اهلا وسهلآ بكم لبيك يا حسيــــــــــــن

الأربعاء، 3 فبراير 2016

عشرة أيام غيرت وجه إيران وتغير العالم معها


عشرة الفجر المباركة هي مخاض الولادة للثورة الإسلامية.. عشرة أيام غيرت وجه إيران وتغير العالم معها.. فصار التاريخ؛ تاريخ ما قبل عشرة الفجر وما بعدها..

بلغ المخاض ذروة آلامه وأشواقه.. لم يهوّن منه؛ والأمة الإيرانية تقدم قرابين العشق أفواجا بعد أفواج من الشهداء.. ودم شبابها سيّال في كل الساحات؛ إلاّ أن الامام الخميني(رض) كان هنا.. لفّ عمامته على رأسه وتدثر بعبائته وحطّ بطائرته فوق مطار طهران..

وعلى طريقة الفدائيين.. اقتحم على الموت ولم يرتدع لتهديدات الجبناء بالتعرض لطائرته.. إختار أن يرى الفجر الذي نسج خيوطه؛ وعلى مدى عقود من الجهاد والصبر؛ يشرق ملء عينيه. أيقن بنصر الله فاختار أن يكون قريبا منه.. وأن يزيح بحركة من يده الشريفة آخر الموانع والحصون التي تمنع شعبا من ولادته الجديدة.

هو لم ينفصل عن شعبه برغم المنافي، ولم يشعر الشعب –من جهته- يوما أنه بعيد عن إمامه.. كان الحب والولاء يربك معادلة المكان ويتغلب عليها بمكر.. عرف كيف يصل إلى قلوب الناس، بل وبالأحرى لم تخطئه قلوب الناس فهفت إليه كما تهفو الفراشات إلى جذوة من نور، والأعظم من ذلك أنه حافظ على حضوره في القلوب..

عشرة الفجر المباركة عندما وطأت قدماه مطار طهران اهتز المكان بالتكبير "الله أكبر"، تهاوت أحلام المرجفين..واهتزت عواصم البغي على خرائط الأرض.. بدا في طلعته البهية والنورانية كطيف آتٍ من زمن النبوة يومض بريقا في مشكاتها.."وأشرقت الأرض بنور ربها".. الله أكبر

تفرش العشق أرض المسير.. (الآلاف تغلبوا على برودة الطقس بحرارة الشوق فباتوا على طريق المطار)، واندفعت الجموع يسابق خوفها الأشواق، وانهمرت الدموع على الخدود، مشهدٌ قل نظيره في لقاء قائدٍ وحبيب.. كانت المشاعر فوق أن توصف، وكأن الناس على جوف رجل واحد بلقبٍ واحدٍ.. خفقةُ حبّ تليها ارتعاشةُ خوف..

انحنى الإمام أمام عظمة مشاعر شعبه، وأفضى للناس في المطار بأنّ مشاعر الشعب الإيراني تثقل عاتقه وعاجز على أن يجازيه.. وبكلمات قصار رسم ملامح المرحلة.. طردُ الشاه كان الخطوة الاُولى في الانتصار، وحدة الكلمة يجب المحافظة عليها، والمضي في المواجهة حتى الاجتثاث الكامل لجذور الفساد..

ثم مشى إلى حيث "جنة زهراء" أين يرقد الشهداء ليواسي الأمهات والأولياء وليعلن وعلى مقربة ممن التحقوا بقافلة عاشوراء، أنه سيشكل الحكومة وبدعم من الشعب.. كانت رمزية المكان تنطق بتلك الحقيقة التي تخلدت في الزمن منذ أن رفع الإمام الحسين عليه السلام صرخته إلى عنان السماء.. هيهات من الذلة.. حقيقة انتصار الدم على السيف.

عشرة الفجر المباركة عشرة أيام كانت تقرّب من ذلك الفجر الذي طال انتظاره.. فجر تشوّق إليه الأحرار والمستضعفون في كل مكان..كان يكفي أن يبزغ خيط شمس هنا أو هناك.. أن يتهاوي للاستبداد عمود من على وجه الأرض.. حتى تُسفر الجفون المقرّحة عن فرحتها.. فكيف والحال أن خيمة عتيدة للاستبداد تتمايل لتسقط "ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله"..

