اهلا وسهلآ بكم لبيك يا حسيــــــــــــن
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سيرة وحكم وأقوال. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سيرة وحكم وأقوال. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015

ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي

ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي

قصيدة للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري كتبها على الصفحة الأولى من كتابه (ذكرياتي) وأهداها لقائد الثورة الإسلامية في إيران سماحة الإمام السيد علي الخامنئي يمدحهُ فيها وذلك أثناء لقاءه به في مكتبه بطهران في آيار 1995م مع عظيم الثناء والتبجيل..

سَيّدي أيّها الأعز الأجَل
… أنتَ ذو مِنّة وَأنتَ المدِل
يَعجَزُ الحرف أن يُوفّي عظيماً
كُل ما قيل في سِواه يَقِل
أيّها الشامِخ الذي شاءَهُ اللهُ
زَعيماً لِثَورَةِ تَستَهِل
لَكَ في ذِمّة الإله يَمينٌ
يَدٌ مَن مَسّها بِسوءِ تَشِل
لَكَ في السّلم مِنبَرٌ لا يُجارى
لَكَ في الحرب مِضرَب لا يَفِل
لَكَ أهلٌ فَوقَ الذّرى وَمَحَل
لَكَ بَعدَ المكرُمات وَقَبل
فإغتَفِر لي ما جاءَ في ذِكرياتي
يا عَطوفاً عَلى خُطى مَن يَزِل

الخميس، 1 أكتوبر 2015

إن نهوض شعب مستقل يناهض الجبابرة وأذنابهم هو أمر لا يطيقه نظام السلطة

الإمام الخامنئي:
إن نهوض شعب مستقل يناهض الجبابرة وأذنابهم هو أمر لا يطيقه نظام السلطة/ إن تصوّر "إن لم نقل الكلام الفلاني أو لم نقدم على الفعل الفلاني وراعينا العدو ستخفّ وتيرة العداء" تصوّر خاطئ.

الاثنين، 28 سبتمبر 2015

الإمام الهادي عليه السلام في كلام الولي دام ظله


مواجهة الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام للسلطة
في المواجهة الّتي جرت بين الإمام الهادي عليه السلام وحكّام زمانه فإنّ الّذي انتصر في الظاهر والباطن هو هذا الإمام عليه السلام . ففي زمن إمامته حكم ستّةٌ من الخلفاء واحداً تلو الآخر، وهلكوا جميعاً، واحداً تلو الآخر. وآخرهم كان المعتزّ الّذي قتل الإمام عليه السلام ولم يلبث من بعده إلا قليلاً. وهؤلاء الخلفاء ماتوا أذلّاء في الغالب، أحدهم قتله ابنه والآخر على يد ابن أخيه، وبهذه الطريقة تشتّت العبّاسيّون وانقرضوا، بعكس الشيعة. فالشيعة في زمن الإمام الهادي والإمام العسكري عليهم السلام ، ورغم ما فيه من عنفٍ وقمعٍ كانوا يزدادون يوماً بعد يوم انتشاراً وقوّةً.

لقد عاش الإمام الهادي عليه السلام 42 سنة قضى 20 سنة منها في سامرّاء. وكان يمتلك فيها مزرعةً، وفي تلك المدينة كان يعمل ويعيش. وكانت سامرّاء في الواقع كمعسكر بناه المعتصم لغلمانه التّرك المقرّبين له - وهؤلاء الترك هم غير الأتراك الّذين يعيشون في إيران أو في آذربايجان أو سائر النقاط، والّذين أحضرهم من تركستان وسمرقند، ومن منطقة مانغوليا وآسيا الشرقية واحتفظ بهم في سامرّاء. وهؤلاء الأتراك، ولحداثة إسلامهم، لم يكونوا يعرفون الأئمّة ولا المؤمنين ولا يفهمون عن الإسلام شيئاً. لهذا صاروا يضايقون الناس وأوجدوا بينهم وبين العرب - أهالي بغداد - النزاعات والمشاجرات. وفي مدينة سامرّاء نفسها، اجتمع عددٌ ملحوظٌ من كبراء الشيعة في زمن الإمام الهادي عليه السلام وتمكّن الإمام عليه السلام من إدارتهم، وإيصال رسالة الإمامة بواسطتهم إلى مختلف مناطق العالم الإسلامي بواسطة الرسائل وهذه الشبكات الشيعية في قم وخراسان والريّ والمدينة واليمن وفي المناطق البعيدة وفي جميع أقطار العالم هي الّتي استطاعت أن تروّج وتنشر وتزيد من المؤمنين بهذا المذهب يوماً بعد يوم. وقد استطاع الإمام الهادي عليه السلام أن يقوم بكلّ هذه الأعمال تحت ظلّ بريق السيوف الحادّة والدمويّة لأولئك الخلفاء الستّة ورغماً عن أنوفهم. ويوجد حديثٌ معروفٌ حول وفاة الإمام الهادي عليه السلام يُعلم من عباراته تواجد جمعٍ ملحوظٍ من الشيعة في سامرّاء. بحيث أنّ الجهاز الحاكم لم يكن يعرف عنهم شيئاً، لأنّه لو كان يعلم بهم لكان قضى عليهم عن بكرة أبيهم. لكنّ هذه الجماعة، ولأنّها استطاعت أن توجد شبكة قويّة فإنّ الجهاز الحاكم لم يتمكّن من الوصول إليها.

إنّ يوماً من جهاد هؤلاء العظماء - الأئمّة عليهم السلام - يؤثّر بمقدار سنوات. ويومٌ واحدٌ من حياتهم المباركة يساوي سنواتٍ من جماعةٍ تعمل ليل نهار على مستوى التأثير في المجتمع. هؤلاء العظماء قد حفظوا الدين بهذه الطريقة، وإلّا فإنّ ديناً يقف على رأسه المعتزّ والمتوكّل والمعتصم، والمأمون، ويكون علماؤه رجالٌ كيحيى بن أكثم - الذي رغم أنّه كان عالم البلاط، فقد كان من الفسّاق والفجّار المتجاهرين من الدرجة الأولى - لا ينبغي أساساً أن يبقى؛ ولكان ينبغي والحال هذا، أن يُجتثّ من جذوره وينتهي كلّ شيء. فجهاد الأئمّة عليهم السلام وسعيهم لم يحفظ التشيّع فحسب، بل القرآن والإسلام والمعارف الدينية؛ وهذه هي خاصّية العباد الخالصين والمخلصين وأولياء الله. فلو لم يكن للإسلام أمثال هؤلاء من أولي العزم، لما استطاع أن يعود غضّاً طريّاً ويوجد هذه الصحوة الإسلامية بعد 1230 سنة؛ بل كان ينبغي أن يزول شيئاً فشيئاً. لو لم يكن للإسلام هؤلاء الّذين جذّروا هذه المعارف العظيمة بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في الأذهان، على مرّ التاريخ الإنسانيّ والإسلامي، لكان ينبغي أن يزول من الوجود وينتهي كلّ شيء، ولا يبقى منه أي شيء. ولو بقي، فلم يكن ليبقى من معارفه شيءٌ، كالمسيحية واليهودية، اللتين لم يبقَ من معارفهم الأساسية أيّ شيء تقريباً. فأن يبقى القرآن سالماً، والحديث النبويّ، وكلّ هذه الأحكام والمعارف الإسلامية وذلك بعد أكثر من 1000 سنة، وتتمكّن من أن تبرز في قمّة المعارف الإنسانية, فهذا ليس بالأمر الطبيعيّ، بل كان هناك عملٌ غير طبيعيّ يؤدَّى من خلال الجهاد. وبالتأكيد، كان على طريق هذا العمل الكبير الضرب والسجن القتل وكلّ هذه لم تكن بالنسبة لهؤلاء العظماء شيئاً.

