اهلا وسهلآ بكم لبيك يا حسيــــــــــــن

الاثنين، 24 أغسطس 2015

كلمته في لقائه القائمين على شؤون الحج في السابع من ذي القعدة 1436 هـ ق

كلمته في لقائه القائمين على شؤون الحج في السابع من ذي القعدة 1436 هـ ق
22/08/2015
بسم الله الرحمن الرحيم (1)
مرحباً بكم كثيراً أيها الإخوة و الأخوات الأعزاء القائمون على شؤون الحج، و أنتم تتولون واحدة من أجمل و أعظم المسؤوليات، و هي التمهيد لأداء فريضة الحج - هذا الواجب الإسلامي الفذ المنقطع النظير - لعموم أبناء شعبنا المسلمين المؤمنين. كما نشكر جهود الإخوة المسؤولين و الأخوات المسؤولات - كما ذكر ذلك حضرة السيد قاضي عسكر و رئيس منظمة الحج المحترم - الذين تداركوا تمهيدات و أسباباً أفضل لتشرف المؤمنين بأداء فريضة الحج. و هذا هو الصحيح. ينبغي تحسين العمل و تسهيله يوماً بعد يوم من أجل تحقيق أهداف الحج السامية، ينبغي العمل و الجدّ. و كل واحد منكم أيها الإخوة و الأخوات الذين تتحملون مسؤوليات معينة، لكم دور، فحاولوا أداء أدواركم على أحسن وجه و باندفاع و تحفز كاف، و بوقت كاف تخصصونه للعمل، و بإخلاص. مجموع هذه الجهود سيكون لها ثمرة طيبة حلوة هي تحقيق الحج المطلوب الجيد للناس.
و ما أقوله لكم كتوصية هو أن الحج ليس لنا نحن الإيرانيين فقط، الحج للإسلام و للأمة الإسلامية و يضمن استمرار الإسلام. احترام أشهر الحج - و قد قرر الله تعالى حرمة لأشهر الحج، فهنالك احترام حتى للزمان و هنالك احترام للمكان - يدل على مدى عظمة و تأثير هذه العملية. هذا يدل على أن هذه الفريضة تتمتع بخصوصية بالنسبة للأمة الإسلامية لا تتمتع بها أية فريضة أخرى. ينبغي التفطن إلى هذا الجانب.
و اللافت أن للحج سياقين متفاوتين يكمّل أحدهما الآخر: أحد السياقين فردي و الثاني اجتماعي. ينبغي مراعاة كلا السياقين و الاهتمام بهما. السياق الفردي للحج يتعلق بكل واحد من الحجاج. كل واحد من الحجاج في هذا المقطع الزمني - فترة الحج و العمرة - عليه أن يتوجه إلى الله تعالى و يرتبط به و يستغفره و يتزود لنفسه. في الآيات الكريمة المتعلقة بالحج: «وَ تَزَوَّدوا فَاِنَّ خَيرَ الزّادِ التَّقوى» (2). هناك توصية بالتقوى. كل واحد من الحجاج المحترمين الذين تكتب لهم هذه النعمة الكبيرة يجب أن يفكر بملء أوعيته بالزاد - وَ اَنِ‌استَغفِروا رَبَّكم - (3)، ليستغفروا، و لينيبوا، و ليدعوا، و ليطلبوا من الله تعالى، و ليعاهدوا الله تعالى على مستقبلهم و حياتهم و أفعالهم و نشاطاتهم. هذا عن الجانب الفردي.
في هذا السياق الفردي للحج، على كل حاج أن يقرّب نفسه إلى الله بهذا الفعل و هذا السفر، و عليه أن يطهّر باطنه، و يتزوّد لباقي عمره، ففي هذا السفر و في هذه الأعمال و في هذه الأيام ينبوع البركات و المعنوية للفرد. و على الحجاج أن يعرفوا قدرها. ثمة أشياء لا يمكن تحقيقها للفرد إلّا في هذا السفر: مشاهدة الكعبة عبادة، و الطواف حول الكعبة عبادة، و الصلاة في المسجد الحرام عبادة، و زيارة قبر النبي الأكرم (ص) عبادة، و عرفات ساحة لمناجاة الله، و المشعر مساحة للتوجّه إلى الربّ، و كذلك منى. على الحاج أن ينتفع من كل واحد من هذه الأعمال لتطهير باطنه، و لرفعة درجاته، و للتزوّد لكلّ عمره. هذا عن الجانب الفردي من الحج.
و السياق الآخر هو السياق الاجتماعي. الحج مظهر الوحدة الإسلامية؛ ألوان متنوعة، و جلود مختلفة، و وطنيات مختلفة، و هويات متعددة، و مذاهب متنوعة، و أذواق مختلفة، تجتمع كلها إلى جانب بعضها و تكون مثل بعضها. الكلّ يطوفون سوية، و يسعون سوية، و يقفون في عرفات و المشعر سوية، هذه الوحدة شيء مهم جداً. التعاطف الإسلامي و ألفة قلوب المسلمين، و وحدة الكلمة تجسيدها الحقيقي يحصل في الحج. لا بالنسبة لشعب إيران فقط، بل لكل مسلمي العالم، و للأمة الإسلامية. لعنة الله على الذين حاولوا إبعاد حقيقة الأمة الإسلامية و أهمية الأمة الإسلامية عن الأذهان، و تقسيم المسلمين إلى أصناف متعددة و دوافع متعددة، و تضخيم الوطنيات مقابل عظمة الأمة الإسلامية الكبرى، و تمزيق الأمة الإسلامية، بينما الأمة الإسلامية كيان مهم، و العظمة للأمة الإسلامية. الله تعالى ينزل رحمته على الأمة الإسلامية، و الحج مظهر لتكوين الأمة الإسلامية، فهو نموذج مصغر لكيان كبير؛ «مِن كلِ‌ّ فَجٍ‌ّ عَميق» (4). يجتمع المسلمون من كل مكان و من طرق بعيدة إلى جانب بعضهم، و يا لها من فرصة كبيرة أن يتحدثوا بعضهم مع بعض، و يتعاطفوا بعضهم مع بعض، و يسمعوا آلام و محن بعضهم، و يبدوا مشكلاتهم بعضهم لبعض. أين يمكن أن يحصل هذا في غير الحج؟ قضية الوحدة من الجوانب الاجتماعية للحج.
الجانب الاجتماعي الآخر إبداء عظمة الأمة الإسلامية. أن يجتمع عدة ملايين من الناس في مراسم معينة فهذا إظهار للأمة الإسلامية في مكان واحد. يشارك من بلد سكانه سبعون أو ثمانون مليون نسمة، قرابة خمسين ألف نسمة أو ستين ألف نسمة أو سبعين ألف إنسان، و هذا ما حصل بالفعل؛ هذا شيء يظهر عظمة الأمة الإسلامية.
جانب آخر يتعلق بتبادل التجارب. لكثير من البلدان الإسلامية تجارب. شعب إيران على سبيل المثال له تجربة في مواجهة العدو، و في معرفة العدو، و تشخيصه، و في عدم الثقة به، و في عدم الوقوع في الخطأ في تمييز الصديق من العدو. لدينا تجربة. لم نقع في الخطأ في تشخيص الصديق من العدو. منذ بداية الثورة و إلى الآن أدركنا و فهمنا أن العدو الحقيقي، العدو اللدود اللجوج الدؤوب هو الاستكبار العالمي و الصهيونية، هذا ما وعيناه. و أحياناً نفس هذا العدو الأساسي و الحقيقي يطلق كلامه على لسان الآخرين، فلم نقع في الخطأ و لم نتوهّم أن الذين يجري على ألسنتهم كلام الأعداء هم الأعداء، لا، صرّحنا و قلنا إن العدو هو الاستكبار.
انظروا إلى شعارات الشعب الإيراني في الثاني و العشرين من بهمن، و في يوم القدس، و في التجمعات الهائلة، شعاراته ضد الاستكبار و ضد أمريكا و ضد الصهيونية و ضد الكيان الصهيوني المحتل، شعاراته ضد هؤلاء. و الحال أن نفس هؤلاء يطلقون كلامهم أحياناً على لسان البلد الفلاني، و يقومون بأعمالهم عن طريق البلد الإسلامي الفلاني، لكننا لم نرفع الشعارات ضد ذلك البلد الإسلامي، شعبنا لم يرفع الشعارات ضد ذلك البلد الإسلامي، لماذا؟ لأنه يعلم أنه ليس العدو الحقيقي، بل هو مخدوع و وسيلة بيد الآخرين. هذه هي معرفة العدو، و هذه هي تجربتنا. بعض الجماعات التي كانت جماعات إسلامية، و استطاعت أن تجد لها فرصة في بعض البلدان، لم يكن لديها هذه التجربة و وقعت في خطأ، فتأقلمت مع من هو عدوها الحقيقي، و عملت ضد من هو صديقها، و لقيت الأضرار و الخسائر إثر ذلك. منّ الله تعالى عليهم بنعمة فلم يعرفوا قدرها.
من تجارب الشعب الإيراني تحقيق الاتحاد. و هل اختلاف الأذواق و السلائق قليل في بلادنا؟ الاختلافات كثيرة في الشؤون السياسية و القضايا الفكرية و الأمور العقيدية، لكن الشعب حافظ على وحدته رغم هذه الاختلافات. في بعض أنحاء بلادنا تعيش قوميات مشخصة، و هذه القوميات أيضاً تشارك في مراسم الثاني و العشرين من بهمن، و مراسم يوم القدس، و مختلف المراسم التي تجسد الثورة، كما يشارك فيها باقي أبناء البلاد. لدينا منطقة تتكلم الكردية، و منطقة تتكلم البلوشية، و منطقة تتكلم العربية، و منطقة تتكلم التركية. أحياناً تكون تحركات هؤلاء لصالح الثورة و لصالح نظام الجمهورية الإسلامية أبرز و أهم من المناطق الأخرى، هذا بدوره واقع شاهدناه. هذه هي الوحدة الإسلامية و قد جرّب شعب إيران هذا الشيء.
نمرّ بهذه التجربة منذ خمسة أو ستة و ثلاثين عاماً، و هي أنه يجب وجود الاتحاد و الوفاق بين أبناء الشعب. و قد حققنا بفضل هذا الاتحاد و الوفاق نجاحات كبيرة. هذا شيء لم تعرفه بلدان أخرى و لا تزال لا تعرفه. يدخلون في صراعات بعضهم ضد بعض في داخل بلدانهم نتيجة اختلاف صغير - اختلاف إما طائفي أو قومي أو حتى حزبي - و يحاربون بعضهم بعضاً كالأعداء. الله تعالى سيسلب نعمته من هؤلاء طبعاً. «اَلَم تَرَ إلى الَّذينَ بَدَّلوا نِعمَتَ اللهِ كفرًا وَ اَحَلّوا قَومَهُم دارَ البَوارِ جَهَنَّمَ يصلَونَها وَ بِئسَ القَرارُ» (5). عندما لا نعرف نعمة الله التي تفضل بها علينا و أنعم بها علينا و لا نشكرها، و عندما نكفر هذه النعمة، فإن الله تعالى سيغيّر سلوكه مع هذا الشعب. «لَم يك مُغَيرًا نِعمَةً اَنعَمَها على قَومٍ حتى يغَيروا ما بِاَنفُسِهِم» (6). طالما سرنا أنا و أنتم في الطريق المستقيم و في الجادة القويمة و طابقنا أنفسنا مع الإرادة الإلهية - في حدود الإمكان، أما على النحو الكامل فنحن أصغر من ذلك بكثير - فإن الله تعالى سيبقي نعمته علينا، و لكن حينما نخرّب أنفسنا بأنفسنا، و نثير الاختلافات و النزاعات بأنفسنا، و نتآمر بعضنا ضد بعض، و يمسك بعضنا بتلابيب بعض، فإن الله سيرفع نعمته، فالله لا تربطه رابطة قرابة بأحد؛ «ذلِك بِاَنَّ اللهَ لَم يك مُغَيرًا نِعمَةً اَنعَمَها على قَومٍ حتى يغَيروا ما بِاَنفُسِهِم». النعمة التي يعطيها الله لكم لن يأخذها منكم ما لم تخرّبوا أنتم بأنفسكم أرضية تلك النعمة، إذا هدمتم أرضية النعمة ستسلب النعمة منكم. هذه تجربة الشعب الإيراني الذي استطاع حفظ النعمة الإلهية لنفسه. يمكن نقل هذه التجارب.
البلدان الإسلامية تواجه اليوم مؤامرة، هل ندرك هذا أم لا؟ ثمة اليوم مؤامرة لا ضد الشيعة و لا ضد إيران و لا ضد المذهب الفلاني المعين، بل ضد الإسلام. لأن القرآن للإسلام كله، و القطب و المركز الذي يهتف عالياً: «لَن يجعَلَ اللهُ لِلكٰافِرينَ على المُؤمنينَ سَبيلاً» (7) ليس التشيع بل القرآن و الإسلام، لذلك يعارضون الإسلام. إنهم يعارضون أي قطب و أية حنجرة توقظ الناس و الشعوب. يعارضون أية يد تشتبك مع الاستكبار، و تلك اليد هي يد الإسلام، و تلك الحنجرة هي حنجرة الإسلام، لذلك يعارضون الإسلام.
و أساليب التعاطي و العداء مع الإسلام متنوعة؛ هناك صنوف و أنواع. يجتمعون و يفكّرون و يجدون السبل للنفوذ و التغلغل من أجل توجيه الضربات و الأضرار. في السنين الأولى لانتصار الثورة الإسلامية اطلعنا على أن الكيان الصهيوني عيّن جماعة و أعطاها المال لتفكر بشأن الإسلام و التشيع و تدرس و تطالع. طيّب، لماذا هذه الدراسة و المطالعة؟ إنها من أجل أن ينظروا كيف يمكن إحباط هذا العامل العظيم و هذه الصحوة و اليقظة الإسلامية. و كيف يمكن الإضرار بالشعوب المسلمة التي صحت و أدركت أنها قوية و قادرة على العمل. اجتمعوا و أنفقوا الأموال. هذا الذي ذكرناها كان إحدى الحالات، و هناك العشرات من المراكز - نعلم ببعضها و نخمّن البعض الآخر - في أوربا و أمريكا و في الكيان الصهيوني، و في بعض البلدان التابعة و الخاضعة لأوامرهم، من أجل أن يروا ما هي السبل. و أنتم ترون بث الخلافات و إيجاد العنف و الإساءة لسمعة الإسلام و تجزئة البلدان الإسلامية، و الإيقاع بين الشعوب المسلمة، و الإيقاع بين المسلمين، مما جعلوه ضمن مهماتهم الضرورية. في يوم من الأيام قد تكون وسيلة ذلك بلاك ووتر (8) الأمريكية مثلاً، و الوسيلة في يوم آخر داعش العراقية أو السورية أو ما إلى ذلك. يبحثون و يجدون وسيلة لخلق الخلافات و النزاعات.
هذه تجاربنا، و هي أمور أدركها و علمها الشعب الإيراني عن كثب. حين نشدد كل هذا التشديد على قضية الاتحاد بين المذاهب الإسلامية، و بين الشيعة و السنة، و بين الشعوب الإسلامية، فليس هذا مجرد ألفاظ، إنما عرفنا الألم و الداء، و عرفنا العلاج، و قلوبنا تتحرق للأمة الإسلامية، لذلك نتابع هذه الأمور. هذا شيء معروف واضح للشعب الإيراني لكنه غير واضح بالنسبة للكثير من الشعوب. و الحج فرصة لنقل هذه التجارب و تداولها. طبعاً لهذه العملية معارضوها. الذين يرومون بقاء هذه الخلافات و النزاعات لا يريدون حصول هذه التبادلات و الاتصالات و نقل التجارب. بالتالي يجب العثور على سبيل.
من الأعمال المهمة في الحج، هي هذه الجوانب الشخصية و الفردية. حين نؤكد على الجوانب الاجتماعية للحج فيجب أن لا نغفل بذلك عن الجوانب الفردية كالتضرع و الخشوع و خشية الله و الدعاء. إنها فرصة جيدة، و لا يمكن أن يكون هناك مكان مثل المسجد الحرام، و لا مكان مثل مسجد النبي (ص). هذه فرصة توفرت لكم و تتوفر للحجاج. لا بدّ من درجة كبيرة من عدم التوفيق كي يترك بعض الأفراد هذا الشيء و يتوجّهون للأسواق، و عند هذا الدكان و ذاك الدكان. و قد قالوا إنهم منعوا التجول في الأسواق، و لكن تصلني بالتالي تقارير، و للأسف فإن بعض حجاجنا لا زالوا مبتلين بهذه التعاسة، يذهبون لهذا السوق عند صاحب هذا الدكان و عند ذاك التاجر - المرأة بشكل و الرجل بشكل - و يشترون بضائع رديئة بأسعار مضاعفة، و يشحنونها بالطائرة إلى طهران أو مدينة أخرى، هذا خطأ، هذا خطأ جداً. ينبغي أن يتفطن أبناء شعبنا إلى أن هذا عمل خاطئ. يمكن التبضّع من أي مكان، و يمكن التجول في الأسواق في كل مكان، و يمكن شراء البضائع من أي مكان، و يمكن إهدار الأموال بهذا الشكل في كل مكان - إنه إهدار للأموال بالتالي، و يمكن للمرء أن يهدر الأموال في أي مكان - و لكن اقصد العمل الذي لا يمكن القيام به في الأماكن الأخرى، و يمكن القيام به هناك. إنه النظر للكعبة، و الصلاة في المسجد الحرام، و تقبيل مواضع أقدام الرسول الأكرم (ص). الرسول الأكرم (ص) مشى و تكلم في هذه المدينة، و هذه الأجواء مليئة بأمواج صوت نبي الإسلام الكريم (ص)، أليس من المؤسف أن لا يتنفس الإنسان في هذه الأجواء؟! يمكن القيام بتلك الأعمال في كل مكان من العالم، فاقصد الأعمال التي لا يمكن القيام بها في الأماكن الأخرى، و إنما هي خاصة بالحج. هذه هي توصياتنا. نتمنى أن يوفقكم الله تعالى جميعاً لحجّ مقبول إن شاء الله. و نحن بدورنا نسألكم الدعاء.
و السّلام عليكم‌ و رحمة الله.‌

