اهلا وسهلآ بكم لبيك يا حسيــــــــــــن

الاثنين، 5 أكتوبر 2015

معايير وارشادات لإجراء النشاطات التبليغية

فيما يلي سنتحدث حول بعض الارشادات التي تتعلق بمرحلة إجراء النشاطات التبليغية.

القسم الأول: النشاطات التبليغية

الأول - اختيار المبلغين‏
يلعب المبلغون الدور الأساس في موفقية جميع نشاطات المنظمة التبليغية، وعلى هذا الأساس فإن الاهتمام بهم هو اهتمام بجميع نشاطات المنظمة.

بناءً على ما تقدم يجب اعتماد الدقة في اختيار المبلغ، ويقترح ارسال أكثر من مبلغ إلى المنطقة التي ينبغي  التبليغ فيها للتقليل من الأخطاء. من المناسب أن تقوم المنظمة قبل ارسال المبلغ إلى ساحة التبليغ، بالوقوف على قدراته في مجال العمل فلا تكتفي بتصديق هذا أو ذاك. وهنا نوصي المنظمة أن تقوم باختيار المبلغ عملياً قبل إمضاء عقد عمل معه.

شروط اختيار المبلغين‏


يجب أن يتمتع المبلغ الذي يقع عليه الاختيار بالشروط التالية:ألف -  أن يمتلك عقائد صحيحة وسالمة.
ب - الالتزام والتقيد بالسلوك الإسلامي.
ج - امتلاك اللياقة العلمية والتبليغية (مثال ذلك أن يحفظ البعض أجزاء من القرآن الكريم، الاطلاع على المقدار الضروري من المسائل الشرعية، أن يمتلك الشوق والرغبة للاستمرار بالتعلم والحصول على العلم، أن يمتلك روحية تبليغية) ويتغير هذا الشرط شدة وضعفاً حسب المنطقة.
د - إتقان اللغة المحلية.
هـ - السلامة البدنية وعدم وجود نقص في عضو يمنعه من النشاط.
و - القدرة على التدريس ونقل المطالب.
ز - ترك الأعمال الأخرى والتفرغ للتبليغ كامل الوقت.
ح - عدم الاشتراك في الأحزاب السياسية حتى لا يؤثر الأفكار السياسية للأحزاب على عمل المنظمة.
ط - عدم وجود الموانع الاجتماعية كانتساب المبلغ إلى قبيلة بينها وبين القبيلة المضيفة نزاع وخلاف.
ي - القدرة على إنجاز الوظائف التبليغية.
ك - النجاح في الامتحان الكتبي والشفهي.
يجب أن لا نغفل عن أن الموفقية في العمل التبليغي يتوقف على اختيار مبلغين أكفاء.

* حجة الإسلام الدكتور محسن الويري‏

ما ينبغي الالتفات إليه أثناء إقامة النشاطات التبليغية

بسم الله الرحمن الرحيم
1- العمل على ربط الطلاب بالسنّة الصحيحة وتوجيههم نحو التعلق بها ودراسة سيرة السلف الصالح.

2- التركيز على تعليم المسائل الاعتقادية والواجبات الشرعية ومحاسن دين الإسلام ومقاصده المتعالية.

3- التناسب بين النشاطات التبليغية والحاجيات الروحية والعقلية والجسمية للطلاب.

4- التبليغ بالتركيز على الجامعات والمدارس والمعاهد التي يكون عدد المتدينين فيها كبيراً.

5- الاهتمام بالحفاظ على الطلاب بعيدين عن الشبهات التي يلقيها المخالفون.

6- الاعتماد على الحوار كأداة للإقناع والامتناع عن التلقين.

7- السعي لإيجاد نوع من الارتباط والعلاقة بين الطلاب والمبلغين الموجودين خارج البيئة الدراسية وكذلك إيجاد ارتباط بين الطلاب في المؤسسات المختلفة.

8- الاهتمام بالطلاب المتفوقين الذين يمكنهم لعب دور القدوة والقيادة بالنسبة لباقي الطلاب.

9- العمل على تشجيع وتحفيز المتفوقين.

10- تنويع النشاطات والبرامج بحيث يتمكن الطالب من اختيار ما يناسبه منها. أما فيما يتعلق بالبرامج التي يمكن إجراءها، فيمكن تقديم الاقتراحات التالية: حلقات القرآن، الدروس العلمية، المحاضرات واللقاءات الثقافية، دورات لتعليم المسائل الشرعية، دورات تعليم بعض الفنون كالكمبيوتر وأساليب الخطابة وأساليب التحقيق.

11- تأسيس جمعيات طلابية وجعلها تتحرك في اتجاه إقامة البرامج التي نرغب بها مع الاهتمام بالدعم المالي لها.

12- يفترض أن يبتعد المبلغ عن تأييد الأجنحة والأحزاب السياسية في الجامعات التي يكثر فيها التحزب السياسي.

