اهلا وسهلآ بكم لبيك يا حسيــــــــــــن

الجمعة، 4 سبتمبر 2015

مهاجرين من جميع المناطق ولكن وجهتهم ليس لأوروبا بل إلى الآخرة ....... ‫‬

مهاجرين من جميع المناطق ولكن وجهتهم ليس لأوروبا بل إلى الآخرة .......

‫#‏لكم_التعليق‬

صاروخ مهدي ١ والراجمات المرعبة للعدو في معامل التصنيع الهندسي لقوات الحشد الشعبي

تصنيع صاروخ مهدي ١ والراجمات المرعبة للعدو في معامل التصنيع الهندسي لقوات الحشد الشعبي
(كتائب جند الامام)





باب ولاية الفقيه وحكم الحاكم




س56: هل الإعتقاد بأصل ولاية الفقيه من الناحيتين المفهومية والمصداقية عقلي أم شرعي؟
ج: إن ولاية الفقيه - التي هي بمعنى حكومة الفقيه العادل العارف بالدين - حكم شرعي تعبّدي، يؤيده العقل أيضاً، وهناك طريق عقلائي لتعيين مصداقه مبيّن في دستور الجمهورية الإسلامية.


س57: هل الأحكام الشرعية قابلة للتغيير والتعطيل فيما إذا حكم الولي الفقيه على خلافها عند اقتضاء المصلحة العامة للإسلام والمسلمين لذلك؟
ج: الموارد مختلفة.


س58: هل يجب أن تكون الوسائل الإعلامية في ظل الحكومة الإسلامية تحت إشراف الولي الفقيه، أو حوزات العلوم الدينية، أو جهة أخرى؟
ج: يجب أن تكون تحت أمر وإشراف ولي أمر المسلمين، وتوظَّف في خدمة الإسلام والمسلمين وفي نشر المعارف الإلهية القيمة، وتستخدم لحل المشكلات العامة للمجتمع الإسلامي، وتقدّمه فكرياً، وفي توحيد صفوف المسلمين وبث روح الأخوّة بينهم، وما الى ذلك.


س59: هل يعتبر مَن لا يعتقد بولاية الفقيه المطلقة مسلماً حقيقياً؟
ج: عدم الإعتقاد اجتهاداً أو تقليداً بولاية الفقيه المطلقة في زمن غيبة الإمام الحجة (أرواحنافداه)لايوجب الإرتداد والخروج عن الإسلام.


س60: هل للولي الفقيه ولاية تكوينية يمكنه على أساسها نسخ الأحكام الدينية لأي سبب، كوجود مصلحة عامة؟
ج: بعد وفـاة الرســول الأعظــم (صلوات الله عليه وآله) لا يمكن نسخ أحكام الشريعة الإسلامية. وتغيّر الموضوع، أو عروض الضرورة والإضطرار، أو وجود مانع مؤقت من تنفيذ الحكم ليس نسخاً، والولاية التكوينية مختصة بالمعصومين(علیهم السلام).


س61: ما هو تكليفنا تجاه الأشخاص الذين لا يرَون ولاية الفقيه العادل إلاّ في الأمور الحسبية فقط؟ علماً بأن بعض ممثليهم يشيعون ذلك أيضاً.
ج: ولاية الفقيه في قيادة المجتمع وإدارة المسائل الإجتماعية في كل عصر وزمان من أركان المذهب الحق الإثني عشري، ولها جذور في أصل الإمامة، ومَن أوصله الإستدلال الى عدم القول بها فهو معذور، ولكن لا يجوز له بث التفرقة والخلاف.


س62: هل أوامر الولي الفقيه ملزمة لكل المسلمين أم لخصوص مقلِّديه؟ وهل يجب على مقلِّد مَن لا يعتقد بالولاية المطلقة إطاعة الولي الفقيه أم لا؟
ج: طبقاً للفقه الشيعي يجب على كل المسلمين إطاعة الأوامر الولائية الشرعية الصادرة من ولي أمر المسلمين والتسليم لأمره ونهيه حتى على سائر الفقهاء العظام فكيف بمقلِّديهم! ولا نرى الإلتزام بولاية الفقيه قابلاً للفصل عن الإلتزام بالإسلام وبولاية الأئمة المعصومين (علیهم السلام).