الهوامش:
1 - في بداية هذا اللقاء تحدث حجة الإسلام و المسلمين السيد علي قاضي عسكر (ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج و الزيارة) و السيد سعيد أوحدي (رئيس منظمة الحج و الزيارة) فرفعا تقريريهما عن الإعداد لحج هذه السنة.
2 - سورة البقرة، شطر من الآية 197 .
3 - سورة هود، شطر من الآية 3 .
4 - سورة الحج، شطر من الآية 27 .
5 - سورة إبراهيم، الآيتان 28 و 29 .
6 - سورة الأنفال، شطر من الآية 53 .
7 - سورة النساء، شطر من الآية 141 .
8 - من أكبر الشركات العسكرية الخصوصية التي تنفذ الكثير من المهمات الحساسة للبنتاغون و الـ C.I.A .

الجمعة، 21 أغسطس 2015

هادي العامري:الأمريكي (مستشار نظري) و سليماني (مستشار عملي)


قال مسؤول الحشد الشعبي المقاتل هادي العامري ان الأمريكي (مستشار نظري)، بينما سليماني (مستشار عملي)، معك في الميدان، بل وتجده امامك مبينا أن الأكراد لايريدون للعراقيين أن يدافعوا عن كركوك، ويحمونها من داعش، في الوقت الذي لم يستطع فيه الأكراد حمايتها، ولا حماية غيرها من المدن والمواقع التي سقطت بيد داعش جاء ذالك خلال لقاء اجرته معه مجلة كل الناس وتنشر وكالة نون الخبرية نص اللقاء....

عندما تتحدث عن الموقف والإلتزام والفروسية والبسالة والدفاع عن الأرض، يجب عليك أن تذكر المقاتل البطل هادي العامري. أما إذا تحدثت عن الرجال المعطرة حياتهم بالجهاد والكفاح والتصدي للدكتاتورية ومقارعة الطغاة، فيتوجب عليك أن تذكر أيضاً المجاهد الوطني هادي العامري.. ويقيناً أن الملايين من العراقيين يعرفون هذا الفارس الشجاع، فهو لايحتاج الى أكثر من ذكر إسمه المضيء، وكفى!
(كل الناس) كان لها موعد مع الذي غادر الوزارة والكرسي، وهجر النعيم والراحة والفخفخة والجاه والبيت والأهل والأولاد، وكل ملذات الدنيا، ليحمل البندقية على كتفه ويمضي الى حيث ساحات الوغى، مستجيباً لنداء المرجعية، وملبياً بشرف لنداء الواجب الوطني، ليقاتل جنباً الى جنب مع ولده (مهدي) ومع أفراد حمايته الشباب، ومع آلاف المقاتلين الذين كان بعضهم يتمنى أن يلتقي به مجرد لقاء.. هادي العامري تحدث بصراحته المعروفة، ووضع في حواره هذا النقاط على الحروف في وقت مهم وحساس وخطير، يحتاج فيه الناس الى قراءة الأحداث مكتوبة بحروف منقطة، وليست عارية من النقاط.