ملاحظات هامة للخطباء

بسم الله الرحمن الرحيم


1 ـ يجب أن نمتلك فرصة مناسبة قبل بداية الخطاب من أجل التركيز الفكري والهدوء الروحي. ويمكن للخطيب في هذه الأثناء أن يمشي بمفرده في مكان خالٍ محاولاً المرور بشكل سريع على ما سيتحدث به. يقول الإمام علي (ع): "فكر ثم انطق".
2 ـ المرور السريع على عناوين الخطاب قبل الشروع.
3 ـ الخطابة بشكل متوازن أي أن لا يكون سريعاً حاداً ولا بطيئاً مملاً.
4 ـ الفات نظر المستمعين من خلال الصوت وحركات الوجه واليدين. وعند وصول المستمعين إلى مرحلة التعب يمكن سرد القصص أو بعض الأساليب الأخرى التي تخرجهم من هذه الحالة.
5 ـ عدم التحدث أكثر من الوقت المحدد.
6 ـ الاستعانة بالمحفوظات والمسائل الخارجة عن الأمور المدونة على الورقة التي بين يدينا.
7 ـ ذكر خلاصة البحث في النهاية.
8 ـ الابتعاد عن التشتت والتفصيل الممل .
9 ـ النظر إلى المستمعين أثناء الكلام وتوزيع النظرات عليهم.
10 ـ اجتناب المطالب الركيكة المبتذلة والقبيحة.
11 ـ الحفاظ على الوقار ورباطة الجأش فلا يغضب من دون سبب.
12 ـ من المناسب أن يفسح المجال في الجلسة للسؤال والجواب.
13 ـ رعاية أوضاع المستمعين سواء من النواحي الجسمية أو الروحية.
14 ـ الابتعاد عن تقليد الآخرين في كيفية البيان والتوضيح وهذا يختلف عن الاستفادة من تجاربهم.
15 ـ عدم الاتكاء على المنبر أو الطاولة وعدم الجلوس بشكل غير مناسب على الكرسي.
16 ـ الامتناع عن اللعب بالسبحة وازرار القميص وشعر الرأس واللحية وكل ما يؤدي إلى تشتت المستمعين.
17 ـ ينبغي أن تكون خلفية المنبر خالية من الأشياء التي تشتت ذهن المستمع كذلك ينبغي عدم التردد والذهاب والاياب. كذلك يجب أن يجلس المستمعون بحيث لا يؤدي دخول أفراد جدد إلى التفاتهم إليه...
18 ـ إذا كان المكان ظيقاً وعدد الحاضرين قليلاً فلا حاجة لاستعمال مكبر الصوت.
19 ـ الأفضل أن يجلس الحاضرون بالقرب من بعضهم البعض بحيث لا يكونوا متفرقين في القاعة ومن المناسب جلوسهم بالقرب من الخطيب.
20 ـ الأفضل أن يسعى الخطيب قبل الجلسة لتحصيل أكبر قدر من المعلومات حولها ومكانها وعدد الحاضرين ومستواهم الفكري وخلفياتهم الفكرية والاجتماعية والروحية.
21 ـ المكث قليلاً قبل الشروع بالكلام لجذب التفات الحاضرين.
22 ـ لا ينبغي للشخص أن يذهب للخطابة وهو في حالة تعب شديد أو بعد الأكل. الأفضل الاستراحة قبل الخطابة.
23 ـ ينبغي أن يكون لباس الخطيب عند الخطابة منظماً نظيفاً ومرتباً.
24 ـ عدم التحدث بشكل سريع يدل على العجلة. إحفظ هدوءك طوال المدة.
25 ـ إذا كان المستمعون قلة فالأفضل اختيار مكان صغير حتى لا يتفرقون في الجلوس.
26 ـ الاهتمام بوضع النور والحرارة في القاعة.
27 ـ مراعاة وضع الأمور المطلوب توضيحها لجهة السرعة أو البطؤ.
28 ـ احرص أثناء الخطاب على إقامة علاقة حميمة مع المستمعين.
29 ـ ينبغي على الخطيب صرف قوته وطاقته بما يهم فلا ينبغي أن يتعب لتوضيح وتبيين أمور لا فائدة منها.
30 ـ الطلب من الأصدقاء الاشارة بعد الجلسة إلى آرائهم في الخطاب للوقوف على النقاط الايجابية أو السلبية فيه.
31 ـ لا تعتبر الخطابة شغلاً وعملاً لك، بل اجعلها مسؤوليةً ووظيفةً وواجباً عليك.
32 ـ الابتعاد عن تكرار المطالب للمستمعين.

ما ينبغي الالتفات إليه أثناء إقامة النشاطات التبليغية

بسم الله الرحمن الرحيم
1- العمل على ربط الطلاب بالسنّة الصحيحة وتوجيههم نحو التعلق بها ودراسة سيرة السلف الصالح.

2- التركيز على تعليم المسائل الاعتقادية والواجبات الشرعية ومحاسن دين الإسلام ومقاصده المتعالية.

3- التناسب بين النشاطات التبليغية والحاجيات الروحية والعقلية والجسمية للطلاب.

4- التبليغ بالتركيز على الجامعات والمدارس والمعاهد التي يكون عدد المتدينين فيها كبيراً.

5- الاهتمام بالحفاظ على الطلاب بعيدين عن الشبهات التي يلقيها المخالفون.

6- الاعتماد على الحوار كأداة للإقناع والامتناع عن التلقين.

7- السعي لإيجاد نوع من الارتباط والعلاقة بين الطلاب والمبلغين الموجودين خارج البيئة الدراسية وكذلك إيجاد ارتباط بين الطلاب في المؤسسات المختلفة.

8- الاهتمام بالطلاب المتفوقين الذين يمكنهم لعب دور القدوة والقيادة بالنسبة لباقي الطلاب.

9- العمل على تشجيع وتحفيز المتفوقين.

10- تنويع النشاطات والبرامج بحيث يتمكن الطالب من اختيار ما يناسبه منها. أما فيما يتعلق بالبرامج التي يمكن إجراءها، فيمكن تقديم الاقتراحات التالية: حلقات القرآن، الدروس العلمية، المحاضرات واللقاءات الثقافية، دورات لتعليم المسائل الشرعية، دورات تعليم بعض الفنون كالكمبيوتر وأساليب الخطابة وأساليب التحقيق.

