اهلا وسهلآ بكم لبيك يا حسيــــــــــــن

الاثنين، 17 أغسطس 2015

المرجع السيستاني يعتبر اصلاح الجهاز القضائي من اهم متطلبات العملية الاصلاحية ويدعو لتشريع قانون سلم رواتب الموظفين

المرجع السيستاني يعتبر اصلاح الجهاز القضائي من اهم متطلبات العملية الاصلاحية ويدعو لتشريع قانون سلم رواتب الموظفين

٢٠١٥/٨/١٤
المصدر: وكالة نون الخبرية
اعتبرت المرجعية الدينية العليا ان اصلاح الجهاز القضائي بالعراق من اهم متطلبات العملية الاصلاحية بالبلاد كما جددت المرجعية دعوتها الى ضرورة الاسراع في اصلاح المؤسسات الامنية والاستخبارية لتكون قادرة على اداء دورها المنشود،معلنة عن مواساتها وتضامنها مع العوائل المفجوعة بابنائها نتيجة تفجير ارهابي في علوة جميلة ببغداد.

وقال ممثل المرجع السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية في 28/شوال/1436هـ الموافق 14/8/2015م ما نصه" لقد أقدم الارهابيون المتوحشون يوم امس على تفجير سيارة مفخخة في علوة الجميلة ببغداد مما اسفر عن سقوط المئات من المواطنين الابرياء بين قتيل وجريح، وقد اُعلن عن تبني تنظيم داعش الارهابي لهذه الجريمة الطائفية النكراء وتبجحه بها، وهو انما يقوم بأمثال هذه الجرائم الوحشية انتقاماً من الشعب العراقي الكريم الذي وقف ابناؤه الميامين في القوات المسلحة والمتطوعون الابطال وابناء العشائر الغيارى سداً منيعاً دون تحقق اهدافه المشؤومة.،واننا اذ نعبر عن مواساتنا وتضامننا مع العوائل المفجوعة ونترحم على الاحبة الذين قضوا في هذا الاعتداء الآثم وندعو للجرحى والمصابين بالشفاء العاجل فإننا نؤكد على ان هذه الجرائم الوحشية لن تكسر ارادة الشعب العراقي أبداً بل تزيده اصراراً على مواصلة القتال حتى تحقيق النصر النهائي وتخليص البلد من رجس الارهابيين الظلاميين بعون الله تعالى.

ودعا الكربلائي مرة اخرى الجهات الحكومية المسؤولة الى ضرورة الاسراع في اصلاح المؤسسات الامنية والاستخبارية لتكون قادرة على اداء دورها المنشود في توفير الامن والاستقرار والكشف عن العمليات الارهابية قبل وقوعها.

واعتبر الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبته من الصحن الحسيني الشريف حضرتها وكالة نون الخبرية اعتبر ان مكافحة الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية كانت من اهم هواجس المرجعية الدينية العليا منذ السنوات الاولى من تغيير النظام. وقد اكدت مراراً وتكراراً في السنوات العشر الماضية في البيانات الصادرة من مكتبها في النجف الاشرف وفي خطب الجمعة على اهمية القيام بخطوات جادة في مكافحة الفساد المالي والاداري وانه لا أمن ولا تنمية ولا تقدم من دون ذلك.
وقرا الكربلائي مقاطع من البيانات التي صدرت من مكتب المرجعية بهذا الخصوص في السنوات الماضية:ففي نيسان عام 2006 أي قبل ما يقرب من عشرة اعوام وبعد انتخابات الدورة الاولى لمجلس النواب وقُبيل تشكيل الحكومة أصدر المكتب بياناً ورد فيه (ان من المهام الاخرى للحكومة المقبلة التي تحظى بأهمية بالغة مكافحة الفساد الاداري المستشري في معظم مؤسسات الدولة بدرجة تنذر بخطر جسيم، فلابد من وضع آليات عملية للقضاء على هذا الداء العُضال وملاحقة المفسدين قضائياً أياً كانوا).

وفي ايلول عام 2006م وبعد تشكيل الحكومة اصدر المكتب بياناً ورد فيه التأكيد مرة اخرى (على ضرورة مكافحة الفساد وسوء استغلال السلطة الذي يتسبب في ضياع جملة من موارد الدولة العراقية وشدد على لزوم تمكين القضاء من ممارسة دوره في محاسبة الفاسدين ومعاقبتهم في أسرع وقت).

وفي شباط عام 2011م أصدر المكتب بياناً ورد فيه (ان المرجعية الدينية العليا تدعو مجلس النواب والحكومة العراقية الى اتخاذ خطوات جادة وملموسة في سبيل تحسين الخدمات العامة ولا سيما الطاقة الكهربائية ومفردات البطاقة التموينية وتوفير العمل للعاطلين ومكافحة الفساد المستشري في مختلف دوائر الدولة، وقبل هذا وذاك اتخاذ قرارات حاسمة بإلغاء الامتيازات غير المقبولة التي مُنحت للأعضاء الحاليين والسابقين في مجلس النواب ومجالس المحافظات ولكبار المسؤولين في الحكومة من الوزراء وذوي الدرجات الخاصة وغيرهم، والامتناع عن استحداث مناصب حكومية غير ضرورية تكلف سنوياً مبالغ طائلة من اموال هذا الشعب المظلوم والغاء ما يوجد منها حالياً).هذه نماذج من دعوات المرجعية الدينية العليا وتأكيداتها المستمرة على ضرورة مكافحة الفساد في دوائر الدولة التي لم نجد مع الاسف آذاناً صاغية لها في السنوات الماضية.

واعتبر ممثل المرجع السيستاني ان اصلاح الجهاز القضائي، يشكل ركناً مهماً في استكمال حُزم الإصلاح، ولا يمكن ان يتم الاصلاح الحقيقي من دونه بقوله" لقد أُعلن في الايام الاخيرة عن اتخاذ عدة قرارات في سبيل اصلاح المؤسسات الحكومية ومكافحة الفساد فيها وتحقيق قدر من العدالة الاجتماعية.ونحن اذ نقدّر ذلك ونأمل ان تجد تلك القرارات طريقها الى التنفيذ في وقت قريب نود الإشارة الى ان من اهم متطلبات العملية الاصلاحية:

اولا:اصلاح الجهاز القضائي، فانه يشكل ركناً مهماً في استكمال حُزم الإصلاح، ولا يمكن ان يتم الاصلاح الحقيقي من دونه.موضحا ان الفساد وان استشرى حتى في القضاء الا ان من المؤكد وجود عدد غير قليل من القضاة الشرفاء الذين لم تلوث أيديهم بالرشوة ولا تأخذهم في الحق لومة لائم، فلابد من الاعتماد على هؤلاء في اصلاح الجهاز القضائي ليكون المرتكز الاساس لإصلاح بقية مؤسسات الدولة.

ثانياً:ان هنالك العديد من القوانين والقرارات التي صدرت في الأعوام الماضية مما فتحت افاقاً واسعة لممارسة الفساد بأشكال متنوعة، فلابد للحكومة ومجلس النواب ان يعيدا النظر في تلك القوانين والقرارات ويعملا على تعديلها او إلغائها حسب ما تقتضيه المصلحة العامة.

وفي المقابل فإن هنالك حاجة ماسة الى تشريع قوانين واصدار قرارات لا يتم الاصلاح بدونها، ومن أهم القوانين الاصلاحية هو القانون الخاص بسلم الرواتب لموظفي الدولة بحيث تراعى فيه العدالة الاجتماعية، اذ ليس من المقبول ان يحظى بعض كبار المسؤولين برواتب تبلغ عشرات الملايين شهرياً في حين لا تبلغ الرواتب الشهرية لكثير من الموظفين ثلاثمائة ألف دينار.

واضاف الشيخ عبد المهدي الكربلائي اننا نأمل ان تقوم الحكومة ومجلس النواب ومجلس القضاء الأعلى باجراء الاصلاحات المطلوبة بصورة مدروسة ولكن من غير تلكؤ وتأخير.وليعلموا ان الشعب الكريم يراقب عملهم ويتابع أدائهم وسيكون له الموقف المناسب ممن يعرقل او يماطل في القيام بالإصلاحات ومكافحة الفساد.

