محاور الموضوع
دور الفقهاء في حفظ الدين
بولاية الفقيه انتصرت الثورة والدولة
الإمام الخامنئي دام ظله يكمل طريق الثورة والدولة
الهدف: التعرّف على مبادئ الثورة الإسلامية ودور ولاية الفقيه في الثورة والدولة.
تصدير: روى ثقة الإسلام الكليني بإسناد صحيح عن علي بن أبي حمزة البطائني... قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام يقول: "إذا مات المؤمن بكت عليه ملائكة السماء ــ إلى أن قال ــ لأن المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها"*.
دور الفقهاء في حفظ الدين
فقد شبّه عليه السلام بقوله: "لأن المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها" مقام الفقهاء في الإسلام بالحصون الحصينة الصامدة في وجه هجمات الأعداء: فهم دعاة الدين وحفظته والمدافعون عنه، فإذا كان للدين حضور وسيطرة سياسية وإدارية واجتماعية تشريعاً وتنفيذاً، فالمدافع عنه هو المسؤول الأول لبسط الدين وتحكيم قواعده، ومن ثم تشمل سيادته كافة أبعاد حياة المسلمين. وهل هذا إلاّ معنى "الولاية العامة" الثابتة للفقهاء الأكفاء؟! وهذا هو معنى ما ورد: "مجاري الأمور والأحكام على أيدي العلماء بالله، الأمناء على حلاله وحرامه"(1) فالواضح أنّ المقصود من حراسة الإسلام هي حراسة كيانه في وجود المسلمين، لا حراسة ثبته طيّ الكتب والسطور وفي مخازن المكتبات، إذ الإسلام يزول بزواله عن النفوس المؤمنة إذا سيطر عليهم العدو ولم يكن من يقوم بشؤونهم ويدافع عن كيانهم ويقف سدَّاً منيعاً في وجه العدو الغادر الذي يريد استعمار المسلمين فكرياً ثم سياسياً وعسكرياً في نهاية الأمر.
وهذا ما نفهمه بوضوح في كلمات الإمام الخميني قدس سره عن ولاية الفقيه، حيث يقول دام ظله: "وإذا نهض بأمر تشكيل الحكومة فقيه عالم عادل فانه يلي من أمور المجتمع ما كان يليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم منها، ووجب على الناس أن يسمعوا له ويطيعوا. ويملك هذا الحاكم من أمر الإدارة والرعاية والسياسة للناس ما كان يملكه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام على ما يمتاز به الرسول والإمام من فضائل ومناقب خاصة".
ويقول أيضا في كتاب البيع: "... فيكون لهم في الجهات المربوطة بالحكومة كل ما كان لرسول الله والأئمة من بعده صلوات الله عليهم أجمعين ولا يلزم من ذلك أن تكون رتبتهم كرتبة الأنبياء أو الأئمة عليه السلام فانّ الفضائل المعنوية أمر لا يشاركهم عليه السلام فيه غيرهم".
ويقول رحمه الله في موضع آخر: "ثم إنّ المستحصل من جميع ما ذكرناه أن للفقيه جميع ما للإمام عليه السلام إلا إذا قام الدليل على أن الثابت له عليه السلام ليس من جهة ولايته وسلطنته بل لجهات شخصية تشريفاً له، أو دلّ الدليل على أن الشيء الفلاني وإن كان من شؤون الحكومة والسلطنة لكن يختص بالإمام عليه السلام ولا يتعدّى منه".
بولاية الفقيه انتصرت الثورة والدولة
لقد حقّقت الثورةُ الإٍسلامية المباركة إحياءً للإسلام المحمدي الأصيل في عصر احتكار السلطة وحصرها بيد المستكبرين، نهض الإمام الخميني قدس سره بثورة الإسلام في إيران في إطار تفعيل حاكمية الله تعالى على الأرض ولتصويب التوجهات الإنسانية وإعادة الاعتبار للدين والمعنويات. من هنا فإن الإمام قدس سره كان يرى الثورة الإسلامية:
ثورة إلهّية: إذ يقول قدس سره: "إن التحوّل الذي حصل لشعبنا من الخوف إلى الاقتدار، ومن الضعف إلى القوة، إنما كان تحوّلاً إلهياً". لذا كان قدس سره يركّز على معنوية الثورة قبل طابعها السياسي والاجتماعي، وفي ذلك يقول: "إنّ ثورتنا الإسلاميّة الكبرى هي ثورةٌ معنويّةٌ روحيّةٌ قبل أن تكون سياسيّة واجتماعيّة". وكان قدس سره يعتبر أنّ سبب نجاح الثورة الأول هو التعلق بالله سبحانه وتعالى والتوجه إليه قبل أن يكون بالعدد والعتاد، فيقول قدس سره: "إنّ السرّ في انتصاركم هو الإيمان بالله والتوجّه إليه" ويقول أيضاً: "لقد انتصرنا بقدرة الإيمان.. ولم ننتصر بالعدد والعدّة".