11- تأسيس جمعيات طلابية وجعلها تتحرك في اتجاه إقامة البرامج التي نرغب بها مع الاهتمام بالدعم المالي لها.

12- يفترض أن يبتعد المبلغ عن تأييد الأجنحة والأحزاب السياسية في الجامعات التي يكثر فيها التحزب السياسي.

الإمام الحسين(عليه السلام) اختار الشهادة، ولم يرضخ للإرهاب

بسم الله الرحمن الرحيم
من رضي بعمل قوم أشرك معهم:
نعزّي سيد المرسلين(صلى الله عليه وآله) في مصيبة ولده الإمام الحسين(عليه السلام)، ونتبرّأ ممّن قتله وظلمه وانتهك حرمته.
وبعد فإنّ هناك حقيقة قرآنية يخاطب بها الله اليهود الذين عاصروا النبي(صلى الله عليه وآله)، ويحمّلهم ما اقترفه آباؤهم قبل عدّة قرون، فنلاحظ ذلك في سورة البقرة1، ومن ذلك قتل الأنبياء وتحريف الكتاب وإعانة الظالمين، وقد علّل المفسرون هذا الخطاب بأنّ الجيل الذي عاصر النبي(صلى الله عليه وآله) كان مقرّاً وراض. عمّا فعله أسلافه في تلك القرون، فلذلك فإنّ الغضب الإلهي الشديد لليهود الذين عاصروا النبي(صلى الله عليه وآله) وكأنهم هم أولئك الذين اقترفوا تلك الجرائم في تلك العهود.

 لابد من وضوح الموقف تجاه الحق والباطل:ونحن نتعلّم من هذا درس أن نقف مع الحق وأن نتبرّأ من الباطل، ويجب أن نوالي الحق ونسانده ونحبّه، ومن هذا المنطلق يجب على الأُمة الإسلامية أن نتبرّأ مما فعله بنو أمية من جرائم وفظائع وظلم لأهل البيت(عليهم السلام)، وأن توالي سيد الشهداء(عليه السلام); لأنّ موقفها هذا هو بمثابة الحضور في ساحة كربلاء لنصرة الحسين(عليه السلام)، أمّا الراضون بقتله فهم بمثابة الذين حضروا كربلاء لكي يقتلون سيد الشهداء(عليه السلام).

في النصوص الدولية يذكرون عدّة أسباب للإرهاب وهي:
1 ـ عدم احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.
2 ـ عدم احترام حقوق الطوائف والأقليات.
3 ـ عدم الإقرار بحق الشعوب في تقرير مصيرها.
4 ـ التمييز العنصري والطائفي.
5 ـ العدوان على شعوب العالم الثالث.
6 ـ التدخّل في الشؤون الداخلية للدول المتحرّرة من قبل الدول العظمى.
7 ـ احتلال الأراضي. 


معالجة أسباب الإرهاب:ولقد أحسنت إحدى الدول الإسلامية عندما نصحت الدول الكبرى بأنّ معالجة الإرهاب إنّما تتم بمعالجة أسبابه لا بالتصدّي لآثاره فإنّ هذا لن يحلّ المشكلة، والحلّ يكمن في إعطاء كل ذي حق حقه.

عدم الرضوخ للإرهاب:ولقد أعطانا الإمام الحسين(عليه السلام) درساً في الصمود في ميدان المطالبة بالحق مهما بلغ بطش الطغاة، قال(عليه السلام): "ألا وإنّ الدعي ابن الدعي قد ركّز بين اثنتين بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة يأبى الله لنا ذلك ورسوله..."2، والطاغي إنّما جعل له خيارين: إمّا الخضوع والذل والاستسلام، وإمّا القتال والاستشهاد فاختار الإمام(عليه السلام) لغة القوّة وان لم يبتدئ بها، ولكنّه رفض الخضوع أمام القوّة والتهديد، وهذا هو الدرس المستفاد من عاشوراء، وهو عدم الاستسلام لبغي وبطش الدول الكبرى على حساب المبادىء والقيم والالتزام بالخط الإلهي العظيم.
وحينئذ تكون مجابهة القوّة بالقوّة مجابهة مشروعة، وكان الإمام الحسين(عليه السلام) له حدود لا يخرج عنها، وله موازين لا يتعدّاها، وهي الموازين الشرعية الإسلامية.

مقارنة بين موقف النبي(صلى الله عليه وآله) وموقف الإمام الحسين (عليه السلام):هل كان أصحاب الحسين(عليه السلام) في ليلة عاشوراء مستعدّين لتلك المواجهة الصعبة؟ ولماذا استمرّوا في نصرة سيد الشهداء، مع أنّ الحسين(عليه السلام) قد برّأ ذمّتهم، وجوّز لهم الانصراف؟ وحينها سيكون وحده يواجه هذا الجيش الجرّار، وقد أمر الله النبي أن يجاهد الكفار حتّى لو وصل به الأمر أن يبقى لوحده في الميدان، قال تعالى: ﴿فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ3، فالحسين مستعدّ للقتال حتّى لو كان وحيداً، وهذا يدلّل على أنّ موقف الحسين(عليه السلام) في قتال بني أمية يضاهي ويماثل موقف النبي(صلى الله عليه وآله) في قتال الكفار، وهذا لم يكن للإمام علي(عليه السلام); لأنّ وظيفة الإمام علي (عليه السلام)، وكذلك الإمام الحسن(عليه السلام) أن يستنصر المسلمين في قتال أعدائه فإن نصروه جاهدهم وإن لم يفعلوا فلا يبقى لوحده في الميدان ويسقط عنه التكليف، أمّا الإمام الحسين(عليه السلام) فوظيفته الشرعية أن يبقى ولو كان وحده، كما أمر الله نبيّه(صلى الله عليه وآله) في الآية الآنفة الذكر.

