اهلا وسهلآ بكم لبيك يا حسيــــــــــــن

الجمعة، 18 نوفمبر 2016

دعاء يوم الجمعة للإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه‌ السلام

دعاء يوم الجمعة للإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه‌ السلام

قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : يدخل الجنّة رجلان كانا يعملان عملاً واحداً ، فيرى أحدهما صاحبه فوقه ، فيقول : يا ربّ ، بما أعطيته وكان عملنا واحداً ؟ فيقول الله تعالى : سألني ولم تسألني ، ثم قال : سلوا الله وأجزلوا فإنّه لا يتعاظمه شيء.
وسائل الشيعة : ج 7 ص 24-25

دُعَاءٌ الْكَاظِمِ عليه‌ السلام

مَرْحَباً بِخَلْقِ اللَّهِ الْجَدِيدِ وَ بِكُمَا مِنْ كَاتِبَيْنِ وَ شَاهِدَيْنِ اكْتُبَا بِسْمِ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنَّ الْإِسْلَامَ كَمَا وَصَفَ وَ الدِّينَ كَمَا شَرَعَ وأَنَّ الْكِتَابَ كَمَا أَنْزَلَ والْقَوْلَ كَمَا حَدَّثَ وَ أَنَّ اللّٰهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ 

[حَيَّ اللَّهُ مُحَمَّداً بِالسَّلَامِ] وَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ شَرَائِفُ تَحِيَّاتِهِ وَ سَلَامُهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَصْبَحْتُ فِي أَمَانِ اللَّهِ الَّذِي لَا يُسْتَبَاحُ وَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ الَّتِي لَا تُخْفَرُ وَ فِي جِوَارِ اللَّهِ الَّذِي لَا يُضَامُ وَ كَنَفِهِ الَّذِي لَا يُرَامُ وَ جَارُ اللَّهِ آمِنٌ مَحْفُوظٌ مٰا شٰاءَ اللّٰهُ كُلُّ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ

 مٰا شٰاءَ اللّٰهُ لَا يَأْتِي بِالْخَيْرِ إِلَّا اللَّهُ مٰا شٰاءَ اللّٰهُ نِعْمَ الْقَادِرُ اللَّهُ مٰا شٰاءَ اللّٰهُ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لٰا إِلٰهَ إِلَّا اللّٰهُ وَحْدَهُ لٰا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ هُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَ هُوَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ

 اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ يَحْبِسُ رِزْقِي وَ يَحْجُبُ مَسْأَلَتِي أَوْ يَقْصُرُنِي عَنْ بُلُوغِ مَسْأَلَتِي أَوْ يَصُدُّ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ عَنِّي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَ ارْزُقْنِي وَ ارْحَمْنِي وَ اجْبُرْنِي وَ عَافِنِي وَ اعْفُ عَنِّي وَ ارْفَعْنِي وَ اهْدِنِي وَ انْصُرْنِي وَ أَلْقِ فِي قَلْبِي الصَّبْرَ [وَ الْبَصَرَ] وَ النَّصْرَ يَا مَالِكَ الْمُلْكِ فَإِنَّهُ لَا يَمْلِكُ ذَلِكَ غَيْرُكَ 

اللَّهُمَّ وَ مَا كَتَبْتَ عَلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَوَفِّقْنِي فِيهِ وَ اهْدِنِي لَهُ وَ مُنَّ عَلَيَّ بِهِ كُلِّهِ وَ أَعِنِّي وَ ثَبِّتْنِي عَلَيْهِ وَ اجْعَلْهُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ غَيْرِهِ وَ آثَرَ عِنْدِي مِمَّا سِوَاهُ وَ زِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ 

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ وَ أَسْأَلُكَ النَّصِيبَ الْأَوْفَرَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ اللَّهُمَّ طَهِّرْ لِسَانِي مِنَ الْكَذِبِ وَ قَلْبِي مِنَ النِّفَاقِ وَ عَمَلِي مِنَ الرِّيَاءِ وَ بَصَرِي مِنَ الْخِيَانَةِ فَإِنَّكَ تَعْلَمُخٰائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ مٰا تُخْفِي الصُّدُورُ 

اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ [عِنْدَكَ] مَحْرُوماً مُقْتَراً عَلَيَّ رِزْقِي فَامْحُ حِرْمَانِي وَ تَقْتِيرَ رِزْقِي وَ اكْتُبْنِي عِنْدَكَ مَرْزُوقاً مُوَفَّقاً لِلْخَيْرَاتِ فَإِنَّكَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَيْتَ يَمْحُوا اللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتٰابِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ‌.

المصدر: جنة الأمان الواقية وجنة الإيمان الباقية ص118-119

الأربعاء، 12 أكتوبر 2016

عاشوراء و الصلاة الأكمل


قال الله تعالى: ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي 1

يسعى كلّ إنسان نحو السعادة، فهي غاية الجميع بدون استثناء، لكنَّهم يختلفون في ما يحقّق هذه السعادة، فبعضهم يجنح لتحقيقها بوساطة المال والجاه والشهرة والسلطة، وبعضهم يجنح لتحقيقها بالابتعاد عن كل هذه الأمور من خلال الانعزال في صومعة الفرد.

لكنَّ الكلَّ يُجمعون على أنّ منشأ السعادة الحقيقي هو الذي يوصل إلى الاطمئنان القلبيّ، والاستقرار النفسيّ، والراحة، والسكينة.

وقد أراد الله تعالى أن يختصر التجارب والمحاولات والقراءات في منشأ هذا الاطمئنان، فقال عز وجل: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ 2. فالإنسان حينما يتوجّه إلى شيء، فإنّما يتوجّه إليه لأجل كمال فيه، فالإنسان مفطور على حبِّ الكمال، والتوجّه إليه. والله تعالى هو الكمال المطلق، ومصدر كلِّ كمال. من هنا أرشدنا الله تعالى إلى التوجّه إلى مصدر الكمالات. ﴿ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 3 وهذا التوجّه الحاضر بدون غفلة هو الذي يحقق الاطمئنان ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ4.

والسؤال: كيف نحقِّق هذا الذِّكر؟
والجواب من الله تعالى: ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي5. فلأنَّ الذكر يحقِّق الكمال الإنساني، كانت الصلاة سُلَّماً ومعراجاً للاقتراب من الكمال المطلق، لذا ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "الصلاة معراج المؤمن"6.

وفي هذا المعراج تخلية وتحلية.

تخلية الصلاة
أمَّا التخلية، فالصلاة مطهّرة من الذنوب أنقى تطهير.
فعن سلمان الفارسي المحمدي(رض): "كنَّا مع رسول الله في ظلِّ شجرة، فأخذ غصناً منها، فنفضه، فتساقط ورقه، فقال: ألا تسألونني عمّا صنعت ؟ قلنا: أخبرنا يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إنَّ العبد المسلم إذا قام إلى الصلاة تحاتت خطاياه، كما تحاتت ورق هذه الشجرة"7.

وتخلية الصلاة هي أعلى مرتبة من تخلية التوبة، فمفعول التوبة يحدِّثنا عنه الإمام الصادق عليه السلام قائلاً: "إذا تاب العبد توبة نصوحاً أحبّه الله، فستر عليه في الدنيا والآخرة" فسأله ابن وهب: وكيف يستر عليه؟ فقال عليه السلام: "يُنسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب، ثم يُوحي إلى جوارحه: اكتمي عليه ذنوبه، ويوحي إلى بقاع الأرض: اكتمي عليه ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى الله حين يلقاه، وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب"8

هذا كلُّه أثرٌ للتوبة، أما الصلاة، فإنَّ لها الأثر الأكبر والأهمّ، وهو ما يُفهم من الحوار التالي بين أمير المؤمنين عليه السلام وبعض أصحابه، حينما قال لهم: "أيَّةُ آيةٍ في كتاب الله أرجى عندكم؟
- فقال بعضهم: ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا 9.
- قال عليه السلام: "حسنةٌ، وليست إياها".
فقال بعضهم: ﴿ وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا 10.
- قال عليه السلام: "حسنةٌ، وليست إياها".
- فقال بعضهم: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ 11
- قال عليه السلام: "حسنةٌ، وليست إياها".
- فقال بعضهم: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ12.
- قال عليه السلام: "حسنة، وليست إياها".
- ثم أحجم الناس، فقال عليه السلام: "ما لكم يا معشر المسلمين؟!
- قالوا: لا والله، ما عندنا شيء.
- فقال عليه السلام: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أرجى آية في كتاب الله، ﴿وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ13. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "يا عليّ، والذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراً، إنَّ أحدكم ليقوم إلى وضوئه، فتساقط عن جوارحه الذنوب، فإذا استقبل الله بوجهه وقلبه لم ينفتل عن صلاته وعليه من ذنوبه شيء كما ولدَتْهُ أمّه، فإنْ أصاب شيئاً بين الصلاتين، كان له مثل ذلك، حتى عدَّ الصلوات الخمس"14. ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: "يا عليّ، إنَّما منزلة الصلوات الخمس لأُمّتي كنهرٍ جارٍ على باب أحدكم فما ظنُّ أحدكم، لو كان في جسده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات في اليوم، أكان يبقى في جسده درن؟! فكذلك والله الصلوات الخمس 
لأُمّتي"15.