* قلت لأبي حسن: هل كانت الموصل مستهدفة لتحقيق هدف جزئي معين؟ ام أن هناك مشروعاً كاملاً تكون فيه الموصل نقطة الإنطلاق!
فقال أبو حسن:- لم تكن الموصل وحدها المستهدفة، إنما كان العراق كله مستهدفاً.. وقد بدأ التخطيط، ومن ثم التنفيذ منذ فترة، ليتواصل العمل بشكل مراحل متعددة ومتنوعة.. ولأن المشروع كبير، فقد كانت الإستعدادات له واسعة وطويلة، وحتماً فإن إحتلال الموصل لم يكن وليد الساعة التي تم فيها الإحتلال، إنما بدأ بإجهاد الجيش العراقي، وإستنزافه في الرمادي والفلوجة، ثم انتقل الى صفحة التحشيد الطائفي حيث كان لمنصات الإعتصام، وخيام الطائفية في الرمادي دور كبير في تنظيم وتحفيز الناس طائفياً، فكان الشباب السني يدخلون الى تنظيم داعش بالمجاميع، وكل ذلك يحصل جراء الخطاب الطائفي المتداول في تلك الخيام.. لقد مهد الإعتصام الى حصول الكارثة في الموصل بشكل واضح لا يقبل المناقشة والتأويل.
*طيب من المسؤول عن سقوط الموصل بيد إرهابيي داعش؟
- هي أسباب كثيرة وعديدة لهذا السقوط المؤلم.. بعضها ذكرتها في جوابي على السؤال السابق، وبعضها بات معروفاً للناس لا يحتاج الى القول والإفصاح، ولأني لا أريد أن أسبق نتائج التحقيق الرسمية حول إحتلال الموصل فأقول رأياً ربما يفهم خطأ من قبل الآخرين، سأكتفي بما ذكرت.. لكني أستطيع القول بأن هناك من مهد لهذا السقوط وسعى له، سواء أكان من قبل بعض السياسيين العراقيين، أم من قبل الدول الأجنبية! كما أن هناك أيضاً تقصيراً من قبل الجيش لايمكن التغاضي عنه. وبما إننا مازلنا في موضوع إحتلال الموصل، فإني أود أن أشير هنا الى أن ساحات الإعتصام قد ساهمت عبر الإتهامات التي وجهت الى الجيش والمؤسسة الأمنية في إضعاف معنويات القوات العسكرية، لذلك حصل الإنهيار الفظيع، وسقطت الموصل بيد أقذر خلق الله، فكانت النتيجة إن دفع العراقيون بشكل عام، والمواطنون الموصليون بشكل خاص ثمن هذا السقوط العسكري والسياسي للموصل.
*وكيف حصل التحول في الروح المعنوية، والقدرة القتالية أيضاً؟
- لقد حصل ذلك بسبب صلابة الموقف الشجاع للمقاومة الإسلامية.. ولا أخفي عليك فقد كانت المقاومة الإسلامية بمثابة الحجر الكبير الذي أوقف زحف الدواعش أولاً، وفي دحرهم، وتحرير المواقع من دنسهم أيضا. لقد بدأ التحول العراقي من الدفاع الى الهجوم بفضل الفتوى المباركة للسيد السيستاني، وإستجابة الناس لها، حيث راحت تنخرط في حشود شعبية هائلة، لتقاتل جنباً الى جنب مع المجاهدين في المقاومة الإسلامية، فكانت النتيجة هذه الإنتصارات الجبارة التي تحققت على تنظيم داعش الإرهابي في عشرات المدن، والأراضي العراقية. وسأقول لك بصراحة إن الإنهيار المعنوي الذي كان حاصلاً بين صفوف القوات العسكرية والأمنية قد وصل للأسف حتى لأفراد الشرطة في البصرة، وباقي المدن العراقية الأخرى. بينما اليوم، وبعد أن أصبح أبطال المقاومة الإسلامية ومقاتلو الحشد الشعبي في خندق قتالي واحد، صار أفراد الشرطة والجيش يتسابقون فيما بينهم لإحراز الشهادة. وفي حوزتي العديد من الأمثلة لمقاتلين من الجيش والشرطة أبلوا بلاء حسناً في ساحات القتال، بعد أن رأوا بأم أعينهم كيف يقاتل ويستبسل أخوانهم في المقاومة الإسلامية، وبقية الصفوف المقاتلة في الحشد الشعبي البطل. وطبعاً فإن هناك قلة قليلة من الجيش والشرطة لم تتمكن من الوصول الى المستوى المتقدم الذي وصل اليه الآخرون.
لم نعتد على أحد قط
*وماحكاية الإتهامات الموجهة لكم بحرق، ونهب المدن المحررة؟
- معاذ الله أن يرتكب الذين يضحون بحياتهم من أجل تحرير المدن العراقية مثل هذه الإعمال المخجلة.. ولا أعرف كيف يستطيع البعض إتهامنا بمثل هذه الأعمال، ونحن الذين ندفع دماءنا ثمناً لحريتهم؟! سأقول لك إننا خسرنا شباباً بعمر الورود، ملتزمين بقيم الدين الحنيف، وبأخلاق المجاهدين، كما خسرنا أيضاً شيوخاً أبطالاً، باعوا الدنيا بما فيها من أجل إرضاء الله، وحرية الوطن. ومن بين هؤلاء الشهداء الشجعان، سقط لنا من هو (يساوي) مدنية بأكملها، إذن..! عن أي مدن منهوبة يتحدث هؤلاء؟!
لقد كان مقاتلو الحشد الشعبي أمناء، ونزيهين بشكل مدهش، فوالله وجدت فيهم من يرفض الصلاة في بيوت محررة خوفاً من ان يكون صاحب البيت غير راض عن ذلك، فتفسد صلاته، وبعضهم قام عند تحرير مدينة ما بإسقاء الحيوانات العائدة لبعض أهالي هذه المدينة، لأن هذه الحيوانات بقيت عطشى، ولم يتم إرواؤها منذ فترة طويلة، بعد أن غادرها أصحابها بسبب دخول داعش.. وأزيدك من الشعر بيتاً أن أغلب مقاتلينا حافظوا على البيوت، وبما فيها، رغم أنهم كانوا يعلمون أن بعض أصحاب هذه البيوت داعشيون!!
ولو دققت في الفرق الأخلاقي والشرعي والوطني بين دخول الحشد الشعبي الى المدن، وبين إحتلال داعش لها، فستجد أن الفرق واسع جداً.. ومثال على ذلك، ان تنظيم داعش حين يحتل مدينة (سنية)، فسيقوم بتفجير أي بيت، قد يكون فيه شخص واحد متعاوناً مع الحكومة. بينما نحن نحافظ على بيوت، وممتلكات الناس جميعاً في المدينة التي نحررها مهما كان أصحابها. ولكي أكون دقيقاً فإني أود الأشارة الى أن ثمة إستثناءات تحدث هنا وهناك، خصوصاً في المدن المختلطة، فأنا لا أستطيع مثلاً أن أسيطر على مشاعر، وإنفعلات البعض من الشباب في هذه المدن المختلطة، ولا أقدر قطعاً أن أقف في وجه (الشيعي) الذي يدخل المدينة محرراً مع اخوته المجاهدين، ثم يجد أن بيته محروق، (وحسينيته) محروقة، ومحله كله ممسوح من الأرض، بينما يجد بيت جاره (السني)، وسيارته، وجامعه، ومحلاته سالمة، وهنا ستتحرك المشاعر الموجوعة، وتشتعل النار المخبوءة في الصدور، فيحدث ما يحدث..وأظن إن لا أحد يطلب مني وقتها ان أترك ساحة المعركة، وهي في آخر صفحات التطهير والملاحقة لمجرمي داعش، وفيها النيران العدوة مصوبة نحونا، بينما أمضي موجهاً سلاحي الى أخي ورفيقي في الجهاد والقتال لأمنعه من القيام برد فعل، لايمثل سوى حالة فردية واحدة، ربما، او أكثر بقليل..!!
وما طبلت له وسائل الإعلام المعادية في (بروانة) والضلوعية، وما وجهته لنا من إتهام، فأنا أقسم لكم أن جميعه كذب وإفتراء. لقد استقبلنا الناس في (الضلوعية) بالهتافات والهوسات استقبال المحررين الفاتحين، وثق أن بعض الشباب في الضلوعية قد وضعوا صورة هادي العامري (خلفية لموبايلاتهم) رداً على مواقفنا الأخلاقية تجاههم، وهذا يمثل برأيي تكريماً إنسانياً عفوياً لنا، لما قمنا به من عمل كبير عند تحريرنا مدينتهم.. لقد كان تعاملنا مع الناس، والممتلكات، والعقائد في مدينة الضلوعية مثالاً وأنموذجاً يقتدى به.. فهذا برأيي أحسن وأفضل نموذج للمصالحة الوطنية.. فالمصالحة الوطنية برأيي هي تلك التي تتم في لحظات الدفاع المشترك عن الأرض والعرض، وتتشكل المصالحة أيضاً حين تختلط الدماء العراقية بعضها البعض من أجل العراق.. إن الصورة الزاهية في الضلوعية لم يعرضها الإعلام المشبوه للناس كي يفرحوا بها، فمثلاً (قناة الشرقية) قلبت الصورة تماماً وأظهرت العكس!
نحن يا أخي العزيز من مدرسة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، ومن ينتمي لهذه المدرسة الإنسانية العظيمة، لايمكن أن يكون قاسياً على الآخر، فما بالك لو كان (الآخر) أخاً وشريكاً في الوطن والدين؟
*وما رأيكم بما سيكون عليه الحال في الميدان مستقبلاً؟
- النصر لنا مليون في المائة، ولا أشك لحظة واحدة بهذا النصر.. فبقوة الأيمان بالله، والحق، والوطن، وبصلابة مقاتلي الحشد الشعبي، وعزيمة الجيش والشرطة، ووحدتهم مع العشائر الوطنية الشريفة سيهزم داعش، ومن يقف خلف داعش، مهما كانت قوته، وتمويله.
*ما ردك على من يتهمكم بإناطة مهمة القيادة لقاسم سليماني؟
ضحك (أبو حسن) وقال: قاسم سليماني واحد من أسباب النصر على داعش، فالرجل مقتدر، وعقل ميداني كبير، له خبرة ستراتيجية طويلة في مواجهة إرهاب القاعدة وداعش، وله مساهمات ومشاركات عديدة في كوسوفو وافغانستان وسوريا وغيرها. هو الآن مستشار عسكري وأمني في العراق، جاء بإتفاقات حكومية بين العراق وإيران، وليست شخصية او مزاجية. للرجل بصمات واضحة في التخطيط والمساهمة في دحر داعش ليس في الأرض العراقية فحسب بل وفي الشام أيضاً. ولا أدري لماذا يتغاضى الجماعة عن عشرات المستشارين الأمنيين من الأمريكيين وغير الأمريكيين، ويغلقون الأبصار عنهم بينما نجدهم (مچلبين) بالحاج قاسم سليماني؟!
ثم لماذا يتوسلون بالأمريكي، وغير الأمريكي، ويقولون له: تعال حررنا من إحتلال داعش، بينما يرفضون سليماني المتطوع للدفاع عنهم، وعن العراق.. لقد جلست معه جلسات ميدانية حربية ووجدت أنه يملك خبرة وقدرة عسكرية وامنية ستراتيجية كبيرة.. سأضحكك وأقول ان البعض من أخوتنا يرفض، او يبتعد عن إلتقاط صورة مع سليماني، بينما أنا ألتقط الصور معه بثقة تامة، فهذا الرجل نذر حياته للدفاع عن الحق أينما كان، وجاء متطوعاً ليدافع عني، وعن بلدي، فلماذا اتحرج، او أتخوف من التقاط الصور التذكارية معه..؟!
وهنا اود أن أذكر معلومة مهمة هي ان الأمريكي (مستشار نظري)، بينما سليماني (مستشار عملي)، معك في الميدان، بل وتجده امامك..
كركوك عراقية رغم أنف الذي لا يريد ذلك
قلت لهادي العامري: وماذا عن مشكلتك مع الكرد بشأن كركوك؟
- قال: ليس لي معهم أية مشكلة.. ولا مع البيشمرگة، فقد سبق لي وأن كنت مقاتلاً في جبال كردستان بصحبة الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم، ونحن نتصدى سوية لنظام صدام الدكتاتوري. لكن الإختلاف في قضية كركوك يتعلق بإننا نرى هذه المدينة مثلما يراها العالم كله، ومثلما هي بالفعل: مدينة عراقية خالصة، بينما الأكراد يريدونها ان تكون مدينة كردية، رغماً عن أنف التاريخ والجغرافيا والحق والوقائع.. ولعل القضية الأخطر أن الأكراد لايريدون للعراقيين أن يدافعوا عن مدينتهم، ويحمونها من داعش، في الوقت الذي لم يستطع فيه الأكراد حمايتها، ولا حماية غيرها من المدن والمواقع التي سقطت بيد داعش، وهي التي كان رئيس الأقليم يتبجح بحمايتها والدفاع عنها، وأظن ان ثمة الكثير من الناس يعرفون هذه المدن المحتلة.. لقد إتصلت بالسيد رئيس الجمهورية، ومحافظ كركوك، وقلت لهما انا مستعد لأن آخذ معي قوة من الحشد الشعبي وأذهب للدفاع عن كركوك.. لقد قلت لهما ذلك فحسب، لأني لا آخذ الإذن من أحد فيما يتعلق بقضية الدفاع، أو التحرير لأي مدينة عراقية، سواء أكانت كركوك، أم البصرة! بل وحتى أربيل أيضاً، مع إحترامي لخصوصية كردستان..فكل هذه المدن عراقية أباً عن جد!!
كل أولادي يقاتلون معي
- قلت للفارس هادي العامري: وماذا عن اولادك؟
- فقال: كلهم يقاتلون معي..
- قلت له: وهل بينهم مهدي (الذي أعاد الطائرة من بيروت)؟
- فضحك وقال: هذا ليس بينهم فحسب، بل أشدهم شراسة في القتال ضد داعش، بالمناسبة فإن ولدي مهدي قد كان يقاتل في الشام دفاعاً عن مرقد العقيلة زينب، وبإمكانك ان تسأل عنه كل الذين قاتلوا معه هناك ليحكي لك عن فروسية وعراقية هذا الولد اما موضوع الطائرة الذي لا أريد الخوض في موضوعه مرة أخرى، فهو لم يكن كما عرض في وسائل الإعلام، وللحق فإن أباه كان المستهدف بالموضوع وليس هو، ولأسباب كثيرة، ليس مهماً ذكرها الآن.
لا أبكي على الشهيد!!
قبل أن أختتم الحديث مع البطل العامري، قلت له:
*هل تبكي على رأس شهيد من شهداء أبطال منظمتك الباسلة (بدر) حين يأتون به اليك مضرجاً بدمه.. وهو الذي كان يتناول الطعام معك قبل يوم او يومين؟
- رغم إن عواطفي جياشة، ومشاعري حساسة جداً، لكني لا أبكي على شهيد، فهو أولاً حي يرزق، وشهيد نال الشهادة من اجل الدين والوطن، أجره عند الله عظيم.. فضلاً عن إن البكاء امام المقاتلين قد يصيبهم بالإحباط خصوصاً الشباب.. رغم ثقتي العظيمة بهؤلاء المقاتلين.. لكني أعترف لك بأن دمعة انزلقت سراً على خدي عندما استشهد المقاتل البطل (أبو زهراء) رغماً عني، ورغماً عن إعتدادي وممانعتي.. فانا أولاً وأخيراً إنسان!!
حوار:فالح حسون الدراجي

ابو مهدي المهندس يوعد الدواعش بمفاجئة ويعتبر دور التحالف الدولي في العراق (صفر)


أكد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس، الخميس، ان الحديث عن سقوط بيجي بيد الدواعش غير صحيح، موضحاً ان بيجي ليست محوراً اساسيا ونخطط لمعركة اكبر منها وسنفاجئ بها العدو.


وقال المهندس في حديث لوكالة نون الخبرية، "نحن نقاتل في بيجي والصقلاوية وهي من المحاور المهمة كونها تربط بين ثلاث محافظات، نافياً الاخبار التي تفيد بسقوط بيجي بيد الدواعش موضحا ان بيجي ليست محوراً اساسيا لدينا ونخطط لمعركة اكبر من بيجي سنفاجئ بها العدو".

وعن دور التحالف الدولي اوضح المهندس ان لا دور للتحالف الدولي في التصدي لتنظيم داعش وبالنسبة لنا دورهم يساوي صفر".