عشرة أيام؛ احتملت أشواقا ودماءا وإصرارا وعزما حتى (.. وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) عشرة أيام موصولة مع كفاح وجهاد ونفي وسجون وشهداء وأحلام.. من قال أن الحرية رخيصة؟ أو أن التحرر مجرد أمنية او رهان؟

عشرة أيام قامت على التقوى لم يتوقف هديرها..ولن يوقفه أحد، من يعود بالفجر إلى قفص الظلمات؟ وها هم مذ أن سطع فجر إيران وهم يحشدون لها ويجمعون، ويطلقون ادخنتهم ليحجبوا ولو قليلا من صفاء الفجر.. وها هو الفجر يفصح لهم في كل عام عن بعض أسراره..وها هي إيران لا تزداد إلا إيمانا وإصرارا..و لكنهم لا يفقهون..

عشرة الفجر المباركة عشرةُ فجرٍ هي، أعلنت في متيمها قيام دولة المستضعفين في الأرض.. فإذا الأرض غير الأرض.. وإذا بطيف الحسين الشهيد يشخص في طهران.. هنا طهران وقد ارتدت ثوب عاشوراء؛ ثوب الشموخ، لا تنحي لأحد سوى الله، تسمي أمريكا بالشيطان الأكبر..تنعي (إسرائيل) إلى نفسها فتشخيص طهران يقول انها غدة سرطانية يجب أن تزول..

هي طهران التي لا تساوم من " استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا"، ولا تجامل من تسافلوا إلى العمالة والحقارة، فخلعت لقب الشاه على كل الطواغيت الصغار في المنطقة تيمنا بالمصير الأسود الذي لقيه الشاه وهو هائم على وجهه في الأرض.. يستجدي المأوى..

هنا طهران بعد فجر الحادي عشر من شباط، هنا العنفوان والإباء.. هنا النصرة لكل قضايا الأمة.. هنا اليد الممدودة لدعم كل كفاح من أجل التحرر من الطغيان والهيمنة.. هنا خيمة الطريد والمحروم والمستضعف والشريد من أجل الكرامة.. هنا طهران صوت الحرية والكرامة أصالة عن إيران وباسم كل شعب مقموع وطامح للانعتاق من هيمنة قوى الشر والفساد والاستكبار.

هنا طهران اليوم وغدا.. وفي كل عام ومع كل فجر، لم تغيّر ولم تبدل..

هنا طهران.. هنا خطب الإمام.. هنا وقف كالطود الأشم يسفه أحلام الأمريكان.. هنا صرخ يا أيها المسلمون اتحدوا.. من هنا نظر إلى القدس فاستبشر الأقصى ودقت أجراس كنيسة القيامة..

هنا طهران كأبهى ما يغيظ المتآمرين والمستعربين والمستكبرين..

(فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

الحرب الناعمة في كلمات وخطابات الإمام الخامنئي دام ظله

الحرب الناعمة في كلمات وخطابات الإمام الخامنئي دام ظله
جاءت نصوص وكلمات القائد بكيفيات وصيغ وسياقات ومناسبات مختلفة لكنها تصب في خدمة رؤية ومنهج واحد لمواجهة وكشف وفضح الحرب الناعمة، وبالمقابل حفظ وتقوية وتعزيز ودعم جاذبية ونقاط قوة نظام الجمهورية الإسلامية وبرامجه وقدراته وجمهوره على مواجهة هذا التحدي المعقد. وقد حاولنا ترتيبها وترمـــــيم أجزائها على أساس موضوعي لدواعٍ منهجية تخدم الصورة والمشهد الفكري البحثي العام الذي نرمي إليه بدون مراعاة البرمجة الزمنية للخطابات. قال سماحة السيد القائد دام ظله1:

* نظراً لهزيمة الاستكبار في المواجهة الصعبة مع النظام الإسلامي في المرحلة الأولى من عمر الثورة، فإن العدو وضع الآن الحرب الناعمة على جدول أعماله.

* الأولوية الرئيسة اليوم هي مواجهة الحرب الناعمة.