إذاً التوبة ساترة للذنوب، والصلاة ماحية لها.

بل إنَّ الصلاة جاذبةٌ لعطايا الله تعالى، فعن الإمام الصادق عليه السلام: "للمصلي ثلاث خصال:
1- إذا قام في صلاته يتناثر عليه البرّ من أعنان السماء إلى مفرق رأسه.
2- وتحفُّ به الملائكة من قدميه إلى أعنان السماء.
3- وملك ينادي أيّها المصلي، لو تعلم من تناجي ما انفتلت"
16.

لذا كان تعبير الإمام الصادق عليه السلام: "أحبّ الأعمال إلى الله عزَّ وجلّ الصلاة، وهي آخر وصايا الأنبياء"17.

تحلية الصلاة
بما أنَّ الإنسان مفطور على حبِّ الكمال والانجذاب إليه، وبما أنّ الصلاة هي معراج المؤمن إلى الكمال المطلق، فهي وسيلة العشق الإلهيّ.

وكم يرغب العاشق بالتواصل مع معشوقه!

قال الله تعالى لموسى عليه السلام: ﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى 18، وهو سؤال يُتوقَّع أن يكون جوابه بكلمة "عصا"، إلا أنّ موسى خالف المتوقَّع، فقال: ﴿ قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى19.

ما دخل كلّ ذلك بالسؤال؟ الجواب بلغة القلب: إنّ موسى عليه السلام لمّا علم أنّه يتكلّم مع معشوقه، وهو الله تعالى، أحبَّ أن يطيل الحديث معه.

من هنا كان النبيّ محمد صلى الله عليه وآله وسلم حينما يحلُّ وقت الصلاة، يقول لصاحبه بلال (رض): "أرحنا يا بلال"20.

إنَّ من يشعر، في صلاته، بحالة العشق هذه، بروحه المتحرِّكة وجسده الذي ينتقل من حالة إلى حالة، يُدرك معنى ما ورد عن الإمام علي عليه السلام: "إنّ الإنسان إذا كان في الصلاة، فإنَّ جسده وثيابه وكلَّ شيء حوله يُسبِّح"21.

تأويل الصلاة
وهذه الرواية حول تسبيح كلّ الجسد تدفعنا لفهم حركات المصلّي، والتي يبيّن بعضها أمير المؤمنين عليه السلام بقوله الوارد عنه: "تأويل مدّ عنقك في الركوع تخطر في نفسك آمنتُ بك ولو ضربتَ عنقي"22.

قيم الصلاة
إنَّ مقام الصلاة هذا، يستدعي أن نلتفت إلى أمور، هي:

1- وقت الصلاةينبغي للمؤمن أن يعطي الصلاة الأولويّة على جميع ما عداها من الأعمال، وهذا ما يرمز إليه أذان الصلاة "حيَّ على خير العمل". فمن يصلّي صلواته في أوّل أوقاتها، فإنّه يعبِّر بذلك عن تقديم صلته بالله على كلِّ صلة.
لذا جعل الإمام الصادق عليه السلام الصلوات في مواقيتها معيار الإيمان الحقيقيّ، فعنه عليه السلام: "خصلتان من كانتا فيه، وإلا فأعزبَ، ثم أعزبَ، ثم أعزبَ".
قيل: وما هما ؟، قال عليه السلام: "الصلاة في مواقيتها، والمحافظة عليها، والمواساة"23.
ولذا بيَّن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ثواب من يهتمّ بالصلوات في أوّل أوقاتها بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من عبد اهتمَّ بمواقيت الصلاة، ومواضع الشمس، إلا ضمنت له الرَّوْحَ عند الموت، وانقطاع الهموم والأحزان، والنجاة من النار"24.
وكذا كانت الصلاة في أوّل الوقت أساسية في برنامج السالك إلى الله تعالى.

قال الشيخ محمد تقي بهجت: من حقَّق ثلاثةً وصل إلى الحقيقة وهي:
1- فعل الواجبات وترك المحرّمات.
2- الإخلاص في العمل. 
3- أداء الصلاة في أوّل أوقاتها".


2- مكان الصلاةبأنْ يختار أفضل الأمكنة وأحبَّها عند الله تعالى، ألا وهي المساجد، فقد ورد أنَّ الله تعالى أوحى إلى نبيِّه داود عليه السلام: "إنَّ بيوتي في الأرض المساجد، فطوبى لعبد تطهَّر في بيته، ثم زارني في بيتي، ألا إنَّ على المزور كرامة الزائر"25.

3- هيئة الصلاةبأن يقصد صلاة الجماعة التي ورد أنّها إذا زاد عددها عن العشرة "فلو صارت البحار والسماوات والأرض كلّها مداداً، والأشجار أقلاماً، والثقلان مع الملائكة كُتَّاباً، لم يقدروا أن يكتبوا ثواب ركعة واحدة"26
وما يزيد من ثواب الجماعة أن تكون في المسجد.
فعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "من مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة، كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة، ويرفع له من الدرجات مثل ذلك، وإنّ من مات وهو على ذلك وكَّل الله به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره، ويبشِّرونه، ويونسونه في وحدته، ويستغفرون له حتى يُبْعث"27.

4- روحيّة الصلاةبأنْ يصلّيها بحضور القلب، فعن الإمام الصادق عليه السلام: "إذا أحرمتَ في الصلاة، فأقبل عليها، فإنَّك إذا أقبلت أقبل الله عليك، وإذا أعرضت أعرض الله عنك"28.

5- أثر الصلاةقال الله تعالى: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ29
فالصلاة تجعل الإنسان يقترب ممّا يحبّ الله تعالى أنْ يقترب منه، ويبتعد عن كلّ ما يريد الله أن يبتعد عنه.

عاشوراء: مظهر قيم الصلاة
لقد اجتمعت هذه القيم الخمس في مسجد كربلاء المعنويّ في أوّل الوقت، جماعة، بحضور القلوب، بعنوان النهضة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، فقد ورد أن أبا ثمامة الصائديّ قال للإمام الحسين عليه السلام وقت الظهيرة من يوم العاشر من محرَّم:"يا أبا عبد الله، نفسي لنفسك الفداء، هؤلاء اقتربوا منك، ولا والله، لا تُقتل حتى أُقتل دونك، وأحبّ أنْ ألقى الله ربّي، وقد صلّيتُ هذه الصلاة. فرفع الحسين عليه السلام رأسه إلى السماء، وقال: ذكرتَ الصلاة، جعلك الله من المصلِّين، نعم هذا أوّل وقتها، ثم قال: سلوهم أن يكفّوا عنّا حتى نصلّي"30. فقام الإمام الحسين عليه السلام في نحو نصفٍ من أصحابه، وصلّى بهم جماعة، وتقدّم سعيد بن عبد الله الحنفيّ أمام الحسين عليه السلام وهو يصلّي، يدفع عنه النبال بجسده، فما زال يُرمى بالنبال حتى سقط إلى الأرض، وفي جسده ثلاثة عشر سهماً، وهو يقول: "أللهم بلّغ نبيّك السلام عنّي، وأبلغه ما لقيتُ من ألم الجراح، فإني أردتُ بذلك نصرة ذريّة نبيّك"31، وعرجت روحه نحو السماء، ليكون في محضر العشق العاشورائي شهيد الدفاع عن الصلاة. هكذا هم أصحاب الإمام الحسين عليه السلام في عشقهم وصلاتهم، فإنّهم عشّاق شهداء لا يسبقهم من كان قبلهم، ولا يلحق بهم من بعدهم. فلنَسِر على خطاهم، مردِّدين: يا ليتنا كنَّا معكم، فنفوزَ فوزاً عظيماً.
 
* وأتممناها بعشر، سماحة الشيخ أكرم بركات.

