التقى سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الأربعاء 16/09/2015 م الآلآف من قادة حرس الثورة الإسلامية، و اعتبر في كلمته أمامهم أن حرس الثورة الإسلامية نعمة إلهية كبيرة، و حماية واعية بصيرة للثورة الإسلامية في القضايا الداخلية و الخارجية، و شرح لوازم حراسة الثورة و أبعادها مضيفاً: يتأمل العدو أملاً واهياً يتمثل في انتهاء الثورة، و يفكر بالنفوذ و التغلغل خصوصاً على الصعيدين السياسي و الثقافي، و ما يفرض الفشل و الإخفاق على هذا الهدف هو معرفة مؤامرات العدو، و تعزيز الروح الثورية، و التحرك المستمر نحو تحقيق المبادئ.
و أوضح آية الله العظمى السيد الخامنئي في هذا اللقاء مكانة حرس الثورة الإسلامية و واجباتهم الخطيرة في الظروف الحالية و في مستقبل البلاد، و شرح الكلمات الأربع للاسم الرسمي لقوات حرس الثورة الإسلامية (سپاه پاسداران انقلاب اسلامي) و أبعادها و خصوصياتها و لوازمها.
و قال الإمام الخامنئي إن كلمة سپاه (قوات) تعني التوفر على التنظيم و الانضباط منوهاً: لم تقرر لأية منظمة أو مؤسسة في البلاد كما قررت لحرس الثورة الإسلامية واجبات مؤسساتية تتعلق بحراسة الثورة الإسلامية و حمايتها، باعتبارها الحدث التاريخي و الجاري الأعز في البلاد. و اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن «عدم الشيخوخة و تجديد الحياة» عن طريق تنمية و تعميق «إعداد العناصر الجديدة و الكفوءة و الواعية» من جملة لوازم تنظيم الحرس قائلاً: علاوة على إعداد العناصر الداخلية الجديدة، يؤثر الحرس عن طريق العناصر التي يضعها في خدمة الأجهزة و المؤسسات المختلفة، على تلك المؤسسات و تنظيماتها، و يعمل على إعداد أفراد مؤثرين. و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن من الخصوصيات الأخرى للطابع التنظيمي للحرس وجود الاقتدار الميداني و السياسي و المتعلق بالهوية و العزة، مضيفاً: من جملة الخصوصيات التنظيمية للحرس نزعته الشبابية و الانتفاع من تجارب القوى القديمة و المتمرسة، إذ يجب الحفاظ على هذا السياق بحيث لا يحدث انقطاع بين الأجيال في الحرس. ثم اعتبر سماحته كلمة «الحرس» و «حراسة الثورة» رمزاً للإرادة و التواجد و الهوية الثورية مؤكداً: حين نقول حراسة الثورة نعني أن الإرادة الثورية لا تزال موجودة بقوة، و أن الثورة لا تزال حية و حاضرة بقوة و اقتدار، لأنه لو لم تكن الثورة حية فلن يكون لحراستها من معنى. و أوضح قائد الثورة الإسلامية أن بعداً آخر من أبعاد مفهوم حراسة الثورة تعرض هذه الثورة للتهديدات و الأخطار، ملفتاً: لو لم تكن هناك تهديدات لما كانت هناك حاجة لحراسة الثورة، و إذا كانت هناك تهديدات إذن ينبغي معرفة هذه التهديدات. و شدد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن من الواجبات الأصلية للحرس الرصد الدائم للشؤون الداخلية و الإقليمية و الدولية بهدف معرفة التهديدات موضحاً: حرس الثورة الإسلامية ليس منظمة منكسة الرأس مشغولة بأعمالها الإدارية، بل هي مراقب واع و بصير و مدقق في القضايا الداخلية و الخارجية. و نبّه سماحته في هذا الجانب من حديثه إلى أهمية جهاز استخبارات الحرس مردفاً: يجب على جهاز استخبارات الحرس أن يرصد الأمور باستمرار و يشخّص التهديدات. و اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن بعداً آخر من أبعاد كلمة «حرس الثورة» هو الوعي و اليقظة الدائمة، مؤكداً: لم نكن في يوم من الأيام بادئين بحرب و لن نكون، و لكن لأن الثورة الإسلامية كانت دوماً عرضة لتهديد المعارضين و الخصوم لذا كان وعي الحرس و يقظتهم الدائمة و جاهزياتهم المتناسبة مع التهديدات، حالة ضرورية