الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015
البيانات الشخصية في قبضة الـ CIA
بواسطة:أدمن
12:58 ص
كشف تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن وكالة الأمن القومي الأميركية تقوم بتطوير تقنيات تسمح لها باستغلال تطبيقات الهواتف الذكية للوصول إلى معلومات خاصة بالمُستخدمين.
ووفق الصحيفة فإن الوكالة تستطيع استغلال تطبيقات، مثل تطبيق لعبة "الطيور الغاضبة" Angry Birds الشهيرة للوصول إلى معلومات عن المُستخدم، مثل العمر والجنس والموقع الجُغرافي، كما أن تطبيقات أُخرى قد توفر معلومات أكثر حساسية، حسب ما جاء في وثائق سربها إدوارد سنودن، المُتعاقد السابق مع الوكالة.
ويُشكل الوصول إلى بيانات الهاتف والموقع الجُغرافي للمُستخدم، الأولوية القصوى لدى الوكالة، وذلك لجلب معلومات عن الإرهابيين وأهداف استخباراتية أُخرى، حيث أنفقت ما يزيد عن مليار دولار لصالح برامج التجسس الخاصة باستهداف الهواتف الذكية.
ولتوضيح قُدرة برامج الوكالة، أشار التقرير إلى أنه وبمجرد قيام المُستخدم برفع صورة إلى وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام هاتفه الذكي، تستطيع الوكالة جمع معلومات مثل جهات الاتصال في هاتف المُستخدم، وعناوين البريد الإلكتروني، وموقع المُستخدم.
وتستفيد الوكالة من تطبيقات التواصل الاجتماعي للحصول على كافة البيانات المُخزنة في حسابات المُستخدمين، مثل العمر والجنس والميول ومكان التواجد والمُستوى العلمي وغيرها.
ويُذكر أن الوكالة قالت سابقاً إنها لا تستهدف ببرامج التجسس خاصتها الأمريكيين، بل توجه تلك البرامج نحو أهداف استخباراتية أجنبية.
وأشارت الوثائق كذلك إلى الوكالة تمتلك أدوات تسمح لها باختراق هواتف مُحددة، عبر طُرق عديدة تحمل إحداها اسم "Nosey Smurf".
وتواجه وكالة الأمن القومي الأميركية ضغوطاً من جهات ومحاكم عديدة، تطلب منها التخلي عن برامج التجسس باهظة التكلفة التي تمتلكها، والتي ظهرت معلومات واسعة عنها مؤخراً، تم الكشف عنها من قبل إدوارد سنودن، المُتعاقد السابق مع الوكالة.
"Angry bird"
http://www.kataeb.org/ar/page/technology/details/567
نظرية فيلتمان، نصف مليار دولار إضافي لمواجهة حزب الله
بواسطة:أدمن
12:57 ص
هادي قبيسي
جيفري فيلتمان الأستاذ، خريج الجامعة الأمريكية الإستعمارية التي تمرست في إخضاع الشعوب المستضعفة في بلدان ما يطلق عليه جوراً العالم الثالث، والتي ورثت عهوداً استعمارية أوروبية عريقة. البذلة الأنيقة التي يعتمدها رجال السياسة الأمريكية والشعارات المصممة بشكل فني راقٍ، والصالونات والقاعات الفخمة، تدل على مدى تهذيب ورقي الدولة الأمريكية، التي تتربع على عرش الإستعمار الحديث وهي الدولة الأكثر عدوانية وهمجية في التاريخ البشري، واللغة الديبلوماسية هي القفاز الذي تستعمله هذه الدولة، التي ليس هناك من وصف صادق لها سوى الشيطان الأكبر، هي غشاء رقيق يستر سياساتها للمحافظة على حضورها كقطب واحد. حتى هذا التعبير اللطيف (القطب الواحد) حقيقته هي المحافظة على تفردها في نهب الخيرات واستعباد البلاد والعباد.
بتاريخ الثامن من تموز عام 2010 حضر الأستاذ ببذلته الأنيقة ليقدم شهادة في الصالون الفخم لمجلس الشيوخ حول تقييم قدرات حزب الله، بصفته مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط. أهمية الشهادة الشهيرة تكمن في أنها تشرح نظرية متكاملة للمواجهة، وتشكل الدليل العملاني للشبيبة اللبنانية المعادية للمقاومة، ومن خلال استقرائها يمكن لنا فهم المانيفستو الكامل للفريق السياسي الأمريكي والفوج الصحافي الملحق به، الذي يحدد الأستاذ ميزانيته خلال أربع سنوات سابقة على الإدلاء بالشهادة بـ 500 مليون دولار مطالباً مجلس الشيوخ بعدم تخفيض الميزانية.
