنيون المعروفون كانوا دائماً في عداد حلفاء الغرب بالرغم من أن أنظمتهم أكثر الأنظمة السياسية تخلفاً، بينما تتعرض أكثر وأنصع الأفكار النابعة من الديمقراطيات الفاعلة في المنطقة إلى القمع بكل قسوة. والإزدواجية في تعامل الغرب مع حركة الصحوة في العالم الإسلامي هي نموذج بليغ للتناقض في السياسات الغربية.
الوجه الآخر لهذا التناقض يلاحظ في دعم إرهاب الدولة الذي ترتكبه إسرائيل. الشعب الفلسطيني المظلوم يعاني منذ أكثر من ستين عاماً من أسوء أنواع الإرهاب. إذا كانت الشعوب الأوربية اليوم تلوذ ببيوتها لعدة أيام وتتجنب التواجد في التجمعات والأماكن المزدحمة، فإن العائلة الفلسطينية لا تشعر بالأمن من آلة القتل والهدم الصهيونية منذ عشرات الأعوام، حتى وهي في بيتها. أيّ نوع من العنف يمكن مقارنته اليوم من حيث شدة القسوة ببناء الكيان الصهيوني للمستوطنات؟ إن هذا الكيان يدمر كل يوم بيوت الفلسطينيين ومزارعهم وبساتينهم من دون أن يتعرض أبداً لمؤاخذة جادة مؤثرة من قبل حلفائه المتنفذين، أو على الأقل من المنظمات الدولية التي تدعي استقلاليتها، من دون أن تتاح للفلسطينيين حتى فرصة نقل أثاثهم أو حصاد محاصيلهم الزراعية، ويحصل كل هذا في الغالب أمام الأعين المذعورة الدامعة للنساء والأطفال الذين يشهدون ضرب وإصابة أفراد عوائلهم، أو نقلهم في بعض الأحيان إلى مراكز التعذيب المرعبة. تری هل تعرفون في عالم اليوم قسوة بهذا الحجم والأبعاد وبهذا الاستمرار عبر الزمن؟ إمطار سيدة بالرصاص في وسط الشارع لمجرد الاعتراض على جندي مدجّج بالسلاح، إنْ لم يكن إرهاباً فما هو إذن؟ وهل من الصحيح أن لا تعدّ هذه البربرية تطرفاً لأنها ترتكب من قبل قوات شرطة حكومة محتلة؟ أو بما أن هذه الصور تكررت على شاشات التلفزة منذ ستين سنة، فإنها يجب أن لا تستفز ضمائرنا؟
الحملات العسكرية التي تعرض لها العالم الإسلامي في السنوات الأخيرة، والتي تسببت في الكثير من الضحايا، هي نموذج آخر لمنطق الغرب المتناقض. البلدان التي تعرضت للهجمات ، فقدت بناها التحتية الاقتصادية والصناعية، وتعرضت مسيرتها نحو الرقي والتنمية إما للتوقف أو التباطؤ، وفي بعض الأحيان تراجعت لعشرات الأعوام فضلاً عن ما تحملته من خسائر إنسانية. ورغم كل هذا يطلب منهم بوقاحة أن لا يعتبروا أنفسهم مظلومين. كيف يمكن تحويل بلد إلى أنقاض وإحراق مدنه وقراه وتحويلها إلى رماد، ثم يقال لأهاليه لا تعتبروا أنفسكم مظلومين رجاء! أليس الأفضل الاعتذار بصدق بدل الدعوة إلى تعطيل الفهم أو نسيان الفجائع؟ إن الألم الذي تحمله العالم الإسلامي خلال هذه الأعوام من نفاق المهاجمين وسعيهم لتنزيه ساحتهم ليس بأقل من الخسائر المادية.
