الحرب الناعمة في كلمات وخطابات الإمام الخامنئي دام ظله
| ||||||||||||||||||||||
|
إظهار الرسائل ذات التسميات حرب الناعمة. إظهار كافة الرسائل
إظهار الرسائل ذات التسميات حرب الناعمة. إظهار كافة الرسائل
الأربعاء، 3 فبراير 2016
الحرب الناعمة في كلمات وخطابات الإمام الخامنئي دام ظله
بواسطة:أدمن
9:28 ص
أرشيفية لخطابات الإمام الخامنئي حول الحرب الناعمة
بواسطة:أدمن
9:12 ص
تحدث السيد القائد عن الحرب الناعمة في خمس عشرة مناسبة على الأقل هي على التوالي:
1ـ بتاريخ 14/5/2009 لدى استقباله عوائل شهداء كردستان.
2ـ بتاريخ 26/8/2009 أثناء لقائه حشداً من طلبة الجامعات.
3ـ بتاريخ 30/8/2009 أثناء لقائه أساتذة الجامعات وأعضاء الهيئات التعليمية ورؤساء مراكز الأبحاث.
4ـ بتاريخ 5/9/2009 أثناء لقائه جمعاً من الأدباء والفناين والشعراء والمثقفين.
5ـ بتاريخ 24/9/ 2009 أثناء استقباله رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة.
6ـ بتاريخ 3/7/2010 أثناء لقاء مسؤولي الإذاعة والتلفزيون.
7ـ بتاريخ 11/7/2010 لدى استقباله مسؤولي ومساعدي مكاتب ممثليات القائد في الجامعات.
8ـ بتاريخ 24/10/2010 لدى استقباله حشوداً من قوات التعبئة.
9ـ بتاريخ 26/10/2010 لدى استقباله حشوداً من الشباب الإيراني.
10ـ بتاريخ 29/12/2010 لدى استقباله جمعاً من شرائح أهالي محافظة كيلان.
11ـ بتاريخ 8/2/2011 لدى استقباله قادة ومنتسبي سلاح الجو والدفاع الجوي.
12ـ بتاريخ 3/3/2011 لدى زيارته لوزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية.
13ـ بتاريخ 29/5/2011 في تصريح لسماحته حفظه المولى.
14ـ بتاريخ 22/6/2011 لدى توجيهه كلمة في مراكز الأبحاث العلمية.
الأربعاء، 25 نوفمبر 2015
أصل مقولة الحرب الناعمة طبقا للوثائق والمستندات التاريخية
بواسطة:أدمن
1:24 ص
الأمن
القومي الصهيوني ميخائيل ميلشتاين "إن تفوق إسرائيل يحتاج إلى معركة صبورة
استنزافية مديدة السنين لا ترتكز فقط على كسر القوة العسكرية لقوى
المقاومة وإنما تسعى أيضا لتقويض المراكز التي تتبلور فيها الأفكار ومنها
تنغرس في وعي الجمهور. وفي هذا الإطار يبرز على وجه الخصوص دور أجهزة
الإعلام والتعليم والمراكز الدينية في بيئة المقاومة ويبدو أنه فقط بعد أن
نحدث التغيير الجوهري والطويل الأجل في أنمـاط عمــل هذه المدارس والجامعات
ووسائل الإعلام والمساجد والمؤسسات الدينية يمكن أن نلغي فكرة المقاومة من
الوعي أو نهزمها"[1].
وقد
تطور هذا الاصطلاح ومر بثلاث محطات، المحطة الأولى سنة 1991 أي بعد سقوط
الإتحاد السوفياتي وشعور الأمريكيين بنشوة النصر في الحرب الباردة وتسلمهم
زعامة العالم، حينها أصدر جوزيف ناي كتابه الأول " مفارقة القوة " ومن ثم
أتبعه على أثر هجمات 11 أيلول العام 2001 بإصدار كتابه الثاني "ملزمون
بالقيادة" وتوج مشروعه في كتابه الشهير "القوة الناعمة SOFT POWER" في العام 2004 بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق.
ومنذ
العام 2008 وبعد فشل الاندفاعة العسكرية الصلبة لأمريكا في أفغانستان
والعراق وصدور توصيات لجنة بيكر هاملتون لتعديل الخطة الأمريكية للمنطقة
للحد من الأكلاف العسكرية والبشرية والمالية للحروب تمكن مجموعة من الخبراء
والباحثين الإستراتيجيين من إدراج مقولة الحرب الناعمة في صلب هذه الخطة
المرسومة على ضوء مجموعة نقاشات معمقة حصلت في أروقة مراكز ومعاهد الأبحاث
المتخصصة بصناعة القرار الأمريكي بين مفكرين عن الحزبين الجمهوري
والديمقراطي وتحت إشراف معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية CSIS
وقد توصل الفرقاء على أثرها إلى تسوية تقوم على دمج وتناغم سياسات القوة
الصلبة والقوة الناعمة في إطار معادلة واحدة أطلق عليها "القوة الذكية[2] Smart power".
وقد
عرفت وزيرة خارجية أمريكا الحالية هيلاري كلينتون القوة الذكية بأنها
"تسخير كل الأدوات التي تتوفر لدى الولايات المتحدة الأمريكية سواء
الاقتصادية والعسكرية والسياسية والقانونية والثقافية والإعلامية، والبحث
عن الأداة الملائمة من بين هذه الأدوات بما يتناسب مع كل وضع دولي"[3].
وقد
بلورت لجنة تخطيط السياسات في الخارجية الأمريكية بالتنسيق مع الجهات
الأخرى في الإدارة الأمريكية سياسات جديدة تم وضعها قيد التطبيق منذ سنوات
في إطار مشروعين اثنين:
1ـ مشروع Century statecraft st21
صناعة الدول في القرن الحادي والعشرين بهدف إحداث التغييرات في البنى
السياسية لبعض الدول وخاصة المناوئة لأمريكا من خلال توظيف التكنولوجيا
الاتصالية والإعلامية عبر تشكيل قوى سياسية ومدنية وشبابية في ساحة الخصم
تؤمن بالأفكار والقيم والسياسات الأمريكية ويتم التواصل معها عبر الإنترنت
ووسائل الإعلام، ويمكن ترميز هذا المشروع بما أطلق عليه إعلاميا بثورة
الديمقراطيات الرقمية.
2ـ مشروع Diverting The Radicalization Track
ويقوم على "إعادة توجيه مضمار التطرف "ويعني الاتصال بالبيئة السياسية
للجماعات والنظم المتطرفة والمعادية وفتح حوارات معها عبر جهات ثالثة أو من
خلال واجهات مدنية والسعي لتوجيه زخمها وامتصاص عنفها وتحويل حراكها
وإشراكها في إطار اللعبة الديموقراطية بما يخدم المشروع الأمريكي[4]، وقد
ساعد على إرساء وتصميم هذه المشاريع والسياسات شخص مغمور في الإدارة
الأمريكية، وهو الرجل الأصغر سنا في الإدارة الأمريكية والأكثر ابتكارا
للأفكار
والسياسات[5] عنينا به مدير قسم غوغل للأفكار google idea ورئيس قسم تخطيط السياسات في الخارجية الأمريكية جارد كوهين[6] jard Cohen.
وعلى
هذا الضوء ندرك أن مصطلح الحرب الناعمة ولد في سياق المحطات الكبرى
والحروب والأحداث العسكرية المفصلية لنهايات القرن العشرين وبدايات القرن
الواحد والعشرين وتحت تأثير قفزات التطور الهائلة التي حدثت في عالم وسائل
الاتصال والإعلام، وهو منتج جديد مبتكر ومشتق من روح الحرب الباردة ولكن
بغلاف جديد وبتقنيات وآليات وسياسات ومشاريع جديدة وموجه إلى جمهور جديد
وبمواجهة عقيدة جديدة هي الإسلام وضد بلدان وقوى جديدة خاصة إيران وسوريا
وقوى المقاومة والممانعة ضد المشروع الأمريكي الأطلسي الإسرائيلي في
المنطقة.
ثانيا: الحرب الناعمة في الفهم والتعريف الأمريكي
عرّف
مايكل آيزنشتات الباحث المتخصص في الدراسات الأمنية والعسكرية في معهد
واشنطن لدراسات الشرق الأدنى[7] الحرب الناعمة بأنها " استخدام الأقوال
والأفعال والصور الإنفعالية كجزء من حملة تواصل إستراتيجي طويلة المدى
لتشكيل الحالة النفسية لبلد معادٍ لأمريكا مثل إيران". وحدّد أن نسبة
الأقوال والتصريحات الإعلامية يجب أن تشكل20% من حملة التواصل الإستراتيجي
الناعمة، في حين تتشكل 80 % الباقية من برامج وأفعال وتحركات ملموسة على
الأرض"[8].
في
حين جنح جوزيف ناي نحو التعريف الدبلوماسي والتنظيري تاركا الجانب
التطبيقي للأجهزة والوكالات ومراكز الأبحاث باعتبار أنه يشغل منصب أكاديمي
هو عمدة كلية الدراسات الحكومية في جامعة هارفرد فقال "القوة الناعمة هي
القدرة على تشكيل تصورات الآخرين" وهي "الحصول على ما تريد عن طريق
الجاذبية بدلا عن الإرغام أو دفع الأموال. وتنشأ القوة الناعمة من الجاذبية
الثقافية لبلد ما، والمثل السياسية التي يحملها، والسياسات التي ينتهجها
في الواقع، وعندما تبدو السياسات الأمريكية مشروعة بنظر الآخرين تتسع القوة
الناعمة الأمريكية. وعندما نجعل الآخرين يعجبون بالمُثل التي نؤمن بها،
ونجعلهم يريدون ما نريد فإننا لن نضطر إلى الإنفاق كثيرا على موارد
السياسات التقليدية - العصا والجزرة - أي على عوامل الإرغام العسكري
والإغراء الاقتصادي. ومن أهم المثل الأمريكية التي لها قدرة على تحريك وجذب
الآخرين نحونا الديمقراطية وحقوق الإنسان وإتاحة الفرص للأفراد"[9].