هل اختبرت نيّة أصحابك؟وهكذا ثبت الإمام الحسين(عليه السلام)، وثبت معه أهل بيته وأصحابه، وكان الإمام(عليه السلام) قد ورث الشجاعة من جدّه (صلى الله عليه وآله) الذي كان الإمام علي(عليه السلام) يقول عنه: "لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله(صلى الله عليه وآله).."4 وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "أمّا الحسن فإنّ له هيبتي وسؤددي، وأمّا الحسين فإنّ له شجاعتي وجودي"5. والملفت في سيرة سيد الشهداء(عليه السلام) أن غربل وصفّى واختبر أصحابه منذ خروجه من مكة المكرمة، وهذا ما كان يثير قلقاً عند الحوراء زينب(عليها السلام) حين قالت له في كربلاء: "أخي، هل استعملت من أصحابك نياتهم فإنّي أخشى أن يسلّموك عند الوثبة واصطكاك الألسنة!"6، ولكن الحسين(عليه السلام) كان مطمئناً من وقوف هؤلاء الأبطال في هذا الزلزال الرهيب وقوف الجبال الرواسي، وكانت المهمة صعبة، وكربلاء لا ترضى أن يكون أبطالها إلاّ عمالقة في الإنسانية، وقمم في الفضيلة.
ولذلك لا تجد باحثاً أخلاقياً، ولا باحثاً قانونياً يستطيع أن يسجّل مخالفة أخلاقية أو قانونية ارتكبها أصحاب الإمام الحسين(عليه السلام) رغم صعوبة الظروف وشدّة الموقف.

والاعتداء على الحرمات، في مثل هذه الأُمور يعبّر القرآن الكريم: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الاْلْبَابِ7، باعتبار أنّ ردع الجاني يهييء الجو لسيادة الأمن وقطع دابر الجرائم، وهناك العديد من الاعتراضات على الحدود والتعزيرات الإسلامية.
* آية الله الشيخ محمد سند

1 - البقرة (2): 51، آل عمران (3): 183.
2 - الملهوف على قتلى الطفوف: 156، المسلك الثاني في وصف حال القتال، خطبة الامام الحسين(عليه السلام) أمام معسكر ابن سعد.
3 - النساء (4): 84.
4 - ميزان الحكمة 5: 224، الحديث 14886.
5 - ميزان الحكمة 1: 153، الحديث 1114.
6 - موسوعة كلمات الامام الحسين: 493، علاج سيفه وكلامه مع اخته.
7 - البقرة (2): 179.

الإعلام وإشاعة الفتنة

بسم الله الرحمن الرجيم
الإعلام الآن مرتبط بالتاريخ وبعلم النفس والسياسة والأمن والجانب المالي والجانب الاجتماعي، ويعمل على إجراء غسيل لأدمغة الشعوب وغيرها، كأن يقوم الإعلام بعملية تلقين لشعب مّا أنّه شعب متخلّف، وعندما يقتنع بأنّه شعب متخلّف سوف يبحث عن التحضّر والتقدّم، ولكن أين يجد هذا التحضّر؟ يجده عند الجهة التي كانت تستخدم الإعلام لإقناع هذا الشعب بأنّه متخلّف، وتكون النتيجة تبعيّة هذا الشعب لتلك الجهة فيعيش حالة التقهقر والانكسار والتراجع وعدم الثقة في النفس.

نشر أخبار كاذبة لخدمة جهات معيّنة

أو خبر واحد يقلّب الأسعار في سوق النفط والأسهم وغيرها، ولا يستند هذا الخبر إلى حقائق، بل إلى إشاعات وأوهام، والقرآن الكريم يقول: ﴿وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ، فتكون الفتنة الإعلامية أشدّ وقعاً من السلاح الحربي، وذلك لأنّ البشر موجود ذو شعور وإدراك، ويتأثّر بالفكر، وعن طريق الفكر تستطيع أن تغيّر اتجاهات، وتثير حروبا أو توقف حروبا، وأن تقلب الموازين هنا وهناك.

العالم الغربي يحتكر التطوّر ولا يكشف أسراره، ولكن يصدّر الرذيلة والتلوّث البيئي والتلوّث الأخلاقي والتلوّث النفسي، والبعض من المتأثّرين بالفكر الغربي يعيب على الفقه الإسلامي بأنّه يحلّل ويحرّم ويتكلّم عن الطهارة والنجاسة وغيرها، والآن تبيّن أنّ التشريع الإسلامي له دور كبير في حفظ المسلمين من الأمراض، وأنّ أحكامه تحافظ على البيئة وصحة المجتمع.

* آية الله الشيخ محمد سند

الأيديولوجيا وإرهاب الدول

بسم الله الرحمن الرحيم
من تعريفات الإرهاب أنه: "إعمال العنف المسلّح لأهداف سياسية أو أيدلوجية أو دينية باستخدام قنوات العنف المسلّح للتهديد بها"، وبحسب هذا التعريف المفروض أن يدخل عنف الدولة.

 والإرهاب قد قسّم إلى أقسام: إرهاب فردي وإرهاب جماعة أو تنظيم، وحاول البعض أن يقصر التقسيم على هذين القسمين إلاّ أنّ العديد من المحافل والدول أصرّت على وجود إرهاب الدولة، ويتضمّن إرهاب دولة لدولة أُخرى أو إرهابها لشعبها، والمعسكر الغربي يصرّ على حذف هذا النوع من الإرهاب، والسبب واضح، وهو أنّهم يمارسون هذا النوع من الإرهاب بشكل خفي، ويرفضون أن يدرج إرهاب الدولة في تعريف الإرهاب، لكي لا يدانوا بالإرهاب، ولكن حسب التعريف السابق يندرج إرهاب الدولة في تعريف الإرهاب، لأنّهم لم يقيّدوا، ولم يستثنوا من هذا التعريف إرهاب الدولة.

