اهلا وسهلآ بكم لبيك يا حسيــــــــــــن

الجمعة، 18 سبتمبر 2015

رسالة تعزية الامام القائد السيد الخامنئي بمناسبة رحيل العالم المتقي آية الله الشيخ أبي القاسم الخزعلي رحمة الله عليه

على أثر رحيل العالم المتقي آية الله الشيخ أبو القاسم الخزعلي، أصدر سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي رسالة تعزية.

وفيما يلي نص رسالة تعزية قائد الثورة الإسلامية المعظم:
باسمه تعالىإنني أتقدم بالتعازي على رحيل العالم العامل المتقي المرحوم آية الله الشيخ أبي القاسم الخزعلي رحمة الله عليه لعائلته المكرمة ولكافة ذويه وكذا لمحبيه ومتعلقيه.. فإن انتهاله من دروس الإمام الخميني وسائر الفقهاء الكبار في قم ومشهد لسنوات طوال، وانتهاجه نهج الإمام الكبير منذ أوائل اندلاع النهضة الثورية ودفاعه الباسل عن ذلك الرجل العظيم في فترة الكبت الطاغوتي العصيبة برؤية ثاقبة ولسان صريح، وتولي مهام جسام بعد انتصار الثورة والعضوية في مجلس صيانة الدستور ومجلس الخبراء، وصبره الجميل على شهادة نجله في قم وفي المراحل الثورية للشعب الإيراني، وكذلك حفظه للقرآن وأنسه بآياته وببحر الأحاديث الزاخــر، ونشاطه الطويل الأمد في تبليغ المعارف الإسلامية وتبيانها، وبالتالي استقامته وثباته على نهج الثورة الأصيل وصراطها المستقيم في جميع الأحوال وإلى آخر حياته.. هذه كلها تشكل فصولا هامة من حياة هذا العالم المتقي الدؤوب في عمله وهي مسجلة في الديوان الإلهي ومأجور عليها إن شاء الله.أسأل الله أن يتغمد هذا الرجل الجليل برحمته ومغفرته.
السيد علي الخامنئي2015/9/16

لمحة عن حياة الإمام الباقر عليه السلام



هو الإمام محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، خامس أئمّة أهل البيت الّذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً.

ولادته وشهادته:
ولد عليه السلام في المدينة المنوّرة، غرّة رجب، أو الثالث من صفر، سنة 57 للهجرة، قبل وقعة الطفّ بأربع سنين. ومضى عليه السلام بالمدينة يوم الاثنين سابع ذي الحجّة سنة 114 للهجرة، وروي سنة 116، وقيل سنة 117 عن عمر 58 سنة، وقيل غير ذلك، ودفن بالبقيع في القبر الذي دفن فيه أبوه عليّ بن الحسين عليه السلام.

كنيته وألقابه:
أمّا كنيته: فأبو جعفر.
ولقبه: باقر العلم، والشاكر لله، والهادي، والأمين، والشبيه لأنّه كان يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 5 .

وأشهر ألقابه هو الباقر، وقد ذكره أئمّة اللغة في كتبهم، ففي لسان العرب: التبقّر: التوسّع في العلم والمال، وكان يقال لمحمّد بن عليّ بن الحسين بن علي: الباقر رضوان الله عليهم، لأنّه بقر العلم وعرف أصله واستنبط فرعه وتبقّر في العلم، وأصل البقر: الشقّ والفتح والتوسعة، بقرت الشيء بقراً: فتحته ووسّعته.

وقد لقّبه به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يولد، وأخبر به جابر بن عبد الله الأنصاريّ، وروي عنه أنّه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يوشك أن تبقى حتّى تلقى ولداً لي من الحسين يقال له: محمّد يبقر علم الدين بقراً، فإذا لقيته فأقرئه منّي السلام".

وعن الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام قال: "إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ذات يوم لجابر بن عبد الله الأنصاريّ: يا جابر إنّك ستبقى حتّى تلقى ولدي محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب المعروف في التوراة بالباقر فإذا لقيته فاقرئه منّي السلام. فدخل جابر إلى عليّ بن الحسين عليه السلام فوجد محمّد بن عليّ عليه السلام عنده غلاماً فقال له: يا غلام أقبل فأقبل، ثمّ قال له: أدبر فأدبر. فقال جابر: شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وربّ الكعبة، ثمّ أقبل على عليّ بن الحسين عليه السلام فقال له: من هذا؟ قال: هذا ابني وصاحب الأمر بعدي:
محمّد الباقر، فقام جابر فوقع على قدميه يقبّلهما ويقول: نفسي لنفسك الفداء يا بن رسول الله، اقبل سلام أبيك، إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ عليك السلام، قال: فدمعت عينا أبي جعفر عليه السلام ثمّ قال: يا جابر على أبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السلام ما دامت السماوات والأرض وعليك- يا جابر- بما بلّغت السلام" .

وفي رواية أخرى عن أبي عبد الله عليه السلام قال:"إنّ جابر بن عبد الله كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان رجلاً منقطعاً إلينا أهل البيت، وكان يقعد في مسجد الرسول معتجّر 9بعمامة، وكان يقول: يا باقر يا باقر، فكان أهل المدينة يقولون: جابر يهجر، فكان يقول: لا والله لا أهجر ولكنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إنّك ستدرك رجلاً منّي اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقر، فذلك الذي دعاني إلى ما أقول، قال: فبينما جابر ذات يوم يتردّد في بعض طرق المدينة إذ مرَّ محمّد بن عليّ عليه السلام فلمّا نظر إليه قال: يا غلام أقبل، فأقبل، ثمّ قال: أدبر، فأدبر، فقال: شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذي نفس جابر بيده، ما اسمك يا غلام؟ فقال: أنا محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب فقبَّل رأسه ثمّ قال: بأبي أنت وأمّي، أبوك رسول الله يقرئك السلام فقال: وعلى رسول الله صلّى الله عليه وآله السلام.. فرجع محمّد إلى أبيه وهو ذعر فأخبره بالخبر فقال: يا بنيّ قد فعلها جابر؟ قال: نعم، قال: يا بنيّ الزم بيتك، قال: فكان فكان جابر يأتيه طرفي الن هار فكان أهل المدينة يقولون: واعجباً لجابر يأتي هذا الغلام طرفي النهار، وهو آخر 10 من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! فلم يلبث أن مضى عليّ بن الحسين عليه السلام، فكان محمّد بن عليّ عليه السلام يأتيه على الكرامة لصحبته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: فجلس الباقر يحدّثهم عن الله فقال أهل المدينة: ما رأينا أحداً قطّ أجرأ من ذا! فلمّا رأى ما يقولون حدّثهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال أهل المدينة: ما رأينا قطّ أحداً أكذب من هذا يحدّث عمّن لم يره! فلمّا رأى ما يقولون حدّثهم عن جابر بن عبد الله فصدّقوه، وكان- والله- جابر يأتيه فيتعلّم منه" 11 .