وأضاف
أن القوة تنقسم إلى ثلاثة أشكال وأنواع "القوة الاقتصادية والقوة الصلبة
العسكرية والقوة الناعمة" وعلى هذا الأساس فالقوة الصلبة لا تنفصل عن القوة
الناعمة والقوة الاقتصادية، فهذه القوى الثلاث تشكل أبعاد وزوايا القوة
والتفوق والهيمنة والسيطرة في السياسة الدولية. وينبغي لمن يتصدى للعمل في
الإستراتيجيات والسياسات الدولية أن يعرف أن "جدول أعمال السياسة العالمية
قد أصبح اليوم مثل لعبة الشطرنج ثلاثية الأبعاد لا يمكن الفوز بها إلا إذا
لُعبت بطريقة عمودية وأفقية". ومشكلة بعض اللاعبين والزعماء أنهم لا
يستطيعون اللعب إلا في اتجاه أو بعد واحد – أي إما إعلان وشن الحروب
العسكرية أو فرض العقوبات الاقتصادية"[10]...
وتابع
يقول "إن سياق القوة قد تغير بفعل عوامل لها صلة بالعولمة وانتشار وسائل
الإعلام والاتصال والمعلومات ويقظة المشاعر القومية والإقليمية وعدم ردعية
السلاح النووي وضمور وضعف شهوة الغزو والاستعمار العسكري لدى الدول الكبرى
ما أدى إلى تغيير وتبدل في أشكال القوة، لأن معادلات القوة لا تعمل إلا في
السياق والإطار الذي توجد فيه علاقات وموازين القوة. فالدبابة لا تصلح لحرب
المستنقعات والغابات، والصاروخ والمدفعية لا يصلحان لجذب وكسب الآخرين.
ومن ناحية أخرى القوة الناعمة هي الأكفأ والأفعل في عالم اليوم على توفير
القدرة على التأثير في سلوك الآخرين للحصول على النتائج والأهداف المتوخاة
بدون الاضطرار إلى الاستعمال المفرط للعوامل والوسائل العسكرية والصلبة،
وهي الأقدر على تشكيل تفضيلات وخيارات الآخرين وجدول أعمال الآخرين
السياسي، وكل دولار يُصرف في مجالات القوة الناعمة أفضل وأجدى بأضعاف من
صرف 100 في مجالات القوة الصلبة"[11].
ثالثا: الحرب الناعمة بند على جدول أعمال خطة تحركات كبرى وشاملة
أصبحت
الحرب الناعمة إذا جزءا رئيسا من الإستراتيجية الأمريكية للمنطقة. وهذه
الحرب تبلورت في خلايا التفكير الأمريكية في العام 2006 وأقرت رسميا في
الكونغرس الأمريكي في العام 2008 كما كشف عن بعض تفاصيلها الصحافي الأمريكي
الشهير سيمور هرش[12] ومن يطلع على أرشيف المخابرات الأمريكية CIA
التي تسربت بصورة علنية على شكل وثائق مؤخرا[13] وما تسرب من وثائق على
موقع ويكيليكس يفهم ترابط الإستراتيجيات والسياسات وآليات التخطيط والتحرك
لدى الأجهزة والأذرع التنفيذية للإدارة الأمريكية التي عهد إليها مباشرة
الحرب الناعمة على إيران والمتحالفين معها. فقد يظن ويتوهم بعضهم أن الحرب
الناعمة هي فقط حرب إعلامية أو ثقافية أو سياسية منفصلة عن أي تحرك له صلة
بالعمل الاستخباراتي والعسكري والعملاني على الأرض، وهذا خطأ منهجي ووهم
كبير، لأن من يقرأ بنود الميثاق الرسمي لوكالة المخابرات المركزية
الأمريكية CIA
ويمعن النظر ببعض بنوده يعثر على عنوان مخصص للانقلابات يتيح "اغتيال وحذف
شخصيات مؤثرة في الجبهة المعارضة للنظام المستهدف في سبيل دعم أهداف نفسية
ودعائية في إطار خطة تحرك كبرى" وبند يتيح "تسليح جماعات منشقة عن النظام
المستهدف" وبند يتيح "شراء ذمم زعامات وكتاب صحف ومدراء إذاعات ودور نشر
ومحطات تلفزيونية"[14].
إذا الإدارة الأمريكية تعمل وفق خطة منسجمة وشاملة ومتوازية على 3 خطوط:
أ
ـ الخط الأول يقوم على دعم الجماعات المسلحة الإرهابية الخارجة على النظام
الإسلامي (منظمة مجاهدي خلق وجماعة جند الله البلوشية وجماعة بيجاك
الكردية وجماعة عرب الأهواز) والتلويح بشن حرب عسكرية أمريكية إسرائيلية
لأجل الردع وفي إطار الحرب النفسية.
ب
ـ الخط الثاني الذي بقي طي الكتمان فيتضمن العمل على دعم التيارات
والشخصيات السياسية الإيرانية المعارضة من داخل النظام الإسلامي نفسه، هذا
الدعم قد لا يكون منسقا مع هذه التيارات والشخصيات المعارضة، لأن هدفه زج
هذه التيارات والشخصيات في معارك داخلية لتدمير وكسر الثقة مع أركان
النظام، وهنا تبرز إحدى ميزات وتكتيكات الحرب الناعمة كما سنبين إنشاء
الله.
ت
ـ الخط الثالث يقوم على دعم شبكات شبابية وطلابية وإعلامية وإفتراضية على
الإنترنت لتشويه سمعة النظام ورموزه ورفع شعارات معادية وبث إشاعات وأخبار
مزورة، هذه الإجراءات تحدث عنها بالتفصيل أحد الباحثين الغربيين[15].
وبالتالي
فالحرب الناعمة على إيران جزء من حرب حقيقية 100% وهي حلقة في مخطط ثلاثي
الأبعاد يعمل على توزيع الأدوار على ثلاثة مستويات:
أ ـ الحرب الناعمة لتدمير موارد إيران الناعمة وضرب امتداداتها وتأثيراتها.
ب ـ الحرب الصلبة العسكرية في إطار الحرب النفسية والاحتواء والردع.
ت ـ الحرب الاقتصادية والحصار والعقوبات الاقتصادية لإضعاف مواردها وإمكاناتها وشلّ قدراتها.
هذه الحلقات تقع في إطار وسياق خطة واحدة منسجمة تنفذها غرفة عمليات واحدة تنسق بصورة يومية بين وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع (البنتاغون) في إطار جبهة ومعركة واحدة.
ومن
ناحية ثانية، يكفي أن نشير إلى أن من وضع أسس هذه الحرب كلهم قيادات
وكوادر عملوا في وزارة الدفاع الأمريكية كنواب ومساعدين لوزراء
الدفاع
أو كباحثين في مراكز الدراسات والأبحاث المرتبطة بدوائر القرار الأمريكي،
وبالتالي فهؤلاء من متخرجي المؤسسات العسكرية والأمنية وليسوا من خريجي
كليات الفنون الجميلة أو كليات العلوم الإنسانية.
وبناء
عليه لا يعني الحديث عن إستراتيجية ومشروع الحرب الناعمة فصل تناغمها عن
القوة الصلبة، لأن أمريكا ستبقى محتاجة إلى القوة العسكرية والأمنية
لمواجهة " الإرهاب وتحقيق الاستقرار" حسب ما أفصح عنه منظر الحرب الناعمة
جوزيف ناي قائلا "الحفاظ على سطوة القوة الصلبة جوهري للأمن القومي
الأمريكي" وأضاف "أنا كنائب سابق لوزير الدفاع الأمريكي لا يمكن لأحد أن
ينافسني أو يزايد أمامي في مدى معرفتي واقتناعي بأهمية القوة العسكرية
الصلبة ولكننا لن ننجح بالسيف وحده. ولقد نجحنا بمواجهة الإتحاد السوفياتي
ليس بالقوة العسكرية والردع العسكري فحسب، وليس من خلال عمليات الحرب
الباردة، بل بسبب القوة الناعمة التي قدر لها أن تساعد في تحويل الكتلة
السوفياتية من الداخل، ولو استغرق ذلك عشرات السنين. فالعبرة الأهم هي
الصبر والنفس الطويل والمزج والتوازن بين القوتين الصلبة والناعمة وتلك هي
القوة الذكية"[16].
رابعا: كل فضائية تعادل سرب طائرات في معادلات القوة الناعمة
الحرب
كمفهوم ومصطلح معجمي تعني غالبا " النزاع المسلح بين دولتين أو أكثر من
الكيانات غير المنسجمة الهدف منها إعادة تنظيم الجغرافية السياسية للحصول
على نتائج وغايات ". وقد أضاف إليها المنظر العسكري التاريخي كارل فون
كلاوزفيتز نظرته الثاقبة والعميقة عندما قال إن "الحرب هي عمليات مستمرة من
العلاقات السياسية ولكنها تقوم على وسائل مختلفة. وإن لكل عصر نوعه الخاص
من الحروب، والظروف الخاصة، والتحيزات المميزة"[17].
وبالتالي
فالحرب الناعمة شكل من أشكال الحروب تتخذه الدول عند انسداد الخيارات
العسكرية أمامها بمواجهة دولة أو كيان أو حزب معادٍ لمصالحها.