أيها الشباب الأعزاء، إنني آمل أن تغيروا أنتم في الحاضر أو المستقبل هذه العقلية الملوثة بالتزييف والخداع، العقلية التي تمتاز بإخفاء الأهداف البعيدة وتجميل الأغراض الخبيثة. أعتقد أن الخطوة الأولى في توفير الأمن والاستقرار هي إصلاح هذه الأفكار المنتجة للعنف. وطالما تسود المعايير المزدوجة على السياسة الغربية، وطالما يقسّم الإرهاب في أنظار حماته الأقوياء إلى أنواع حسنة وأخرى سيئة، وطالما يتم ترجيح مصالح الحكومات على القيم الإنسانية والأخلاقية، ينبغي عدم البحث عن جذور العنف في أماكن أخرى.
لقد ترسّخت للأسف هذه الجذور تدريجياً على مدى سنين طويلة في أعماق السياسات الثقافية للغرب أيضاً، وراحت تعِدّ لغزو ناعم صامت. الكثير من بلدان العالم تعتز بثقافاتها المحلية الوطنية، تلك الثقافات التي غذّت المجتمعات البشرية على نحو جيد طوال مئات الأعوام محافظه علی إزدهارها وإنجابها. والعالم الإسلامي ليس استثناء لهذه الحالة. ولكن العالم الغربي استخدم في الحقبة المعاصرة، أدوات متطورة مصرّاً على الاستنساخ والتطبيع الثقافي في العالم. إنني أعتبر فرض الثقافة الغربية على سائر الشعوب، واستصغار الثقافات المستقلة، عنفاً صامتاً وعظيم الضرر. ويتم إذلال الثقافات الغنية والإسائة لأكثر جوانبها حرمة، رغم أن الثقافة البديلة لا تستوعب أن تكون البديل لها على الإطلاق. وعلى سبيل المثال، إن عنصري «الصخب» و«التحلل الأخلاقي» اللذين تحوّلا للأسف إلى مكوّنين أصليين في الثقافة الغربية، هبطا بمكانتها ومدی قبولها حتى في موطن ظهورها. والسؤال الآن هو: هل هو ذنبنا نحن أننا نرفض ثقافة عدوانية متحللة بعيدة عن القيم؟ هل نحن مقصّرين إذا منعنا سيلاً مدمراً ينهال على شبابنا على شكل نتاجات شبه فنية مختلفة؟
إنني لا أنكر أهمية الأواصر الثقافية وقيمتها. وهذه الأواصر متى ما حصلت في ظروف طبيعية وشهدت احترام المجتمع المتلقي لها ستنتج التطور والإزدهار والإثراء. وفي المقابل فإن الأواصر غير المتناغمة والمفروضة ستعود فاشلة جالبة للخسائر. يجب أن أقول بمنتهى الأسف أن جماعات دنيئة مثل "داعش" هي ثمرة مثل هذه الصلات الفاشلة مع الثقافات الوافدة. فإذا كانت المشكلة عقيدية حقاً لوجب مشاهدة نظير هذه الظواهر في العالم الإسلامي قبل عصر الاستعمار أيضاً، في حين أن التاريخ يشهد بخلاف ذلك. التوثيقات التاريخية الأكيدة تدلّ بوضوح كيف أن التقاء الاستعمار بفكر متطرف منبوذ نشأ في كبد قبيلة بدوية، زرع بذور التطرف في هذه المنطقة. وإلّا كيف يمكن أن يخرج من واحدة من أكثر المدارس الدينية أخلاقاً وإنسانية في العالم ، والتي تعتبر وفق نسختها الأصلية أن قتل إنسان واحد يعدّ بمثابة قتل الإنسانية كلها، كيف يمكن أن يخرج منها زبلٌ مثل "داعش"؟
