عبيد الله بن زياد كان من كبار الخبراء بالحرب النفسية وكان يوصف بالدهاء وهو من نماذج الدهاء عندما اتى الى الكوفة التي كانت تقريبا" في يد مسلم ابن عقيل وكان الوالي يزيد النعمان ضعيفا" ومهادنا" واهل الكوفة بايعوا الحسين عليه السلام من خلال مسلم ابن عقيل وينتظرون اللحظة التي يأمرهم فيها بالسيطرة على القصر الذي فيه النعمان، لكن بالحرب النفسية التي عملها عبيد الله ابن زياد غير مجرى الحرب، فعندما وصل الكوفة وصلها دون جيش مع عشرات من المقاتلين، ويومها كانت الازياء تميز اهل البيت والامام الحسين عليه السلام، فهو لبس زيا" مشابها" لزي الامام الحسين عليه السلام والبس مرافقيه ودخل الكوفة فظن اهل الكوفة ان الحسين عليه السلام وصل وقاموا باستقباله وقد كان عبيد الله بن زياد ملثما ووصل للقصر ودخله.
كيف فتت عبيد الله بن زياد جيش الكوفة وفشل الالاف من الذين بايعوا مسلم بن عقيل؟
اتى بالنخب والخواص من اهل الكوفة وبعض العلماء والمفاتيح وزعماء العشائر واستدعاهم وهددهم وارعبهم بالقتل وقطع الرؤوس وسبي النساء وزبح اطفالهم فخافوا، وقال لهم ان جيشا" قوامه ما يزيد عن مئة الف آت من الشام وسيصل خلال ايام، هددهم بالمباشرة وتوعدهم بالجيش المقبل ، وطلعوا من عنده فمنهم يقول ما لنا والدخول بين السلاطين ومنهم يثبط عن القتال، الى ان انتهى الامر بمسلم وحيدا" في الكوفة.
اين جيش الشام؟ لم يأت، انهارت الكوفة والجيش لم يأت بل تحولت الكوفة الى الجيش الذي صنع المأساة في كربلاء، والذي ساعد على الحرب النفسية هو ضعف النفوس والجبن والتعلق بالدنيا ولذلك قال الحسين عليه السلام " الناس عبيد الدنيا"، هناك اسبابا" جعلت الجبهة تنهار لكن الحرب النفسية هي السبب المباشر التي جعلها تنهار.
السيد حسن نصر الله- الليلة الثالثة من ليالي عاشوراء-مجمع سيد الشهداء-19/12/2009