1 سورة طه، الآية 14.
2 سورة الرعد، الآية 28.
3 سورة الأنعام، الآية 79.
4 سورة الرعد، الآية 28.
5 سورة طه، الآية 14.
6 الشاهرودي، علي النمازي، مستدرك سفينة البحار، تحقيق حسن النمازي، (لا،ط)، قم، جماعة المدرسين، 1419هـ، ج6، ص 343.
7 الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، ج4، ص 103.
8 البروجردي، حسين، جامع أحاديث الشيعة، ج14، ص 324.
9 سورة النساء، الآية 48.
10 سورة النساء، الآية 110.
11 سورة الزمر، الآية 53.
12 سورة آل عمران، الآيتان، 135-136.
13 سورة هود، الآية 114.
14 المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج79، ص 220.
15 البروجردي، حسين، جامع أحاديث الشيعة، ج4، ص 16.
16 الصدوق، محمد بن علي، ثواب الأعمال، تحقيق محمد الخرسان،ط2، قم، منشورات الشريف الرضي، 1368ش، ص 35.
17 الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج3، ص 264.
18 سورة طه، الآية 17.
19 سورة طه، الآية 18.
20 المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج80، ص 16.
21 المصدر السابق، ج80، ص 200.
22 البروجردي، حسين، جامع أحاديث الشيعة، ج5، ص 60.
23 المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج71، ص 391.
24 المصدر السابق، ج80، ص 9.
25 المصدر السابق، ج80، ص 373.
26 البروجردي، حسين، جامع أحاديث الشيعة، ج6، ص 385.
27 الري شهري، محمد، ميزان الحكمة، ج2، ص 1259.
28 النوري، حسين، مستدرك الوسائل’ ج3، ص 57.
29 سورة العنكبوت، الآية 45.
30 المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج45، ص 21.
31 المصدر السابق، نفسه.

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2016

الدعوة عامة

ق

استحباب البكاء لقتل الحسين


1-عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب ، غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.وسائل الشيعة ج14 ص500


2- عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنه قال للفضيل : تجلسون وتتحدثون ؟ فقال : نعم ، فقال : إن تلك المجالس أحبها ، فأحيوا أمرنا ، فرحم الله من أحيى أمرنا ، يا فضيل ، من ذكرنا أو ذكرنا عنده ثم ذكر مثله. قرب الإسناد : 18


3- عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كان علي بن الحسين ( عليه السلام ) يقول : أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين ( عليه السلام ) حتى تسيل على خديه بوأه الله بها غرفا يسكنها أحقابا ، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسنا من الاذى من عدونا في الدنيا بوأه الله مبوأ صدق ، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أُوذي فينا ، صرف الله عن وجهه الاذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار.ثواب الاعمال : 108 | 1. 


4- عن علي بن الحسن بن علي ابن فضال ، عن أبيه ، قال : قال الرضا ( عليه السلام ) : من تذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون ، ومن جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم يموت القلوب ... الحديث. 
عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 294 | 48.

استحباب ذكر الحسين ( عليه السلام ) ، ولعن قاتله عند شرب الماء .


استحباب ذكر الحسين ( عليه السلام ) ، ولعن
قاتله عند شرب الماء .

عن داود الرقيّ ، قال : كنت عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) إذا استسقى الماء ، فلمّا شربه رأيته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ، ثم قال لي : يا داود لعن الله قاتل الحسين ( عليه السلام ) [ فما أنغص ذكر الحسين ( عليه السلام ) للعيش ، إني ما شربت ماء باردا إلا ذكرت الحسين ( عليه السلام ) ]  وما من عبد شرب الماء ، فذكر الحسين ( عليه السلام ) وأهل بيته ، ولعن 
قاتله إلا كتب الله عزّ وجلّ له مائة ألف حسنة ، وحطّ عنه مائةألف سيئة ، ورفع له مائة ألف درجة ، وكأنما أعتق مائة ألف نسمة ، وحشرة الله يوم القيامة ( ثلج الفؤاد )  .
وسائل الشيعة : ج 25 ص 272-273

الأحد، 2 أكتوبر 2016

فتاوى تحريم التطبير









الركون إلى الظالمين

* الهدف: بيان خطورة الركون إلى الظالم لما يستبطن ذلك من تأييده وتقويته على حساب إضعاف أهل الإيمان وتوهينهم.

* تصدير الموضوع: قال تعالى: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ1.

مقدّمة

حذّرت الشريعة الإسلاميّة من أيّ شكلٍ من أشكال الركون إلى الظالم أو التقرّب إليه أو التودّد له فضلاً عن إعانته أو خدمته أو سواها من المفردات التي من شأنها تقوية شوكة الظالمين ونفوذهم، وبالتالي الحدّ من قوّة أهل الإيمان وتوعّدت على ذلك بالنّار وسوء المصير معتبرةً أنّ ذلك إضرار بالأمّة كلّها.

محاور الموضوع

من مصاديق الركون إلى الظالم

التودّد للظالم: أمالي الصدوق: في حديث المناهي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من مدح سلطاناً جائراً وتخفّف وتضعضع له طمعاً فيه كان قرينه إلى النّار، وقد قال الله: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ"2.

هدايته إلى الظلم: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من دلّ جائراً على جور، كان قرين هامان في جهنّم"3.

الدفاع عن الظالم: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من تولّى خصومة ظالم، أو أعان عليها، ثمّ نزل به ملك الموت قال له: أبشر بلعنة الله ونار جهنّم، وبئس المصير"4.

تقديم العون له: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا ومن علّق سوطاً بين يدي سلطان جائر، جعل الله ذلك السوط يوم القيامة ثعباناً من النّار، طوله سبعون ذراعاً يسلّط عليه في نار جهنّم، وبئس المصير"5.

محبّة بقاءهم: عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث: "ومن أحبّ بقاء الظالمين، فقد أحبّ أن يعصى الله، إنّ الله تبارك وتعالى حمد نفسه على هلاك الظلمة6، فقال تعالى: ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ7".

وعن صفوان الجمّال قال: دخلت على أبي الحسن الأوّل صلوات الله عليه فقال لي: "يا صفوان! كلّ شيء منك حسن جميل ما خلا شيئاً واحداً". قلت: جعلت فداك! أيّ شيء؟ قال: "إكراك جمالك من هذا الرجل- يعني هارون-". قلت: والله ما أكريته أشراً ولا بطراً ولا للصيد ولا للهو، ولكن أكريته لهذا الطريق- يعني طريق مكّة-، ولا أتولّاه بنفسي، ولكن أبعث معه غلماني. فقال لي: "يا صفوان! أيقع كراك عليهم؟".

قلت: نعم جعلت فداك. فقال لي: "أتحبّ بقاهم حتّى يخرج كراك؟". قلت: نعم. قال: "فمن أحبّ بقاهم فهو منهم، ومن كان منهم كان ورد النّار". قال صفوان: فذهبت وبعت جمالي عن آخرها....8

خدمة الظالم: عن الإمام الصادق، عن أبيه صلوات الله عليهما، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الظلمة وأعوانهم؟ من لاق لهم دواة، أو ربط لهم كيسا، أو مدّ لهم مدّة قلم، فاحشروهم معهم"9.

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "وعلى الباب الرابع من أبواب النّار مكتوب ثلاث كلمات: أذلّ الله من أهان الإسلام، أذلّ الله من أهان أهل البيت، أذلّ الله من أعان الظالمين على ظلمهم للمخلوقين"10.
استفادة الظالم من علماء السوء

عن الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين عليه السلام في كتابه للزهريّ- وهو أحد العلماء المعروفين بعلمهم والذي كان يتعامل مع حكومة بني أميّة- بعد أن حذّره عن إعانة الظلمة على ظلمهم: "أوليس بدعائه إيّاك حين دعاك جعلوك قطباً أداروا بك رحى مظالمهم، وجسراً يعبرون عليك إلى بلاياهم، وسلماً إلى ضلالتهم، داعياً إلى غيّهم، سالكا سبيلهم، يدخلون بك الشكّ على العلماء ويقتادون بك قلوب الجهّال إليهم؟ فلم يبلغ أخصّ وزرائهم، ولا أقوى أعوانهم إلّا دون ما بلغت من إصلاح فسادهم واختلاف الخاصّة والعامّة إليهم، فما أقلّ ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك، وما أيسر ما عمّروا لك في جنب ما خربوا عليك، فانظر لنفسك، فإنّه لا ينظر لها غيرك، وحاسبها حساب رجل مسؤول"11

ذمّ من تولّى خصومة الظالم

عن زياد بن أبي سلمة قال: دخلت على أبي الحسن موسى صلوات الله عليه فقال لي: "يا زياد! إنّك لتعمل عمل السلطان؟" قال: قلت: أجل. قال لي: "ولم؟" قلت: أنا رجل لي مروّة، ولي عيال، وليس وراء ظهري شيء. فقال لي: "يا زياد لئن أسقط من حالق فأتقطّع قطعة قطعة، أحبّ إلي من أن أتولّى لأحد منهم عملا، أو أطأ بساط رجل منهم إلّا لماذا؟" قلت: لا أدري جعلت فداك. قال: "إلّا لتفريج كربة عن مؤمن، أو فكّ أسره، أو قضاء دينه، يا زياد! إنّ أهون ما يصنع الله بمن تولّى لهم عملاً أن يضرب عليه سرادق من نار إلى أن يفرغ الله من حساب الخلائق، يا زياد! فإن وليت شيئاً من أعمالهم فأحسن إلى إخوانك"12.