س63: لقد استعملت كلمة الولاية المطلقة في عصر الرسول الأكرم (صلي الله علیه وآله وسلم) بمعنى أن النبي(صلي الله علیه وآله وسلم) لو أمر شخصاً بأمر ما كان يجب عليه الإتيان به حتى ولو كان من أشق الأمور، كما لو أمر النبي (صلي الله علیه وآله وسلم) شخصاً أن يقتل نفسه كان عليه أن يفعل ذلك، والسؤال هو: هل الولاية المطلقة لا زالت بذاك المعنى؟ مع الإلتفات الى أن النبي الأكرم (صلي الله علیه وآله وسلم) كان معصوماً، ولكن في هذا الزمان لا يوجد ولي معصوم.
ج: المراد بالولاية المطلقة للفقيه الجامع للشـرائط هو أن الدين الإسلامي الحنيف - الذي هو خاتم الأديان السماوية، والباقي الى يوم القيامة - هو دين الحكم وإدارة شؤون المجتمع، فلابد أن يكون للمجتمع الإسلامي بكل طبقاته ولي أمر، وحاكم شرع، وقائد ليحفظ الأمة من أعداء الإسلام والمسلمين، وليحفظ نظامهم ، وليقوم بإقـامة العدل فيهم، وبمنع تعدّي القوي على الضعيف، وبتأمين وسائل التقدم والتطور، الثقافية والسياسية والإجتماعية، والإزدهار لهم. وهذا الأمر في مقام تنفيذه عملياً قد يتعارض مع رغبات وأطماع ومنافع وحريات بعض الأشخاص؛ ويجب على حاكم المسلمين حين قيامه بمهام القيادة على ضوء الفقه الإسلامي اتخاذ الإجراءات اللازمة عند تشخيص الحاجة الى ذلك . ولابد أن تكون إرادته وصلاحيته فيما يرجـع الى المصالح العامة للإسلام والمسلمين حاكمة على إرادة وصلاحيات عامة الناس عند التعارض، وهذه نبذة يسـيرة عن الولاية المطلقة .


س64: كما أن البقاء على تقليد الميت على ما عليه فتوى الفقهاء متوقف على إذن المجتهد الحي، فهل الأوامر والأحكام الولائية الشرعية الصادرة عن القائد المتوفى أيضاً تحتاج الى إذن القائد الحي لبقاء نفوذها أم أنها تبقى كذلك بنفسها؟
ج: الأحكام الولائية والتعيينات الصادرة من قبل ولي أمر المسلمين إذا لم تكن مؤقتة بأجل محدود فإنها تبقى على نفوذها، إلاّ أن يرى ولي الأمر الجديد المصلحة في نقضها فينقضها.


س65: هل يجب على الفقيه الذي يعيش في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ـ إذا كان لا يرى ولاية الفقيه المطلقة ـ أن يطيع أوامر الولي الفقيه؟ وإذا خالف الولي الفقيه، فهل يعتبر فاسقاً؟ ولو أن فقيهاً كان يعتقد بولاية الفقيه المطلقة لكنه يرى نفسه الأجدر بها، فهل إذا خالف أوامر الفقيه المتصدي للولاية يعتبر فاسقاً؟
ج: يجب على كل مكلَّف، وإن كان فقيهاً، أن يطيع الأوامر الحكومتية لولي أمر المسلمين، ولا يجوز لأحد أن يخالف مَن يتصدى لأمور الولاية بدعوى كونه أجدر، هذا إذا كان المتصدي لأمر الولاية فعلاً قد أخذ بأزمّتها من الطريق القانوني المعهود لذلك. وأما في غير هذه الصورة فالأمر يختلف تماماً.


س66: هل للمجتهد الجامع للشرائط ـ في عصر الغَيبة ـ ولاية في إجراء الحدود؟
ج: يجب إجراء الحدود في عصر الغَيبة أيضاً، والولاية على ذلك خاصة بولي أمر المسلمين.


س67: هل تعتبر ولاية الفقيه مسألة تقليدية أم إعتقادية؟ وما هو حكم مَن لا يؤمن بها؟
ج: ولاية الفقيه من شؤون الولاية والإمامة التي هي من أصول المذهب، إلاّ أن الأحكام الراجعة إليها تُستنبط من الأدلة الشرعية كغيرها من الأحكام الفقهية، ومَن انتهى به الإستدلال الى عدم قبولها فهو معذور.