وبين ممثل المرجع السيستاني ان من المنطقي ان يُمنح المسؤولون فرصة ً معقولة ً لاثبات حُسن نواياهم في السير بالعملية الاصلاحية الى أمام من دون ان يُخشى مِن زج البلد في الفوضى وتعطيل مصالح الناس والدخول في المهاترات التي لا جدوى منها.

وختم الكربلائي خطبته بقوله "نسأل الله العلي القدير ان يوفق الجميع الى ما فيه خير العراقيين وصلاحهم وأمنهم واستقرارهم..

استفتاء حول عدم جواز مخالفة التعليمات العسكرية في استخدام اجهزة الاتصال اللاسلكي


استفتاء حول عدم جواز مخالفة التعليمات العسكرية في استخدام اجهزة الاتصال اللاسلكي

صدق الثورة٠٠٠وصدق الثائرين



صدق الثورة٠٠٠وصدق الثائرين
المتظاهرون الذين صنعوا ثورة الخلاص من اللصوص والمشعوذين هم يمثلون كل العراقيين وهم يمثلون صرخة الشعب نعم كل الشعب وليس فئة معينة ٠٠نعم اعدادهم ليست كبيرة ولكنهم والله يمثلون ضمير الامة انهم يمثلون بصدق شديد الشيعي والسني والكردي والمسيحي والتركماني والايزيدي والصابئي وكل العراقيين ٠٠انها ثورة عفوية صادقة وليست مسيسة وسيكون تاثيرها اعظم من اي مظاهرات او احتجاجات ذات نوايا غير صادقة انها ثورة الشعب المظلوم

كفّوا عن التسقيط واستجيبوا لتطلعات الشعوب

كفّوا عن التسقيط واستجيبوا لتطلعات الشعوب

makarem news
في أعقاب ظهور التيارات التكفيرية من قبيل: داعش والنصرة والقاعدة، التي تركتب أبشع الجرائم، بات واضحاً للعيان أن المدرسة التكفيرية تسير بالضد من العقل وصريح القرآن وتعاليم الإسلام.
أشار سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي في بداية درس خارج الفقه الذي عقد في المسجد الأعظم بمدينة قم إلى الإساءة التي وجهها امام مسجد الحرام إلى الشعب الإيراني وما صدر عنه من تكفير الشيعة، وقال: في الوقت الذي أقامت السعودية قبل بضعة أسابيع مؤتمراً لمناهضة التكفير، نجدهم اليوم يكفرون الآخرين ويحرضون على اشعال فتيل الحرب بين السنة والشيعة.
وأضاف سماحته مخاطباً العلماء التكفيريين: إنكم تطلقون صيحات التكفير من أشرف بقعة اسلامية تجاه طائفة كبيرة من المسلمين وذلك بعد انكشاف فساد مذهبكم للجميع.
وتابع سماحة المرجع: في أعقاب ظهور التيارات التكفيرية من قبيل: داعش والنصرة والقاعدة، التي تركتب أبشع الجرائم، بات واضحاً للعيان أن المدرسة التكفيرية تسير بالضد من العقل وصريح القرآن وتعاليم الإسلام، داعياً إلى الابتعاد عن المذهب الوهابي التكفيري والالتحاق بالصف الإسلامي؛ وذلك أن القاعدة وداعش هي ثمار هذه الأفكار المتطرفة.
وقال آية الله العظمى مكارم الشيرازي: انكم دمّرت البلاد الإسلامية، فأدعوكم للعودة إلى أحضان المسلمين، يا ترى ما الذي تسعون إلى تحقيقه في اليمن؟! والايرانيون واليمنيون وجميع الشيعة في العالم الإسلامي يناشدونكم بتبني الحل السياسي في اليمن والاستجابة إلى تطلعات الشعوب، لكنكم بدلاً عن ذلك تقصفون المدن والشعب اليمني بالطائرات.
وأضاف سماحته: لقد تجاهلتم تطلعات الشعب السوري وارتكبتم مختلف الجنايات بحقه، متسائلاً في الوقت ذاته عن أسباب تجاهل ارادة الشعوب والحاق الدمار به أينما حللتم ثم تتهمون ايران بالتقصير! مع إن المقصر الحقيقي هو من لا يريد أن يفتح عينيه على الحقائق ومتطلبات الشعوب.
وتابع سماحة المرجع: أليس من حق العراقيين واليمنيين والسوريين الدفاع عن أنفسهم؟ لقد أعرب اليمنيون عن استعدادهم إلى الجلوس إلى طاولة الحوار وتشكيل حكومة وطنية شاملة بينما يعتبر مفتي السعودية أن قرار الهجوم على اليمن وقصفها كان حكيماً؛ فهل التدمير ينسجم والحكمة؟
وأعرب سماحته عن أن هؤلاء يعيشون في عالم من الخيالات الواهية، ولا يملكون رصيداً إلا الكذب والصاق التهم بالآخرين، ويزعمون أن الايرانيين والشيعة يريدون احتلال مكة والمدينة، بينما الفضيحة النكراء التي ارتكبوها في مطار جدة بحق الإيرانيين تكفيهم، فهذه فضحية ليس لها مثيل.
وشدد سماحته على أننا نريد الخير للجميع من دون استثناء وما على الطرف الآخر إلا التخلي عن التكفيريين والعودة إلى أحضان المسلمين، حيث سنتعامل معه كأصدقاء فالحكمة تكمن في ذلك، أما الاصرار على الشر والقتل على الرغم من نتائجه البغيضة لا يداني الحكمة في شيء.
وابتهل آية الله العظمى مكارم الشيرازي في ختام كلمته إلى الله تعالى أن يخلص الأمة من المشاكل التي تعانيها ويكفيها شر الأشرار، وأضاف: نأمل من الطرف الآخر أن يتعاطى مع هذه التوصيات بأخوية ويلتزم بها ويكفي الأمة الإسلامية هذا البلاء العظيم.

رسالة سماحة المرجع الديني آية الله العظمى مكارم الشيرازي (دام ظله الوارف) إلى شيخ الأزهر

رسالة سماحة المرجع الديني آية الله العظمى مكارم الشيرازي (دام ظله الوارف) إلى شيخ الأزهر

makarem news
أتقدم بالشکر والتقدیر لسماحتکم علی ما اتسم به حوارکم من الهدوء في کل ما عرضتموه من بیانات في برنامجکم التلفزیوني فی طوال شهر رمضان المبارک بعنوان: (حدیث شیخ الأزهر) والتی کان محورها الخلاف الشیعي السني حول الصحابة والإمامة، وأشکر سعیکم الحثیث لتحقیق المشروع الوحدوي بین المسلمین.
makarem news
بسم الله الرحمن الرحیم
سماحة الشیخ الدکتور أحمد الطیب شیخ الأزهر الشریف
السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته
یسعدني أن أتقدم إلیکم بأجمل التهاني بمناسبة عید الفطر السعید.
فی البدایة أتقدم بالشکر والتقدیر لسماحتکم علی ما اتسم به حوارکم من الهدوء في کل ما عرضتموه من بیانات في برنامجکم التلفزیوني فی طوال شهر رمضان المبارک بعنوان: (حدیث شیخ الأزهر) والتی کان محورها الخلاف الشیعي السني حول الصحابة والإمامة، وأشکر سعیکم الحثیث لتحقیق المشروع الوحدوي بین المسلمین وکنا مسرورین ببعض ما سمعنا منکم من قبیل أن: (السنة والشیعة هما جناحا الأمة الإسلامیة وأن ما یحدث بینهما الأن هو محاولة للنیل من المسلمین عبر سلاح التقاتل المذهبي. وأن الأزهر لا یفرق بین سني وشیعي طالما أن الجمیع یقر بالشهادتین فذلک یأتي ضمن منهج الإزهر الشریف في نشر مفاهیم الاعتدال الفکري والعقائدي).
واسمح لي بذکر بعض الملاحظات حول هذا البرنامج:
أولاً: فیما یتعلق بمسألة سب وشتم بعض الصحابة، فإنه مضافاً لما ذکرتموه من أن بعض الفضلاء من الشیعة یتبرؤون من ذلک، فإن جمیع مراجع الدین أیضاً یتبرؤون من ذلک، وهو لا یعدو بعض عوام الشیعة الذین لا یعتني بشأنهم.
ثانیاً: نحن نعتقد أن بعض المسائل التي طرحتموها في البرنامج بالنسبة إلي معتقدات الشیعة قابلة للبحث والنقاش.
کما إننا نری – مع بالغ الاحترام لشخصکم الکریم – أن طرح مثل هذه القضایا یوجب توسیع شقة الخلاف بین المذهبین، وأن کثیراً من أعداء الإسلام سوف یستثمرونه لصالحهم، وکنا نتمنی أن لو کانت مثل هذه المسائل تطرح في جلسات علمیة مغلقة یحضرها علماء کلا المذهبین لا أن تطرح علی الملئ العام.
ومن هنا نقترح علیکم أن یکون هناک مؤتمر یدعی له أبرز علماء الشیعة والسنة والجلوس علی طاولة مستدیرة بهدف مناقشة أهم المشاکل التی تمنع من الوحدة الإسلامیة وأهم ما یمکن العمل به من أجل تعزیز هذه الوحدة، ومن ثم الخروج بنتائج تکون ملزمة للجمیع.
وأتمنی أن یکون هذه المقترح مقبولاً عندکم حتی لا یحصل الاضطرار من الطرف الشیعي إلی الإجابة عن جمیع ما ذکرتم من إشکالات علی المذهب الشیعي عبر وسائل الإعلام والقنوات الفضائیة.
وختاماً نشکرکم مرة أخرى علي استمرارکم فی المشروع الوحدوی بین المسلمین وندعو لکم بمزید التوفیق والعنایة الإلهیة.
29 رمضان المبارک 1436
المرجع الدینی ناصر مکارم الشیرازی

