بسم الله الرحمن الرحيم
من رضي بعمل قوم أشرك معهم:
نعزّي سيد المرسلين(صلى الله عليه وآله) في مصيبة ولده الإمام الحسين(عليه السلام)، ونتبرّأ ممّن قتله وظلمه وانتهك حرمته.
وبعد فإنّ هناك حقيقة قرآنية يخاطب بها الله اليهود الذين عاصروا النبي(صلى الله عليه وآله)، ويحمّلهم ما اقترفه آباؤهم قبل عدّة قرون، فنلاحظ ذلك في سورة البقرة1، ومن ذلك قتل الأنبياء وتحريف الكتاب وإعانة الظالمين، وقد علّل المفسرون هذا الخطاب بأنّ الجيل الذي عاصر النبي(صلى الله عليه وآله) كان مقرّاً وراض. عمّا فعله أسلافه في تلك القرون، فلذلك فإنّ الغضب الإلهي الشديد لليهود الذين عاصروا النبي(صلى الله عليه وآله) وكأنهم هم أولئك الذين اقترفوا تلك الجرائم في تلك العهود.
لابد من وضوح الموقف تجاه الحق والباطل:ونحن نتعلّم من هذا درس أن نقف مع الحق وأن نتبرّأ من الباطل، ويجب أن نوالي الحق ونسانده ونحبّه، ومن هذا المنطلق يجب على الأُمة الإسلامية أن نتبرّأ مما فعله بنو أمية من جرائم وفظائع وظلم لأهل البيت(عليهم السلام)، وأن توالي سيد الشهداء(عليه السلام); لأنّ موقفها هذا هو بمثابة الحضور في ساحة كربلاء لنصرة الحسين(عليه السلام)، أمّا الراضون بقتله فهم بمثابة الذين حضروا كربلاء لكي يقتلون سيد الشهداء(عليه السلام).
في النصوص الدولية يذكرون عدّة أسباب للإرهاب وهي:
1 ـ عدم احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.
2 ـ عدم احترام حقوق الطوائف والأقليات.
3 ـ عدم الإقرار بحق الشعوب في تقرير مصيرها.
4 ـ التمييز العنصري والطائفي.
5 ـ العدوان على شعوب العالم الثالث.
6 ـ التدخّل في الشؤون الداخلية للدول المتحرّرة من قبل الدول العظمى.
7 ـ احتلال الأراضي.
معالجة أسباب الإرهاب:ولقد أحسنت إحدى الدول الإسلامية عندما نصحت الدول الكبرى بأنّ معالجة الإرهاب إنّما تتم بمعالجة أسبابه لا بالتصدّي لآثاره فإنّ هذا لن يحلّ المشكلة، والحلّ يكمن في إعطاء كل ذي حق حقه.
عدم الرضوخ للإرهاب:ولقد أعطانا الإمام الحسين(عليه السلام) درساً في الصمود في ميدان المطالبة بالحق مهما بلغ بطش الطغاة، قال(عليه السلام): "ألا وإنّ الدعي ابن الدعي قد ركّز بين اثنتين بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة يأبى الله لنا ذلك ورسوله..."2، والطاغي إنّما جعل له خيارين: إمّا الخضوع والذل والاستسلام، وإمّا القتال والاستشهاد فاختار الإمام(عليه السلام) لغة القوّة وان لم يبتدئ بها، ولكنّه رفض الخضوع أمام القوّة والتهديد، وهذا هو الدرس المستفاد من عاشوراء، وهو عدم الاستسلام لبغي وبطش الدول الكبرى على حساب المبادىء والقيم والالتزام بالخط الإلهي العظيم.
وحينئذ تكون مجابهة القوّة بالقوّة مجابهة مشروعة، وكان الإمام الحسين(عليه السلام) له حدود لا يخرج عنها، وله موازين لا يتعدّاها، وهي الموازين الشرعية الإسلامية.