الإرهاب والإيدلوجيةأيضا مما عرف به الإرهاب أنه: "أيدلوجية وقناعات تبرّر العنف الفتّاك لردع المعارض السياسي"، هذا التعريف التحيّز فيه واضح من قبل واضع القانون، لأنّه يصف عقيدة مّا بأنّها إرهاب، كأن يعتقد قوم أنّ دولة أُخرى أو قوميّة أُخرى يجب أن تباد، فهذا التعريف يعتبر نفس هذه العقيدة قنبلة ملغومة أو سلاح فتّاك قد ينطلق في أيّ وقت لإبادة الطرف الآخر، ومن ثمّ فإنّ هذه الأيدلوجية التي تبرّر العنف تجاه الطرف الآخر يطلق عليها إرهاب، فإذا كان المقصود من الأيدلوجية في هذا التعريف الدين، فسنبيّن في ما يأتي، ما هي ضابطة الإرهاب، وما هو ميزان الإرهاب؟

وهناك نقاش محتدم بين الدول حول تحديد الأُسس القانونية لمفهوم الإرهاب، وهناك الكثير من المزايدات والمغالطات في أروقة الأُمم المتّحدة أو في الفضائيات أو غيرها من وسائل الإعلام التي تعمل على إضفاء أجواء غائمة قاتمة حول مفهوم الإرهاب، وعدم وضع النقاط على الحروف في ما هو غائم في مفهوم الإرهاب.

الإرهاب الصهيونيولو أردنا أن نحكم على أيديولوجية معيّنة بأنّها إرهاب، لكانت الأيديولوجية اليهودية الصهيونية هي أكثر الأيدلوجيات إرهاباً في العالم، وقد تمّ بيان هذا المطلب في المؤتمر الذي عُقد مؤخّراً في جنوب أفريقيا حول موضوع العنصريّة، وهذا جلّي وواضح من خلال البروتوكولات الصهيونية، أو حتّى في التوراة المحرّفة، والتي تدعو اليهود إلى إشاعة الرذيلة والاضطراب والفوضى والاستعباد في المجتمع البشري، أي: ينبغي للناس أن يكونوا عبيداً للعنصر اليهودي باعتبارهم شعب الله المختار، والذي يقرأ بروتوكولات الصهيونية يستشف وجود نفسيّة معقّدة حاقدة تقف وراء هذه البروتوكولات، وأنّها ليست مبنيّة على أُسس عقليّة ومنطقيّة صحيحة، وهم يسعون بشتّى الطرق والوسائل لنشر التحلّل الخلقي، وهم يقفون وراء التحلّل الأخلاقي في أمريكا وأوروبا.

وقد سجّلت الإحصائيات أنّ أكثر دولة ينتشر فيها السطو المسلّح هي فرنسا، وقد حاولت بعض الدراسات التعرّف على الأسباب، فكانت النتيجة هي تأثير أفلام الجريمة الأمريكية في هذا المجال.

الهندوس والبوذيّون والثقافة المنحلّةوحتّى الهندوس والبوذيين في الهند واليابان أيضاً ضجّوا خوفاً من اختراق هذه الثقاقة المنحلّة إلى مجتمعهم، وهذه الثقافة تقف وراءها أصابع صهيونية وبصمات إسرائيلية التي تهدف إلى ترويج الشذوذ الجنسي والإجرام وعبادة الشيطان واختراع الأديان الزائفة وتدمير الأديان الأُخرى غير الدين اليهودي.

لماذا غضّ النظر عن الإرهاب الصهيونينحن نقول لمن وضع هذا التعريف: لماذا لا تحارب العقيدة اليهودية التي تحمل هذه الأفكار الهدّامة؟! ومع هذا وقفت الدول الأروبية لمساندة الكيان الصهيوني بكل وقاحة وصلافة وقلّة حياء، فلماذا يتنكّرون للمبادىء التي يعتقدونها، والشعارات التي يرفعونها؟! بحيث انسحبوا من المؤتمر الذي يدين العنصريّة، والذي اعتبر الكيان الصهيوني كياناً عنصرياً.

إذن الأقوياء في العالم يتلاعبون في القوانين من أجل أن يستبّدوا بالضعفاء، لا سيّما إذا كان هؤلاء الضعفاء لا يمتلكون وعياً سياسياً وثقافة قانونية.

اتهام الإسلام بالإرهابولماذا تمتد أصابع الاتهام للإسلام بأنّه يؤيّد الإرهاب، ولا تمتد هذه الأصابع للرأسمالية ودول الاستكبار بأنّها مدمّرة لسلام وأمن العالم على المستوى الاقتصادي والمالي والخُلقي، وتهدّد هويّات الدول والقوميات المختلفة؟! فهم يكيلون بمكيالين بحيث يطبّقون مصداق التعريف على الإسلام، وينكرون انطباقه على الصهيونية والأنظمة الغربية.

القوى الخفيّة وراء عمليات الإرهاب العالميةمن تعريفات الإرهاب أيضاً أنه: "العمل الإجرامي المصحوب بالرعب والفزع لغاية مّا"، وهذا تعريف عام يشمل إرهاب الدولة.