حقوق العلماء

حقوق العلماء
فضل العلم والعلماء:
العلم.. أجلُ الفضائل، وأشرف المزايا، وأعز ما يتحلى به الانسان، فهو أساس الحضارة، ومصدر أمجاد الأمم، وعنوان سموها وتفوقها في الحياة، ورائدها إلى السعادة الأبدية، وشرف الدارين.
والعلماء.. هم ورثة الأنبياء، وخزَّان العلم، ودعاة الحق، وأنصار الدين، يهدون الناس إلى معرفة الله وطاعته، ويوجهونهم وجهة الخير والصلاح.
من أجل ذلك تظافرت الايات والأخبار على تكريم العلم والعلماء، والإشادة بمقامهما الرفيع.
قال تعالى: “قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون” الزمر/9.
وقال تعالى: “يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات” المجادلة/11.
وقال تعالى: “إنما يخشى الله من عباده العلماءُ” فاطر/28.
وعن أبي عبد الله (ع) قال: “قال رسول الله(ص) : من سلك طريقاً يطلب فيه علماً، سلك الله به طريقاً إلى الجنة، وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً به، وانه يستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض، حتى الحوت في البحر. وفضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر. وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ولكن ورثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر”.
وقال الباقر (ع) : “عالم يُنتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد”.
وقال الصادق (ع) : “إذا كان يوم القيامة، جمع الله عزَّ وجل الناس في صعيد واحد، ووضعت الموازين، فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء”.
وقال أمير المؤمنين (ع) : “يا كميل، هلك خزَّان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة”.
ولا غرابة أن يحظى العلماء بتلك الخصائص الجليلة، والمزايا الغر. فهم حماة الدين، وأعلام الإسلام، وحفظة اثاره الخالدة، وتراثه المدخور. يحملون للناس عبر القرون، مبادىء الشريعة وأحكامها وادابها، فتستهدي الأجيال بأنوار علومهم، ويستنيرون بتوجيههم الهادف البنَّاء.
وبديهي أنّ تلك المنازل الرفيعة، لا ينالها إلاَّ العلماء المخلصون، المجاهدون في سبيل العقيدة والشريعة، والسائرون على الخط الاسلامي، والمتحلون باداب الإسلام وأخلاقه الكريمة.
ولهؤلاء فضل كبير، وحقوق مرعية في أعناق المسلمين، جديرة بكل عناية واهتمام، وهي:
توقيرهم:
وهو في طليعة حقوقهم المشروعة، لتحليهم بالعلم والفضل، وجهادهم في صيانة الشريعة الإسلامية وتعزيزها، ودأبهم على إصلاح المجتمع الإسلامي وإرشاده.
وقد أعرب أهل البيت (ع) عن جلالة العلماء، وضرورة تبجيلهم وتوقيرهم، قولاً وعملاً، حتى قرروا أن النظر إليهم عبادة، وأن بغضهم مدعاة للهلاك، كما شهد بذلك الحديث الشريف:
فعن موسى بن جعفر عن ابائه (ع) قال: “قال(ص): النظر في وجه العالم حباً له عبادة”.
وعن أبي عبد الله (ع)  قال: “قال رسول الله(ص): أغد عالماً أو متعلماً، أو أحِبّ العلماء، ولا تكون رابعاً فتهلك ببغضهم”.
وهكذا كانوا (ع) يبجّلون العلماء، ويرعونهم بالحفاوة والتكريم، يحدثنا الشيخ المفيد (ره)، عن توقير الإمام الصادق (ع) لهشام بن الحكم، وكان من ألمع أصحابه وأسماهم مكانة عنده، أنه دخل عليه بمنى، وهو غلام أول ما اختط عارضاه، وفي مجلسه شيوخ الشيعة، كحمران بن أعين وقيس الماصر ويونس بن يعقوب وأبي جعفر الأحول وغيرهم، فرفعه على جماعتهم، وليس فيهم إلاَّ من هو أكبر سناً منه.
فلما رأى أبو عبد الله (ع) أن ذلك الفعل كبر على أصحابه، قال: “هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده”.
الاهتداء بهم:
لا يستغني كل واعٍ مستنير، عن الرجوع إلى الاخصائيين في مختلف العلوم والفنون، للإفادة من معارفهم وتجاربهم، كالأطباء والكيماويين والمهندسين ونحوهم من ذوي الاختصاص.
وحيث كان العلماء الروحانيون متخصصين بالعلوم الدينية، والمعارف الإسلامية، قد أوقفوا أنفسهم على خدمة الشريعة الإسلامية، ونشر مبادئها وأحكامها، وهداية الناس وتوجيههم وجهة الخير والصلاح.. فجدير بالمسلمين أن يستهدوا بهم ويجتنوا ثمرات علومهم، ليكونوا على بصيرة من عقيدتهم وشريعتهم، ويتفادوا دعايات الغاوين والمضللين من أعداء الاسلام.
فإذا ما تنكروا للعلماء المخلصين، واستهانوا بتوجيههم وإرشادهم.. جهلوا واقع دينهم ومبادئه وأحكامه، وغدوا عرضة للزيغ والانحراف.
انظر كيف يحرّض أهل البيت (ع) على مجالسة العلماء، والتزود من علومهم وادابهم، في نصوص عديدة:
فعن الصادق، عن أبيه عن ابائه (ع) قال: “قال رسول الله (ص): مجالسة أهل الدين شرف الدنيا والاخرة” والمراد بأهل الدين، علماء الدين العارفون بمبادئه، العاملون بأحكامه.
وجاء في حديث الرضا عن ابائه (ع) ، قال: “قال رسول الله (ص): مجالسة العلماء عبادة”.
وقال لقمان لابنه: “يا بني، جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإن الله عزَّ وجلّ يحيي القلوب بنور الحكمة، كما يحيي الأرض بوابل السماء”.
وعن الرضا عن ابائه (ع) قال: “قال رسول الله (ص): العلم خزائن، ومفاتحه السؤال، فاسألوا يرحمكم الله، فإنه يؤجر فيه أربعة: السائل، والمعلم، والمستمع، والمحب لهم”.
حقوق الأساتذة والطلاب:
الأساتذة المخلصون، المتحلون بالإيمان والخلق الكريم، لهم مكانة سامية، وفضل كبير على المجتمع، بما يسدون إليه من جهود مشكورة في تربية أبنائهم، وتثقيفهم بالعلوم والاداب. فهم رواد الثقافة، ودعاة العلم، وبناة الحضارة، وموجهو الجيل الجديد.
لذلك كان للأساتذة على طلابهم حقوق جديرة بالرعاية والاهتمام. وأول حقوقهم على الطلاب، أن يوقروهم ويحترموهم احترام الاباء، مكافأة لهم على تأديبهم، وتنويرهم بالعلم، وتويجههم وجهة الخير والصلاح. كما قيل للإسكندر: إنك تعظّم معلمك أكثر من تعظيمك لأبيك!!! فقال: لأن أبي سبب حياتي الفانية، ومؤدبي سبب الحياة الباقية.
وحسبك في فضل المعلم المخلص وأجره الجزيل، ما أعربت عنه نصوص أهل البيت (ع):
فعن أبي عبد الله ? قال: “قال رسول الله (ص): يجيىء الرجل يوم القيامة، وله من الحسنات كالسحاب الركام، أو كالجبال الرواسي. فيقول: يا رب أنَّى لي هذا ولم أعملها؟ فيقول: هذا علمك الذي علَّمته الناس، يعمل به من بعدك”.
ومن حقوق الأساتذة على الطلاب: تقدير جهودهم ومكافأتهم عليها بالشكر الجزيل، وجميل الحفاوة والتكريم، واتباع نصائحهم العلميَّة، كاستيعاب الدروس وإنجاز الواجبات المدرسية.
وأبلغ وأجمع ما أثر في حقوق الأساتذة المربين، قول الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع): “وحق سايسك بالعلم: التعظيم له، والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع إليه، والإقبال عليه، وأن لا ترفع عليه صوتك، ولا تجيب أحداً يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب، ولا تحدّث في مجلسه أحداً، ولا تغتاب عنده أحداً، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء، وأن تستر عيوبه، وتظهر مناقبه. ولا تجالس له عدواً، ولا تعاد له ولياً. فإذا فعلت ذلك، شهد لك ملائكة الله بأنك قصدته، وتعلَّمت علمه لله جل اسمه، لا للناس”.
حقوق الطلاب:
لطلاب العلم فضلهم وكرامتهم، باجتهادهم في تحصيل العلم، وحفظ تراثه، ونقله للأجيال الصاعدة، ليبقى الرصيد العلمي زاخراً نامياً مدى القرون والأجيال.
من أجل ذلك، نوَّهت أحاديث أهل البيت (ع) بفضل طلاب العلم، وشرف أقدارهم وجزيل أجرهم.
عن أبي عبد الله، قال: “قال رسول الله (ص): من سلك طريقاً يطلب فيه علماً، سلك الله به طريقاً إلى الجنة. وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً به، وانه ليستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض حتى الحوت في البحر. وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر”.
وعن أبي عبد الله (ع) قال: “قال رسول الله (ص): طلب العلم فريضة على كل مسلم، ألا إن الله يحب بغاة العلم”.
انظر كيف يوصي الإمام زين العابدين بالمتعلمين، في رسالته الحقوقية، فيقول (ع) : “وأما حق رعيتك بالعلم، فإن تعلم أن الله عز وجلَّ إنما جعلك قيّماً لهم فيما أتاك من العلم، وفتح لك من خزائنه، فإن أحسنت في تعليم الناس ولم تخرق بهم، ولم تضجر منهم، زادك الله من فضله، وأن أنت منعت الناس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك، كان حقاً على الله عزَّ وجل أن يسلبك العلم وبهاءه، ويسقط من القلوب محلك”.
وألزم النصائح وأجدرها بالاتباع، أن يعلم الطالب اللبيب أنه يجب أن تكون الغاية من طلب العلم هي كما أشرنا إليه تزكية النفس، وتهذيب الضمير، والتوصل إلى شرف طاعة الله تعالى ورضاه، وكسب السعادة الأبدية الخالدة.