* إن الشعب الإيراني الذي أبدى حضوره وشجاعته وبسالته وتضحياته

71

خلال السنوات الثمانية في الحرب المفروضة من قبل النظام العراقي وداعميه قد أبدى خلال الأشهر الثمانية التي تلت الانتخابات الرئاسية بعناية الله مهارة وهمة وبصيرة عالية يضرب بها المثل في مواجهته للحرب الناعمة.

* إن العدو في مواجهته للنظام الاسلامي يشن حرباً نفسية باسم الحرب الناعمة والهدف الرئيس منها تحويل نقاط القوة والفرص إلى نقاط ضعف وتهديدات.

* الحرب الناعمة عبارة عن تضليل الشعب - الرأي العام - بشعارات ظاهرها حق ولكن محتواها باطل وفاسد وإثارة الغبار في الجو السياسي للبلد.

* على النخب والخواص أن لا يتجاهلوا مدى سرور الأعداء من بعض القضايا والأحداث.

* نظراً للتقدم الذي حققه النظام وزيادة إنجازاته فان مؤامرات ومخططات المعارضين أيضاً اصبحت أكثر تعقيداً وتستدعي معرفة مختلفة الابعاد والجوانب من أجل تحقيق الغلبة.

* إن العدو يحاول المـس ببوادر الأمل وتحويلها إلى حالات إحباط ويأس والإيحاء بأن الطريق مسدود وتضخيم الأمور بهدف سلب حيوية المجتمع الإسلامي.

* إن من نقاط القوة وبوادر الأمل للنظام الإسلامي -وهي كثيرة- وجود بنية تحتية قوية وطاقات وموارد لتحقيق قفزة علمية وتجربة 30

72

عاماً للنظام ووجود جيل شاب وناشط ومثقف وخطط التطوير والتنمية المستقبلية الموضوعة لعشرين عاماً قادمة.

* ينبغي لوسائل الإعلام والنشطاء والسياسيين والمسؤولين الابتعاد عن الخلافات الهامشية غير المبدئية، لأن الأولوية في البلاد اليوم هي لمواجه الحرب الناعمة التي يشنها العدو والتي تستهدف بث الفرقة والتشاؤم بين أبناء الشعب، ومن أهم سبل مواجهة هذا الهجوم هو حفظ وتقوية البصيرة والروح التعبوية والمعنوية والأمل في المستقبل، وهذا لا يعني إنكار وجود المشاكل والأزمات، ولا يلغي ضرورة القيام بواجب الإصلاح والمعالجة.

* من الواجبات والاحتياجات للمواجهة الشجاعة في الفهم إلى جانب الشجاعة في العمل، لأن الانفعال أو الخوف يؤديان إلى الخلل في الفهم الصحيح للمواضيع والأحداث.

* إن مثيري الفتنة ارتكبوا الأخطاء لأنهم أعطوا وبثوا الأمل في نفوس الأعداء.

* إن أحد أهم المخططات الرئيسة للأعداء تقوم على قلب حقائق البلاد.

* إن مؤشر تشخيص الحق لا يعتمد على الأشخاص بل على البصيرة لتمييز الحق من الباطل لأن الكثير من الشخصيات المعروفة تخطىء.

* لا بد لمواجهة الحرب الناعمة من المحافظة على الحماس الثوري والحضور في الساحة. ويجب على النخب والخواص التحلي بالوعي والبصيرة والشجاعة والعمل والوحدة.

73

* إن معارضي نظام الجمهورية الإسلامية - في الداخل والخارج- يهاجمون معتقدات وعزائم وأركان وأسس إيران باستخدام مختلف وسائل الإعلام والاتصال.

* إن العدو يستهدف بث الفرقة بين قادة البلاد وهي إحدى أهم أهداف الحرب الناعمة.

* أحد الاستثمارات الكبيرة التي يضعها العدو هو حرف أذهان الشعب وهذا ما أفشله الشعب بحضوره الجماهيري الواسع في المناسبات.