وهذا
ما نوّه إليه وزير الإرشاد الإسلامي الإيراني السيد محمد حسيني عندما قسم
أنواع الحروب إلى ثلاثة أشكال، الشكل العسكري وقد انتهى مع أفول الحرب
العالمية الثانية، والشكل الذي اتخذته الحرب الباردة وقد انتهى مع سقوط
الاتحاد السوفياتي، والشكل الجديد أي الحرب الناعمة وقد بدأ منذ العام 1991
ولن ينتهي في المدى المنظور"[18].
وقد
حدد كل من جوزيف ناي وهو نائب سابق لوزير الدفاع الأمريكي وجيمس غلاسمان
وهو مدير مركز جورج بوش الابن للدراسات والوكيل السابق لهيئة حكام البث
الإعلامي الحكومي ومايكل دوران وهو نائب مساعد وزير الدفاع للشؤون
الدبلوماسية سابقا وغيرهم من المنظرين الاستراتيجيين الذين عالجوا الحالة
الإيرانية السيناريوهات الموضوعة أمام القيادة الأمريكية للتعامل مع النظام
في إيران حاصرين إياها في أربعة احتمالات[19]:
1ـ المواجهة العسكرية المكلف جدا بسبب جغرافية وتضاريس إيران وإمكاناتها.
2ـ التسوية السياسية، وهذا الأمر غير مرغوب فيه من طرف الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل.
3ـ الحرب الناعمة بهدف "تغيير شخصية القيادة الإيرانية" وهو الحل الذي رجحه أغلب الخبراء.
4ـ ترك إيران تتقدم في هذه المنطقة المهمة من العالم وهذا الأمر مستحيل.
وعلى
ضوء هذا الأساس الذي بّينّاه... وإذا قرأنا جيدا مقولة الإمام الخامنئي
دام ظله عندما قال إن "وسائل الإعلام في هذا العصر لها قدرة تدميرية تعادل
القنبلة الذرية" لا نكون في موقع المبالغة إذا حددنا أن كل فضائية معادية
تعادل سرب طائرات أو حاملة طائرات في قوتها الناعمة في سياق معادلات هذه
الحرب الجديدة، وكل موقع أو شبكة انترنت تعادل مدفعا ثقيلا في قوتها
الناعمة، وكل مقالة أو تصريح يعادل قذيفة صاروخية في قوته الناعمة، كما أن
كل تصريح أو خطاب لقائد من قادة الفتنة يوازي كمينا بعبوة ناسفة متفجرة في
قوته الناعمة. فهذه هي أسلحة الحرب الناعمة.
وإذا
كان الإمام الخامنئي دام ظله قد حدد التكليف بالمقاومة والصمود في مواجهة
هذه الحرب فلا ينبغي أن نفكر بالرد وفق أساليب وآليات الرد الثقافي
والإعلامي الكلاسيكي أي من صنف الرد الفكري العادي المتعارف عليه في عالم
الثقافة والإعلام الذي يرتكز على أساس أن هناك صراعا حضاريا وفكريا
وثقافيا!! فهذا ينم عن فهم مبتور للقضية برمتها كما بينا وفصلنا، بل ينبغي
الرد من خلال تأسيس فضائيات ومواقع إنترنت وصحف ومؤسسات تعمل على إبتكار
إستراتيجيات وتكتيكات إعلامية وثقافية مضادة على ضوء المعارف والخبرات
والمعادلات العلمية لمواجهة الحرب الناعمة وفي إطار خطة مدروسة ومضادة لا
تهدر الطاقات ولا تضيع الأوقات في بث برامج ومواد خارجة عن السياق ولا صلة
لها بمواجهة هذه الحرب الدائرة !!.
ولهذا
ينبغي تأسيس مراكز أبحاث وكليات ومعاهد لدراسة الحرب الناعمة وتدريب كوادر
على أسس هذه الحرب وتخريج عناصر وضباط وقادة يقاتلون في جبهات هذه الحرب،
وهذا الأمر تحدث عنه الإمام القائد أعزه المولى عندما شبه أساتذة الجامعات
ومراكز البحث العلمي والطلاب المخلصين وعلماء الدين بأنهم قادة وضباط جبهة
الحرب الناعمة، وهو كان تشبيها واقعيا ميدانيا وليس تشبيها مجازيا أدبيا أو
بلاغيا.
خامسا: تغيير شخصية القيادة في إيران هدف مركزي للحرب الناعمة
شرح
كل من الباحث الإستراتيجي في مركز بوش الابن والوكيل السابق لوزارة
الخارجية الأمريكية لشوؤن الدبلوماسية العامة جيمس غلاسمان ومايكل دوران
نائب وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الدبلوماسية (2007 – 2008) وهما من رجالات
الإدارة الأمريكية كيفية تصميم شن حرب ناعمة على إيران بالفكرة الآتية
"يجب على أمريكا دعم المعارضة الإيرانية لتحقيق هدف سياسي يتمثل في تغيير
شخصية القيادة الإيرانية". وأضافا معا "يجب أن تكون كل الخطوات المعلنة
وغير المعلنة منسقة ضمن حملة لتحقيق هذا الهدف"[20].
وعللا
ذلك بما أن الخيار العسكري مستبعد في المواجهة مع إيران، وترك إيران تتقدم
أمر مستبعد أيضا، وكذلك عقد تسوية معها أمر مستبعد فيجب حتما اعتماد خيار
الحرب الناعمة بهدف تغيير شخصية القيادة في النظام الإسلامي في إيران من
خلال سلسلة خطوات ومهمات ذكر منها[21]:
1ـ
تقديم الدعم المعنوي والتنظيري للثورة الخضراء، أي تعليم وتدريب كوادر
الثورة المضادة وتزويدهم بالأفكار والتجارب العالمية كتلك التي حصلت في
أوروبا الشرقية وجورجيا وأوكرانيا بما يساعدها على النجاح، وينبغي أن يسند
الدور الرئيس في هذه المهمة إلى فريق ثالث، لا إلى أمريكا.
2ـ
فرض عقوبات لشلّ الاقتصاد الإيراني وربط العلاقة ما بين "عدوانية النظام
وشعاراته وبين علل الاقتصاد الإيراني" أي دفع الناس للاعتقاد بأن سبب
المشاكل المعيشية والاقتصادية هي أفكار وشعارات النظام الإسلامي في إيران
وليس العقوبات الدولية.
3ـ بذل كل الجهود لزيادة التواصل المفتوح بين الرأي العام الإيراني والعالم.
4ـ
شن حملات إعلامية لدحض الأفكار التي يروجها النظام الإسلامي في إيران حول
جدوى العداء للغرب وعدم أهمية البرنامج النووي للشعب الإيراني من النواحي
الاقتصادية والتكنولوجية والسياسية وغيرها أي يجب ضرب شعارات الثورة
وتجويفها وإثبات فشلها.
وخلصا
إلى أن أي برنامج تواصل استراتيجي جاد يمكنه أن يحتوي على العشرات بل
المئات من البرامج، ويجب أن تشارك فيه الوكالات الحكومية الأمريكية والقطاع
الإعلامي الأمريكي الخاص.
نشير
إلى أن مصطلح "تغيير الشخصية" أستعمل في عدة حقول في الولايات المتحدة
الأمريكية، وهو جاء إلى قاموس الدوائر السياسية والإستخباراتية الأمريكية
من مناهج علم النفس السلوكي، فاستعمل أولاً من قبل وكالة الاستخبارات
المركزية CIA
في وثيقتها الخاصة في بند التحقيقات والاستجوابات، كما أستعمل في الاقتصاد
السياسي تحت بند تغيير شخصية اقتصاديات الدول الخارجة من المنظومة
الشيوعية ونقلها عبر أسلوب الخصخصة وبيع القطاع العام نحو الرأسمالية
واقتصاد السوق، والآن استعمل هذا المصطلح في مجال الإستراتيجيات والعلاقات
الدولية بهدف تغيير شخصية القيادة في النظام الإسلامي في إيران، وتغيير
الشخصية حسب علم النفس السلوكي يعني "تعديل وظيفة الشخصية من خلال إزالة
ومحو وتنظيف المكونات الذهنية والنفسية السابقة والبدء بعملية القيادة
النفسية والفكرية لهذه الشخصية نحو أفكار ومفاهيم واتجاهات جديدة"[22].
وبناء
عليه فعندما يتحدث الأمريكيون عن " تغيير شخصية القيادة في النظام
الإسلامي في إيران" فهذا يعني محو وإزالة وتنظيف المكونات الذهنية والنفسية
السابقة لشخصية القيادة والنظام في إيران من خلال حرب ناعمة وحملات تواصل
إستراتيجي تستمر لأعوام، ومباشرة القيادة الفكرية والسياسية والنفسية لهذا
النظام لإنتاج وزرع مكونات شخصية جديدة مع ما يستتبعه ذلك من استبدال
للمفاهيم والأفكار والتوجهات والشعارات"..
ويمكن
هنا للمراقب أن يلاحظ حجم التطابق بين الأفكار والشعارات التي رفعت في
شوارع طهران من قبل ما سمي بالثورة الخضراء وبين نظرية "تغيير شخصية
القيادة في النظام الإسلامي في إيران".
سادسا: استغلال الفجوات الباطنية والظاهرية بين قيادات النظام
وهذا
نموذج آخر على الحملات والتصاميم التي تحدث عنها كتّاب أمريكيون لتغيير
النظام في إيران، فكتب مايكل آيزنشتات الباحث في مركز واشنطن لدراسات الشرق
الأدنى "يجب أن توظف كافة الوسائل الموجودة تحت تصرف الحكومة الأمريكية
لكي تلعب على زيادة حدة وتر جنون الارتياب الذي يقع تحت تأثيره النظام
الحاكم في إيران".
وتابع
يقول "يجب تصعيد مخاوف وقلق النظام على نفسه وعلى سياساته، وينبغي استغلال
الفجوات الباطنية والظاهرية بداخل النظام الحاكم نفسه وبينه وبين الشعب
الإيراني"[23].
