اهلا وسهلآ بكم لبيك يا حسيــــــــــــن

الأربعاء، 12 أكتوبر 2016

عاشوراء و الصلاة الأكمل


قال الله تعالى: ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي 1

يسعى كلّ إنسان نحو السعادة، فهي غاية الجميع بدون استثناء، لكنَّهم يختلفون في ما يحقّق هذه السعادة، فبعضهم يجنح لتحقيقها بوساطة المال والجاه والشهرة والسلطة، وبعضهم يجنح لتحقيقها بالابتعاد عن كل هذه الأمور من خلال الانعزال في صومعة الفرد.

لكنَّ الكلَّ يُجمعون على أنّ منشأ السعادة الحقيقي هو الذي يوصل إلى الاطمئنان القلبيّ، والاستقرار النفسيّ، والراحة، والسكينة.

وقد أراد الله تعالى أن يختصر التجارب والمحاولات والقراءات في منشأ هذا الاطمئنان، فقال عز وجل: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ 2. فالإنسان حينما يتوجّه إلى شيء، فإنّما يتوجّه إليه لأجل كمال فيه، فالإنسان مفطور على حبِّ الكمال، والتوجّه إليه. والله تعالى هو الكمال المطلق، ومصدر كلِّ كمال. من هنا أرشدنا الله تعالى إلى التوجّه إلى مصدر الكمالات. ﴿ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 3 وهذا التوجّه الحاضر بدون غفلة هو الذي يحقق الاطمئنان ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ4.

والسؤال: كيف نحقِّق هذا الذِّكر؟
والجواب من الله تعالى: ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي5. فلأنَّ الذكر يحقِّق الكمال الإنساني، كانت الصلاة سُلَّماً ومعراجاً للاقتراب من الكمال المطلق، لذا ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "الصلاة معراج المؤمن"6.

وفي هذا المعراج تخلية وتحلية.

تخلية الصلاة
أمَّا التخلية، فالصلاة مطهّرة من الذنوب أنقى تطهير.
فعن سلمان الفارسي المحمدي(رض): "كنَّا مع رسول الله في ظلِّ شجرة، فأخذ غصناً منها، فنفضه، فتساقط ورقه، فقال: ألا تسألونني عمّا صنعت ؟ قلنا: أخبرنا يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إنَّ العبد المسلم إذا قام إلى الصلاة تحاتت خطاياه، كما تحاتت ورق هذه الشجرة"7.

وتخلية الصلاة هي أعلى مرتبة من تخلية التوبة، فمفعول التوبة يحدِّثنا عنه الإمام الصادق عليه السلام قائلاً: "إذا تاب العبد توبة نصوحاً أحبّه الله، فستر عليه في الدنيا والآخرة" فسأله ابن وهب: وكيف يستر عليه؟ فقال عليه السلام: "يُنسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب، ثم يُوحي إلى جوارحه: اكتمي عليه ذنوبه، ويوحي إلى بقاع الأرض: اكتمي عليه ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى الله حين يلقاه، وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب"8

هذا كلُّه أثرٌ للتوبة، أما الصلاة، فإنَّ لها الأثر الأكبر والأهمّ، وهو ما يُفهم من الحوار التالي بين أمير المؤمنين عليه السلام وبعض أصحابه، حينما قال لهم: "أيَّةُ آيةٍ في كتاب الله أرجى عندكم؟
- فقال بعضهم: ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا 9.
- قال عليه السلام: "حسنةٌ، وليست إياها".
فقال بعضهم: ﴿ وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا 10.
- قال عليه السلام: "حسنةٌ، وليست إياها".
- فقال بعضهم: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ 11
- قال عليه السلام: "حسنةٌ، وليست إياها".
- فقال بعضهم: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ12.
- قال عليه السلام: "حسنة، وليست إياها".
- ثم أحجم الناس، فقال عليه السلام: "ما لكم يا معشر المسلمين؟!
- قالوا: لا والله، ما عندنا شيء.
- فقال عليه السلام: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أرجى آية في كتاب الله، ﴿وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ13. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "يا عليّ، والذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراً، إنَّ أحدكم ليقوم إلى وضوئه، فتساقط عن جوارحه الذنوب، فإذا استقبل الله بوجهه وقلبه لم ينفتل عن صلاته وعليه من ذنوبه شيء كما ولدَتْهُ أمّه، فإنْ أصاب شيئاً بين الصلاتين، كان له مثل ذلك، حتى عدَّ الصلوات الخمس"14. ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: "يا عليّ، إنَّما منزلة الصلوات الخمس لأُمّتي كنهرٍ جارٍ على باب أحدكم فما ظنُّ أحدكم، لو كان في جسده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات في اليوم، أكان يبقى في جسده درن؟! فكذلك والله الصلوات الخمس 
لأُمّتي"15.