قائد الثورة الإسلامية خلال لقائه أعضاء المجمع العالمي لأهل البیت (ع) وإتحاد الإذاعات والتلفزیونات الاسلامیة (۲۰۱۵/۰۸/۱۷ - ۰۱:۱۱)

قائد الثورة الإسلامية خلال لقائه أعضاء المجمع العالمي لأهل البیت (ع) وإتحاد الإذاعات والتلفزیونات الاسلامیة (۲۰۱۵/۰۸/۱۷ - ۰۱:۱۱)
إعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي، خلال إستقباله صباح اليوم (الإثنين) العلماء، والمفكرين والضيوف المشاركين في الإجتماع السادس للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، والإجتماع الثامن للجمعية العامة لإتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، إعتبر النضال من أجل إحباط مخططات الإستكبار في المنطقة، من أبرز مصاديق الجهاد في سبيل الله، وأشار إلى التصدي الحازم لمحاولات أميركا الرامية لإستغلال نتائج المفاوضات النووية والتغلغل الاقتصادي والسياسي والثقافي في ايران، وأضاف: إن مخطط نظام الهيمنة في المنطقة مرتكز على أساسين هما إثارة الخلاف وبسط النفوذ، حيث ينبغي عبر الخطط الهجومية والدفاعية الصحيحة التصدي لهما بيقظة واستمرار.
وأشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى إقامة الإجتماع السادس للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، واعتبر نشر المعارف الإسلامية، إقامة الأحكام الإلهية، الجهاد في سبيل الله بكافة الإمكانات، التصدي للظلم والظالمين، من ضروريات إتّباع نهج أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم أجمعين، وأكد: الجهاد في سبيل الله لا يعني الحرب العسكرية فقط، بل يشمل أيضاً النضال الثقافي، والإقتصادي والسياسي. 
وأضاف سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي: إن المثال الواقعي اليوم للجهاد في سبيل الله؛ هو معرفة مخططات الاستكبار في المنطقة الاسلامية خاصة منطقة غرب آسيا الاستراتيجية والحساسة، والتخطيط للتصدي لها والذي يشمل الجانبين الدفاعي والهجومي.
وأشار قائد الثورة الاسلامية المعظم الى مؤامرات الاستكبار في المنطقة خلال المائة عام الاخيرة وقال: رغم الماضي الطويل لمؤامرات الاستكبار في المنطقة الاسلامية، إلا أن الضغوط والمؤامرات تصاعدت منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران للحيلولة دون تكرار هذه التجربة في سائر البلدان.

