اعتبر سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية
المعظم صباح اليوم (الثلاثاء:2015/11/03) خلال لقائه المفعم بالحماس مع
حشداً كبيراً من طلبة المدارس والجامعات، أن كفاح الشعب الإيراني ضد
الاستكبار كفاح "منطقي و عقلاني و مستند إلى التجارب التاريخية"، و استشهد
بالمشكلات و الأضرار التي حصلت في تاريخ البلاد المعاصر بسبب الثقة بأمريكا
و التفكير المبسط لبعض السياسيين، مضيفاً: أمريكا هي نفسها أمريكا
القديمة، لكن بعض المغرضين أو السذج يحاولون أن ينسى الرأي العام لشعب
إيران هذا العدو المتآمر و يغفل عنه لتستطيع أمريكا في فرصة مناسبة أن تطعن
بخنجرها في الظهر.
في هذا اللقاء الذي أقيم على أعتاب يوم الثالث عشر من آبان (الرابع من تشرين الثاني) اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي، اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم الفترة الراهنة عهد تكريس عزة الشعب و رسم خارطة تقدم الإيرانيين، و أكد على الأهمية البالغة ليقظة عموم الشعب و وعيه و بصيرته، و خصوصاً لدى الشباب في هذه المرحلة.
و أضاف سماحته: النقطة الأساسية في فهم و تحليل الأوضاع الراهنة و رسم المسيرة المستقبلية للبلاد، هي إدراك حقيقة أن كفاح الجمهورية الإسلامية و الشعب الإيراني ضد الاستكبار خلافاً لبعض الآراء، ليس حركة عاطفية و غير منطقية، بل هي مواجهة نابعة من العقل و التجربة و تتمتع برصيد علمي.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى أن التنبّه لتجارب الشعوب الزاخرة بالعبر و الدروس يحول دون الخطأ في الرؤية و الحسابات، ملفتاً: حتى لو صرفنا النظر عن الآيات القرآنية الكريمة الصريحة بخصوص الصمود و الكفاح بوجه الظلم و الاستكبار، فإن حادثة انقلاب الثامن و العشرين من مرداد 1332 (1953/07/19) الكبيرة تدل على كيفیة الأسلوب الذي يجب التعامل به مع أمريكا.
و في معرض تبيينه لأحداث فترة تأميم النفط المهمة، وصف قائد الثورة الإسلامية المعظم الثقة و الأمل بأمريكا بأنه خطأ تاريخي وقع فيه الدكتور مصدق (رئيس وزراء إيران في ذلك الحين)، و أضاف قائلاً: اعتمد مصدق على أمريكا في مواجهة بريطانيا، و هذا النظرة المتفائلة التبسيطية و الغفلة مهدت لنجاح الانقلاب الأمريكي، الانقلاب الذي أهدر كل جهود الشعب في تأميم النفط، و أحيى النظام البهلوي المستبد العميل، و عرض إيران العزيزة لمدة 25 سنة لأشد الضربات الوطنية و السياسية و الاقتصادية و الثقافية.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى النفوذ العميق و الواسع للأمريكيين بعد انقلاب 28 مرداد 32 مردفاً: مقابل هذا اللون من الصعاب تصاب الشعوب التي لا تمتلك قيادات جديرة بالانفعال و الاستسلام، لكن شعب إيران و لتمتعه بموهبة إلهية تمثلت بقيادة الإمام الخميني، ازداد وعياً يوماً بعد يوم، و استهدف الحكومة البهلوية العميلة و حاميتها الأصلية، أي أمريكا.
و استشهد قائد الثورة الإسلامية المعظم بكلام الإمام الخميني (رحمة الله عليه) في سنة 1963 م حول كراهية الشعب الإیراني العميقة لرئيس جمهورية أمريكا مضيفاً: ذلك القائد المقتدر المصمم الذي كان له إيمان عميق بالوعود الإلهية، بيّن للشعب منذ بداية تكوين النهضة أن كل الشرور و المؤامرات هي بسبب أمريكا.
و ذكّر سماحته بعداء أمريكا للثورة الإسلامية منذ الشهور الأولى لانتصار الثورة مضيفاً: بعد الثورة كان للأمريكان في طهران و لفترة من الزمن سفارتهم و علاقاتهم بالحكومة الإيرانية، لكنهم لم يكفوا و لا ليوم واحد عن التآمر، و ينبغي لهذه التجربة التاريخية أن تفهم البعض بأن العلاقة و الصداقة مع أمريكا لا تؤدي إلى إنهاء خصوماتها و مؤامراتها.
