هل تؤثر فاحشة الشذوذ بين الفتيات (السحاق) على عقود الزواج؟
السؤال: هل يجوز الزواج من رجل مارستُ مع اُخته السحاق، وتخيّلت أثناء ممارسة العادة السريّة الجماع بوالده وعمّه؟ أرجو الردّ بدليل شرعي حتى يطمئنّ قلبي. وهل أحدٌ من العلماء يقول بحرمة هذا الزواج أو الجميع يقول بالحليّة؟
الجواب: المعروف بين فقهاء المسلمين هو حرمة السحاق، وإن اختلفوا في عقوبته، فذهب جمهور فقهاء أهل السنّة إلى أنّه لا يثبت فيه حدٌّ شرعيّ رغم حرمته، وإنّما الثابت فيه التعزير تبعاً لما يراه القاضي الشرعي، بينما يُثبت فيه جمهورُ الإماميّة الحدَّ.
لكن لا أثر للمساحقة على التحريم في باب الزواج، بخلاف اللواط الذي توجد فيه بعض الأحكام المتصلة بذلك كما هو معروف في الفقه الإسلامي، وأشرنا لذلك في بعض الأجوبة عن أسئلة سابقة تعرّضنا لها، وعليه فيجوز للمرأة الزواج من أب أو عم أو خال أو أخ أو ابن أو.. المرأةِ التي فعلت معها هذا الفعل، ولا يحرم عليها شيء من ذلك؛ لعدم وجود أيّ دليل من الكتاب الكريم أو السنّة الثابتة يفرض ثبوت تحريم في باب الزواج هنا، بل يلزمها التوبة الصادقة عن الفعل نفسه فقط.
ولا فرق في عدم تحريم الزواج هنا بين حصول التخيّل لشخص بعينه أثناء ارتكاب الفاحشة وعدم حصول التخيّل، تماماً كما هي الحال في الاستمناء (العادة السريّة) لو فعله الرجل أو فعلته المرأة، فإنّ تخيّلَ شخصٍ ما أثناء الاستمناء لا يؤثر على أحكام عقود الزواج بأيّ أثر شرعي، فلو تخيّل امرأةً جاز له الزواج منها أو من واحدة من قريباتها ما لم يكن هناك مانع شرعي آخر عن هذا الزواج.
وأشير أخيراً إلى ضرورة الوعي التربوي والديني والاجتماعي تجاه هذا النوع من الأعمال، والذي تشير غير دراسة في هذا المجال إلى انتشاره التدريجي بين الشباب والفتيات في العصر الراهن في عالمنا الإسلامي، فضلاً عن غيره، بل هناك سعي حثيث لتبرير ذلك دينيّاً وأخلاقياً واجتماعياً، حتى رأينا بعض وسائل الإعلام العربيّة تحاول الانتصار أو التبرير لمثل ذلك! ومن المطلوب أن لا يستخفّ أحد بهذه الأمور حتى لا ننتبه من نوم الغفلة وتكون الأمور ـ كما غيرها ـ قد فلتت من إمكان إصلاحها أو ترشيدها.