وفي
مجال آخر أضاف "علينا زيادة التوترات داخل النظام الحاكم لإعاقة أي تحرك
فعال يقوم به. فمثلا ينبغي التركيز على سيطرة الحرس الثوري على الاقتصاد
والمؤسسات والموارد النفطية بهدف تسعير شهية المعارضة وخلق توتر بين
الطرفين".
إذا،
ما تحدث عنه سماحة الإمام القائد من استغلال العدو للثغرات وإثارة
المشكلات والخصومات بين أركان النظام الإسلامي ليس من قبيل الدعاية
والخطابة السياسية، بل هو مبني على أدلة ومتطابق مع ما كشفته هذه الوثائق،
كما سنبين في الباب الثاني المخصص لخطابات الإمام القائد أعزه المولى.
سابعا: تحويل نقاط القوة الإيرانية إلى نقاط ضعف
يقوم
هذا التصميم والمخطط على تحويل كل الشعارات والمفاخر والطروحات السياسية
ونقاط القوة التي تتميز بها إيران وتجويفها وإظهارها بصورة معكوسة ومضادة.
وينبغي قلبها وتحويلها في أذهان الرأي العام، فمثلا يجب التركيز على ترويج
إشاعات عن حالات الفساد بين أركان النظام وعن حالات القمع وأن هذا القمع
"يشبه القمع أيام الشاه" وأن النظام الحاكم "يبدد أموال الإيرانيين على دعم
منظمات إرهابية لا تأتي إلا بالضرر على المصالح الإيرانية" ويجب "إثارة
التساؤل الدائم عن عدم استقرار النظام في إيران وأنه غير صالح للبقاء على
المدى الطويل "وزرع الشكوك بين النظام الحاكم في إيران وبين المنظمات
المرتبطة به في المنطقة" وينبغي بث معلومات "تقلل من أهمية الإنجازات
النووية الإيرانية"[24].
وقد
أكد مايكل آيزنشتات "أن أي حملة تواصل استراتيجي كجزء من الحرب الناعمة
ينبغي أن يتم وضع المعايير الخاصة بها بعناية، وأن تكون الشغل والعمل
اليومي للإدارة الأمريكية".
ثامنا: أمريكا تدرب أتباعها وعملائها على تصاميم ونماذج افتراضية للثورات والتحرّكات الناعمة
فقد
كشفت بعض الوثائق أن أمريكا وفي إطار وضع مشاريع جديدة للهيمنة وإدارة
العالم استحدثت معاهد ومنظمات ذات برامج وتصاميم جاهزة[25] لتقديم ورشات
ودورات تدريبية لتعليم وإعداد الكوادر والناشطين المرتبطين بمشروعها على
اكتساب الخبرات وتلقي التوجيهات في البناء الفكري والسياسي في سبيل قيادة
الثورات "الناعمة والملونة" كما كلفت مراكز أبحاث ومدربين دوليين لوضع
خطوات وآليات تفصيلية لهذه التصاميم والبرامج، ووصل الأمر إلى حد تكليف
مهندسين في المعلوماتية لوضع مخططات وبرامج تطبيقية افتراضية مزودة بخرائط
ومجسمات ثلاثية الأبعاد تشبه ألعاب الكومبيوتر بغرض المزيد من الإتقان
والاحتراف ولغاية دراسة كل السيناريوهات والبدائل الناجعة، وهذا ما أكدته
الوقائع والأحداث الجارية حاليا في المنطقة، وثبت بما لا يدع مجالا للشك
بالفيلم الوثائقي الذي أنتج في الغرب ونشرته عدة مواقع على شبكة الإنترنت
وعدة قنوات فضائية غربية وفيه يعترف عدد من النشطاء المعروفين بتلقيهم
تدريبات على قيادة وإدارة الثورات والانقلابات "الناعمة والملونة" وقد عرض
الفيلم لاحقا على عدة قنوات تلفزيونية عربية[26] كما أنتشر على مواقع
يوتيوب youtube،
وقد تحدث في الفيلم مدرب صربي يدعى سرجيو بوبوفيتش وهو رئيس منظمة
"أوتبور" وتعني باللغة العربية "قبضة اليد" وهو نفسه الشعار الذي اتخذته
هذه المنظمة راية لها، واستنسخته منظمات كثيرة حول العالم، هذه المنظمة
التي كانت ناشطة في تنظيم الاحتجاجات في دولة صربيا، وهي منظمة معروفة
بارتباطاتها الأمريكية كما يؤكد الصحافي الأمريكي المتخصص في القضايا
الاستخباراتية "ويليلم أنجدال". وقد اعترف هذا المدرب الصربي في مقابلة
مسجلة في نفس الفيلم الوثائقي بأنه درب في مركزه المعروف بإسم CANVAS
في صربيا مجموعات هائلة من النشطاء والحقوقيين والسياسيين من 37 بلدا حول
العالم على خطط وتصاميم وإستراتيجيات وتكتيكات وآليات كاملة لإسقاط الأنظمة
بصورة احتاجات مدنية وسلمية، ومن بين نشطاء هذه الدول سمى نشطاءا من إيران
ومصر وتونس وسوريا وفنزويلا وأوكرانيا وجورجيا وقيرغيزيستان، وهي الدول
التي شهدت احتجاجات وانقلابات مدعومة من الغرب في السنوات العشر الأخيرة،
وقد تحدث بوبوفيتش عن تصميم متكامل لآليات وتكتيكات تنظيم ثورات ناعمة
وملونة تقوم على اعتماد مبدأ الهجوم والعصيان المدني والشعبي والتحرش
بالأمن والشرطة، ومحاصرة واحتلال المقرات الرسمية والتواجد عبر المخيمات في
الأماكن والميادين العامة، وإضفاء الأحداث الدرامية والرمزية على الواقع
العام، وسبل تنظيم المسيرات الجماعية الناجحة، وكتابة البيانات والشعارات
والرايات الإعلامية، واعتماد الأناشيد والأغاني واللباس واللون الموحد،
وعرض الأنشطة الفكاهية وقرع الطبول والموسيقى والمزامير الخاصة التي تؤدي
إلى زيادة الحماسة وتجتذب المزيد من الجماهير وتحافظ على تماسك الاحتجاجات
وتدعم بقائها في الشوراع والميادين العامة وترفع معنويات الحشود
الجماهيرية[27]. كما تحدث في الفيلم رؤساء منظمات شبابية وحقوقية تحدثوا عن
تلقيهم تدريبات على تنظيم ثورات ناعمة وملونة وهم من بلدان أوكرانيا
وجورجيا وتونس ومصر وفنزويلا...
تاسعا: إستراتيجيات الحرب الناعمة مبنية على استجابة الخصم وغفلته
وهذه
النقطة حساسة وهامة جدا، ذلك أن الحرب الناعمة تستغل إما غفلة الخصم أو
تستغل وجود نقاط ضعف وثغرات لدى بعض اللاعبين المؤثرين في القضايا والأحداث
في الساحة المستهدفة، لأن الحرب الناعمة تعمل كمنظومة متفاعلة داخل ساحة
مفتوحة أمام اللاعبين الدوليين وهي تشبه لعبة الشطرنج بحيث إن تحريك أي حجر
أو بيدق على الطاولة يحدث تأثيراته الإجمالية على الحصيلة النهائية لنتائج
اللعبة، وتعبير لعبة الشطرنج مأخوذ من تشبيه استخدمه منظر القوة الناعمة
جوزيف ناي، واللافت إن الإمام القائد أعزه المولى استعمل هذا التعبير في
تذكير صناع القرار والنشطاء السياسيين في النظام الإسلامي بضرورة التصرف
بحذاقة وذكاء وضرورة الانتباه إلى حساسية أي حركة في ظل ساحات سياسية
مفتوحة على المنافذ والتدخلات والسياسات الدولية الاستكبارية، قال سماحته
"ينبغي على الذين يدخلون المعترك السياسي إن يدققوا بحركاتهم ويتكهنوا
بالتغييرات السياسية المستقبلية التي ستطرأ على الساحة كلاعبي الشطرنج
المحترفين"[28]... ولعل هذا الأمر من الأسرار المعقدة والعميقة لهذه الحرب
الناعمة.
وعلى
ضوئها نفهم تأكيد سماحته وتكرره في عشرات الخطابات في السنوات العشر
الأخيرة ( 2001 وحتى 2011 ) على ثلاثية من الكلمات والعبارات والمفردات،
وفي بعض الأحيان تتكرر هذه الثلاثية في نفس الخطاب، هذه الثلاثية هي
"البصيرة واليقظة والعزيمة" أو قد يستعمل كلمات مشابهة تؤدي نفس المعنى
"الانتباه والحضور والهمة" وهذا يعد في قمة الإدراك لجوهر الحرب الناعمة
التي تقوم كل استراتيجياتها على مدى استجابة الخصم لتداعيات هذه الحرب وعلى
غفلته وسذاجته وسوء تصرفه.
ولهذا
تعطي الحرب الناعمة دائما نتائج هندسية وليس حسابية، بمعنى ان الخسائر
والأضرار تتراكم وتتوسّع بصورة مضاعفة، وكل نقطة لها ضعفين من النتائج،
نقطة تضاف إلى رصيد الطرف المهاجم، ونتيجة ونقطة سلبية تحسم من رصيد الطرف
المستهدف، فضلا عن تمهيدها وتوليدها لخسائر وأضرار ونقاط ضعف جديدة ولأرباح
ومكاسب في الاتجاه المعاكس.