الألاعيب الإستعمارية القديمة مع أدواتها النمطية حاضرة أمام الأستاذ على الطاولة، تعلَّم أن كل حركة مقاومة ينبغي أن تُسلب المشروعية لتتم محاصرتها في الوطن والمحيط، ومن ثم يمكن العمل لتحويلها إلى حالة سلبية في نظر مجتمعها فتحصل التفرقة التي تؤدي إلى سيادة المستعمر.
المقدمة وافية "حزب الله يهدد مصالح الولايات المتحدة، لبنان، وشركاءنا في الشرق الأوسط وخصوصاً اسرائيل" في حين أن الرؤية الأمريكية قائمة على أساس سلام شامل من خلال انخراط "سوريا ولبنان كطرفين كاملي الشراكة"، المصلحة الإمبراطورية تكمن في السلام وحزب الله يهدد وطنه وأمريكا وإسرائيل، لبنانا وإسرائيل صديقان لولا حزب الله.
يبدأ الأستاذ بتعليم التلاميذ فن السياسة، يغرف من معينه الإستعماري ويعطي بكرم، أولاً في التأسيس "استغل حزب الله البنية الطائفية للمجتمع اللبناني بهدف اجتذاب التأييد الشعبي في وسط شرائح لديها شعور تقليدي بالتهميش .. محاولاً تقديم نفسه كجزء طبيعي من النظام السياسي اللبناني وكمدافع عن مصالح لبنان" التي تتولى الولايات المتحدة الدفاع عنها، ونسمعه يلقن فتيانه الأشداء في فريق 14 آذار الجمل التالية من فصل (فن المؤامرة) في كتاب "أصول المهنة" : عدم رغبة حزب الله في الإنصياع للقانون وسلطة الدولة الرسمية، حيازته للسلاح، استخدامه المتكرر للقوة، خرق القرار 1701، العمل لمصلحة الحزب الخاصة ومصالح إيران، التسبب بالحروب، وهو، أي حزب الله، كما يستمر الأستاذ في التلقين، يختلف عن سائر المجموعات اللبنانية التي تسعى للعب دور بناء في النظام السياسي اللبناني، فهو الميليشيا الوحيدة التي ترفض التخلي عن سلاحها، وإن نظرة إلى الصراع الكارثي عام 2006 ستبين لنا مدى خطورة وجود السلاح في يد حزب الله، ففي تلك الحرب قرر الحزب بشكل منفرد اتخاذ خطوات استدرجت البلاد نحو صراع مفتوح، وفي أيار عام 2008 هاجم الحزب المدنيين اللبنانيين، ولا ينسى فيلتمان بحرصه المعروف على تنشئة صف سياسي فاعل الإشارة إلى تورط الحزب في تجارة وتهريب المخدرات، وكذلك إلى شبكة الحزب للإتصالات التي تسرق الخزينة العامة على حد قوله.
السرد حتى الآن يتحدث عن الضرورة الكامنة في المصلحة الأمريكية التي تبرر استهداف المقاومة في لبنان، ولكن سيصل الأستاذ فيلتمان الآن إلى استخدام صيغة قانونية وسياسية ملزمة، تميز نظرته إلى الحزب عن النظرة الأمريكية تجاه حركات أخرى مماثلة في الشرق الأوسط.
"في الخامس والعشرين من أيار هذا العام (2010) قال حسن نصر الله في خطابة للمرة الأولى بأن الحزب مستعد لقصف السفن الإسرائيلية التجارية والعسكرية في حال استهدفت اسرائيل المرافئ اللبنانية أو حاصرت لبنان بحرياً في أي حرب قادمة" هنا اختلفت المقاربة، كأنه يضرب بيده على الطاولة : انتباه ! ممنوع أن تدافعوا عن أنفسكم أيها اللبنانيون ! ويبدأ بعرض مقاربة مباشرة وإلزامية أمام أعيان مجلس الشيوخ مفترضاً أن تلاميذه الصغار في لبنان سيكونون في حالة تجاهل، ولا شك أن بعضهم يردد آمين، يبدأ "إدارة أوباما ملتزمة بتأمين أمن إسرائيل ومساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها.. لقد تعاونت الولايات المتحدة بشكل وثيق مع إسرائيل لتطوير قدراتها الدفاعية في مواجهة الصواريخ الباليستية".
