نحو إستراتيجية إسلامية لمواجهة الحرب الناعمة

فهرس العناوين : 

• مقدمة .

• الباب الاول :   الحرب الناعمة في خطابات القائد الخامنئي ادامه المولى. 

• الباب الثاني :   تعريف الحرب الناعمة ومواردها ومفهومها..  

• الباب الثالث :   وسائل الاعلام والاتصال المستخدمة في الحرب الناعمة     

• الباب الرابع :   الحرب الناعمة في الاطار الفكري والتاريخي والعلمي  

• الباب الخامس:  وظائف الحرب الناعمة .      

• الباب السادس: الحرب الناعمة ضد الاسلام والمسلمين .   

• الباب السابع: الحرب الاميركية والاسرائيلية الناعمة على ايران وقوى المقاومة وحزب الله .   

• الباب الثامن:   نقاط قوة الحرب الناعمة ونقاط ضعفها .  

• الباب التاسع :  نحو مشروع اسلامي لمواجهـــة الحرب الناعمة

• الخلاصـــــة والختام .  

• مراجع البحث . 

• مقدمـــــة : 

   شكلت خطابات ودعوات قائد الثورة الاسلامية والولي الفقيه سماحة السيد علي الخامنئي دام ظله بعد الأحداث الاخيرة في ايران عقيب انتهاء الانتخابات الرئاسية التي جرت العام 2009 وتشخيصه للحرب الناعمة التي تشنها الولايات المتحدة الاميركية والغرب كمصدر تهديد للنظام الاسلامي، شكلت خطاباً تأسيسياً واستراتيجيا وتاريخيا أصاب كبد الاحداث وجسد المؤامرات بالصميم، ويمكن اعتباره ايذاناً ببدء مرحلة جديدة من المواجهة مع المشروع الغربي والصهيوني في المنطقة، فالعدو بدء منذ سنوات باستخدام استراتيجيات وتكتيكات الحرب الناعمة على نطاق واسع، وهي حرب قد تستمر لعشرات السنين كما حصل ايام الحرب الباردة، كما دأب قادة الحرس الثوري على التأكيد على خطورة الحرب الناعمة، وكان آخرهم العميد مسعود جزائري مساعد الشؤون الثقافية والاعلام الدفاعي في قيادة الاركان العامة للقوات المسلحة في الجمهورية الاسلامية الإيرانية، في تصريح يعكس نظرة ايران الاستراتيجية للحرب الناعمة فقال " علينا القبول ان الحرب الناعمة مستمرة وعلينا معرفة هذه الحرب جيداً، لان التناقض موجود ماهويا وجذريا بين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبين نظم الهيمنة الدولية وهذه الحرب ستتواصل لحين يؤسس النظام الاسلامي معايير قوته في ذاته وتصل انظمة الهيمنة الى الأضمحلال والأفول" وأضاف " ان الاهتمام بمعرفة هذه الحرب مسألة ضرورية ومن الاولويات للنخب والشباب، وان معرفة هذه الحرب تتحقق عبر ثلاثة أساليب هي الرصد والمطالعة والتحرك والمطالبة " ( ).  

    فما هي هذه الحرب وما هي أسسها ووظائفها واستراتيجياتها وتكتيكاتها ونقاط قوتها ونقاط ضعفها وكيف يمكن مواجهتها ..؟ 

الباب الاول

الحرب الناعمة في خطابات القائد 

• اولاً : توجيهات السيد القائد الخامنئي دام ظله في موضوع الحرب الناعمة 

    أحببنا في البداية افتتاح هذه الدراسة عبر تسليط الضوء على الخطوط العريضة لخطابات وكلمات سماحة السيد القائد الخامنئي دام ظله في تعليقه على الاحداث التي تلت الانتخابات والفتنة التي تسبب بها الغرب وبعض المضللين والسائرين على نهجه، وتشخيص سماحته لوجود مخططات حرب ناعمة ضد النظام الاسلامي في ايران، حيث ان اهتمامنا باعداد هذه الدراسة نابع من حديثه المتكرر بعد الاحداث الاخيرة المؤسفة عن اولوية مواجهة الحرب الناعمة، وقد قدم توجيهاته في هذا الشان، وقمنا بترتيبها بما يخدم أبواب الدراسة... 

قال سماحته ( ): 

1)  نظرا لهزيمة الاستكبار في المواجهة الصعبة مع النظام الاسلامي في المرحلة الاولى من عمر الثورة، فان العدو وضع الآن الحرب الناعمة على جدول اعماله ولذلك فان الاولوية الرئيسية اليوم هي مواجهة الحرب الناعمة .  

2) ان العدو في مواجهته للنظام الاسلامي يشن حربا نفسية باسم الحرب الناعمة والهدف الرئيسي منها تحويل نقاط القوة والفرص الى نقاط ضعف وتهديدات. 

