يجب أن يجسّد الأربعين في كل عصر الوقوف في وجه يزيد الزمان والدفاع عن حسين الزمان. وكما وقفت زينب الكبرى في وجه يزيد زمانها قائلة له: «فكد كيدك، وناصب جهدك، فوالله لن تمحو ذكرنا»، لابد أن يصرخ الأربعين بنفس هذه الصرخة في وجه يزيد زمانه أيضاً.
لو كنا ونحن في سنة 1437 للهجرة، نهتف باسم كربلاء في سنة 61 للهجرة فقط، لما أضحى هذا الأربعين يُرعب الأعداء. ولو أقيم الأربعين بشكل صحيح، عندذاك سيكون أربعيناً حسينياً وزينبياً، وحينذاك سيخيف أمريكا إذا ما أضيف إليه شخص واحد.
باعتقادي لو تابعنا في هذا العام مسألة الوحدة ورص الصفوف فيما بيننا، فقد أنجزنا إنجازاً كبيراً. بمعنى أنكم وبصفتكم مرآة للثورة، ومرآة لسماحة الإمام القائد، لو استطعتم في هذا العام أن تنتهجوا النهج المهدوي، وتتبعوا الأسلوب الوحدوي، سيمثل عملكم هذا أهم وأفضل تبليغ لحسين الزمان.
يجب علينا أن نشدّد على قضية خط المقاومة، وأن نطرحها بكل قوة وتأكيد في قبال معسكر أمريكا والاستكبار وداعش وآل سعود. ولابد في هذا المضمار من التأكيد على قضية داعش وعلى دعم الكيان الصهيوني وأمريكا لهذا التنظيم الإرهابي، وعلى أن هجوم السعودية على اليمن، كان بدعمٍ من أمريكا وإذنها وضوئها الأخضر.
من الأمور المطلوبة في المسيرة الأربعينية هو الحديث عن حزب الله في لبنان ولاسيما سماحة السيد حسن نصر الله، فإنه شخصية مقبولة لدى كل الفصائل والتيارات وكافة أبناء الشعب العراقي. وحري بأن يتم التبليغ عما حققه حزب الله من نجاحات وانتصارات في سوريا ولبنان في مواجهة إسرائيل، وأن يُعرَّف هذا الخط المتمثل في حزب الله وسماحة السيد حسن نصر الله بكل ما يتسم به من عظمة وعزة بأنه أحد تجليات وامتدادات الجمهورية الإسلامية وولاية الفقيه.
باتوا يطرحون اليوم وبكل قوة في البلدان العربية قضية عدم التدخل في الشؤون الداخلية وفي قضايا البلدان الأخرى. هذا في الوقت الذي نجد فيه أمريكا والسعودية وقطر وتركيا وإسرائيل يتدخلون في شؤون البلدان الأخرى، ولكنهم يطالبوننا بعد التدخل!
باعتقادي يجب التأكيد على بحث الإسلام، وعلى أن الإمام الحسين لم ينهض من أجل الوطن، وأن نهضة عاشوراء لم تكن في سبيل الوطن والقوم والعشيرة والقبيلة والأسرة، بل كانت في سبيل الإسلام.
وظّفوا جلّ أعمالكم للشباب، «عليكم بالأحداث»، فإن شباب العراق كما هو حال شباب إيران يتقبلون أكثر. فاطرحوا عليهم قضية خط المقاومة، وفصائل المقاومة العراقية، وحزب الله في لبنان، وأنصار الله في اليمن، وشعب البحرين، وشعب إيران والجمهورية الإسلامية، وستجدون إقبالاً كبيراً.
إن استطعتم أن تثبّتوا مفهوم خط المقاومة في الأربعين، فقد حققتم إنجازاً كبيراً. حيث يجب طرح خط المقاومة وإرساء دعائمها. فلا حدود عندنا في الإسلام، والحدود ليست سوى اتفاقية معاصرة لا نقبل بها، والجنسية ليست إلا ورقة. وليس ثمة حدود في إطار الثقافة والعقيدة والإسلام والولاية مطلقاً.
مهمتكم الرئيسية هي في الأيام التي تلي الأربعين. فإن إطعام الطعام ونصب الخيم وإسداء الخدمة وما إلى ذلك في أيام الأربعين في محله، غير أن التبليغ الأساسي يبدأ بعد الأربعين، وما قبل الأربعين ليس سوى مقدمة وتمهيداً لما بعده.
الموضوع الأهم هو إيجاد العلاقات والارتباط مع الشباب. فعليكم بالتواصل مع الشباب العراقي والهيئات العراقية أو البحرينية أو الكويتية أو اللبنانية. وكما أوصى سماحة الإمام القائد القائمين على شؤون الحج بأن ينقلوا تجربة الجمهورية الإسلامية للمسلمين، والحج تجمع يضم نحو ثلاثة ملايين، والأربعين يتضمن زهاء عشرين مليوناً، حريّ بكم أن تنقلوا تجربة الجمهورية الإسلامية من دون إثارة الحساسيات.
المهم في الحديث عن سماحة الإمام القائد هو البحث عن قيادة العالم الإسلامي، وعن دور الجمهورية الإسلامية، وعن كل هذا التقدم التي حققته في ظل الولاية، فبالإمكان الدخول عن هذا الطريق للارتباط مع الشباب البحريني أو اللبناني أو العراقي.
يا حبّذا لو تمكنتم من أن تقيموا في إيران مخيّماً حسينياً على مدار السنة، وأن تدعوا الشباب العراقيين الذين تواصلتم معهم إلى إيران في ربيع الأول أو الثاني أو في شهر رمضان أو بالأخص في الحادي عشر من شباط ذكرى انتصار الثورة الإسلامية أو في يوم القدس، فإن هذا هو التبليغ؛ ذلك أن التبليغ الرئيسي لا يتم في بضعة دقائق وساعات، والتواصل في الأربعين تمهيد للتواصل في أيام ما بعد الأربعين.
حاولوا في الأربعين أن تكسبوا أكبر حدّ ممكن وأن تكون القوة الجاذبة لديكم أعلى من القوة الدافعة، فكلما قلت الحساسيات كلما زاد التكاتف والتلاحم والتعاضد.