يشرح مفصلاً عمق الروابط الإلزامية تجاه إسرائيل، فهنا يتحرك ضمير الأعيان في مجتمع الكاوبوي القذر "سلاح حزب الله تهديد لكل من لبنان وإٍسرائيل .. وهو يدعي أنه يحمل السلاح للدفاع عن لبنان في مواجهة إسرائيل وينال شعبيته بذلك، في الواقع يستخدم الحزب الصراع مع إسرائيل لكسب التأييد الشعبي وتشريع امتلاكه للترسانة الضخمة من الأسلحة، ليتمكن من العمل كنقطة ارتكاز لإيران في المنطقة" هذا ليس فارس سعيد، للتنبيه، إنه أستاذه، والصف السياسي ببغاوات.
يستكمل فيلتمان مقاربته التي تشكل الدليل العملاني الملزم لفريقه اللبناني، يشير إلى استغلال الحزب لانتصار عام 2000، ومؤكداً بأن السلام الشامل لن يستثني المصالح اللبنانية، لكن وللأسف فإن إيران وحزب الله لديهم رؤية مختلفة ترفض حق إسرائيل في الوجود، وهنا عمق ومحور المشكلة.
المقدمات الأدبية والسياسية وتلك الإلزامية المتعلقة بحماية اسرائيل سيقت لأجل المحافظة على تدفق المال للفريق اللبناني، لقد تم دفع نصف مليار دولار منذ عام 2006، وذلك في سبيل دعم بدائل التطرف، وحصر قدرة حزب الله على استقطاب الشباب، ودعم الجمهور من خلال احترام حقوقه وتوفير فرص مناسبة له، "من خلال USAID و MEPI استثمرنا خمسمائة مليون دولار في هذا المجال منذ عام 2006 .. وإذا سمحنا بتراجع هذه الميزانية سنتسبب بخلق ظروف يستطيع حزب الله في ظلها، عبر ملء الفراغ، أن يزداد قوة وتطوراً".
قدم لنا أستاذ الإستعمار الحديث نظرية مكرورة تمت تجربتها منذ قرون مع سائر حركات المقاومة التي انطلقت في الدول المحتلة أو تلك المهددة بالإحتلال، نجحت حيناً وفشلت حيناً آخر في إخماد حالة الرفض والممانعة، واليوم لا بد من إفادة ممثل مملكة الجشع الأمريكية، السيد فيلتمان، بأن المقاومة تملك ما لا يشترى بالمال، تملك القلوب الجاهزة للتضحية وتملك القلوب الصابرة لأمهات الشهداء التي ترى في السيدة زينب عليها السلام نموذجاً في بناء مجتمع عزيز ومستقل وقادرة على مواجهة الإمبراطورية وتوابعها الصغار والكبار .. كد كيدك فها هي المقاومة تنمو أكثر مما كانت عام 2006 و 2010 وسيأتي اليوم الذي يتم فيه دفن الكتب والنظريات الإستعمارية في تراب الجليل.
رابط النص الكامل لشهادة جيفري فيلتمان :
http://www.state.gov/p/nea/rls/rm/142857.htm
رابط الفيديو الخاص بالشهادة :
http://link.brightcove.com/services/player/bcpid1705667530?bctid=90672309001
الأدوار الخفية للمنظمات غير الحكومية
بواسطة:أدمن
12:55 ص
هادي قبيسي
"إن الكثير مما نقوم به اليوم كانت تقوم به وكالة الإستخبارات المركزية قبل خمس وعشرين عاماً"
آلان وينستاين 1991 / مؤسس الوقفية الوطنية للديموقراطية
تأسست الوقفية الوطنية للديموقراطية بعد مرحلة ريغان مباشرةً بعد انكشاف عدد كبير من أنشطة السي آي إي، فتم إنشاء لجنة متخصصة للإشراف على عمل الإستخبارات، رسمت توجهاً جديداً للعمل تحت غطاء المنظمات غير الحكومية التي ترفع الشعارات الديموقراطية في مختلف أصقاع العالم، فكان إنشاء الوقفية في هذا السياق. ويوضح لنا الرئيس الأول للمؤسسة كارل غيرشمان في تصريح له عام 1986 طبيعة الوقفية والحاجة الكامنة خلف تأسيسها بالقول :"لم يعد ممكناً للمجموعات الديموقراطية حول العالم أن تنظر لنفسها على أنها عميلة للسي آي إي". ويعتبر الكاتب ديفون دوغلاس بوير تعليقاً على حالة الوقفية ومؤسسات أخرى مشابهة من حيث الدور والغطاء أنه و"في حين أن للمنظمات غير الحكومية تأثيراً إيجابياً على المجتمع ككل، ينبغي الإلتفات إلى خلفيتها، من المسؤول عنها، ومن أين تحصل على تمويلها، لأن طبيعة هذه المنظمات في تغير، وهي تنخرط أكثر فأكثر في المنظومة الإمبريالية للسيطرة والإستغلال، وأصبحت تمثل بعثات امبريالية" (للمزيد أنظر : NGOs: Missionaries of Empire).