يوجد حديثٌ حول طفولة الإمام الهادي عليه السلام ، حينما أحضر المعتصمُ في عام 218 هجريّة، الإمام الجواد عليه السلام قبل شهادته بسنتين من المدينة إلى بغداد، وبقي الإمام الهادي عليه السلام حينها مع أهله في المدينة والّذي كان وقتها بعمر ست سنوات. وبعد أن أُحضر الإمام الجواد عليه السلام إلى بغداد سأل المعتصم عن أسرته وأهله، وعندما سمع أنّ ابنه البكر عليّ بن محمّد ابن ست سنوات، قال إنّه خطرٌ ويجب أن نفكّر بحلٍّ له. وقد أمر المعتصم رجلاً من أقاربه أن يذهب من بغداد إلى المدينة، وأن يجد فيها من هو عدوّ لأهل البيت، وأن يودع عنده هذا الطفل، ليكون معلّماً له ويربّيه ليصبح عدوّاً لأسرته ومنسجماً مع الجهاز الحاكم. فجاء هذا الشخص من بغداد إلى المدينة، واختار أحد علمائها المدعوّ الجنيدي الّذي كان من أشدّ المخالفين والمعاندين لأهل البيت - وكان في المدينة عددٌ من أمثال هؤلاء العلماء - لينهضوا بهذا العمل، وقال له: إنّني مأمورٌ أن أجعلك مربٍّ ومؤدّبٍ لهذا الطفل. ولا ينبغي أن تسمح لأيّ شخصٍ بالتواصل والارتباط معه، وأريدك أن تربّيه بهذه الطريقة وبهذا الشكل. وقد سجّل التاريخ اسم هذا الشخص الجنيدي. وكان الإمام الهادي عليه السلام - كما ذكرت - بعمر ست سنوات في ذلك الوقت، والأمر كان أمر الحكومة، فمن الّذي يستطيع أن يعترض على مثل هذا الأمر.

وبعد مدّةٍ جاء أحد المقرّبين من الجهاز الحاكم ليطّلع على الجنيدي، ويسأل عن أحوال ذلك الطفل الّذي أودعه إيّاه. فقال الجنيدي: "أي طفلٍ هذا، أهذا هو الطفل؟، إنّني أبيّن له مسألةً في الأدب، فيبيّن لي أبواباً من الأدب، حيث أتعلّم منه! فأين درس هذا الطفل وتعلّم؟وأحياناً أطلب منه عندما يدخل إلى الحجرة أن يقرأ سورةً من القرآن، وعندما يدخل (وهو يريد أذيّته) يسأل أيّ سورةٍ أقرأ، فأقول له: اقرأ سورة كبيرة، كسورة آل عمران مثلاً، فيقرأها عليّ ويبيّن لي مواضع الإشكال في قراءتها. إنّهم علماءٌ وحفّاظٌ للقرآن، وعلماء بالتأويل والتفسير، أيّ طفلٍ هذا؟". وقد استمرّ ارتباط هذا الطفل - الّذي كان في الظاهر طفلاً، ولكنّه وليّ الله،﴿وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾1 - مع هذا الأستاذ لمدّة، وأصبح هذا الأستاذ من الشيعة المخلصين لأهل البيت.2
ذهب غلامٌ ليأتي بالماء*** فحمله النّهر معه

لقد كان النصر حليفهم في جميع الميادين، وهزموهم جميعاً في كلّ المواضع. فدِعبل الّذي كان معارضاً لكلّ الخلفاء العبّاسيين، وذمّ آباءهم في أشعاره، وترك لكلّ واحدٍ منهم سجلّاً في التاريخ، كان له عدّة أبياتٍ حول المعتصم. ويقول فيه أنّنا قرأنا في الكتب أنّ بنو العبّاس هم سبعة خلفاء، والآن يقولون لنا ثمانية؛ فمن هو الثامن؟ وأراد أن يشبّههم بأصحاب الكهف الّذي كان كلبهم ثامنهم، ثمّ يقول بعدها: فأين أنت من ذاك الكلب؟" فذاك الكلب لم يرتكب أيّة معصيةٍ أو ذنبٍ بين يديّ الله، وأنت مليءٌ بالذنوب
 والمعاصي: ملوك بني العباسِ في الكتبِ سبعةٌ ولم تأتِنـا عن ثامـن لـهمُ كُتـبُ، كذلك أهل الكهفِ في الكهفٍ سبعةٌ خيـارٌ إذا عُـدُّوا وثامنـهم كلـبُ، وإنـي لأُعلـي كـلبَهم عنك رفعةً لأنَّك ذو ذنْب وليس له ذنْـبُ".(30/05/1383)

وقد أحضروا الإمام من المدينة إلى سامرّاء ليكون تحت مراقبتهم، ولكنّهم وجدوا أنّه ما من فائدة. فلو اطّلعتم على حالات هؤلاء الأئمّة الثلاثة في المناقب3 وغيرها، لالتفتّم إلى أنّ شبكة العلاقات الشيعية في زمان هؤلاء الثلاثة كانت أكثر منها في زمن الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما السلام . فكانت تُرسل إليهم الكتب والرسائل من أقصى نقاط العالم وكذلك الأموال والمسائل، في حين أنّهم كانوا يعيشون ضمن نطاقٍ ضيّق. وقد أضحى الإمام الهادي عليه السلام في سامرّاء محبوباً من قبل الناس وكان الجميع يحترمونه، ولم يكن يتعرّض لأيّة إهانة. ثمّ فيما بعد وعند وفاته انقلب حال المدينة كلّها، وهذا الأمر تكرّر مع الإمام العسكري عليه السلام ؛ وهناك أدرك الحكّام وجود سرٍّ ما، وكان عليهم أن يشخّصوه ويتعاملوا معه. فالتفتوا إلى قضية القدسيّة. وهنا نجد المتوكّل يحضر الإمام عليه السلام إلى مجلسه، الّذي هو مجلس خمرٍ وسكرٍ، لكي ينتشر الخبر في كلّ مكان، أنّ علياً بن محمد كان نديماً للمتوكّل وقد جالسه في مجلس الخمر واللهو! فانظروا أنتم أيّ تأثيرٍ تركه هذا الخبر. لقد نظر الإمام عليه السلام إلى القضيّة من زاوية الإنسان المجاهد ووقف مقابل هذه المؤامرة. فذهب الإمام عليه السلام إلى بلاط المتوكّل، واستطاع أن يبدّل مجلس سكره إلى مجلسٍ عابقٍ بالمعنويّات. فبذكر الحقائق وإنشاد تلك الأشعار الشامتة، هزم المتوكّل بحيث أنّ هذا المتوكّل وبمجرّد أن انتهى الإمام من كلماته، نهض من مكانه وأحضر للإمام الغالية(عطر مركّب من المسك والعنبر) وشيّعه بكلّ أدبٍ واحترام. فقد قال له الإمام، هل تتصوّر أنّك إذا جلست هنا، فإنّك ستهرب من قبضة الموت؟! وهكذا بيّن للمتوكّل كلّ ما يجري عند الموت وما بعده، حتّى أكل الديدان له. فاستطاع الإمام أن يبدّل المجلس تبديلاً تامّاً، ويقلبه رأساً على عقب، وأن يخرج من البلاط.

