اهلا وسهلآ بكم لبيك يا حسيــــــــــــن

الاثنين، 7 سبتمبر 2015

القسم المتوفر فيها الموظوع :

الغناء والموسيقى

الغناء والموسيقى

أيـُّها الحبيب،
لو نظرت إِلى المجتمعات البائدة لرأيت أنَّ أحَدَ أسبابِ انهيارها الغناءُ و "توابعه"...
ولو فتَّشْت عن أصول الفساد في المجتمعات المنحلَّة خُـلُـقياً في هذا الزمن لوجدت من بينها الغناءَ والرقصَ والموسيقى والمجون وشرب الخمور...
ومَنْ أُريدَ التجسُّسُ عليه، أو إِفسادُه أو إِضلالُه أو تحويلُه عن أهدافه الأساسية فأحد المداخِلِ إِلى ذلك الغناء والموسيقى.
وإِذا تعلَّق الشباب بهما وما يستلزمانه فلا مجال بعد للكلام عن التضحية والوطن والاستقلال والشجاعة وشؤون الأمَّة والدفاع والعمل... وهذا يرجع إِلى أجوائهما التي تنمو بين الخمور والنساء والرقص والابتذال والحركات الرخيصة والكلمات الساقطة والأجواء الموبوءة والتهاون بأعراض الناس ومقدَّساتهم ومعاشرة أهل السوء والمنكر...

ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله "إياكم واستماعِ المعازف والغناء، فإِنَّهما يُنبتان النفاق في القلب، كما يُنبتُ الماء ُ البقل" ولو لم يكن في الغناء والموسيقى إِلا الذي ذكرنا آنفاً لكفى!!! كيف لا وهي منكرٌ بذاته صارفٌ عن ذكر الله ومن أهم مصاديق اللَّغو المحرَّم.

فيا أيُّها الحبيب،
وحتى لا نضيع في الدليل والبرهان، كن شجاعاً منصفاً وانظر من حولك... واحكمْ على واقع الحال الذي نحن فيه..
خاصة وأن الاعتماد الأساسي للاعلام المسموع والمرئي مبنيٌّ على مثل هذه المنكرات.
وأكثر مـا يُـلهي الشباب في هذه الأيام عن واجباتهم تجاه خالقهم، والواجبات الإنسانية والحياتية والمستقبليَّة هو مثل هذه المُفسدات.
ولا تتهاونْ في هذا الأمر مطلقاً لأنَّ تأثيراتِهِ الدنيوية سريعةٌ وخطيرة على الإِيمان والرزق والعبادة...
وأمَّـا إِذا قيل لك، كما هو شائع، إِنَّ الموسيقى الكلاسيكية جائزةٌ، فلا تُسْرع متلقِّفاً ما يقولون، لأنَّ الكلام والأساس حول هذا الموضوع هو: هل أنها مطربة أم لا؟ وتدور الحلِّيَّةُ مدارَ ذلك، إِضافةً إِلى أنَّ القول بحرمة الكثير منها واردٌ، لأنَّها أنواع وأشكال ومنها المطرب والمعروف عند أهل الفجور وتُستعمل فيها آلات خاصة وتكثر فيها الإيحاءات والإِثارات، ولها أربابها، وأهل الخبرة فيها كما تعرف...
وليس كلامنا على كل حال معك، أيها الحبيب، حولَ ما قد يحتملُ الجوزا.. إِنَّما حول ما يُعرض في وسائل الإعلام من صراخ وعويل يُسمَّى"غناءً" ومن نَقْرٍ على آلات الموسيقى يُسمَّى " لحناً"..
ولا أخفي عليك أنَّ التهاون في هذا الأمر بلغ حداً كبيراً عند أكثر الشباب في السنوات الأخيرة، حيث ظهر الفساد في كل مكان.

أخي العزيز، 
ورد في النص الشريف عن مولانا رسول الله صلى الله عليه واله :" الغناء يُنبتُ النِّفاق في القلب".
وفي النص المبارك عن مولانا الصادق  عليه السلام  قال: الغناء مما أوعد الله ُ عزَّ وجل عليه النار، وهو قوله عز وجل: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ.
وسمع أحد الصحابة آلات الموسقى، فوضع اصبعيه في أُذنيه، وتجنَّب تلك الطريق، ولم يرفع إِصبعيه من أُذنيهِ حتى تأكَّدَ من  رفيقه بذهاب تلك الأصوات وقال: "كنتُ مع النَّبي صلى الله عليه واله  فسمع مثلَ هذا، فصنع مثل هذا".

وقال رجلٌ للإمام الصادق عليه السلام  أنَّه يستمع لجيرانه وهم يُغنُّون ويعزفون، فقال الصادق  عليه السلام  : لا تفعل فتذرَّع الرجل بأنَّه لا يقصد المكان، وإِنَّما يستمع فقط أثناء دخوله وخروجه إِلى المنزل... فيستأنس ويُطيل الجلوس.
فقال عليه السلام: يالله أنت! أما سمعت الله عز وجل يقول ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً .
فقال الرجل كأني لم أسمع بهذه الآية من قبل.... وتركتُ هذا الأمر وأنا أستغفر الله تعالى.

السيد سامي خضرة

المشرف : الشيخ ابو علي الفاطمي @@ 2015 @@

Designed by Templateism