إذاً التوبة ساترة للذنوب، والصلاة ماحية لها.

بل إنَّ الصلاة جاذبةٌ لعطايا الله تعالى، فعن الإمام الصادق عليه السلام: "للمصلي ثلاث خصال:
1- إذا قام في صلاته يتناثر عليه البرّ من أعنان السماء إلى مفرق رأسه.
2- وتحفُّ به الملائكة من قدميه إلى أعنان السماء.
3- وملك ينادي أيّها المصلي، لو تعلم من تناجي ما انفتلت"
16.

لذا كان تعبير الإمام الصادق عليه السلام: "أحبّ الأعمال إلى الله عزَّ وجلّ الصلاة، وهي آخر وصايا الأنبياء"17.

تحلية الصلاة
بما أنَّ الإنسان مفطور على حبِّ الكمال والانجذاب إليه، وبما أنّ الصلاة هي معراج المؤمن إلى الكمال المطلق، فهي وسيلة العشق الإلهيّ.

وكم يرغب العاشق بالتواصل مع معشوقه!

قال الله تعالى لموسى عليه السلام: ﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى 18، وهو سؤال يُتوقَّع أن يكون جوابه بكلمة "عصا"، إلا أنّ موسى خالف المتوقَّع، فقال: ﴿ قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى19.

ما دخل كلّ ذلك بالسؤال؟ الجواب بلغة القلب: إنّ موسى عليه السلام لمّا علم أنّه يتكلّم مع معشوقه، وهو الله تعالى، أحبَّ أن يطيل الحديث معه.

من هنا كان النبيّ محمد صلى الله عليه وآله وسلم حينما يحلُّ وقت الصلاة، يقول لصاحبه بلال (رض): "أرحنا يا بلال"20.

إنَّ من يشعر، في صلاته، بحالة العشق هذه، بروحه المتحرِّكة وجسده الذي ينتقل من حالة إلى حالة، يُدرك معنى ما ورد عن الإمام علي عليه السلام: "إنّ الإنسان إذا كان في الصلاة، فإنَّ جسده وثيابه وكلَّ شيء حوله يُسبِّح"21.

تأويل الصلاة
وهذه الرواية حول تسبيح كلّ الجسد تدفعنا لفهم حركات المصلّي، والتي يبيّن بعضها أمير المؤمنين عليه السلام بقوله الوارد عنه: "تأويل مدّ عنقك في الركوع تخطر في نفسك آمنتُ بك ولو ضربتَ عنقي"22.

قيم الصلاة
إنَّ مقام الصلاة هذا، يستدعي أن نلتفت إلى أمور، هي:

1- وقت الصلاةينبغي للمؤمن أن يعطي الصلاة الأولويّة على جميع ما عداها من الأعمال، وهذا ما يرمز إليه أذان الصلاة "حيَّ على خير العمل". فمن يصلّي صلواته في أوّل أوقاتها، فإنّه يعبِّر بذلك عن تقديم صلته بالله على كلِّ صلة.
لذا جعل الإمام الصادق عليه السلام الصلوات في مواقيتها معيار الإيمان الحقيقيّ، فعنه عليه السلام: "خصلتان من كانتا فيه، وإلا فأعزبَ، ثم أعزبَ، ثم أعزبَ".
قيل: وما هما ؟، قال عليه السلام: "الصلاة في مواقيتها، والمحافظة عليها، والمواساة"23.
ولذا بيَّن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ثواب من يهتمّ بالصلوات في أوّل أوقاتها بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من عبد اهتمَّ بمواقيت الصلاة، ومواضع الشمس، إلا ضمنت له الرَّوْحَ عند الموت، وانقطاع الهموم والأحزان، والنجاة من النار"24.
وكذا كانت الصلاة في أوّل الوقت أساسية في برنامج السالك إلى الله تعالى.

قال الشيخ محمد تقي بهجت: من حقَّق ثلاثةً وصل إلى الحقيقة وهي:
1- فعل الواجبات وترك المحرّمات.
2- الإخلاص في العمل. 
3- أداء الصلاة في أوّل أوقاتها".