ومن جانب آخر ينبغي السؤال: لماذا ينجذب من وُلِد في أوربا وتربّى في تلك البيئة الفكرية والروحية إلى هذا النوع من الجماعات؟ هل يمكن التصديق بأن الأفراد ينقلبون فجأة بسفرة أو سفرتين إلى المناطق الحربية إلى متطرفين يمطرون أبناء وطنهم بالرصاص؟ وبالتأكيد علينا أن لاننسی تاثيرات التغذية الثقافية غير السليمة في بيئة ملوثة ومنتجة للعنف طوال سنوات عمر هولاء. ينبغي الوصول الی تحليل شامل في هذا الخصوص، تحليل يكشف النقاب عن الأدران الظاهرة والخفية في المجتمع. وربما كانت الكراهية العميقة التي زرعت في قلوب شرائح من المجتمعات الغربية طوال سنوات الازدهار الصناعي والاقتصادي، ونتيجة حالات عدم المساواة، وربما حالات التمييز القانونية والبنيوية، قد أوجدت عقداً تتفجّر بين الحين والآخر بهذه الأشكال المريضة.
على كل حال، أنتم الذين يجب أن تتجاوزوا الصور الظاهرية لمجتمعاتكم، وتجدوا مكامن العقد والأحقاد وتكافحوها. ينبغي ترميم الهوّات بدل تعميقها. الخطأ الكبير في محاربة الإرهاب هو القيام بردود الأفعال المتسرّعة التي تزيد من حالات القطيعة الموجودة. أية خطوة هياجية متسرعة تدفع المجتمع المسلم في أوربا وأمريكا، والمكوّن من ملايين الأفراد الناشطين المتحمّلين لمسؤولياتهم، نحو العزلة أو الخوف والاضطراب، وتحرمهم أكثر من السابق من حقوقهم الأساسية، وتقصيهم عن ساحة المجتمع، لن تعجز فقط عن حل المشكلة بل ستزيد المسافات الفاصلة وتكرّس الحزازات. التدابير السطحية والانفعالية، خصوصاً إذا شرعنت وأضفي عليها الطابع القانوني، لن تثمر سوى تكريس الاستقطابات القائمة وفتح الطريق أمام أزمات مستقبلية.
وفقاً لما وصل من أنباء، فقد سنّت في بعض البلدان الأوربية مقررات تدفع المواطنين للتجسس على المسلمين. هذه السلوكيات ظالمة، وكلنا يعلم أن الظلم يعود عكسيا شئنا أم أبينا. ثم إن المسلمين لا يستحقون هذا الجحود. العالم الغربي يعرف المسلمين جيداً منذ قرون. إذ يوم كان الغربيون ضيوفاً في دارالإسلام وامتدت أعينهم إلى ثروات أصحاب الدار، أو يوم كانوا مضيّفين وانتفعوا من أعمال المسلمين وأفكارهم، لم يلاقوا منهم في الغالب سوى المحبة والصبر. وعليه، فإنني أطلب منكم أيها الشباب أن ترسوا أسس تعامل صحيح وشريف مع العالم الإسلامي، قائم على ركائز معرفة صحيحة عميقة، ومن منطلق الاستفادة من التجارب المريرة. في هذه الحالة ستجدون في مستقبل غير بعيد أن البناء الذي شيّدتموه على هذه الأسس يمدّ ظلال الثقة والاعتماد على رؤوس بُناته، ويهديهم الأمن والطمأنينة، ويشرق بأنوار الأمل بمستقبل زاهر على أرض المعمورة.

