نص الخطبة الثانية من صلاة الجمعة بامامة سماحة الشيخ ابو علي الفاطمي المشرف على تجمع انصار ولاية الفقيه في العراق الحرب الناعمة
اول من أطلقه اصطلاح الحرب الناعمة
مصطلح الحرب الناعمة أطلقه الإمام القائد السيد الخامنئي، كعنوان أيديولوجي واستراتيجي لجبهة محددة في نطاق الصراع القائم بين
إيران والغرب في العقد الأخير.
القوة الناعمة
أما القوة الناعمة فهي السلاح الذي
يستعمل في تلك الحرب، حيث يقول جوزيف ناي، واضع مصطلح القوة الناعمة أن
"القوة تعني القابلية للقيام بالأمور والسيطرة على الآخرين، أي جعل الآخرين
يقومون بأفعال لم يكونوا يريدون القيام بها"
أكثر ميادينه أهمية
إن أكثر ميادينه
أهمية هو الثقافي والسياسي والاجتماعي. إلا أن أساليب الحرب الناعمة لا تبقى
دائماً هي نفسها، بل هي تتبدل حسب الظروف والمعطيات وتطور القناعات والأذواق،
فالنفط لم يكن مورد قوة مؤثراً قبل العصر الصناعي، كما لم يكن اليورانيوم ذا أهمية
قبل العصر النووي
جوزيف ناي القوة
تنقسم الى ثلاثة أشكال وأنواع
"القوة
الاقتصادية والقوة الصلبة العسكرية والقوة الناعمة" وعلى هذا الأساس فالقوة
الصلبة لا تنفصل عن القوة الناعمة والقوة الاقتصادية، فهذه القوى الثلاث تشكل
أبعاد وزوايا القوة والتفوق والهيمنة والسيطرة في السياسة الدولية. وينبغي لمن يتصدى
للعمل في الإستراتيجيات والسياسات الدولية أن يعرف أن "جدول أعمال السياسة
العالمية قد أصبح اليوم مثل لعبة الشطرنج ثلاثية الأبعاد لا يمكن الفوز بها إلا
اذا لُعبت بطريقة عمودية وأفقية". ومشكلة بعض اللاعبين والزعماء أنهم لا
يستطيعون اللعب إلا في إتجاه أو بعد واحد – أي إما إعلان وشن الحروب العسكرية أو
فرض العقوبات الإقتصادية"
نماذج عن استراتيجيات
الحرب الناعمة:
1ـ الإستنزاف
المتواصل لطاقات الخصم وسلب حيويته واشعاعه وبالعموم ضرب وإضعاف موارده الناعمة.
2ـ الضغط والتشهير
المتواصل على مرتكزات ورموز وملامح وصورة ونفسية وعقل الخصم بدون أي توقف بهدف
تحقيق الإرهاق والإرباك وخلخلة الأركان.
3ـ الدعم العلني
لتيار على حساب تيار آخر والتقييم الفئوي لساحة الخصم بهدف خلق بيئة من الإتهامات
المتبادلة وايجاد فرز واستقطاب يسمح بالدخول على الخط والتلاعب.
4ـ استغلال نقاط الضعف
في بعض الشخصيات القيادية في جبهة الخصم لخلق توترات وحساسيات وعداوات مع الشخصيات
المنافسة وتسعير حمى الصراع على المواقع عبر تسريب الإشاعات والأخبار وتضخيم صورة
بعض الشخصيات وخاصة المعارضة وصناعة نجوميتها الإعلامية والجماهيرية.
5ـ خلق بيئة سياسية
وشعبية واعلامية متوترة من خلال الجدل والمناقشة في قضايا وموضوعات فكرية وسياسية
حساسة تؤدي الى إحداث تناقضات وحساسيات بين الفصائل المختلفة (في إيران مثلاً يتم
التركيز على موضوع ولاية الفقيه ومواصفات وصلاحيات الولي ومصدر شرعيته، ومدى أهلية
الولي الحالي الإمام الخامنئي للقيادة).
6ـ استدراج التيارات
الاسلامية الى الملفات السياسة العامة بما يؤدي الى توريطها بأزمات سياسية مع
غيرها من التيارات وإبعادها عن هدفها المركزي في مواجهة الغرب ولإثبات فشل وقصور
نظم الحكم والإدارة الإسلامية عن تلبية الإحتياجات والمتطلبات الدولية والسياسية
المعاصرة.
7ـ ضرب وتشويه صورة
علماء الدين والمؤسسات الدينية بهدف تقليص دورهم ولأجل العمل على ادخال تعديلات
على المناهج الدينية وإضعاف الفكر الديني .
8ـ تعديل وظيفة
المساجد وتحويلها من قواعد دعم للتشدد الى قواعد لبث التسامح والإعتدال من وجهة
نظر أميركا والغرب.
9ـ إبراز مخالفة
النظم والحركات الاسلامية لمواثيق ومقررات الإمم المتحدة ومنظومات الأمن والسلام
الدوليين ومقتضيات حقوق الانسان وقيم التسامح الديني وتبنيها للعنف والإرهاب كمنهج
وإستراتيجية.
10ـ دعم تيار ما يسمى
بالإسلام المدني المعتدل وإيجاد شبكة إسلامية دولية مرتبطة بالغرب تعمل وفق
الضوابط الأمريكية والغربية وترويج إسلام أميركي وغربي وعرفان وتصوّف مزيف أسماه
الإمام الخامنئي بالعرفانيات الكاذبة البديلة للعرفان الحقيقي.
11ـ تقليص الوجود
العسكري وزيادة الوجود المدني والإعلامي والإستخباراتي في العالم الاسلامي.
"ينبغي التحرك
عكس خطط العدو الذي يحاول إثارة أجواء اليأس والإحباط والخمول واللامبالاة"
"ومن يتصور أنه
بظهور وسائل الإتصال سيعزل الكتاب ويلغى فإنه مخطئ"
"حياة الأمم
والشعوب إنما تكون في ظل التعرف على المعارف القرآنية والعمل بمقتضى هذه المعارف،
وان ضعفنا نحن الأمة الإسلامية وتخلفنا وضلالاتنا واضطراباتنا في القضايا
الأخلاقية والحياتية ناجم عن البعد عن القرآن"