2- مكان الصلاةبأنْ يختار أفضل الأمكنة وأحبَّها عند الله تعالى، ألا وهي المساجد، فقد ورد أنَّ الله تعالى أوحى إلى نبيِّه داود عليه السلام: "إنَّ بيوتي في الأرض المساجد، فطوبى لعبد تطهَّر في بيته، ثم زارني في بيتي، ألا إنَّ على المزور كرامة الزائر"25.

3- هيئة الصلاةبأن يقصد صلاة الجماعة التي ورد أنّها إذا زاد عددها عن العشرة "فلو صارت البحار والسماوات والأرض كلّها مداداً، والأشجار أقلاماً، والثقلان مع الملائكة كُتَّاباً، لم يقدروا أن يكتبوا ثواب ركعة واحدة"26
وما يزيد من ثواب الجماعة أن تكون في المسجد.
فعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "من مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة، كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة، ويرفع له من الدرجات مثل ذلك، وإنّ من مات وهو على ذلك وكَّل الله به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره، ويبشِّرونه، ويونسونه في وحدته، ويستغفرون له حتى يُبْعث"27.

4- روحيّة الصلاةبأنْ يصلّيها بحضور القلب، فعن الإمام الصادق عليه السلام: "إذا أحرمتَ في الصلاة، فأقبل عليها، فإنَّك إذا أقبلت أقبل الله عليك، وإذا أعرضت أعرض الله عنك"28.

5- أثر الصلاةقال الله تعالى: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ29
فالصلاة تجعل الإنسان يقترب ممّا يحبّ الله تعالى أنْ يقترب منه، ويبتعد عن كلّ ما يريد الله أن يبتعد عنه.

عاشوراء: مظهر قيم الصلاة
لقد اجتمعت هذه القيم الخمس في مسجد كربلاء المعنويّ في أوّل الوقت، جماعة، بحضور القلوب، بعنوان النهضة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، فقد ورد أن أبا ثمامة الصائديّ قال للإمام الحسين عليه السلام وقت الظهيرة من يوم العاشر من محرَّم:"يا أبا عبد الله، نفسي لنفسك الفداء، هؤلاء اقتربوا منك، ولا والله، لا تُقتل حتى أُقتل دونك، وأحبّ أنْ ألقى الله ربّي، وقد صلّيتُ هذه الصلاة. فرفع الحسين عليه السلام رأسه إلى السماء، وقال: ذكرتَ الصلاة، جعلك الله من المصلِّين، نعم هذا أوّل وقتها، ثم قال: سلوهم أن يكفّوا عنّا حتى نصلّي"30. فقام الإمام الحسين عليه السلام في نحو نصفٍ من أصحابه، وصلّى بهم جماعة، وتقدّم سعيد بن عبد الله الحنفيّ أمام الحسين عليه السلام وهو يصلّي، يدفع عنه النبال بجسده، فما زال يُرمى بالنبال حتى سقط إلى الأرض، وفي جسده ثلاثة عشر سهماً، وهو يقول: "أللهم بلّغ نبيّك السلام عنّي، وأبلغه ما لقيتُ من ألم الجراح، فإني أردتُ بذلك نصرة ذريّة نبيّك"31، وعرجت روحه نحو السماء، ليكون في محضر العشق العاشورائي شهيد الدفاع عن الصلاة. هكذا هم أصحاب الإمام الحسين عليه السلام في عشقهم وصلاتهم، فإنّهم عشّاق شهداء لا يسبقهم من كان قبلهم، ولا يلحق بهم من بعدهم. فلنَسِر على خطاهم، مردِّدين: يا ليتنا كنَّا معكم، فنفوزَ فوزاً عظيماً.
 
* وأتممناها بعشر، سماحة الشيخ أكرم بركات.