وأوضح سماحته: إن نظام الجمهوریة الاسلامیة، واجه خلال الاعوام 35 الماضیة انواع التهدیدات والعقوبات والضغوط الأمنیة وشتی المؤامرات السیاسیة، لکن الشعب الایراني بات یحتمل مثل هذه الضغوط.
وصرّح قائد الثورة الإسلامية:ان مؤامرات الاعداء وبسبب هلعهم وتخبطهم، اشتدت خلال الاعوام الاخيرة في منطقة غرب آسيا بعد الصحوة الاسلامية التي انطلقت من شمال أفريقيا، واضاف: لقد تصوروا بأنهم قمعوا الصحوة الاسلامية، إلا أن هذه الصحوة لا تُقمع ومازالت مستمرة وستبرز حقيقتها عاجلاً أم آجلا.
واعتبر آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، نظام الهيمنة وعلى رأسه الولايات المتحدة الاميركية، بأنه المثال الملموس والمظهر الكامل لـ"مفهوم العدو"، وأكد: إن أميركا لا تحظى بأي أخلاقيات إنسانية، وتمارس الخبث والإجرام دون وازع وفي إطار عبارات جميلة واظهار الابتسامة.
وتطرق سماحته الی مخططات الاعداء في الظروف الراهنة وأضاف: إن هذا المخطط قائم علی رکیزتین أساسيتن هما "إثارة الخلاف" و "بسط النفوذ".
واشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى محاولات الاعداء الرامية لإثارة الخلافات بين الحكومات والشعوب واوضح بأن إثارة الخلافات بين الشعوب هي الأخطر، والتي أدرجت ضمن مهام الإستكبار.
وأشار سماحته إلى أن الخلافات بین الشعوب تجري في المرحلة الراهنة تحت يافطات الشيعة والسنة، واعتبر البريطانيين بأنهم المتخصصون في إثارة الخلافات وأن الاميركيين هم تلامذتهم، وأضاف: ان تأسيس الجماعات التكفيرية الاجرامية والمتهتكة والمتجبرة التي إعترف الاميركيون أنفسهم بالضلوع في تأسيسها، يعتبر الأداة الأهم لإثارة الخلافات المذهبية على الظاهر بين الشعوب والتي للأسف إنخدع بعض المسلمين السذّج بها بسبب فقدانهم للوعي والبصیرة واصبحوا في صلب مخطط العدو.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم القضية السورية بأنها الأنموذج الواضح لهذا الامر، واضاف: حينما سقطت أنظمة الحكم الطاغوتية في تونس ومصر بالشعارات الاسلامیة ، قرر الاميركيون والصهاينة استخدام هذا الانموذج لتحطيم دول المقاومة ولهذا السبب فقد اتجهوا نحو سوريا.
واضاف سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي: بعد بدء قضية سوريا، أصبح هنالك البعض من المسلمين فاقدي البصيرة في خضم مخطط العدو وأوصلوا سوريا الى مثل هذا الوضع بإکمالهم لمخطط الأعداء.
وتابع قائد الثورة الاسلامية المعظم:إن ما يحدث اليوم في العراق وسوريا واليمن ومناطق اخرى ويتم السعي لاطلاق إسم "الحرب المذهبية" عليها، ليست حرباً مذهبية اطلاقاً بل هي حرب سياسية.
واكد سماحته بأن الواجب الأهم اليوم هو العمل على إزالة هذه الخلافات. وصرّح قائلا: لقد قلنا صراحة وعلناً بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية تمد يد الصداقة نحو جميع الحكومات الاسلامية في المنطقة ولا مشكلة لها معها.
وأضاف: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تربطها علاقات صداقة طيبة مع غالبية جيرانها، وبطبيعة الحال فإن لبعض الدول خلافات معنا وتمارس الخبث والعناد إلا أن إيران تنتهج سبيل بناء علاقات طيبة مع الجيران والحكومات الاسلامية خاصة شعوب المنطقة. وأكد سماحته: إن نهج وسلوك الجمهورية الإسلامية الإيرانية يستند إلى الأصول والمبادئ التي تمكّن الإمام الخميني الجليل(رض) بالتمسك بها أن يقود الثورة الإسلامية إلى النصر والثبات.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم، مبدأ "أشداء على الكفار، رحماء بينهم" أحد المبادئ الراسخة للجمهورية الاسلامية الايرانية واضاف: إننا وبناءً على درس الامام الراحل (رض) ونهج الجمهورية الاسلامية القويم، لا نتصالح مع الاستكبار لكننا نرتبط مع الاخوة المسلمين بأواصر الصداقة والمودة.

واكد سماحة آية الله الخامنئي: إننا وفي دعمنا للمظلوم لا نأخذ المذهب بالاعتبار، فكما ندعم اخوتنا الشيعة في لبنان، ندعم اخوتنا السنة في غزة ونعتبر القضية الفلسطينية بأنها القضية الاولى والمركزية للعالم الاسلامي.
وفي عرضه لموضوع "إثارة الخلاف" بإعتباره الركيزة الأولى لمخطط العدو في منطقة غرب آسيا الإسلامية، أضاف: تعميق الخلاف في العالم الإسلامي أمرٌ مرفوض، ونحن نعارض أي سلوك وتحرك يؤدي الى اثارة الخلاف حتى لو صدر من جانب بعض جماعات الشيعة، وندين الإساءة الى مقدسات أهل السنة.
واعتبر سماحة قائد الثورة الإسلامیة المعظم مسألة "بسط النفوذ" في دول المنطقة، المخطط البغيض الثاني الذي تعتمده اميركا واضاف: ان الولايات المتحدة بصدد بسط النفوذ في المنطقة لعشرات الاعوام وتحسين سمعتها المهدورة.
و أشار سماحته الى محاولات واشنطن الرامية لاستغلال نتائج المفاوضات النووية واضاف: ان الاميركيين يريدون من إتفاق ليس معلوما مصيره او القبول به لغاية الآن، لا في ايران ولا في اميركا، لاستخدامه وسيلة للتغلغل في ايران، الا أننا أغلقنا هذا الطريق بحزم، وسنستخدم كل طاقاتنا العالية لمنع التغلغل الاقتصادي والسياسي والثقافي او التواجد السياسي للاميركيين في ايران.
واعتبر سماحته السياسات الاقليمية للجمهورية الاسلامية الايرانية بأنها تأتي على النقيض من السياسات الاقليمية الاميركية، واضاف: انهم يسعون لتقسيم دول المنطقة وتأسيس دويلات صغيرة وعميلة ولكن سوف لن يحدث هذا الامر بحول الله وقوته.
وجدد سماحته تحذيرات سابقة أطلقها حول محاولات اميركا الرامية الى تقسيم العراق واضاف: لقد کان البعض یستغرب من تلك التصريحات، إلا أن الاميركيين يتحدثون اليوم صراحة عن تقسيم العراق.
واضاف سماحة آية الله الخامنئي، أن تقسيم العراق، وسوريا أيضا لو تمكنوا، هو هدف اميركا المحدد، الا ان سيادة أراضي المنطقة والعراق وسوريا مهم جداً بالنسبة لنا.
واشار قائد الثورة الإسلامیة المعظم الى التجابه بين السياسات الاقليمية للجمهورية الاسلامية الايرانية وبين سياسات الولايات المتحدة واضاف: ان ايران تدافع عن المقاومة بكل قوة في المنطقة ومنها المقاومة الفلسطينية وتدعم من يناضل ضد الكيان الصهيوني ويقارعه.
وأكد سماحته بأن من سياسات ايران المبدئية الاخرى التصدي لسياسات اميركا المثيرة للتفرقة ومراكز اثارة الخلاف واضاف: اننا لا نعتبر من الشيعة تلك التي تتخذ من لندن قاعدة ومركزاً لدعايتها وتلعب دور مُعبّد الطريق للاستكبار.
و أشار سماحته الى دفاع الجمهورية الاسلامية الايرانية عن جميع المظلومين ومنهم شعبَي اليمن والبحرين واضاف: اننا وخلافاً للمزاعم التي لا أساس لها، لا نتدخل في شؤون هذه الدول لكننا سنستمر في دعم الشعوب المظلومة.
وانتقد بشدة قتل المظلومين في اليمن وتدمير هذا البلد واضاف: ان متابعة بعض الاهداف السياسية وبأساليب حمقاء، أدت الى استمرار ارتكاب الجرائم بحق الشعب اليمني.
و خلص سماحة آية الله الخامنئي في هذا الجانب من كلمته مضيفاَ: إنه وفي مناطق اخرى من العالم الاسلامي ومنها باكستان وافغانستان تقع أحداث مؤلمة ايضا حيث ينبغي على المسلمين معالجة هذه المشاكل بوعي ويقظة.
وفي جانب آخر من حديثه اعتبر سماحة قائد الثورة الاسلامية، اتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية مركزاً مهماً جداً لمواجهة الامبراطورية الاعلامية الاميركية – الصهيونية الخطيرة والمافيائية المعقدة واضاف:ان هذا التحرك يجب تعزيزه وتطويره تماماً.
وأشار سماحته الى البون الشاسع بين وسائل الاعلام في غالبية الدول الاسلامية وبين مطالب شعوبها وتبعية وسائل الاعلام هذه لسياسات الاستكبار الخطيرة واضاف: ان "امبراطورية الظالمين الإعلامية" ورغم مزاعم الحياد، تعمل عبر التحريف والكذب وانواع الاساليب المعقدة، في خدمة أهداف قوى الغطرسة العالمية.
وقال سماحته في ختام کلمته : رغم تحديات الاستكبار واذنابه فان عزة وقوة الاسلام مشرقة ومضمونة بفضل تواجد الرجال والنساء والشباب المجاهدين وان مستقبل المنطقة يعود للشعوب المسلمة.
وفي ختام كلمته التقى قائد الثورة الاسلامية المعظم حشداً من الضيوف وتحدث معهم عن كثب.
وقبل كلمة سماحة قائد الثورة الإسلامیة المعظم، قدّمَ الأمين العام للمجمع العالمي لاهل البيت (ع) حجة الاسلام محمد حسن أختري تقريراً عن الاجتماع السادس للمجمع، لافتاً الى مشاركة علماء وشخصيات من اكثر من 30 دولة فيه.
كما قدم الامين العام لاتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية حجة الاسلام كريميان تقريراً عن الاجتماع الثامن للجمعية العامة للاتحاد، وأضاف: السعي لإيجاد لغة جديدة بمعايير إسلامية على الصعيد الإعلامي، الحصول على الثقة العامة، التركيز على تربية الطاقات البشرية، إنشاء منظومة إنتاج ونشر خبرية والسعي من اجل إدارة المضامين، كانت من أهم إنجازات اتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية.   