ردّ الظلم عن المظلومين، ورفع حوائج المؤمنين إلى السلاطين عن موسى بن جعفر عليه السلام قال: "من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يستطيع إبلاغها، أثبت الله عزَّ وجلَّ قدميه على الصراط"13

وفي وصيّة أمير المؤمنين عليه السلام لكميل: "يا كميل! إيّاك والتطرّق إلى أبواب الظالمين، والاختلاط بهم، والاكتساب منهم، وإيّاك أن تطيعهم أو تشهد في مجالسهم بما يسخط الله عليك، يا كميل! إذا اضطررت إلى حضورهم فداوم ذكر الله تعالى، وتوكّل عليه، واستعذ بالله من شرّهم، وأطرق عنهم، وأنكر بقلبك فعلهم، وأجهر بتعظيم الله لتسمعهم فإنّهم يهابونك وتكفي شرّهم"14.

* زاد عاشوراء, نشر جمعية المعارف الاسلامية الثقافيّة , الطبعة التاسعة: تشرين الأول 2010م - 1431هـ/ ص:197.

1- هود 113.
2- الأمالي، الشيخ الصدوق، ص513.
3- الأمالي، الشيخ الصدوق، ص513.
4- الأمالي، الشيخ الصدوق، ص513.
5- الأمالي، الشيخ الصدوق، ص517.
6- الكافي، الشيخ الكلينيّ، ج5، ص108.
7- الأنعام 45.
8- وسائل الشيعة، الحرّ العامليّ، ج20، ص217.
9- وسائل الشيعة، الحرّ العامليّ، ج17، ص181.
10- جامع أحاديث الشيعة، ج17، ص276.
11- من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، ج4، ص482.
12- وسائل الشيعة، الحرّ العامليّ، ج17، ص194.
13- الأمالي الشيخ الطوسيّ، ص203.
14- بحار الأنوار، ج74، ص269.

السبت، 1 أكتوبر 2016

توصيات عامة من المرجعية الخطباء و المبلغين في شهر محرم 1438ھ


توصيات عامّة من المرجعية الدينية العليا للخطباء والمبلّغين في شهر المحرّم الحرام لعام 1438 هـ



توصيات عامة من المرجعية الدينية العليا للخطباء والمبلغين في شهر المحرم الحرام لعام 1438هـ
     بسم اله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
((ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب))

يطل علينا شهر محرم الحرام ونستذكر من خلاله اعظم حركة قادها المصلحون في مجال تطوير المجتمعات وبعث ارادة الامم واصلاح الاوضاع، الا وهي الحركة الحسينية المباركة، واستذكار هذه الحركة المباركة يلقي على عواتقنا نحن اتباع الامام الحسين بن علي (عليه السلام) مسؤولية كبرى وهي مسؤولية الحفاظ على استمرار هذه الحركة وترسيخ اثارها وابعادها في النفوس والقلوب، ولا يخلو انسان حسيني من نوع من مسؤولية سواء كان عالما دينيا او مثقفا او متخصصا في مجال من مجالات العلوم المادية والانسانية المختلفة، فكل منا يتحمل مسؤولية الحفاظ على هذه الثورة الحسينية المباركة من خلال اصلاح نفسه واهله واسرته ومن خلال قيامه بتوعية المجتمع الذي حوله بأهمية هذه الحركة وعظمة هذا المشروع الحسيني العظيم، ولكن الخطباء يتحملون المسؤولية الكبرى بلحاظ انهم يجسدون الوجه الاعلامي لحركة عاشوراء ولمشروع سيد الشهداء (عليه السلام) ، ولذلك نحتاج ان نتوقف قليلا لنتساءل: هل ان المنبر الحسيني يقوم بتجسيد وتفعيل هذه المسؤولية بما ينسجم مع مقتضيات الزمان ومستجدات العصر بحيث يحقق الاثار الحسينية الشريفة في النفوس والقلوب؟
وانطلاقا من هذه النقطة نستذكر بعض الارشادات والنصائح لكل من يعلو منبر سيد الشهداء (عليه السلام) : 
1-  تنوع الاطروحات، فان المجتمع يحتاج الى موضوعات روحية وتربوية وتاريخية وهذا يقتضي ان يكون الخطيب متوفرا على مجموعة من الموضوعات المتنوعة في الحقول المتعددة تغطي بعض حاجة المسترشدين من المستمعين وغيرهم.
2- ان يكون الخطيب مواكبا لثقافة زمانه، وهذا يعني استقراء الشبهات العقائدية المثارة بكل سنة بحسبها واستقراء السلوكيات المتغيرة في كل مجتمع وفي كل فترة تمر على المؤمنين، فان مواكبة ما يستجد من فكر او سلوك او ثقافة تجعل الالتفاف حول منبر الحسين (عليه السلام) حيا جديدا ذا تاثير وفاعلية كبيرة.
3- تحري الدقة في ذكر الآيات القرآنية او نقل الروايات الشريفة من الكتب المعتبرة او حكاية القصص التاريخية الثابتة حيث ان عدم التدقيق في مصادر الروايات او القصص المطروحة يفقد الثقة بمكانة المنبر الحسيني في اذهان المستمعين.
4- ان يترفع المنبر عن الاستعانة بالاحلام وبالقصص الخيالية التي تسيء الى سمعة المنبر الحسيني وتظهره انه وسيلة اعلامية هزيلة لا تنسجم ولا تتناسب مع المستوى الذهني والثقافي للمستمعين.
5- جودة الاعداد، بأن يعنى الخطيب عناية تامة بما يطرحه من موضوعات من حيث ترتيب الموضوع وتبويبه وعرضه ببيان سلس واضح واختيار العبارات والاساليب الجذابة لنفوس المستمعين والمتابعين، فان بذل الجهد الكبير من الخطيب في اعداد الموضوعات وترتيبها وعرضها بالبيان الجذاب سيسهم في تفاعل المستمعين مع المنبر الحسيني.
6- ان تراث اهل البيت (عليهم السلام) كله عظيم جميل ولكن مهارة الخطيب وابداعه يبرز باختيار النصوص والاحاديث التي تشكل جاذبية لجميع الشعوب على اختلاف اديانهم ومشاربهم الفكرية والاجتماعية انتهاجا لما ورد عنهم (عليهم السلام) (إنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا)، ومحاسن كلامهم هو تراثهم الذي يتحدث عن القيم الانسانية التي تنجذب اليها كل الشعوب بمختلف توجهاتها الثقافية والدينية.
7- طرح المشاكل الاجتماعية الشائعة مشفوعة بالحلول الناجعة، فليس من المستحسن ان يقتصر الخطيب على عرض المشكلة كمشكلة التفكك الاسري او مشكلة الفجوة بين الجيل الشبابي والجيل الاكبر او مشكلة الطلاق او غيرها، فان ذلك مما يثير الجدل دون مساهمة من المنبر في دور تغييري فاعل، لذلك من المأمول من رواد المنبر الحسيني استشارة ذوي الاختصاص من اهل الخبرة الاجتماعية  وحملة الثقافة في علم النفس وعلم الاجتماع في تحديد الحلول الناجعة للمشاكل الاجتماعية المختلفة ليكون عرض المشكلة مشفوعة بالحل عرضا تغييريا تطويريا ينقل المنبر من حالة الجمود الى حالة التفاعل والريادة والقيادة في اصلاح المجتمعات وتهذيبها.
8- ان يتسامى المنبر الحسيني عن الخوض في الخلافات الشيعية سواء في مجال الفكر او مجال الشعائر فان الخوض في هذه الخلافات يوجب انحياز المنبر لفئة دون اخرى او اثارة فوضى اجتماعية او تأجيج الانقسام بين المؤمنين، بينما المنبر راية لوحدة الكلمة ورمز للنور الحسيني الذي يجمع قلوب محبي سيد الشهداء (عليه السلام) هي مسار واحد وتعاون فاعل.
9- الاهتمام بالمسائل الفقهية الابتلائية في مجال العبادات والمعاملات من خلال عرضها باسلوب شيق واضح يشعر المستمع بمعايشة المنبر الحسيني لواقعه وقضاياه المختلفة.
10- التركيز على أهمية المرجعية والحوزة العلمية والقاعدة العلمائية التي هي سر قوة المذهب الامامي ورمز عظمته وشموخ كيانه وبنيانه.
 نسال الله تبارك وتعالى للجميع التوفيق لخدمة طريق سيد الشهداء (عليه السلام) وان يجعلنا جميعا وجهاء بالحسين (عليه السلام) في الدنيا والاخرة.
والحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطيبين الطاهرين.
 مؤسسة الإمام علي(عليه السلام) ـــ لندن