تماماً. و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى بعد آخر من حراسة الثورة هو تكريم الثورة و إجلالها قائلاً: من لوازم تكريم الثورة الإسلامية و معرفة قدرها، معرفة الثورة بصورة واعية و واضحة و جامعة، و ينبغي توفر مثل هذه المعرفة في كل قطاعات الحرس و مدارجهم. و أشار سماحته إلى أن من سبل نفوذ العدو و تغلغله زعزعته للمعتقدات، مضيفاً: طريق مواجهة مثل هذا النفوذ تسلح الحرس بمنطق الثورة القوي عن طريق رفع القدرة الإقناعية و المنطقية و البيانية بشأن الثورة الإسلامية. و تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي بأن معرفة العدو بعد آخر من أبعاد حراسة الثورة موضحاً: المراد من العدو الاستكبار العالمي، و التجسيد التام له هو أمريكا التي تتخذ من الأنظمة الرجعية و الأفراد ضعاف النفوس عملاء لها. و أضاف سماحته: ما يلزم حراسة الثورة هو معرفة نقاط الضعف المعرفية و العملية لدى العدو، و توعية الأفراد الذين لا يزالون لا يعرفون العدو معرفة صحيحة. ثم تطرق قائد الثورة الإسلامية إلى بعض نقاط ضعف العدو و تناقضاته في الأسس قائلاً: أعداء الثورة الإسلامية هم الذين جاءوا إلى المنطقة قبل سنين بشعارات «إفشاء الأمن» و «مكافحة الإرهاب» و «إقامة الديمقراطية» و «تحقيق السلام»، لكن حصيلة حضورهم اليوم هي انعدام الأمن و ظهور الإرهاب الوحشي العنيف و اشتعال نيران الحرب في المنطقة. و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: شعار «إقامة الديمقراطية» في المنطقة الذي رفعه الأمريكان تحول اليوم إلى إحدى مشكلاتهم و نقطة ضعفهم و مقتلهم، لأن أكثر أنظمة المنطقة رجعية و استبداداً اليوم تواصل جرائمها بمساعدة و دعم من الأمريكيين. ركز قائد الثورة الإسلامية حديثه في هذا اللقاء على إيضاح معنى الكلمات الأربع المكوّنة للاسم الرسمي لحرس الثورة الإسلامية (سپاه پاسداران انقلاب اسلامي)، و بعد شرحه لمعاني و مفاهيم كلمتي (سپاه پاسداران) عرّج على تبيين المعنى الحقيقي للثورة. وصف سماحته الثورة بأنها حقيقة باقية دائمة و «صيرورة و تحول عميق لا ينتهي» مضيفاً: خلافاً لتصورات و إيحاءات غرف العمليات الأجنبية و التي يكررها البعض في الداخل أيضاً، الثورة لا تنتهي، و تحولها إلى «جمهورية إسلامية» ليس بالمعنى المستحيل الذي يتصورونه. و اعتبر قائد الثورة الإسلامية رسم المبادئ و الأهداف الأساسية الخطوة الأولى للثورة ملفتاً: هذه الأصول و المبادئ و خلافاً للوسائل و الأساليب، لا تقبل التغيير. و استعان قائد الثورة الإسلامية بالتعابير القرآنية فأشار إلى أن المبدأ و الهدف هو الحياة الطيبة، موضحاً: تشمل الحياة الطيبة كل الأمور التي يحتاجها شعب من الشعوب لتحقيق السعادة. و أوضح سماحته بأن العزة الوطنية بمعنى التحرر الوطني من الظلم و الجور و هيمنة العتاة العالميين، و التقدم المصحوب بالمعنوية في مجالات العلم و الحضارة العالمية، و العدالة، و الرفاه، و الأخلاق الإسلامية، و أسلوب الحياة الإسلامية، هي من جملة خصوصيات الحياة الطيبة مردفاً: السير نحو هذا المجتمع المثالي سير مستمر و هو في الواقع صيرورة و تحول دائم نحو الخالق. و عدّ سماحته الإيمان بالله و الكفر بالطاغوت سمة أخرى من سمات الحياة الطيبة مضيفاً: من أجل تقليل كراهية الشعب للاستكبار تدريجياً، يقول الغرب في إعلامه الذي يتكرر في الداخل أيضاً بشكل من الأشكال، إنه لا يلزم للشخص الذي يؤمن بالله أن يكفر بالطاغوت، غير أن الإيمان بالله و الكفر بالطاغوت خصوصية واحدة مترابطة من خصوصيات الحياة الطيبة. و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى أن نبذ الإيديولوجيا عن الدبلوماسية و السياسة الداخلية من المحاور الأخرى للإعلام