س68: قد نسمع أحياناً من قبل بعض المسؤولين مسـألة بعنوان "الولاية الإدارية"، يعني إطاعة المسؤول الأعلى من دون اعتراض، فما هو رأيكم في هذا الأمر؟ وما هي وظيفتنا الشرعية؟
ج: الأوامر الإدارية الصادرة على أساس الضوابط والمقررات القانونية الإدارية لايجوز مخالفتها ولا التخلّف عنها، ولكن لايوجد شيء ضمن المفاهيم الإسلامية بعنوان “ الولاية الإدارية “ .


س69: هل تجب إطاعة القرارات الصادرة من ممثل الولي الفقيه فيما يرجع الى نطاق ممثليته؟
ج: إذا كانت قراراته الإلزامية في نطاق صلاحياته المخوَّلة إليه من قبل الولي الفقيه فلا يجوز مخالفتها. 

سيرة الامام القائد السيد علي الخامنئي


وُلد سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي عام 1939م في مدينة مشهد المقدسة في كنف أسرة اشتهرت بالعلم والاجتهاد. والده المرحوم آية الله الحاج السيد جواد الخامنئي (قدّس سره) أحد العلماء الزاهدين في تلك المدينة، وقد نهل خلال دراسته الحوزوية من علوم أساتذة وعلماء عظام من أمثال السيد أبو الحسن الاصفهاني والميرزا النائيني والحاج آقا حسين قمّي والمرحوم آقا زاهد خراساني.
كانت حياة السيد القائد تجسيداً حياً للقيم الحوزوية، وقد جبلت أسرته منذ البداية على المعاني الحقيقية للزهد والقناعة فأضحت جزءاً منها، وهكذا نشأ قائد الثورة وسط أسرة تعيش الحياة البسيطة لكنها أسرة دينية ومنجبة لعلماء الدين. في سن الرابعة من عمره تعلّم في الكتّاب مع شقيقه الأكبر، ثم أتمّ دراسته الإبتدائية في مدرسة «دار التعليم الديني».
بعد إتمامه الدراسة الإبتدائية دخل مدرسة «سليمان خان» ثم مدرسة «نواب» لتلقي دروس آداب اللغة العربية والمنطق والفقه والأصول والفلسفة وذلك على يد أشهر المدرسين والعلماء في مدينة مشهد في تلك الفترة من أمثال المرحوم الحاج الشيخ هاشم قزويني والمرحوم الحاج ميرزا جواد آقا طهراني والمرحوم الحاج ميرزا أحمد مدرس يزدي.
في سنّ الـ16، أي بعد إتمامه مرحلة السطح، بدأ بتلقي دروس الخارج(المرحلة العليا) لدى المرجع الكبير المرحوم آية الله العظمى الميلاني، حيث شدّ نبوغه العلمي بعد مدة وجيزة اهتمام المرحوم الميلاني.
استغرقت دراسته هذه سنتين، حيث عزم بعدها على زيارة العتبات المقدسة في العراق، وأتاحت له تلك الرحلة فرصة حضور دروس معظم جهابذة علماء النجف، حيث ملكت دروس بعضهم لبه مما حدا به إلى البقاء لولا ان اصطدم ذلك بمعارضة والده فرجع إلى إيران.
في عام 1958م قدِم إلى مدينة قم المقدسة ودخل حوزتها العلمية لإكمال دراسته الدينية العالية في الفقه والأصول من خلال حضوره دروس كبار الأساتذة فيها من قبيل المرحوم آية الله العظمى البروجردي والإمام الخميني والحاج آقا مرتضى الحائري والعلامة الطباطبائي، وقد قضى أثناء ذلك مرحلة دراسية مفعمة بالنشاط العلمي والفكري. وفي أوج كفاحه ضد نظام الشاه ضمن الطليعة الامامية للمجاهدين، وما تبع ذلك من أحداث اعتقال الإمام ونفيه، ألمت بوالده علة في عينه، وضعته على مفترق طرق، واضطرته إلى مراجعة حساباته فيما يتعلق ببقائه في قم على