و اعتبر سماحة آیة الله الخامنئي احتلال السفارة الأمريكية بيد جماعة من الطلبة الجامعيين رد فعل مقابل استمرار مؤامرات واشنطن و إيواء الأمريكيين لعدو الشعب الإيراني الأكيد أي محمد رضا بهلوي، مضيفاً: الوثائق التي تم الحصول عليها من السفارة الأمريكية تدل على أن هذه السفارة كانت حقاً وكر تجسس و مركز مؤامرات مستمرة ضد شعب إيران و الثورة الإسلامية الفتية.
و اعتبر سماحته التأمل في وثائق وكر التجسس ضرورياً و مهماً و فيه كثير من الدروس ملفتاً: تدل هذه الوثائق بصراحة على أن الأمريكيين خلال فترة تكوين النهضة سعوا دائماً لتوجيه الضربات لشعب إيران في خضم مواجهة النظام الملكي المخزي للشعب، و كذلك بعد انتصار الثورة.
و استشهد آية الله العظمى السيد الخامنئي بمذكرات الجنرال الأمريكي هايزر الذي جاء إلى إيران في شتاء 1979 م لإنقاذ نظام الجور الشاهنشاهي، ملفتاً: تدل هذه المذكرات بشكل جيد على أن أمريكا شجعت و وجهت الجنرالات البهلويين في ارتكاب مذابح ضد شعب إيران.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية مساعدة الحركات الانفصالية و المعادية للثورة، و الانقلاب المعروف باسم نوجه، و تشجيع صدام على الهجوم على إيران و مساعدات أمریکا المتزايدة لدكتاتور بغداد البغيض طوال ثمانية أعوام من الحرب المفروضة، عدّها من الحلقات الأخرى في سلسلة المؤامرات الأمريكية.
و أكد سماحته: الأمريكان بسوء فهمهم و عجزهم في تحليل حقائق إيران، حاولوا طوال كل الأعوام السبعة و الثلاثين الأخيرة أن يسقطوا الثورة من الأساس، لكنهم انكسروا بفضل من الله، و سيخفقون بعد الآن أيضاً.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي الهدف من إعادة قراءة سلسلة مؤامرات الشيطان الأكبر معرفة أمريكا بصورة أدق، مردفاً: في السنوات الأخيرة حاول البعض بطريقة مغرضة و بتوجيه من أمريكا أو عن سذاجة غضّ الطرف عن تجارب الشعب المتكررة، و رسم صورة مزوّقة لأمريكا، و التظاهر بأن الأمريكان إذا كانوا يوماً ما أعداء لإيران، فهم اليوم قد أقلعوا عن مؤامراتهم!
و أضاف سماحته قائلاً: الهدف من هذه المساعي هو إخفاء الوجه الحقيقي للعدو عن الأذهان، ليستطيع الأمريكان في الخفاء مواصلة عداءهم و الطعن في الفرصة المناسبة بالخنجر في الظهر.
و أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم: الواقع هو أن أهداف أمريكا حيال الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تتغير أبداً، و إذا كانوا يستطيعون القضاء على الجمهورية الإسلامية لما ترددوا في ذلك حتى للحظة واحدة، لكنهم لا يستطيعون، و بعون الله و في ظل همم الشباب و تعميق و اتساع بصيرة الشعب و تقدم إيران، سوف يخفقون في المستقبل أيضاً في تحقيق هذا الهدف.
و أشار سماحته إلى بعض حالات اللين الظاهرية للمسؤولين الأمريكان في المفاوضات، مردفاً: باطن السلوك الأمريكي هو متابعة نفس تلك الأهداف الماضية، و الشعب لن ينسى هذه الحقيقة.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم في هذا المضمار: تحدث أحد المسؤولين الأمريكان عن كراهيته للحرب حتى أنه راح يبكي، و قد يصدق بعض السذج هذا الشيء، لكن الدعم السخي و المساعدة الأمريكية المستمرة للكيان الصهيوني المجرم السفاح القاتل، و دعمهم للجرائم التي ترتكب ضد شعب اليمن، تكشف عن الماهية الحقيقية لذلك الادعاء و ذلك البكاء.
و أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى العلاقات العادية لإيران بمختلف بلدان العالم حتى مع الحكومات التي ليست لها سرائر و قلوب صافية مع شعب إيران، مردفاً: رغم هذا السياق، فإن شعب إيران لا ينظر لأمريكا التي تستخدم أية ذريعة لتوجيه الضربات للشعب الإيراني و القضاء على الجمهورية الإسلامية، لا ينظر لها على أنها صديق، و لا يمد يد الصداقة نحوها، لأن الشرع و العقل و الضمير و الإنسانية لا يسمح لشعب إيران بهذا.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى استمرار نشاطات الحكومة الأمريكية الشاملة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية ملفتاً: لقد أدركوا تدريجياً بأن سبب صمود الشعب الإيراني هو معتقداته و قناعاته الدينية، و لهذا السبب يحاولون اليوم بأدوات جديدة مهاجمة هذه المعتقدات و القيم، لكن طلبة المدارس و الجامعات و كل الشباب في إيران سوف يحبطون هذه الحيلة.
و أضاف سماحته قائلاً: يحاول العدو محاولات حثيثة تحويل جامعاتنا إلى جسر نحو الغرب كما كانت في العهد الملكي المخزي، و لكن بيقظة شبابنا الأعزاء تحولت الجامعات إلى سلم نحو المبادئ السامية، و شبابنا يحافظون على هذا الواقع المؤثر.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية تقدم الشعب الإيراني و قدرته السبب في توجه الأعداء نحو المفاوضات النووية مردفاً: في نفس هذه المفاوضات أيضاً كانت لهم تدابير عدائية استخدموها عسى أن يستطيعوا إيقاف مسيرة الشعب الإيراني.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية أن التشديد على العداء الأمريكي العميق لشعب إيران لا يعني غض الطرف عن نقاط الضعف الداخلية مضيفاً: لدينا نقاط ضعف في رسم السياسات و في التنفيذ و في المساعي و الحراك، و في ترتيب أولويات القضايا و في أمور أخرى، و قد استفاد العدو في حالات عديدة من نقاط الضعف هذه.
و اعتبر سماحته الغفلة عن العدو الأصلي و الخوض في نزاعات داخلية خطأ كبيراً مردفاً: البعض و بذريعة نقاط الضعف و الشؤون الداخلية، ينسون العدو الخارجي.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: ينبغي أن لا نخلط بين العدو و بين الذين نختلف معهم في وجهات النظر، العدو هو الطرف الذي يعمل بكل طاقاته لتوجيه ضربة للشعب و الإتيان بحكومة عميلة للغرب و مبهورة بالغرب و مستسلمة له و خائفة منه، و هذا العدو الحقود اليقظ الجاد ينبغي أن لا ينسى بأيّ حال من الأحوال.
و لفت قائد الثورة الإسلامية المعظم: النقد يسبب التقدم، و المجتمع حر و له حق النقد، و لكن ينبغي أن لا ننسى هذا الكلام التاريخي للإمام الخميني حيث كان يقول مراراً: «أطلقوا كل صرخاتكم ضد أمريكا».
و أوصى سماحة آیة الله السيد علي الخامنئي الشباب بالاهتمام الجاد بالدراسة و طلب العلم، و ترجيح الأهداف العامة على المطالب الشخصية و رفع مستوى الوعي و القدرة على التحليل، مردفاً: صوت الشعب الإيراني هو الصوت القوي الوحيد الذي ارتفع في هذا الوضع العالمي المضطرب ضد الظلم و الاستغلال و الاستعمار، و اجتذب إليه قلوب الشعوب و النخبة، و ينبغي أن لا نفقد هذا الصوت القوي.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية الذي استقبل كلامه هذا بهتافات «الموت لأمريكا» التي أطلقها طلبة المدارس و الجامعات: شعار و صرخة «الموت لأمريكا» الذي يطلقه شعب إيران له رصيده العقلاني و المنطقي القوي و النابع من دستور البلاد و الأفكار المبدئية التي لا تقبل الظلم و الجور.
و استطرد سماحته: معنى هذا الشعار هو الموت للسياسات الأمريكية و الاستكبار، و أيّ شعب نشرح له هذا المنطق سيتقبله.
و أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم في ختام حديثه: يواصل الشعب الإيراني طريقه بتصميم و أمل كبير، و شباب اليوم بمضاعفتهم لإيمانهم و بصيرتهم و اعتمادهم على المعايير الأصلية، سيشاهدون بلا شك عهداً تتحرر فيه الشعوب من نير الخوف، و تكون فيه إيران العزيزة المتقدمة ملهمة لكل الشعوب
في هذا اللقاء الذي أقيم على أعتاب يوم الثالث عشر من آبان (الرابع من تشرين الثاني) اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي، اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم الفترة الراهنة عهد تكريس عزة الشعب و رسم خارطة تقدم الإيرانيين، و أكد على الأهمية البالغة ليقظة عموم الشعب و وعيه و بصيرته، و خصوصاً لدى الشباب في هذه المرحلة.
و أضاف سماحته: النقطة الأساسية في فهم و تحليل الأوضاع الراهنة و رسم المسيرة المستقبلية للبلاد، هي إدراك حقيقة أن كفاح الجمهورية الإسلامية و الشعب الإيراني ضد الاستكبار خلافاً لبعض الآراء، ليس حركة عاطفية و غير منطقية، بل هي مواجهة نابعة من العقل و التجربة و تتمتع برصيد علمي.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى أن التنبّه لتجارب الشعوب الزاخرة بالعبر و الدروس يحول دون الخطأ في الرؤية و الحسابات، ملفتاً: حتى لو صرفنا النظر عن الآيات القرآنية الكريمة الصريحة بخصوص الصمود و الكفاح بوجه الظلم و الاستكبار، فإن حادثة انقلاب الثامن و العشرين من مرداد 1332 (1953/07/19) الكبيرة تدل على كيفیة الأسلوب الذي يجب التعامل به مع أمريكا.
و في معرض تبيينه لأحداث فترة تأميم النفط المهمة، وصف قائد الثورة الإسلامية المعظم الثقة و الأمل بأمريكا بأنه خطأ تاريخي وقع فيه الدكتور مصدق (رئيس وزراء إيران في ذلك الحين)، و أضاف قائلاً: اعتمد مصدق على أمريكا في مواجهة بريطانيا، و هذا النظرة المتفائلة التبسيطية و الغفلة مهدت لنجاح الانقلاب الأمريكي، الانقلاب الذي أهدر كل جهود الشعب في تأميم النفط، و أحيى النظام البهلوي المستبد العميل، و عرض إيران العزيزة لمدة 25 سنة لأشد الضربات الوطنية و السياسية و الاقتصادية و الثقافية.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى النفوذ العميق و الواسع للأمريكيين بعد انقلاب 28 مرداد 32 مردفاً: مقابل هذا اللون من الصعاب تصاب الشعوب التي لا تمتلك قيادات جديرة بالانفعال و الاستسلام، لكن شعب إيران و لتمتعه بموهبة إلهية تمثلت بقيادة الإمام الخميني، ازداد وعياً يوماً بعد يوم، و استهدف الحكومة البهلوية العميلة و حاميتها الأصلية، أي أمريكا.
و استشهد قائد الثورة الإسلامية المعظم بكلام الإمام الخميني (رحمة الله عليه) في سنة 1963 م حول كراهية الشعب الإیراني العميقة لرئيس جمهورية أمريكا مضيفاً: ذلك القائد المقتدر المصمم الذي كان له إيمان عميق بالوعود الإلهية، بيّن للشعب منذ بداية تكوين النهضة أن كل الشرور و المؤامرات هي بسبب أمريكا.
و ذكّر سماحته بعداء أمريكا للثورة الإسلامية منذ الشهور الأولى لانتصار الثورة مضيفاً: بعد الثورة كان للأمريكان في طهران و لفترة من الزمن سفارتهم و علاقاتهم بالحكومة الإيرانية، لكنهم لم يكفوا و لا ليوم واحد عن التآمر، و ينبغي لهذه التجربة التاريخية أن تفهم البعض بأن العلاقة و الصداقة مع أمريكا لا تؤدي إلى إنهاء خصوماتها و مؤامراتها.
