لمن نجاهد؟
سؤال مهم يحدد لنا الوجهة التي تسير بالمجاهد، فإن الجهاد كوظيفة دينية، وكواجب على الفرد والجماعة لا بد وأن يكون بشروط الواجبات العبادية حتى يكون مقبولاً، وكل واجب عبادي مشروط بالتقرب إلى الله تعالى، بمعنى أن يكون القصد من العمل التوجه إلى الله تعالى بالطاعة والالتزام بالأمر، من دون أن يتوقف عمل المكلف على أن يمتدحه أي شخص على العمل، ولا أن يحوز عمله رضى أيٍّ من المخلوقين، وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "العمل الخالص: الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عز وجل"1.
اختبار النفس
تحدثنا الرواية عن نبي الله موسى عليه السلام عن المراقبة الدائمة للنفس والاختبار الذي ينبغي على المؤمن أن يجريه على نفسه لقياس مدى إخلاص عمله لله تعالى، فالمراقبة المستمرة تسد كل المنافذ على الشيطان الرجيم، وهو الذي تعهد بإغوائنا جميعاً كما تنقل لنا الآية الكريمة:﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾(ص:82-83).
فالشيطان يسعى أن ينفذ للنفس من أي ثغرة يتركها الإنسان من دون رقابة، ولهذا كان علينا أن نجري اختبار الاخلاص بشكل مستمر لكي نتأكد من خلوص النية لله تعالى وحده، ولنتأمل معاً في هذه الرواية الجميلة التي رواها العلامة المجلسي في بحار الأنوار في قصة موسى وشعيب، قال: "فلمّا دخل على شعيب إذا هو بالعشاء مهيّأ، فقال له شعيب: اجلس يا شاب فتعشَى، فقال له موسى: أعوذ بالله! قال شعيب: ولم ذاك؟ ألست بجائع؟ قال: بلى، ولكن أخاف أن يكون هذا عوضاً لما سقيتُ لهما، وأنا من أهل بيت لا نبيع شيئاً من عمل الآخرة بملء الأرض ذهباً، فقال له شعيب: لا والله يا شاب، ولكنها عاداتي وعادة آبائي، نقري الضّيف ونطعم الطّعام. قال: فجلس موسى يأكل"2.
كل شي بيد الله
إن الأمور في الدنيا تجري كلها بإرادة الله تعالى وإذا كانت الأمور بيده فهل نلجأُ إلى سواه؟! وباتكال الإنسان على الله تعالى يهيّىء الله تعالى له الأسباب، وبالاستعانة به يؤمّن له المخارج من كل المحن التي تمر عليه يقول الله تعالى:﴿وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً﴾(الطلاق:3).
ومن آثار إيكال الأمر إلى الله تعالى
القوة
ففي الحديث الشريف عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله"3.
الكفاية والرزق
فقد ورد في الحديث عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من توكّل على الله كفاه مؤنته ورزقه من حيث لا يحتسب"4.
وقد سأل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم جبرائيل عليه السلام عن التوكل على الله فقال:"العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع، ولا يعطي ولا يمنع، واستعمال اليّأس من الخلق، فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لأحد سوى الله، ولم يرجُ ولم يخف سوى الله، ولم يطمع في أحد سوى الله، فهذا هو التّوكل"5.
حب البذل والعطاء
عندما تتحدث عن الجهاد في سبيل الله تعالى فإنك تتحدث عن البذل والعطاء، فالمجاهد يعطي من وقته وحياته وراحته في سبيل الله تعالى، وهذا ما يسمى بالبذل، ولو اقتضى أن يعطي الجهاد أكثر مما يعطي نفسه من حاجتها للدعة والراحة والاستقرار صارَ البذل إيثاراً، يقول الله تعالى:﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾(الحشر:9).
وقد ورد في الحديث عن الإمام علي عليه السلام: "أفضل المؤمنين أفضلهم تقدمة من نفسه وأهله وماله"6.
وأبلغ معاني البذل والعطاء في سبيل الله تعالى أن يقدم الإنسان دنياه قرباناً لله تعالى فداءً لأرض المسلمين ومقدساتهم، ودفاعاً عن الشرف والكرامة، والقضايا المحقة.
ما هي قيمة الدنيا؟
ولكي يكون الإنسان على استعداد لهذا البذل والعطاء الكبير وهو التخلي عن الحياة الدنيا، عليه أن يوقن بأن الدنيا لا معنى لها، وأنها ليست بدار مقر، وإنما هي معبر للآخرة، وهذا ما يسمى بالزهد.
فإن الزهد في الدنيا من خير الخصال، ففي الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام: "جعل الخير كله في بيت، وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا"7.
ومن آثار الزهد على قلب الإنسان خلو قلبه من التعلق بالدنيا والتأثر بإقبالها أو إدبارها، فهذا أمير المؤمنين علي عليه السلام يعلمنا الدرس ففي الرواية عن سويد بن غفلة قال:
"دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام بعدما بويع بالخلافة وهو جالس على حصير صغير وليس في البيت غيره، فقلت: يا أمير المؤمنين، بيدك بيت المال ولست أرى في بيتك شيئاً مما يحتاج إليه البيت؟! فقال عليه السلام: يا بن غفلة. إن اللبيب لا يتأثث في دار النّقلة، ولنا دار أمن قد نقلنا إليها خير متاعنا، وإنّا عن قليل إليها صائرون"8.