الرغم من تعلقه الشديد بهذه المدينة، وقررالالتحاق بأسرته وذلك بسبب حاجة والديه إليه، وليكون في خدمة والده المريض. ورغم أسف بعض أساتذته ومعارفه لرجوعه، أثبتت الأحداث بوضوح أن الإرادة الإلهية هيأت له من خلال اجتيازه هذا الاختبار الصّعب وضعاً أفضل بكثير، وهو ما أشار إليه سماحته بعد ذلك من أنّ برّه بوالديه كان وراء كلّ ما حققه من نجاح على الصعيد العلمي والجهادي. وفي نفس الوقت الذي كان يبرّ فيه والديه، واصل سماحته الدراسة بعد رجوعه إلى مدينة مشهد عام 1964م ، حيث حضر دروس المرحوم آية الله ميلاني بعد بضع سنوات من ذلك، كما قام سماحته بتدريس الفقه والأصول لطلبة العلوم الدينية، وعمد في نفس الوقت إلى إقامة اجتماعات متعددة وذلك تزامناً مع اشتعال جذوة النضال الإسلامي وحاجة المجتمع الماسة آنذاك إلى استقاء المعارف والعلوم الإسلامية، وكانت تلك الاجتماعات تعج بطبقات الشعب المختلفة وخصوصاً الشباب والجامعيين، وقد اكتسبت شهرة واسعة بين أوساط المجاهدين في أنحاء البلاد.
انطلقت الشرارة الأولى لكفاحه السياسي المعادي لنظام الشاه من خلال دوره النضالي في حركة المجاهد الكبير وشهيد المبادئ الإسلامية المرحوم «نواب صفوي»، وكذلك بعد رحلة الأخير إلى مشهد عام 1952 وإلقائه الخطابات الثورية الملهبة للمشاعر هناك. وجاء استشهاد «نواب صفوي» بعد ذلك ليضع تأثيره العميق في نفسية سماحة آية الله الخامنئي. ومع بدء نهضة الإمام الخميني دخل سماحة السيد الخامنئي ساحة النضال من أوسع أبوابها باعتباره أحد أقرب الموالين للإمام، وكان رائداً في مجال إرساء القواعد الفكرية وبيان المفاهيم الإسلامية والثورية السامية وكذلك في مجال النضال العملي. استمر نضاله طيلة 16عاما وقد تخللتها صعوبات جمة من سجن وتعذيب، ولم يأبه خلال هذه المسيرة للأخطار. في محرم عام 1383هـ وتمثيلاً لأمر الإمام الخميني، حمل سماحة آية الله العظمى الخامنئي رسالة من الإمام إلى آية الله العظمى الميلاني وباقي علماء خراسان يدعوهم فيها إلى ضرورة فضح ممارسات نظام الشاه خلال شهر محرّم الحرام. وبعد إنجاز سماحته لتلك المهمة، واستكمالاً لتنفيذ أمر الإمام الخميني غادر إلى مدينة «بيرجند» للدعوة هناك، وكشف حقيقة نظام الشاه، حيث أثارت خطاباته الحماسية التي ألقاها في مسجد «بيرجند» حول أحداث الـرابع من حزيران 1963م مشاعر سكان المدينة المذكورة وهزّت معقل عَلم «رئيس الوزراء». إلا أنّه تعرض للاعتقال بسببها، وتبع ذلك اعتصام الشعب، بعدها تم نقله إلى مدينة مشهد، إلى أن أطلق سراحه من المعتقل العسكري بعد عشرة أيام من اعتقاله.
عزم سماحة آية الله العظمى الخامنئي في رمضان عام 1383هـ (كانون الثاني عام 1963م) على الرحيل إلى جنوب البلاد برفقة عدد من طلبة العلوم الدينية المجاهدين من مدينة قم، وذلك حسب خطة مدروسة، وكانت مدينة «زاهدان» هي محطتهم، حيث ألقى فيها خطباً حماسية فضح فيها أساليب نظام الشاه والذي تزامن مع الذكرى السنوية للإستفتاء الزائف الذي أجري في 25 كانون الثاني، وقد أدى ذلك إلى اعتقاله من قِبل عملاء الشرطة