السيد السيستانيّ(دام ظلّه) يوصي المجاهدين بضرورة اتّباع التعليمات العسكرية في القتال..

أكّد المرجع الدينيّ سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظلّه الوارف) على أهمية الانصياع للقيادات العسكرية وتطبيق الأوامر في ساحات القتال ضدّ عصابات داعش الإرهابية.
وذكر مكتبُ المرجع الأعلى الفتوى التي صدرت منه اليوم الاثنين ردّاً على سؤال توجّهت به مجموعةٌ من مقلّديه حول استخدام المجاهدين لأجهزة الاتّصال "اللاسلكي" في الخطوط الأمامية ضدّ عصابات "داعش" الإرهابية الأمر الذي يُعطي فرصةً لتنصّت الإرهابيّين على تحرّكات القوّات الأمنية في الميدان.
وكان نصّ الجواب بحسب مكتب المرجع الأعلى السيد السيستاني(دام ظلّه): "إنّه لا يجوز التخلّف عن رعاية النظم والتعليمات العسكرية بهذا الصدد".

سيرة السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام

سيرة السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام


اسمهاونسبها
السيّدة فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق عليهم السلام ، المعروفة بالمعصومة . 
لقبهابالمعصومة
ورد أنّ أخاها الإمام الرضا عليهالسلام قد لقّبها بالمعصومة ، كما ورد أنّ جدّها الإمام الصادق عليه السلاملقّبها بكريمة أهل البيت ، قبل ولادتها . 
ولادتها
ولدتالسيّدة المعصومة في الأوّل من ذيالقعدة 173 هـ بالمدينة المنوّرة . 
أُمّها
السيّدة تكتم ، وهي جارية . 
نشأتها
نشأت السيّدة المعصومة تحت رعاية أخيهاالإمام الرضا عليه السلام ، لأنّ هارون الرشيد أودع أباها عام ولادتها السجن ،ثم اغتاله بالسم عام 183هـ ، فعاشت مع إخوتها وأخواتها في كنف الإمام الرضا عليهالسلام . 
رحلتها إلى خراسان
اكتنفت السيّدة المعصومة - ومعها آل أبيطالب - حالة من القلق الشديد على مصير الإمام الرضا عليه السلام منذ أن استقدمهالمأمون إلى خراسان . 
فقد كانوا في خوف بعدما أخبرهم أخوهاالإمام الرضا عليه السلام أنّه سيستشهد في سفره هذا إلى طوس ، فشدّت الرحالإليه عليه السلام . 
سفرها إلى قم
رحلت السيّدة المعصومة تقتفي أثر أخيهاالرضا عليه السلام ، والأمل يحدوها في لقائه حياً ، لكن وعثاء السفر ومتاعبهاللذينِ لم تعهدهما أقعداها عن السير . 
فلزمت فراشها مريضة مُدنَفة ، ثمّ سألتعن المسافة التي تفصلها عن قم - وكانت آنذاك قد نزلت في مدينة ساوة - فقيل لهاإنّها تبعد عشرة فراسخ ، أي 70 كم ، فأمرت بإيصالها إلى مدينة قم . 
وصولها إلى قم
حملت السيّدة المعصومة إلى مدينة قم ،وهي مريضة ، فلمّا وصلت ، استقبلها أشراف قم ، وتقدّمهم موسى بن خزرج بن سعدالأشعري ، فأخذ بزمام ناقتها وقادها إلى منزله ، وكانت في داره حتّى تُوفّيت بعدسبعة عشر يوماً . 
فأمر بتغسيلها وتكفينها ، وصلّى عليها ،ودفنها في أرض كانت له ، وهي الآن روضتها ، وبنى عليها سقيفة من البواري ، إلى أنبَنَت السيّدة زينب بنت الإمام محمّد الجواد عليه السلام عليها قبّة . 
وفاتها
توفّيت السيّدة المعصومة في العاشر منربيع الثاني 201 هـ ، ودفنت بمدينة قم المقدّسة . 
كراماتها
ظهرت للسيّدة فاطمة المعصومة كراماتكثيرة ، نقل بعضها مؤلّف كتاب كرامات معصوميه ، ومن تلك الكرامات التي نقلها هيعن أحد المهاجرين العراقيين حَدَث يوماً أن وُصف لي طبيب حاذق ، فاصطحبت والدتيله ، فعاينها ووصف لها علاجاً ، ثمّ إنّي عُدت بوالدتي إلى البيت ، وبدأت بحثي عنالدواء الذي وصفه لها ، فما وجدته إلاّ بعد عناء ومشقّة عظيمة . 
ولمّا كنت في طريقي إلى المنزل ، وقعبصري على القبة المقدّسة للسيّدة المعصومة عليها السلام ، فألهم قلبي زيارتهاوالتوسّل بها إلى الله تعالى ، فدخلت الحرم المطهّر ، وألقيت بالأدوية جانباً ،وخاطبت السيّدة بلوعة وحُرقة
يا سيّدتي ، لقد كنّا في العراق نلجأإلى أبيكِ باب الحوائج في كلّ شدّة وعُسر ، ونستشفع به إلى الله تعالى في قضاءحوائجنا ، فلا نعود إلاّ وقد تيّسر لنا عسيرُها ، وها نحن لا ملجأ لنا هنا إلاّ لكِ، وها أنا سائلك أن تشفعي في شفاء أُمّي ممّا ألمّ بها . 
قال ولقد منّ الله تعالى على والدتيبالشفاء في نفس ذلك اليوم ببركة السيّدة المعصومة ، فاستغنينا عن الدواء . 
فضل زيارتها
1ـ عن سعد بن سعيد ، عن أبي الحسن الرضاعليه السلام قال سألته عن قبر فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهم السلام،فقالمن زارها فله الجنّة2 . 
2ـ قال الإمام الجواد عليه السلاممن زار قبر عمّتي بقم فله الجنّة3 . 
3ـ عن سعد ، عن الإمام الرضا عليهالسلام قاليا سعد ، عندكم لنا قبر، قلت له جعلت فداك ، قبرفاطمة بنت موسى ؟ قالنعم ، من زارها عارفاً بحقّها فله الجنّة4 . 
4ـ قال الإمام الصادق عليه السلامإنّ لله حرماً وهو مكّة ، وإنّ للرسول صلى الله عليه وآله حرماً وهوالمدينة ، وإنّ لأمير المؤمنين عليه السلام حرماً وهو الكوفة ، وإنّ لنا حرماًوهو بلدة قم ، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمّى فاطمة ، فمن زارها وجبت له الجنّة5 .
ـــــــــ 
1ـ أُنظر : أعيان الشيعة 8 / 391 ، مستدرك سفينة البحار 8 / 261 . 
2ـ ثواب الأعمال : 99 . 
3ـ كامل الزيارات : 536 . 
4ـ بحار الأنوار 48 / 317 .
5ـ المصدر السابق 57 / 216 .

قالوا في السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف

قالوا في السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف

قالوا في السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف .
المرجع الديني اية الله العظمى الامام القائد السيد علي الخامنئي دام ظله

افضل ما قراْت في المكتبة الاسلامية هو كتاب ماوراء الفقه للسيد محمد الصدر .

السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره 

بصدد حديثه عن موسوعة الامام المهدي عليه السلام يقول وضعها احد اولادنا وتلامذتنا الاعزاء
وهو العلامة البحاثة السيد محمد صادق الصدر حفظه الله واساْل الله المولى سبحانه وتعالى ان يقر عيني به
ويريني فيه علما من اعلام الدين .