كرار الاسدي
وكالة نون خاص

المرجع السيستاني يحمل الذين حكموا البلاد خلال السنوات الماضية مسؤولية ماآلت اليه الامور بالعراق

المرجع السيستاني يحمل الذين حكموا البلاد خلال السنوات الماضية مسؤولية ماآلت اليه الامور بالعراق

حمل المرجع الديني الاعلى اية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني الذين حكموا البلاد خلال السنوات الماضية مسؤولية ماآلت اليه الامور بالعراق بسبب تقاسمهم المناصب الحكومية،موضحا ان سوء استخدام السلطة ممن كان بيدهم الامر مكن تنظيم داعش الارهابي من السيطرة على قسم كبير من الاراضي العراقية والتي بسببها كانت دعوة المرجعية العليا للعراقيين الالتحاق بالقوات المسلحة من اجل الدفاع عن الارض والعرض والمقدسات.
واوضح المرجع السيستاني خلال رده على اسئلة الوكالة الفرنسية والتي تقوم وكالة نون الخبرية بنشرها كما وردت في الموقع الرسمي الخاص بالسيد السيستاني مانصه

أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية
وأجوبة مكتب سماحة السيد السيستاني (دام ظلّه) عليها


الى / مكتب سماحة المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني
تهديكم وكالة الصحافة الفرنسية أطيب تحياتها،

وتنقل اليكم رغبتها بطرح الاسئلة أدناه على مكتب سماحته او من ينتدبه مشكوراً، في اطار تقرير تعده عن الاصلاحات التي أقرتها الحكومة العراقية، ودور المرجعية العليا في التشديد على ضرورة مكافحة الفساد وتطوير مؤسسات الدولة والخدمات.

1- ما هي الأسباب التي دفعت سماحة السيد الى الدعوة حالياً بشكل صريح وصارم الى الاصلاح ؟

ج_1- إنّ المرجعية الدينية العليا طالما دعت الى مكافحة الفساد وإصلاح المؤسسات الحكومية وتحسين الخدمات العامة، وحذّرت أكثر من مرّة من عواقب التسويف في ذلك، ومنها في بيان صدر من مكتبها في شباط عام 2011م ورد فيه (إن المرجعية الدينية التي طالما أكدّت على المسؤولين ضرورة العمل على تحقيق مطالب الشعب المشروعة تحذّر من مغبّة الاستمرار على النهج الحالي في إدارة الدولة ومما يمكن ان ينجم عن عدم الاسراع في وضع حلول جذرية لمشاكل المواطنين التي صبروا عليها طويلاً).
وفي الاسابيع الاخيرة لما نفذ صبر كثير من العراقيين واحتجّوا على سوء اوضاع البلاد وطالبوا بإصلاحها، وجدت المرجعية الدينية انّ الوقت مؤاتٍ للدفع قوياً بهذا الاتجاه عبر التأكيد على المسؤولين – وفي مقدمتهم السيد رئيس مجلس الوزراء بصفته المسؤول التنفيذي الأول في البلد- بأن يتخذوا خطوات جادّة ومدروسة في سبيل مكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية.

2- هل يوجد تواصل مباشر بين سماحة السيد والسيد رئيس الوزراء حول هذه القضايا ؟ وهل طلب السيد رئيس الوزراء من سماحته تأييد خطواته ومباركتها ؟

ج- 2 منهج المرجعية الدينية العليا هو عدم الدخول في تفاصيل العملية الاصلاحية والاكتفاء ببيان الخطوط العامة لها على سبيل النصح والارشاد، كما ورد على لسان ممثليها في خطب الجمعة في كربلاء المقدسة، وهي تأمل ان يوفّق المسؤولون في القيام بهذه المهمّة الصعبة ويتّخذوا قرارات جريئة تكون مقنعة للشعب العراقي، وستؤيدها المرجعية عندئذ بكل تأكيد.

3- ما هي الرسالة التي يرغب سماحة السيد في ايصالها عبر الدعوة للاصلاح، وانتقاد عدم تجاوب السياسيين في مراحل سابقة مع دعواته المتكررة لذلك؟

ج-3 3- من المعروف ان المرجعية الدينية العليا قد دعت مبكراً بعد سقوط النظام السابق الى إجراء الانتخابات العامّة لتمكين الشعب العراقي من اختيار ممثليه في مجلس النواب، ومن ثم تشكيل حكومة وطنية تقوم بواجباتها في توفير الأمن والخدمات وتسير بالبلاد نحو الرقي والتقدّم، وكانت المرجعية تأمل ان تقوم الطبقة السياسية التي وصلت الى السلطة عبر صناديق الانتخاب بإدارة البلد بصورة صحيحة ولا تحدث مشاكل كبيرة بحيث تضطر المرجعية الى التدخل لحلّها او للتخفيف من تبعاتها، ولكن – للاسف الشديد- جرت الأمور بغير ذلك، وقد تسبّب سوء الإدارة – بالإضافة الى عوامل داخلية وخارجية أخرى- في الوصول بالبلد الى هذه الاوضاع المزرية التي تنذر بخطرٍ جسيم.
وسبق أن أكدّت المرجعية في بيان صدر من مكتبها في نيسان عام 2006م على انّها لن تداهن احداً فيما يمس المصالح العامّة للشعب العراقي وستشير الى مكامن الخلل في الأداء الحكومي كلّما اقتضت الضرورة ذلك، وسيبقى صوتها مع اصوات المظلومين والمحرومين من ابناء هذا الشعب أينما كانوا بلا فرق بين انتماءاتهم وطوائفهم وأعراقهم.
ومن هذا المنطلق جاء تأكيد المرجعية الدينية – في هذه الايام- على ضرورة الاسراع في الخطوات الاصلاحية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

4- هل يعتبر سماحة السيد ان الدعوة الى مكافحة الفساد واصلاح مؤسسات الدولة، توازي بأهميتها نداءه الى الشعب العراقي في حزيران / يونيو 2014 لقتال تنظيم داعش ؟

ج-4 من المؤكد انّه لولا استشراء الفساد في مختلف مؤسسات الدولة ولا سيّما المؤسسة الامنية، ولولا سوء استخدام السلطة ممن كان بيدهم الأمر لما تمكّن تنظيم داعش الارهابي من السيطرة على قسم كبير من الاراضي العراقية، ولما كانت هناك حاجة الى دعوة المرجعية العليا للعراقيين الى الالتحاق بالقوّات المسلحة للدفاع عن الارض والعِرض والمقدّسات.
واليوم اذا لم يتحقق الاصلاح الحقيقي من خلال مكافحة الفساد بلا هوادة وتحقيق العدالة الاجتماعية على مختلف الاصعدة فإن من المتوقع ان تسوء الاوضاع ازيد من ذي قبل، وربما تنجرّ الى ما لا يتمناه أي عراقي محبّ لوطنه من التقسيم ونحوه لا سمح الله.
وهنا تكمن الأهمية القصوى للدعوة الى الاسراع في الاصلاح التي أكدّت عليها المرجعية الدينية العليا.

5- برأيكم، ما هي الأسباب ومن يتحمل مسؤولية وصول العراق الى هذه المرحلة من الفساد وترهل مؤسسات الدولة ومستوى الخدمات العامة ؟

ج5- ان السياسيين الذي حكموا البلاد خلال السنوات الماضية يتحملّون معظم المسؤولية عمّا آلت إليه الامور، فإنّ كثيراً منهم لم يراعوا المصالح العامّة للشعب العراقي بل اهتموا بمصالحهم الشخصية والفئوية والطائفية والعرقية، فتقاسموا المواقع والمناصب الحكومية وفقاً لذلك لا على أساس الكفاءة والنزاهة والعدالة، ومارسوا الفساد المالي وسمحوا باستشرائه في المؤسسات الحكومية على نطاق واسع، فأدّى ذلك كله – بالإضافة الى غياب الخطط الصحيحة لإدارة البلد وأسباب اخرى- الى ما نشاهده اليوم من سوء الاوضاع الاقتصادية وتردّي الخدمات العامة.

وكالة نون خاص


الموضوع في صور

المرجعية الدينية العليا تشدد على ضرورة الاسراع لمحاسبة كبار الفاسدين من سُرّاق المال العام

المرجعية الدينية العليا تشدد على ضرورة الاسراع لمحاسبة كبار الفاسدين من سُرّاق المال العام

دعا المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني مسؤولي السلطات الثلاث (التشريعية والقضائية والتنفيذية) الى المضي قدما في إجراء الاصلاحات الضرورية بالبلاد والاسراع لمحاسبة كبار الفاسدين من سُرّاق المال العام،محذرا بالوقت نفسه ان تُنسينا معركة الاصلاحات هذه عن المعركة المصيرية التي يخوضها ابناء قواتنا المسلحة ومعهم المتطوعين ضد الدواعش،داعيا الى دعمهم تسليحاً وتدريباً وتنظيماً وتمويلا.

وقال ممثل المرجع السيستاني وخطيب جمعة الصحن الحسيني الشريف السيد احمد الصافي خلال الخطبة الثانية اليوم الجمعة 5/ذي القعدة/1436هـ الموافق 21/8/2015م ما نصه "تتواصل المعارك الضارية التي يخوضها أعزاءنا في القوات المسلحة ومن معهم من المتطوعين الابطال وابناء العشائر الغيارى في مختلف الجبهات مع عناصر تنظيم داعش الارهابي،مبينا ان المعركة مع هؤلاء الارهابيين تمثّل اشرف المعارك واحقّها لأنها تجري دفاعاً عن وجودنا ومستقبلنا كشعب وعن عزتنا وكرامتنا ومقدساتنا "

واضاف الصافي "لقد تابع الجميع ما جرى ويجري في المناطق التي سيطر عليها الارهابيون من اعمال وحشية لا تمت الى الانسانية بصلة من استرقاق النساء واغتصابهن وقتل الابرياء بأبشع الصور وأفظعها وتشريد مئات الالاف من المواطنين وهدم وازالة الكثير من شواهد الحضارة العراقية العريقة فالمعركة مع الارهابيين الدواعش هي معركة مصيرية بكل ما لهذه الكلمة من معنى.،وان ابنائنا الميامين الذين يستبسلون في جبهات القتال انما يقومون بالمهمة الاصعب والاسمى في هذه المعركة وعلى الاخرين حكومة وشعباً ان يقدّموا كل ما باستطاعتهم في سبيل اسناد المقاتلين ودعمهم وتقوية عزائمهم وتعزيز معنوياتهم ورعاية عوائلهم.مشيرا ان ما ننعم به من امن واستقرار في مدننا ومناطقنا انما هو نتيجة جهود وتضحيات هؤلاء الابطال فلا ينبغي ان تُنسينا معركة الاصلاحات عن المعركة التي يخوضها هؤلاء الاعزّة بدمائهم وارواحهم بل ينبغي ان يكون دعمهم تسليحاً وتدريباً وتنظيماً وتمويلا ً من أهم ما يدعو اليه المطالبون بالإصلاح اينما كانوا "

واعتبر السيد احمد الصافي خلال خطبته الثانية من الصحن الحسيني الشريف وحضرتها وكالة نون الخبرية ان معركة الاصلاحات التي نخوضها في هذه الأيام هي ايضاً معركة مصيرية تحدّد مستبقلنا ومستقبل بلدنا ولا خيار لنا شعباً وحكومة الا الانتصار فيها، ولكنه يحتاج الى صبر وأناة وتظافر جهود كل المخلصين من أبناء هذا الشعب،فبعد سنوات طويلة من تفاقم الفساد وتجذّره وتشعبه وترهل الجهاز الاداري للدولة وغير ذلك من اوجه الفساد سواء على مستوى الاشخاص او النظام العام للدولة لا يمكن الوصول الى الاصلاح المنشود في ايام قلائل ولكن في الوقت نفسه لابد من عدم التواني في القيام بإجراءات حقيقية وصارمة بهذا الاتجاه "

وجدد ممثل المرجع السيستاني تاكيده مرة اخرى على ضرورة العمل لإصلاح الجهاز القضائي للقيام بمهامه على الوجه الصحيح واننا لا نريد الاستغراق في بيان أوجه الفساد والتقصير في عمل هذا الجهاز المهم خلال السنوات الماضية ولكن نشير الى ان ما يلاحظ من تكاثر الفاسدين من لصوص المال العام وعصابات الخطف والابتزاز وشيوع ثقافة الرشاوى في كافة مفاصل الدولة والمجتمع هو من نتائج تخلّف الكثير من المسؤولين في هذا الجهاز عن القيام بأداء واجباتهم القانونية.