السرّية (السافاك) في 15 رمضان (ذكرى ولادة الإمام الحسن المجتبى-عليه السلام-)، وتمّ نقله جواً إلى العاصمة طهران برفقة اثنين من أفراد الشرطة، حيث قضى شهرين في سجن «قزل قلعه». أقبل الشباب الثوري المتحمس في مدينتي مشهد وطهران بشكل ملفت على حضور دروس سماحة آية الله العظمى الخامنئي في التفسير والحديث والفكر الإسلامي، الأمر الذي أثار حنق جهاز الشرطة السرية(السافاك) وقام بملاحقته، مما اضطره إلى العيش في طهران متوارياً وذلك في عام 1966م، لكنه اعتقل من قبل السافاك بعد عام واحد أي في عام 1967م.
وأدت نشاطاته العلمية وحلقات الدرس والتنوير الهادف والإصلاحي إلى اعتقاله من قبل جهاز السافاك المرعب في نظام الشاه في عام 1970م. في عام 1969م ارتسمت ملامح الحركة المسلحة في إيران بجلاء، وتوصل النظام الديكتاتوري آنذاك إلى قرائن تشير إلى ارتباط شخصيات من أمثال سماحته بمثل هذه الحركة، ممّا دعا النظام المذكور وأجهزته الأمنية إلى التركيز على سماحته وتضييق الخناق عليه وبالتالي اعتقاله للمرة الخامسة عام 1971م. وقد دلت بوضوح ممارسات جهاز السافاك الوحشية في السجون على مدى القلق الذي كان يشعر به بسبب انضواء الحركات المسلحة تحت مظلة التيارات الفكرية الإسلامية، ولم يكن السافاك ليفصل بين نشاطات سماحته الفكرية والدعوية في مشهد وطهران وبين تلك التيارات. وبعد إطلاق سراحه، بدأت حلقة دروسه السرية العامة في التفسير والدروس العقائدية تتسع وتكبر كان سماحة آية الله العظمى الخامنئي يُلقي دروسه في التفسير والعقائد في مسجدي «الإمام الحسن ـ عليه السلامـ» و«كرامت» وكذلك في مدرسة «ميرزا جعفر» في مدينة مشهد المقدسة، وذلك بين عامي 1971 و 1974م، مما جعل هذه الأماكن مراكز استقطاب للجماهير المتعطشة خصوصاً الشباب الواعي والمثقف والجامعيين وطلاب العلوم الدينية الثوريين، حيث كانوا ينهلون الفكر الإسلامي الأصيل. وعند منبر سماحته تعلم طلبة العلوم الدينية درس الحقيقة والنضال، وقاموا بنشر تلك الأفكار النيرة بين أوساط الجماهير خلال زياراتهم للمدن المختلفة لأغراض الدعوة، مما مهّد الطريق لتفجير الثورة الإسلامية العظيمة. دفعت تلك النشاطات جهاز السافاك إلى شن هجوم وحشي على منزل سماحته، وذلك في عام 1974م وتم اعتقاله ومصادرة أوراقه وكتاباته. كانت تلك هي المرة السادسة لاعتقاله والأشدّ والأصعب، حيث بقي في الحبس الانفرادي في سجن اللجنة المشتركة للشرطة العامة الرهيب حتى خريف عام 1975م. إن معاناة سماحته في هذا المعتقل لا يتصورها إلا من عايش لحظاتها. بعد إطلاق سراحه عاد سماحته إلى مدينة مشهد وعاود مزاولة نشاطاته العلمية والثورية، طبعاً مع حرمانه من عقد حلقات تدريس المعارف وأخيراً لاح فجر النصر وهوت أركان نظام بهلوي البغيض بفضل القيادة الحكيمة للإمام الخميني ونضال المخلصين وتضحيات الشعب، وانتصبت أعمدة الثورة الإسلامية، وقطف سماحة آية الله العظمى الخامنئي ثمار الانتفاضة والاستبسال والنضال المتمثلة في انتصار الثورة الإسلامية، وذلك بعد 15 سنة من الكفاح والجهاد والمقاومة في