الانتصار سنة إلهية: ويعتبر الإمام قدس سره أنّ انتصار الثورة المباركة يقع في مسار السنة الإلهية التي لا بدّ فيها من انتصار الحق على الباطل و عن ذلك يقول: "إنّنا على الحقّ والحقّ منتصر على الباطل" ويقول أيضاً: "إنّكم على الحقّ، وقد وقفتم بوجه الباطل، والحقّ منتصر لا محالة".
حقيقة الانتصار بتطبيق الإسلام: يرى الإمام قدس سره أنّ الانتصار الحقيقي يكمن في تطبيق الإسلام، ويتم حينما يكتمل تطبيق الدين الحنيف في جميع العالم، يقول قدس سره:"الانتصار النهائي يتحقّق عندما يطبّق الإسلام في إيران بجميع أبعاده وجميع أهدافه وبجميع أحكامه، والنصر الأكبر يتحقّق عندما يحكم الإسلام كلّ أقطار العالم". ولهذا لا بد من التضحية يقول الإمام قدس سره: "لا بدّ من التضحية بالنفس وتقديم الضحايا والقرابين في طريق الثورة.."
الإمام الخامنئي يكمل طريق الثورة والدولة:
يُلفت الإمام الخميني المقدّس إلى أنّ حفظ الثورة الإسلامية يحتاج إلى أن تكون في أيدي المؤمنين، قال قدس سره: "لقد سَلَّمَت إيران مهمة حفظ الثورة إلى أشخاصٍ مؤمنين، والثورة تتقدّم الآن أيضاً على أيدي أولئك المؤمنين". وهذا هو الإمام الخامنئي دام ظله قد حفظ وصية الإمام جيداً فأكمل طريق الثورة وحفظ الدولة، فيقول:
الإمام والثورة: "ليس ثمة فارق فيما بين الحديث عن الإمام والحديث عن الثورة؛ فرغم أنّ إمامنا العظيم كان شخصية بارزة ومرموقة في جوانب متعددة؛ فلقد كان عالماً فذاً، فقيهاً له مدرسته، فيلسوفاً مرموقاً، سياسياً ومصلحاً اجتماعياً عملاقاً، وقد كان من الناحية الروحية ذا مناقب ومزايا راقية قلَّ نظيرها، وثمة بعدٌ آخر في شخصيته عبارة عن المبادئ والخطوط الواضحة التي أرساها في هذا البلد وفي هذه المنطقة على مرأىً من شعوب العالم، وعلى أساسها أقام نظاماً سياسياً واجتماعياً وأحيا بها آمالاً كبيرة في قلوب مستضعفي العالم والأمة الإسلامية؛ فشخصية الإمام ليست بمعزلٍ عن مبادئه الأساسية، وفي الحقيقة فإن هوية ثورتنا وأصولها تشكّل الخطوط البارزة لشخصية الإمام أيضاً، وكلّما تحدثنا عن الثورة فإنما نتحدث عن الإمام في واقع الأمر"(2).
ميزة الثورة الإسلامية: يقول دام ظله: "إن ميزة الثورة الإسلامية العملاقة، التي جعلت منها ظاهرة فريدة على مرّ القرون الأخيرة في أنظار المراقبين والخبراء، فكانت براعة إمامنا العظيم في أنّه وضع إطاراً متماسكاً لهذه الثورة ولم يسمح بذوبانها في بوتقة القوى والخطوط السياسية السلطوية، فكان مغزى شعار "لا شرقية لا غربية جمهورية إسلامية" أو شعار "استقلال حرّية جمهورية إسلامية" ـ اللذين رسمتهما تعاليم الإمام وإرشاداته على شفاه الجماهير".