أخذنا هذا المثال للإضاءة على قضية من قضايا الآن، البالغة الحساسية، وهي تمويل الدول الإستعمارية الغربية القديمة والجديدة، لمنظمات غير حكومية وفق برامج "ديموقراطية" محددة، في البلدان التي كانت سابقاً، في الأمس البعيد أو القريب، هدفاً للإحتلال الإستعماري المباشر، وهي الآن هدف للإستعمار الحديث.
ترى هل بدأت هذه الأنشطة بعد ريغان فقط؟ أم أن لها سوابق تاريخية؟ يؤكد الباحث المتخصص وليام ديمارس في دراسة له نشرت في الفصلية المتخصصة للإستخبارات أن :" التعاون بين المنظمات غير الحكومية والأجهزة الإستخباراتية الأمريكية له تاريخ طويل من التطور، فمنذ تأسيس وكالة الإستخبارات المركزية عام 1947 قامت ببناء خطوط اتصال مع عدد كبير من المؤسسات الأمريكية خارج البلاد، من ضمنها المؤسسات التجارية، الكنائس، المؤسسات الإعلامية، والمؤسسات الرعائية والخدماتية. بعض تلك الخطوط تمت الإستفادة منها لتمويل بعض المؤسسات بشكل سري. وتلك المؤسسات كانت تدعم وتمول المنظمات غير الحكومية. حركة هذه المؤسسات تمت الإستفادة منها في جمع المعلومات الإستخبارية، وكذلك شكلت جزءاً من البنية التحتية للأفراد الذين يمكن تجنيدهم للعمل السري". إذن هي جزء من عملية تهيئة بيئة سياسية واجتماعية لنقلها من حالة العداء مع المستعمر إلى حالة التعاون "الديموقراطي" معه مروراً بحالة انكسار الحواجز النفسية المختلفة بالتدريج. ويؤكد الباحث في نفس الدراسة أن " المنظمات غير الحكومية المتنوعة ومختلف الأجهزة الإستخباراتية الأمريكية تجد نفسها بشكل متزايد جنباً إلى جنب على خطوط الجبهات في مواجهة الحروب الصغيرة وحركات التمرد في العالم الثالث والدول السوفياتية السابقة"، مرجعاً تعويل أجهزة الإستخبارات الأمريكية على المنظمات غير الحكومية إلى أن" المنظمات غير الحكومية والعاملين فيها يحصلون على معلومات لا تستطيع أجهزة الإستخبارات الحصول عليها من طرق أخرى"، حيث " تشكل الشبكة العالمية من المنظمات غير الحكومية مصدراً هاماً للمعلومات بالنسبة لأجهزة الإستخبارات الأمريكية" وفي كثير من الأحيان "يتم إرسال المعلومات التي تحصل عليها المنظمات غير الحكومية بشكل مباشر إلى قيادة وكالة الإستخبارات المركزية لتحليلها" (للمزيد أنظر : NGOs and United States Intelligence in Small Wars).
منظومة تعاون متكاملة وراسخة بين الإستخبارات والمنظمات دعت جامعة هانلي بوتنام المتخصصة في المجال الأمني إلى تقديم برنامج تعليمي خاص حول الدور الإستخباراتي للمنظمات غير الحكومية، وتوضح الجامعة على موقعها على الإنترنت مبررات إنشاء هذا البرنامج بالقول إن " ثمة أعمالاً استخباراتية عديدة جداً في دائرة نشاط المنظمات غير الحكومية، وهي تستفيد من باحثين ومحللين يمتلكون مجموعة مهارات استخباراتية خاصة".