والدته الصِّدِّيقة: 
أمّ عبد الله بنت الحسن بن عليّ بن أبي طالب، فهو هاشميّ من هاشميَّين، علويّ من علويَّين، وفاطميّ من فاطميّين، لأنّه أوّل من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين عليه السلام12.
وعن الباقر عليه السلام قال: "كانت أمّي قاعدة عند جدار فتصدّع الجدار وسمعنا هدّة شديدة، فقالت بيدها: لا وحقِّ المصطفى ما أذن الله لك في السقوط، فبقي معلّقاً في الجوّ حتّى جازته، فتصدّق أبي عنها بمائة دينار".
وذكر أبو عبد الله عليه السلام جدّته أمّ أبيه يوماً فقال: "كانت صدّيقة، لم تدرك في آل الحسن امرأة مثلها"13.

مع أبيه زين العابدين عليه السلام: 
عن الزهريّ قال: دخلت على عليّ بن الحسين عليه السلام في المرض الذي توفّي فيه...ثمّ دخل عليه محمّد ابنه فحدّثه طويلاً بالسرّ فسمعته يقول فيما يقول: "عليك بحسن الخلق" قلت: يا ابن رسول الله إن كان من أمر الله ما لا بدّ لنا منه- ووقع في نفسي أنّه قد نعى نفسه- فإلى من يُختلف بعدك؟ قال :"يا أبا عبد الله إلى ابني هذا" - وأشار إلى محمّد ابنه-" إنّه وصيّي ووارثي وعيبة علمي، معدن العلم، وباقر العلم"، قلت: يا ابن رسول الله ما معنى باقر العلم؟ قال: "سوف يختلف إليه خُلّاص شيعتي، ويبقر العلم عليهم بقراً" ، قال: ثمّ أرسل محمّداً ابنه في حاجة له إلى السوق، فلمّا جاء محمّد قلت: يا ابن رسول الله هلّا أوصيت إلى أكبر أولادك؟ قال: "يا أبا عبد الله ليست الإمامة بالصغر والكبر، هكذا عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهكذا وجدناه مكتوباً في اللوح والصحيفة"، قلت: يا ابن رسول الله فكم عهد إليكم نبيّكم أن يكون الأوصياء من بعده؟ قال: "وجدنا في الصحيفة واللوح اثني عشر أسامي مكتوبة بإمامتهم وأسامي آبائهم وأمّهاتهم" ثمّ قال: "يخرج من صلب محمّد ابني سبعة من الأوصياء فيهم المهديّ صلوات الله عليهم" 14.

فضائله ومناقبه وبعض أحواله:
كان أصدق الناس لهجة وأحسنهم بهجة.. وكان أقلّ أهل بيته مالاً وأعظمهم مؤونة وكان يتصدّق كلّ جمعة بدينار، وكان إذا أحزنه أمر جمع النساء والصبيان ثمّ دعا فأمّنوا.
وكان كثير الذِكر كان يمشي وأنّه ليذكر الله، ويأكل الطعام وأنّه ليذكر الله، ولقد كان يحدّث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله، وكان يجمع ولده فيأمرهم بالذكر حتّى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منهم، ومن كان لا يقرأ منهم أمره بالذكر15.

وعن أبي عبد الله جعفر بن محمّد صلى الله عليه وآله وسلم قال:"إنّ محمّد بن المنكدر كان يقول: ما كنت أرى أنّ مثل عليّ بن الحسين يدع خلفاً- لفضل عليّ بن الحسين- حتّى رأيت ابنه محمّد بن عليّ فأردت أن أعظه فوعظني.

فقال له أصحابه: بأيّ شيء وعظك؟ قال: خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارّة، فلقيت محمّد بن عليّ- وكان رجلاً بديناً- وهو متّكئ على غلامين له أسودين-أو موليين له- فقلت في نفسي: شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا! أشهد لأعظنّه؟ فدنوت منه فسلّمت عليه، فسلّم عليّ ببَهَرٍ وقد تصبَّب عرقاً، فقلت: أصلحك الله، شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على مثل هذه الحال في طلب الدنيا! أشهد لأعظنّه؟ فدنوت منه فسلّمت عليه، فسلّم عليّ ببَهَر 16وقد تصبَّب عرقاً، فقلت: أصلحك الله، شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على مثل هذه الحال في طلب الدنيا! لو جاءك الموت وأنت على هذه الحال؟! قال: "فخلّى عن الغلامين من يده، ثمّ تساند" وقال: " لو جاءني والله الموت وأنا في هذه الحال، جاءني وأنا في طاعة من طاعات الله، أكفّ بها نفسي عنك وعن الناس، وإنّما كنت أخاف الموت لو جاءني وأنا على معصية من معاصي الله. فقلت: يرحمك الله، أردت أن أعظك فوعظتني " 17 .

وكان عليه السلام ، ظاهر الجود في الخاصّة والعامّة، مشهور الكرم في الكافّة، معروفاً بالفضل والإحسان مع كثرة عياله وتوسّط حاله:
فعن الحسن بن كثير قال: شكوت إلى أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام الحاجة وجفاء الإخوان، فقال: " بئس الأخ أخ يرعاك غنيّاً ويقطعك فقير " ، ثمّ أمر غلامه فأخرج كيساً فيه سبعمائة درهم، وقال: " استنفق هذه فإذا نفدت فأعلمني " .

وعن عمرو بن دينار وعبد الله بن عبيد بن عمير أنّهما قالا: ما لقينا أبا جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام إلّا وحمل إلينا النفقة والصلة والكسوة، ويقول: " هذه معدّة لكم قبل أن تلقوني " .

وعن سليمان بن قرم قال: كان أبو جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام يجيزنا بالخمسمائة درهم إلى الستمائة إلى الألف درهم، وكان لا يملّ من صلة إخوانه وقاصديه ومؤمّليه وراجيه.
وروي عنه عن آبائه عليه وعليهم السلام:"أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: أشدّ الأعمال ثلاثة: مواساة الإخوان في المال، وإنصاف الناس من نفسك، وذكر الله على كلّ حال".

وروي عنه عليه السلام أنّه سئل عن الحديث يرسله ولا يسنده فقال: "إذا حدّثتُ الحديث فلم أسنده فسندي فيه أبي عن جدّي عن أبيه عن جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرئيل عليه السلام عن الله عزّ وجلّ".

وكان عليه وآبائه السلام يقول: "بليّة الناس علينا عظيمة، إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا، وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا". وكان عليه السلام يقول: "ما ينقم الناس منّا؟! نحن أهل بيت الرحمة، وشجرة النبوّة، ومعدن الحكمة، وموضع الملائكة، ومهبط الوحي" 18.

وعن محمّد بن سليمان، عن أبيه قال: كان رجل من أهل الشام يختلف إلى أبي جعفر عليه السلام، وكان مركزه بالمدينة، يختلف إلى مجلس أبي جعفر عليه السلام يقول له: يا محمّد ألا ترى أنّي إنّما أغشى مجلسك حياء منّي لك، ولا أقول: إنّ في الأرض أحداً أبغض إليّ منكم أهل البيت، وأعلم أنّ طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم، ولكن أراك رجلاً فصيح، لك أدب وحسن لفظ، وإنّما الاختلاف إليك لحسن أدبك، وكان أبو جعفر عليه السلام يقول له خيراً ويقول: "لن تخفى على الله خافية ".