كلمات الإمام الخميني حول عاشوراء




ـ محرّم هو الشهر الذي أحيا فيه سيد المجاهدين والمظلومين الإسلام، وأنقذه من مؤامرة عناصر نظام بني أميّة الفاسدين، الذين كانوا قد ساروا بالإسلام إلى حافّة الهاوية. 
ـ دم سيد الشهداء هو الذي حرّك دماء الشعوب الإسلاميّة بأسرها. 
ـ مذهب التشيّع يرى في محرم شهر النصر الذي تحقق بالفداء وبذل الدماء. 
ـ محرّم هو شهر النهضة الكبرى لسيد الشهداء وسيد أولياء الله، الذي علّم البشرية ـ بثورته ـ درس البناء والصمود، وعلّمها أن طريق فناء الظالم وهزيمته إنما يكون بتقديم الضحايا والتضحية بالنفس. وهذا الأمر هو أهم تعاليم الإسلام للشعوب إلى آخر الدهر. 
ـ محرم هو الشهر الذي انتفضت فيه العدالة لمواجهة الظلم، وقام فيه الحق لمواجهة الباطل، فأثبت أن الحق منتصر على الباطل على مرّ التاريخ. 
ـ بحلول محرم الحرام يكون قد حل شهر الملاحم والشجاعة والفداء، شهر انتصار الدم على السيف، شهر تمكّن فيه الحق من دحض الباطل، ودمغ جبهة الظالمين والحكومات الشيطانية بختم البطلان، شهر علم الأجيال ـ على مرّ التاريخ ـ طريق الانتصار على الرماح، شهر سجّلت فيه هزيمة القوى الكبرى أمام كلمة الحق، شهر علّمنا فيه إمام المسلمين طريق مواجهة الظالمين على مدى التاريخ. 
ـ قتلوا سيد الشهداء، فتقدم الإسلام أكثر. 
ـ قضى سيد الشهداء(عليه السلام) وقضى معه جميع أصحابه وعشيرته، لكنّ رسالتهم اندفعت إلى الأمام. 
ـ استشهاد سيد الشهداء أحيا الرسالة. 
ـ إحياء عاشوراء مسألة سياسية وعبادية هامة جداً. 
ـ الثورة الإسلاميّة في إيران هي ومضة من عاشوراء والثورة الإلهية العظيمة التي اندلعت فيه. 
ـ إنّ الدماء التي سفكت في واقعة كربلاء حطمت قصر الظالمين، وكربلاؤنا قوّضت قصر السلطة الشيطانية. 
ـ أحيوا ذكر واقعة كربلاء، وأحيوا ذكر الاسم المبارك لسيد الشهداء، فبإحيائهما يحيا الإسلام. 
ـ يجب أن تبقى قضية كربلاء (والتي تعد من أهم القضايا السياسية) حيّة دوماً. 
ـ أحيوا ذكرى شهر محرم، فكلّ ما لدينا من محرم هذا.
ـ إنّ شهري محرم وصفر هما اللذان بعثا الحياة في الإسلام. 
ـ إنّ وحدة الكلمة ـ التي كانت سبباً لانتصارنا ـ إنّما هي نتيجة لمجالس العزاء والحزن هذه، وهي بعد مجالس التبليغ بالإسلام وترويجه. 
ـ لتقام مجالس ذكرى سيد المظلومين والأحرار بجلال أكثر وحضور أكثر فهي مجالس غلبة قوى العقل على الجهل، والعدل على الظلم، والأمانة على الخيانة، وحكومة الإسلام على حكومة الطاغوت. 
ـ شهر محرم هو الشهر الذي يكون الناس فيه مهيئون لسماع الحقائق. 
ـ البكاء على مصاب الإمام الحسين (عليه السلام) هو إحياء للثورة، وإحياء لفكر وجوب وقوف الجمع القليل بوجه إمبراطورية كبيرة. 
ـ يجب أن يكون للطم الصدور محتوىً أيضاً. 
ـ عاشوراء هو يوم الحداد العام للشعب المظلوم، ويوم الملحمة، ويوم الولادة الثانية للإسلام والمسلمين

الجمعة، 30 سبتمبر 2016

الفتنة


الإمام الخامنئي:

طبعاً قد لا يكون لبعض الأشخاص وبسبب ميولهم الخاصة رغبة في المشاركة الصريحة ضد الفتنة، ولكن ينبغي أن لا يستفاد منهم لصالح الفتنة.

عاشوراء يوم الله؟ 0


عاشوراء يوم الله؟






0

قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ1.

الحريّة قضيّة رساليّة
لقد تكرّر في القرآن الكريم التصريح بأنّ هدف بعثة الأنبياء إخراج من أرسلوا إليهم من الظلمات إلى النور، وهذا الإخراج الذي يراد منه انعتاق النّفوس البشريّة من التيه في أودية الضلال إلى التوحيد والاستضاءة بنور الهداية الإلهيّة. ومحوره أنّ الهداية والضلال في أيدي النّاس؛ ومن جملة مهامّ الأنبياء إخراج الناس من ظلمات العبوديّة، والظلم وتحريرهم من سطوات الطواغيت، فحريّة النّاس من أهمّ بل وأولى مهامّ القادة الربّانيّين، فالظلام منه الكفر والشرك وكذلك منه الذلّ والقهر والفساد والاستعباد والظلم، والنور كما أنّه الحقّ والتوحيد والإيمان والتقوى كذلك هو الحرّيّة والاستقلال والعزّة والشرف وعن ذلك قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ2 وفي معرض تفسيره لهذه الآية يقول العلّامة الطباطبائيّ في الميزان: "في الآية أعلاه دليل على أهمّيّة الحرّيّة والاستقلال في مصير الأمم"3.

ثمّ يعود مكمّلاً ما بدأه قائلاً: "ولهذا السبب كان العمل الأوّل للقادة الإلهيّين هو تحرير الشعوب من التبعيّة الفكريّة والثقافيّة والسياسيّة والاقتصاديّة..."4 وبهذا يتحصّل أن تحرّر الشعوب واستقلالها وبناء عزّتها قضيّة رساليّة يتولّاها القادة الإلهيّون كما يتولّون مسألة الهداية الدينيّة بالمعنى الأخصّ.
أيّام التحرّر أيّام الله
ويكمل المولى تعالى في نفس الآية أي الخامسة من سورة إبراهيم بيان وظيفة من وظائف الأنبياء إضافة إلى العمل على تحرير شعوبهم واستقلاله، فيشير إلى أنّها أيّام الله فينسبها إلى نفسه ثمّ يأمر نبيّه موسى بأن يذكّر أمّته بهذه الأيّام بقوله تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ5.

صحيح أنّ كلّ الأيّام، وكلّ الأمكنة، وكلّ الخلق، هي أيّام لله وأمكنة لله، وعباد لله، ولكن ثمّة خصوصيّة للمكان ليصبح بيت الله، وللمخلوق ليصبح وليّ الله، وكذلك كتاب الله، وكذلك شهر الله ويوم الله؛ فكلّها لله، لكن لميزة خاصّة بها استحقّت هذا الانتساب، ولنعد إلى الأيّام التي نسبها الله لنفسه لنجد في الآية التي تليها ما يلي:

﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ6.

فالآية تشير إلى كيفيّة امتثال النبيّ موسى للأمر الإلهيّ بالتذكير بأيّام الله؛ فذكر مسألة يوم مصيريّ في حياة بني إسرائيل، وهو يوم نجاة بني إسرائيل من سطوة وجور فرعون وهلاكه وجنده بالغرق.