الثورة على قواعد صلبة: لقد أقيمت هذه الثورة على قواعد صلبة، فجعلت من تطبيق العدالة والحرّية والاستقلال ـ وهي من أهم القيم بالنسبة للشعوب ـ ومن المعنويات والأخلاق غايتها. هذه الثورة مزيج من الدعوة للعدالة والتحرر وحاكمية الشعب والمعنويات والأخلاق السعادة للمجتمع والإنسان.
الثورة تحي آمال الشعوب: ولهذا فقد استطاعت الجمهورية الإسلامية كظاهرة عصرية فريدة إحياءَ الآمال في قلوب المسلمين، حيث أدرك الجميع في أرجاء العالم الإسلامي وخارجه أنها ليست نسخة تقليدية لما كانوا سمعوا من شعارات أطلقتها الألسن المتزلزلة لأنظمة الشرق أو الغرب، بل هي ظاهرة عصرية تتميز بحيويتها واقتدارها وحداثة حركتها.
مبادئ الإمام هي مبادئ الإسلام
يقول الإمام الخامنئي: "إنّ حاكمية الشعب في النظام الإسلامي هي حاكمية الشعب الدينية، أي المرتكزة على رأي الإسلام، وهي ليست عقداً عرفياً، بل من صلب الرؤية الإسلامية الرجوع إلى رأي الأمة وإرادتها حيثما اقتضى الرجوع، ولذا فهي تبلور التزاماً إسلامياً، وليس على غرار الدول الديمقراطية حيث تلتزم بعقد عرفي يسهل نكثه؛ فحاكمية الشعب في نظام الجمهورية الإسلامية تكليف ديني، والمسؤولون يقيّدهم تعهّد ديني في الحفاظ على هذه الخصيصة ويتعيّن عليهم تقديم الجواب عنه أمام الله سبحانه وتعالى. وهذا مبدأ كبير من مبادئ إمامنا العظيم(3)".
دور الفقهاء في حفظ الدين
بولاية الفقيه انتصرت الثورة والدولة
الإمام الخامنئي دام ظله يكمل طريق الثورة والدولة
الهدف: التعرّف على مبادئ الثورة الإسلامية ودور ولاية الفقيه في الثورة والدولة.
تصدير: روى ثقة الإسلام الكليني بإسناد صحيح عن علي بن أبي حمزة البطائني... قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام يقول: "إذا مات المؤمن بكت عليه ملائكة السماء ــ إلى أن قال ــ لأن المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها"*.
دور الفقهاء في حفظ الدين
فقد شبّه عليه السلام بقوله: "لأن المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها" مقام الفقهاء في الإسلام بالحصون الحصينة الصامدة في وجه هجمات الأعداء: فهم دعاة الدين وحفظته والمدافعون عنه، فإذا كان للدين حضور وسيطرة سياسية وإدارية واجتماعية تشريعاً وتنفيذاً، فالمدافع عنه هو المسؤول الأول لبسط الدين وتحكيم قواعده، ومن ثم تشمل سيادته كافة أبعاد حياة المسلمين. وهل هذا إلاّ معنى "الولاية العامة" الثابتة للفقهاء الأكفاء؟! وهذا هو معنى ما ورد: "مجاري الأمور والأحكام على أيدي العلماء بالله، الأمناء على حلاله وحرامه"(1) فالواضح أنّ المقصود من حراسة الإسلام هي حراسة كيانه في وجود المسلمين، لا حراسة ثبته طيّ الكتب والسطور وفي مخازن المكتبات، إذ الإسلام يزول بزواله عن النفوس المؤمنة إذا سيطر عليهم العدو ولم يكن من يقوم بشؤونهم ويدافع عن كيانهم ويقف سدَّاً منيعاً في وجه العدو الغادر الذي يريد استعمار المسلمين فكرياً ثم سياسياً وعسكرياً في نهاية الأمر.
وهذا ما نفهمه بوضوح في كلمات الإمام الخميني قدس سره عن ولاية الفقيه، حيث يقول دام ظله: "وإذا نهض بأمر تشكيل الحكومة فقيه عالم عادل فانه يلي من أمور المجتمع ما كان يليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم منها، ووجب على الناس أن يسمعوا له ويطيعوا. ويملك هذا الحاكم من أمر الإدارة والرعاية والسياسة للناس ما كان يملكه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام على ما يمتاز به الرسول والإمام من فضائل ومناقب خاصة".