الغربي في الوقت الحاضر، ملفتاً: يريدون أن لا نشرك أصولنا في سياستنا الخارجية، لكن الفكر و العقيدة و الإيديولوجيا تعتبر دليلاً هادياً في كل المجالات. و استطرد آية الله العظمى الإمام الخامنئي مبيناً التناقض الذاتي لعبارتين تتكرران خلال الآونة الأخيرة في الإعلام الأجنبي. و أوضح سماحته أن الأعداء يقولون من ناحية إن للجمهورية الإسلامية قدرتها و نفوذها و تأثيرها في المنطقة، و يقولون من ناحية أخرى اتركوا عنكم الروح و الأفكار الثورية ليستقطبكم المجتمع العالمي. و أضاف قائد الثورة الإسلامية: هاتان العبارتان متناقضتان الواحدة مع الأخرى، لأن اقتدارنا و نفوذنا بسبب الروح و الأداء الثوريين، و من الطبيعي أن يصيبنا الضعف لو نبذنا هذه الروح. و تابع سماحته يقول: الهدف الرئيس للأعداء هو أن يترك الشعب الإيراني التفكير الثوري ليفقد قدرته و يُهضم و يضمحل في مخططات بضعة بلدان متعسفة تسمّي نفسها المجتمع العالمي. بعد أن سلط سماحته الضوء على الأبعاد المختلفة لمفهوم الثورة، تحدث عن خصال و مميزات الكلمة الرابعة المكونة للاسم الرسمي لحرس الثورة الإسلامية، أي الإسلام. و أكد سماحته يقول: الإسلام أساس الثورة و رصيدها، لكن البعض يخافون حتى من اسم الإسلام، و يقولون ثورة 57 بدلاً من الثورة الإسلامية. و اعتبر الإمام السيد علي الخامنئي الإسلام الأصيل كل محتوى الثورة، و انتقد بشدة الأفكار العامية و الانحرافية و البلهاء للتكفيريين، مردفاً: الإسلام المعتمد على العقل و النقل، و المرتكز على القرآن الكريم و معارف الرسول الأكرم (ص) و أهل البيت (عليهم السلام) هو أساس ثورتنا، و هو إسلام يمكن عرضه و الدفاع عنه بمنطق قويّ في كل الأوساط و الأروقة العالمية العصرية. و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى نفوذ الثورة الإسلامية في أفكار و قلوب الشعوب المسلمة مؤكداً: الإسلام المقتصر على الأعمال الشخصية و الإسلام العلماني و الإسلام من دون جهاد و شهادة و من دون نهي عن منكر، مما لا يقبله شعب إيران، و يمكن البحث عن إسلام الثورة في آيات القرآن الكريم و وصية الإمام الخميني (رض) و كلماته و كتاباته. و لخّص قائد الثورة الإسلامية هذا الجانب من كلمته مؤكداً على حراس الثورة: أنتم حراس الثورة الإسلامية بهذا المعنى الواسع العميق، و عليكم أن تواصلوا حراستكم بكل وعي و يقظة و بكامل قواكم و قدراتكم. و انتقد سماحته الأقوال و الكتابات التي ترمي إلى المساس بالحرس الثوري عن عمد أو عن غير عمد، مضيفاً: حرس الثورة نعمة إلهية كبيرة و على الجميع أن يعرفوا قدر هذه النعمة. و أوضح آية الله العظمى السيد الخامنئي أن معرفة قدر الحرس الثوري يجب بالدرجة الأولى على مؤسسة الحرس نفسها، و أضاف يقول: قدّروا شأن و شخصية حرس الثورة و اسهروا عليها بالتعزيز المطرد لبنيتكم المعنوية و الفكرية و العملية، و بالاجتناب الشديد لتوفير الذرائع للآخرين، و بالبعد المطلق عن الأمور التي تمس كرامة الحرس، و بالسير في الخط المستقيم للثورة في المجالات الاقتصادية و المالية و السياسية. كما أكد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة اهتمام الحرس الثوري بشكل كامل بكل التهديدات مردفاً: مساعي العدو للنفوذ من جملة التهديدات الكبرى. و أضاف سماحته قائلاً: النفوذ الاقتصادي و الأمني خطير طبعاً و له تبعات جسيمة، لكن النفوذ السياسي و الثقافي للعدو خطر أكبر بكثير ينبغي على الجميع الحذر منه. و ذكّر الإمام السيد الخامنئي بالأرصدة الهائلة للأعداء من أجل النفوذ الثقافي و التغيير التدريجي لمعتقدات أبناء الشعب، مضيفاً: على الصعيد السياسي أيضاً يروم الأجانب النفوذ إلى مراكز اتخاذ القرار، و