فالأعمال
التي تقوم بها أمريكا لكسب صوت مواطن أو معارض إيراني ضد النظام الإسلامي
تسجل في حال نجاحها نقطة ربح لأمريكا وفي نفس الوقت نقطة خسارة لإيران،
وخروج مظاهرة مناهضة للنظام الإسلامي في إيران تعني نجاحا لسياسات أمريكا،
وإضعافا وتراجعا لسياسات إيران، بقطع النظر عن نوايا هؤلاء الأشخاص، حتى لو
أن هؤلاء الأشخاص لم يصبحوا في جبهة أمريكا، ولم يتم تجنيدهم مع أحد
أجهزتها المخابراتية ولم يعقدوا أي لقاء في طول حياتهم مع أي مسؤول أمريكي،
كما أن أي خطأ أو سوء تصرف يصدر عن جانب أحد المسؤولين في النظام أو الجهة
المستهدفة تضعف هذا النظام أو تلك الجهة لصالح العدو حتما.
وبالخلاصة
نرى أن مخرجات ومنتجات الحرب الناعمة عبارة عن علاقة حب نحو قيمة وعلاقة
طرد ونفور من قيمة مقابلة، وسلوك كاره ومبتعد عن سياسة وسلوك منجذب ومقبل
على سياسة، نقطة شرعية لهذا النظام ونقطة نزع شرعية عن ذاك النظام، وهذه
المعادلات شرحها بدقة ودهاء كبير المنظرين للقوة الناعمة جوزيف ناي قائلا
"إن القوة الناعمة تعني التلاعب وكسب النقاط على حساب جدول أعمال الآخرين
بدون أن تظهر بصمات هذا التلاعب، وفي نفس الوقت منع الآخرين من التعبير عن
جدول أعمالهم وتفضيلاتهم وتصوراتهم الخاصة، هي علاقات جذب وطرد وحب وكراهية
وحسد وإعجاب "[29]..
عاشرا: مصادر وموارد وأدوات الحرب الناعمة
حدد
جوزيف ناي الموارد والمصادر التي تعزز القوة الناعمة الأمريكية على
المستوى النظري وأغفل عن قصد الموارد والمصادر التي يتم تصميمها لضرب
الموارد الناعمة للخصم لأنها تبقى على الدوام سرية وجارية التنفيذ من قبل
وكالات وأجهزة الإدارة الأمريكية، أو قد تظهر بعد إنجاز هذه العمليات، أو
قد يقوم بتسريبها بعض الكتّاب والصحافيين سواء عن قصد واستهداف استخبارتي
وسياسي أو لدواعٍ صحافية بحتة، كالوثائق التي سبق أن أشرنا إليها في هذا
الباب، كما كشفت أحداث فتنة الانتخابات الرئاسية في إيران العام في 2009
والتحقيقات والاعترافات التي أقر بها بعض الموقوفين جانبا من هذه الحرب
الناعمة، تماما كما كشفت الصحافة جانبا من الحرب الناعمة على حزب الله في
لبنان من خلال تسريب نقاشات الكونغرس الأمريكي حول نفقات مشروع جرى تمويله
ويصل إلى نصف مليار دولار أمريكي نفذه السفير الأمريكي السابق في لبنان
والمساعد الحالي لوزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى جيفري
فيلتمان تحت عنوان "إضعاف جاذبية حزب الله"[30].
وقد حصر جوزيف ناي موارد القوة الناعمة الأمريكية في ثلاثة محاور:
1ـ تعزيز القيم والمؤسسات الأمريكية وإضعاف موارد منافسيها وأعدائها.
2ـ توسيع مساحة وجاذبية الرموز الثقافية والتجارية والإعلامية والعلمية الأمريكية وتقليص نفوذ منافسيها وأعدائها.
3ـ
بسط وتحسين وتلميع جاذبية أمريكا وصورتها وتثبيت شرعية سياساتها الخارجية
وصدقية تعاملاتها وسلوكياتها الدولية وضرب سياسات أعدائها .
كما حدد ناي مصادر وأدوات هذه القوة الناعمة بأنها[31]:
1ـ مصانع هوليود وكل الإنتاج الإعلامي والسينمائي الأمريكي.
2ـ
الجامعات والمؤسسات التعليمية الأمريكية التي تعمل على جذب الطلاب
والباحثين الأجانب الوافدين للدراسة، فهؤلاء سيشكلون جيوشا يحملون معهم
آلاف النوايا الطيبة والودائع الحسنة عندما يعودون إلى بلدانهم وأوطانهم
ويتقلدون المراكز والمواقع وسيصبحون سفراء لخدمة المشروع الأمريكي.
3ـ المهاجرون ورجال الأعمال الأجانب المرتبطين بقطاع الأعمال الأمريكي.
4ـ شبكات الإنترنت والمواقع الأمريكية المنتشرة في الفضاء الإلكتروني.
5ـ برامج التبادل الثقافي الدولي والمؤتمرات الدولية التي ترعاها وتشارك في تنظيمها أمريكا.
6ـ الشركات الاقتصادية العابرة للقارات.
7ـ الرموز والعلامات التجارية الاستهلاكية مثل كوكاكولا وماكدونالدز..ألخ.
8ـ وكالات التنمية والمساعدات الدولية الأمريكية أو الدولية التابعة أمريكا.
9ـ برامج التدريب والتعاون العسكري لقادة وضباط الجيوش الأجنبية.
وبالإجمال
ترتكز القوة الناعمة على كل المؤثرات والرموز البصرية والإعلامية
والثقافية والأكاديمية والبحثية والتجارية والعلاقات العامة والدبلوماسية،
وكل مورد أو مفردة أو أداة لا تدخل ضمن القدرات والإمكانات والأدوات
العسكرية المصنفة ضمن القوة الصلبة..
وبناء
عليه فكل مورد للقوة وكل مصدر للقوة لدى الخصم يصبح هدفا في إطار الحرب
الناعمة، ويجب على هذا الأساس اعتبار "الطلاب ورجال الأعمال ورجال الإعلام
والكتاب والشباب والطلاب ورواد الإنترنت وعلماء الدين وبالعموم كافة نخب
وفئات المجتمع والرأي العام أهدافا محتملة للحرب الناعمة "... هذا ما توصل
إليه العميد يحي رحيم صفوي مستشار قائد الثورة للشؤون العسكرية[32].
حادي عشر: تكنولوجيا الاتصال والإعلام حولت الحرب النفسية إلى ناعمة
لا
تشن الحرب الناعمة للتأثير والدعاية والتلاعب بالرأي العام والإقناع
السياسي ولو بدون توفّر أدلة ذات صدقية كما كان يعرفها قسم الحرب النفسية
والدعاية في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA
أثناء الحرب الباردة[33] فهذه من وظائف الدعاية الكلاسيكية التي انتهت
صلاحيتها ولم تعد تجدي نفعا في عصر العولمة والمعلومات كما صرح جوزيف ناي،
لأن توسع وسائل الإعلام وانتشارها بين أيدي الجميع وظهور لاعبين من غير
الدول عدل مفهوم المصداقية في الخطاب السياسي للدول، ومنع احتكار الدول
لسلطة المصداقية هذه، ما أدى إلى القفز نحو اتجاهات ووظائف جديدة أنتجت
الحرب الناعمة بحيث أصبحت وظائفها تقوم على "تشكيل التصورات العامة" و
"بناء البيئة السياسية الملائمة لترسيخ قواعد السياسات المطلوب تثبيتها
وتمريرها والتسويق لها" و "نزع الشرعية والمشروعية والصدقية عن الخصم" و
"تغيير شخصية النظام والقيادة لدى الخصم" و "قلب الحقائق وتحويل نقاط القوة
إلى نقاط ضعف ومن فرص إلى تهديدات".
كل هذه الوظائف لم تكن معهودة بهذا التركيز والتكثيف كما هي اليوم، وهنا تفترق الدعاية والحرب النفسية عن الحرب الناعمة.
وقد
ذكرنا في بحث سابق[34] أن الحرب الناعمة لا تعد منهجا جديدا في مناهج
الحرب النفسية والدعاية، بل هي تطور في الوظائف ناجم عن التطور الكمي
والنوعي الهائل في وسائل ووسائط الاتصال والإعلام، بل يمكن اعتبار الحرب
الناعمة إفرازا طبيعيا وحتميا مرتبطا بسعة انتشار وتوسع الجيل الرابع من
وسائط تكنولوجيا الاتصال والإعلام (الفضائيات / أجهزة الاتصال الخليوية
الرقمية / مواقع وصفحات الإنترنت / شبكات التواصل الاجتماعي)[35].
فالحرب
النفسية والدعاية تشترك مع الحرب الناعمة في الهدف لجهة قصد تطويع إرادة
الخصم أو العدو (الدول والنظم والرأي العام والمنظمات والجماعات) ولكنهما
يختلفان ويتعاكسان في الأساليب والوسائل.
في
الأساليب تركز الحرب الناعمة على الاستمالة والإغواء والجذب بدون أن تظهر
للعيان وبدون أن تترك أي بصمات، في حين ترتكز الحرب النفسية والدعاية على
إرغام العدو وتدمير إرادته ومعنوياته بصورة شبه مباشرة وعلنية.