ويقول أيضا في كتاب البيع: "... فيكون لهم في الجهات المربوطة بالحكومة كل ما كان لرسول الله والأئمة من بعده صلوات الله عليهم أجمعين ولا يلزم من ذلك أن تكون رتبتهم كرتبة الأنبياء أو الأئمة عليه السلام فانّ الفضائل المعنوية أمر لا يشاركهم عليه السلام فيه غيرهم".
ويقول رحمه الله في موضع آخر: "ثم إنّ المستحصل من جميع ما ذكرناه أن للفقيه جميع ما للإمام عليه السلام إلا إذا قام الدليل على أن الثابت له عليه السلام ليس من جهة ولايته وسلطنته بل لجهات شخصية تشريفاً له، أو دلّ الدليل على أن الشيء الفلاني وإن كان من شؤون الحكومة والسلطنة لكن يختص بالإمام عليه السلام ولا يتعدّى منه".
بولاية الفقيه انتصرت الثورة والدولة
لقد حقّقت الثورةُ الإٍسلامية المباركة إحياءً للإسلام المحمدي الأصيل في عصر احتكار السلطة وحصرها بيد المستكبرين، نهض الإمام الخميني قدس سره بثورة الإسلام في إيران في إطار تفعيل حاكمية الله تعالى على الأرض ولتصويب التوجهات الإنسانية وإعادة الاعتبار للدين والمعنويات. من هنا فإن الإمام قدس سره كان يرى الثورة الإسلامية:
ثورة إلهّية: إذ يقول قدس سره: "إن التحوّل الذي حصل لشعبنا من الخوف إلى الاقتدار، ومن الضعف إلى القوة، إنما كان تحوّلاً إلهياً". لذا كان قدس سره يركّز على معنوية الثورة قبل طابعها السياسي والاجتماعي، وفي ذلك يقول: "إنّ ثورتنا الإسلاميّة الكبرى هي ثورةٌ معنويّةٌ روحيّةٌ قبل أن تكون سياسيّة واجتماعيّة". وكان قدس سره يعتبر أنّ سبب نجاح الثورة الأول هو التعلق بالله سبحانه وتعالى والتوجه إليه قبل أن يكون بالعدد والعتاد، فيقول قدس سره: "إنّ السرّ في انتصاركم هو الإيمان بالله والتوجّه إليه" ويقول أيضاً: "لقد انتصرنا بقدرة الإيمان.. ولم ننتصر بالعدد والعدّة".
الانتصار سنة إلهية: ويعتبر الإمام قدس سره أنّ انتصار الثورة المباركة يقع في مسار السنة الإلهية التي لا بدّ فيها من انتصار الحق على الباطل و عن ذلك يقول: "إنّنا على الحقّ والحقّ منتصر على الباطل" ويقول أيضاً: "إنّكم على الحقّ، وقد وقفتم بوجه الباطل، والحقّ منتصر لا محالة".
حقيقة الانتصار بتطبيق الإسلام: يرى الإمام قدس سره أنّ الانتصار الحقيقي يكمن في تطبيق الإسلام، ويتم حينما يكتمل تطبيق الدين الحنيف في جميع العالم، يقول قدس سره:"الانتصار النهائي يتحقّق عندما يطبّق الإسلام في إيران بجميع أبعاده وجميع أهدافه وبجميع أحكامه، والنصر الأكبر يتحقّق عندما يحكم الإسلام كلّ أقطار العالم". ولهذا لا بد من التضحية يقول الإمام قدس سره: "لا بدّ من التضحية بالنفس وتقديم الضحايا والقرابين في طريق الثورة.."