1 سورة طه، الآية 14.
2 سورة الرعد، الآية 28.
3 سورة الأنعام، الآية 79.
4 سورة الرعد، الآية 28.
5 سورة طه، الآية 14.
6 الشاهرودي، علي النمازي، مستدرك سفينة البحار، تحقيق حسن النمازي، (لا،ط)، قم، جماعة المدرسين، 1419هـ، ج6، ص 343.
7 الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، ج4، ص 103.
8 البروجردي، حسين، جامع أحاديث الشيعة، ج14، ص 324.
9 سورة النساء، الآية 48.
10 سورة النساء، الآية 110.
11 سورة الزمر، الآية 53.
12 سورة آل عمران، الآيتان، 135-136.
13 سورة هود، الآية 114.
14 المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج79، ص 220.
15 البروجردي، حسين، جامع أحاديث الشيعة، ج4، ص 16.
16 الصدوق، محمد بن علي، ثواب الأعمال، تحقيق محمد الخرسان،ط2، قم، منشورات الشريف الرضي، 1368ش، ص 35.
17 الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج3، ص 264.
18 سورة طه، الآية 17.
19 سورة طه، الآية 18.
20 المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج80، ص 16.
21 المصدر السابق، ج80، ص 200.
22 البروجردي، حسين، جامع أحاديث الشيعة، ج5، ص 60.
23 المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج71، ص 391.
24 المصدر السابق، ج80، ص 9.
25 المصدر السابق، ج80، ص 373.
26 البروجردي، حسين، جامع أحاديث الشيعة، ج6، ص 385.
27 الري شهري، محمد، ميزان الحكمة، ج2، ص 1259.
28 النوري، حسين، مستدرك الوسائل’ ج3، ص 57.
29 سورة العنكبوت، الآية 45.
30 المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج45، ص 21.
31 المصدر السابق، نفسه.

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2016

الدعوة عامة

ق

استحباب البكاء لقتل الحسين


1-عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب ، غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.وسائل الشيعة ج14 ص500


2- عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنه قال للفضيل : تجلسون وتتحدثون ؟ فقال : نعم ، فقال : إن تلك المجالس أحبها ، فأحيوا أمرنا ، فرحم الله من أحيى أمرنا ، يا فضيل ، من ذكرنا أو ذكرنا عنده ثم ذكر مثله. قرب الإسناد : 18


3- عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كان علي بن الحسين ( عليه السلام ) يقول : أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين ( عليه السلام ) حتى تسيل على خديه بوأه الله بها غرفا يسكنها أحقابا ، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسنا من الاذى من عدونا في الدنيا بوأه الله مبوأ صدق ، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أُوذي فينا ، صرف الله عن وجهه الاذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار.ثواب الاعمال : 108 | 1. 


4- عن علي بن الحسن بن علي ابن فضال ، عن أبيه ، قال : قال الرضا ( عليه السلام ) : من تذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون ، ومن جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم يموت القلوب ... الحديث. 
عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 294 | 48.

استحباب ذكر الحسين ( عليه السلام ) ، ولعن قاتله عند شرب الماء .


استحباب ذكر الحسين ( عليه السلام ) ، ولعن
قاتله عند شرب الماء .

عن داود الرقيّ ، قال : كنت عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) إذا استسقى الماء ، فلمّا شربه رأيته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ، ثم قال لي : يا داود لعن الله قاتل الحسين ( عليه السلام ) [ فما أنغص ذكر الحسين ( عليه السلام ) للعيش ، إني ما شربت ماء باردا إلا ذكرت الحسين ( عليه السلام ) ]  وما من عبد شرب الماء ، فذكر الحسين ( عليه السلام ) وأهل بيته ، ولعن 
قاتله إلا كتب الله عزّ وجلّ له مائة ألف حسنة ، وحطّ عنه مائةألف سيئة ، ورفع له مائة ألف درجة ، وكأنما أعتق مائة ألف نسمة ، وحشرة الله يوم القيامة ( ثلج الفؤاد )  .
وسائل الشيعة : ج 25 ص 272-273

الأحد، 2 أكتوبر 2016

فتاوى تحريم التطبير









الركون إلى الظالمين

* الهدف: بيان خطورة الركون إلى الظالم لما يستبطن ذلك من تأييده وتقويته على حساب إضعاف أهل الإيمان وتوهينهم.

* تصدير الموضوع: قال تعالى: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ1.

مقدّمة

حذّرت الشريعة الإسلاميّة من أيّ شكلٍ من أشكال الركون إلى الظالم أو التقرّب إليه أو التودّد له فضلاً عن إعانته أو خدمته أو سواها من المفردات التي من شأنها تقوية شوكة الظالمين ونفوذهم، وبالتالي الحدّ من قوّة أهل الإيمان وتوعّدت على ذلك بالنّار وسوء المصير معتبرةً أنّ ذلك إضرار بالأمّة كلّها.