فلم يلبث الشامي إلّا قليلاً حتّى مرض واشتدّ وجعه، فلمّا ثقل دعا وليّه، وقال له: إذا أنت مددت عليّ الثوب فأتِ محمّد بن عليّ عليه السلام (وسله أن يصلّي علّي) 19 ، وأعلمه أنّي أنا الذي أمرتك بذلك.

قال: فلمّا أن كان في نصف الليل ظنّوا أنّه قد برد وسجّوه، فلمّا أن أصبح الناس خرج وليّه إلى ال مسجد، فلمّا أن صلّى محمّد بن عليّ عليه السلام وتورّك- وكان إذا صلّى عقّب في مجلسه- قال له: يا أبا جعفر إنّ فلاناً الشاميّ قد هلك وهو يسألك أن تُصلّي عليه، فقال أبو جعفر: "كل إنّ بلاد الشام بلاد صِرّ20وبلاد الحجاز بلاد حرّ ولهبها21 شديد، فانطلق فل ا تعجلنّ على صاحبك حتّى آتيكم"، ثمّ قام من مجلسه فأخذ وضوءاً ثمّ عاد فصلّى ركعتين، ثمّ مدّ يده تلقاء وجهه ما شاء الله، ثمّ خرّ ساجداً حتّى طلعت الشمس.

ثمّ نهض عليه السلام فانتهى إلى منزل الشاميّ فدخل عليه فدعاه فأجابه، ثمّ أجلسه فسنّده، ودعا له بسويق22 فسقاه، فقال لأهله: "املأوا جوفه وبرّدوا صدره بالطعام البارد"، ثمّ انصرف فلم يلبث إلّا قليلاً حتّى عوفي الشاميّ، فأتى أبا جعفر عليه السلام، فقال: أخلني، فأخلاه، فقال: أشهد أنّك حجّة الله على خلقه، وبابه الذي يؤتى منه، فمن أتى من غيرك خاب وخسر وضلّ ضلالاً بعيداً.

قال له أبو جعفر: "وما بدا لك"؟ قال: أشهد أنّي عهدت بروحي وعاينت بعيني، فلم يتفاجأني إلّا ومنادٍ ينادي، أسمعه بأذني ينادي وما أنا بالنّائم: ردّوا عليه روحه، فقد سألنا ذلك محمّد بن عليّ.

فقال له أبو جعفر:"أما علمت أنّ الله يحبّ العبد ويبغض عمله، ويبغض العبد ويحبّ عمله"؟ قال: فصار بعد ذلك من أصحاب أبي جعفر عليه السلام23.
وعن الحكم بن عتيبة قال: بينا أنا مع أبي جعفرعليه السلام والبيت غاصّ بأهله إذ أقبل شيخ يتوكّأ على عنزة24 له حتّى وقف على باب البيت فقال: السلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته، ثمّ سكت، فقال أبو جعفرعليه السلام:"وعليك السلام ورحمة الله وبركاته"، ثمّ أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت عليه السلام، وقال: السلام عليكم، ثمّ سكت حتّى أجابه القوم جميعاً وردّوا عليه السلام، ثمّ أقبل بوجهه على أبي جعفرعليه السلام ثمّ قال: يا ابن رسول الله أدنني منك جعلني الله فداك، فوالله إنّي لأحبّكم وأحبّ من يحبّكم، ووالله ما أحبّكم وأحبّ من يحبّكم لطمع في دني، (والله) إنّي لأبغض عدوّكم وأبرأ منه، ووالله ما أبغضه وأبرأ منه لوترٍ كان بيني وبينه، والله إنّي لأحلّ حلالكم وأحرّم حرامكم وأنتظر أمركم، فهل ترجو لي جعلني الله فداك؟ فقال أبو جعفرعليه السلام:"إليّ إليّ" حتّى أقعده إلى جنبه، ثمّ قال:"أيّها الشيخ إنّ أبي عليّ بن الحسين عليه السلام أتاه ر جل فسأله عن مثل الذي سألتني عنه، فقال له أبي عليه السلام: إن تمت ترد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى عليّ والحسن والحسين وعليّ بن الحسينعليه السلام، وتقرّ عيني، ويثلج قلبي، ويبرد فؤادي، وأستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين، لو قد بلغت نفسي إلى ههن، وإن أعش أرَ ما يقرّ الله به عيني فأكون معكم في السنام الأعلى؟!! ثمّ أقبل الشيخ ينتحب، ينشج 25ها ها ها حتّى لصق بالأرض وأقبل أهل البيت ينتحبون وينشجون لما يرون من حال الشيخ، وأقبل أبو جعفرعليه السلام يمسح بإصبعه الدموع من حماليق 26 عينيه وينفضها، ثمّ رفع الشيخ رأسه فقال لأبي جعفرعليه السلام: يا ابن رسول الله ناولني يدك جعلني الله فداك، فناوله يده فقبّلها ووضعها على عينيه وخدّه، ثمّ حسر عن بطنه وصدره فوضع يده على بطنه وصدره، ثمّ قام فقال: السلام عليكم، وأقبل أبو جعفرعليه السلام ينظر في قفاه وهو مدبر، ثمّ أقبل بوجهه على القوم فقال: "من أحبّ أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا".
فقال الحكم بن عتيبة: لم أر مأتماً قطّ يشبه ذلك المجلس 27.
وعن أبي حمزة الثماليّ قال: كنت جالساً في مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل رجل فسلّم فقال: من أنت يا عبد الله؟ قلت: رجل من أهل الكوفة، فقلت: ما حاجتك؟ فقال لي: أتعرف أبا جعفر محمّد بن عليّعليه السلام؟ فقلت: نعم، فما حاجتك إليه؟ قال: هيّأت له أربعين مسألة أسأله عنه، فما كان من حقٍّ أخذته، وما كان من باطلٍ تركته، قال أبو حمزة: فقلت له: هل تعرف ما بين الحقّ والباطل؟ قال: نعم، فقلت له: فما حاجتك إليه إذا كنت تعرف ما بين الحقّ والباطل؟ فقال لي: يا أهل الكوفة أنتم قوم ما تطاقون، إذا رأيت أبا جعفرعليه السلام فأخبرني، فما انقطع كلامي معه حتّى أقبل أبو جعفرعليه السلام وحوله أهل خراسان وغيرهم يسألونه عن مناسك الحجّ، فمضى حتّى جلس مجلسه وجلس الرجل قريباً منه، قال أبو حمزة: فجلست حيث أسمع الكلام وحوله عالم من الناس، فلمّا قضى حوائجهم وانصرفوا التفتّ إلى الرجل، فقال له:"من أنت"؟ قال: أنا قتادة بن دعامة البصريّ، فقال له أبو جعفرعليه السلام:"أنت فقيه أهل البصرة"؟ قال: نعم، فقال له أبو جعفرعليه السلام:"ويحك يا قتادة! إنّ الله جلّ وعزّ خلق خلقاً من خلقه فجعلهم حججاً على خلقه، فهم أوتاد في أرضه، قوّام بأمره، نجباء في علمه، اصطفاهم قبل خلقه أظلّة عن يمين عرشه"، قال: فسكت قتادة طويل، ثمّ قال: أصلحك الله، والله لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدّام ابن عبّاس، فما اضطرب قلبي قدّام واحد منهم ما اضطرب قدّامك، قال له أبو جعفرعليه السلام:"ويحك أتدري أين أنت؟ أنت بين يدي بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبّح له فيها بالغدوّ والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة فأنت ثمّ ونحن أولئك"، فقال له قتادة: "صدقت والله جعلني الله فداك، والله ما هي بيوت حجارة ولا طين.." 28.