الآن المافيا الأمنيّة، وهم مجموعة من المرتزقة الدوليين أو أشرار العالم، الذين لا يحملون هويّة ولا مبدأ، نتساءل: من الذي يُؤسس هذه المافيا؟ فإن كانت غائبة عن الجهاز الأمني فكيف تدّعي أجهزة الأمن الغربية أنّها مسيطرة على الوضع الأمني العالمي، وإذا كانت مطّلعة ومتمكّنة من اختراق هذه المجموعات فلماذا لا تخترقها؟

هناك مافيا اغتيالات، ومافيا إجرام لزعزعة الأمن في الدول الأُخرى بواسطة مافيا إعلامية تربك الوضع الأمني عبر إذاعة أو فضائية أو برنامج معيّن يضرب على أوتار حسّاسة.

تسليط الأضواء الإعلامية من أجل تمرير مخططات شيطانيةفمثلا: هناك روابط بين ضرب العراق والاعتراف بإسرائيل، ولذلك فهم يسلّطون الأضواء على جانب معيّن من أجل أن يمرّروا مخططاتهم الشيطانية في جانب آخر، والضجّة الإعلامية هنا قد تخدم أغراضاً معيّنة هناك، قال تعالى: {وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مّـِنَ الاْمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الاْمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}[1].

* آية الله الشيخ محمد سند - بتصرف

[1]- النساء (4): 83.

عز الولاية

محاور الموضوع
دور الفقهاء في حفظ الدين
بولاية الفقيه انتصرت الثورة والدولة
الإمام الخامنئي دام ظله يكمل طريق الثورة والدولة

الهدف: التعرّف على مبادئ الثورة الإسلامية ودور ولاية الفقيه في الثورة والدولة.

تصدير: روى ثقة الإسلام الكليني بإسناد صحيح عن علي بن أبي حمزة البطائني... قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام يقول: "إذا مات المؤمن بكت عليه ملائكة السماء ــ إلى أن قال ــ لأن المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها"*.

دور الفقهاء في حفظ الدين
فقد شبّه عليه السلام بقوله: "لأن المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها" مقام الفقهاء في الإسلام بالحصون الحصينة الصامدة في وجه هجمات الأعداء: فهم دعاة الدين وحفظته والمدافعون عنه، فإذا كان للدين حضور وسيطرة سياسية وإدارية واجتماعية تشريعاً وتنفيذاً، فالمدافع عنه هو المسؤول الأول لبسط الدين وتحكيم قواعده، ومن ثم تشمل سيادته كافة أبعاد حياة المسلمين. وهل هذا إلاّ معنى "الولاية العامة" الثابتة للفقهاء الأكفاء؟! وهذا هو معنى ما ورد: "مجاري الأمور والأحكام على أيدي العلماء بالله، الأمناء على حلاله وحرامه"(1) فالواضح أنّ المقصود من حراسة الإسلام هي حراسة كيانه في وجود المسلمين، لا حراسة ثبته طيّ الكتب والسطور وفي مخازن المكتبات، إذ الإسلام يزول بزواله عن النفوس المؤمنة إذا سيطر عليهم العدو ولم يكن من يقوم بشؤونهم ويدافع عن كيانهم ويقف سدَّاً منيعاً في وجه العدو الغادر الذي يريد استعمار المسلمين فكرياً ثم سياسياً وعسكرياً في نهاية الأمر.

وهذا ما نفهمه بوضوح في كلمات الإمام الخميني قدس سره عن ولاية الفقيه، حيث يقول دام ظله: "وإذا نهض بأمر تشكيل الحكومة فقيه عالم عادل فانه يلي من أمور المجتمع ما كان يليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم منها، ووجب على الناس أن يسمعوا له ويطيعوا. ويملك هذا الحاكم من أمر الإدارة والرعاية والسياسة للناس ما كان يملكه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام على ما يمتاز به الرسول والإمام من فضائل ومناقب خاصة".

ويقول أيضا في كتاب البيع: "... فيكون لهم في الجهات المربوطة بالحكومة كل ما كان لرسول الله والأئمة من بعده صلوات الله عليهم أجمعين ولا يلزم من ذلك أن تكون رتبتهم كرتبة الأنبياء أو الأئمة عليه السلام فانّ الفضائل المعنوية أمر لا يشاركهم عليه السلام فيه غيرهم".

ويقول رحمه الله في موضع آخر: "ثم إنّ المستحصل من جميع ما ذكرناه أن للفقيه جميع ما للإمام عليه السلام إلا إذا قام الدليل على أن الثابت له عليه السلام ليس من جهة ولايته وسلطنته بل لجهات شخصية تشريفاً له، أو دلّ الدليل على أن الشيء الفلاني وإن كان من شؤون الحكومة والسلطنة لكن يختص بالإمام عليه السلام ولا يتعدّى منه".

بولاية الفقيه انتصرت الثورة والدولة
لقد حقّقت الثورةُ الإٍسلامية المباركة إحياءً للإسلام المحمدي الأصيل في عصر احتكار السلطة وحصرها بيد المستكبرين، نهض الإمام الخميني قدس سره بثورة الإسلام في إيران في إطار تفعيل حاكمية الله تعالى على الأرض ولتصويب التوجهات الإنسانية وإعادة الاعتبار للدين والمعنويات. من هنا فإن الإمام قدس سره كان يرى الثورة الإسلامية:

ثورة إلهّية: إذ يقول قدس سره: "إن التحوّل الذي حصل لشعبنا من الخوف إلى الاقتدار، ومن الضعف إلى القوة، إنما كان تحوّلاً إلهياً". لذا كان قدس سره يركّز على معنوية الثورة قبل طابعها السياسي والاجتماعي، وفي ذلك يقول: "إنّ ثورتنا الإسلاميّة الكبرى هي ثورةٌ معنويّةٌ روحيّةٌ قبل أن تكون سياسيّة واجتماعيّة". وكان قدس سره يعتبر أنّ سبب نجاح الثورة الأول هو التعلق بالله سبحانه وتعالى والتوجه إليه قبل أن يكون بالعدد والعتاد، فيقول قدس سره: "إنّ السرّ في انتصاركم هو الإيمان بالله والتوجّه إليه" ويقول أيضاً: "لقد انتصرنا بقدرة الإيمان.. ولم ننتصر بالعدد والعدّة".