سبيل الله، وتحمّله المشاق الجسيمة، وشهد لحظات السقوط المذل لنظام بهلوي المستبد والشرير وبزوغ شمس الإسلام على ربوع إيران. وبعد الانتصار تابع سماحته نفس النشاط والحماس على طريق تحقيق أهداف الثورة الإسلامية، وهي في جميعها نشاطات فريدة وحيوية. تتلخص أهم اقداماته في إنشاء الحزب الجمهوري الإسلامي بالتعاون مع نخبة من رجال الدين المجاهدين ورفاق دربه من أمثال الشهيد بهشتي والشهيد باهنر والشيخ هاشمي رفسنجاني والسيد موسوي أردبيلي في آذار من عام 1978م، هذا الإقدام الذي هيأ الفرصة لحضور فعال وتنظيمي للقوى الحليفة للنظام في مواجهةالجماعات المعادية والملحدة. وفيما يلي بعض المناصب التنفيذية وغير التنفيذية التي شغلها سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي في السنين الأولى لانتصار الثورة الإسلامية:
1- نائب وزير الدفاع (1979م).
2- مسؤول قوات حرس الثورة الإسلامية (1979م).
3- إمام جمعة طهران (1979م).
4- ممثل الإمام الخميني في مجلس الدفاع الأعلى (1980م).
5- ممثل الإمام لحلّ المعضلات السياسية وغيرها في محافظة سيستان وبلوجستان (آذار عام 1979م).
6- ممثل مدينة طهران في مجلس الشورى الإسلامي (1979م).
7- عند اندلاع الحرب المفروضة عام 1980م حصل سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي على إذن من الإمام الخميني (قدّس سره) للحضور في جبهات القتال الجنوبية، رغم المسؤوليات الجسام والمهام الكثيرة التي كان يمارسها، وقد تكررت زياراته إلى جبهات الحق ضد الباطل حيث كان حضوره يضفي حيوية ونشاطاًً على المقاتلين.
8- تعرض في 26 حزيران عام 1981م إلى محاولة اغتيال دنيئة في مسجد «أبي ذر» بمدينة طهران قام بها جماعة المنافقين الضالة، نقل على أثرها إلى مستشفى الأمراض القلبية، وسط أمواج الحزن والذهول التي عمّت الناس والمسؤولين على السواء، وظل راقداً في المستشفى بسبب شدة جراحه إلى حين انتخابه لمنصب رئيس الجمهورية.
9- منصب رئيس الجمهورية: بعد استشهاد السيد رجائي (ثاني رئيس للجمهورية الإسلامية في إيران) رشحت القوى الثورية سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي لخوض معركة رئاسة الجمهورية، وبالفعل فقد حصل على أكثر من 16 مليوناً صوتاً من مجموع 17 مليوناً، وأصبح في عام 1981م ثالث رئيس للجمهورية الإسلامية في إيران وذلك بعد مصادقة الإمام الخميني على مرسوم تنصيبه، وأعيد انتخابه لفترة رئاسية ثانية من 1985م – 1989م. واقترنت فترتا رئاسة سماحته بأهمية خاصة وذلك لأنها سجلت تقلبات مرحلة حساسة وهي الحرب المفروضة، والتحديات الكبيرة التي كانت تواجهها البلاد آنذاك، وبدء عملية الإعمار بعد الحرب، وكثير من الأحداث الخطيرة الأخرى مما جعلها فترة حساسة في تاريخ الثورة الإسلامية حاضراً ومستقبلاً. كما شغل سماحة آية الله العظمى الخامنئي وبأوامر منفصلة من قبل الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) عدة مناصب، منها:
10- رئيس المجلس الأعلى للثورة الثقافية عام 1981م.
11- رئيس مجلس سياسات البلاد العليا عام 1987م.