وعن أفلح مولى أبي جعفرعليه السلام قال: خرجت مع محمّد بن عليّ حاجّاً، فلمّا دخل المسجد نظر إلى البيت فبكى حتّى علا صوته، فقلت: بأبي أنت وأمّي إنّ الناس ينظرون إليك فلو رفعت بصوتك قليلاً، فقال لي:"ويحك يا أفلح ولم لا أبكي لعلّ الله تعالى أن ينظر إليّ منه برحمة فأفوز بها عنده غداً"، قال: ثمّ طاف بالبيت، ثمّ جاء حتّى ركع عند المقام، فرفع رأسه من سجوده فإذا موضع سجوده مبتلّ من دموعه، وكان إذا ضحك قال:"أللهم لا تمقتني" 29 .
* باقر العلوم، سلسلة مجالس العترة، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

1- ابن شهرآشوب: مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 210، الشهيد الأوّل: الدروس ج 2 ص 12.
2- الشهيد الأوّل: الدروس الشرعيّة في فقه الإماميّة ج 2 ص 12، وانظر: المجلسيّ: بحار الأنوار ج 46 ص 217 عن مصباح الكفعميّ في الجدول. وقيل في شهادته عليه السلام غير ذلك، فقد ذكر النيسابوريّ في روضة الواعظين ج 1 ص 207 أنّ شهادته في ذي الحجّة، ويقال في شهر ربيع الأوّل، ويقال في شهر ربيع الآخر، وفي مسند الإمام الباقر عليه السلام ج 1 ص 149 عن ابن خلكان أنّ شهادته في شهر ربيع الأول، وقيل في الثالث والعشرين من صفر.
3- اليعقوبيّ: تاريخ اليعقوبيّ ج 2 ص 320، ولاحظ الأربليّ: كشف الغمّة في معرفة الأئمّةR ج 2 ص 332.
4- الكلينيّ: الكافي ج 1 ص 469.
5- ابن شهرآشوب: مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 210.
6- ابن منظور: لسان العرب ج 4 ص 74 مادة بقر.
7- المفيد: الإرشاد ج 2 ص 159.
8- الصدوق: الأماليّ ص 434 435.
9- الاعتجار: هو أن يلفّ العمامة على رأسه ويردّ طرفها على وجهه، ولا يعمل منها شيئاً تحت ذقنه.
10- لعلّ الراوي أراد أنّه من آخر من بقي من الصحابة، فإنّهم ذكروا أنّ آخر من توفي من الصحابة هو أبو الطفيل عامر بن وائلة بن عبد الله بن عمر الليثيّ الكنانيّ الذي بقي إلى سنة 100 للهجرة.
11- القطب الراونديّ: الخرائج والجرائح ج 1 ص 278.
12- ابن شهرآشوب: مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 208.
13- الكلينيّ: الكافي ج 1 ص 469.
14- المجلسيّ: بحار الأنوار ج 46 ص 232 233.
15- الأمين السيّد محسن: المجالس السنيّة ج 5 ص 440.
16- البَهَر: تتابع النفس.
17- المفيد: الإرشاد ج 2 ص 161.
18- المفيد: الإرشاد ج 2 ص 166 168.
19- هذه الزيادة من البحار.
20- الصِرّ: البرد الشديد.
21- في المصدر: ولحمه، وما في المتن أخذناه من البحار.
22- السويق: دقيق مقلوٌّ يعمل من الحنطة أو الشعير.
23- الطوسيّ: الأماليّ ص 410، عنه: المجلسيّ: بحار الأنوار ج 46 ص 233.
24- العَنَزَة بالتحريك أطول من العصا وأقصر من الرمح في رأسها حديد.
25- النحب والنحيب والانتحاب: البكاء بصوت طويل. والنشج: صوت معه توجّع وبكاء كما يردّد الصبيّ بكاءه في صدره.
26- الحماليق: جمع حملاق (بالكسر والفتح) وحملوق كعصفور، من العين باطن أجفانها الذي يسوّده الكحل، أو هو ما غطّته الأجفان من بياض المقلة.
27- الكليني: الكافي ج 8 ص 76.
28- الكلينيّ: الكافي ج 6 ص 256.
29- لشافعيّ كمال الدين محمّد بن طلحة: مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ج 2 ص 104.

جهاد أهل البيت ودور الإمام الباقر (ع)


ترتكز العملية التربوية على ثلاثة عناصر أساسية هي: المربي والنظام التربوي والمتربّي. وحينما تفتقد العملية التربوية المربّي الكفوء أو النظام التربوي الصالح فإنها سوف تنحرف ولا تؤتي ثمارها الصالحة.

وقد جاء الإسلام ليربّي المجتمع البشري بقيادة الرسول الخاتم المصطفى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله ، وخطى النبي صلى الله عليه وآله في طريق التربية الشاق خطوات كبيرة، واستطاع في ظلّ الشريعة الاسلامية ونظام الإسلام التربوي أن يربّي من تلك الجماعات الجاهلية اُمّة صالحة ورشيدة.

ولكن فقدت الاُمة الاسلامية المربّي الكفوء حين غادرها الرسول صلى الله عليه وآله الى ربّه، وبهذا انهدم العنصر الأوّل من عناصر التربية الثلاثة.

وكان انهدام هذا العنصر كفيلاً بهدم العنصرين الآخرين إذ لم يكن مَن تزعّم قيادة التجربة بعد النبي صلى الله عليه وآله كفوءاً لها ككفاءة النبي نفسه، علماً وعصمةً ونزاهةً وقدرةً وشجاعةً وكمالاً.

أجل، لقد تزعّم التجربة مَن لم يكن معصوماً ولا منصهراً في مفاهيم الرسالة ولا قادراً على حفظ الاُمّة من الانحراف عن الخط الذي رسمه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لها، ذلك الانحراف الذي لم يعرف المسلمون مدى عمقه ومدى تأثيره السلبي على الدولة والاُمّة والشريعة على طول الخط ولعلّهم اعتبروه تغييراً في شخص القائد لا تغييراً في خط القيادة.