باتوا على قللِ الاجبال تحرسُهم                            غُـلْب الرجالِ فما أغنتهمُ القُللُ
واستنزلوا بعد عزّ من معاقلهم                              وأودعوا حفراً يـابئس ما نزلوا
ناداهمُ صارخٌ من بعد ما قبروا                             أين الاسرّةُ والتيجانُ والحللُ
أيـن الوجوه الّتي كانتْ منعمةً                               من دونها تُضربُ الأستارُ والكللُ
فـافـصـحَ القبرُ حين ساءلهم                                 تـلك الوجوه عليها الدودُ يقتتلُ
قد طالما أكلوا دهراً وما شربوا                             فأصبحوا بعد طول الأكلِ قد أكلوا
وطالما عمّروا دوراً لتُحصنهم                               ففارقوا الدورَ والأهلينَ وارتحلوا
وطالما كنزوا الأموال وادّخروا                              فـخلّفوها على الأعداء وانتقلوا
أضـحـت منازلُهم قفراً معطلةً                               وساكنوها إلى الأجداث قد رحلوا
سـل الـخـليفةَ إذ وافت منيتهُ                                أين الحماة و أين الخيلُ والخولُ
أين الرماة ُ أما تُحمى بأسهمِهمْ                              لـمّـا أتـتك سهامُ الموتِ تنتقلُ
أين الكماةُ أما حاموا أما اغتضبوا                           أين الجيوش الّتي تُحمى بها الدولُ
هيهات ما نفعوا شيئاً وما دفعوا                             عـنك المنية إن وافى بها الأجلُ
فكيف يرجو دوامَ العيش متصلاً                              من روحه بحبالِ الموتِ تتصلُ
وهذه المواجهة الّتي ابتدأها الخليفة المتسلّط والمتعجرف، وكان في المقابل شابٌّ لا دفاع له، يبدو في الظاهر الأضعف، تحوّلت إلى حربٍ نفسية لم يكن فيها الحربة والسيف. نحن لو كنّا هناك لما استطعنا أن نفعل ما فعله الإمام عليه السلام . إنّ الإمام عليه السلام هو الّذي استطاع أن يشخّص هذه الوضعية ويتحدّث بطريقة لا تغضب الخليفة. كان من الممكن مثلاً أن ينتفض الإمام عليه السلام فجأةً ويرمي بكلّ كؤوس الشراب أرضاً. ولكن هذا ما كان ليكون ردّة فعلٍ جيّدة، وما كانت لتؤتي ثمرتها، لكنّ الإمام عليه السلام تصرّف بطريقةٍ أخرى. وهذا البعد في القضية مهمٌّ جداً.
يجب عليكم أن تلتفوا إلى هذه النقطة في حياة الأئمّة وهي أنّ هؤلاء العظماء كانوا دائماً في حالة جهاد، جهادٌ روحه سياسيّة. وذلك لأنّ من يجلس على مسند الحكم، كان يدّعي الدين. وكان يراعي ظواهر الدين. حتّى أنّه كان يتقبّل في بعض الأوقات، رأي الإمام الدينيّ. مثل تلك المسائل الّتي سمعتموها في حياة المأمون، حينما كان يقبل رأي الإمام عليه السلام علناً. أي أنّه لم يكن يأبى أبداً أن يقبل أحياناً الرأي الفقهيّ. فالشيء الّذي كان يؤدّي إلى وجود مثل هذه المواجهة والمعارضة ضدّ أهل البيت هو أنّ أهل البيت كانوا يعدّون أنفسهم الأئمّة، وكانوا يقولون نحن أئمّةٌ، وفي الأساس إنّ هذا كان يُعدّ أكبر مواجهةٍ للحكّام. لأنّ الّذي صار حاكماً، كان يُعدّ نفسه إماماً للناس، كان يرى الشواهد والقرائن المطلوبة في الإمام موجودةٌ فيهم عليهم السلام ، وليست موجودةٌ فيه، وكان يعتبر هذا الإمام خطرٌ على حكومته، لأنّه ليس إلّا مدّعٍ. وقد كان الحكّام يحاربون بمثل هذه الروحية العدائيّة، وكان الأئمّة عليهم السلام يقفون كالطود الشامخ. من البديهيّ في مثل هذه المواجهة أن يكون للمعارف والأحكام الفقهيّة والأخلاق الّتي كان الأئمّة يروّجون لها مكانها الطبيعيّ. وكانت تربية المزيد من التلامذة والأتباع وتوسعة الروابط الشيعية تزداد يوماً بعد يوم.
وهذا ما حفظ الشيعة. فانظروا أنتم إلى مرامٍ تعمل ضدّه الحكومات لمدّة 250 سنة فهل ينبغي أن يبقى منه شيء. بل يجب أن يزول بالكامل، ولكن أنتم ترون الآن حال الدنيا، وإلى أين وصل الشيعة.
ينبغي أن نلاحظ هذه النقطة في الأشعار الّتي أُنشدت في الإمام الصادق والإمام الهادي والإمام العسكري عليهما السلام . لقد جاهدوا وقدّموا أنفسهم في هذا الجهاد. هذا الطريق الّذي استمرّ نحو هدفٍ محدّد. فأحياناً، يرجع أحدهم، وأحياناً يذهب أحدهم من هذه الجهة، إلا أنّ الهدف واحد. إنّ هؤلاء العظماء حقّقوا نجاحاً أكبر من الإمام الحسين عليه السلام ، الّذي وضع هذا الأساس؛ لأنّه بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام ، "ارتدّ الناس بعد الحسين إلّا ثلاثة". لكن في زمن الإمام الهادي عليه السلام عندما تنظرون، فإنّ كلّ العالم الإسلامي كان قد صار في قبضة الأئمّة عليهم السلام . حتّى أنّ العبّاسيين وقفوا عاجزين ولم يعرفوا ماذا يفعلون، فلذلك أقبلوا على الشيعة.
كان أحد الخلفاء العبّاسيين قد كتب رسالةً وأمر بذكر أهل البيت في الخُطب، وأن يُقال أنّ الحقّ مع أهل البيت. وقد سجّل التاريخ هذه الرسالة. كُتب فيها أنّ وزير البلاط أسرع يعدو إلى الخليفة وقال: "ماذا تفعل؟!" فلم يجرؤ أن يقول أنّ الحقّ ليس مع أهل البيت! لكنّه قال: "اليوم هناك من ثار في جبال طبرستان وأماكن أخرى تحت شعار أهل البيت، فلو أنّ كلامك هذا يُنشر في كلّ الأماكن، فإنّهم سيجيّشون الجيوش ويأتون إليك للتخلّص منك". فرأى الخليفة أنّ ذلك الوزير يقول حقّاً، فقال: "لا تذيعوا الرسالة"، أي أنّهم كانوا يخافون على حكومتهم. هذا وإن كان لديهم الاعتقاد، ولكنّ حبّ الحكومة والدنيا والملك منعهم من أن يؤمنوا.(30/06/1380)
انتشار التشكيلات الشيعية في العالم
إنّ ما يُقال من أنّ هؤلاء العظماء كانوا في غربةٍ تامة هو هكذا في الواقع، بعيداً عن المدينة وبعيداً عن أهلهم، وعن بيئتهم الّتي ألِفوها. ولكن إلى جانب ذلك، يوجد بشأن هؤلاء الأئمّة الثلاثة - من الإمام الجواد وحتى الإمام العسكري - نقطة أخرى وهي أنّه كلّما اتّجهنا إلى نهاية إمامة الإمام العسكري عليه السلام ، فإنّ هذه الغربة تزداد. إنّ دائرة نفوذ الأئمّة وسعة دائرة الشيعة في زمان هؤلاء الأئمّة الثلاثة إذا ما قورنت بزمان الإمام الصادق والإمام الباقر عليهم السلام ، فإنّها ازدادت عشرة أضعاف، وهذا شيءٌ عجيب. ولعلّ السبب في أنّهم قد وُضعوا تحت هذه الضغوط والتضييق، هو هذا الموضوع. فبعد توجّه الإمام الرضا عليه السلام إلى طرف إيران، ومجيئه إلى خراسان فإنّ من الأمور الّتي حدثت هو هذا الأمر. ولعلّ هذا الأمر كان في أصل حسابات الإمام الثامن عليه السلام . وقبله كان الشيعة منتشرين في كلّ الأماكن، لكنّهم لم يكونوا على اتصال ببعضهم البعض، وكانوا آيسين، وليس لديهم أي تطلّع نحو المستقبل، أو رجاء أو تفاؤل. وكانت سلطة حكومة الخلفاء في كلّ الأماكن؛ وكان قبل المأمون، هارون مع قدرته الفرعونية. وعندما جاء الإمام عليه السلام إلى طرف خراسان وعبر هذا المسير ظهرت شخصيّةٌ أمام الناس هي تجلٍّ للعلم والعظمة والصدق والنورانية؛ وما كان الناس قد شاهدوا مثل هذه الشخصية من قبل. فكم كان عدد الشيعة الّذين كان بإمكانهم قبل هذا أن يمرّوا من خراسان إلى المدينة ليروا الإمام الصادق عليه السلام ؟ ولكن في هذا المسير الطويل، شاهد الجميع هذا الإمام عن قرب. وكان شيئاً عجيباً مدهشاً، وكأنّ المرء ينظر إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم . فتلك الهيبة والعظمة المعنوية والعزّة والأخلاق والتقوى والنورانيّة والعلم الوسيع أحدثت هزّة, فمهما سُئل وأيّ شيءٍ طُلب منه كان الأمر بيده، وهو الشيء الّذي ما كان الناس ليروه من قبل.