و اعتبر سماحة آیة الله الخامنئي احتلال السفارة الأمريكية بيد جماعة من الطلبة الجامعيين رد فعل مقابل استمرار مؤامرات واشنطن و إيواء الأمريكيين لعدو الشعب الإيراني الأكيد أي محمد رضا بهلوي، مضيفاً: الوثائق التي تم الحصول عليها من السفارة الأمريكية تدل على أن هذه السفارة كانت حقاً وكر تجسس و مركز مؤامرات مستمرة ضد شعب إيران و الثورة الإسلامية الفتية.
و اعتبر سماحته التأمل في وثائق وكر التجسس ضرورياً و مهماً و فيه كثير من الدروس ملفتاً: تدل هذه الوثائق بصراحة على أن الأمريكيين خلال فترة تكوين النهضة سعوا دائماً لتوجيه الضربات لشعب إيران في خضم مواجهة النظام الملكي المخزي للشعب، و كذلك بعد انتصار الثورة.
و استشهد آية الله العظمى السيد الخامنئي بمذكرات الجنرال الأمريكي هايزر الذي جاء إلى إيران في شتاء 1979 م لإنقاذ نظام الجور الشاهنشاهي، ملفتاً: تدل هذه المذكرات بشكل جيد على أن أمريكا شجعت و وجهت الجنرالات البهلويين في ارتكاب مذابح ضد شعب إيران.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية مساعدة الحركات الانفصالية و المعادية للثورة، و الانقلاب المعروف باسم نوجه، و تشجيع صدام على الهجوم على إيران و مساعدات أمریکا المتزايدة لدكتاتور بغداد البغيض طوال ثمانية أعوام من الحرب المفروضة، عدّها من الحلقات الأخرى في سلسلة المؤامرات الأمريكية.
و أكد سماحته: الأمريكان بسوء فهمهم و عجزهم في تحليل حقائق إيران، حاولوا طوال كل الأعوام السبعة و الثلاثين الأخيرة أن يسقطوا الثورة من الأساس، لكنهم انكسروا بفضل من الله، و سيخفقون بعد الآن أيضاً.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي الهدف من إعادة قراءة سلسلة مؤامرات الشيطان الأكبر معرفة أمريكا بصورة أدق، مردفاً: في السنوات الأخيرة حاول البعض بطريقة مغرضة و بتوجيه من أمريكا أو عن سذاجة غضّ الطرف عن تجارب الشعب المتكررة، و رسم صورة مزوّقة لأمريكا، و التظاهر بأن الأمريكان إذا كانوا يوماً ما أعداء لإيران، فهم اليوم قد أقلعوا عن مؤامراتهم!
و أضاف سماحته قائلاً: الهدف من هذه المساعي هو إخفاء الوجه الحقيقي للعدو عن الأذهان، ليستطيع الأمريكان في الخفاء مواصلة عداءهم و الطعن في الفرصة المناسبة بالخنجر في الظهر.
و أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم: الواقع هو أن أهداف أمريكا حيال الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تتغير أبداً، و إذا كانوا يستطيعون القضاء على الجمهورية الإسلامية لما ترددوا في ذلك حتى للحظة واحدة، لكنهم لا يستطيعون، و بعون الله و في ظل همم الشباب و تعميق و اتساع بصيرة الشعب و تقدم إيران، سوف يخفقون في المستقبل أيضاً في تحقيق هذا الهدف.
و أشار سماحته إلى بعض حالات اللين الظاهرية للمسؤولين الأمريكان في المفاوضات، مردفاً: باطن السلوك الأمريكي هو متابعة نفس تلك الأهداف الماضية، و الشعب لن ينسى هذه الحقيقة.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم في هذا المضمار: تحدث أحد المسؤولين الأمريكان عن كراهيته للحرب حتى أنه راح يبكي، و قد يصدق بعض السذج هذا الشيء، لكن الدعم السخي و المساعدة الأمريكية المستمرة للكيان الصهيوني المجرم السفاح القاتل، و دعمهم للجرائم التي ترتكب ضد شعب اليمن، تكشف عن الماهية الحقيقية لذلك الادعاء و ذلك البكاء.
و أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى العلاقات العادية لإيران بمختلف بلدان العالم حتى مع الحكومات التي ليست لها سرائر و قلوب صافية مع شعب إيران، مردفاً: رغم هذا السياق، فإن شعب إيران لا ينظر لأمريكا التي تستخدم أية ذريعة لتوجيه الضربات للشعب الإيراني و القضاء على الجمهورية الإسلامية، لا ينظر لها على أنها صديق، و لا يمد يد الصداقة نحوها، لأن الشرع و العقل و الضمير و الإنسانية لا يسمح لشعب إيران بهذا.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى استمرار نشاطات الحكومة الأمريكية الشاملة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية ملفتاً: لقد أدركوا تدريجياً بأن سبب صمود الشعب الإيراني هو معتقداته و قناعاته الدينية، و لهذا السبب يحاولون اليوم بأدوات جديدة مهاجمة هذه المعتقدات و القيم، لكن طلبة المدارس و الجامعات و كل الشباب في إيران سوف يحبطون هذه الحيلة.
و أضاف سماحته قائلاً: يحاول العدو محاولات حثيثة تحويل جامعاتنا إلى جسر نحو الغرب كما كانت في العهد الملكي المخزي، و لكن بيقظة شبابنا الأعزاء تحولت الجامعات إلى سلم نحو المبادئ السامية، و شبابنا يحافظون على هذا الواقع المؤثر.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية تقدم الشعب الإيراني و قدرته السبب في توجه الأعداء نحو المفاوضات النووية مردفاً: في نفس هذه المفاوضات أيضاً كانت لهم تدابير عدائية استخدموها عسى أن يستطيعوا إيقاف مسيرة الشعب الإيراني.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية أن التشديد على العداء الأمريكي العميق لشعب إيران لا يعني غض الطرف عن نقاط الضعف الداخلية مضيفاً: لدينا نقاط ضعف في رسم السياسات و في التنفيذ و في المساعي و الحراك، و في ترتيب أولويات القضايا و في أمور أخرى، و قد استفاد العدو في حالات عديدة من نقاط الضعف هذه.
و اعتبر سماحته الغفلة عن العدو الأصلي و الخوض في نزاعات داخلية خطأ كبيراً مردفاً: البعض و بذريعة نقاط الضعف و الشؤون الداخلية، ينسون العدو الخارجي.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: ينبغي أن لا نخلط بين العدو و بين الذين نختلف معهم في وجهات النظر، العدو هو الطرف الذي يعمل بكل طاقاته لتوجيه ضربة للشعب و الإتيان بحكومة عميلة للغرب و مبهورة بالغرب و مستسلمة له و خائفة منه، و هذا العدو الحقود اليقظ الجاد ينبغي أن لا ينسى بأيّ حال من الأحوال.
و لفت قائد الثورة الإسلامية المعظم: النقد يسبب التقدم، و المجتمع حر و له حق النقد، و لكن ينبغي أن لا ننسى هذا الكلام التاريخي للإمام الخميني حيث كان يقول مراراً: «أطلقوا كل صرخاتكم ضد أمريكا».
و أوصى سماحة آیة الله السيد علي الخامنئي الشباب بالاهتمام الجاد بالدراسة و طلب العلم، و ترجيح الأهداف العامة على المطالب الشخصية و رفع مستوى الوعي و القدرة على التحليل، مردفاً: صوت الشعب الإيراني هو الصوت القوي الوحيد الذي ارتفع في هذا الوضع العالمي المضطرب ضد الظلم و الاستغلال و الاستعمار، و اجتذب إليه قلوب الشعوب و النخبة، و ينبغي أن لا نفقد هذا الصوت القوي.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية الذي استقبل كلامه هذا بهتافات «الموت لأمريكا» التي أطلقها طلبة المدارس و الجامعات: شعار و صرخة «الموت لأمريكا» الذي يطلقه شعب إيران له رصيده العقلاني و المنطقي القوي و النابع من دستور البلاد و الأفكار المبدئية التي لا تقبل الظلم و الجور.
و استطرد سماحته: معنى هذا الشعار هو الموت للسياسات الأمريكية و الاستكبار، و أيّ شعب نشرح له هذا المنطق سيتقبله.
و أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم في ختام حديثه: يواصل الشعب الإيراني طريقه بتصميم و أمل كبير، و شباب اليوم بمضاعفتهم لإيمانهم و بصيرتهم و اعتمادهم على المعايير الأصلية، سيشاهدون بلا شك عهداً تتحرر فيه الشعوب من نير الخوف، و تكون فيه إيران العزيزة المتقدمة ملهمة لكل الشعوب