3) ان الشعب الايراني الذي ابدى حضوره وشجاعته وبسالته وتضحياته خلال السنوات الثمانية في الحرب المفروضة من قبل النظام العراقي وداعميه قد ابدى خلال الاشهر الثمانية ـ التي تلت الانتخابات الرئاسية ـ بعناية الله مهارة وهمة وبصيرة عالية يضرب به المثل في مواجهته للحرب الناعمة  . 

4) العدو يحاول المس ببوادر الأمل وتحويلها الى حالات احباط ويأس والايحاء بان الطريق مسدود وتضخيم الامور بهدف سلب حيوية المجتمع الاسلامي  .  

5) ينبغي على وسائل الاعلام والنشطاء والسياسيون والمسؤلون الابتعاد عن الخلافات الهامشية غير المبدأية  فالاولوية في البلاد لمواجه الحرب الناعمة للعدو التي تستهدف بث الفرقة والتشاؤوم بين ابناء الشعب واهم سبل مواجهة هذا الهجوم هو حفظ وتقوية البصيرة والروح التعبوية والمعنوية والامل في المستقبل، وهذا لا يلغي ضرورة القيام بواجب الاصلاح ومعالجة الازمات.  

6) ان مثيري الفتنة ارتكبوا الأخطاء لأنهم اعطو وبثوا الامل في نفوس الاعداء. 

7) ان احد ابرز مخططات الاعداء تقوم على تشويه الحقائق . 

8) ان مؤشر تشخيص الحق لا يعتمد على الاشخاص بل على البصيرة لتمييز الحق من الباطل لان الكثير من الشخصيات المعروفة تخطأ  . 

9)  لا بد لمواجهة هذه الهجمة عبر المحافظة على الحماس الثوري والتواجد والحضور في الساحة . 

10) ان معارضي نظام الجمهورية الاسلامية - في الداخل والخارج- يهاجمون معتقدات وعزائم واركان واسس ايران باستخدام مختلف وسائل الاعلام والاتصال . 

11) ان العدو يستهدف بث الفرقة بين قادة البلاد وهي احدى اهم اهداف الحرب الناعمة . 

12) احدى الاستثمارات الكبيرة التي يضعها العدو هي حرف اذهان الشعب وهذا ما افشله الشعب بحضوره الجماهيري الواسع في المناسبات  . 

13) على الجميع الانتباه لان لا تكون خطبهم وتصريحاتهم تكملة لخطط الاعداء واهداف معارضي النظام، فتركيز العدو على الازمات والمشاكل ينبغي ان يعزز البصيرة لدى القادة لمنعه من تحقيق اهدافه ولا ينبغي التغافل عنها وانكارها . 

14) ان الفهم الصحيح لنظام الجمهورية الاسلامية هو احد الضروريات لحفظ النظام .

15) ينبغي الحفاظ على منظومة الولاية بكلها وعدم تجزئتها، فالشريعة والمعنويات والتعقل والعدالة والتضامن والحزم هي منظومة واحدة، فالاسلام يحتوي على هذه العناصر المتلاحمة، وكل انحراف عن هذه المنظومة يندرج في اطار الاسلام غير الاصيل او الاسلام الاميركي كما سماه الامام الخميني (قدس) . 

16) ان مؤامرة الحرب الناعمة فشلت وان رصاصات العدو التي اطلقت على النظام الاسلامي عادت واستدارت وارتدت الى صدره بفضل الله تعالى  . 

17) ان محاولات مثيري الفتنة بث الانفعال والقلق والخوف في اوساط الناس وخاصة النخب والخواص تستهدف عزلهم عن الساحة، في حين ينبغي على هؤلاء تنوير الناس وتنبيههم لان صمت النخب وانسحابها يساعد اهداف العدو في بعض الاحيان . 

18) العدو يستفيد في حربه الناعمة من مختلف سائل الاعلام والاتصال والمواقع  الثقافية لبث الشائعات والاكاذيب والاستفادة من بعض الذرائع .  

19) ان العدو يحاول ادخال عناصره المغرضة والخائنة والمدربة في هذه الاجواء المشحونة والعكرة للقيام بالاعمال التخريبية، لكنهم لم يصلوا الى اهدافهم بفضل بصيرة الشعب  . 

20) ان مواجهة هذه الهجمة تستلزم الحضور الواعي في الساحات والحذر المقترن بالحنكة والتدبير، وان هذا الحضور يستجلب العون الالهي . 

21) ان التبليغ الصحيح للاسلام يعتبر عنصرا هاما جدا للتوعية في زمن الفتن. 

22) لا ينبغي الركون الى توجيهات وسائل الاعلام الاجنبية لفهم مجريات الاحداث . 

لقراءة باقي المقال اضغط PDF