كما وجددت المرجعية العليا تاكيدها على ان الخطوات الاصلاحية يجب ان تتم وفق الاجراءات القانونية حتى لا يبقى مجال للمتضررين منها الى التقدّم بشكاوى الى المحاكم لإبطالها بذريعة مخالفتها للدستور او القانون فتتحول هذه الخطوات الى حبر على ورق،موضحا ان من الخطوات الاصلاحية ما يتطلب تعديلاً قانونياً او تشريع قانون جديد فمن الضروري ان تقوم الحكومة بتقديم مشاريع لهذا الغرض الى مجلس النواب ليتم اقرارها فلا يبقى منفذ الى التراجع عنها لاحقاً "

واكد السيد احمد الصافي على انه ليس للمسؤولين في السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية ليس لهم خيار سوى المضي قدما ً في إجراء الاصلاحات الضرورية ولابد من الاسراع في القيام بالخطوات اللازمة لمحاسبة كبار الفاسدين من سُرّاق المال العام،ولابد من دعم المكلّفين بأداء هذه المهمة وحمايتهم من ان يمسّهم سوء من قبل اولئك الفاسدين واتباعهم،

وختم الصافي حديثه بقوله "اخذ الله تعالى بأيدي الخيرين المخلصين الى ما فيه الصلاح بحق محمد وآله الاطهار "..
وكالة نون خاص

المرجعية تعلنها حرباً.:معركة الاصلاحات مصطلح جديد يزين ساحتنا السياسية


بقلم: جسام محمد السعيدي

مرة أخرى تقود المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف زمام التغيير الايجابي في العراق، وتحافظ على ريادتها فيه، وتنقذ البلاد والعباد من أعدائهما في الداخل والخارج، وتخيب آمال الكثير من دعاة الحكم الديني، والعلماني الذين لم يعوا منهجها منذ البداية، فظنها العلمانوين أنها تريد حكماً دينياً، وطنها الاسلاميون أنها ستترك الساحة للعلمانيين بارجاع أخطاء الماضي الى المربع الأول.

لم يدري العلمانيون ان المرجعية تريد منذ مطلع القرن العشرين، وليس الآن، قبل أن يولد آباء أكثرهم، وعند اندلاع ثورة العراق الكبرى عام 1920م، تريد دولة مدنية تحترم الدين ولا تخالف ثوابت أحكامه..

لا تريد المرجعية – مع غياب المعصوم - دولة دينية فتلصق بسببها أخطاء الساسة بالدين، ظنا من عوام الناس ان الخلل فيه وليس فيهم..

ولا تريدها علمانية فتشوه أخطاء البشر وأحكامهم القاصرة دين الله، فيقع الظلم والتقصير ويحل غضب الرب على عباده..

تريدها دولة من نظام ثالث لم يولد في العالم بعد، واختارت العراق ساحته الأولى لتكون له الريادة كما كانت في الحضارة والتدين والصناعة والزراعة والأدب واللغة وووو...

أرداتها المرجعية دولة مدنية يحكمها التكنوقراط كلاً باختصاصه، وزير الصحة طبيب يجيد فن الادارة، ووزير الصناعة مهندس يجيد فن الادارة، ووزير العلوم والتكنولوجيا مخترع يجيد فن الادارة، ووزير الوقف الشيعي رجل دين يفهم أحكام الفقه وأصوله وفقاً للمذهب الجعفري، وهكذا للوقفين السني والأديان الأخرى كلاً حسب اختصاصه وفقهه، والكل متعايش مع الآخر بسلام ومحبة، والقاضي في الأحكام الجنائية فقيه والجزائية محامٍ وووو...

المرجعية لا تريد الدولة العلمانية لأنها تريد من الاداري الذي يجهل احكام الدين قيادة كل مفاصل الدولة حتى الدينية منها في الآوقاف والقضاء والأحكام المدنية والجزائية، فيقع المحذور فيها وتخلق المشاكل الاجتماعية وما اكثرها، وليس أقلها زواج المطلقات من خلال المحاكم فقط، حيث يكون باطلاً فيحرم زوجها عليها مؤبداً ويصبح ابنائه من وطئ شبهة، وأيضا إدارة الأوقاف الشيعية بأحكام الفقه السني أو العكس، مما يخلق مشاكل طائفية ومالية لها أول وليس لها آخر.، وما زلنا ندفع ثمنها، واحكام الارث والديات والقضاء الأعوج الذي لم يقض على الجريمة والخطأ، الأمر الذي يسمح ببقاء العرف العشائري لحل النزاعات بديلاً للشرع المغيب بغباء القيادات العلمانية، رغم أنه يساعدها في البقاء وتقوية نفوذها لو سمحت للدين باخذ دوره المهني المناط به، وبالتالي الغاء سلطة العشائر في حل النزاعات وغيرها، والمساعدة في بناء دولة مؤسسات.

والمرجعية لا تريد الدولة الدينية لأنها تريد من رجل الدين او من ينصبه رجل الدين الذي يجهل كل شيء في الوزرات غير الدينية قيادة هذه الوزارات، وبالتالي تخريبها، والصاق الجهل بالدين، رغم ان الدين كامل لكن بعض رجاله ممن يتدخلون فيما لا يعنيهم هم الجهلة.

آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني قبل دقائق يصف ما قامت به المرجعية في الاسابيع الأربعة يؤازرها الشعب العراقي، يصفها بـ (معركة الاصلاحات)، ويدعو الحكومة والشعب إلى عدم الانشغال بها عن معركتنا مع داعش.
الملفت في النظر في هذه الخطبة وحسب خبرتي لحوالي 12 في تحليل خطبها، النقاط التالية:
1. المرجعية تضع الحكومة في زاوية حرجة وتذكرهم بأن لا خيار في معركة الاصلاحات إلا المضي بها حتى تحقيق كامل أهدافها، فقالت (ليس للمسؤولين في السلطات الثلاث خيار سوى المضي قدما في الإصلاحات الضرورية) يعني بلغة أخرى، أما تمضون بها وتنجحون أو....
2. المرجعية تدعو الشعب والحكومة لعدم نسيان معركتنا مع داعش وتؤكد وليس للمرة الأولى أنها معركة وجود، ونحن فيها إما منتصرون أو منتصرون.
3. المرجعية تدعو العبادي للمرة الثالثة الى صفحة من الاصلاحات من بينها، "بعض الخطوات الإصلاحية تتطلب تعديلا وتشريعا جديدا"، داعيا الحكومة الى "تقديم طلب للبرلمان من أجل تشريعها وتعديلها"، وأكدت المرجعية على اصدار قرارات تصاغ بشكل قانوني غير مخالف للدستور تضع الأمور في نصابها في محاسبة ما وصفتهم المرجعية بـ (كبار السراق والمفسدين) حتى لا تترك مجالاً لهؤلاء بالالتفاف على هذه القرارات وتفرغها من محتواها، فقالت على لسان ممثلها السيد أحمد الصافي اليوم 21آب2015م (لابد من التركيز على ان الخطوات الاصلاحية يجب ان تتم وفقا للإجراءات القانونية حتى لا يبقى مجال للمتضررين من التقدم بالشكاوى لإبطالها بذريعة مخالفتها الدستور والقانون فتتحول هذه الخطوات الى حبر على ورق)و وواضح أن هذه الدعوة مقصودة بشأن مسالة الشخصيات التي بدأت تحاول التملص من تبعات تقرير احتلال الموصل، فضلا عن تقارير الفساد التي بدأت تصل تباعاً لمجلس الوزراء.

4. المرجعية تستمر في تأكيدها وخطابها على اللغة الوطنية غير الدينية عند الحديث عن خطر داعش والفساد الاداري فتستخدم عبارات مثل (معركة الاصلاحات، وجودنا، مستقبلنا، شواهد حضارتنا العراقية العريقة، حياة مواطنينا...الخ).

5. المرجعية تنسب المعركة لنفسها وهذا خطاب جديد، أي ان حربها ضد الفساد قد استُكملت أسبابه، وهي حربها هي شخصياً والشعب معها، والتي اُعلنت شرارتها في خطبة الجمعة قبل أربع أسابيع وقبل ساعات من أول تظاهرة في ساحة التحرير، وحسب اطلاعنا فإن المرجعية الدينية لا تدخل حرباً اصلاحية او عسكرية الا وقد تأكدت من وجود ادواتهما وكونها تحتمل النصر فيهما وتحقيق الأهداف بنسبة لا تقل عن 80%.

6. استخدام عبارات ذات لهجة صارمة تدل على ان المرجعية تريد ايصال رسالة للسياسيين بأنها تعني ما تقول ولن يسلم من طوفان تغييرها أحد.
7. المرجعية وللمرة الثانية توجه المتظاهرين ببعض ما عليهم طرحه في التظاهرات ليكونوا عوناً لها وسندا لتحقيق مطالبهم التي لن تتحقق بصورة كاملة بالتظاهرات فقط دون ضغط المرجعية، والعكس صحيح.

8. لفتت الى أن "معركة الاصلاحات التي نخوضها في هذه الايام هي ايضا معركة مصيرية تحدد مستقبل بلدنا"، مشددة "لا خيار لنا الا الانتصار فيها".

9. شددت على كبار المسؤولين وهو يرد على من يقول بأن البعض يريد التملص من التقصير فقالت "ضرورة الاسراع بالقيام بالخطوات اللازمة لمحاسبة كبار الفاسدين من سراق المال العام"، مؤكدة على ضرورة حماية القضاة والمدعين والجهاز الأمني الذي ينفذ، فقالت "يجب دعم المكلفين بهذه المهمة وحمايتهم من احتمال تعرضهم لأي اذى وتهديدات من قبل هؤلاء الفاسدين وأتباعهم".

10. دعت الناس لأعطاء الفرصة لتنفيذ ما صدر والمراقبة فقالت ان الاصلاح "انما يحتاج الى صبر وتضافر الجهود كل المخلصين من ابناء هذا الشعب"، مؤكدا "لا يمكن الوصول الى الاصلاح المنشود بايام قلائل".

11. جددت دعوة الحكومة الى "اصلاح الجهاز القضائي، بعد تكاثر الفاسدين من لصوص المال العام، وشيوع ثقافة الابتزاز والرشاوى في كافة مفاصل الدولة والمجتمع"، مشيراً إلى "تخلف الكثير من المسؤولين في هذا الجهاز عن اداء واجباتهم القانونية".

الخميس، 20 أغسطس 2015

قاموس النور2:يتضمن البرنامج أكثر 200 مجلد ضمن 40 عنواناً من كتب اللغة والمعاجم بالعربية والفارسية، مع معاجم لفظية وقرآنية وروائية وفقهية وطبية وغير ذلك، مضافاً إلى إمكانيات بحث قوية..

بسم الله الرحمن الرحيم

يعلن 
موقع يا حسين عن نشر البرنامج رقم 57 من سلسلة البرامج والموسوعات الشيعية تحت عنوان : قاموس النور2


قاموس النور2:يتضمن البرنامج أكثر 200 مجلد ضمن 40 عنواناً من كتب اللغة والمعاجم بالعربية والفارسية، مع معاجم لفظية وقرآنية وروائية وفقهية وطبية وغير ذلك، مضافاً إلى إمكانيات بحث قوية..
حجم البرنامج : 366 ميغابايت 
(يفضل تحميله عبر البرامج التي تتيح استكمال التحميل عند انقطاع الانترنت ويمكن تحميل أحدهابالضغط هنا ) 

ملاحظة: بعد تشغيل البرنامج للمرة الاولى تظهر تعرض طرق تسجيل البرنامج، يتم الضغط على (إلغاء) ثم (موافق) كما يظهر في الصور المدرجة فيعمل البرنامج لمدة خمسة أيام، وبعدها تظهر الرسالة من جديد وبنفس الطريقة يعمل لخمسة أيام وأخرى، وهكذا كل خمسة أيام.