محاور الموضوع

من مصاديق الركون إلى الظالم

التودّد للظالم: أمالي الصدوق: في حديث المناهي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من مدح سلطاناً جائراً وتخفّف وتضعضع له طمعاً فيه كان قرينه إلى النّار، وقد قال الله: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ"2.

هدايته إلى الظلم: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من دلّ جائراً على جور، كان قرين هامان في جهنّم"3.

الدفاع عن الظالم: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من تولّى خصومة ظالم، أو أعان عليها، ثمّ نزل به ملك الموت قال له: أبشر بلعنة الله ونار جهنّم، وبئس المصير"4.

تقديم العون له: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا ومن علّق سوطاً بين يدي سلطان جائر، جعل الله ذلك السوط يوم القيامة ثعباناً من النّار، طوله سبعون ذراعاً يسلّط عليه في نار جهنّم، وبئس المصير"5.

محبّة بقاءهم: عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث: "ومن أحبّ بقاء الظالمين، فقد أحبّ أن يعصى الله، إنّ الله تبارك وتعالى حمد نفسه على هلاك الظلمة6، فقال تعالى: ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ7".

وعن صفوان الجمّال قال: دخلت على أبي الحسن الأوّل صلوات الله عليه فقال لي: "يا صفوان! كلّ شيء منك حسن جميل ما خلا شيئاً واحداً". قلت: جعلت فداك! أيّ شيء؟ قال: "إكراك جمالك من هذا الرجل- يعني هارون-". قلت: والله ما أكريته أشراً ولا بطراً ولا للصيد ولا للهو، ولكن أكريته لهذا الطريق- يعني طريق مكّة-، ولا أتولّاه بنفسي، ولكن أبعث معه غلماني. فقال لي: "يا صفوان! أيقع كراك عليهم؟".

قلت: نعم جعلت فداك. فقال لي: "أتحبّ بقاهم حتّى يخرج كراك؟". قلت: نعم. قال: "فمن أحبّ بقاهم فهو منهم، ومن كان منهم كان ورد النّار". قال صفوان: فذهبت وبعت جمالي عن آخرها....8

خدمة الظالم: عن الإمام الصادق، عن أبيه صلوات الله عليهما، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الظلمة وأعوانهم؟ من لاق لهم دواة، أو ربط لهم كيسا، أو مدّ لهم مدّة قلم، فاحشروهم معهم"9.

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "وعلى الباب الرابع من أبواب النّار مكتوب ثلاث كلمات: أذلّ الله من أهان الإسلام، أذلّ الله من أهان أهل البيت، أذلّ الله من أعان الظالمين على ظلمهم للمخلوقين"10.
استفادة الظالم من علماء السوء

عن الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين عليه السلام في كتابه للزهريّ- وهو أحد العلماء المعروفين بعلمهم والذي كان يتعامل مع حكومة بني أميّة- بعد أن حذّره عن إعانة الظلمة على ظلمهم: "أوليس بدعائه إيّاك حين دعاك جعلوك قطباً أداروا بك رحى مظالمهم، وجسراً يعبرون عليك إلى بلاياهم، وسلماً إلى ضلالتهم، داعياً إلى غيّهم، سالكا سبيلهم، يدخلون بك الشكّ على العلماء ويقتادون بك قلوب الجهّال إليهم؟ فلم يبلغ أخصّ وزرائهم، ولا أقوى أعوانهم إلّا دون ما بلغت من إصلاح فسادهم واختلاف الخاصّة والعامّة إليهم، فما أقلّ ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك، وما أيسر ما عمّروا لك في جنب ما خربوا عليك، فانظر لنفسك، فإنّه لا ينظر لها غيرك، وحاسبها حساب رجل مسؤول"11

ذمّ من تولّى خصومة الظالم

عن زياد بن أبي سلمة قال: دخلت على أبي الحسن موسى صلوات الله عليه فقال لي: "يا زياد! إنّك لتعمل عمل السلطان؟" قال: قلت: أجل. قال لي: "ولم؟" قلت: أنا رجل لي مروّة، ولي عيال، وليس وراء ظهري شيء. فقال لي: "يا زياد لئن أسقط من حالق فأتقطّع قطعة قطعة، أحبّ إلي من أن أتولّى لأحد منهم عملا، أو أطأ بساط رجل منهم إلّا لماذا؟" قلت: لا أدري جعلت فداك. قال: "إلّا لتفريج كربة عن مؤمن، أو فكّ أسره، أو قضاء دينه، يا زياد! إنّ أهون ما يصنع الله بمن تولّى لهم عملاً أن يضرب عليه سرادق من نار إلى أن يفرغ الله من حساب الخلائق، يا زياد! فإن وليت شيئاً من أعمالهم فأحسن إلى إخوانك"12.