فيوم هلاك الطاغية وجنده ويوم تحرّر أمّة موسى عليه السلام هو يوم الله، ولا بدّ من التذكير به وقد أورده تعالى في الآية السابقة حيث ذكر موسى بهذا اليوم بالخصوص مع ما في حياة بني إسرائيل من الأيّام المليئة بالآيات الإلهيّة، والأمر بالتذكير بها دليل على ما لقضيّة التحرّر والاستقلال من أهمّيّة محوريّة في حياة الأمم ومهامّ القادة الرساليّين.

لماذا التذكير بأيّام الله؟
إنّ تذكّر الأيّام العظيمة والحسّاسة، والمصيريّة، والتي تجلّت فيها العناية والألطاف الإلهيّة مدعاة للاستفادة من دروسها وأخذ العبر منها ومعرفة السنن الإلهيّة الجارية فيها سياسيّة أو اجتماعيّة أو تاريخيّة أو غير ذلك، إضافة إلى أنّ لها دوراً مؤثّراً في كلّ ما له علاقة ببناء النّفوس والجماعات وترسيخ القيم وكذلك في بناء الوعي العامّ، ولها كذلك مؤثّريّة في يقظة الشعوب، وبناء عزّتها وثقتها بالقدرة على الفعل، وصنع النّفوس المتأهّبة لصيانة الشعوب والأمم وحرّيّاتها وكياناتها والذود عن حماها، وتأصيل بعض الصفات في النّفوس كالصبر والتحمّل والشجاعة والإباء، والجدّ والاجتهاد والتعاون وغير ذلك؛ وفي التذكير بأيّام الله تنويه بأبطال الحدث وتقديمهم قدوات.

ولكن يبقى أن نشير إلى أنّه تعالى عقّب على الآية التي ذكرت كيف أدّى موسى عليه السلام التكليف بالتذكير بأيّام الله؛ بخطاب وجّهه إلى بني إسرائيل قائلاً: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ7 وفيه إشارة إلى أنّ التذكير من فوائده عرفان النعمة وحقّها وحقّ المنعم وأداء الحقوق في كلّ ذلك وفي ضوئه.

عاقبة عدم الشكر
في الآية السابقة جعل تعالى، بإشارة ليست بخفيّة، حسن التعامل مع أيّام الله والتذكير بها الزيادة فإن كانت النعمة هي التحرّر والاستقلال فإنّ الزيادة هي زيادة في نعمة الحرّيّة والاستقلال بزيادة الأسباب المثبتة له، والزيادة في مراتب التحرّر والاستقلال بما يعني زيادة الاقتدار والقوّة، والعزّة والمنعة، والدولة والسلطان؛ وليكون هذا الشكر شكراً عمليّاً - وهو المطلوب هنا- يفترض أن يكون كلّ ذلك بإقامة العدل ونصرة الحقّ ونشر الهدى والصلاح كما جاء في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ8.

ولكن قوم موسى عليه السلام كما نجحوا أحياناً فكان نصر طالوت على جالوت، وكانت دولة سليمان وداود عليهما السلام كذلك أخفقوا مرّات، ولأنّ الله عالم بما سيكون منهم قال لهم متوعّداً على عدم الشكر العمليّ على القوّة والسلطات والاستقلال بقوله تعالى على سبيل الإخبار: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ9.

عاشوراء يوم الله؟
بناء على القول إنّ أيّام الله هي الأيّام العظيمة والمصيريّة في حياة الأمم والحسّاسة والتي انتصرت فيها الحرية، والعزة، والقيم، فإنّا نستطيع القول إنّ عاشوراء ذلك اليوم الذي تجلّت فيه البطولة والفداء، والإيثار، والتوحيد وإباء الضيم والعزّة، وأشرقت من صعيدها شمس آل بيت الطهر نوراً عصيّاً على أن تطفئه ظلمات، سيوف، وجيوش، ونفوس، وأفواه على مدى الزمن.

ولئن كان للبعض أن يقول: إنّ يوم الله في الظاهر هو اليوم الظاهر فيه اللون الإيجابيّ، وفي كربلاء فإنّ ظلام المأساة، قد يجعلنا نتردّد في كون يوم عاشوراء يوماً لله.

إلّا أنّنا نقول: يكفي ما جاء على لسان السيّدة زينب عليها السلام ردّاً على ابن زياد عندما حاول التشفّي بمصاب أهل البيت عليهم السلام إذ قالت: "ما رأيت إلّا جميلاً"10.

فضلاً عن قول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم:"أيّام الله نعماؤه وبلاؤه ببلائه سبحانه"11.

يوم وليّ الله يوم الله
لقد شكّل يوم العاشر من المحرّم سنة إحدى وستّين للهجرة يوماً فارقاً في حياة الأمّة الإسلاميّة بل في حياة الإنسانيّة، وقد استخدم أهل البيت عليهم السلام في الإشارة إلى ذلك اليوم مرّات كثيرة بدل عبارة يوم عاشوراء، تسمية يوم الحسين عليه السلام. فيوم عاشوراء هو يوم تجلّي الحسين عليه السلام وظهور شيء من كمالاته الإنسانيّة والروحانيّة التي تبقى مدهشة للعقول على طول الدّهر.

ولقد أثبت إحياء ذلك اليوم كلّ عام الذي هو نحو من التذكير به أثره في بناء النّفوس وإعلاء القيم وبثّ المفاهيم.

ولذا فإنّ إحياء عاشوراء هو تذكير بيوم الحسين عليه السلام ويوم وليّ الله يوم لله تعالى، فالتذكير به تذكير بأيّام الله.

كما علينا أن لا ننسى أيّام الله في هذا البلد لا سيّما يوم التحرير ويوم النّصر الإلهيّ وغير ذلك.

* كتاب زاد عاشوراء، إعداد معهد سيد الشهداء للمنبر الحسيني، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.

1- سورة إبراهيم، الآية 5.
2- سورة إبراهيم، الآية 5.
3- تفسير الميزان، الطباطبائيّ، ج7، ص463.
4- نفس المصدر.
5- سورة إبراهيم، الآية 5.
6- سورة إبراهيم، الآية 6.
7- سورة إبراهيم، الآية 7.
8- سورة الحجّ، الآية 41.
9- سورة الأعراف، الآية 167.
10- اللهوف في قتلى الطفوف، ص29.
11- تفسير نور الثقلين، ج2 ص526.

الاثنين، 5 سبتمبر 2016

حكم لعبة كلاش اوف كلانس
السؤال:
هناك لعبة شائعة منذ فترة تعمل على الإنترنت تسمى كلاش اوف كلانس ماحكم لعبها او بيعها او شرائها
الجواب:
جائزة في نفسها
الإمام الخامنئي

السبت، 3 سبتمبر 2016

فضل الصبر عربي فارسي



احاديث النبي واهل البيت في فضل الصبر مترجمه للفارسية
صبر

1. قال الامام علي - عليه السّلام - : الصّبرُ أن يحتَمِلَ الرّجلُ ما ينُوبُهُ و يكظِمَ ما يُغضِبَهُ.
«تصنيف غررالحكم، ص 281، ح 6231»

امام علي - عليه السّلام - فرمود: صبر آن است كه انسان مصيبتي را كه به او مي رسد تحمل كند و خشم خود را فرو برد.

2. قال الامام الباقر - عليه السّلام - : انَّ اهلَ الصبرَ يدخلونَ الجنَّةَ بغيرِ حسابٍ.
«سفينة البحار، ج 2، ص 5»

امام باقر - عليه السّلام - فرمود: همانا اهل صبر (صابرين)، بدون حساب وارد بهشت مي شوند.
3. عن الامام علي - عليه السّلام - :
الصَّبرُ امّا صبرٌ علي المصيبَةِ أو علي الطّاعَةِ أو عَنِ المَعصيةِ و هذا القسمُ الثالثُ أعلي دَرَجةً من القسمينِ الأوّلينِ.
«شرح نهج البلاغه ابن ابي الحديد، ج 1، ص 319»

امام علي - عليه السّلام - فرمود:
صبر، يا صبر بر مصيبت است يا بر اطاعت خدا و يا در مقابل معصيت، كه قسم سوم از دو قسم ديگر با ارزش تر مي باشد.

4. قال الامام علي - عليه السّلام - : أصْلُ الصّبرِ حُسنُ اليَقينِ باللّهِ.
«تصنيف غررالحكم، ص 281، ح 6235»

امام علي - عليه السّلام - فرمود: ريشه صبر، يقين و باور نيكو به خداوند است.