كما
يختلفان في كمية ونوعية الوسائل المستخدمة، حيث تعاظمت وتوسعت الأدوات
الإعلامية والاتصالية لدى الرأي العام في الوقت الراهن، بحيث إن الوسائط
والأدوات المستخدمة في الحرب الناعمة أصبحت في متناول الجميع بلا استثناء
ودخلت إلى كل البيوت 24 / 24 ساعة من خلال شاشات التلفزيون والإنترنت
والهواتف الخليوية بحيث أغرقت الدول بالمقروئات والمسموعات والبصريات
والأخبار والمنتجات الإعلامية بلا أي قيود رقابية في ظل عولمة إعلامية
وثقافية ومعلوماتية فورية ومفتوحة ومتفاعلة ومترابطة بشكل لا سابق له
وبأثمان وتكاليف مالية مجانية أو شبه مجانية، في حين كانت الحرب النفسية
والدعاية توجه بشكل أساس نحو كتل منظمة ومتراصة ومتماسكة وصلبة مثل الجيوش
والحكومات والمنظمات التي كانت تسيطر وتهيمن بصورة كلية على وعي وميول
الرأي العام نظرا لامتلاكها الاحتكاري والفكري لوسائل الاتصال والإعلام
والدعاية التقليدية (إذاعات وتلفزيونات حكومية محدودة / صحف حكومية وشبه
حكومية / قنوات حكومية مع بعض أجهزة التلفزيون والشاشات محدودة العدد والتي
كانت متوفرة بين الناس بحيث كان يمكن لأجهزة الدولة حصرها وإحصاؤها ومعرفة
أصحابها بالاسم لأسباب أمنية سلطوية وإيديولوجية ونظرا لكلفتها الاقتصادية
وندرتها في السوق).
ثاني عشر: أبرز أركان الحرب الناعمة / الخداع وتحين الفرص والحملات المنظّمة
إن
تنفيذ وظائف الحرب الناعمة ذات الطبيعة الحساسة ووضعها موضع التطبيق يتطلب
موارد وطاقات وجهودا بشرية كبيرة، وتخطيطا وتحليلا سياسيا لتوجيه الأحداث،
ومراكز أبحاث وأجهزة توفر المعلومات والمعطيات، وإمكانات تكنولوجية
واتصالية وإعلامية ضخمة، ومهارات وخبرات وصبرا إستراتيجيا - نفسا طويلا -
وغرفة عمليات تتولى التنسيق لأجل تظافر مجموعة من العناصر والأركان كي
تكتمل وتتوفر شروط نجاح هذه الحرب نلخصها بما يلي:
- مواد ورسائل وأفكار وشعارات سياسية وإعلامية وثقافية ودبلوماسية.
- بناء علاقات وتوفير وسطاء يقومون بوظيفة تسويق وترويج الأفكار والأخبار والتحليلات والتوجيهات السياسية والثقافية والإعلامية...
- تجهيز وتخصيص منافذ وبوابات وقنوات إعلامية وتواصلية وسفارات.
- بناء علاقات مع كوادر إعلامية ومنظمات وشبكات انترنت ونخب وقوى ومؤسسات عامة وقوى مجتمع مدني وشخصيات ذات تأثير عام.
- جمهور ونخب تتلقى وتستجيب لمضمون هذه المواد والرسائل.
- غرفة عمليات موحدة تنسق الأنشطة والاتصالات وتوزع الأدوار والشعارات وفقا لتخطيط سياسي عالي المستوى.
- ظرف ومناسبة وبالعموم فرصة ضمن سياق ملائم.
فالقوة
الناعمة تعتمد على المعادلات الآتية " من يتواصل مع من وتحت أي ظرف"[36]
ومن هي الرواية الفائزة بنظر الجمهور والرأي العام، لأن المنتصر في الحرب
اليوم هو من تفوز روايته للأحداث"[37] وهذا ما نراه اليوم بقوة في أيام
الثورات العربية، حيث يندر أن يأتي يوم لا نسمع فيه كلاما عن الشرعية ونزع
الشرعية عن هذا النظام وذاك الرئيس، والرواية الرسمية الفلانية ورواية
المعارضة المقابلة، وهذا جانب من جوانب الحرب الناعمة.
وقضية
الظرف التي تحدث عنها جوزيف ناي هي جوهر الحرب الناعمة، لان الإعلام
والثقافة والدبلوماسية وهي أهم أدوات القوة الناعمة تحتاج كي تتحول إلى
عملية مؤثرة في البيئة السياسية للخصم إلى سياق ومناسبة خاصة وظرف خاص.
كما
إن نوعية الطرف الذي يتولى عمليات الحرب الناعمة مهم جدا، فإذا كان طرفا
مباشرا أمريكيا فحساسية الجمهور تجاهه أكبر، وبناء عليه فتمرير الرسائل
بطريقة غير مباشرة أهم من الظهور المباشر الذي أصبحت تتحسس منه النخب
والجماهير[38] ولهذا نرى منظر الحرب الناعمة قد ركز كثيرا على ضرورة العمل
عبر "الوكلاء" فهذا أهم وأفعل من مباشرة التأثير العلني، وهذا جزء من
الطبيعة المخادعة والماكرة للحرب الناعمة لأن "أفضل الناطقين باسم الأفكار
والأهداف الأمريكية هم غير الأمريكيين أي الوكلاء المحليون وهناك مثال
ممتاز على هذا الأمر هو ما يحصل بين لوس انجلس وطهران حيث يذيع المهاجرون
الإيرانيون برنامجا تلفزيونيا برعاية خاصة موجها إلى الرأي العام الإيراني
لأجل الإصلاح، وينبغي على أمريكا تفعيل علاقاتها مع محطتي الجزيرة
والعربية"[39] فإذا كان بالإمكان الاستفادة من صوت معارض يلبس اللباس
الوطني والقومي والديني في إيران ويشتم النظام ويفند ولاية الفقيه وينكر
إنجازات النظام الإسلامي فالترويج له أفعل من قيام أي مسؤول أمريكي بهذه
المهمة، وإذا كانت القناة التي تبث الدعاية المعادية هي قناة لها غطاء
إيراني أو عربي أو إسلامي فهذا أهم بأضعاف مضاعفة من أن يقوم بهذا الدور
قناة أمريكية، ويمكن لمن يريد اكتشاف خبث هذه السياسة مراجعة وملاحظة الفرق
في تأثير القنوات التي تروج للسياسات الأمريكية بصورة مباشرة ورسمية كقناة
الحرة الأمريكية والقنوات التي تعمل بغطاء عربي وإسلامي كقناتي الجزيرة
والعربية!!.
وتحتاج
الحرب الناعمة إلى عملية تنظيمية معقدة، لإدارة وتركيز وتنظيم الحملات
ولأجل اختيار التوقيت وتنسيق الجهود وفق الظرف الملائم الذي تحدثنا عنه،
وهذا يحتاج إلى قيادة وغرفة عمليات موحدة تتولى منع تضارب السياسات
والتحركات والتنسيق بين مختلف الأنشطة والأذرع التي تتولى تنفيذ هذه
العمليات، حيث أن هناك عشرات الجهات تتولى الحرب الناعمة على إيران وحدها،
وقد أحصى منها وزير الاستخبارات الإيراني الشيخ حيدر مصلحي 80 مؤسسة
وقناة[40].
كما
أن الحرب الناعمة تعتمد على رفع شعارات ومطالب الناس واستغلالها، فلا يمكن
للحرب الناعمة أن تنجح إذا ما رفعت شعارات وتبنت سياسات معادية بالظاهر
للمصالح الإيرانية أو الإسلامية أو اللبنانية أو السورية، فالقوة الناعمة
بالعمق تقوم على رفع شعارات وقضايا مرغوبة ومحبوبة والبحث عن قيم مشتركة مع
الطرف المستهدف مثل ( الديمقراطية / حقوق الإنسان / السلام / الحريات /
الفرص / الازدهار / الاستقرار / الخ) وهذا ما أكده جوزيف ناي بقوله الخطير
"لا يمكن لأي حملة تواصل استراتيجي مهما كبرت وتوسعت ولا لأي قوة ناعمة أن
تؤثر وهي تروج شعارات ومطالب غير مرغوب بها شعبيا في ساحة الخصم"[41].
إذا
هذه هي أهم العناصر والأركان لنجاح عمليات الحرب الناعمة كما حددها كل من
جوزيف ناي ومايكل آيزنشتات، فتأدية الوظائف التي ذكرناها سابقا يحتاج إلى
"بناء حملات قد تستغرق أعواما وسنوات، وليس مجرد أياما أو أشهرا- فتكتيكات
وأساليب الاتصال الاستراتيجي غير المباشر أي بواسطة الوسائل الإعلامية
والالكترونية والدبلوماسية والخفية للتأثير في جدول الأعمال السياسي لبلد
آخر تحتاج إلى تطوير مجموعة من المواضيع والشعارات على طريقة الحملات
الإعلانية والانتخابية والسياسية في الغرب، ويستلزم ذلك تخطيطا وأحداثا
رمزية وظرفية ومد اتصالات وبناء علاقات على مدى سنوات لا تقل عن سنة - كي
نتمكن من إبراز هذه الشعارات والمواضيع المركزية والدفع بالسياسة المطلوبة
من قبل أمريكا - قدما إلى الإمام"[42].
وبعد
تشكيل التصورات العامة والبيئة السياسية لساحة الخصم يتهيأ المسرح للكثير
من الأحداث والأعمال والإجراءات اللاحقة من قبل الوكالات الأمنية
والاستخباراتية والعسكرية والسياسية وتبدأ النتائج بالظهور عادة خلال
المناسبات والأحداث المؤثرة كالانتخابات مثلا حيث نشهد انعكاسات هذه
التأثيرات والعمليات، لأن العدو لن يجد أفضل منها فرصة لاستغلالها والنفوذ
من خلالها لتحريك عملائه وقواعده وسياساته وأجهزته، فالقاعدة التي تعمل
عليها فلسفة الحرب الناعمة هي القدرة على اجتذاب الناس نحو البيئة والسياق
والفخ السياسي المستهدف في إطار وغلاف وظرف ديمقراطي أو تحت شعار مطلبي أو
إصلاحي ملائم وهذا أسهل من إرغام الناس على تنفيذ التوجيهات المباشرة بصورة
فجة وصريحة وكخلاصة "إدارة دفة الأحداث بأسلوب ناعم وبدون أي بصمات"[43].