مقارنة بين موقف النبي(صلى الله عليه وآله) وموقف الإمام الحسين (عليه السلام):هل كان أصحاب الحسين(عليه السلام) في ليلة عاشوراء مستعدّين لتلك المواجهة الصعبة؟ ولماذا استمرّوا في نصرة سيد الشهداء، مع أنّ الحسين(عليه السلام) قد برّأ ذمّتهم، وجوّز لهم الانصراف؟ وحينها سيكون وحده يواجه هذا الجيش الجرّار، وقد أمر الله النبي أن يجاهد الكفار حتّى لو وصل به الأمر أن يبقى لوحده في الميدان، قال تعالى: ﴿فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ﴾3، فالحسين مستعدّ للقتال حتّى لو كان وحيداً، وهذا يدلّل على أنّ موقف الحسين(عليه السلام) في قتال بني أمية يضاهي ويماثل موقف النبي(صلى الله عليه وآله) في قتال الكفار، وهذا لم يكن للإمام علي(عليه السلام); لأنّ وظيفة الإمام علي (عليه السلام)، وكذلك الإمام الحسن(عليه السلام) أن يستنصر المسلمين في قتال أعدائه فإن نصروه جاهدهم وإن لم يفعلوا فلا يبقى لوحده في الميدان ويسقط عنه التكليف، أمّا الإمام الحسين(عليه السلام) فوظيفته الشرعية أن يبقى ولو كان وحده، كما أمر الله نبيّه(صلى الله عليه وآله) في الآية الآنفة الذكر.
هل اختبرت نيّة أصحابك؟وهكذا ثبت الإمام الحسين(عليه السلام)، وثبت معه أهل بيته وأصحابه، وكان الإمام(عليه السلام) قد ورث الشجاعة من جدّه (صلى الله عليه وآله) الذي كان الإمام علي(عليه السلام) يقول عنه: "لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله(صلى الله عليه وآله).."4 وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "أمّا الحسن فإنّ له هيبتي وسؤددي، وأمّا الحسين فإنّ له شجاعتي وجودي"5. والملفت في سيرة سيد الشهداء(عليه السلام) أن غربل وصفّى واختبر أصحابه منذ خروجه من مكة المكرمة، وهذا ما كان يثير قلقاً عند الحوراء زينب(عليها السلام) حين قالت له في كربلاء: "أخي، هل استعملت من أصحابك نياتهم فإنّي أخشى أن يسلّموك عند الوثبة واصطكاك الألسنة!"6، ولكن الحسين(عليه السلام) كان مطمئناً من وقوف هؤلاء الأبطال في هذا الزلزال الرهيب وقوف الجبال الرواسي، وكانت المهمة صعبة، وكربلاء لا ترضى أن يكون أبطالها إلاّ عمالقة في الإنسانية، وقمم في الفضيلة.
ولذلك لا تجد باحثاً أخلاقياً، ولا باحثاً قانونياً يستطيع أن يسجّل مخالفة أخلاقية أو قانونية ارتكبها أصحاب الإمام الحسين(عليه السلام) رغم صعوبة الظروف وشدّة الموقف.
والاعتداء على الحرمات، في مثل هذه الأُمور يعبّر القرآن الكريم: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الاْلْبَابِ﴾7، باعتبار أنّ ردع الجاني يهييء الجو لسيادة الأمن وقطع دابر الجرائم، وهناك العديد من الاعتراضات على الحدود والتعزيرات الإسلامية.
نعزّي سيد المرسلين(صلى الله عليه وآله) في مصيبة ولده الإمام الحسين(عليه السلام)، ونتبرّأ ممّن قتله وظلمه وانتهك حرمته.