5. قال الامام علي - عليه السّلام - : الصَّبرُ صَبران، صبرٌ علي ما تكرَه و صبرٌ ممّا تُحبّ. «بحار الانوار، ج 71، ص 95»

امام علي - عليه السّلام - فرمود: صبر بر دو قسم است، صبر برآنچه كه دوست نداري و به تو رسيده است و صبر بر چيزي كه دوست مي داري و نمي تواني به آن دست يابي.

6. قال الامام علي - عليه السّلام - :
الصَّبرُ في الامور بمنزِلَة ِالرّأس ِمن الجسَدِ فاذا فارَقَ الرأسُ الجسَدَ فَسَدَ الجسدُ فاذا فارقَ الصّبرُ الامورَ فسدَتِ الامورُ.
«بحار الانوار، ج 71، ص 73»

امام علي - عليه السّلام - فرمود: صبر در كارها همانند سر در بدن است، همان طور كه وقتي سر از بدن جدا شود، بدن فاسد مي گردد، اگر صبر از كارها جدا شود، كارها تباه و فاسد خواهد شد.

7. قال رسول الله - صلي الله عليه و آله - :
عليكَ بالعلم ِفانّ العِلْم خليلُ المؤمِنِ و الحلمَ وزيرُهُ والعقلَ دليلُهُ و ... و الصّبر اميرُ جنودِهِ. «نهج الفصاحه، ح 1961»

رسول خدا - صلي الله عليه و آله - فرمود: برتو باد به فراگيري علم، همانا كه علم دوست مؤمن است و بردباري وزير او و عقل راهنمايش و عمل سرپرست او و رفق و مدارا پدر او و ملايمت با ديگران برادر او و صبر، امير سپاهيان او است.

8. قال الامام علي - عليه السّلام - : أفضَلُ العبادةِ الصّبرُ والصّمت ُو انتظارُ الفَرَج.
«بحار الانوار، ج 74، ص420»

امام علي - عليه السّلام - فرمود: برترين عبادت ها، صبر، خاموشي و انتظار فرج مي باشد.

9. قال رسول الله - صلي الله عليه و آله - : الايمانُ نصفان، نصفٌ في الصّبرِ و نصفٌ في الشّكرِ. «نهج الفصاحه، ح 1070»

رسول خدا - صلي الله عليه و آله - فرمود: ايمان دو نيمه دارد، نيمي از آن در صبر و نيم ديگر آن در شكر است.

10. قال الامام علي - عليه السّلام - : ايّها النّاس عليكم بالصّبر، فاِنَّهُ لا دينَ لِمَنْ لا صبرَ لهُ. «بحار الانوار، ج 71، ص 92»

امام علي - عليه السّلام - فرمود: اي مردم ! بر شما باد به صبر و شكيبائي، همانا كسي كه صبر نداشته باشد، دين نخواهد داشت.

11. قال الامام علي - عليه السّلام - : أقوي عَدوِّ الشدائِدِ الصّبر.
«تصنيف غررالحكم، ص 282، ح 6275»

امام علي - عليه السّلام - فرمود: قوي ترين دشمن سختي ها، صبر و شكيبائي است.

12. قال الامام علي - عليه السّلام - : الصّبرُ ثمرةُ الايمان.
«تصنيف غررالحكم، ص 280، ح 6217»

امام علي - عليه السّلام - فرمود: صبر، ثمره و نتيجه ايمان است.

13. قال الامام علي - عليه السّلام - : زَينُ الدّين الصّبرُ و الرضا.
«تصنيف غررالحكم، ص 281، ح 6243»

امام علي - عليه السّلام - فرمود: زينت و زيبائي دين، صبر و رضا (به قضاي پروردگار) است.

14. قال الامام علي - عليه السّلام - : الصّبرُ كفيلٌ بالظَّفّرِ.
«تصنيف غررالحكم، ص 283، ح 6312»

امام علي - عليه السّلام - فرمود: صبر، ضامن پيروزي است.

15. قال الامام علي - عليه السّلام - : الصّبرُ جنَّةٌ من الفاقَةِ.
«بحار الانوار، ج 77، ص 240»

امام علي - عليه السّلام - فرمود: صبرو بردباري سپري در برابر فقر و تنگدستي است.

16. قال الامام الباقر - عليه السّلام - : الجنَّةُ محفوفَةٌ بالمكارِهِ و الصَّبرِ فَمَن صَبَر علي المكارِهِ في الدّنيا دَخَلَ الجنّةَ.
«اصول كافي، ج 2، ص 89»

امام باقر- عليه السّلام - فرمود: بهشت آميخته به سختي ها و صبر و بردباري است، پس هر كس در دنيا بر سختي ها صبور باشد، وارد بهشت خواهد شد.

17. قال الامام الصادق - عليه السّلام - : الصَّبرُ يُعَقِّبُ خَيراً فاصْبِروا تَظْفَروا.
«بحار الانوار، ج 71، ص 96»

امام صادق - عليه السّلام - فرمود: عاقبت صبر و شكيبائي خير است، پس صبر كنيد تا پيروز شويد.

18. قال الامام علي - عليه السّلام - : اِنّكَ لَنْ تُدْرِكَ ما تُحبُّ من رّبِكَ الاّ بالصّبرِ عمّا تَشتَهي. «تصنيف غررالحكم، ص 283، ح 6305»

امام علي - عليه السّلام - فرمود: همانا تو به آنچه دوست داري از پروردگارت به تو برسد دست نمي يابي مگر اينكه در مقابل خواسته هاي نفساني مقاومت كني.

19. قال الامام علي - عليه السّلام - : صابِروُا أنفُسَكُم علي فعلِ الطّاعاتِ و صُونُوها عن دَنَسِ السيّئاتِ تَجدُوا حَلاوَةَ الايمان.
«تصنيف غررالحكم، ص 283، ح 6310»

امام علي - عليه السّلام - فرمود: در انجام طاعت پروردگار صبر پيشه كنيد و نفس خود را از آلوده شدن به پليدي گناهان حفظ نمائيد، آنگاه شيريني و حلاوت ايمان را در مي يابيد.

20. قال الامام علي - عليه السّلام - : مَنْ صَبَرَ علي طاعَةِ الله و عَنْ معاصيهِ فَهو المجاهدُ الصّبور.
«تصنيف غررالحكم، ص 283، ح 6309»

امام علي - عليه السّلام - فرمود:
كسي كه بر طاعت پروردگارش و اجتناب از معصيت او صبر نمايد، همانا او مجاهد صبوري است.
(كه در راه خدا به جهاد برخواسته است).

21. قال الامام علي - عليه السّلام - : ثَوابُ الصّبرِ أعلي الثّوابِ.
«تصنيف غررالحكم، ص 281، ح 6240»

امام علي - عليه السّلام - فرمود: پاداش صبر، بالاترين پاداش ها است.

22. قال الامام علي - عليه السّلام - : الصّبرُ أحسَنُ حُلَلِ الايمان ِو أشرَفُ خلائقِ الانسان.
«غررالحكم، ص 281، ح 6232»

امام علي - عليه السّلام - فرمود: صبر، بهترين جامه ايمان و برترين خوي انسان است.

23. قال رسول الله - صلي الله عليه و آله - : الصّبرُ حَسَنٌ و لكن في الفقراءِ أحسَنُ.
«نهج الفصاحه، ح 2006»

رسول خدا - صلي الله عليه و آله - فرمود: صبر نيكو است وليکن براي فقرا نيكوتر است.

24. قال اميرالمؤمنين - عليه السّلام - : إنّ الصّبرَ و حُسنَ الخُلقِ والبرََّ و الحِلمَ من أخلاق الانبياء.
«بحار الانوار، ج 71، ص 93»

امام علي - عليه السّلام - فرمود: صبر و شكيبائي و اخلاق نيكو و بردباري، از اخلاق پيامبران است.

25. عن الامام جعفر ابن محمد - عليه السّلام - :كَم مِنْ صَبر ساعةٍ قَدْ أورَثتْ فَرَحاً طويلاً و كَم من لذَّةِ ساعةٍ قَدْ أورَثَتْ حُزناً طويلاً.
«سفينة البحار، ج 2، ص 5»

امام صادق - عليه السّلام - فرمود:
چه بسا يك لحظه صبر كردن موجب سرور و خوشحالي طولاني شود و چه بسا لحظه اي لذت بردن موجب اندوه طولاني گردد.