وقد قام الأئمة من أهل البيت عليهم السلام بدور جبّار لصيانة الإسلام والحفاظ على التجربة الاسلامية وعلى دولة الرسول وحاولوا جهد إمكانهم حفظ الاُمّة المسلمة من التمادي في الانحراف والانهيار، وعملوا بشكل عام على خطّين رئيسين للوقوف بوجه هذا الانحراف الكبير الذي لم يدرك إلاّ الرسول صلى الله عليه وآله وأهل بيته الأطهار مدى عمقه وخطورته على الشريعة والدولة والاُمة جميعاً.

والخطّان الرئيسان اللذان عمل الأئمة عليهم السلام عليهما وكان عليهم أن يوظّفوا لذلك نشاطهم يتمثّلان في:
1- خط تحصين الاُمة ضد الانهيار بعد وقوع التجربة، بأيدي اُناس غير مؤهّلين لقيادتها، واعطائها القدر الكافي من المقومات لكي تواصل مسيرتها في الاتجاه الصحيح، وبقدم راسخة.
2- خط محاولة تسلّم زمام التجربة وزمام الدولة ومحو آثار الانحراف وإرجاع القيادة الكفوءة إلى موضعها الطبيعي لتكتمل عناصر التربية ولتتلاحم الاُمة والمجتمع مع الدولة والقيادة الرشيدة.

اما الخط الثاني فكان على الأئمة الراشدين أن يقوموا له بإعداد طويل المدى، من أجل تهيئة الظروف الموضوعية اللازمة التي تتناسب مع مجموعة القيم والأهداف والأحكام الاساسية التي جاءت بها الرسالة الاسلامية وأريد تحقيقها من خلال الحكم وممارسة الزعامة باسم الإسلام القيّم وباسم الله المشرّع للانسان تشريعاً يوصله إلى كماله اللائق به.

ومن هنا كان رأي الأئمة الأطهار في استلام زمام الحكم هو: أنّ الانتصار المسلّح الآنيّ غير كاف لإقامة دعائم الحكم الاسلاميّ المستقر، بل يتوقف ذلك على إعداد جيش عقائدي يؤمن بالامام وبعصمته إيماناً مطلقاً ويعيش جميع أهدافه الكبيرة، ويدعم تخطيطه في مجال الحكم، ويحرس ما يحقّقه للاُمة من مصالح أرادها الله لها في هذه الحياة.

وأما الخط الأوّل فهو الخط الذي لا يتنافى مع كل الظروف القاهرة والمؤاتية، وكان يمارسه الأئمة عليهم السلام حتى في حالة الشعور بعدم توفر الظروف الموضوعية التي تسمح للإمام بخوض معركة يتسلّم من خلالها زمام الحكم من جديد.
ان هذا الخط يتمثّل في تعميق الرسالة فكرياً وروحيّاً وسياسياً في الاُمة نفسها، بغية إيجاد تحصين كاف في صفوفها ضدّ الانهيار، بعد تردّي التجربة وسقوطها، وذلك بايجاد قواعد واعية في الاُمة وايجاد روح رسالية فيها وايجاد عواطف صادقة تجاه هذه الرسالة في الاُمة.

واستلزم عمل الأئمة الأطهار عليهم السلام في هذين الخطّين قيامهم بدور رساليّ إيجابي وفعّال على طول الخط لحفظ الرسالة والاُمة والدولة وحمايتها جميعاً باستمرار.

وكلما كان الانحراف يشتدّ كان الائمة الأطهار يتّخذون التدابير اللازمة ضد ذلك. وكلما وقعت محنة للعقيدة أو التجربة الاسلامية وعجزت الزعامات المنحرفة من علاجها- بحكم عدم كفاءتها- بادر الأئمة عليهم السلام إلى تقديم الحلّ ووقاية الاُمة من الأخطار التي كانت تهدّدها.

فالأئمة المعصومون عليهم السلام كانوا يحافظون على المقياس العقائدي في المجتمع الاسلامي إلى درجة لا تنتهي بالاُمة إلى الخطر الماحق لها.

ومن هنا تنوّع عمل الأئمة عليهم السلام في مجالات شتّى باعتبار تعدّد العلاقات وتعدّد الجوانب والمهامّ التي تهمّهم باعتبارهم القيادة الواعية الرشيدة التي تريد تطبيق الإسلام وحفظه للانسانية جمعاء.

فالأ ئمة الأطهار عليهم السلام مسؤولون عن صيانة تراث الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وثمار جهوده الكريمة المتمثلة في النقاط الأربع التالية:
1- الشريعة والرسالة التي جاء بها الرسول الأعظم من عند الله تعالى والمتمثلة في الكتاب الكريم والسنة الشريفة.
2- الاُمة التي كوّنها وربّاها الرسول الكريم بيديه الكريمتين.
3- الكيان السياسي الاسلامي الذي أوجده النبي صلى الله عليه وآله والدولة التي أسسها وشيّد أركانها.
4- القيادة النموذجية التي حققها بنفسه وربّى من يكون كفوءً لتجسيدها من أهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.

لكنّ عدم امكان الحفاظ على هذا المركز القيادي وتفويت الفرصة على القيادة التي عيّنها الرسول صلى الله عليه وآله بأمر من الله تعالى لا يمنع من ممارسة مسؤولية الحفاظ على المجتمع الاسلامي السياسي وصيانة الدولة الاسلامية من الانهيار بالقدر الممكن الذي يتسنّى للقيادة الشرعية بالفعل وبمقدار ما تسمح به الظروف الراهنة.

كما ان سقوط الدولة الاسلامية لا يحول دون الاهتمام بالاُمة المسلمة ودون الاهتمام بالرسالة والشريعة الإسلامية وصيانتها من الانهيار والاضمحلال التام.

وعلى هذا الاساس تنوّعت مجالات عمل الائمة الطاهرين عليهم السلام بالرغم من اختلاف ظروفهم من حيث نوع الحكم القائم، ومن حيث درجة ثقافة الأمة ومدى وعيها، ومدى إيمانها ومعرفتها بالأئمة عليهم السلام ، ومدى انقيادها للحكام المنحرفين، ومن حيث نوع الظروف المحيطة بالكيان الاسلامي والدولة الاسلامية، ومن حيث درجة التزام الحكّام بالاسلام، ومن حيث نوع الأدوات التي كانوا يستخدمونها لدعم حكمهم وإحكام سيطرتهم على رقاب الاُمّة.

فقد كان لائمة أهل البيت عليهم السلام نشاط مستمر تجاه الحكم القائم والزعامات المنحرفة، وقد تمثّل في إيقاف الحاكم عن المزيد من الانحراف، بالتوجيه الكلامي، أو بالثورة المسلحة ضد الحاكم حينما كان يشكّل انحرافه خطراً ماحقاً، كثورة الإمام الحسين(عليه السلام) ضد يزيد بن معاوية وان كلّفهم ذلك حياتهم، أو عن طريق إيجاد المعارضة المستمرة ودعمها بشكل وآخر من أجل زعزعة القيادة المنحرفة بالرغم من دعمهم للدولة الاسلامية بشكل غير مباشر حينما كانت تواجه خطراً ماحقاً أمام الكيانات الكافرة.

