اهلا وسهلآ بكم لبيك يا حسيــــــــــــن

الجمعة، 4 سبتمبر 2015

القسم المتوفر فيها الموظوع :

كلمة الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظلّه) أثناء انعقاد المجمع السنوي لقادة ومسؤولي حرس الثورة الإسلامية


كلمة الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظلّه) أثناء انعقاد المجمع السنوي لقادة ومسؤولي حرس الثورة الإسلامية


"الحرس الثوري مؤسسة ذات قيمة كبرى. ولا أُريد هنا تكرار جميع الأقوال التي أدلى بها الإمام الكبير بحق الحرس الثوري، وأشرت إليها في ما سبق، ولكن اعلموا أن الحرس الثوري يحتل أهمية فائقة، وله قيمة معنوية وثورية، وهو وليد الثورة وابنها، في حجرها نشأ وتربّى وله حقّ عليها، والعلاقة في الوقت ذاته علاقة متبادلة. الحرس مؤسسة عسكرية ولكن تقوم ركيزته على القيم المعنوية والشعور بالمسؤولية واستبعاد الحوافز المادية والدنيوية. هذه الخصائص لها أهمية كبيرة.

تلاحظون إن المحللين السياسيين وأولئك الذين تعرفونهم على صعيد العالم يتحدثون عن الحرس ـ إذ يكون كلامهم حوله ـ بشكل مبالغ فيه، والحقيقة أنه لا مبالغة في كلامهم وإنما مشاهدوهم وقُرّاؤهم وخطباؤهم يظنونه مبالغة. أما نحن الذين نرى الأُمور عن كثب فنعلم أن ما يقولونه يشكل جزءاً من الواقع، وأولئك وإن فقدوا عين البصيرة إلى الأُمور المعنوية إلاّ أنّهم يدركون عظمة الحرس ويشاهدون بعضها، وما ذلك إلاّ لشدة تألّق هذه المؤسسة، وضخامة الأعمال والمهام الموكلة إليها. عليكم ان لا تستهينوا بهذه الحقائق ولا تستصغروها.

الحفاظ على هذا الكيان المقدّس أمر في غاية الأهمية. والحفاظ عليه طبعاً يقتضي محافظة كل واحد منكم على هذا الصراط المستقيم الذي أنتم عليه بالورع والتقوى، «إتقوا اللّه» يا أعزائي «إتقوا اللّه».

التقوى معناها المراقبة التامّة لكل الأعمال والتصرفات والسلوك، وان لا يترك المرء ذاته على هواها. وهذه المراقبة فيها بركات كثيرة، وهي التي تحافظ على مسيرة الإنسان على الصراط الإلهي المستقيم، وكل شيء يسهل مناله على أثر التقوى. هذه حقيقة قرآنية. ولو ان أهل التحليل والبرهنة من أهل المعرفة والمطلعين على هذه القضايا درسوا هذه الحقيقة لخرجوا باستدلالات عقلية تبرهن صحّتها. وليس كلامنا هذا رجماً بالغيب، بل تلك الحقيقة مما يمكن تبيينها والبرهنة عليها، بل قد بُينت شيئاً ما في الموضع المناسب ولست هنا بصدده.

التقوى تكون مدعاة لنجاح الفرد أو المجتمع في كل ميدان يرده؛ {والعاقبة للمتقين} أي ان عاقبة هذا المسار التاريخي والعالمي للمتقين، والآخرة أيضاً من نصيب المتقين، وحتى عاقبة هذا العالم الدنيوي للمتقين. ولو لم يكن سماحة الإمام الخميني رجلاً تقياً، لما استطاع أن يكون على هذه الدرجة من البراعة وقوّة الشخصية فيصبح قطباً لمثل هذه الحركة الجبّارة التي انتهت إلى هذه الغاية، فتقواه هي التي بلغت به هذا المبلغ، وهي التي حفظت شخصيته.

أي نظام إذا تحلّى زعماؤه بالتقوى، فلا يجد الفساد إلى ذلك النظام سبيلاً. وإذا كان قادة جبهة الحرب يتصفون بالتقوى بما تعنيه من المراقبة الدائمة لأنفسهم، لا تقع في جبهتهم اية خسائر. ولا يعني هذا ان العدو ـ عند اختلال ميزان القوى ـ لا يقدر على إحراز أي انتصار، أبداً؛ فهو قد ينتصر في مثل هذه الحالة، إلاّ إن التقوى تقود المرء في تلك الحالة أيضاً إلى اتباع نفس العمل الذي يمارسه في حالة تعادل القوى. أي إنكم إذا لم تغفلوا ولم تتصرفوا بأُسلوب مغلوط، وأديتم ما ينبغي عليكم في أوانه، لا تقع عند ذاك أية خسارة.

التقوى ـ هذا العنصر الحاسم ـ له تأثيرهُ في كافة ميادين الحياة. انظروا كم تحدث القرآن عن التقوى. وليس كل المراد ان الإنسان إذا توفي ورحَل إلى الآخرة يثيبه اللّه هناك على تقواه، كلا،ليس هذا فحسب، بل التقوى تدير الحياة وتُصلحها في هذه النشأة أيضاً، ولولاها لاستحوذت الغفلة على الإنسان.

شبّه أمير المؤمنين (عليه السلام) التقوى بالفرس الذلول الذي يركبه صاحبه ويوجهه حيث شاء، وهو يوصل صاحبه إلى غايته بدون أية مصاعب، ويشبّه المعصية ـ وهي على الضد من التقوى ـ بفرس جموح إذا ركبه صاحبه أسقط اللجام من يده وتقحم به المهالك.

التقوى لها تأثير في شؤون الحياة أيضاً. عليكم أنتم في حرس الثورة ـ الذي سمّاه الإمام بجيش صاحب الزمان وجيش الإسلام ـ بالسعي لاحياء التقوى في كل ربوع هذه المؤسسة الكبرى. على صعيد العمل الفردي، وعلى صعيد العمل الجماعي، في مجال العمل، وفي مجال النظم، والسياسة ـ في مواضعها المناسبة ـ وفي علاقتكم باللّه، وفي علاقتكم بالناس، وفي ما يتعلق ببيت المال. وإذا ما طبّق هذا فان كل ما وضع على أساس انه منهج الثورة والنظام الإسلامي منذ البداية وإلى يومنا هذا، وكل ما رسمه الإمام وارتضيناه نحن أبناء الشعب الإيراني، سينفّذ بحذافيره رغم أنوف الأعداء".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

المشرف : الشيخ ابو علي الفاطمي @@ 2015 @@

Designed by Templateism