ردّ الظلم عن المظلومين، ورفع حوائج المؤمنين إلى السلاطين عن موسى بن جعفر عليه السلام قال: "من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يستطيع إبلاغها، أثبت الله عزَّ وجلَّ قدميه على الصراط"13

وفي وصيّة أمير المؤمنين عليه السلام لكميل: "يا كميل! إيّاك والتطرّق إلى أبواب الظالمين، والاختلاط بهم، والاكتساب منهم، وإيّاك أن تطيعهم أو تشهد في مجالسهم بما يسخط الله عليك، يا كميل! إذا اضطررت إلى حضورهم فداوم ذكر الله تعالى، وتوكّل عليه، واستعذ بالله من شرّهم، وأطرق عنهم، وأنكر بقلبك فعلهم، وأجهر بتعظيم الله لتسمعهم فإنّهم يهابونك وتكفي شرّهم"14.

* زاد عاشوراء, نشر جمعية المعارف الاسلامية الثقافيّة , الطبعة التاسعة: تشرين الأول 2010م - 1431هـ/ ص:197.

1- هود 113.
2- الأمالي، الشيخ الصدوق، ص513.
3- الأمالي، الشيخ الصدوق، ص513.
4- الأمالي، الشيخ الصدوق، ص513.
5- الأمالي، الشيخ الصدوق، ص517.
6- الكافي، الشيخ الكلينيّ، ج5، ص108.
7- الأنعام 45.
8- وسائل الشيعة، الحرّ العامليّ، ج20، ص217.
9- وسائل الشيعة، الحرّ العامليّ، ج17، ص181.
10- جامع أحاديث الشيعة، ج17، ص276.
11- من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، ج4، ص482.
12- وسائل الشيعة، الحرّ العامليّ، ج17، ص194.
13- الأمالي الشيخ الطوسيّ، ص203.
14- بحار الأنوار، ج74، ص269.

السبت، 1 أكتوبر 2016

توصيات عامة من المرجعية الخطباء و المبلغين في شهر محرم 1438ھ


توصيات عامّة من المرجعية الدينية العليا للخطباء والمبلّغين في شهر المحرّم الحرام لعام 1438 هـ



توصيات عامة من المرجعية الدينية العليا للخطباء والمبلغين في شهر المحرم الحرام لعام 1438هـ
     بسم اله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
((ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب))