وصل الإمام الرضا عليه السلام إلى خراسان ومرو وكانت مرو هي مركز تركمانستان الحالية. وبعد سنةٍ أو سنتين، استُشهد الإمام عليه السلام وفُجع الناس. وقد كان مجيء الإمام عليه السلام - وهو المُظهِر لتجلّيات أشياء لم يسمع بها الناس ولم يروها من قبل -وكذلك شهادته - الّتي أدّت إلى فاجعة كبيرة - فقد جعل مجيء الإمام عليه السلام أجواء هذه المناطق أجواء شيعية؛ لا يعني ذلك أنّ الجميع أصبحوا شيعة، لكنّهم أصبحوا محبّين لأهل البيت. ففي هذا الجوّ انكبّ الشيعة على العمل. أنتم ترون كيف أنّه وفجأةً تظهر إقامة الأشعريين في قم. فلماذا جاؤوا؟ فالأشعريون عربٌ، لقد نهضوا وجاؤوا إلى قم وبسطوا فسطاط الحديث والمعارف الإسلامية في هذه المدينة وأسّسوا مركزاً فيها. وكذلك نجد في الريّ من هم أمثال الكليني4. فشخصٌ مثل الكليني، لا يترعرع إلّا في بيئةٍ شيعيّة وبيئةٍ اعتقادية، حتّى يصبح هذا الشاب الكليني بتلك الخصوصيات. وفيما بعد أيضاً، حينما استمرّت هذه الحركة، أنتم ترون الشيخ الصدوق5 كيف أنّه يسافر إلى هرات وخراسان وأماكن أخرى ويبدأ بجمع أحاديث الشيعة، فهذا أمرٌ مهمٌّ جدّاً. فماذا يفعل محدّثو الشيعة في خراسان؟ وماذا يفعلون في سمرقند؟ من يوجد في سمرقند؟ إنّه الشيخ العيّاشي السمرقندي، هو الّذي قيل بشأنه: "في داره الّتي كانت مرتعاً للشيعة وأهل العلم"6، كما ورد في كلمات الشيخ الكشّي7. والكشّي نفسه سمقرنديٌّ. لهذا فإنّ حركة الإمام الرضا عليه السلام وفيما بعد شهادته مظلوماً، هي الّتي جعلت مثل هذه ا لأجواء لصالح الأئمّة عليهم السلام ؛ وقد نهض الأئمّة للاستفادة من هذا الأمر. فالرسائل والزيارات المتبادلة الّتي كانت تجري ما كانت تحدث بطريقة عاديّة، بل كانت كلّها تجري في الخفاء، وإلّا لو كانت علنيّةً لكانوا يقبضون على أصحابها ويقطّعون أيديهم وأرجلهم. فهل على سبيل المثال يمكن مع مثل ذلك العنف والقمع الّذي مارسه المتوكّل، ومنع فيه زيارة كربلاء، أن تصل أسئلة الناس إلى الإمام عليه السلام بسهولة، ثم ترجع إليهم الإجابات؟ أو أن تُرسل الحقوق الشرعية إلى الإمام عليه السلام ، ثم يصلهم منه الإيصالات؟ فكلّ هذا دليلٌ على وجود شبكةٍ إعلاميّة وتعليميّة عظيمة لهؤلاء الأئمّة العظماء الثلاثة.

وفيما بعد الإمام الرضا عليه السلام وإلى زمن شهادة الإمام العسكري عليهم السلام ، حدثت مثل هذه القضية. فالإمام الهادي والإمام العسكري عليهما السلام استطاعا في مدينة سامرّاء تلك، الّتي كانت في الواقع بمثابة معسكر كبير - لم تكن في ذلك الكبر، بل عاصمةٌ حديثة البناء سرورٌ لكلّ من رأى(سُرّ من رأى) حيث يجتمع فيها الرؤساء والأعيان ورجال الحكومة وبعض الناس العاديين الّذين يؤمّنون الحوائج اليوميّة - أن ينظّما كلّ هذه الروابط فيما بين جميع أقطار العالم الإسلامي. عندما ننظر إلى أبعاد حياة الأئمّة نفهم ماذا كانوا يفعلون. لهذا، لم تنحصر القضيّة في تلك الفتاوى الّتي يجيبون بها على أسئلة الناس حول الصلاة والصوم والطهارة والنجاسة. بل كانوا ينطلقون من موقعية
 الإمام بذلك المعنى الإسلاميّ الخاص به ويتحدّثون وفقه مع الناس. وبرأيي إنّ هذا البعد يمكن الالتفات إليه إلى جانب غيره من الأبعاد. أنتم ترون أنّهم عندما أحضروا الإمام الهادي عليه السلام من المدينة إلى سامرّاء، وقتلوه في سنّ الشباب عن عمرٍ يناهز 42 سنة، أو عندما يقتلون الإمام العسكري في سنّ الـ 28 سنة، فكلّ ذلك دليلٌ على هذه الحركة العظيمة للأئمّة والشيعة وأصحابهم الكبار، عبر التاريخ. ومع أنّ جهاز الحكم كان نظاماً بوليسيّاً ويعمل بشدّة فقد استطاع الأئمّة في مثل هذا الوضع أن يحقّقوا مثل هذه النجاحات. مقصودنا أنّه ينبغي مشاهدة هذه العزّة والعظمة إلى جانب تلك الغربة.(20/02/1382)

لا يوجد أيّ زمانٍ شهدت فيه روابط الشيعة وانتشار تشكيلاتهم في كلّ أرجاء العالم الإسلامي مثل زمن حضرة الإمام الجواد والإمام الهادي والإمام العسكري عليهما السلام . فوجود الوكلاء والنوّاب، وتلك القصص الّتي تُنقل عن الإمام الهادي عليه السلام والإمام العسكري عليه السلام - مثلاً عندما كان يُحضر له المال والإمام يحدّد ماذا ينبغي أن يُفعل به - دليلٌ على هذا الأمر. أي أنّه بالرغم من الإقامة الجبريّة لهذين الإمام الجليلين في سامرّاء، وقبلهما الإمام الجواد عليه السلام بنحوٍ ما، والإمام الرضا عليه السلام بنحوٍ آخر، فإنّ الارتباط والتواصل مع النّاس كان يتّسع على هذه الشاكلة. وهذه الروابط والتواصل كانت موجودة قبل زمن الإمام الرضا عليه السلام . لكن غاية الأمر أنّ مجيء الإمام إلى خراسان كان له تأثيرٌ كبيرٌ جدّاً في هذه القضية.(18/05/1384)