الإمام الخامنئي يكمل طريق الثورة والدولة:
يُلفت الإمام الخميني المقدّس إلى أنّ حفظ الثورة الإسلامية يحتاج إلى أن تكون في أيدي المؤمنين، قال قدس سره: "لقد سَلَّمَت إيران مهمة حفظ الثورة إلى أشخاصٍ مؤمنين، والثورة تتقدّم الآن أيضاً على أيدي أولئك المؤمنين". وهذا هو الإمام الخامنئي دام ظله قد حفظ وصية الإمام جيداً فأكمل طريق الثورة وحفظ الدولة، فيقول:
الإمام والثورة: "ليس ثمة فارق فيما بين الحديث عن الإمام والحديث عن الثورة؛ فرغم أنّ إمامنا العظيم كان شخصية بارزة ومرموقة في جوانب متعددة؛ فلقد كان عالماً فذاً، فقيهاً له مدرسته، فيلسوفاً مرموقاً، سياسياً ومصلحاً اجتماعياً عملاقاً، وقد كان من الناحية الروحية ذا مناقب ومزايا راقية قلَّ نظيرها، وثمة بعدٌ آخر في شخصيته عبارة عن المبادئ والخطوط الواضحة التي أرساها في هذا البلد وفي هذه المنطقة على مرأىً من شعوب العالم، وعلى أساسها أقام نظاماً سياسياً واجتماعياً وأحيا بها آمالاً كبيرة في قلوب مستضعفي العالم والأمة الإسلامية؛ فشخصية الإمام ليست بمعزلٍ عن مبادئه الأساسية، وفي الحقيقة فإن هوية ثورتنا وأصولها تشكّل الخطوط البارزة لشخصية الإمام أيضاً، وكلّما تحدثنا عن الثورة فإنما نتحدث عن الإمام في واقع الأمر"(2).
ميزة الثورة الإسلامية: يقول دام ظله: "إن ميزة الثورة الإسلامية العملاقة، التي جعلت منها ظاهرة فريدة على مرّ القرون الأخيرة في أنظار المراقبين والخبراء، فكانت براعة إمامنا العظيم في أنّه وضع إطاراً متماسكاً لهذه الثورة ولم يسمح بذوبانها في بوتقة القوى والخطوط السياسية السلطوية، فكان مغزى شعار "لا شرقية لا غربية جمهورية إسلامية" أو شعار "استقلال حرّية جمهورية إسلامية" ـ اللذين رسمتهما تعاليم الإمام وإرشاداته على شفاه الجماهير".
الثورة على قواعد صلبة: لقد أقيمت هذه الثورة على قواعد صلبة، فجعلت من تطبيق العدالة والحرّية والاستقلال ـ وهي من أهم القيم بالنسبة للشعوب ـ ومن المعنويات والأخلاق غايتها. هذه الثورة مزيج من الدعوة للعدالة والتحرر وحاكمية الشعب والمعنويات والأخلاق السعادة للمجتمع والإنسان.
الثورة تحي آمال الشعوب: ولهذا فقد استطاعت الجمهورية الإسلامية كظاهرة عصرية فريدة إحياءَ الآمال في قلوب المسلمين، حيث أدرك الجميع في أرجاء العالم الإسلامي وخارجه أنها ليست نسخة تقليدية لما كانوا سمعوا من شعارات أطلقتها الألسن المتزلزلة لأنظمة الشرق أو الغرب، بل هي ظاهرة عصرية تتميز بحيويتها واقتدارها وحداثة حركتها.
مبادئ الإمام هي مبادئ الإسلام
يقول الإمام الخامنئي: "إنّ حاكمية الشعب في النظام الإسلامي هي حاكمية الشعب الدينية، أي المرتكزة على رأي الإسلام، وهي ليست عقداً عرفياً، بل من صلب الرؤية الإسلامية الرجوع إلى رأي الأمة وإرادتها حيثما اقتضى الرجوع، ولذا فهي تبلور التزاماً إسلامياً، وليس على غرار الدول الديمقراطية حيث تلتزم بعقد عرفي يسهل نكثه؛ فحاكمية الشعب في نظام الجمهورية الإسلامية تكليف ديني، والمسؤولون يقيّدهم تعهّد ديني في الحفاظ على هذه الخصيصة ويتعيّن عليهم تقديم الجواب عنه أمام الله سبحانه وتعالى. وهذا مبدأ كبير من مبادئ إمامنا العظيم(3)".
* الكليني، أصول الكافي، ج1،ص38، باب فقد العلماء.
(1) الكاشاني، الوافي، ج15، ص179.
(2) خطاب سماحته في حرم الإمام الخميني قدس سره، 22/3/1423
(3) خطاب سماحته في حرم الإمام الخميني قدس سره، 22/3/1423
(1) الكاشاني، الوافي، ج15، ص179.
(2) خطاب سماحته في حرم الإمام الخميني قدس سره، 22/3/1423
(3) خطاب سماحته في حرم الإمام الخميني قدس سره، 22/3/1423