وكان لهم عليهم السلام نشاط مستمر كذلك في مجال تربية الاُمة عقائدياً وأخلاقياً وسياسيّاً وذلك من خلال تربية الأصحاب العلماء وبناء الكوادر العلمية والشخصيات النموذجية التي تقوم بمهمة نشر الوعي والفكر الاسلامي وتصحيح الأخطاء الحاصلة في فهم الرسالة والشريعة، ومواجهة التيارات الفكرية الوافدة أو التيارات السياسية المنحرفة أو الشخصيّات العلمية المنحرفة التي كان الحكام الجائرون يستخدمونهم لدعم حكوماتهم. وكانت من جملة مهامّهم دعوة الناس الى السير وراء القيادة الإلهية بعد الرسول عليهم السلام والمتمثّلة في إمامة أهل البيت الأطهار، وتصعيد درجة معرفة الاُمة والايمان بهم والوعي اللازم تجاه امامتهم وزعامتهم.

هذا بالإضافة الى نزول الأئمة عليهم السلام إلى ساحة الحياة العامة والارتباط بالاُمة بشكل مباشر والتعاطف مع قطّاع واسع من المسلمين، فإن الزعامة الجماهيرية الواسعة النطاق التي كان يتمتع بها أئمة أهل البيت عليهم السلام على مدى قرون لم يحصلوا عليها صدفة، أو لمجرد الانتماء الى رسول الله صلى الله عليه وآله ، وذلك لوجود كثير ممن كان ينتسب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يكن يحظى بهذه المكانة عند الناس، لأن الاُمة لا تمنح ولاءها لأحد مجاناً، ولا يملك أحدٌ قيادتها وميل قلوبها من دون عطاء سخيّ منه في مختلف مجالات الحياة، وخاصّة عند الأزمات، والمشاكل.

وهكذا خرج الإسلام على مستوى النظرية سليماً من الانحراف وان تشوّهت معالم التطبيق، كما أنّ بفضل قيادة أهل البيت الفكرية والمعنوية تحوّلت الاُمة إلى اُمة عقائدية تقف بوجه الغزو الفكري والسياسي الكافر واستطاعت أن تسترجع قدرتها وتماسكها على المدى البعيد كما لاحظناه في القرن المعاصر بعد عصور الانهيار والتردي.

وقد حقق الأئمة المعصومون عليهم السلام كل هذه الانتصارات بفضل اهتمامهم البليغ بتربية الكتلة الصالحة التي آمنت بهم وبإمامتهم وبفضل إشرافهم على تنمية وعي هذه الكتلة وايمانها من خلال التخطيط لسلوكها وحمايتها باستمرار واسعافها بكل الأساليب التي كانت تساعد على صمودها في خضمّ المحن وارتفاعها إلى مستوى جيش عقائدي رساليّ يعيش هموم الرسالة ويعمل على صيانتها ونشرها وتطبيقها ليل نهار.

* أعلام الهداية _ سيرة الامام الباقر.

الإمام الباقر(ع) وتحرير النقد الاسلامي


قام الإمام أبو جعفرعليه السلام بأسمى خدمة للعالم الاسلامي، فقد حرّر النقد من التبعية للإمبراطورية الرومية، حيث كان النقد يصنع هناك ويحمل شعار الروم النّصارى، وقد جعله الإمام عليه السلام مستقلاً بنفسه يحمل الشعار الاسلامي، وقطع الصلة بينه وبين الروم.

أما السبب في ذلك فهو أن عبدالملك بن مروان نظر الى قرطاس قد طرز بمصر فأمر بترجمته الى العربية، فترجم له، وقد كتب عليه الشعار المسيحي الأب والابن والروح فأنكر ذلك، وكتب الى عامله على مصر عبدالعزيز بن مروان بإبطال ذلك وأن يحمل المطرزين للثياب والقراطيس وغيرها على أن يطرزوها بشعار التوحيد، ويكتبوا عليها "شهد الله أنه لا إله إلاّ هو" وكتب الى عمّاله في جميع الآفاق بإبطال ما في أعمالهم من القراطيس المطرزة بطراز الروم، ومعاقبة من وجد عنده شيء بعد هذا النهي.

وقام المطرزون بكتابة ذلك، فانتشرت في الآفاق، وحملت الى الروم ولما علم ملك الروم بذلك انتفخت أوداجه، واستشاط غيظاً وغضباً فكتب الى عبدالملك أن عمل القراطيس بمصر، وسائر ما يطرز إنما يطرز بطراز الروم الى أن أبطلته، فان كان من تقدمك من الخلفاء قد أصاب فقد أخطأت، وإن كنت قد أصبت فقد أخطأوا، فاختر من هاتين الحالتين أيهما شئت وأحببت، وقد بعثت إليك بهدية تشبه محلك، وأحببت أن تجعل رد ذلك الطراز الى ما كان عليه في جميع ما كان يطرز من أصناف الاعلاق حالة أشكرك عليها وتأمر بقبضة الهدية.

ولما قرأ عبدالملك الرسالة أعلم الرسول أنه لا جواب له عنده كما رد الهدية، وقفل الرسول راجعاً الى ملك الروم فأخبره الخبر، فضاعف الهدية وكتب إليه ثانياً يطلب باعادة ما نسخه من الشعار، ولما انتهى الرسول الى عبدالملك ردّه، مع هديته، وظل مصمماً على فكرته، فمضى الرسول الى ملك الروم وعرفه بالأمر، فكتب الى عبدالملك يتهدده ويتوعده وقد جاء في رسالته: "انك قد استخففت بجوابي وهديتي، ولم تسعفني بحاجتي فتوهمتك استقللت الهدية فأضعفتها، فجريت على سبيلك الأول وقد أضعفتها ثالثة وأنا أحلف بالمسيح لتأمرن برد الطراز الى ما كان عليه أو لآمرن بنقش الدنانير والدراهم، فانك تعلم أنه لا ينقش شيء منها إلاّ ما ينقش في بلادي، ولم تكن الدراهم والدنانير نقشت في الإسلام، فينقش عليها شتم نبيّك، فاذا قرأته إرفضّ جبينك عرقاً، فأحب أن تقبل هديتي، وترد الطراز الى ما كان عليه، ويكون فعل ذلك هدية تودني بها، وتبقى الحال بيني وبينك...".

ولما قرأ عبدالملك كتابه ضاقت عليه الأرض، وحار كيف يصنع، وراح يقول: أحسبني أشأم مولود في الإسلام، لأني جنيت على رسول الله صلى الله عليه وآله من شتم هذا الكافر، وسيبقى عليَّ هذا العار الى آخر الدنيا فان النقد الذي توعدني به ملك الروم إذا طبع سوف يتناول في جميع أنحاء العالم.

وجمع عبدالملك الناس، وعرض عليهم الأمر فلم يجد عند أحد رأياً حاسماً، وأشار عليه روح بن زنباع، فقال له: إنّك لتعلم المخرج من هذا الأمر، ولكنك تتعمد تركه، فأنكر عليه عبدالملك وقال له: ويحك! من ؟. فقال له: عليك بالباقر من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله.