* إن على الجميع الانتباه لكي لا تكون كلماتهم وخطبهم وتصريحاتهم تكملة لخطط الأعداء وأهداف معارضي النظام، فتركيز العدو على الأزمات والمشاكل ينبغي أن يعزز البصيرة لدى القادة لمنعه من تحقيق أهدافه ولا ينبغي التغافل عنها وإنكارها.
* إن الفهم الصحيح لنظام الجمهورية الإسلامية هو أحد الضروريات لحفظ النظام.
* ينبغي الحفاظ على منظومة الولاية كلها وعدم تجزئتها، فالشريعة والمعنويات والتعقل والعدالة والتضامن والحزم هي منظومة واحدة، فالإسلام يحتوي على هذه العناصر المتلاحمة، وكل انحراف عن هذه المنظومة يندرج في إطار الإسلام غير الأصيل أو الإسلام الأميركي كما سماه الإمام الخميني قدس سره.

74

* إن مؤامرة الحرب الناعمة فشلت وإن رصاصات العدو التي أطلقت على النظام الإسلامي عادت واستدارت وارتدّت إلى صدره بفضل الله تعالى.

* إن محاولات مثيري الفتنة بث الانفعال والقلق والخوف في أوساط الناس وخاصة النخب والخواص تستهدف عزلهم عن الساحة، في حين ينبغي لهؤلاء تنوير الناس وتنبيههم لأن صمت النخب وانسحابها يساعد أهداف العدو في بعض الأحيان.

* العدو يستفيد في حربه الناعمة من مختلف وسائل الإعلام والاتصال والمواقع الثقافية لبث الشائعات والأكاذيب والاستفادة من بعض الذرائع.

* إن العدو يحاول إدخال عناصره المغرضة والخائنة والمدربة في هذه الأجواء المشحونة والعكرة للقيام بالأعمال التخريبية، لكنهم لم يصلوا إلى أهدافهم بفضل بصيرة الشعب.

* إن مواجهة هذه الهجمة تستلزم الحضور الواعي في الساحات والحذر المقترن بالحنكة والتدبير، وإن هذا الحضور يستجلب العون الإلهي.

* إن التبليغ الصحيح للإسلام بكل أبعاده وتجلياته يعتبر عنصراً هاماً جداً للتوعية في زمن الفتن.

75

* لا ينبغي الركون إلى وسائل الإعلام الأجنبية لفهم مجريات الأحداث، بل الصحيح هو مخالفة ما تأتي به هذه الإذاعات وفقا لمقولة الإمام الخميني قدس سره إنّ "قمة الرشد والنضوج الفكري هي في مخالفة الإذاعات الأجنبية المعادية".

76

هوامش

أرشيفية لخطابات الإمام الخامنئي حول الحرب الناعمة


تحدث السيد القائد عن الحرب الناعمة في خمس عشرة مناسبة على الأقل هي على التوالي:

1ـ بتاريخ 14/5/2009 لدى استقباله عوائل شهداء كردستان.
2ـ بتاريخ 26/8/2009 أثناء لقائه حشداً من طلبة الجامعات.
3ـ بتاريخ 30/8/2009 أثناء لقائه أساتذة الجامعات وأعضاء الهيئات التعليمية ورؤساء مراكز الأبحاث.
4ـ بتاريخ 5/9/2009 أثناء لقائه جمعاً من الأدباء والفناين والشعراء والمثقفين.
5ـ بتاريخ 24/9/ 2009 أثناء استقباله رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة.
6ـ بتاريخ 3/7/2010 أثناء لقاء مسؤولي الإذاعة والتلفزيون.
7ـ بتاريخ 11/7/2010 لدى استقباله مسؤولي ومساعدي مكاتب ممثليات القائد في الجامعات.
8ـ بتاريخ 24/10/2010 لدى استقباله حشوداً من قوات التعبئة.
9ـ بتاريخ 26/10/2010 لدى استقباله حشوداً من الشباب الإيراني.
10ـ بتاريخ 29/12/2010 لدى استقباله جمعاً من شرائح أهالي محافظة كيلان.
11ـ بتاريخ 8/2/2011 لدى استقباله قادة ومنتسبي سلاح الجو والدفاع الجوي.
12ـ بتاريخ 3/3/2011 لدى زيارته لوزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية.
13ـ بتاريخ 29/5/2011 في تصريح لسماحته حفظه المولى.
14ـ بتاريخ 22/6/2011 لدى توجيهه كلمة في مراكز الأبحاث العلمية.

المشرف : الشيخ ابو علي الفاطمي @@ 2015 @@

Designed by Templateism