مساهمتكم في نشر هذا الموضوع تفتح الباب أمام الراغبين بالاستفادة من هذه البرمجياتوالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بصراحة انا لا اثق بالعبادي وشخصيته الضعيفة ولكني



اخواني الاعزاء
بصراحة
انا لا اثق بالعبادي وشخصيته الضعيفة ولكني رغم ذلك ادعم اصلاحاته الخجولة والمتأخرة ولكني اعتقد ايضا ان قدرة اللصوص على الالتفاف اكبر من حجم سياسة العبادي لانه جاء بتوافق اللصوص ومفاتيح وجوده وبقائه في الحكومة بيدهم اما قضية دعم المرجعية والمتظاهرين فهي اعلانات ليست مفيدة في هذه الايام لان المرجعية والجماهير لايثقون بمثل هؤلاء الناس وهم لايدعمون الا مايكون وليس ماسيكون لذا نريد خطوات عملية مثل الاقالة والاحالة وتدخل الجيش العراقي الوطني والقضاء في حالة رفض البعض تنفيذ تلك الاصلاحات ومصادرة اموال المسؤولين والتي تزايدت بشكل فاحش بعد 2003 وانا على علم وكذلك الجماهير ان اموال صدام الى الان لم تصادر لابل ريعها يعود الى رغد واتباعها من اذناب البعث.
اخي السيد العبادي ان مايجعلني اكثر ثقة بك هو تنفيذ القرارات لا اعلانها ومحاكمة المفسدين لاتحذيرهم وكذلك اقالة زيباري والجعفري لانهم مشمولون بالاصلاح وليس لديهم حصانة فالغرف المظلمة والتي جائت بك الى الحكم لم تعد تجدي نفعا فبادر واعتمد على تاييد الناس والمرجعية ولاتتخلى عن قسمك والا فسيطيح الشعب بكم وسنعود الى مجلس الحكم مع لصوص جدد لان ثقافة الشعب مولدة للصوص وليس لمكافحتهم


الشيخ فلاح. القريشي

الأربعاء، 19 أغسطس 2015

كيف نبني المجتمع؟

كيف نبني المجتمع؟
التـّواصل الاجتماعيّ
كما شدّد الإسلام على أهمّيّة التّواصل مع الأصحاب والأصدقاء، وعلى حسن العلاقة مع الجيران والأرحام، وعلى برِّ الوالدين، شدّد أيضاً على العلاقات الحسنة مع المحيط الاجتماعي بشكل عامّ. فهذا المحيط له حقّ علينا كما أنّ لنا حقاً عليه. وعلى الإنسان المؤمن أن يهتمّ لأمر مجتمعه لأنّه جزء منه. فهو مع باقي أفراد المجتمع عبارة عن جسم واحد، وأيّ خلل يقع على المجتمع سيشتكي منه باقي أفراد الأمّة. ولذلك نجد توصيات كثيرة في القرآن الكريم وفي كلمات العترة الطّاهرة حول هذا الموضوع. يقول تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون1
فالإصلاح والتزام التّقوى من أهمّ العوامل التي تقوّي أواصر المجتمع الإسلاميّ وتبقيه متماسكاً. ويقول تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ2 ، فاتّحاد واعتصام المجتمع المسلم بمبدأ واحد من أهمّ أسباب المنعة والقوّة.

ويقول رسول الله: "من أصبح لا يهتمّ بأمور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم"3.
ويقول أيضاً: "الخلق عيال الله فأحبّ الخلق إلى الله من نفع عيال الله وأدخل على أهل بيت سروراً"4.
وعن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله يقول: "المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد، إن اشتكى شيئاً منه وجد ألم ذلك في سائر جسده، وأرواحهما من روح واحدة، وإنّ روح المؤمن لأشدّ اتّصالاً بروح الله من اتّصال شعاع الشّمس بها"5

إستنتاج

-لا تقتصر الضوابط على علاقة الإنسان بأصدقائه وجيرانه وأرحامه، بل تتعدّاها إلى كامل المحيط الإجتماعي الذي يعيش فيه.
-الإسلام أبدى اهتماماً شديداً بالتواصل الاجتماعي،ودعا إلى أن يكون المجتمع الإسلاميّ كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت باقي الأعضاء له بالسهر والحمى.

مبادئ في التـّواصل

قدّم الإسلام منهجاً حياتيّاً متكاملاً لمن أراد إقامة رابطة متينة وسليمة مع محيطه الاجتماعيّ. هذا المنهج يندرج تحت قاعدة عامّة مفادها: "كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته". وأوّل بنود هذا المنهج: التّقوى. فالتّقوى مصدر كلّ خير وصلاح. وهي درع يقي كلّ مجتمع من التفرّق والتفسّخ والضّعف.

أمّا باقي البنود فهي على الشّكل التّالي

2ـ التّعاون مع الآخرين ومساعدتهم: عملاً بقوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ6.
3ـ الإحسان إليهم بما أمكن: عملاً بقوله تعالى: ﴿وَاعْبُدُواْ اللهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم7.
4ـ النّصرة: يقول تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ...8.
5ـ أداء الأمانة: يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا9.
6ـ المساعدة والبذل للمحتاجين: يقول تعالى: ﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُوم10.
7ـ عدم الاعتداء على حقوق الآخرين: يقول تعالى: ﴿وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ11.
8 ـ عدم بخس النّاس حقوقهم: يقول تعالى: ﴿وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ 12.
10ـ عدم السّخرية منهم: يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ13.

ونضيف إلى ما سبق ما ورد عن الإمام زين العابدين: "وأما حقّ أهل ملّتك عامّة: فإضمار السّلامة، ونشر جناح الرّحمة، والرفق بمسيئهم، وتألّفهم، واستصلاحهم، وشكر محسنهم إلى نفسه وإليك، فإنّ إحسانه إلى نفسه إحسانه إليك إذا كفّ عنك أذاه وكفاك مؤونته، وحبس عنك نفسه، فعمّهم جميعاً بدعوتك، وانصرهم جميعاً بنصرتك، وأنزلهم جميعاً منك منازلهم، كبيرهم بمنزلة الوالد، وصغيرهم بمنزلة الولد، وأوسطهم بمنزلة الأخ، فمن أتاك تعاهدته بلطف ورحمة، وصل أخاك بما يجب للأخ على أخيه"14.

إستنتاج

مبادئ التواصل الاجتماعيّ في الإسلام تندرج تحت قاعدة عامّة مفادها كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته، ومن بنود التواصل الاجتماعيّ الأساسيّة: التقوى والتعاون والإحسان والنصرة.

عوائق أمام التـّواصل

يُعتبر سوء الخلق باباً لكلّ شرّ في أيّ محيط اجتماعيّ. فهو يفسد العلاقة بين الإخوة، ويشحن الصّدور، ويحجب رحمة الله؛ لأنّ الله عزّ وجلّ توعّد سيّئي الخلق بالعذاب. ومن أبرز مظاهر سوء الخلق اللّسان البذيء، ويلحق به المعاملة السيّئة، وسوء الظنّ بالنّاس والتّسرّع في الحكم عليهم والتعرّض لأعراضهم.

ويعتبر الكذب أيضاً من أهمّ العوامل التي تشيع الفرقة بين النّاس في المجتمع الواحد، حيث تنعدم الثقة بينهم، ويلحق بالكذب الخلف بالوعد، والغيبة والبهتان، وإشاعة الفاحشة..

إستنتاج: أهمّ عوائق التواصل الاجتماعي سوء الخلق، وأبرز مظاهر سوء الخلق اللسان البذئ والكذب وسوء الظن.

*'طريق المعارف, سلسلة المعارف الإسلامية , نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

1-الحجرات: 10.
2- آل عمران: 103.
3- الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 164.
4- م. ن.
5- الكافي، ص 166.
6- المائدة: 2.
7- النساء: 36.
8- الأنفال: 72.
9- النساء: 58.
10- الذاريات: 19.
11- البقرة: 190.
12- الأعراف: 58.
13-الحجرات: 11.
14-تحف العقول، الحراني، ص 271.

آفات اللسان (1) - الكذب، الغيبة، البهتان

آفات اللسان (1) - الكذب، الغيبة، البهتان
أهميّة حفظ اللسان:

قال تعالى: ﴿إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ1، في هذه الآية تذكيرٌ للمؤمنين برقابة الله تعالى، التي لا تتركه لحظةً من اللحظات، حتَّى لو تركته الملائكة، فالرقابة المباشرة وبالواسطة لا تغفل عنه في حال من الأحوال، حتَّى فيما يصدر عنه من أقوال وما يخرج من فمه من كلمات، كلّ قول محسوب له أو عليه، وكلّ كلمة مرصودة في سجلّ أعماله، يسجّله المَلَكَان في الدنيا، ويوم القيامة ينكشف الحساب والجزاء.

وفي روايةٍ عن الإمام الصادق عليه السلام: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ، قال الراوي: عندما قرأ الإمام الآية فتنفّس الصعداء، ثم بكى حتَّى خضّبت دموعه لحيته، وقال: "يا إسحاق، إنّ الله تبارك وتعالى إنّما نادى الملائكة أن يغيبوا عن المؤمنين إذ التقيا إجلالاً لهما، فإذا كانت الملائكة لا تكتب لفظهما، ولا تعرف كلامهما، فقد عرفه الحافظ عليه، عالِم السرّ وأخفى. يا إسحاق، فخفِ الله كأنّك تراه، فإن كنت لا تراه فإنّه يراك، فإن كنت ترى أنّه لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلم أنّه يراك، ثمّ استترت عن المخلوقين بالمعاصي، وبرزت له بها، فقد جعلته في حدّ أهون الناظرين إليك"2.
اللسان من أعظم النعم الإلهية على العبد، فإنّه - مع صغر حجمه ودقّة صنعه - عظيم الفائدة؛ إذ لا يستبين في الأغلب الكفر والإيمان إلا بشهادة اللسان.

اللسان لسانان: لسان خير ولسان شر.

1. لسان الخير: هو الذي ينطق بالخير، ويلهج بذكر الله تعالى، ويذكر نِعَم الله عليه، ولا ينطق إلا بالحكمة والموعظة الحسنة.

2. لسان الشرّ: وهو لسان الشيطان، الذي لا ينطق إلا بما يمليه عليه شيطانه، من سبّ، وقدحٍ، وغيبةٍ، وبهتانٍ، ونميمةٍ، ونشر الفتن والأحقاد والضغائن.

ولا بدّ من الالتفات إلى أن أعصى الأعضاء على الإنسان اللسان؛ فإنّه لا تعب في إطلاقه، ولا مؤونة في تحريكه، وقد يتساهل الخلق في الاحتراز عن آفاته، والحذر من مصائده وحبائله، وأنّه أعظم آلة للشيطان في استغواء الإنسان، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله، أوصني، قال: "احفظ لسانك، قال: يا رسول الله، أوصني، قال صلى الله عليه واله: احفظ لسانك، قال: يا رسول الله، أوصني، قال صلى الله عليه واله: احفظ لسان، ويحك، وهل يكبّ الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم"3، وعن الإمام الصادق عليه السلام: "من خاف الناس لسانه فهو في النار"4.

وفي المقابل تكمن النجاة في أمرٍ واحد، وهو حفظ اللسان، كما ورد في الحديث عن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله: "نجاة المؤمن حفظ لسانه"5.

وفيما يلي سوف نشرع في بيان بعض آفات اللسان.

الكذب: 


الكذب: هو الإخبار عن الشيء بخلاف الواقع، وليس الإخبار مقصوراً على القول، بل قد يكون بالفعل، كالإشارة باليد، أو هزّ الرأس، وقد يكون بالسكوت.

والكذب من علامات المنافق، ومن أسباب نزع الثقة من الكاذب، والنظر إليه بعين الخيانة، وهو دليل ضعة النفس، والكذّاب يقلّب الحقائق، وأخطر أنواعه ما يرتبط بالدين وشريعة سيّد المرسلين. وفي روايات أهل البيت عليهم السلام وُصِف الكذب بأنّه نوع من الخيانة، التي من الممكن أن تقود للوقوع في موبقات أخرى، كالسرقة والغشّ مثلاً، روي عن النبي صلى الله عليه واله أنّه قال: "كبرت خيانة أن تحدّث أخاك حديثاً هو لك مصدّق، وأنت به كاذب"6

ولشدّة خطورة هذه الآفة على الفرد والمجتمع فإنّ أوّل مسألة وصّى بها رسول الله صلى الله عليه واله أمير المؤمنين عليه السلام هي الصدق واجتناب الكذب، فقال صلى الله عليه واله: "يا علي، أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها عني، ثمّ قال: اللهم أعنه، أما الأولى فالصدق، فلا يخرجنّ من فيك كذبة أبداً، والثانية الورع.."7.

دوافع الكذب ومظاهره: 

للكذب دوافع كثيرة وعديدة، منها الخوف من النقد، والخوف من العقاب أو العتاب، قلّة التديّن والالتزام بالشريعة، اعتياد الكذب، سوء التربية، والمحيط الاجتماعي، وغير ذلك... وهناك مظاهر عديدة للكذب منتشرة بين الناس، منها:

1. الكذب على الله وعلى رسوله: وهو من أقبح أنواع الكذب، ومثاله المفتي بغير علم، والمفسّر للقرآن برأيه، والتقوّل على الله وعلى رسوله الكذب.

قال تعالى: ﴿فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ8، ﴿وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُور9. وتتعدّد دواعي الكذب على الله وعلى رسوله، ومهما تنوّعت فهي بالنتيجة كذب، فنجد من يكذّب للترغيب والترهيب، ومن يكذّب لإبكاء الناس، أو لترويج أفكار باطلة، أو غير ذلك. كلّه ينطبق عليه قول النبي صلى الله عليه واله: "من كذّب عليّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار"10.