وبعد فإنّ هناك حقيقة قرآنية يخاطب بها الله اليهود الذين عاصروا النبي(صلى الله عليه وآله)، ويحمّلهم ما اقترفه آباؤهم قبل عدّة قرون، فنلاحظ ذلك في سورة البقرة1، ومن ذلك قتل الأنبياء وتحريف الكتاب وإعانة الظالمين، وقد علّل المفسرون هذا الخطاب بأنّ الجيل الذي عاصر النبي(صلى الله عليه وآله) كان مقرّاً وراض. عمّا فعله أسلافه في تلك القرون، فلذلك فإنّ الغضب الإلهي الشديد لليهود الذين عاصروا النبي(صلى الله عليه وآله) وكأنهم هم أولئك الذين اقترفوا تلك الجرائم في تلك العهود.
لابد من وضوح الموقف تجاه الحق والباطل:ونحن نتعلّم من هذا درس أن نقف مع الحق وأن نتبرّأ من الباطل، ويجب أن نوالي الحق ونسانده ونحبّه، ومن هذا المنطلق يجب على الأُمة الإسلامية أن نتبرّأ مما فعله بنو أمية من جرائم وفظائع وظلم لأهل البيت(عليهم السلام)، وأن توالي سيد الشهداء(عليه السلام); لأنّ موقفها هذا هو بمثابة الحضور في ساحة كربلاء لنصرة الحسين(عليه السلام)، أمّا الراضون بقتله فهم بمثابة الذين حضروا كربلاء لكي يقتلون سيد الشهداء(عليه السلام).
في النصوص الدولية يذكرون عدّة أسباب للإرهاب وهي:
1 ـ عدم احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.
2 ـ عدم احترام حقوق الطوائف والأقليات.
3 ـ عدم الإقرار بحق الشعوب في تقرير مصيرها.
4 ـ التمييز العنصري والطائفي.
5 ـ العدوان على شعوب العالم الثالث.
6 ـ التدخّل في الشؤون الداخلية للدول المتحرّرة من قبل الدول العظمى.
7 ـ احتلال الأراضي.
معالجة أسباب الإرهاب:ولقد أحسنت إحدى الدول الإسلامية عندما نصحت الدول الكبرى بأنّ معالجة الإرهاب إنّما تتم بمعالجة أسبابه لا بالتصدّي لآثاره فإنّ هذا لن يحلّ المشكلة، والحلّ يكمن في إعطاء كل ذي حق حقه.
عدم الرضوخ للإرهاب:ولقد أعطانا الإمام الحسين(عليه السلام) درساً في الصمود في ميدان المطالبة بالحق مهما بلغ بطش الطغاة، قال(عليه السلام): "ألا وإنّ الدعي ابن الدعي قد ركّز بين اثنتين بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة يأبى الله لنا ذلك ورسوله..."2، والطاغي إنّما جعل له خيارين: إمّا الخضوع والذل والاستسلام، وإمّا القتال والاستشهاد فاختار الإمام(عليه السلام) لغة القوّة وان لم يبتدئ بها، ولكنّه رفض الخضوع أمام القوّة والتهديد، وهذا هو الدرس المستفاد من عاشوراء، وهو عدم الاستسلام لبغي وبطش الدول الكبرى على حساب المبادىء والقيم والالتزام بالخط الإلهي العظيم.
وحينئذ تكون مجابهة القوّة بالقوّة مجابهة مشروعة، وكان الإمام الحسين(عليه السلام) له حدود لا يخرج عنها، وله موازين لا يتعدّاها، وهي الموازين الشرعية الإسلامية.