السيد علي الخامنئي
29 تشرين الثاني/نوفمبر 2015

قائد الثورة الإسلامية المعظم يتحدّث في جلسة درس البحث الخارج في الفقه عن مسيرة الأربعين. (۲۰۱۵/۱۱/۳۰ - ۱۷:۳۵)


إعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي صباح اليوم (الإثنين:2015/11/30) في جلسة درس البحث الخارج في الفقه، أن ظاهر مسيرة أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) المنقطعة النظير و التي تمثل حراكاً عظيماً و مفعماً بالمعاني، تعدّ بمثابة حسنة باقية، و أضاف سماحته قائلاً: تركيبة «العشق و الإيمان» و «العقل و العاطفة» من الخصوصيات الفذة لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) و حركة الناس الإيمانية العاشقة من مختلف بلدان العالم في هذه الظاهرة، إنما هي حركة غير مسبوقة، و هي بلا شك من جملة الشعائر الإلهية.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى كرم الشعب العراقي و مودّته في استقبال زوّار الأربعين، و أوصى الذين توفّقوا للمشاركة في هذه الحركة الجمّة المعاني و المغزى، أن يغتنموا هذه الفرصة، و تابع سماحته قائلاً: نحن أيضاً نغبط زوّار الأربعين على حالهم من بعيد، و نتمنى لو كنا معهم.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية المعظم فرصة الارتباط المعنوي العاشق مع آل الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) و زيارة هؤلاء النفر الممتازين البارزين النورانيين الملكوتيين، من مميزات الفكر الشيعي بين الفرق الإسلامية، مضيفاً: حركة الناس العظيمة من إيران و سائر بلدان العالم للمشاركة في مسيرة الأربعين جذوة من المميزات البارزة لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) التي يتموج فيها "الإيمان و العقيدة القلبية و المعتقدات الحقيقية" إلى جانب "العشق و المحبة".
كما أوصى سماحته زوار الأربعين بمراعاة الضوابط و المقررات مؤكداً: لقد وضعت الحكومة مقررات بخصوص الخروج من البلاد و يجب بالتأكيد مراعاتها، و العمل خارج نطاق هذه الضوابط غير محبّذ.

اقامة مراسم عزاء أربعينية الإمام الحسين (ع ) بمشاركة قائد الثورة الاسلامية المعظم. (۲۰۱۵/۱۲/۰۲ - ۱۹:۴۵)

اقامة مراسم عزاء أربعينية الإمام الحسين (ع ) بمشاركة قائد الثورة الاسلامية المعظم. (۲۰۱۵/۱۲/۰۲ - ۱۹:۴۵)

في ذكرى أربعينية إستشهاد سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام وأصحابه الأوفياء الأبرار، إستضافت حسينية الامام الخميني (رض) مواكب عزاء الطلبة الجامعيين من شتى أرجاء البلاد.
وخلال هذه المراسم التي أقيمت برعاية قائد الثورة الاسلامية المعظم سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، إرتقى المنبر حجة الإسلام والمسلمين الشيخ بناهيان، واعتبر موضوع التمحيص الإلهي وحالات السقوط والنهوض وانفصال المنافقين عن صفوف المؤمنين، من المقدمات المؤكدة لظهور الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف، وأضاف: يجب أن يسعى أفراد المجتمع الإيماني لإصلاح ذاتهم حتى لا يكونوا من ضمن المتساقطين في عملية التمحيص والغربلة وحين تكشف أسرار صدور الناس قبل الظهور.
واعتبر إمتحان القبول بالولاية من أهم وأصعب الإمتحانات و قال: كربلاء، ترتبط بباطن سر الأفراد والأربعين هي طلب الرحمة الإلهية من أجل جذب وإصلاح ذوي السيرة الحسنة من البشر، وإن سبب حقد و بغض نظام السلطة وأياديه إزاء المسيرة العظيمة لعشرات الملايين، هي بسبب قدرة وعظمة مسيرة الأربعين في إنقاذ الأفراد.     


وفي هذه المراسم قرأ السيد مهدي سلحشور بعض القصائد في رثاء مصيبة أبي عبد الله الامام الحسين عليه السلام وآله وصحبه البررة.
وفي ختام هذه المراسم اُقیمت صلاتي الظهر والعصر بإمامة قائد الثورة الاسلامیة المعظم سماحة آیة الله السید علي الخامنئي.

زيارة الأربعين من كلام الإمام القائد السيد علي الخامنئي (دام ظله)

زيارة الأربعين
من كلام الإمام القائد السيد علي الخامنئي (دام ظله)


يعتبر الإمام السيد القائد (دام ظلّه) بأنّه من الضروري تثبيت سنّة الزيارة وإحياء ذكرى كربلاء في الأربعين، وأنّ من خصوصيات يوم الأربعين كونه إحياء لذكرى شهادة الإمام الحسين (عليه السلام).

فهذه الشهادة العظيمة - أي شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) – في التاريخ حاول بنو أمية محو ذكراها من أذهان جيل من الناس وذلك من أجل أن لا يبقى لها فائدة في العالم الإسلامي.