2. الكذب في المعاملات التجارية (البيع والشراء): وهو يحصل بين الناس كثيراً، كالذي يحلف ويقسم بالأيمان الكاذبة على جودة سلعته، أو يصفها بأوصاف مبالغ فيها، وغير حقيقيّة، وهو ما يسمى بـ "الغشّ" فالغشّ نوع من الكذب على المشتري في السلعة، والروايات التي نهت عن ذلك كثيرة جداً، ويكفي منها قول الإمام الصادق عليه السلام: "من غشّنا ليس منّا"11.

3. الكذب للفتنة بين الناس: بعض الناس يعيش عقد نفسيّة، فتراه لا يهدأ له بال، ولا يقرّ له حال، حتَّى يحدث فتنة، ويفسد ذات البين؛ فينسج الأكاذيب والأباطيل لإفساد الودّ بين الأخوة، ولتوتير الحياة الزوجية، فكم نرى من أواصر قد تقطّعت، وأرحام قد تخاصمت، وأزواج قد طُلّقت، وغير ذلك، بسبب كذبة.

4. الكذب المقرون بالحسد: تقدّم في بحث أصول الكفر، أنّ الحسد قد يولّد معاصي وكبائر متعدِّدة، من أبرزها الكذب، فالحاسد إذا رأى من هو متفوّق عليه بمالٍ أو منصب أو علم، قد نراه يكذب؛ ليقلّل من شأن الطرف الآخر، ويرميه بكلّ صفة نقص.

5. الكذب للتخلّص من المواقف المحرجة: وهو من مظاهر الكذب الشائع، والمنتشر كثيراً، وهذا النوع له دواعٍ، وهي في الغالب تكون خوفاً من العقاب أو العتاب، كحال من يكذب على والديه، أو مدرّسه، أو مسؤوله، وهكذا.

6. الكذب لتسويغ الأخطاء وتبريرها: هذا النوع منتشرٌ جداً بين الناس أيضاً، فمن يريد أن يسوّغ بخله، أو قسوته، أو تقصيره، أو عمله الخاطئ، يلجأ عادةً إلى الكذب.

وهناك مظاهر كثيرة أخرى منتشرة بين الناس أيضاً، كالكذب لاستدرار عطف الناس، والتملّق لأرباب الثراء وأصحاب المناصب، والكذب في دعوى المحبّة والصداقة، والكذب على الأولاد رغبةً في التخلّص منهم، أو تخويفاً لهم بالإضافة إلى نقل الأخبار الكاذبة، والكذب السياسي، والدجل الإعلامي، كما نرى في الحرب الإعلامية على المقاومة الإسلامية ـ في هذه الأيام ـ وعلى رموزها القيادية، وغير ذلك.

آثار الكذب: 

تقدّم أنّ للذنوب آثاراً في الدنيا قبل الآخرة، فكما أنّ الذي لا يتصدّق لا يزيد الله في رزقه، والذي لا يصل رحمه لا يزيد الله في عمره، والعاقّ لوالديه يسلّط الله عليه أولاداً يعقّوه، كذلك هو الأمر بالنسبة للكذب، ومن أهم آثاره أنّه:

1. يورث الفقر: رُوِي عن أمير المؤمنين عليه السلام: "اعتياد الكذب يورث الفقر"12.

2. الكذب مفتاح الشرّ: عن الإمام الباقر عليه السلام: "إنّ الله عزّ وجلّ جعل للشرّ أقفالاً، وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب، والكذب شرّ الشراب"13.

3. ذهاب الإيمان: إنّ الكذب يؤدّي إلى خراب الإيمان، فلا يذوق الكاذب طعم الإيمان، رُوِي أنّه سُئِل النبي صلى الله عليه واله: يكون المؤمن جباناً؟ قال: "نعم، قيل: ويكون بخيلاً؟ قال: نعم، ويكون كذّاباً؟ قال: لا"14.

4. ذهاب بهاء المؤمن: عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "قال النبي عيسى بن مريم عليه السلام:"من كثر كذبه ذهب بهاؤه"15.

5. يؤدّي إلى النفاق: رُوِي عن النبي صلى الله عليه واله: "الكذب بابٌ من أبواب النفاق"16.

6. اللعنة والهلاك: قال تعالى: ﴿قُتِلَ الْخَرَّاصُون17، والخرّاصون أي الكاذبون، وقُتل أي لُعِن وهلِك.

7. اسوداد الوجه يوم القيامة: قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ18.

علاج الكذب:


علاج الكذب مسألة بغاية الأهمية، وينبغي أن يبدأ الفرد بنفسه حتَّى يؤدّي بالتدريج إلى علاج هذه الآفة في المجتمع؛ لأنّ المجتمع لو ترك الكذب واتجه في معاملاته وسلوكياته إلى الصدق، لزال الظلم واستقام أمر المجتمع.

من الأمور التي ينبغي العمل عليها للتخلّص من هذه الآفة:

1. التعرّف على جذور الكذب؛ لكي يعالج الكذب من جذوره، فإن كانت المشكلة ضعف الإيمان، فيجب عليه تقوية دعائم الإيمان، وإذا كان الدافع هو الحسد والتكبّر، فعليه معالجة المشكلة من خلال معالجة الكِبر والحسد، وهكذا...

2. التأمّل والتفكّر في الآيات والروايات التي ذمّت الكذب، فاعتبرته مفتاح كلّ شرّ، وبيّنت آثاره السلبية على الفرد والمجتمع، لما لهذا التفكّر من عامل مهمّ ومساعد لترك هذا العمل المذموم.

3. قوّة الشخصية؛ لأنّ أحد دوافع الكذب هو ضعف الشخصية والشعور بالدونية، فالكاذب يريد جبران نقصه من خلال الكذب، ولهذا لا يتورّع عنه.

4. العلاج العملي للكذب، ويمكن من خلال الترويض الدائم للنفس ومجاهدتها، والعمل على خلاف رغبتها، حتَّى تقلع عن هذا الفعل القبيح. فالنفس ميّالة بطبيعتها إلى ما تحب، وينبغي أن لا يدع الإنسان نفسه لما تهواه وتريده، بل عليه أن يوقفها عند حدّها، وأن يحاسبها فيما لو أقدمت على الكذب، إلى أن يتخلّص من هذه الرذيلة شيئاً فشيئاً.

الغيبة والبهتان:

قال تعالى: ﴿وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحيمٌ19
تعتبر الغيبة من أشدّ الأمراض الاجتماعية الفتّاكة التي تقضي على المجتمع وتحولّه إلى أحزابٍ وفئاتٍ متناحرةٍ، يأكل بعضها بعضاً، حتَّى عبّرت عنها بعض الروايات بأنّها الآكلة في دين الرجل كالآكلة في جسد الإنسان. ولقد صوّر القرآن الكريم في هذه الآية الكريمة جريمة الغيبة بصورة بشعة ومقزّزة للنفس، لم يصوّر غيرها من المحرّمات بهذه الصورة، وهي ليست تشبيهاً ولا صورة خيالية، بل هي الصورة الملكوتية للغيبة، والتي لو كشف الغطاء عن أعين الناس لرأوا ولعاينوا الحقيقة كما هي بقوله تعالى: ﴿أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخيهِ مَيْتاً.

تعريف الغيبة وحكمها: 

الغيبة - كما عرفها الشهيد الثاني - هي: "ذكر الإنسان حال غيبته بما يكره نسبته إليه، ممّا يعدّ نقصاناً في العُرف، بقصد الانتقاص والذم"20.

رُوِي أنّ رسول الله صلى الله عليه واله سأله سائل ذات يوم: ما الغيبة؟ فقال صلى الله عليه واله: "ذكرك أخاك بما يكره، قلت: يا رسول الله، فإن كان فيه الذي يُذكر به؟ قال: اعلم أنّك إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته"21.

وبيّن الإمام الخميني حكم الغيبة، فقال: "المستفاد من أخبار الغيبة أنّ كشف ستر المؤمنين حرام، بمعنى أنّه يحرم إظهار عيوب المؤمنين المستورة، من دون فرقٍ بين أن تكون هذه العيوب خَلقية أو خُلقية أو سلوكية، سواء أكان الشخص المتصف بالعيب راضياً بكشف عيبه أم لا، وسواء أكان هناك قصد انتقاص أم لا..."22.

ويبيّن الإمام قدس سره السبب في حرمة كشف ستر المؤمنين بقوله: "إنّ الله سبحانه وتعالى غيور، ويكون هتك ستر المؤمنين وكشف عوراتهم، هتكاً لناموس إلهي وكرامته. ولو أنّ إنساناً تجاوز في الاستهتار بالحدود، وهتك حرمات الله، كشف الله الغيور عيوبه التي سترها عن الآخرين بلطفه وستّاريّته، وهتك أسراره وفضح أمره في هذه العالم أمام الناس، وفي عالم الآخرة أمام الملائكة والأنبياء والأولياء"23.

أقسام الغيبة: 

بما أنّ الغيبة هي ذكر أخيك بما يكره، أو الإعلام به، أو التنبيه عليه، فهذا يعني أن للغيبة مصاديق متعدّدة، وقد أشار الإمام الصادق عليه السلام إلى ذلك بالقول: "وجوه الغيبة تقع بذكر عيبٍ في الخُلق، والفعل، والمعاملة، والمذاهب، والجهل، وأشباهه"24. وسوف نشير إلى هذه الأوجه المختلفة:

1. في البدن: كقولك فلانٌ قصير، أو طويل، أو قبيح المنظر، أو أعور، وغيرها، ممّا يتصوّر أن يوصف به ممّا يكرهه.

2. في النسب: كقولك أبوه فاسق، أو نسبه خسيس، ونحو ذلك، مما يكرهه كيف كان.

3. في الخُلق: كقولك فلان سيء الخلق، متكبّر، جبان، مرائي...

4. في أفعاله المتعلّقة بالدين: كقولك فلان سارق، كذّاب، لا يهتم بالطهارة والصلاة، ظالم، ليس بارّاً بوالديه، يتعرّض لأعراض الناس...

5. في أفعاله المتعلّقة بالدنيا: كقولك فلان كثير الكلام، كثير الأكل، لا يرى لأحد عليه حقّاً، متهاون بالناس، قليل الأدب...
فيجب على المؤمن أن يتجنّب كلّ تلك الأمور وغيرها؛ لشدة خطورة الغيبة وآثارها المدمّرة في الدنيا والآخرة.

الآثار الدنيوية والأخروية للغيبة: 

للغيبة آثار تظهر في عالم الدنيا، وفي البرزخ، ويوم القيامة:

1. عذاب النار: قال أنس: أمر رسول الله صلى الله عليه واله الناس بصوم يوم، وقال: "لا يفطرنّ أحد حتَّى آذن له، فصام الناس حتَّى إذا أمسوا، جعل الرجل يجيء، ويقول: يا رسول الله، ظللت صائماً، فأذن لي لأفطر، فأذِن له، حتَّى جاء رجل، فقال: يا رسول الله، فتاتان من أهلك ظلتا صائمتين، وإنّهما تستحيان أن تأتيانك، فأذن لهما أن تفطرا، فأعرض عنه، ثمّ عاوده، فأعرض عنه، ثم عاوده، فقال: إنّهما لم تصوما، وكيف صام من ظلّ هذا اليوم يأكل لحوم الناس؟! اذهب مُرهما، إن كانتا صائمتين أن تستقيئا، فرجع إليهما فأخبرهما، فاستقاءتا، فقاءت كلّ واحدة منهما علقة دم، فرجع إلى النبي صلى الله عليه واله فأخبره، فقال: والذي نفس محمد بيده، لو بقيتا في بطونهما لأكلتهما النار"25، وهذا لا يعني أن الصوم باطل شرعاً، بل المقصود هو عدم كمال الصوم على مستوى الثواب الأخروي، وهنالك فرق بين صحة الصوم وقبوله عند الله تعالى.

2. المغتاب يأكل من لحمه يوم القيامة: فعن نوف البكالي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "اجتنب الغيبة؛ فإنها إدام كلاب النار، ثمّ قال: يا نوف، كذب من زعم أنّه وُلد من حلال، وهو يأكل لحوم الناس بالغيبة"26، ولا منافاة بين أن يأكل لحم الميتة، أو أن يأكل لحم جسده.

3. الفضيحة يوم القيامة: عن رسول الله صلى الله عليه واله: "... ومن مشى في غيبة أخيه وكشف عورته، كانت أول خطوة خطاها وضعها في جهنم، وكشف الله عورته على رؤوس الخلائق"27.

4. العذاب في البرزخ: عن رسول الله صلى الله عليه واله: "مررت ليلة أُسْرِي بي على قومٍ يخمشون وجوههم بأظافيرهم، فقلت: يا جبرئيل، من هؤلاء؟! قال: هؤلاء الذين يغتابون الناس، ويقعون في أعراضهم"28.