الهمة العالية
المقصود من الهمة العالية، هو الإسراع لأداء المهام، والسعي للوصول بها إلى أفضل نتيجة ممكنة، وعدم التلكؤ في تنفيذ الواجب.
فالإنسان النشيط، ذو الهمة العالية، هو أكثر الناس نجاحاً، لأن جلَّ الأمور في الحياة تعتمد على نشاط العامل، وحسن متابعته، وسرعة أدائه للوظيفة المناطة به.
وكما في سائر أمور الحياة، ففي الجهاد أيضاً ينبغي للمجاهد أن يكون ذا همة عالية، وهذا ما أكدت عليه العديد من الروايات ففي الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام: "خير الهمم أعلاها"9.
وقد ورد في الدعاء عن إمامنا زين العابدين عليه السلام: "أسألك من الشهادة أقسطها ومن العبادة أنشطها.. ومن الهمم أعلاها"10.
وقد أشارت بعض الروايات أن بعض الخصال كالحلم والصبر هما نتاجٌ لعلو الهمة، فعن الإمام علي عليه السلام: "الحلم والأناة توأمان ينتجهما علوّ الهمّة"11.
وذلك لأن من يتحلى بعلو الهمة، إنما يتميز بحبه للسعي للوصول لأفضل النتائج في العمل، وهذا ما يتطلب هاتين الصفتين الجميلتين، الصبر، والحلم، لأن لهما دوراً كبيراً في إصلاح أمر الإنسان.
*خاصة الاولياء، إعداد ونشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، ط1، حزيران 2007م، ص39-47.
اختبار النفس
تحدثنا الرواية عن نبي الله موسى عليه السلام عن المراقبة الدائمة للنفس والاختبار الذي ينبغي على المؤمن أن يجريه على نفسه لقياس مدى إخلاص عمله لله تعالى، فالمراقبة المستمرة تسد كل المنافذ على الشيطان الرجيم، وهو الذي تعهد بإغوائنا جميعاً كما تنقل لنا الآية الكريمة:﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾(ص:82-83).
فالشيطان يسعى أن ينفذ للنفس من أي ثغرة يتركها الإنسان من دون رقابة، ولهذا كان علينا أن نجري اختبار الاخلاص بشكل مستمر لكي نتأكد من خلوص النية لله تعالى وحده، ولنتأمل معاً في هذه الرواية الجميلة التي رواها العلامة المجلسي في بحار الأنوار في قصة موسى وشعيب، قال: "فلمّا دخل على شعيب إذا هو بالعشاء مهيّأ، فقال له شعيب: اجلس يا شاب فتعشَى، فقال له موسى: أعوذ بالله! قال شعيب: ولم ذاك؟ ألست بجائع؟ قال: بلى، ولكن أخاف أن يكون هذا عوضاً لما سقيتُ لهما، وأنا من أهل بيت لا نبيع شيئاً من عمل الآخرة بملء الأرض ذهباً، فقال له شعيب: لا والله يا شاب، ولكنها عاداتي وعادة آبائي، نقري الضّيف ونطعم الطّعام. قال: فجلس موسى يأكل"2.
كل شي بيد الله
إن الأمور في الدنيا تجري كلها بإرادة الله تعالى وإذا كانت الأمور بيده فهل نلجأُ إلى سواه؟! وباتكال الإنسان على الله تعالى يهيّىء الله تعالى له الأسباب، وبالاستعانة به يؤمّن له المخارج من كل المحن التي تمر عليه يقول الله تعالى:﴿وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً﴾(الطلاق:3).
ومن آثار إيكال الأمر إلى الله تعالى
القوة
ففي الحديث الشريف عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله"3.
الكفاية والرزق
فقد ورد في الحديث عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من توكّل على الله كفاه مؤنته ورزقه من حيث لا يحتسب"4.
وقد سأل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم جبرائيل عليه السلام عن التوكل على الله فقال:"العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع، ولا يعطي ولا يمنع، واستعمال اليّأس من الخلق، فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لأحد سوى الله، ولم يرجُ ولم يخف سوى الله، ولم يطمع في أحد سوى الله، فهذا هو التّوكل"5.
حب البذل والعطاء
عندما تتحدث عن الجهاد في سبيل الله تعالى فإنك تتحدث عن البذل والعطاء، فالمجاهد يعطي من وقته وحياته وراحته في سبيل الله تعالى، وهذا ما يسمى بالبذل، ولو اقتضى أن يعطي الجهاد أكثر مما يعطي نفسه من حاجتها للدعة والراحة والاستقرار صارَ البذل إيثاراً، يقول الله تعالى:﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾(الحشر:9).
وقد ورد في الحديث عن الإمام علي عليه السلام: "أفضل المؤمنين أفضلهم تقدمة من نفسه وأهله وماله"6.
