اهلا وسهلآ بكم لبيك يا حسيــــــــــــن

الخميس، 10 سبتمبر 2015

القسم المتوفر فيها الموظوع :

الرصد المبكر لحركة العدو وسد مواطن الضعف في جبهتنا


إن الرصد المبكر لمواقف وإشارات العدو وتحركاته ضروري لأجل تشخيص توجهاتنا وتحركاتنا كي لا تقع أي خطوة وأي تصريح وأي عمل نقوم به في خدمة أهداف العدو من حيث لا نحتسب. لأن العدو يحدد خطواته وتحركاته على ضوء تحركاتنا ومواقفنا، وعلى ضوء رصده لنقاط الضعف والثغرات في جبهتنا، وهذا ما يستدعي الإنتباه، وفي هذا المجال قال سماحة القائد "على الجميع وخاصة الخواص الإنتباه كي لا تكون تصريحاتهم وإجراءاتهم تكملة لخطط وأهداف أعداء النظام"1.

ولنأخذ نموذجاً من خطابات سماحة القائد حول الرصد المبكر والمتبصر، فقد تحدث سماحته في سنة 2008 أي قبل سنة ونصف من أحداث الإنتخابات الرئاسية التي وقعت في حزيران 2009 عن ضرورة التمعن والتفحص في كلام الرئيس الأميركي في شهر كانون الثاني من سنة 2008 عن تأييده لفئة وتيار في إيران. وقد طالب حينها سماحة القائد زعماء هذا التيار المسمى بالإصلاحي بضرورة "التأمل جيداً في هذه الإشارة والتفكير في سبب إبداء هذا التأييد"2. ولو أن زعماء هذا التيار انتبهوا وتيقظوا وتبصروا واتخذوا الموقف الصلب والقوي لما كان تجرأ العدو وأصبح يذكرهم بالإسم كما قال سماحة القائد، وربما لما كانت وقعت أحداث فتنة العام 2009، التي كادت أن تطيح بالنظام الإسلامي وتسببت بإراقة "ماء وجه النظام" كما عبر بمرارة سماحته.

كما أن سماحته طالب هؤلاء قبل وقوع الاحداث بفترة قصيرة جداً وأبلغهم ضرورة التحلي باليقظة والحذر "لقد وجهت رسائل خصوصية لهؤلاء خلال الساعات الأولى مفادها أنكم على عتبة القيام ببعض الأمور ولكن الآخرين سيستغلونها ولن تتمكنوا من إحتوائها وحدث ما توقعنا، في حين ينبغي على الذين يدخلون المعترك السياسي أن يدققوا في حركاتهم وأن يتكهنوا بالتغييرات المستقبلية التي ستطرأ على الساحة كلاعبي الشطرنج المحترفين"3.

إذاً الرصد المتبصر يقتضي أمرين: الأمر الأول أن يكون الرصد شاملاً لكل الساحة ولكل المؤشرات والمتغييرات، وأن يتم التكهن والإستشراف لفرص وسيناريوهات واحتمالات قيام العدو واللاعبين الدوليين بتوظيف أي خطوة أو ثغرة في تحركاتنا ومواقفنا، الأمر الثاني أن يتم ذلك في وقت مبكر بما يسبق تحرك العدو ويقطع عليه طريق الإستفادة والتوظيف... وليس بعد فوات الأوان.

فالرصد المتبصر لتصرفات وتصريحات أركان الإدارة الأمريكية يعطي بعض الإشارات، كما أن رصد الخطاب السياسي لأجهزة الإعلام والصحافة الأمريكية وتلك الدائرة في فلكها يعطي مؤشرات تكشف مبكراً عن النويا والمخططات، تماماً كما فعل حزب الله في مواجهة الحرب الناعمة التي شنت عليه عندما أفشل بفضل القيادة الواعية والحكيمة والمتبصرة وعلى رأسها سماحة السيد حسن نصر الله أعزه المولى مخططات المحكمة الدولية وتمكن من التقاط المؤشرات والإشارات بصورة مبكرة، وبفضل مجموعة من الخطابات والمؤتمرات الصحفية لسماحة السيد نصر الله (حفظه الله) إستطاع حزب الله أن يفشل هذه المخططات ويحكم سد الثغرات في جبهته.
*رؤية الإمام الخامنئي في مواجهة الحرب الناعمة ، سلسلة الندوات الفكرية ، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

1- خطاب لسماحة القائد خلال لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة بتاريخ 25/9/2009
2- خطاب لسماحة القائد بتاريخ 9/1/2008.
3- خطاب لسماحة القائد أثناء لقائه مع النخب العلمية بتاريخ 30/10/2009.

المشرف : الشيخ ابو علي الفاطمي @@ 2015 @@

Designed by Templateism