وعليه يمكن القول بأنّ الإمام الحسين (عليه السلام) إذا كان قد استشهد على أرض كربلاء، ولم يكن لهذه الشهادة أي أثر، ولم تكن عبرة للأجيال الآتية، وسببا لفضح الظلم اليزيدي والأموي، فما هي الفائدة منها؟ لذا فإن الزيارة والتأكيد عليها من قبل الأئمة (عليهم السلام) إنما هو لبيان الأثر والدور الذي يمكن أن تتركه هذه الخاطرة في رشد وبناء وتوجيه وحثّ الشعوب وتحريك المجتمعات والتاريخ.

فالإمام الحسين (عليه السلام) وصل بشهادته إلى أعلى عليين، ولولا ذكرى شهادته وإحيائها والمراسم التي تقام لها، وزيارته في كل موسم لكان قد مضى ومن معه من شهداء في الغربة، وطواهم الصمت والسكون، وقيمة الشهادة في أن تصبح أسوة ودرسا تعرفه الأجيال وتسمع بها، ويصبح الشهيد أسوة ودرسا عندما يفور دمه ويسيل عبر التاريخ. حينئذ يمكن لمظلومية أمّة أن تبلسم جرح مظلوم وترفع السياط عن أمّة وتداوي جراحها.

ولهذا السبب فإنّ مستكبري العصر الحاضر يصدحون ويرفعون أصواتهم حتى لا يرتفع صوتنا.

ويتابع القائد قائلاً: هذا هو دور ذكرى الشهداء والشهادة. فالشهادة من دون خاطرة وذكرى ومن دون غليان دماء الشهيد لا يثبت أثرها، والأربعين هو ذلك اليوم الذي بدأ فيه رفع علم رسالة شهادة كربلاء عالياً ويوم ورثة الشهداء. سواء قدِمت عائلة الإمام الحسين(عليه السلام) إلى كربلاء في الأربعين الأول أم لم تأتِ. أما الأربعون الأوّل فهو اليوم الذي جاء فيه الزوار العارفون بالإمام الحسين(عليه السلام) إلى كربلاء للمرة الأولى. فقد جاء إلى هناك جابر بن عبد الله الأنصاري وعطية، وهما من صحابة النبي(صلّى الله عليه وآله) وحواريي أمير المؤمنين عليهم السلام. وكما جاء في الأخبار والروايات أن جابرا كان كفيفا واخذ عطية بيده ووضعها على قبر الحسين. لمس القبر وبكى وتكلم مع الحسين (عليه السلام). فبمجيئه وكلامه قد أحيا ذكرى الحسين بن علي(عليه السلام)، وثبّت سنة زيارة قبر الشهداء. إن يوم الأربعين على هذا القدر من الأهمية.

زيارة الإمام الحسيـن (عليه السلام): 

وممّا أكّد عليه أهل البيت (عليهم السلام) تأكيداً حثيثاً هو زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) فقد ورد عن سدير: قال لي الصادق (عليه السلام): «يا سدير تزور قبر الحسين (عليه السلام) في كلّ يوم؟ قلت: جعلت فداك لا، قال (عليه السلام): ما أجفاكم! فتزوره في كلّ جمعة؟ قلت: لا، قال (عليه السلام): فتزوره في كلّ شهر؟ قلت: لا، قال (عليه السلام): فتزوره في كلّ سنة؟ قلت: قد يكون ذلك. قال: يا سدير، ما أجفاكم بالحسين (عليه السلام)، أما علمت أنّ لله ألف الف ملك شعثاً غبراً يبكون ويزورون، لا ييفترون، وما عليك يا سدير أن تزور قبر الحسين في كلّ جمعة خمس مرات، في كلّ يوم مرّة، قلت جعلت فداك، إنّ بيننا وبينه فراسخ كثيرة، فقال (عليه السلام): اصعد فوق سطحك، ثمّ التفت يمنة ويسرة، ثمّ ارفع رأسك إلى السماء، ثم تنحو نحو قبر الحسين (عليه السلام) ثمّ تقول: (السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته)، تكتب لك زورة، والزورة حجّة وعمرة ».
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

المشرف : الشيخ ابو علي الفاطمي @@ 2015 @@

Designed by Templateism