يطل علينا شهر محرم الحرام ونستذكر من خلاله اعظم حركة قادها المصلحون في مجال تطوير المجتمعات وبعث ارادة الامم واصلاح الاوضاع، الا وهي الحركة الحسينية المباركة، واستذكار هذه الحركة المباركة يلقي على عواتقنا نحن اتباع الامام الحسين بن علي (عليه السلام) مسؤولية كبرى وهي مسؤولية الحفاظ على استمرار هذه الحركة وترسيخ اثارها وابعادها في النفوس والقلوب، ولا يخلو انسان حسيني من نوع من مسؤولية سواء كان عالما دينيا او مثقفا او متخصصا في مجال من مجالات العلوم المادية والانسانية المختلفة، فكل منا يتحمل مسؤولية الحفاظ على هذه الثورة الحسينية المباركة من خلال اصلاح نفسه واهله واسرته ومن خلال قيامه بتوعية المجتمع الذي حوله بأهمية هذه الحركة وعظمة هذا المشروع الحسيني العظيم، ولكن الخطباء يتحملون المسؤولية الكبرى بلحاظ انهم يجسدون الوجه الاعلامي لحركة عاشوراء ولمشروع سيد الشهداء (عليه السلام) ، ولذلك نحتاج ان نتوقف قليلا لنتساءل: هل ان المنبر الحسيني يقوم بتجسيد وتفعيل هذه المسؤولية بما ينسجم مع مقتضيات الزمان ومستجدات العصر بحيث يحقق الاثار الحسينية الشريفة في النفوس والقلوب؟
وانطلاقا من هذه النقطة نستذكر بعض الارشادات والنصائح لكل من يعلو منبر سيد الشهداء (عليه السلام) : 
1-  تنوع الاطروحات، فان المجتمع يحتاج الى موضوعات روحية وتربوية وتاريخية وهذا يقتضي ان يكون الخطيب متوفرا على مجموعة من الموضوعات المتنوعة في الحقول المتعددة تغطي بعض حاجة المسترشدين من المستمعين وغيرهم.
2- ان يكون الخطيب مواكبا لثقافة زمانه، وهذا يعني استقراء الشبهات العقائدية المثارة بكل سنة بحسبها واستقراء السلوكيات المتغيرة في كل مجتمع وفي كل فترة تمر على المؤمنين، فان مواكبة ما يستجد من فكر او سلوك او ثقافة تجعل الالتفاف حول منبر الحسين (عليه السلام) حيا جديدا ذا تاثير وفاعلية كبيرة.
3- تحري الدقة في ذكر الآيات القرآنية او نقل الروايات الشريفة من الكتب المعتبرة او حكاية القصص التاريخية الثابتة حيث ان عدم التدقيق في مصادر الروايات او القصص المطروحة يفقد الثقة بمكانة المنبر الحسيني في اذهان المستمعين.
4- ان يترفع المنبر عن الاستعانة بالاحلام وبالقصص الخيالية التي تسيء الى سمعة المنبر الحسيني وتظهره انه وسيلة اعلامية هزيلة لا تنسجم ولا تتناسب مع المستوى الذهني والثقافي للمستمعين.
5- جودة الاعداد، بأن يعنى الخطيب عناية تامة بما يطرحه من موضوعات من حيث ترتيب الموضوع وتبويبه وعرضه ببيان سلس واضح واختيار العبارات والاساليب الجذابة لنفوس المستمعين والمتابعين، فان بذل الجهد الكبير من الخطيب في اعداد الموضوعات وترتيبها وعرضها بالبيان الجذاب سيسهم في تفاعل المستمعين مع المنبر الحسيني.
6- ان تراث اهل البيت (عليهم السلام) كله عظيم جميل ولكن مهارة الخطيب وابداعه يبرز باختيار النصوص والاحاديث التي تشكل جاذبية لجميع الشعوب على اختلاف اديانهم ومشاربهم الفكرية والاجتماعية انتهاجا لما ورد عنهم (عليهم السلام) (إنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا)، ومحاسن كلامهم هو تراثهم الذي يتحدث عن القيم الانسانية التي تنجذب اليها كل الشعوب بمختلف توجهاتها الثقافية والدينية.
7- طرح المشاكل الاجتماعية الشائعة مشفوعة بالحلول الناجعة، فليس من المستحسن ان يقتصر الخطيب على عرض المشكلة كمشكلة التفكك الاسري او مشكلة الفجوة بين الجيل الشبابي والجيل الاكبر او مشكلة الطلاق او غيرها، فان ذلك مما يثير الجدل دون مساهمة من المنبر في دور تغييري فاعل، لذلك من المأمول من رواد المنبر الحسيني استشارة ذوي الاختصاص من اهل الخبرة الاجتماعية  وحملة الثقافة في علم النفس وعلم الاجتماع في تحديد الحلول الناجعة للمشاكل الاجتماعية المختلفة ليكون عرض المشكلة مشفوعة بالحل عرضا تغييريا تطويريا ينقل المنبر من حالة الجمود الى حالة التفاعل والريادة والقيادة في اصلاح المجتمعات وتهذيبها.
8- ان يتسامى المنبر الحسيني عن الخوض في الخلافات الشيعية سواء في مجال الفكر او مجال الشعائر فان الخوض في هذه الخلافات يوجب انحياز المنبر لفئة دون اخرى او اثارة فوضى اجتماعية او تأجيج الانقسام بين المؤمنين، بينما المنبر راية لوحدة الكلمة ورمز للنور الحسيني الذي يجمع قلوب محبي سيد الشهداء (عليه السلام) هي مسار واحد وتعاون فاعل.
9- الاهتمام بالمسائل الفقهية الابتلائية في مجال العبادات والمعاملات من خلال عرضها باسلوب شيق واضح يشعر المستمع بمعايشة المنبر الحسيني لواقعه وقضاياه المختلفة.
10- التركيز على أهمية المرجعية والحوزة العلمية والقاعدة العلمائية التي هي سر قوة المذهب الامامي ورمز عظمته وشموخ كيانه وبنيانه.
 نسال الله تبارك وتعالى للجميع التوفيق لخدمة طريق سيد الشهداء (عليه السلام) وان يجعلنا جميعا وجهاء بالحسين (عليه السلام) في الدنيا والاخرة.
والحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطيبين الطاهرين.
 مؤسسة الإمام علي(عليه السلام) ـــ لندن