المرجع الديني اية الله العظمى السيد كاظم الحائري دام ظله
ان السيد الشهيد محمد الصدر اوقف نفسه
لارشاد الشعب العراقي وانارة الدرب امامه بعد ان جعل من منصة صلاة الجمعة منبرا للاسلام .



الرمرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله قدس سره

لقد كان محمد الصدر شهيدا مظلوما عاش من اجل الاسلام ومات من اجل الاسلام .

المرجع الديني اية الله العظمى الشيخ شمس الدين الواعظي دام ظله 

السيد محمد الصدر كان معروفا بلزهد والتقوى وانا عندما كنت هنا بعض الاوقات قبل مرجعيته
كنت احضر مجلس التعزية الذي يقيمه وكنا نسمع مجاهدته وشجاعته قدس الله نفسه الزكية
وواقعا الى الان ياْتون جماعات من الشباب ويقولون نحن كنا نلعب القمار وهدايتنا اصبحت
بواسطة هذا الرجل العظيم والسيد محمد في الواقع عاش شهيدا ومات شهيدا وفي نظري هو لا يحتاج
الى تعريف مثلي وامثالي لانه فدى بنفسه الاسلام .

المرجع الديني اية الله العظمى الشيخ محمد ابراهيم الانصاري قدس سره

الله يرحم السيد محمد الصدر الذي في الحقيقية اوجد الثورة بالنسبة الى الشيعة واوجدصلاة الجمعة
وقام بتشويق الناس الى المذهب والدين وكان تلميذا للشهيد الصدر الاول وزميلنا وكنا نحبه ونراه هادىْ
اكثر من اي احد لكن مرة واحدة تصدى لصدام اي احد ما كان يتجراْان يتكلم على صدام
السيد محمد هجم عليه من خلال صلاة الجمعة بالجد هذه من مفاخره .


المرجع الديني اية الله العظمى الشيخ فاضل المالكي دام ظله
ان نهضة السيد الصدر الثاني وتضحياته بنفسه وبنجليه وباْحبائه دليل على
ان كربلاء مازالت مستمرة .

اية الله العظمى الشيخ محمد مهدي الاصفي قدس سره

لقد رفع الشهيد محمد الصدر من اعلى منابر الجمعة صرخة جماهير شعبنا العراقي في معارضة
وشجب النظام واعماله وتصرفاته الارهابية .

اية الله العظمى السيد كمال الحيدري دام ظله 

في الواقع عند الوقوف عند ظاهرة الصحوة الاسلامية الاخيرة في العراق فقد اقترنت الصحوة
فكر الصدر سواء على مستوى الصدر الاول او الصدر الثاني وكلاهما لا اعطى دمه لاْحياء الصحوة الاسلامية
والدين داخل العراق .

حجة الاسلام والمسلمين السيد مقتدى الصدر دام عزه

سيدي ان غيابك عنا جسدا فاْنك معنا روحا وفكرا ومنهجا وان صدرك الذي مزقوه
برصاصات غدرهم لا زال يحتضننا بحنانه ولازالت شيبتك الكريمة تضيْ لنا الطريق الذي عشقته
وفنيت من اجله .

السيد محمد التيجاني دام عزه 

ان الشهيد الصدر الثاني من خلال اقامته صلاة الجمعة والتوحد مع اخوانه ابناء السنة
قد رفع شبهة كبيرة ضد الشيعة فجزاه الله 
خيرا

بين الحقائق والأوهام

بين الحقائق والأوهام

اتّفق المسلمون قاطبـة ـ إلاّ من شذّ منهم ـ على أنّه يظهر في برهة من الزمن قائد يقوم باصلاح المجتمع الإنساني قاطبة، وينشر راية العدل في رُبوع الأرض بعد ما مُلئتْ بالجور والطغيان.
وهذا القائد المثالي العظيم من سلالة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد جاء نبؤه وثورته العارمة على الفساد في الكتب السماوية، قال سبحانه: ( وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُور مِنْ بَعْدِ الذِّكْر أَنَّ الأَرضَ يَرِثُها عِبادي الصّالِحُون ) ( [740]) .
ومن حسنِ الحظِّ أنّ زبور داود (عليه السلام) الموجود في العهد العتيق يحتوي على مضمون هذه الآية بصراحة . ( [741])
هذا ما اتّفق عليه المسلمون وأهل الكتاب جميعاً، غير انّ هنا نكتة لا محيص من إلفات نظر القارئ إليها.
إنّ الإمام وإن كان يظهر ويجابه الفسادَ بمنطق الشدة والعنف، ولكن هذا المنطق ليس العمادَ الوحيد لثورته وسلطته، بل هناك عماد آخر وهو بلوغ الإنسان عبر القرون إلى ذروة الكمال من حيث الصناعات والعلوم وتقدمه في معترك العلوم والفنون والثقافة على حدّ يُؤمن إيماناً كاملاً بأنّ الظروف الحاضرة لا تستطيع أن تلبِّي حاجاته، وتُعْطي له حياة طيّبة وإنّ المنظمات البشرية مع دويّها وعناوينها الفخمة، لا تُسْعِده أو تُنقذه من محنته ومشكلته. ولأجل ذلك ظلّ يتربص بصيصاً من الأمل حتى تُـمدّه عناية غيبيّة في اصلاح المجتمع وإسعاده.
ولأجل هذا الأمل والتفتح العقلي لقبول الدعوة الغيبية ، إذا ظهر القائد، الذي وعد اللّه به الأُمم لبّاه كثير من الناس بالإيمان والبيعة، والتضحية والفداء بلا شك وتردد ويستقبلونه بصدور رحيبة.
إنّ هذا التهيّؤ النابع من صميم الإنسان، هو الذي يُسهِّل لقائد الإصلاح أن يصل إلى الغاية التي أُمر بتحقيقها بسرعة، وإلى ذلك العامل المؤثر يشير الإمام أبو جعفر الباقر(عليه السلام) : إذا قام قائمنا وضع اللّه يَده على رؤوس العباد، فجمع به عقولَهم وكملت به أحلامهم. ( [742])
إنّ الشيعة قاطبة وكثيراً من أهل السنّة يرون انّ ذلك القائد هو الإمام الثاني عشر ومن ذريّة الحسين عليه الصلاة والسلام ونجل الإمام الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) وقد ولد عام 255 هـ ،وظلّ في أحضان والده خمسَ سنين حتى تُوفي الإمام العسكري (عليه السلام) فتعلقت مشيئة اللّه تعالى بغيبته عن أعين الناس لا عن بيئاتهم، بل يحيى حياة إنسانية كاملة من غير أن يعرفونه إلى أن يأذن له اللّه تبارك وتعالى بالظهور.
والناظر في حياة الأُمم يقف على أنّ ليس ذلك بأمر بديع، فقدكانت بين الأُمم غيبة للأنبياء والأولياء حتى انّه سبحانه يأتي بأُنموذج واضح في سورة الكهف، ويُعرِّف إنساناً كان وليّاً راشداً من أوليائه يحيى بين الناس، لم يكن الناس يعرفونه حتى النبي موسى(عليه السلام) . قال سبحانه: ( فَوَجَدا عَبداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلّمناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلماً ) . ( [743])
غاب الإمام الثاني عشر على إثر وفاة أبيه وقد شاع بين الناس على انّ المهدي المصلح نجل الإمام العسكري (عليه السلام) وهو الذي يقوّض عروش الجبابرة والطواغيت، فلأجل ذلك لما انتشر نبأ وفاة أبيه تقاطرت لجانُ التفتيش على بيت الإمام العسكري حتى يعثروا على الوارث الوحيد لإمامته، ولكنّهم رجعوا خائبين، فقد حالت مشيئة اللّه تعالى بينهم و بين ما وعد اللّه به الأُمم في كتب السابقين واللاحقين.
ما عشت أراك الدهر عجباً
إنّ هناك من ينقض ويبرم في أحاديث الإمام المهدي (عليه السلام) وبالأخص ما يرجع إلى ميلاده وحياته وسفرائه وهو ليس في حلّ ولا مُرْتَحل ، ممّا يرجع إلى علم الحديث وأُصوله وأحكامه وأقسامه. فيا ليت شعري ماذا جرى على عالم الحديث حتى أخذ الصبيان في الكتاتيب يحلون ويعقدون من دون أن يتلمذوا عند عالم أو يتفقهوا عند محقق.
إذا ما فصلت عليا قريش  *** فلا في العير أنت ولا النفير
إلى اللّه المشتكى من أقلام مأجورة أو أوراق، لا تهدف إلاّتكدير الصفو، وتغطية الوقائع المسلّمة، وإنكار الأحداث الواضحة وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم، فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى.
نعم إنّ هذا النوع من الخصوم، يقدّم لنا أكبر خدمة و هي استقطاب نظر المحققين إلى الفحص عن الروايات الواردة حول المهدي بشتّى عناوينه فيخرجوا عن الدراسة أكثر صلابة ، وأكبر رصيداً، مرفوعي الرأس عند أصحاب التحقيق، وحماة الحقائق.
غاب الإمام الثاني عشر عن أعين الناس، ولكن لم تنقطع صلته بهم، وكان بينه وبين شيعته صلة وثيقة عن طريق سفرائه طيلة سبعين سنة (260ـ 329هـ)، وكان سفراؤه هم الذين يتصلون بالإمام، ويبلغونه رسائل شيعته وحوائجهم، فيجيبهم الإمام عن طريقهم ويُرْشدهم، وهؤلاء السفراء هم أكارم جيله، وأصفياء عصره ، قد حَمل كل واحد منهم على عاتقه رسالة هداية الناس ورفع حوائجهم، ومجابهة الدعايات الضالة. وهؤلاء عبارة عن:
1. عثمان بن سعيد العمري، وكانت سفارته ما بين 260ـ 265هـ.
2. محمد بن عثمان العمري، و كانت سفارته مابين 265ـ 305هـ.
3. الحسين بن روح النوبختي، وكانت سفارته ما بين 305ـ 326هـ.
4. علي بن محمد السمري، وكانت ما سفارته بين 326ـ 329 هـ.
لقد مهدت الغيبة الصغرى الناس إلى الإيمان بالغيبة الكبرى التي انقطعت فيها الصلة بين الإمام والناس، ولولا الغيبة الأُولى لكان تحمل الغيبة الثانية أمراً شديداً على المجتمع، إلاّ أنّ اللّه تعالى بلطفه، جعل الغيبة الصغرى طريقاً للغيبة الكبرى، وسبباً لمزيد الإيمان بها.
الإمام المهدي هو شمس الحياة الطالعة التي لا يُمكن أن تستر بالأوهام والافتراءات ولا بالدعايات الفارغة ولا بالتحليلات الخاطئة.ولا تجد موضوعاً كهذا الموضوع ـ موضوع المهدي ـ تواترت فيه الروايات، وألّفت فيه كتب وموسوعات منذ بدء حياته إلى يومنا هذا.
نعم تغمرني من الأحاسيس ماتراها متجلية في الأبيات التالية وهي باقة زهور عطرة نقدمها إلى القرّاء جادت بها قريحة بعض المخلصين المجاهرين بولاء أئمّة أهل البيت عليهم. ( [744])
لئن غبت عنا هيكلاً متجسداً  *** فما غاب منك الروح يشرق و الفكر
إلى أن قال:
ءألتاع بالأشواق جهراً وخفيةً  *** وأنت الذي عني تصدُّ وتزورُّ
أما آن أن ألقاك يا حبُّ ساعةً  *** فقد ملّني حتى التجلد والصبرُ
أسير غرام لجَّ في قلبي الهوى  *** طويلاً ـ وهل إلاّ الهوى للهوى أجرُ
لكل أسير مدة ثمّ تنقضي  *** ولكنّ من يهوى يدوم له الأسرُ
جعفر السبحاني
قم. مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام)
غرة ذي الحجة الحرام من شهور عام 1416هـ