الانتصار سنة إلهية: ويعتبر الإمام قدس سره أنّ انتصار الثورة المباركة يقع في مسار السنة الإلهية التي لا بدّ فيها من انتصار الحق على الباطل و عن ذلك يقول: "إنّنا على الحقّ والحقّ منتصر على الباطل" ويقول أيضاً: "إنّكم على الحقّ، وقد وقفتم بوجه الباطل، والحقّ منتصر لا محالة".

حقيقة الانتصار بتطبيق الإسلام: يرى الإمام قدس سره أنّ الانتصار الحقيقي يكمن في تطبيق الإسلام، ويتم حينما يكتمل تطبيق الدين الحنيف في جميع العالم، يقول قدس سره:"الانتصار النهائي يتحقّق عندما يطبّق الإسلام في إيران بجميع أبعاده وجميع أهدافه وبجميع أحكامه، والنصر الأكبر يتحقّق عندما يحكم الإسلام كلّ أقطار العالم". ولهذا لا بد من التضحية يقول الإمام قدس سره: "لا بدّ من التضحية بالنفس وتقديم الضحايا والقرابين في طريق الثورة.."

الإمام الخامنئي يكمل طريق الثورة والدولة: 
يُلفت الإمام الخميني المقدّس إلى أنّ حفظ الثورة الإسلامية يحتاج إلى أن تكون في أيدي المؤمنين، قال قدس سره: "لقد سَلَّمَت إيران مهمة حفظ الثورة إلى أشخاصٍ مؤمنين، والثورة تتقدّم الآن أيضاً على أيدي أولئك المؤمنين". وهذا هو الإمام الخامنئي دام ظله قد حفظ وصية الإمام جيداً فأكمل طريق الثورة وحفظ الدولة، فيقول:

الإمام والثورة: "ليس ثمة فارق فيما بين الحديث عن الإمام والحديث عن الثورة؛ فرغم أنّ إمامنا العظيم كان شخصية بارزة ومرموقة في جوانب متعددة؛ فلقد كان عالماً فذاً، فقيهاً له مدرسته، فيلسوفاً مرموقاً، سياسياً ومصلحاً اجتماعياً عملاقاً، وقد كان من الناحية الروحية ذا مناقب ومزايا راقية قلَّ نظيرها، وثمة بعدٌ آخر في شخصيته عبارة عن المبادئ والخطوط الواضحة التي أرساها في هذا البلد وفي هذه المنطقة على مرأىً من شعوب العالم، وعلى أساسها أقام نظاماً سياسياً واجتماعياً وأحيا بها آمالاً كبيرة في قلوب مستضعفي العالم والأمة الإسلامية؛ فشخصية الإمام ليست بمعزلٍ عن مبادئه الأساسية، وفي الحقيقة فإن هوية ثورتنا وأصولها تشكّل الخطوط البارزة لشخصية الإمام أيضاً، وكلّما تحدثنا عن الثورة فإنما نتحدث عن الإمام في واقع الأمر"(2).

ميزة الثورة الإسلامية: يقول دام ظله: "إن ميزة الثورة الإسلامية العملاقة، التي جعلت منها ظاهرة فريدة على مرّ القرون الأخيرة في أنظار المراقبين والخبراء، فكانت براعة إمامنا العظيم في أنّه وضع إطاراً متماسكاً لهذه الثورة ولم يسمح بذوبانها في بوتقة القوى والخطوط السياسية السلطوية، فكان مغزى شعار "لا شرقية لا غربية جمهورية إسلامية" أو شعار "استقلال حرّية جمهورية إسلامية" ـ اللذين رسمتهما تعاليم الإمام وإرشاداته على شفاه الجماهير".

الثورة على قواعد صلبة: لقد أقيمت هذه الثورة على قواعد صلبة، فجعلت من تطبيق العدالة والحرّية والاستقلال ـ وهي من أهم القيم بالنسبة للشعوب ـ ومن المعنويات والأخلاق غايتها. هذه الثورة مزيج من الدعوة للعدالة والتحرر وحاكمية الشعب والمعنويات والأخلاق السعادة للمجتمع والإنسان.

الثورة تحي آمال الشعوب: ولهذا فقد استطاعت الجمهورية الإسلامية كظاهرة عصرية فريدة إحياءَ الآمال في قلوب المسلمين، حيث أدرك الجميع في أرجاء العالم الإسلامي وخارجه أنها ليست نسخة تقليدية لما كانوا سمعوا من شعارات أطلقتها الألسن المتزلزلة لأنظمة الشرق أو الغرب، بل هي ظاهرة عصرية تتميز بحيويتها واقتدارها وحداثة حركتها.