كلمة الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظلّه) أثناء انعقاد المجمع السنوي لقادة ومسؤولي حرس الثورة الإسلامية


كلمة الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظلّه) أثناء انعقاد المجمع السنوي لقادة ومسؤولي حرس الثورة الإسلامية


"الحرس الثوري مؤسسة ذات قيمة كبرى. ولا أُريد هنا تكرار جميع الأقوال التي أدلى بها الإمام الكبير بحق الحرس الثوري، وأشرت إليها في ما سبق، ولكن اعلموا أن الحرس الثوري يحتل أهمية فائقة، وله قيمة معنوية وثورية، وهو وليد الثورة وابنها، في حجرها نشأ وتربّى وله حقّ عليها، والعلاقة في الوقت ذاته علاقة متبادلة. الحرس مؤسسة عسكرية ولكن تقوم ركيزته على القيم المعنوية والشعور بالمسؤولية واستبعاد الحوافز المادية والدنيوية. هذه الخصائص لها أهمية كبيرة.

تلاحظون إن المحللين السياسيين وأولئك الذين تعرفونهم على صعيد العالم يتحدثون عن الحرس ـ إذ يكون كلامهم حوله ـ بشكل مبالغ فيه، والحقيقة أنه لا مبالغة في كلامهم وإنما مشاهدوهم وقُرّاؤهم وخطباؤهم يظنونه مبالغة. أما نحن الذين نرى الأُمور عن كثب فنعلم أن ما يقولونه يشكل جزءاً من الواقع، وأولئك وإن فقدوا عين البصيرة إلى الأُمور المعنوية إلاّ أنّهم يدركون عظمة الحرس ويشاهدون بعضها، وما ذلك إلاّ لشدة تألّق هذه المؤسسة، وضخامة الأعمال والمهام الموكلة إليها. عليكم ان لا تستهينوا بهذه الحقائق ولا تستصغروها.

الحفاظ على هذا الكيان المقدّس أمر في غاية الأهمية. والحفاظ عليه طبعاً يقتضي محافظة كل واحد منكم على هذا الصراط المستقيم الذي أنتم عليه بالورع والتقوى، «إتقوا اللّه» يا أعزائي «إتقوا اللّه».

التقوى معناها المراقبة التامّة لكل الأعمال والتصرفات والسلوك، وان لا يترك المرء ذاته على هواها. وهذه المراقبة فيها بركات كثيرة، وهي التي تحافظ على مسيرة الإنسان على الصراط الإلهي المستقيم، وكل شيء يسهل مناله على أثر التقوى. هذه حقيقة قرآنية. ولو ان أهل التحليل والبرهنة من أهل المعرفة والمطلعين على هذه القضايا درسوا هذه الحقيقة لخرجوا باستدلالات عقلية تبرهن صحّتها. وليس كلامنا هذا رجماً بالغيب، بل تلك الحقيقة مما يمكن تبيينها والبرهنة عليها، بل قد بُينت شيئاً ما في الموضع المناسب ولست هنا بصدده.

التقوى تكون مدعاة لنجاح الفرد أو المجتمع في كل ميدان يرده؛ {والعاقبة للمتقين} أي ان عاقبة هذا المسار التاريخي والعالمي للمتقين، والآخرة أيضاً من نصيب المتقين، وحتى عاقبة هذا العالم الدنيوي للمتقين. ولو لم يكن سماحة الإمام الخميني رجلاً تقياً، لما استطاع أن يكون على هذه الدرجة من البراعة وقوّة الشخصية فيصبح قطباً لمثل هذه الحركة الجبّارة التي انتهت إلى هذه الغاية، فتقواه هي التي بلغت به هذا المبلغ، وهي التي حفظت شخصيته.

أي نظام إذا تحلّى زعماؤه بالتقوى، فلا يجد الفساد إلى ذلك النظام سبيلاً. وإذا كان قادة جبهة الحرب يتصفون بالتقوى بما تعنيه من المراقبة الدائمة لأنفسهم، لا تقع في جبهتهم اية خسائر. ولا يعني هذا ان العدو ـ عند اختلال ميزان القوى ـ لا يقدر على إحراز أي انتصار، أبداً؛ فهو قد ينتصر في مثل هذه الحالة، إلاّ إن التقوى تقود المرء في تلك الحالة أيضاً إلى اتباع نفس العمل الذي يمارسه في حالة تعادل القوى. أي إنكم إذا لم تغفلوا ولم تتصرفوا بأُسلوب مغلوط، وأديتم ما ينبغي عليكم في أوانه، لا تقع عند ذاك أية خسارة.

التقوى ـ هذا العنصر الحاسم ـ له تأثيرهُ في كافة ميادين الحياة. انظروا كم تحدث القرآن عن التقوى. وليس كل المراد ان الإنسان إذا توفي ورحَل إلى الآخرة يثيبه اللّه هناك على تقواه، كلا،ليس هذا فحسب، بل التقوى تدير الحياة وتُصلحها في هذه النشأة أيضاً، ولولاها لاستحوذت الغفلة على الإنسان.

شبّه أمير المؤمنين (عليه السلام) التقوى بالفرس الذلول الذي يركبه صاحبه ويوجهه حيث شاء، وهو يوصل صاحبه إلى غايته بدون أية مصاعب، ويشبّه المعصية ـ وهي على الضد من التقوى ـ بفرس جموح إذا ركبه صاحبه أسقط اللجام من يده وتقحم به المهالك.