26. قال الامام الباقر - عليه السّلام - :
مَنْ صَبَر و استرجعَ وَ حَمِدَ اللهََ عندَ المُصيبَة فقَد رَضيَ بما صَنَعَ الله و وَقَعَ اجرُهُ علي الله ... .
«بحار الانوار، ج 71، ص 96»

امام باقر - عليه السّلام - فرمود: كسي كه صبر كند و كلمه ي استرجاع (انّا لله و انّا اليهِ راجعون) را بر زبان جاري كند و هنگام مصيبت و گرفتاري خدا را ستايش كند، پس او راضي به رضاي پروردگار است و اجرش با خداست و كسي كه اين چنين نكند، سرنوشت تغيير نخواهد كرد و او مذمّت شده و پاداش او از بين مي رود.

27. قال الامام علي - عليه السّلام - : بُنيَ الاسلام علي أربَعَ دعائم: اليقينِ و الصَّبرِ و الجهادِ و العدلِ.
«محجة البيضاء، ج 7، ص 108»

اميرالمؤمنين - عليه السّلام - فرمود: ايمان برچهار پايه و ستون استوار است: يقين و صبر و جهاد و عدل.

28. قال الامام علي - عليه السّلام - : لكُلِّ نعمةٍ مفتاح و مِغْلاقٌ: فمِفْتاحُها الصّبرُ و مغِلاقُها الكَسَلُ.
«شرح نهج البلاغه ابن ابي الحديد، ج 20، ص 285»

امام علي - عليه السّلام - فرمود: براي تمام نعمت ها كليد و قفلي مقرر شده است، پس كليد آن صبر و قفل آن تنبلي است.

29. قال رسول الله - صلي الله عليه و آله - : النَّصرُ مَعَ الصَّبرِ و الفَرج بعدَ الكربِ و انّ مَعَ العُسرِ يُسراً.«مستدرك الوسائل، ج 2، ص 295»

رسول خدا - صلي الله عليه و آله - فرمود: پيروزي، در پرتو صبر و شكيبائي به دست مي آيد و پايان رنج و سختي، فرج خواهد بود و همانا همراه هر سختي آساني است.

30. قال الامام علي - عليه السّلام - : كَمْ يُفْتَح بالصَّبرِ من غَلَقٍ.
«تصنيف غررالحكم، ص 285، ح 6368»

امام علي - عليه السّلام - فرمود: چه بسيارند گره هاي پيچيده و مشكلات سختي كه با صبر گشوده مي شوند.

31. اِنّ النّبي - صلي الله عليه و آله - قالَ:
علامةُ الصّابرِ في ثلاثٍ، أوّلها أن لا يكْسَلَ و الثّانيةُ أن لا يَضجَرَ و الثالثةُ أن لا يَشكُو من ربّهِ عزّوجلّ ... .
«بحار الانوار، ج 71، ص 86»

نبي اکرم - صلي الله عليه و آله - فرمود: نشانه هاي انسان صبور سه چيز است:
1- كسل و خسته نمي شود.
2- بي قراري نمي کند.
3- از پروردگارش شكايت نمي كند، چون وقتي كسل شود، حقوق را ضايع و تباه خواهد كرد و هنگامي كه بي قراري کند، سپاسگزاري نمي كند و وقتي از پروردگارش شكايت كند، گناه خواهد كرد.

23. قال الامام علي - عليه السّلام - : لا يَعدمُ الصبورُ الظّفَر و ان طالَ به الزّمان.
«بحار الانوار، ج 71، ص 95»

امام علي - عليه السّلام - فرمود: انسان صبور و شكيبا، پيروزي را از دست نمي دهد گر چه زمان رسيدن آن طولاني شود.

33. عن الامام علي بن الحسين - عليه السّلام - قال: يا بُنَيَّ اِصبِرْ عَليَ الحقِّ و ان كانَ مُرّاً. «بحار الانوار، ج 71، ص 77»

امام سجاد - عليه السّلام - (به امام باقر - عليه السّلام -) فرمود:
اي فرزندم در راه حق صبر و بردباري داشته باش، اگر چه در كام تو تلخ باشد.

34. قال الامام الصّادق - عليه السّلام - :
نَحنُ صُبّرٌ وَ شيعتُنا أصبَرُ منّا. قُلتُ: جعِلْتُ فداكَ، كيف صار شيعتُكم أصبَرُ منكُم؟ قالَ ... .«بحار الانوار، ج 71، ص 80»

امام صادق - عليه السّلام - فرمود: ما خانداني صبور و شكيبائيم و شيعيان ما از ما شكيبا ترند.
گفتم: جانم به فدايت، چگونه شيعيان شما از شما شكيبا ترند؟
فرمود: چون صبر ما بر چيزي است كه مي دانيم، امّا آنها بر چيزي كه نمي دانند صبر مي كنند.

35. قال رسول الله - صلي الله عليه و آله - : يأتي علي النّاسِ زمانٌ، الصّابِرُ منهم علي دينِهِ كالقابِضِ عَلَي الجمرِ.
«بحار الانوار، ج 28، ص 47»

رسول خدا - صلي الله عليه و آله - فرمود:
زماني بر مردم خواهد آمد كه صابر از آنها بر (حفظ و عمل به) دينش، همانند کسي است که آتش گداخته در دست گرفته.

36. قال الامام علي بن الحسين - عليه السّلام - :
ما مِنْ جرعةٍ أحبَّ الي اللهِ من جرعَتَين: جرعَة غيظٍ ردَّها مؤمِنٌ بحِلْمٍ أوْ جرعَة مصيبةٍ ردّها مؤمِنٌ بصبرٍ.«مستدرك الوسائل، ج 2، ص 424»

امام سجاد - عليه السّلام - فرمود: نزد خداوند متعال حالتي محبوبتر از يكي از اين دو حالت نيست: حالت غضب و خشمي كه مؤمن با بردباري و حلم از آن بگذرد و حالت بلا و مصيبتي كه مؤمن آن را با صبر و شكيبائي پشت سر بگذارد.

37. قال الامام الباقر - عليه السّلام - : الكمال كلُّ الكمالِ: التَفقُّهُ في الدّينِ و الصّبْرُ علي النائبةِ و تقدير المعيشةِ. «تحف العقول، ص 213»

امام باقر - عليه السّلام - فرمود: تمام كمالات در سه چيز است:
فقاهت و شناخت دقيق دين، صبر بر ناملايمات و سختي ها، مديريت و برنامه ريزي براي زندگي.

38. قال الامام الجواد - عليه السّلام - : تَوسَّدِ الصّبرَ و اعْتنِقِ الفَقْرَ وَ ارْفَضِ الشّهواتِ وَ خالِفِ الهَوي ... .«بحار الانوار، ج 75، ص 358»

امام جواد - عليه السّلام - فرمود: در زندگي صبر را تكيه گاه و فقر و تنگدستي را همنشين خود قرار بده، شهوات و خواسته هاي دنيوي را رها كن و با هواهاي نفساني به مخالفت برخيز و بدان كه هيچ گاه از ديد خداوند مخفي نيستي، پس مواظب باش كه چگونه رفتار مي كني.

39. قال الامام الهادي - عليه السّلام - : المصيبةُ للصّابِرِ واحِدةٌ و للجازِعِ اِثنتان.
«بحار الانوار، ج 75، ص 369»

امام هادي - عليه السّلام - فرمود: هنگامي که مصيبتي كه بر انسان وارد مي شود اگر صبر كند، تنها يك ناراحتي خواهد داشت، اما اگر جزع و فرياد كند، دو ناراحتي خواهد داشت.

40. قال الامام العسكري - عليه السّلام - : مَنْ كانَ الوَرعُ سجيّتهُ و الكرَْم ُطبيعَتَهُ و الحِلمُ خلَّتَهُ كَثُرَ صديقُهُ و الثّناءُ عليهِ.
«بحار الانوار، ج 75، ص 379»

امام حسن عسكري - عليه السّلام - فرمود: هركس ورع و پرهيزگاري روش زندگي او، بزرگواري و سخاوت عادت او و صبر و بردباري برنامه اش باشد، دوستانش زياد خواهند بود و ديگران او را مورد مدح و ستايش قرار مي دهند.

وفي الاخير احب ان انقل هذا الحديث العظيم عن النبي صل الله عليه واله: « لو كان الصبر رجلاً لكان كريماً ». ( دعائم الإسلام 534:2 ).
وفي حديث اخر لو كان الصبر رجلاً لكان علي .

المشرف : الشيخ ابو علي الفاطمي @@ 2015 @@

Designed by Templateism