إنّ أئمّتنا وطيلة الـ 250 سنة للإمامة - أي منذ رحيل نبيّ الإسلام المكرّم صلى الله عليه وآله وسلم وإلى زمن وفاة الإمام العسكري - قد لاقوا الكثير من التعذيب والقتل والظلم، وحريٌّ بنا أن نبكيهم، إنّ مظلوميّتهم تستحضر القلوب والعواطف، لكنّ هؤلاء المظلومين قد انتصروا سواءٌ في مقطعٍ من الزمان أو في كلّ هذا الزمان وطوله.(30/05/1383)

1- سورة مريم، الآية: 12.
2- كلستان سعدي.
3- مناقب آل ابي طالب، ج 4، ص 447-337.
4- أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازي، المعروف بـ "الكليني"، صاحب الكتاب جليل القدر "أصول الكافي"، عاش في النصف الثاني من القرن الثالث والنصف الأول من القرن الرابع الهجري، وتوفي في شهر شعبان من سنة 329.
5- أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي المعروف بـ "الشيخ الصدوق"، من جملة فقهاء وعلماء الشيعة في القرن الرابع للهجرة. وُلد في السنة 306 للهجرة في مدينة قم. من جملة آثاره الكتاب النفيس "من لا يحضره الفقيه" الذي هو الكتاب الثاني من الكتب الشيعية الأربعة. غادر هذا الفقيه الرفيع الشأن الدنيا في العام 381 للهجرة في مدينة الري.
6- محمد بن مسعود العياشي السمرقندي، يُعتبر من جملة علماء ومفسّري الشيعة المشهورين لأواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع للهجرة.
7- محمد بن عمرو بن عبد العزيز المشهور بـ "الشيخ الكشي"، وكنتيه "أبو عمرو"، من الوجوه الّتي سطعت في أواسط النصف الأول من القرن الرابع للهجرة وهو من العلماء المعروفين وأستاذ في علم الرجال والأخبار ومن محدّيثي الشيعة.

بمناسبة ذكرى ولادة الإمام علي النقي الهادي (عليه السلام)

بمناسبة ذكرى ولادة الإمام علي النقي الهادي (عليه السلام)


#الإمام_الخامنئي:
لقد ذهب الإمام علي النقي الهادي عليه السلام إلى قصر المتوكّل بنظرة إنسان مكافح وحوّل مجلس شرابه إلى مجلس للروحانية والمعنوية. أي أنه غلبه، إلى أن قام المتوكل عند انتهاء حديثه بإحضار العطر للإمام وتوديعه باحترام. 
في مواجهة كان مطلق شرارتها خليفة مقتدر ومتشدد، شنّ الإمام الهادي حربا نفسية؛ مواجهة لا ينفع فيها السيف والرمح.
٢١/٩/٢٠٠١

موقف الإمام من تولي الحكم


بعد مقتل عثمان، توجهت أنظار الثوار إلى الإمام علي عليه السلام يطلبون منه أن يلي الحكم ولكنه أبى عليهم ذلك، لا لأنه لم يأنس من نفسه القوة على ولاية الحكم وتحمل تبعاته. فقد كان عليه السلام على أهبة الإستعداد لذلك، ولكنه كان يدرك نتيجة لوعيه العميق للظروف الإجتماعية والنفسية التي كانت تجتاح المجتمع الإسلامي في ذلك الحين أن المدّ الثوري الذي انتهى بالأمور إلى ما انتهت إليه بالنسبة إلى عثمان يقتضي عملاً ثورياً إصلاحياً يتناول دعائم المجتمع الإسلامي من النواحي الإقتصادية والإجتماعية والسياسية قد لا يتحمل أعباءه كثير من الناس.

لذلك امتنع من الإستجابة الفورية لضغط الجماهير والصحابة عليه بقبول بيعتهم له بالخلافة، فقد أراد أن يضعهم أمام اختبار يكتشف به مدى استعدادهم لتحمل أسلوب الثورة في العمل لإزالة الإنحراف الذي حصل في العهود السابقة، لئلا يروا فيما بعد أنه أستغفلهم، واستغل اندفاعهم الثوري حين يكتشفون صعوبة الشروط التي يجب أن يناضلوا الفساد الذي ثاروا عليه في ظلها1.

ولهذا أجابهم الإمام عليه السلام بقوله: "دعوني والتمسوا غيري، فإنا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول، وإن الأفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل، وعتب العاتب، وإن تركتموني فأنا كأحدكم، ولعلّي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزير خير لكم مني أمير"2.

ولكن الناس أبوا عليه إلا أن يلي الحكم، فاستجاب لهم.

سياسة الإمام عليه السلام في الحكم:

تسلم الإمام الحكم في مجتمع ورث الفساد وكانت تنتظره مشاكل معقدة كثيرة على مختلف الأصعدة، فعالنهم الإمام عليه السلام بسياسته الثورية الجديدة التي قرر أن يتبعها من أجل تحقيق الأهداف التي قبل الحكم لأجلها. ولم تكن هذه السياسة شيئاً مرتجلاً اصطنعه لنفسه يوم ولي الخلافة، وإنما كانت منهجاً مدروساً ومنتزعاً من الواقع الذي كان يعانيه المجتمع الإسلامي انذاك، ومعدة للسير بهذا المجتمع إلى الأمام، ومهيئة لتمنح هذا المجتمع المطامح التي كان يتطلع إليها.

وقد تناولت سياسته الثورية ثلاثة ميادين هي:
1- الميدان الحقوقي.
2- الميدان المالي.
3- الميدان الإداري.

1- الميدان الحقوقي:
ففيما يرجع إلى سياسته في الحقوق نادى عليه السلام بأن المسلمين سواء في الحقوق والواجبات في الإسلام، وقد كانت هناك فروق حقوقية جاهلية قضى عليها الإسلام وأعيدت في عهود لاحقة، فقريش ذات الماضي العريق في السيادة على القبائل العربية عادت في عهد عثمان إلى إيمانها بتلك الفروق، فغدا أناس ليس لهم ماضٍ مشرّف بالنسبة إلى الإسلام ونبيه صلى الله عليه وآله وسلم يتعالون على أعظم المسلمين جهاداً وسابقة وبلاء لمجرد أنهم قرشيون.. هذه الفروق المعنوية الجاهلية قضى عليها الإمام فقال عليه السلام: "الذليل عندي عزيز حتى اخذ الحق له، والقوي عندي ضعيف حتى اخذ الحق منه"3.

وقال عليه السلام في خطاب اخر: "أيها الناس، أعينوني على أنفسكم، وأيم الله لأنصفن المظلوم من الظالم بخزامته حتى أورده منهل الحق وإن كان كارهاً"4.

2- الميدان المالي:

وفيما يرجع إلى سياسة المال وقف عليه السلام موقفاً صارماً ومتشدداً. وقد ركز في سياسته المالية على نقطتين هامتين:
إحداهما: الثروات التي تكونت في أيام عثمان بأسباب غير مشروعة.
والثانية: أسلوب توزيع العطاء.