5. الفضيحة في الدنيا: إنّ بعض مراتب الغيبة يدفع بصاحبها إلى الفضيحة في عالم الدنيا، عن إسحاق بن عمّار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: "يا معشر من أسلم بلسانه، ولم يُخْلِص الإيمان إلى قلبه، لا تذمّوا المسلمين، ولا تتّبعوا عوراتهم؛ فإنّ من تتبّع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبّع الله عورته يفضحه ولو في بيته"29.

6. الدخول في ولاية الشيطان: الغيبة تؤدّي إلى خروج المغتاب من ولاية الله تعالى، والدخول في ولاية الشيطان، فلا يكون من أهل النجاة والإيمان، عن الإمام الصادق عليه السلام: "ومن اغتابه بما فيه، فهو خارج من ولاية الله، داخل في ولاية الشيطان"30.

7. لا يُغفر الله للمغتاب حتَّى يرضى صاحب الغيبة: إنّ معصية الغيبة أشدّ من كافة المعاصي، وإنّ آثارها أخطر من آثار الذنوب الأخرى؛ لأن الغيبة مضافاً إلى أنّها تمسّ حقوق الله تعالى، فهي تمسّ حقوق الناس أيضاً، ولا يغفر الله تعالى للمغتاب حتَّى يرضى صاحب الغيبة، عن النبي صلى الله عليه واله: "يا أبا ذر، إياك والغيبة، فإنّ الغيبة أشدّ من الزِّنا" قلت: ولِم ذاك يا رسول الله؟! قال: "لأنّ الرجل يزني فيتوب إلى الله، فيتوب الله عليه، والغيبة لا تُغفر حتَّى يغفرها صاحبها"31. ولو أن الإنسان - والعياذ بالله - مات وعليه حقوق الناس، كان أمره صعباً جداً؛ إذ إنّ علاقة الإنسان في حقوق الله تكون من الكريم الرّحيم، الذي لا يتطرَّق إلى ساحته القدسيّة شيء من البغض، والضغينة، والعداوة، والتشفّي، ولكنّه في حقوق العباد قد يرتبط بإنسان فيه تلك الصفات الفاسدة، ولا يتجاوز عنه بسرعة، أو لا يرضى عنه نهائياً32.

علاج الغيبة33:

إنّ علاج هذا المرض الأخلاقي الخطير يحتاجُ إلى مجاهدةٍ كبيرةٍ، ومتابعةٍ دقيقةٍ، ولا بدَّ من رعاية الأمور الآتية للوقاية من الوقوع في هذا المرض أو علاجه:
- أن يفكّر في الآثار المفيدة التي تترتب على معالجة هذه الموبقة، ويقارنها مع الآثار السيّئة التي تترتَّبُ على الغيبة.
- أن يفكّر ويتأمَّل في الرِّوايات التي تحدّثت عن الآثار الغيبيَّة لهذه المعصية.
- أن يفكّر في الآثار الدنيويّة للغيبة، كسقوط الإنسان من أعين النّاس.
- من النَّاحية العمليَّة فلا بدّ من كفِّ النَّفس عن هذه المعصية لبعض الوقت مهما كان صعباً، ولجم اللسان، والمراقبة الكاملة للنَّفس، ومعاهدة النَّفس بعدم اقتراف هذه الخطيئة، ومراقبتها، والحفاظ عليها ومحاسبتها.
- معالجة العوامل والأسباب والجذور التي تؤدّي بالشَّخص أن يرتكب الغيبة، كالحسد، والحقد، والأنانيَّة، وحبّ الانتقام، والتكبّر، والغرور، وأمثال ذلك.
- أن يفكّر ويستحضر دائماً هذه الحقيقة، وهي أنّ الغيبة حقّ الناس؛ لأنها تتسبَّب في هدم سمعتهم، والذَّهاب بماء وجوههم.

البهتان: 

تعريف البهتان، ومنبعه:

البهتان هو اتّهام المؤمن، والتجنّي عليه بما لم يفعله أو ليس فيه أصلاً، وهو أشدّ إثماً وأعظم جرماً من الغيبة، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا34.
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام: "الغيبة أن تقول في أخيك ما هو فيه، ممّا قد ستره الله عليه، فأمّا إذا قلت ما ليس فيه، فذلك قول الله: "فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا"35.

والبهتان نابع من الافتراء والكذب، ما يجعل المفترى عليه مبهوتاً متحيّراً لدى سماعه ما نُسِب إليه. ويستعمل لفظ البهتان في الكذب؛ لأن البهتان غالباً ما ينطوي على الكذب.

والبهتان من أقبح الأعمال؛ لأن اتّهام إنسان بريء يعتبر من أقبح الأعمال التي أدانها الإسلام بشدّة، وإنّ الآية المذكورة - بالإضافة إلى الروايات الكثيرة - توضح رأي الإسلام الصريح في هذا العمل.

ينقل الإمام جعفر الصادق عليه السلام عن أحد الحكماء أنّه قال: "البهتان على البريء أثقل من الجبال الراسيات"36، وعنه عليه السلام: "إذا اتّهم المؤمن أخاه انماث الإيمان في قلبه، كما ينماث الملح في الماء"37، أي أنّ الإيمان يذوب ويزول من قلب المؤمن، بسبب اتّهامه لأخيه المؤمن، كما يذوب الملح في الماء، ويزول عن النظر.

فالتهمة والبهتان " في الحقيقة- هما أقبح أنواع الكذب، لأنهما بالإضافة إلى احتوائهما لمفاسد الكذب، فإنّهما يحملان أضرار الغيبة، وهما كذلك من أسوأ أنواع الظلم والجور، ولهذا السبب يقول النبي صلى الله عليه واله: "من بهت مؤمناً أو مؤمنة، أو قال فيه ما ليس فيه، أقامه الله تعالى يوم القيامة على تلّ من نار حتَّى يخرج ممّا قاله فيه"38، وحقيقة الأمر، إنّ إشاعة مثل هذا العمل الجبان " في أيّ محيطٍ إنساني كان- يؤدّي في النهاية إلى انهيار نظام العدالة الاجتماعيّة، واختلاط الحقّ بالباطل، وتورّط البريء، وتبرئة المذنب، وزوال الثقة من بين النّاس"39.

1 - ق، 17-18.
2 - ثواب الأعمال، ص147.
3 - أصول الكافي، ج2، ص115.
4 - أصول الكافي، ج2، ص327.
5 - أصول الكافي، ج2، ص113.
6- ميزان الحكمة، ج3، ص2672.
7 - وسائل الشيعة، ج15، ص181.
8- آل عمران، 94.
9- فاطر، 4.
10- من لا يحضره الفقيه، ج4، ص364.
11- الكافي، ج5، ص160.
12 - بحار الأنوار، ج 69، ص261.
13 - أصول الكافي، ج2، ص329.
14 - جامع أحاديث الشيعة، ج13، ص565.
15 - بحار الأنوار، ج 14، ص331.
16 - ميزان الحكمة، ج3، ص2673.
17- الذاريات، 10.
18 - الزمر، 60.
19 - الحجرات، 12.
20 - راجع: كشف الريبة في أحكام الغيبة،ص284.
21 - وسائل الشيعة، ج12، ص281.
22 - الأربعون حديثاً، ص285.
23 - الأربعون حديثاً، ص286.
24 - راجع: كشف الريبة عن أحكام الغيبة، ص289.
25 - شرح نهج البلاغة، ج9، ص61.
26 - بحار الأنوار، ج 72، ص248.
27 - وسائل الشيعة، ج12، ص286.
28 - بحار الأنوار، ج72، ص222.
29 - أصول الكافي، ج2، ص354.
30 - وسائل الشيعة، ج18، ص292.
31 - وسائل الشيعة، ج 12، ص281.
32 - راجع: الأربعون حديثاً، ح 19، ص 284ـ 287.
33 - راجع: الأربعون حديثاً، ص 290(بتصرف)، الأخلاق في القرآن، ج 3، ص 91ـ93(بتصرف).
34 - النساء، 112.
35- بحار الأنوار، ج72، ص258.
36 - بحار الأنوار، ج72، ص194.
37 - أصول الكافي، ج2، ص170.
38 - عيون أخبار الرضا ، ج1، ص37.
39 - الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج3، ص446.
40 -الأربعون حديثا،الحديث الرابع، فصل في بيان معالجة الكبر.

الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

ولي الامر في الاسلام سماحة الشيخ ابو علي الفاطمي

ولي الامر في الاسلام 


 سماحة الشيخ ابو علي الفاطمي

إنَّ الفقيه أولى بالمؤمنين من أنفسهم مثلما النبي صلّى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام في كل القضايا الحياتية العامة والخاصة, والخاصة تعني تحديد سلطة الفقيه بالأيتام والقاصرين وأموال الغائب والأمور الحسبية وهي الأمور التي لا ولي لها.. وكما قال سماحة الإمام القائد الخامنئي "حفظه الله" ولاية الفقيه تكون في مجال الأمور التنفيذية لا الأمور الذهنية، والولاية في مفهومها الخاص تعني ارتباط الناس بمركز القيادة أي الحكومة في شتى مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، ويعرّفها أيضاً بأنّها حكومة الفقيه العادل العارف بالدين وهي حكم شرعي تعبّدي يؤيده العقل وهي امتداد لحكومة الأنبياء والأوصياء "عليهم السلام" وتعريف آخر لولاية الفقيه هي عبارة عن المرجعية الدينية في القضايا الأساسية، كالمقدسات والأنفس والأعراض والأموال، وهذه الشئون والقضايا هي شئون الحكومة الإسلامية.

أرشدنا القرآن الكريم إلى ثبوت ولاية النبي صلّى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام على المجتمع وأموره وجميع ما يرتبط به. قال تعالى:﴿النَّبِيّ‏ُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ﴾(الأحزاب:6).
وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ امَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾(المائدة:55).
وقال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ امَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾(النساء:59).

وهذه الآيات تتحدث عن الولاية الثابتة لأولي الأمر بمعنى أن بيدهم إدارة المجتمع الإسلامي وإجراء أحكام الإسلام وضمان مصالح الناس المادية والمعنوية.

تنقسم الولاية إلى تكوينية وتشريعية. فأمّا التكوينية فانها تعني التصرف في الموجودات والشؤون التكوينية. وواضح أن هذه هي ولاية الله. فهو سبحانه الذي يهيمن بارادته وقدرته على كل الموجودات. وإن أمر التكوين وتغيّر وبقاء كافة المخلوقات بيد الله سبحانه، وهذه هي ولاية الله التكوينية. وقد أعطى الله تعالى درجة من هذه الولاية لبعض عباده. ومعجزات وكرامات الأنبياء (ع) هي من آثار هذه الولاية التكوينية. وهذا غير ما يقال عن ولاية الفقيه، فهي ليست تكوينية.

وأما الولاية التشريعية فتعني أن يكون التشريع والأمر والنهي وإصدار الأوامر بيد أحدٍ ما. فلو قلنا إن لله ربوبية تشريعية فمعنى هذا أنه تعالى هو الذي يصدر الأمر بفعل هذا واجتناب ذلك، وهكذا. وكذا الرسول والإمام لهما الحق بأن يأمرا أو ينهيا الناس باذن الله. وهذا هو الحال في الفقيه. فلو قلنا بأن للفقيه ولاية، فإننا نقصد ولايته التشريعية، أي أن له الحق شرعاً بأمر ونهي الناس.

إنه لا يوجد في تاريخ التشيع فقيه يقول بأن الفقيه ليست له أية ولاية. والذي اختلف فيه الفقهاء هو مراتب ودرجات هذه الولاية. فالإمام الخميني (رض) كان يرى بأن الوليّ الفقيه له ما للوليّ المعصوم، اللهم إلا ما يستثني من ذلك. وقد قال الإمام (رض):” إن الأصل هو أن الفقيه الجامع لشرائط الحاكمية ــ في عصر الغيبة ــ له ما للمعصوم من إمكانات واسعة، إلا أن يكون ثمة دليل خاص على اختصاص الوليّ المعصوم بأمرٍ ما” ومن ذلك الجهاد الابتدائي الذي هو من اختصاصات الوليّ المعصوم كما هو المشهور بين الفقهاء.

ومثل هذه الولاية يُعبّر عنها بــ “الولاية المطلقة” في باب إمكانات الوليّ الفقيه. فليست الولاية المطلقة هي أن الفقيه يجوز له أن يفعل ما يشاء، حتى يتسنى للبعض ــ بغية المساس بهذه النظرية ــ أن يقولوا: إن بإمكان الفقيه أن يُنكر التوحيد أو يُنكر أو يوقف أي اصل من أصول وضروريات الدين طبقاً لــ “الولاية المطلقة”!


إن تشريع ولاية الفقيه جاء من أجل الحفاظ على الإسلام.

المشرف : الشيخ ابو علي الفاطمي @@ 2015 @@

Designed by Templateism