وأبلغ معاني البذل والعطاء في سبيل الله تعالى أن يقدم الإنسان دنياه قرباناً لله تعالى فداءً لأرض المسلمين ومقدساتهم، ودفاعاً عن الشرف والكرامة، والقضايا المحقة.
ما هي قيمة الدنيا؟
ولكي يكون الإنسان على استعداد لهذا البذل والعطاء الكبير وهو التخلي عن الحياة الدنيا، عليه أن يوقن بأن الدنيا لا معنى لها، وأنها ليست بدار مقر، وإنما هي معبر للآخرة، وهذا ما يسمى بالزهد.
فإن الزهد في الدنيا من خير الخصال، ففي الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام: "جعل الخير كله في بيت، وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا"7.
ومن آثار الزهد على قلب الإنسان خلو قلبه من التعلق بالدنيا والتأثر بإقبالها أو إدبارها، فهذا أمير المؤمنين علي عليه السلام يعلمنا الدرس ففي الرواية عن سويد بن غفلة قال:
"دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام بعدما بويع بالخلافة وهو جالس على حصير صغير وليس في البيت غيره، فقلت: يا أمير المؤمنين، بيدك بيت المال ولست أرى في بيتك شيئاً مما يحتاج إليه البيت؟! فقال عليه السلام: يا بن غفلة. إن اللبيب لا يتأثث في دار النّقلة، ولنا دار أمن قد نقلنا إليها خير متاعنا، وإنّا عن قليل إليها صائرون"8.
الهمة العالية
المقصود من الهمة العالية، هو الإسراع لأداء المهام، والسعي للوصول بها إلى أفضل نتيجة ممكنة، وعدم التلكؤ في تنفيذ الواجب.
فالإنسان النشيط، ذو الهمة العالية، هو أكثر الناس نجاحاً، لأن جلَّ الأمور في الحياة تعتمد على نشاط العامل، وحسن متابعته، وسرعة أدائه للوظيفة المناطة به.
وكما في سائر أمور الحياة، ففي الجهاد أيضاً ينبغي للمجاهد أن يكون ذا همة عالية، وهذا ما أكدت عليه العديد من الروايات ففي الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام: "خير الهمم أعلاها"9.
وقد ورد في الدعاء عن إمامنا زين العابدين عليه السلام: "أسألك من الشهادة أقسطها ومن العبادة أنشطها.. ومن الهمم أعلاها"10.
وقد أشارت بعض الروايات أن بعض الخصال كالحلم والصبر هما نتاجٌ لعلو الهمة، فعن الإمام علي عليه السلام: "الحلم والأناة توأمان ينتجهما علوّ الهمّة"11.
وذلك لأن من يتحلى بعلو الهمة، إنما يتميز بحبه للسعي للوصول لأفضل النتائج في العمل، وهذا ما يتطلب هاتين الصفتين الجميلتين، الصبر، والحلم، لأن لهما دوراً كبيراً في إصلاح أمر الإنسان.
*خاصة الاولياء، إعداد ونشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، ط1، حزيران 2007م، ص39-47.
1- الشيخ الكليني، الكافي، دار الكتب الإسلامية، آخوندي، الطبعة الثالثة: 2 - 16 - 4.
2- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة: 13 - 21.
3- ابن شعبة الحراني، الوفاة: ق 4، تحف العقول، الطبعة: الثانية، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، ص 72.
4- المتقي الهندي، الوفاة: 975، كنز العمال، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت لبنان: 3 - 103 - 5693.
5- الصدوق، الشيخ، الوفاة: 381، معاني الأخبار، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة: 261 - 1.
6- المعتزلي، ابن أبي الحديد، الوفاة 656، شرح نهج البلاغة، دار إحياء الكتب العربية، سنة الطبع: 1378 - 1959م: 18 - 41.
7- الشيخ الكليني، الكافي، دار الكتب الإسلامية، آخوندي، الطبعة الثالثة: 2 - 128 - 2.
8- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة، 70 - 321 - 38.
9- غرر الحكم: 4977.
10- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة، 94 - 155 - 22.
11- نهج البلاغة: الحكمة 460.
2- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة: 13 - 21.
3- ابن شعبة الحراني، الوفاة: ق 4، تحف العقول، الطبعة: الثانية، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، ص 72.
4- المتقي الهندي، الوفاة: 975، كنز العمال، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت لبنان: 3 - 103 - 5693.
5- الصدوق، الشيخ، الوفاة: 381، معاني الأخبار، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة: 261 - 1.
6- المعتزلي، ابن أبي الحديد، الوفاة 656، شرح نهج البلاغة، دار إحياء الكتب العربية، سنة الطبع: 1378 - 1959م: 18 - 41.
7- الشيخ الكليني، الكافي، دار الكتب الإسلامية، آخوندي، الطبعة الثالثة: 2 - 128 - 2.
8- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة، 70 - 321 - 38.
9- غرر الحكم: 4977.
10- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة، 94 - 155 - 22.
11- نهج البلاغة: الحكمة 460.