مبادئ الإمام هي مبادئ الإسلام
يقول الإمام الخامنئي: "إنّ حاكمية الشعب في النظام الإسلامي هي حاكمية الشعب الدينية، أي المرتكزة على رأي الإسلام، وهي ليست عقداً عرفياً، بل من صلب الرؤية الإسلامية الرجوع إلى رأي الأمة وإرادتها حيثما اقتضى الرجوع، ولذا فهي تبلور التزاماً إسلامياً، وليس على غرار الدول الديمقراطية حيث تلتزم بعقد عرفي يسهل نكثه؛ فحاكمية الشعب في نظام الجمهورية الإسلامية تكليف ديني، والمسؤولون يقيّدهم تعهّد ديني في الحفاظ على هذه الخصيصة ويتعيّن عليهم تقديم الجواب عنه أمام الله سبحانه وتعالى. وهذا مبدأ كبير من مبادئ إمامنا العظيم(3)".

* الكليني، أصول الكافي، ج1،ص38، باب فقد العلماء.
(1) الكاشاني، الوافي، ج15، ص179.
(2) خطاب سماحته في حرم الإمام الخميني قدس سره، 22/3/1423
(3) خطاب سماحته في حرم الإمام الخميني قدس سره، 22/3/1423

أساليب عملية لرفع القدرة على الخطابة والحديث


بسم الله الرحمن الرحيم
نشير إلى بعض الأساليب العملية التي يؤدي اتقانها إلى رفع القدرة على الكلام والخطابة والمهارة على الحديث، وهي للمبتدئين أساليب ونماذج عملية مفيدة:

1- مطالعة نص أو مقالة أو جزء من كتاب ثم تركه جانباً وتكرار ما قرأناه.

2- اعادة تكرار الدرس الذي تعلمناه لشخص آخر أو لأنفسنا.

3- التمرين أثناء الخلو مع النفس ويمكن في هذه الأثناء اللجوء إلى الخطابة أمام المرآة والتدقيق في حركات الوجه والأعضاء...

4- تسجيل الخطابات التمرينية على شريط ثم الاستماع إليها للاطلاع على ما نعاني منه من ضعف.

5- التمرين على الصوت ومدى ارتفاع وانخفاض اللحن.

6- أداء الكلمات بشكل فصيح، متقن وواضح.

7- الاستعانة بحركات اليدين والأعضاء والنظر.

8- الاستماع إلى الخطباء المشهورين.

9- للاطلاع على أصواتنا يمكن الخروج إلى الصحراء أو الغابة أو الأماكن الخالية والواسعة والتحدث بصوت مرتفع.

10- يمكن تدوين مسودة الخطاب على ورقة ثم التمرين بناءً عليها. طبعاً لا مانع من تدوين رؤوس المطالب للاستعانة بها أثناء الخطابة.

11- العمل على المشاركة في خطابات قصيرة لا تتجاوز الخمس دقائق. والعمل على ايصال اكبر مقدار من المعلومات في أقل وقت ممكن.

12- لأجل تقوية الخطابة يمكن أن نأخذ بعين الاعتبار بعض العناوين العادية: الحديقة، الجبل، المعلم، الاسراف، الشهيد... ثم الحديث عنها بشكل مباشر بحيث نتكلم بكل ما يصل إلى ذهننا من دون توقف ويساهم هذا الأمر في جعل الذهن خلاقاً.

معايير وارشادات لإجراء النشاطات التبليغية


فيما يلي سنتحدث حول بعض الارشادات التي تتعلق بمرحلة إجراء النشاطات التبليغية.

القسم الأول: النشاطات التبليغية

الأول - اختيار المبلغين‏

يلعب المبلغون الدور الأساس في موفقية جميع نشاطات المنظمة التبليغية، وعلى هذا الأساس فإن الاهتمام بهم هو اهتمام بجميع نشاطات المنظمة.

بناءً على ما تقدم يجب اعتماد الدقة في اختيار المبلغ، ويقترح ارسال أكثر من مبلغ إلى المنطقة التي ينبغي  التبليغ فيها للتقليل من الأخطاء. من المناسب أن تقوم المنظمة قبل ارسال المبلغ إلى ساحة التبليغ، بالوقوف على قدراته في مجال العمل فلا تكتفي بتصديق هذا أو ذاك. وهنا نوصي المنظمة أن تقوم باختيار المبلغ عملياً قبل إمضاء عقد عمل معه.

شروط اختيار المبلغين‏

يجب أن يتمتع المبلغ الذي يقع عليه الاختيار بالشروط التالية:
ألف -  أن يمتلك عقائد صحيحة وسالمة.
ب - الالتزام والتقيد بالسلوك الإسلامي.
ج - امتلاك اللياقة العلمية والتبليغية (مثال ذلك أن يحفظ البعض أجزاء من القرآن الكريم، الاطلاع على المقدار الضروري من المسائل الشرعية، أن يمتلك الشوق والرغبة للاستمرار بالتعلم والحصول على العلم، أن يمتلك روحية تبليغية) ويتغير هذا الشرط شدة وضعفاً حسب المنطقة.
د - إتقان اللغة المحلية.
هـ - السلامة البدنية وعدم وجود نقص في عضو يمنعه من النشاط.
و - القدرة على التدريس ونقل المطالب.
ز - ترك الأعمال الأخرى والتفرغ للتبليغ كامل الوقت.
ح - عدم الاشتراك في الأحزاب السياسية حتى لا يؤثر الأفكار السياسية للأحزاب على عمل المنظمة.
ط - عدم وجود الموانع الاجتماعية كانتساب المبلغ إلى قبيلة بينها وبين القبيلة المضيفة نزاع وخلاف.
ي - القدرة على إنجاز الوظائف التبليغية.
ك - النجاح في الامتحان الكتبي والشفهي.
يجب أن لا نغفل عن أن الموفقية في العمل التبليغي يتوقف على اختيار مبلغين أكفاء.

* حجة الإسلام الدكتور محسن الويري‏

المشرف : الشيخ ابو علي الفاطمي @@ 2015 @@

Designed by Templateism