يهتم موقع وكالة الإستخبارات المركزية بهذا الموضوع أيضاً فينشر دراسة حول ضرورة تطوير التعاون مع المنظمات غير الحكومية يؤكد فيها الباحث ألن ليبسون أن "أجهزة الإستخبارات الأمريكية تعمل في مناطق النزاعات جنباً إلى جنب مع المنظمات غير الحكومية" معتبراً أن " المعلومات التي توفرها المنظمات غير الحكومية تعد حيوية في عملية اتخاذ القرار السياسي" (للمزيد أنظر : Can the USG and NGOs Do More ).
دول عديدة واجهت هذه الظاهرة الشديدة الخطورة، المتمثلة بغزو المنظمات غير الحكومية لكل جوانب الحياة السياسية والإعلامية والإقتصادية والأمنية بتمويل وتوجيه من دولة أجنبية معادية بغطاء "ديموقراطي"، مصر ما بعد الثورة هي إحدى تلك الدول فبتاريخ 27 كانون أول 2011 داهمت قوات الأمن المصرية 17 مركزاً لمنظمات غير حكومية في القاهرة، كانت تعمل كغطاء لوكالة الإستخبارات المركزية، ولاحقاً وضعت أكثر من 400 منظمة غير حكومية تحت التحقيق، وكانت تلك العملية ذات تأثير سلبي كبير على نشاط الإستخبارات الأمريكية في الشرق الأوسط، ويؤكد الباحث باتريك هانينغسن أنه و" في العقود الخمس السابقة، عملت وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية بشكل غير مكشوف تقريباً في حين أنها كانت تتحرك تحت غطاء المنظمات غير الحكومية مثل USAID " (للمزيد أنظر : The CIA Operating behind a Web of “Pro-Demcracy” NGOs ).
في بوليفيا كذلك، تمت مواجهة زحف المنظمات العميلة، ويعتبر الرئيس البوليفي أن المنظمات غير الحكومية عملت بشكل سري متعاونةً مع أعداء بوليفيا للتآمر ضد البلاد، وهي تعتبر كمنظومة تجسسية. روسيا هي الأخرى أقرت قانوناً تعتبر فيه المنظمات الأجنبية جواسيس، و يقول الكسندر سيدياكين الذي اقترح القانون في مجلس الدوما بأن ثمة شبكة كاملة من المنظمات غير الحكومية التي تقع تحت نظر الشك لناحية تمويلها. (للمزيد أنظر : For Russian Government NGOs are Like spies).
إيران واجهت نفس المشكلة خلال الثورة الملونة التي جرت هناك عام 2009، ويشير موقع قناة برس تي في الإيراني باللغة الإنجليزية إلى الدور البريطاني الكبير في هذا المجال حيث تشعر بريطانيا بالحاجة إلى الحضور في الدول المعادية للقيام بالتغيير من الداخل على الرغم من استفادتها من كافة الوسائل الإستخباراتية المعاصرة المختلفة، مع التذكير بأن هذا المسار له تاريخ طويل، فبريطانيا استعملت المستكشفين والرحالة والكتاب وعلماء الآثار للتجسس على البلدان المختلفة (للمزيد أنظر : British govt. exploits NGOs to spy other countries ).
لبنان هو إحدى ساحات نشاط تلك المنظمات التي تعمل ضمن شبكات مرتبطة بالسفارات الأجنبية، واللافت للنظر عددها وانتشارها وتنوع نشاطاتها، ويمكن العودة إلى موقع يو أس إيد فرع لبنان لإلقاء نظرة واستكشاف طبيعة الإجتياح الأمريكي الذي يجري بصمت مستهدفاً العقول والقلوب في بلد المقاومة العربية الأول.
لا يمكن وضع كل المنظمات غير الحكومية في سلة واحدة وتصنيفها في خانة العمل الواعي لخدمة الأهداف الأمريكية لكن الأكيد أن المنظمات التي تتعاطى الشأن السياسي والإعلامي والتي شهدت طفرة في التمويل بعد حرب عام 2006 هي تخدم المشروع الأمريكي، الذي يحدد المصلحة الأمريكية في الشرق الأوسط بحماية اسرائيل. الدولة اللبنانية المنقسمة على نفسها في غاية العجز والضعف، تاركةً الحبل ملقىً على غاربه، فيما تجتاح مئات المنظمات البلاد ليجمع بعضها المعلومات عن المقاومة وتقوم أخرى بتحضير شرائح مختلفة للتعاون والتواصل مع وكر التجسس في السفارة الأمريكية.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)