إنْ تعذر ذلك فالنفوذ إلى مراكز صناعة القرار، و في حال تحقق هذه المؤامرة سوف تنظم و تنفذ التوجهات و القرارات و الممارسات العامة للبلاد على أساس إرادة الأجانب. و شدد قائد الثورة الإسلامية في ختام كلمته على ضرورة الصحوة العامة مقابل مخادعات الأعداء مضيفاً: إنهم ينتظرون أن ينام الشعب و النظام و أن يحققوا أهدافهم بعد عشرة أعوام عندما لا أكون أنا مثلاً، لكن الشعب و المسؤولين لا يسمحون لأمل الأجانب الشيطاني بخصوص نوم الشعب أن يتنامى في قلب الأعداء. و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: يجب أن نعزز أسس التفكير و الروح الثورية في البلاد بالشكل الذي لا يمكن لأي شيء عرقلة هذه المسيرة المشرقة، و هذا هو الواجب الأساسي لكل النخب. كما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أهمية و مكانة شهر ذي الحجة، و أوصى جميع الناس بالانتهال المعنوي من ساعات و أيام هذا الشهر الشريف، و خصوصاً يوم عرفة الكبير، قائلاً: ينبغي معرفة قدر يوم عرفة و قراءة الأدعية العميقة المضامين الخاصة بهذا اليوم بتأمل و تفكير، و التزود لمسيرة الحياة الطويلة الصعبة، و التحلي بالطاقة و الحيوية اللازمة لمواصلة هذه المسيرة. قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية تحدث في هذا اللقاء حجة الإسلام و المسلمين سعيدي ممثل الولي الفقيه في حرس الثورة الإسلامية رافعاً تقريراً عن الخطوات الثقافية المتخذة في حرس الثورة الإسلامية. كما تحدث في هذا اللقاء اللواء جعفري القائد العام لحرس الثورة الإسلامية فأشار إلى تحقق النصرة الإلهية في جبهة المقاومة في كل المنطقة، و أضاف: سوف نحرس بكل قدراتنا و بالشكل الصحيح أصول الثورة الإسلامية و قيمها و مكتسباتها، و لن نسمح أبداً لمعارضي هذا الدرب الإلهي بتمهيد الطريق لنفوذ الأعداء. و أشار اللواء جعفري إلى توجهات الأعداء الجديدة للنفوذ ملفتاً: من أجل مواجهة أحابيل الأعداء الجديدة توصل الحرس الثوري إلى الاعتقاد بأنه تزامناً مع زيادة قدرات صواريخه و دقتها، يجب عليه الاهتمام أيضاً بزيادة مديات المبادئ الإسلامية و النماذج التي تحتاجها الثورة. و قال القائد العام لحرس الثورة الإسلامية: نعلن بشكل قاطع أن إيران الإسلامية لم تكن في أية فترة سابقة تمتلك مثل هذه القدرات و القوى الدفاعية و الأمنية و القوى الجاهزة في مختلف الساحات الاجتماعية. |
الأربعاء، 16 سبتمبر 2015
الإمام الخامنئي يستقبل المشاركين في الاجتماع العام لقادة حرس الثورة الإسلامية 16/09/2015
بواسطة:أدمن
1:29 م
المرجعية الدينية تدعو الى تشكيل جيش حسيني ألكتروني لمواجهة الغزو الثقافي
بواسطة:أدمن
7:06 ص
دعا ممثل المرجعية الدينية الرشيدة والأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الى ضرورة تشكيل جيش ألكتروني يهتم بنشر وترويج المبادئ التي أكد عليها الإمام الحسين (ع) بثورته الخالدة بشكل يواكب التطور الالكتروني ، ويواجه الغزو الثقافي الالكتروني الذي تتبناه الدول الغربية .
وقال الشيخ الكربلائي في تصريحات صحفية ان ” العمل في العتبة الحسينية المقدسة يتطلب من المنتسب استحقاقات كبيرة من أهمها الإخلاص بالعمل لتحقيق النتائج المرجوة ، مشددا على ضرورة تشكيل جيش ألكتروني يهتم بنشر وترويج المبادئ والاسس التي دعا لها الإمام الحسين {عليه السلام} في ثورته الخالدة ” .
لافتا الى ان ” التطور الالكتروني المتسارع الذي يشهده العالم يحتاج الى مواكبة حقيقية ، وتسلح كبير لمواجهة الغزو الثقافي والفكري الذي تتبناه المؤسسات والدول الغربية التي تستهدف الأفكار والمعتقدات والثوابت الاسلامية ” .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)