التقوى لها تأثير في شؤون الحياة أيضاً. عليكم أنتم في حرس الثورة ـ الذي سمّاه الإمام بجيش صاحب الزمان وجيش الإسلام ـ بالسعي لاحياء التقوى في كل ربوع هذه المؤسسة الكبرى. على صعيد العمل الفردي، وعلى صعيد العمل الجماعي، في مجال العمل، وفي مجال النظم، والسياسة ـ في مواضعها المناسبة ـ وفي علاقتكم باللّه، وفي علاقتكم بالناس، وفي ما يتعلق ببيت المال. وإذا ما طبّق هذا فان كل ما وضع على أساس انه منهج الثورة والنظام الإسلامي منذ البداية وإلى يومنا هذا، وكل ما رسمه الإمام وارتضيناه نحن أبناء الشعب الإيراني، سينفّذ بحذافيره رغم أنوف الأعداء".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

الإسلام كرسالة إنسانية

الإسلام كرسالة إنسانية

كأمة إسلامية -كانت خير أمة أخرجت للناس تدعو إلى الخير، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر- تمتلك النموذج والبديل الثقافي والاجتماعي الإسلامي الحضاري الفاعل للحاضر والمستقبل، والذي ينطلق من خلال عنوان الاستخلاف الرباني كقاعدة وثابت مركزي أساسي في داخل بنية التفكير الإسلامي… يقول تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً(البقرة: من الآية30) ونحن نعتقد – بكل تأكيد- أنه يمكن لثقافتنا الإسلامية الأصيلة والمنفتحة وغير المنغلقة أو لمتكورة على ذاتها كما هي ثقافة اليهود وغيرهم، أن تقدم لهذا الإنسان كل إمكانيات ووسائل تمكينه من بناء حياة فاعلة على الأرض، والتصرف عليها بوصفه الأمين والمؤتمن على نفسه، وعلى سواه من عناصر الطبيعة والحياة. والفكر الإسلامي المعاصر حقق – على هذا الصعيد – الكثير من التقدم.. حيث استطاع استيعاب منجزات العلم الحديث، وأساليب التنظيم المعاصرة، ووضع مشاريع إجابات إسلامية واعية مبنية على اجتهادات فقهية لصيغ التعامل بين الأنا والآخر، والكشف عن إقرار الإسلام بالتعددية الثقافية والحضارية، واعترافه بشرعية التنوعات بين الأقوام والجماعات البشرية المتعددة. ولكن لا بد لنا من الاعتراف هنا – في سياق تحليلنا للمشهد الثقافي الإسلامي الراهن، على طريق كدحه الارتقائي ﴿يَا أَيُّهَا الأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ(الانشقاق:6) نحو طموحاته المستقبلية العالية– أننا لم نصل بعد إلى المستوى الملائم لما تقتضيه تحديات المرحلة في كثير من مواقعها وامتداداتها التي لا تزال تطرح من خلالها قضايا مهمة جداً كقضية الدولة الإسلامية، وآليات تنظيمها السياسية والاقتصادية والاجتماعية التفصيلية، حيث أننا لا نزال – على هذا الصعيد– نسمع حتى الآن أصداء الخطاب التعبوي العاطفي.. وإن كنا نلاحظ أن هناك بعض التقدم الحاصل في هذا المجال تحديداً، فإنه لم يبلغ بعد درجة الكفاية والتطلب الحقيقية التي تجعله يستجيب للمستجدات السياسية والاجتماعية والثقافية والسلوكية في التعامل مع مجتمعاتنا والمجتمعات الأخرى.

* نبيل علي صالح/ باحث سوري.

الشعوب الشامخة

#الإمام_الخامنئي:
ما يجعل الشعوب في التاريخ و في عصورها التي تعيشها شامخة بين سائر شعوب العالم هو #الجهاد و السعي. و لهذا السعي طبعاً أشكال متنوعة، فهناك السعي العلمي و هناك السعي الاقتصادي و هناك السعي بمعنى التعاون الاجتماعي بين الأفراد.. هذه كلها أمور لازمة و ضرورية. و لكن على رأس كل هذه المساعي الاستعداد للتضحية بالأرواح، فهذا هو الذي يجعل شعباً شامخاً مرفوع الرأس بين الشعوب.
٢٦/٠٣/٢٠١٤

المشرف : الشيخ ابو علي الفاطمي @@ 2015 @@

Designed by Templateism