فأذعن عبدالملك، وصدقه على رأيه، وعرفه أنه غاب عليه الأمر، وكتب من فوره الى عامله على يثرب يأمره بإشخاص الإمام وأن يقوم برعايته والاحتفاء به، وأن يجهزه بمائة ألف درهم، وثلاثمائة ألف درهم لنفقته، ولما انتهى الكتاب الى العامل قام بما عهد اليه، وخرج الإمام من يثرب الى دمشق فلما سار إليها استقبله عبدالملك، واحتفى به وعرض عليه الأمر فقال عليه السلام:"لا يعظم هذا عليك فإنه ليس بشيء من جهتين: إحداهما ان الله عزّ وجلّ لم يكن ليطلق ما تهدد به صاحب الروم في رسول الله (صلى الله عليه وآله) والاُخرى وجود الحيلة فيه".

فقال: ماهي ؟

قال عليه السلام: تدعو في هذه الساعة بصناع فيضربون بين يديك سككاً للدراهم والدنانير، وتجعل النقش صورة التوحيد وذكر رسول الله صلى الله عليه وآله احدهما في وجه الدرهم، والآخر في الوجه الثاني، وتجعل في مدار الدرهم والدينار ذكر البلد الذي يضرب فيه والسنّة التي يضرب فيها، وتعمد الى وزن ثلاثين درهماً عدداً من الأصناف الثلاثة الى العشرة منها وزن عشرة مثاقيل، وعشرة منها وزن ستة مثاقيل، وعشرة منها وزن خمسة مثاقيل، فتكون أوزانها جميعاً واحداً وعشرين مثقالاً، فتجزئها من الثلاثين فيصير العدة من الجميع وزن سبعة مثاقيل، وتصب صنجات من قوارير لا تستحيل الى زيادة ولا نقصان، فتضرب الدراهم على وزن عشرة، والدنانير على وزن سبعة مثاقيل... وأمره بضرب السكة على هذا اللون في جميع مناطق العالم الاسلامي، وأن يكون التعامل بها، وتلغى السكة الاُولى، ويعاقب بأشد العقوبة من يتعامل بها، وترجع الى المعامل الاسلامية لتصب ثانياً على الوجه الإسلامي.

وامتثل عبدالملك ذلك، فضرب السكة حسبما رآه الإمام عليه السلام ولما فهم ملك الروم ذلك سقط ما في يده، وخاب سعيه، وظل التعامل بالسكة التي صممها الإمام عليه السلام حتى في زمان العباسيين.

وذكر ابن كثير ان الذي قام بهذه العملية الإمام زين العابدين عليه السلام ولا مانع من أن يكون الإمام زين العابدين قد نفّذ الخطة بواسطة ابنه محمد الباقرعليه السلام.

وعلى أي حال فان العالم الاسلامي مدين للإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام بما أسداه إليه من الفضل بإنقاذ نقده من تبعية الروم المسيحيين.

ومرض عبدالملك بن مروان مرضه الذي هلك فيه، وعهد بالخلافة من بعده الى ولده الوليد، وأوصاه بالحَجاج خيراً، وقال له: وانظر الحَجّاج فأكرمه، فإنه هو الذي وطّأ لكم المنابر، وهو سيفك يا وليد، ويدك على من ناواك، فلا تسمعن فيه قول أحد، وأنت إليه أحوج منه إليك. وادع الناس إذا مت الى البيعة، فمن قال برأسه هكذا، فقل: بسيفك هكذا...".

ومثّلت هذه الوصية اندفاعاته نحو الشرّ حتى في الساعة الأخيرة من حياته. وقد سئل عنه الحسن البصري فقال: ما أقول في رجل كان الحجاج سيئة من سيئاته.

* أنظر اعلام الهداية _ سيرة الامام الباقر.

صفحة خاصة في ذكرى شهادة الإمام الباقر(ع)


 

لينك تطبيق "انصار وﻻية الفقيه في العراق"

ندعوكم الى تحميل تطبيقنا الخاص " انصار وﻻية الفقيه في العراق"
ويسرنا ان نعلمكم أنه تم اضافة بعض الميّزات الجديدة عليه
امكانية اختيار ما تريد متابعته من الفقرات المتوفرة التالية :
الحرب الناعمة
فقه الولي
رجال الوﻻية
دراسات ومقالات
سيرة وحكم و أقول
أخبار و نشاطات
صور
فيديو

لينك التطبيق: "انصار وﻻية الفقيه في العراق"
https://play.google.com/store/apps/details…
🔺ملاحظة : سوف نعمل على تطوير التطبيق اكثر وزيادة بعض المواضيع الاخرى في المستقبل ، وانشاء تطبيق خاص لأجهزة الآيفون ان شاء الله

ظاهرة هجرة الشباب إلى أوروبا



ما هي سبل المعالجة للحد من هذه الظاهرة

بعد التعرف على خطورة هذه الظاهرة على العراق ( بلد المقدسات ) بالخصوص... علينا أن نجد حلولاً جذرية للحد أو التقليل منها قدر الإمكان.... وهذه بعض الأمور التي تسهم في تقليل حدّة هذه الظاهرة العالية الخطورة...

1 عليك أن تعرف أيها الشاب أن الحياة الناجحة لا يصنعها غيرك لك... بل انت تصنع النجاح.. إذا كان دخلك محدوداً لا تعتمد على وظيفة أو غيرها بل أنت اصنع لك عملا ،ً فكثيرٌ من الأثرياء كانوا يعيشون تحت خط الفقر ولكنهم تصرفوا بذكاء ومسؤولية وتحملوا وصبروا وعملوا بالتجارة ونفعوا أنفسهم وبلدانهم وعوائلهم... فأكثر التجار كانت بدايتهم من الصفر... لكنهم سعوا وعملوا وصبروا إلى أن... وصلوا.


2زيادة الوعي بين الشباب حول هذه الظاهرة وخطورتها... وزيادة الواعز الديني والانتماء الوطني لديهم وهذا دور الأهالي والمدارس والجامعات ، ووسائل الاتصال أيضاً تخدم كثيراً في هذا المجال. وتعزيز الصفات الاخلاقية الراقية في نفوس الشباب كالقناعة وحب الوطن والصبر.



3عند إصرار الشاب على الهجرة فالأفضل أن يذهب بالطرق الشرعية لا عن طريق التهريب كي يضمن سلامته وسلامة زوجته وأطفاله... والأفضل عدم اصطحاب الزوجة والأطفال والمخاطرة بهم.