وقد
أفصح مؤخرا عن هذه المنهجية وزير الدفاع الأمريكي الجديد والمدير السابق
لوكالة الاستخبارات الأمريكية ليون بانيتا في مقابلة تلفزيونية خلاله
تعليقه على سؤال حول موضوع دعم أمريكا للمعارضة والثورة المضادة في إيران
"ينبغي أن نحاول اتخاذ كل خطوة ممكنة لدعم تلك الجهود، لكن في الوقت نفسه
علينا أن نحلل كل موقف للتأكد من أننا لا نفعل شيئا يثير ردود أفعال سلبية
أو يقوض تلك الجهود"[44].
ومن
هنا إشارة سماحة السيد القائد اعزه المولى إلى حساسية هذه النقطة فقال
"الحرب الناعمة ترفع شعارات ودعايات محقة بالظاهر ولكنها باطلة في الباطن
وتخلط الحق بالباطل، وللآسف فإن البعض يكرر دعايات وشائعات العدو عن قصد أو
عن جهل"[45].
كما
شبّه سماحته في خطبة أخرى طريقة العدو في إدارة اللعبة عن بعد عبر صناعة
كاريكاتور ثورة إسلامية مضادة من الداخل، ترفع شعارات مضادة، ويقوموا
بتحريكها مثل الظلال التي تتبع وتقلّد حركة البطل، حيث يقوموا بتقليد دور
الأبطال ودور الثوار[46].
ثالث عشر: استراتيجيات وتكتيكات الحرب الناعمة[47]
كما
عرضنا سابقا فإن الحرب الناعمة كأي حرب لها إستراتيجياتها وتكتيكاتها
وأسلحتها، بمعنى أنها ليست فكرة أو مذهبا أو مخططا تجريديا، وقد حاولنا
جمعها وتلخيصها من مصادرها الرسمية وهي منقولة بصورة حرفية وشبه حرفية عن
وثائق ومستندات أمريكية[48]:
أ ـ نماذج عن استراتيجيات الحرب الناعمة[49]:
1ـ الاستنزاف المتواصل لطاقات الخصم وسلب حيويته وإشعاعه وبالعموم ضرب وإضعاف موارده الناعمة.
2ـ
الضغط والتشهير المتواصل على مرتكزات ورموز وملامح وصورة ونفسية وعقل
الخصم بدون أي توقف بهدف تحقيق الإرهاق والإرباك وخلخلة الأركان.
3ـ
الدعم العلني لتيار على حساب تيار آخر والتقييم الفئوي لساحة الخصم بهدف
خلق بيئة من الاتهامات المتبادلة وإيجاد فرز واستقطاب يسمح بالدخول على
الخط والتلاعب.
4ـ
استغلال نقاط الضعف في بعض الشخصيات القيادية في جبهة الخصم لخلق توترات
وحساسيات وعداوات مع الشخصيات المنافسة وتسعير حمى الصراع على المواقع عبر
تسريب الإشاعات والأخبار وتضخيم صورة بعض الشخصيات وخاصة المعارضة وصناعة
نجوميتها الإعلامية والجماهيرية.
5ـ
خلق بيئة سياسية وشعبية وإعلامية متوترة من خلال الجدل والمناقشة في قضايا
وموضوعات فكرية وسياسية حساسة تؤدي إلى إحداث تناقضات وحساسيات بين
الفصائل المختلفة (في إيران مثلا يتم التركيز على موضوع ولاية الفقيه
ومواصفات وصلاحيات الولي ومصدر شرعيته، ومدى أهلية الولي الحالي الإمام
الخامنئي للقيادة).
6ـ
استدراج التيارات الإسلامية إلى الملفات السياسة العامة بما يؤدي إلى
توريطها بأزمات سياسية مع غيرها من التيارات وإبعادها عن هدفها المركزي في
مواجهة الغرب ولإثبات فشل وقصور نظم الحكم والإدارة الإسلامية عن تلبية
الاحتياجات والمتطلبات الدولية والسياسية المعاصرة.
7ـ
ضرب وتشويه صورة علماء الدين والمؤسسات الدينية بهدف تقليص دورهم ولأجل
العمل على إدخال تعديلات على المناهج الدينية وإضعاف الفكر الديني .
8ـ تعديل وظيفة المساجد وتحويلها من قواعد دعم للتشدد إلى قواعد لبث التسامح والاعتدال من وجهة نظر أمريكا والغرب.
9ـ
إبراز مخالفة النظم والحركات الإسلامية لمواثيق ومقررات الأمم المتحدة
ومنظومات الأمن والسلام الدوليين ومقتضيات حقوق الإنسان وقيم التسامح
الديني وتبنيها للعنف والإرهاب كمنهج وإستراتيجية.
10ـ
دعم تيار ما يسمى بالإسلام المدني المعتدل وإيجاد شبكة إسلامية دولية
مرتبطة بالغرب تعمل وفق الضوابط الأمريكية والغربية وترويج إسلام أمريكي
وغربي وعرفان وتصوّف مزيف أسماه الإمام الخامنئي بالعرفانيات الكاذبة
البديلة للعرفان الحقيقي[50].
11ـ تقليص الوجود العسكري وزيادة الوجود المدني والإعلامي والاستخباراتي في العالم الإسلامي.
ب ـ نماذج عن تكتيكات الحرب الناعمة[51]:
1ـ
تنويع مصادر البث الإعلامي وخلق ونشر قنوات ومؤسسات إعلامية شعبية وخاصة
على شبكة الإنترنت حيث تقل إمكانيات الرقابة الحكومية، ويسهل استدراج جيل
الشباب، وهذا ما اسماه جارد كوهين رئيس قسم التخطيط السياسي في وزارة
الخارجية الأمريكية بسياسة "الديمقراطية الرقمية حيث أن الشباب والنساء في
الشرق الأوسط قد أصبحوا ناضجين لتقبل تأثيرات السياسات والأفكار الأمريكية
من خلال بوابات ومنافذ تكنولوجيا الاتصال والإعلام"[52].
2ـ
زيادة مصداقية الحملات الإعلامية من خلال البحث عن شخصيات لها نوع من
التغطية والمصداقية الجماهيرية (خاصة مـن المعارضين والمنشقين عن النظم
والحركات الإسلامية).
3ـ
إنشاء ودعم جمعيات ومؤسسات مدنية وشبابية ونسائية وثقافية تحت شعار قوى
المجتمع المدني لإضعاف القوة المعادية وإيجاد بدائل لها على المدى البعيد،
وذلك بموجب قانون أمريكي يدعم " المنظمات الديمقراطية والشبابية ".
4ـ
فتح قنوات الاتصال السياسي والدبلوماسي مع الحركات الإسلامية المركزية
بهدف استدراجها وبالحد الأدنى توريطها وتلطيخ سمعتها ونزع مصداقيتها في
الشارع العربي والإسلامي عبر زيادة ورسم الشكوك حولها وتسعير الحساسيات مع
نظرائها (تماما كما يدور الحديث الآن عن لقاءات بين الإخوان المسلمين
وأمريكا لعقد صفقة شاملة لتسليمها الحكم في العالم العربي).
5ـ تركيز الضوء الإعلامي على الشخصيات ذات الأفكار المتطرفة بهدف بث التفرقة وإشغال المذاهب والفرق الإسلامية ببعضها.
6ـ
استقطاب الشخصيات الإسلامية الليبرالية - ذات الأفكار الالتقاطية - ودعمها
بهدف إضعاف تأثير الحركات الإسلامية المناهضة للقيم والسياسات الغربية.
7ـ
تدريب أفراد وشبكات ومؤسسات للتحرك على شبكة الإنترنت بهدف رفد القنوات
الإعلامية العالمية بالمادة المطلوبة - للتشهير والتشويه – وقد صدر قانون
لكونغرس الأمريكي لتقديم الدعم "لضحايا الرقابة على شبكات الإنترنت".
8ـ
توسيع الفرص الاقتصادية واستقطاب المهاجرين وتقديم المنح الدراسية لاجتذاب
الشباب المسلم نحو المال والأعمال والتخصصات العلمية وصرفه عن الالتحاق
بالشبكات والمجموعات الجهادية.
9ـ زيادة برامج تدريب الضباط المسلمين وتفعيل العلاقات مع قادة الجيوش الإسلامية.
10ـ
تفعيل شبكة العلاقات مع أبناء الجاليات المسلمة والمغتربين المسلمين
المقيمين في الغرب بهدف إشراكهم في برامج لزيادة التأثير في شعوبهم ودولهم .
رابع عشر: مؤشرات وعلامات تدل على وقوع الحرب الناعمة
وكي
لا يقع الخلط بين مفهوم الحرب الناعمة وغيرها من العمليات الدعائية
والنفسية والسياسية الشبيهة فإننا سنضع مؤشرات وعلامات إذا ما توفرت فإننا
نكون بصدد وقوع حالة نسميها "الحرب الناعمة" وهي ثلاثة:
1ـ
وجود اصطفاف وحشد دولي وإقليمي وداخلي ضد نظام أو جهة ما بحيث يستحيل في
الأحوال العادية الطبيعية احتشادهم واصطفافهم بدون تنسيق وتدبير. تماما كما
نرى حالة الاحتشاد الدولي القائمة حاليا ضد إيران وسوريا وحزب الله وقوى
المقاومة.
2ـ
تحرك القنوات الإعلامية في حملة يومية وأسبوعية متواصلة هذه القنوات توظف
كل إمكاناتها وبرامجها وطاقاتها وكوادرها الإعلامية والالكترونية والصحفية
دفعة واحدة وخلال فترة زمنية واحدة، وبالذات القنوات الدولية والإقليمية
المعروفة بارتباطاتها المعادية، لتحويل وخطف أنظار الرأي العام وتحفيزه
لتقبل التوجيه السياسي، بحيث يشعر المراقب بسهولة انه أمام غرفة عمليات
موحدة تنسق الأدوار والشعارات والمواضيع والفلاشات والتوجيهات وحتى الخط
والمنهج التحريري وعناوين نشرات الأخبار تصبح موحدة لدى الجميع، ويكفي أن
نلاحظ مدى التشابه في الحملات التي تشن على إيران وحزب الله وسوريا وقوى
المقاومة في المنطقة.