ففيما يتعلق بالنقطة الأولى: قام عليه السلام بمصادرة جميع ما أقطعه عثمان من القطائع، وما وهبه من الأموال العظيمة لطبقة الأرستقراطيين.
قال عليه السلام: "أيها الناس إني رجل منكم، لي ما لكم وعليّ‏َ ما عليكم، وإني حاملكم على منهج نبيكم، ومنفذ فيكم ما أمر به، ألاَ وإن كل قطيعة أقطعها عثمان، وكل مال أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال، فإن الحق لا يبطله شي‏ء، ولو وجدته قد تزوج به النساء وملك به الإماء وفرق في البلدان لرددته، فإن في العدل سعة، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق"5.

وفيما يتعلق بالنقطة الثانية: فقد تناولت سياسته المالية إلغاء مبدأ التفاضل في العطاء، وإعلان مبدأ المساواة، حيث ساوى في العطاء بين المعتقين والأحرار، والسابقين في الإسلام والمسلمين الجدد. ولم يفضل أحداً على أحد.

وبهذا الإجراء جسَّد الإمام عليه السلام مفهوم التسوية في العطاء بين جميع الناس الذين يتمتعون بحق المواطنة الإسلامية من دون تمييز، وقضى على شرعية التفاوت الطبقي بما له من ذيول اقتصادية ودينية، وألغى كل أشكال التمييز في توزيع الأموال على الناس مؤكداً أن التقوى والسابقية في الإسلام أمور لا تمنح أصحابها امتيازات في الدنيا، ومن كان له فضل في الإسلام لأسبقيته فالله يتولى جزاءه يوم القيامة، أما في هذه الدنيا فالناس سواسية في الحقوق والواجبات.

قال عليه السلام في إحدى الخطب الأولى التي استهل بها حكمه: "ألا وأيما رجل من المهاجرين والأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرى أن الفضل له على سواه لصحبته، فإن الفضل النير غداً عند الله، وثوابه وأجره على الله، وأيما رجل استجاب لله وللرسول فصدَّق ملتنا ودخل في ديننا، واستقبل قبلتنا فقد استوجب حقوق الإسلام وحدوده، فأنتم عباد الله، والمال مال الله، يقسم بينكم بالسوية، لا فضل فيه لأحد على أحد، وللمتقين عند الله غداً أحسن الجزاء وأفضل الثواب؛ لم يجعل الله الدنيا للمتقين أجراً ولا ثواباً، وما عند الله خيرٌ للأبرار. وإذا كان غدٌ إنشاء الله فاغدوا علينا ؛ فإن عندنا مالاً نقسمه فيكم، ولا يتخلفنّ‏َ أحدٌ منكم؛ عربيّ‏ٌ ولا عجميّ‏ٌ كان من أهل العطاء أو لم يكن إلا حضر، إذا كان مسلماً حراً".

فلما كان من الغد، غدا وغدا الناس لقبض المال، فقال لعبيد الله ابن أبي رافع كاتبه: "ابدأ بالمهاجرين فنادهم، وأعط كل رجل ممن حضر ثلاثة دنانير، ثم ثنّ‏َ بالأنصار فافعل معهم مثل ذلك؛ ومن حضر من الناس كلهم؛ الأحمر والأسود فاصنع به مثل ذلك".

فقال سهل بن حنيف: يا أمير المؤمنين، هذا غلامي بالأمس وقد أعتقته اليوم؛ فقال عليه السلام: "نعطيه كما نعطيك، فأعطى كل واحد منهما ثلاثة دنانير".
ولم يفضّل أحداً على أحد. وتخلف عن هذا القسم يومئذٍ طلحة والزبير، وعبد الله بن عمر، وسعيد بن العاص، ومروان بن الحكم، ورجال من قريش وغيرها6.

3- الميدان الإداري‏

باشر الإمام عليه السلام سياسته الإدارية بعملين:
1- بعزل ولاة عثمان على الأمصار: هؤلاء الولاة الذين كانوا من الأسباب الهامة في الثورة على عثمان لظلمهم وبغيهم وعدم درايتهم بالسياسة وأصول الحكم.
وقد قال الإمام عليه السلام في شأنهم: "ولكني اسى أن يلي أمر هذه الأمة سفهاؤها وفجّارها، فيتخذوا مال الله دولاً وعبادة خولاً، والصالحين حرباً، والفاسقين حزباً، فإن منهم الذي قد شرب فيكم الحرام، وجلد حداً في الإسلام. وإن منهم من لم يسلم حتى رضخت له على الإسلام الرضائخ"7.

فقد سبق لعثمان أن قرَّب أشخاصاً كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد طردهم أو أقصاهم، لقد رد عمه الحكم ابن أمية إلى المدينة بعد أن طرده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأصبح يسمى طريد رسول الله، واوى عبد الله بن سعد بن أبي سرح وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أهدر دمه وولاه عثمان مصر، كما ولى عبد الله بن عامر البصرة فأحدث فيها من الأحداث ما جعل المؤمنين ينقمون عليه وعلى عثمان8.

2- إسناد ولايتها إلى رجال من أهل الدين والعفة والحزم، ممن تتوافر في شخصيتهم المواصفات التي تحدث عنها علي عليه السلام في قوله: "إنه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين البخيل، فتكون في أموالهم نهمته (شهوته) ولا الجاهل فيضلهم بجهله، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه، ولا الحائف (الظالم) للدول (المال) فيتخذ قوماً دون قوم، ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق، ويقف بها دون المقاطع (حدود الله) ولا المعطّل للسنة فيهلك الأمة"9.

فولّى على البصرة عثمان بن حنيف، وعلى الشام سهل بن حنيف، وعلى مصر قيس بن سعد بن عبادة، وثبّت أبا موسى الأشعري على الكوفة، وهذه هي الأمصار الكبرى في دولة الخلافة انذاك.
وبقدر ما كانت هذه السياسات مصدر فرح للطبقة المستضعفة الفقيرة الرازحة تحت أثقال من الظلم كانت أيضاً صفعة لقريش ولغرورها وخيلائها واستعلائها على الناس، فمن أين لها بعد اليوم أن تحوز الأموال العظيمة دون أن تنفرج شفتان لتقولا لها: من أين لك هذا؟.

وكيف لها بعد اليوم أن تستعلي وتستبد، وتفرض على الناس في ظل الإسلام سلطانها عليهم في الجاهلية؟.
ولعل قادة الطبقة الثرية وزعماءها فكروا في أن يساوموا علياً على بذل طاعتهم له على أن يغضي عما سلف منهم، ويأخذهم باللين والهوادة فيما يستقبلون، فأرسلوا إليه الوليد بن عقبة ابن أبي معيط، فجاء إليه وقال: "يا أبا الحسن، إنك قد وترتنا جميعاً. ونحن اخوتك ونظراؤك من بني عبد مناف. ونحن نبايعك اليوم على أن تضع عنا ما أصبناه من المال أيام عثمان، وأن تقتل قتلته، وإنا إن خفناك تركناك فالتحقنا بالشام".

فقال عليه السلام: "أما ما ذكرتم من وتري إياكم فالحق وتركم، وأما وضعي عنكم ما أصبتم فليس لي أن أضع حق الله عنكم ولا عن غيركم..."10.
وقد كلمه الكثيرون ومنهم المغيرة بن شعبة بشأن ولاة عثمان فأشار عليه بأن يثبت هؤلاء الولاة على أعمالهم، ولكنه أبى عليه ذلك، وعزلهم بمن فيهم معاوية، وكلمه طلحة والزبير بشأن ولاية الكوفة والبصرة فردهما رداً رفيقاً.

ولما أيقن هؤلاء ومعهم الطبقة الثرية أنهم لن يفلحوا عن طريق المساومة والتهديد لجئوا إلى السعي لنقض البيعة، وقد جاء من أخبر علي عليه السلام بأنهم يدعون الناس إلى رفض البيعة مدفوعين إلى ذلك بالإمتيازات الإقتصادية والإجتماعية التي فقدوها.

