اهلا وسهلآ بكم لبيك يا حسيــــــــــــن

الجمعة، 4 سبتمبر 2015

القسم المتوفر فيها الموظوع :

الإسلام كرسالة إنسانية

الإسلام كرسالة إنسانية

كأمة إسلامية -كانت خير أمة أخرجت للناس تدعو إلى الخير، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر- تمتلك النموذج والبديل الثقافي والاجتماعي الإسلامي الحضاري الفاعل للحاضر والمستقبل، والذي ينطلق من خلال عنوان الاستخلاف الرباني كقاعدة وثابت مركزي أساسي في داخل بنية التفكير الإسلامي… يقول تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً(البقرة: من الآية30) ونحن نعتقد – بكل تأكيد- أنه يمكن لثقافتنا الإسلامية الأصيلة والمنفتحة وغير المنغلقة أو لمتكورة على ذاتها كما هي ثقافة اليهود وغيرهم، أن تقدم لهذا الإنسان كل إمكانيات ووسائل تمكينه من بناء حياة فاعلة على الأرض، والتصرف عليها بوصفه الأمين والمؤتمن على نفسه، وعلى سواه من عناصر الطبيعة والحياة. والفكر الإسلامي المعاصر حقق – على هذا الصعيد – الكثير من التقدم.. حيث استطاع استيعاب منجزات العلم الحديث، وأساليب التنظيم المعاصرة، ووضع مشاريع إجابات إسلامية واعية مبنية على اجتهادات فقهية لصيغ التعامل بين الأنا والآخر، والكشف عن إقرار الإسلام بالتعددية الثقافية والحضارية، واعترافه بشرعية التنوعات بين الأقوام والجماعات البشرية المتعددة. ولكن لا بد لنا من الاعتراف هنا – في سياق تحليلنا للمشهد الثقافي الإسلامي الراهن، على طريق كدحه الارتقائي ﴿يَا أَيُّهَا الأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ(الانشقاق:6) نحو طموحاته المستقبلية العالية– أننا لم نصل بعد إلى المستوى الملائم لما تقتضيه تحديات المرحلة في كثير من مواقعها وامتداداتها التي لا تزال تطرح من خلالها قضايا مهمة جداً كقضية الدولة الإسلامية، وآليات تنظيمها السياسية والاقتصادية والاجتماعية التفصيلية، حيث أننا لا نزال – على هذا الصعيد– نسمع حتى الآن أصداء الخطاب التعبوي العاطفي.. وإن كنا نلاحظ أن هناك بعض التقدم الحاصل في هذا المجال تحديداً، فإنه لم يبلغ بعد درجة الكفاية والتطلب الحقيقية التي تجعله يستجيب للمستجدات السياسية والاجتماعية والثقافية والسلوكية في التعامل مع مجتمعاتنا والمجتمعات الأخرى.

* نبيل علي صالح/ باحث سوري.

المشرف : الشيخ ابو علي الفاطمي @@ 2015 @@

Designed by Templateism