3ـ
استغلال مناسبة وتحريك الأحداث بصورة فجائية لصناعة دراما إعلامية ونقصد
بصناعة الدراما الإعلامية قابلية الأحداث للتوظيف كوقوع عمليات اغتيال
لشخصيات سياسية أو قتل لمواطنين أثناء التظاهرات لأجل إراقة الدماء وإشعال
الحماسة ولخلق الحساسيات والقصص الإنسانية والمثيرة وكارتكاب أعمال شغب
وحرق وتكسير ممتلكات وبث الاضطرابات والاحتجاجات للإيحاء بمظاهر الانهيار
والفوضى أو إطلاق مواقف طائفية أو سياسية أو فكرية شاذة تحدث عمليات تبادل
للاتهامات وللتشهير وتلطيخ السمعة بين مجموعتين وفئتين، وغيرها من الأحداث
القابلة للتوظيف.
ـــــــــــــــ
[1]
مقالة للباحث الإسرائيلي في مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي ميخائيل
ميلشتاين تحت عنوان "صعود تحدي المقاومة وأثرها على نظرية الأمن القومي
الإسرائيلي" جريدة السفير اللبنانية العدد 11495 الصادرة بتاريخ 18/1/2010
[2] منذر سليمان / مقالة بعنوان "أمريكا.انعطاف استراتيجي مؤجل. لكنه قادم" 2009 / موقع دراسات قناة الجزيرة www.aljazeera.net
[3]
تصريح لهيلاري كلينتون أمام مجلس العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ
الأمريكي بتاريخ 13/10/2009 منشور على عدة مواقع انترنت منها موقع التجديد www.attajdid.info
[4]
يمكن فهم هذا المشروع بنموذج الحوار الذي تجريه جمعية الحوار الإنساني
السويسرية مع جماعة الإخوان المسلمين وهو حوار بين الغرب وهذه الجماعة من
خلال جهة ثالثة وبواجهة مدنية، وقد أفصح عن ذلك مرشد جماعة الإخوان
المسلمين في سوريا في مقابلة مع جريدة الشرق الأوسط السعودية بتاريخ
9/10/2011
[5] جارد كوهين، اختير في العام 2010 كواحد من بين 100 شخصية غيروا قواعد اللعبة game changers بحث منشور على موقع www.wikipedia.org...
[6] مقالة للكاتب محي الدين الحليبي تحت عنوان "جارد كوهين..مهندس الثورات المخملية" منشورة على موقع شبكة أنا المسلم www.muslim.net
[7]
معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى من أهم المعاهد البحثية المؤثرة في
صناعة القرار الأمريكي وهو يضم نخبة من الباحثين من كلا الحزبين الجمهوري
والديمقراطي.
[8]
دراسة منشورة في تموز 2010 تحت عنوان "دور القوة الناعمة في الحرب النفسية
على إيران" للباحث مايكل آيزنشتات المتخصص بالشؤون الإيرانية والخليجية
على عدة مواقع انترنت www.annabaa.org.
[9] جوزيف ناي، القوة الناعمة، مكتبة العبيكان 2007 ص 12،ص20 و ص 27.
[10] القوة الناعمة. مصدر سابق. ص. 27
[11] مصدر نفسه. ص. 25 وص 33.
[12]
مقالة لسيمور هرش منشورة في مجلة ذي نيويوركر نقلناها عن بحث بعنوان
"أمريكا تعد الميدان ضد إيران" للباحث محمد عبد الحليم منشورة في موقع
إسلام اون لاين WWW.islamonline.net.
[13] كتاب "إرث من الرماد تاريخ CIA" الصادر عن شركة المطبوعات للنشر والتوزيع ط. 2010.
[14] ارث من الرماد. تاريخ CIA. المصدر السابق. ص 375 - 475
[15]
مقالة تحت عنوان "ثورة تويتر .... أحلام أمريكا في إيران" للكاتب الكندي
ماكسيمان فورت إصدار 2009 منشورة على صفحات موقع قناة الجزيرة للدراسات www.aljazeera.net/studies
[16] المصدر السابق. ص 21
[17] القاموس العسكري، منشورة على موقع الموسوعة العالمية الحرة ويكيبيديا www.wikipedia.org.
[18]
تصريح لوزير الإرشاد الإسلامي الإيراني في مؤتمر " دور وسائل الإعلام
الداخلية في الحرب الناعمة " منشور على موقع وكالة أنباء الكتاب الإيراني www.ibna.ir.
[19] مقالة منشورة في صحيفة وول ستريت جورنال 21 يناير 2010 على صفحات موقع عراق المستقبل وهو موقع ذو توجه أمريكي بريطاني www.iraqfuture.net ترجم المقالة علي الحارس.
[20] مقالة في صحيفة وول ستريت جورنال 21 يناير 2010 منشورة على صفحات موقع عراق المستقبل وهو موقع ذا توجه أمريكي بريطاني www.iraqfuture.net ترجم المقالة علي الحارس.
[21] نفس المصدر السابق. مقالة منشورة في صحيفة وول ستريت جورنال 21 يناير 2010.
[22] نعومي كلاين. عقيدة الصدمة. شركة المطبوعات للنشر والتوزيع ط. 2009. ص 31 وص42
[23]
مايكل آيزنشتات، متخصص في شؤون الخليج والشرق الأدنى، مقالة بعنوان "الحرب
الناعمة على إيران" منشورة في الصحافة الأمريكية نقلتها بعض المواقع ومنها
موقع النبأ WWW.ANNABAA.ORG.
[24] مقالة "القوة الناعمة في الحرب النفسية على إيران". مايكل آيزنشتات. المصدر السابق نفسه.
[25] ومن هذه المنظمات مؤسسة البيت الحر FREDOM HOUSE التي كان يرأسها المدير السابق لـ CIA جيمس ولسي ومنظمة فريدريش نومان الألمانية الشهيرة وهي معروفة بارتباطاتها بالاستخبارات الألمانية.
[26] قناة الدنيا السورية، و قناة الإخبارية السورية، وغيرها..
[27] مقالة للصحافي المصري محمد ثروت بعنوان "منظمة أوتبور الصربية تتحرك بأجندة أمريكية" نشرت على موقع حزب الوفد المصري. www.alwafd.org وهناك عشرات المواقع تداولت هذه المعلومات.
[28] خطاب لسماحة السيد القائد أمام النخب العلمية في البلاد بتاريخ 30 /10/2009
[29] القوة الناعمة. مصدر سابق. ص 34 وص 70.
[30] تقرير بعنوان "حقائق وفصول من الحرب الأمريكية الناعمة على حزب الله" منشور على موقع تلفزيون المنار على الانترنت www.almanartv.com.lb
[31] القوة الناعمة. مصدر سابق. ص 20 – 33
[32] تصريح للجنرال يحيى رحيم صفوي / منشور في وكالة الطاهرة للأنباء www.altahera.net
[33] ارث من الرماد. تاريخ CIA. مصدر سابق. ص 792
[34] للتوسع يراجع بحث الحرب الناعمة النشأة والمفهوم وسبل المواجهة. دراسة منشورة صادرة عن مركز قيم للدراسات. العام 2011
[35] بروس بمبر. الديمقراطية الأمريكية وثورة المعلومات / دار الحوار الثقافي 2006
[36] القوة الناعمة. المصدر السابق. ص 40.
[37] المصدر السابق. ص 149.
[38] المصدر السابق. ص 159
[39] المصدر السابق. ص. 180 و181
[40] وكالة تابناك Tabnak الإيرانية على الانترنتwww.tabnak.ir.
[41] المصدر السابق. ص 164
[42] القوة الناعمة. مصدر سابق 162
[43] المصدر السابق. ص 40 و 41
[44] خبر لوكالة رويترز للأنباء منشور في جريدة الأخبار اللبنانية بتاريخ 7/9/2011
[45] خطاب لسماحة السيد القائد أمام حشد من الشباب والطلاب الإيراني في مدينة قم بتاريخ 26/10/2011
[46] خطاب لسماحة القائد مع أهالي قم بتاريخ 9/11/2011.
[47]
اعتمدنا على دراستين لمعهد راند للأبحاث الدفاعية واحدة بعنوان "الإسلام
المدني" صدرت العام 2004 والثانية بعنوان "بناء شبكات إسلامية معتدلة" صدرت
عام 2007 منشورة على موقع راند على
الانترنت وقد ترجمتها مواقع إسلامية عديدة منها إسلام اون لا ين www.islamonline.net وغيرها.
[48]
مثل كتاب القوة الناعمة / مقالة "القوة الناعمة ضد إيران" لغلاسماتن
ودوران / دراسة ماياكل آيزنشتات / كتاب ارث من الرماد الذي أرخ لتاريخ CIA / وغيرها من المصادر والوثائق.
[49] الإستراتيجية تعني اصطلاحا البند الأساسي في الخطة أو الحملة وهو بند مؤثر على المدى الطويل والبعيد في مجمل الخطة.
[50]
يُراجَع للتوسّع بحث تحت عنوان "هل يكون التصوّف هو القوّة الناعمة
لاختراق الإسلام" لسماحة الشيخ علي خازم. منشور على مدوّنته الخاصة.
[51] نعني بكلمة تكتيكي طريقة تنظيم الجهود أو تقنيات تنفيذ استراتيجيات الخطط والحملات وهي ذات أثار جزئية ومرحلية.
[52] مقالة تحت عنوان الانتخابات الإيرانية وأمن الطاقة، لسكوت ريتر منشورة في موقع شام برس www.champress.net
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)