مقارنة بين موقف النبي(صلى الله عليه وآله) وموقف الإمام الحسين (عليه السلام):هل كان أصحاب الحسين(عليه السلام) في ليلة عاشوراء مستعدّين لتلك المواجهة الصعبة؟ ولماذا استمرّوا في نصرة سيد الشهداء، مع أنّ الحسين(عليه السلام) قد برّأ ذمّتهم، وجوّز لهم الانصراف؟ وحينها سيكون وحده يواجه هذا الجيش الجرّار، وقد أمر الله النبي أن يجاهد الكفار حتّى لو وصل به الأمر أن يبقى لوحده في الميدان، قال تعالى: ﴿فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ﴾3، فالحسين مستعدّ للقتال حتّى لو كان وحيداً، وهذا يدلّل على أنّ موقف الحسين(عليه السلام) في قتال بني أمية يضاهي ويماثل موقف النبي(صلى الله عليه وآله) في قتال الكفار، وهذا لم يكن للإمام علي(عليه السلام); لأنّ وظيفة الإمام علي (عليه السلام)، وكذلك الإمام الحسن(عليه السلام) أن يستنصر المسلمين في قتال أعدائه فإن نصروه جاهدهم وإن لم يفعلوا فلا يبقى لوحده في الميدان ويسقط عنه التكليف، أمّا الإمام الحسين(عليه السلام) فوظيفته الشرعية أن يبقى ولو كان وحده، كما أمر الله نبيّه(صلى الله عليه وآله) في الآية الآنفة الذكر.
هل اختبرت نيّة أصحابك؟وهكذا ثبت الإمام الحسين(عليه السلام)، وثبت معه أهل بيته وأصحابه، وكان الإمام(عليه السلام) قد ورث الشجاعة من جدّه (صلى الله عليه وآله) الذي كان الإمام علي(عليه السلام) يقول عنه: "لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله(صلى الله عليه وآله).."4 وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "أمّا الحسن فإنّ له هيبتي وسؤددي، وأمّا الحسين فإنّ له شجاعتي وجودي"5. والملفت في سيرة سيد الشهداء(عليه السلام) أن غربل وصفّى واختبر أصحابه منذ خروجه من مكة المكرمة، وهذا ما كان يثير قلقاً عند الحوراء زينب(عليها السلام) حين قالت له في كربلاء: "أخي، هل استعملت من أصحابك نياتهم فإنّي أخشى أن يسلّموك عند الوثبة واصطكاك الألسنة!"6، ولكن الحسين(عليه السلام) كان مطمئناً من وقوف هؤلاء الأبطال في هذا الزلزال الرهيب وقوف الجبال الرواسي، وكانت المهمة صعبة، وكربلاء لا ترضى أن يكون أبطالها إلاّ عمالقة في الإنسانية، وقمم في الفضيلة.
ولذلك لا تجد باحثاً أخلاقياً، ولا باحثاً قانونياً يستطيع أن يسجّل مخالفة أخلاقية أو قانونية ارتكبها أصحاب الإمام الحسين(عليه السلام) رغم صعوبة الظروف وشدّة الموقف.
والاعتداء على الحرمات، في مثل هذه الأُمور يعبّر القرآن الكريم: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الاْلْبَابِ﴾7، باعتبار أنّ ردع الجاني يهييء الجو لسيادة الأمن وقطع دابر الجرائم، وهناك العديد من الاعتراضات على الحدود والتعزيرات الإسلامية.
* آية الله الشيخ محمد سند
1 - البقرة (2): 51، آل عمران (3): 183.
2 - الملهوف على قتلى الطفوف: 156، المسلك الثاني في وصف حال القتال، خطبة الامام الحسين(عليه السلام) أمام معسكر ابن سعد.
3 - النساء (4): 84.
4 - ميزان الحكمة 5: 224، الحديث 14886.
5 - ميزان الحكمة 1: 153، الحديث 1114.
6 - موسوعة كلمات الامام الحسين: 493، علاج سيفه وكلامه مع اخته.
7 - البقرة (2): 179.
2 - الملهوف على قتلى الطفوف: 156، المسلك الثاني في وصف حال القتال، خطبة الامام الحسين(عليه السلام) أمام معسكر ابن سعد.
3 - النساء (4): 84.
4 - ميزان الحكمة 5: 224، الحديث 14886.
5 - ميزان الحكمة 1: 153، الحديث 1114.
6 - موسوعة كلمات الامام الحسين: 493، علاج سيفه وكلامه مع اخته.
7 - البقرة (2): 179.