[740] .  الأنبياء: 105.
[741] .  مزامير: المزمور السابع والثلاثون، الاصحاح 22: « لأنّ المباركين منه يرثون الأرض، والملعونين منه يقطعون » .
[742] .  الكليني: الكافي، الجزء 1، كتاب العقل والجهل، الحديث 21.
[743] .  الكهف: 65.
[744] .  للعلاّمة المحقق والشاعر المفلق: السيد محمود البغدادي.

معرفه الله

 معرفه الله
إذا كانت نسبة الحسنة والسيئة(الخير والشر) إلى اللّه كما في الآية 78 من سورة النساء، فكيف تفسّر الآيات التي تنسب الحسنات إلى اللّه والسيئات إلى الإنسان نفسه، كالآية 79، من نفس السورة؟
الجواب: إنّ الإجابة عن هذا السؤال تتّضح من خلال ما أثبتناه سابقاً من نسبية الشرور والبلايا، لأنّ كلّ أنواع الشرور والبلايا حتى الأفاعي والعقارب إذا نظرنا إليها من الزاوية الوجودية، أي من كونها ظاهرة اكتسبت وجودها من اللّه سبحانه، فانّها حينئذ تكون جميلة وحسنة. وإنّما تتّصف هذه الموجودات بالسوء إذا كانت هناك نسبة بينها و بين حياة الإنسان وكانت غير ملائمة لحياته، فحينئذ نقول: إنّ الأفعى والعقرب بلاء وشرّ لحياة الإنسان.
فإذا كانت الآية الأُولى تنسب كلّ أنواع النصر والهزيمة إلى اللّه وتنسب هطول الأمطار والسيول كذلك إلى اللّه سبحانه، فمن جهة كون الآية تركّز على أنّ كلّ ظاهرة باعتبارها وجوداً فإنّها تكتسب وبصورة قهرية حظّاً من الحسن والجمال من جانب اللّه سبحانه، ولذلك لا يمكن في هذا الظرف أن توصف بكونها ظاهرة سيئة ـ وإذا كان القرآن الكريم  قد وصفها في الآية الأُولى بكونها
سيّئة، فما ذلك إلاّ لكون القرآن يتكلّم بلغة المخاطبين ـ وذلك لأنّه مادام لم توجد مقايسة ونسبة بين تلك الظاهرة وبين الإنسان فلا يصحّ وصفها بالسوء، بل تكون وجوداً حسناً وجميلاً، ولذلك نسبت الآية الأُولى الجميع إلى اللّه سبحانه.
نعم تتّصف بالسوء إذا كان هناك نسبة بينها و بين حياة الإنسان فقدرة العدو مثلاً سيّئة ومضرة بالقياس إلى الطرف الآخر، والمطر مضر وشرّ بالقياس إلى تخريب المنازل، ففي مثل هذه الحالة فقط يمكن أن توصف هذه الظواهر بالشرّ والسوء وفي هذه الصورة بالذات يقول الناس: «لقد نزل البلاء».
في مثل تلك الصورة تنسب السيّئة إلى الإنسان نفسه ويقال:
(وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) لماذا؟ لأنّ في مثل تلك الظروف لا يمكن تجاهل تأثير أعمال الإنسان السيّئة وماضيه وتاريخه المظلم وتقاعسه في أداء  واجباته، وذلك لأنّ جميع مظاهر الانهزام والانكسار والبلايا معلولات لتقصير وتقاعس الإنسان، سواء على المستوى الفردي أو المستوى الجماعي.
فإنّ الشاب المدمن على الخمر ـ مثلاً ـ يجب بالبداهة أن ينتظر سلسلة من البلايا والمصائب والمحن، والأُمّة التي لا تبني السدود في وجه السيول يجب حتماً أن تنتظر الدمار والخراب، والبيوت التي لا تبنى على أساس مقاومة الزلازل يجب حتماً أن تنتظر الخراب والدمار على أثر الزلازل، إنّ مثل هذه المجتمعات التي تقصر في هذه الأُمور لابدّ أن تكون في معرض المصائب والمحن والمآسي، ولهذا قال اللّه تعالى في الآية الثانية:  (

المشرف : الشيخ ابو علي الفاطمي @@ 2015 @@

Designed by Templateism