4أيها الشباب المهاجر... لماذا تبحثون عن الراحة والسعادة في دول الكفر والفجور .... باب السعادة موجود بقربكم... لو طرقتموه... كم عدد الشباب المهاجر من العراق فقط ؟ كم عدد من مات غرقاً منهم ؟ سبحان الله لو فيكم 313 شاباً وشابة مؤمنون منتظرون مستعدون للتضحية بين يدي إمامهم لظهر الإمام ولحارب معكم الفاسدين والظالمين ولاستتب الأمن وعمَّ الغنى في كل العالم ولن يبقَ فقير على وجه الأرض.... لكن للأسف شباب بالآلاف منهم من رحلوا ألى ديار الغرب .. ديار مليئة بالفساد . ومنهم من مات غرقاً ولم يحققوا أياً من أحلامهم وطموحاتهم... لو فيكم 313 بطلاً مؤمناً منتظراً لحصلتم على السعادة في الدنيا والآخرة... لذا على الشاب أن يعزز في نفسه حب ثلاث...
حب الله ودينه
وحب إمامه المنتطر عج.
وحب الوطن

ندعوا لشبابنا أن يكونون لإمامهم كما كان جون وعابس وزهير ( رضوان الله عليهم ) للإمام الحسين ( عليه السلام )

نص الخطبة الثانية من صلاة الجمعة بامامة سماحة الشيخ ابو علي الفاطمي الحرب الناعمة


 نص الخطبة الثانية من صلاة الجمعة بامامة سماحة الشيخ ابو علي الفاطمي المشرف على تجمع انصار ولاية الفقيه في العراق الحرب الناعمة



اول من أطلقه اصطلاح الحرب الناعمة

مصطلح الحرب الناعمة أطلقه  الإمام القائد السيد الخامنئي، كعنوان أيديولوجي واستراتيجي لجبهة محددة في نطاق الصراع القائم بين إيران والغرب في العقد الأخير.

القوة الناعمة

 أما القوة الناعمة فهي السلاح الذي يستعمل في تلك الحرب، حيث يقول جوزيف ناي، واضع مصطلح القوة الناعمة أن "القوة تعني القابلية للقيام بالأمور والسيطرة على الآخرين، أي جعل الآخرين يقومون بأفعال لم يكونوا يريدون القيام بها"

أكثر ميادينه أهمية

إن أكثر ميادينه أهمية هو الثقافي والسياسي والاجتماعي. إلا أن أساليب الحرب الناعمة لا تبقى دائماً هي نفسها، بل هي تتبدل حسب الظروف والمعطيات وتطور القناعات والأذواق، فالنفط لم يكن مورد قوة مؤثراً قبل العصر الصناعي، كما لم يكن اليورانيوم ذا أهمية قبل العصر النووي

جوزيف ناي القوة تنقسم الى ثلاثة أشكال وأنواع

"القوة الاقتصادية والقوة الصلبة العسكرية والقوة الناعمة" وعلى هذا الأساس فالقوة الصلبة لا تنفصل عن القوة الناعمة والقوة الاقتصادية، فهذه القوى الثلاث تشكل أبعاد وزوايا القوة والتفوق والهيمنة والسيطرة في السياسة الدولية. وينبغي لمن يتصدى للعمل في الإستراتيجيات والسياسات الدولية أن يعرف أن "جدول أعمال السياسة العالمية قد أصبح اليوم مثل لعبة الشطرنج ثلاثية الأبعاد لا يمكن الفوز بها إلا اذا لُعبت بطريقة عمودية وأفقية". ومشكلة بعض اللاعبين والزعماء أنهم لا يستطيعون اللعب إلا في إتجاه أو بعد واحد – أي إما إعلان وشن الحروب العسكرية أو فرض العقوبات الإقتصادية"

نماذج عن استراتيجيات الحرب الناعمة:

1ـ الإستنزاف المتواصل لطاقات الخصم وسلب حيويته واشعاعه وبالعموم ضرب وإضعاف موارده الناعمة.

2ـ الضغط والتشهير المتواصل على مرتكزات ورموز وملامح وصورة ونفسية وعقل الخصم بدون أي توقف بهدف تحقيق الإرهاق والإرباك وخلخلة الأركان.

3ـ الدعم العلني لتيار على حساب تيار آخر والتقييم الفئوي لساحة الخصم بهدف خلق بيئة من الإتهامات المتبادلة وايجاد فرز واستقطاب يسمح بالدخول على الخط والتلاعب.

4ـ استغلال نقاط الضعف في بعض الشخصيات القيادية في جبهة الخصم لخلق توترات وحساسيات وعداوات مع الشخصيات المنافسة وتسعير حمى الصراع على المواقع عبر تسريب الإشاعات والأخبار وتضخيم صورة بعض الشخصيات وخاصة المعارضة وصناعة نجوميتها الإعلامية والجماهيرية.

5ـ خلق بيئة سياسية وشعبية واعلامية متوترة من خلال الجدل والمناقشة في قضايا وموضوعات فكرية وسياسية حساسة تؤدي الى إحداث تناقضات وحساسيات بين الفصائل المختلفة (في إيران مثلاً يتم التركيز على موضوع ولاية الفقيه ومواصفات وصلاحيات الولي ومصدر شرعيته، ومدى أهلية الولي الحالي الإمام الخامنئي للقيادة).

6ـ استدراج التيارات الاسلامية الى الملفات السياسة العامة بما يؤدي الى توريطها بأزمات سياسية مع غيرها من التيارات وإبعادها عن هدفها المركزي في مواجهة الغرب ولإثبات فشل وقصور نظم الحكم والإدارة الإسلامية عن تلبية الإحتياجات والمتطلبات الدولية والسياسية المعاصرة.

7ـ ضرب وتشويه صورة علماء الدين والمؤسسات الدينية بهدف تقليص دورهم ولأجل العمل على ادخال تعديلات على المناهج الدينية وإضعاف الفكر الديني .

8ـ تعديل وظيفة المساجد وتحويلها من قواعد دعم للتشدد الى قواعد لبث التسامح والإعتدال من وجهة نظر أميركا والغرب.

9ـ إبراز مخالفة النظم والحركات الاسلامية لمواثيق ومقررات الإمم المتحدة ومنظومات الأمن والسلام الدوليين ومقتضيات حقوق الانسان وقيم التسامح الديني وتبنيها للعنف والإرهاب كمنهج وإستراتيجية.

10ـ دعم تيار ما يسمى بالإسلام المدني المعتدل وإيجاد شبكة إسلامية دولية مرتبطة بالغرب تعمل وفق الضوابط الأمريكية والغربية وترويج إسلام أميركي وغربي وعرفان وتصوّف مزيف أسماه الإمام الخامنئي بالعرفانيات الكاذبة البديلة للعرفان الحقيقي.

11ـ تقليص الوجود العسكري وزيادة الوجود المدني والإعلامي والإستخباراتي في العالم الاسلامي.

العلاج من كلام القائد

"ينبغي التحرك عكس خطط العدو الذي يحاول إثارة أجواء اليأس والإحباط والخمول واللامبالاة"

"ومن يتصور أنه بظهور وسائل الإتصال سيعزل الكتاب ويلغى فإنه مخطئ"


"حياة الأمم والشعوب إنما تكون في ظل التعرف على المعارف القرآنية والعمل بمقتضى هذه المعارف، وان ضعفنا نحن الأمة الإسلامية وتخلفنا وضلالاتنا واضطراباتنا في القضايا الأخلاقية والحياتية ناجم عن البعد عن القرآن"

المشرف : الشيخ ابو علي الفاطمي @@ 2015 @@

Designed by Templateism