فخطب الناس، وكأنه أراد بذلك أن يكشف عناصر الفتنة الجديدة، ويخرج بالمسألة من حدود الهمس والعمل في الظلام إلى الصعيد العام، ويسلط عليها وعلى زعمائها النور ويفضح أهدافهم، ويطلع الأمة على المناورة التي تريد أن تحول نتائج الثورة إلى مغانم شخصية، وتعيد الأوضاع القديمة كما كانت، فلا تحصل الأمة من ثورتها إلا على تبديل الوجوه.

وقد أكد في هذه الخطبة عزمه على مواصلة تطبيق سياسة المنهج الذي بدأ به، فقال عليه السلام: "فأما هذا الفي‏ء فليس لأحد على أحد فيه أثرة وقد فرغ الله من قسمته، فهو مال الله، وأنتم عباد الله المسلمون؛ وهذا كتاب الله به أقررنا وله أسلمنا، وعهد نبينا بين أظهرنا فمن لم يرضَ به فليتولّ‏َ كيف شاء"11.

ولكن الأرستقراطية الجديدة لم تقف مكتوفة اليدين إزاء سياسة علي عليه السلام الشرعية هذه، فقامت بحركة التمرد الأولى في البصرة (حرب الجمل) بقيادة طلحة والزبير تحت ستار الثأر لعثمان، وما هي في واقعها إلا تدبير دبّره من لم يماش الحكم الجديد أهواءهم من بني أُمية وغيرهم من المنتفعين بعهد عثمان، وقد كان القائمون بهذه الحركة يريدون أن يعطفوا أزمة الحكم إلى جانبهم بعد أن يئسوا من مساعدة الإمام عليه السلام لهم على ما يبتغون، ولكن الإمام عليه السلام قضى على الحركة في مهدها، وفر من بقي من أنصارها إلى الشام، حيث قامت حكومة برياسة معاوية بن أبي سفيان، انضوت إليها جميع العناصر المنتفعة بعهد عثمان، والتي رأت في الحكم الجديد خطراً عليها وعلى امتيازاتها الطبقية وبينما كانت حكومة الإمام تسير على نهج إسلامي خالص، أي أنها كانت تحقق للأمة أقصى قدر مستطاع في ظروفها السياسية والإقتصادية والعسكرية من الرفاهية والعدالة والأمن كان معاوية يسير على نهج اخر في الحكم يقوم على شراء الضمائر بالمال، وتفضيل طائفة بحرمان طائفة أخرى، وتعطيل السبل وتعكير الأمن. ولم يكن معاوية ليبالي في أن ينزل بدافعي الضرائب من الزراع والتجار أفدح الظلم في سبيل أن يحصل منهم على مبلغ من المال يغذي به أطماع حفنة من رؤساء القبائل العربية يؤلفون جهازه العسكري المتأهب دائماً لقمع أي حركة تحررية تقوم بها جماعة من الناس.

وقد كان من الطبيعي أن تقوم حركة تمرد أخرى وراء الواجهة نفسها بزعامة معاوية، فكانت صفين، وكان التحكيم ثم النهروان. ثم قتل عليه السلام بثمرة من ثمرات التحكيم بعد أن غرس في عقول الناس وقلوبهم المبادئ الإسلامية في الحكم وسياسة الجماعات.

خصائص حكومة علي عليه السلام:

... ليس علي بن أبي طالب بالشخصية التاريخية فحسب، إنما هو أمير المؤمنين، أي أنه بالنسبة لنا الأسوة والقدوة والنموذج. نموذج للحكومة التي ينبغي على حكامها وقادتها أن يقتدوا بسلوكه ومنهجه. وعلى الإسلاميين أن يتخذوا سلوك ومنهج علي بن أبي طالب قدوة ونموذجاً لهم.

والان إذا أردنا أن نقف على المحطات البارزة واللامعة في حياة مولى المتقين وأن نتعرف على شخصيته وحكومته، أظن أنه علينا أن ندرس نقطتين أساسيتين وحساستين. وأتصور أن شخصية أمير المؤمنين عليه السلام بعنوان أنه الحاكم وخليفة رسول الله‏ صلى الله عليه وآله وسلم تدخل في صلب هذه النقاط، طبعاً لن نتعرض في هذا البحث إلى شخصية علي عليه السلام المعنوية والعرفانية، تلك الشخصية التي كانت دائماً مرتبطة بالفيض واللطف الدائم لله سبحانه، بل سنتحدث عن علي عليه السلام كحاكم إسلامي حكم الأمة الإسلامية لفترة من الزمن.

النقطة الأولى: البارز في حياة أمير المؤمنين كحاكم هو التزامه وتعبده الكامل بما جاء به الإسلام وما ورد في شريعته، فأمير المؤمنين الذي تربّى في كنف الإسلام وفي الوقت الذي كان الرسول يتولى الحكومة ويتحمل الأذى والمصاعب في سبيل الإسلام، كان علي عليه السلام الشاب المقاتل المقدام الذي لم يجلس في بيته وينتظر وقوع الحوادث، بل كان حاضراً في كل المواجهات والتحديات. فلقد سخّر كل إمكاناته وكمالاته الإنسانية في خدمة الإسلام حيث شارك في كل الحروب والغزوات التي جرت في زمن رسول الله‏ صلى الله عليه وآله وسلم باستثناء حرب واحدة لم يشارك فيها بناءاً على طلب الرسول حيث طلب منه البقاء في المدينة. فقدم حياته للإسلام وكان حاضراً دائماً ليضحي بروحه دفاعاً عن الإسلام.

وفي ذلك اليوم الذي اجتمع فيه المسلمون على شخص غير علي عليه السلام ليسلموه الأمرة والخلافة حيث اتبع جمع الناس مجموعة صغيرة انسلخت لتبايع غير علي عليه السلام، وعلي الذي كان يرى ويعلم بأن الخلافة من حقه وهو اللائق بها، وكان يستطيع إن أراد أن يواجه أولئك ويقوم بدعوة الناس وتحريضهم، لكنه عليه السلام لم يقم بذلك وضحى لمصلحة الإسلام. وكذلك فعل أيضاً بعد وفاة الخليفة الثاني، حيث قال له نبايعك ولكنه عليه السلام رفض ذلك فهذا مخالف لما يؤمن به ويتعارض مع تكليفه والتزامه. وأدى هذا الرفض به إلى أن يتأخر باستلام الخلافة 21 عاماً أخرى. وطوال فترة حياته التي سبقت تسلمه الخلافة كان دائماً يجاهد ويتحرك في سبيل خدمة الإسلام والشريعة لذا فمن الطبيعي أن يعمل على تطبيق الأحكام الإسلامية حين تسلمه للخلافة وعلى تحكيم الثوابت الإسلامية وهذه هي الخصوصية الأولى للأمير عليه السلام، وأنتم إذا أردتم أن تقارنوا بين علي وبين الأشخاص الذين وقفوا في وجهه، ستجدون فرقاً أساسياً، فعلي عليه السلام لم يكن حاضراً إلا ليتحرك ويعمل لأجل الإسلام الذي قد عرفه وامن به.