كلمات الإمام الخميني حول عاشوراء




ـ محرّم هو الشهر الذي أحيا فيه سيد المجاهدين والمظلومين الإسلام، وأنقذه من مؤامرة عناصر نظام بني أميّة الفاسدين، الذين كانوا قد ساروا بالإسلام إلى حافّة الهاوية. 
ـ دم سيد الشهداء هو الذي حرّك دماء الشعوب الإسلاميّة بأسرها. 
ـ مذهب التشيّع يرى في محرم شهر النصر الذي تحقق بالفداء وبذل الدماء. 
ـ محرّم هو شهر النهضة الكبرى لسيد الشهداء وسيد أولياء الله، الذي علّم البشرية ـ بثورته ـ درس البناء والصمود، وعلّمها أن طريق فناء الظالم وهزيمته إنما يكون بتقديم الضحايا والتضحية بالنفس. وهذا الأمر هو أهم تعاليم الإسلام للشعوب إلى آخر الدهر. 
ـ محرم هو الشهر الذي انتفضت فيه العدالة لمواجهة الظلم، وقام فيه الحق لمواجهة الباطل، فأثبت أن الحق منتصر على الباطل على مرّ التاريخ. 
ـ بحلول محرم الحرام يكون قد حل شهر الملاحم والشجاعة والفداء، شهر انتصار الدم على السيف، شهر تمكّن فيه الحق من دحض الباطل، ودمغ جبهة الظالمين والحكومات الشيطانية بختم البطلان، شهر علم الأجيال ـ على مرّ التاريخ ـ طريق الانتصار على الرماح، شهر سجّلت فيه هزيمة القوى الكبرى أمام كلمة الحق، شهر علّمنا فيه إمام المسلمين طريق مواجهة الظالمين على مدى التاريخ. 
ـ قتلوا سيد الشهداء، فتقدم الإسلام أكثر. 
ـ قضى سيد الشهداء(عليه السلام) وقضى معه جميع أصحابه وعشيرته، لكنّ رسالتهم اندفعت إلى الأمام. 
ـ استشهاد سيد الشهداء أحيا الرسالة. 
ـ إحياء عاشوراء مسألة سياسية وعبادية هامة جداً. 
ـ الثورة الإسلاميّة في إيران هي ومضة من عاشوراء والثورة الإلهية العظيمة التي اندلعت فيه. 
ـ إنّ الدماء التي سفكت في واقعة كربلاء حطمت قصر الظالمين، وكربلاؤنا قوّضت قصر السلطة الشيطانية. 
ـ أحيوا ذكر واقعة كربلاء، وأحيوا ذكر الاسم المبارك لسيد الشهداء، فبإحيائهما يحيا الإسلام. 
ـ يجب أن تبقى قضية كربلاء (والتي تعد من أهم القضايا السياسية) حيّة دوماً. 
ـ أحيوا ذكرى شهر محرم، فكلّ ما لدينا من محرم هذا.
ـ إنّ شهري محرم وصفر هما اللذان بعثا الحياة في الإسلام. 
ـ إنّ وحدة الكلمة ـ التي كانت سبباً لانتصارنا ـ إنّما هي نتيجة لمجالس العزاء والحزن هذه، وهي بعد مجالس التبليغ بالإسلام وترويجه. 
ـ لتقام مجالس ذكرى سيد المظلومين والأحرار بجلال أكثر وحضور أكثر فهي مجالس غلبة قوى العقل على الجهل، والعدل على الظلم، والأمانة على الخيانة، وحكومة الإسلام على حكومة الطاغوت. 
ـ شهر محرم هو الشهر الذي يكون الناس فيه مهيئون لسماع الحقائق. 
ـ البكاء على مصاب الإمام الحسين (عليه السلام) هو إحياء للثورة، وإحياء لفكر وجوب وقوف الجمع القليل بوجه إمبراطورية كبيرة. 
ـ يجب أن يكون للطم الصدور محتوىً أيضاً. 
ـ عاشوراء هو يوم الحداد العام للشعب المظلوم، ويوم الملحمة، ويوم الولادة الثانية للإسلام والمسلمين

المشرف : الشيخ ابو علي الفاطمي @@ 2015 @@

Designed by Templateism