النقطة الثانية: في شخصية أمير المؤمنين عليه السلام والتي ترتبط بكونه حاكماً إسلامياً. فعلي الحاكم لم يكن مستعداً على الإطلاق أن يهادن ويصالح الأشخاص الذين لم يكونوا يتحركون في ضمن خطه ومسيرته. أي الذين لم يتحركوا في خط الإسلام وفي سبيل الله، وحياة علي تشير إلى ذلك، فعليٌ عليه السلام تلميذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لم يكن مستعداً للمسايرة كالنبي صلى الله عليه وآله وسلم نفسه، الذي كان يتحرك في سبيل تحقيق الأهداف المقدسة. وحياة النبي كلها شاهدة على رفض المهادنة والأهواء والأنانيات، ولو كان أمير المؤمنين عليه السلام مستعداً أن يهادن لكان استطاع أن يحد من نفوذ القادة والشخصيات المعادية له والبارزة في وسط الناس والتي تتمتع بقدر من الإحترام لديهم، وأن يخرس ألسنة الذين انتقدوه، ولو كان أيضاً مستعداً أن يخفف من مواجهته لأعداء الإسلام والحكومة الإسلامية فمن المؤكد لم تكن لتواجهه كل هذه المشاكل والمصاعب له.

وهنا كان امتياز علي عليه السلام الحاكم، عن غيره من الحكام، فأولئك كانوا مستعدين أن يتحالفوا مع أي طرف ضد عدوهم فنرى معاوية وعمرو بن العاص المتنافسين والمتخالفين مع بعضهما، يقفان جنباً إلى جنب لمواجهة علي عليه السلام. وكذلك إذا نظرنا إلى طلحة والزبير من جهة وإلى معاوية من جهة أخرى. فلقد كانوا متعادين، لكنهم كانوا مستعدين أن يتحدوا وأن يقفوا جنباً إلى جنب لمحاربة علي بن أبي طالب عليه السلام بينما علي عليه السلام رفض أن يتحالف مع طلحة والزبير ضد معاوية. فبالنسبة لأمير المؤمنين‏ عليه السلام هذا التحالف مخالف للنهج الإسلامي، معاوية عدو ومخالف وبنفس الدليل فطلحة والزبير أعداء لا يمكن مسايرتهم والتحالف معهم، هذه أيضاً من خصوصيات علي عليه السلام.
الإمام الخميني قدس سرهم "الدروس العظيمة"

1- راجع للتوسع ثورة الحسين، لمحمد مهدي شمس الدين ص‏38 35.
2- نهج البلاغة، ج 1، ص‏217.
3- نهج البلاغة، ج 1، ص‏217.
4- نهج البلاغة.
5- نهج البلاغة، ج 1، ص‏59 وشرح النهج ج 1، ص‏270 269.
6- شرح نهج البلاغة، 38 37/7.
7- نهج البلاغة.
8- النظم الإسلامية نشأتها وتطورها، د. صبحي الصالح، ص‏91.
9- نهج البلاغة، صبحي الصالح، رقم 131، ص‏189.
10- شرح نهج البلاغة، 39 38/7.
11- المصدر السابق، 40 39/7.

الأحد، 27 سبتمبر 2015

لن يتم نسيان هذه القضية وستلاحقها الشعوب بجدية تامة

لإمام الخامنئي:
لن يتم نسيان هذه القضية وستلاحقها الشعوب بجدية تامة وعلى‫#‏السعوديين‬ تحمل كافة مسؤولياتهم بدل التهرب واتهام هذا وذاك والإعتذار من الأمة الإسلامية والعوائل المفجوعة.
٢٧/٠٩/٢٠١٥
_____________
‫#‏إدارة_فاشلة‬ ‫#‏تدافع_مشعر_منى‬ ‫#‏تدافع_منی‬ ‫#‏منى‬ ‫#‏الحج‬ ‫#‏حج‬ ‫#‏مکه‬‫#‏عربستان‬ ‫#‏سعودي‬ ‫#‏السعودي‬ ‫#‏كعبه‬ ‫#‏الحج1436‬ ‫#‏الحج١٤٣٦‬‫#‏ال_سعود‬ ‫#‏السعوديه‬ ‫#‏الادارة_السعودية_الفاشلة‬
______________

لقد أثقل هذاالحزن على قلوبنا وقلوب جميع المسلمين

الإمام الخامنئي:
يعجز الإنسان عن تصّور نفسه خاليا من هذاالحزن ولوللحظة واحدة.لقد أثقل هذاالحزن على قلوبنا وقلوب جميع المسلمين في الأيام الأخيرة.
٢٧/٠٩/٢٠١٥
_____

اكثر من 100 قتيل

الإمام الخامنئي:
تراود العالم الإسلامي أسئلة كثيرة وفقدان ما يفوق الألف إنسان أرواحهم في هذا الحادث ليس بقضية عابرة. لذلك على العالم الإسلامي التفكير بحل لهذه القضية.
٢٧/٠٩/٢٠١٥

#إدارة_فاشلة #تدافع_مشعر_منى #تدافع_منی #منى #الحج #حج#مکه #عربستان #سعودي #السعودي #كعبه #الحج1436#الحج١٤٣٦ #ال_سعود #السعوديه #الادارة_السعودية_الفاشلة
_____

عليهم الاعتذار تحمّل المسؤولية

#الإمام الخامنئي:
على الحكام السعوديين تحمّل مسؤولياتهم في هذا الحادث الثقيل والعمل بلوازمه عبر التماس العذر من الأمة الإسلامية والعوائل المفجوعة بدل التهرب واتهام هذا وذاك.
٢٧/٠٩/٢٠١٥
____

وافق الإمام الخامنئي على طلب حجة الإسلام والمسلمين شهيدي ممثل الولي الفقيه

وافق الإمام الخامنئي على طلب حجة الإسلام والمسلمين شهيدي ممثل الولي الفقيه ورئيس مؤسسة الشهيد وشؤون المضحّين دفن ضحايا فاجعة منى في رياض الشهداء.
جاء رد الإمام الخامنئي على الشكل التالي: "إن دفن أجساد هؤلاء الأعزاء في رياض الشهداء لأمر مستحق"

الخميس، 24 سبتمبر 2015

نداء الإمام الخامنئي‬ بمناسبة أسبوع ‫ ‏الدفاع المقدس‬ ويوم تكريم الشهداء والمضحّين

بسم الله الرحمن الرحيم
عجز مرور الزمان وسيعجز - إن شاء الله- عن إخماد شعلة اسم وذكرى الشهداء الأعزاء.
‫#‏الشهيد‬ والشهادة مظهر الحياة والبقاء والحضور والسطوع في الثقافة الإسلامية؛ وعلينا نحن أن نُحصّل العُلوّ والخلود لأنفسنا ومجتمعنا وبلدنا عبر ارتباطنا واتصالنا بهذا المفهوم الخالد والرفيع. إن تسمية يوم من أسبوع الدفاع المقدس بهذا الإسم المبارك هو أداء واجب وتكليف في هذا الخط.
سلام الله على أرواح الشهداء الطيبة وعلى عوائلهم الصابرة.
السيد علي الخامنئي
٢٤/٩/٢٠١٥

الاثنين، 21 سبتمبر 2015

النظر إليكم يحكي عظمة ذاك الإمام وتلك الثورة

#الإمام_الخامنئي:
النظر إليكم يحكي عظمة ذاك الإمام وتلك الثورة التي استطاعت أن تربيكم على هذا النحو وترسلكم إلى ساحات القتال.
٢٠/٠٩/٢٠١٥

الأحد، 20 سبتمبر 2015

النسوة اللواتي يتولّين عناء رعايتكم

‫#‏الإمام_الخامنئي‬:
هؤلاء النسوة اللواتي يتولّين عناء رعايتكم كزوجات، مضحيات بكل ما للكلمة من معنى وخدمتهن ذات قيمة عالية. عناء رعاية المريض ليس بأقل من المرض ذاته إن لم يكن أشدّ وأكبر.
٢٠/٩/٢٠١٥

المشرف : الشيخ ابو علي الفاطمي @@ 2015 @@

Designed by Templateism